هَلْ نَتَمَثَّلُ بِعَدْلِ يَهْوَهَ؟
«أُعْلِنُ ٱسْمَ يَهْوَهَ . . . إِلٰهِ أَمَانَةٍ لَا ظُلْمَ عِنْدَهُ». — تث ٣٢:٣، ٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٠، ٢
١، ٢ (أ) أَيُّ ظُلْمٍ لَحِقَ بِنَابُوتَ وَبَنِيهِ؟ (ب) أَيُّ صِفَتَيْنِ سَتَتَحَدَّثُ عَنْهُمَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
تَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ ٱلتَّالِيَ. يُلَفِّقُ رَجُلَانِ لَا خَيْرَ فِيهِمَا تُهْمَةً خَطِيرَةً لِرَجُلٍ بَرِيءٍ. وَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلتُّهْمَةُ؟ لَقَدْ سَبَّ ٱللّٰهَ وَٱلْمَلِكَ. فَيُحْكَمُ عَلَيْهِ فَوْرًا بِٱلْمَوْتِ. لَا شَكَّ أَنَّ مُحِبِّي ٱلْعَدْلِ ٱسْتَاؤُوا كَثِيرًا حِينَ أُعْدِمَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْبَرِيءُ وَأَبْنَاؤُهُ أَمَامَ عُيُونِهِمْ. وَلٰكِنْ هَلْ هٰذَا ٱلْمَشْهَدُ خَيَالِيٌّ؟ إِطْلَاقًا، بَلْ هُوَ رِوَايَةٌ وَاقِعِيَّةٌ عَنْ خَادِمٍ أَمِينٍ لِيَهْوَهَ يُدْعَى نَابُوتَ عَاشَ فِي إِسْرَائِيلَ زَمَنَ ٱلْمَلِكِ أَخْآبَ. — ١ مل ٢١:١١-١٣؛ ٢ مل ٩:٢٦.
٢ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَا حَصَلَ مَعَ نَابُوتَ وَأَيْضًا مَعَ شَيْخٍ أَمِينٍ ٱرْتَكَبَ خَطَأً كَبِيرًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ. وَٱلتَّأَمُّلُ فِي هَاتَيْنِ ٱلرِّوَايَتَيْنِ يُعَلِّمُنَا أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْمُسَامَحَةِ. وَهُمَا صِفَتَانِ ضَرُورِيَّتَانِ لِنَتَمَثَّلَ بِعَدْلِ يَهْوَهَ، خَاصَّةً عِنْدَمَا نَشْعُرُ أَنَّ هُنَالِكَ ظُلْمًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
تَحْرِيفُ ٱلْعَدَالَةِ
٣، ٤ (أ) أَيُّ صِفَاتٍ تَحَلَّى بِهَا نَابُوتُ؟ (ب) لِمَاذَا رَفَضَ نَابُوتُ عَرْضَ أَخْآبَ؟
٣ لَقَدْ خَدَمَ نَابُوتُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ. أَمَّا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فَعَبَدَ مُعْظَمُهُمُ ٱلْإِلٰهَ ٱلْبَاطِلَ بَعْلًا، مُتَّبِعِينَ مِثَالَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ وَزَوْجَتِهِ إِيزَابِلَ. وَفِيمَا قَدَّرَ نَابُوتُ كَثِيرًا عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ وَٱعْتَبَرَهَا أَهَمَّ مِنْ حَيَاتِهِ، لَمْ يَحْتَرِمْ عُبَّادُ ٱلْبَعْلِ يَهْوَهَ وَمَقَايِيسَهُ.
٤ اقرأ ١ ملوك ٢١:١-٣. عِنْدَمَا عَرَضَ أَخْآبُ أَنْ يَشْتَرِيَ كَرْمَ نَابُوتَ أَوْ يُعْطِيَهُ عِوَضًا عَنْهُ كَرْمًا أَفْضَلَ مِنْهُ، رَفَضَ نَابُوتُ رَفْضًا قَاطِعًا. وَشَرَحَ بِٱحْتِرَامٍ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا: «حَاشَا لِي، مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ، أَنْ أُعْطِيَكَ مِيرَاثَ آبَائِي». فَشَرِيعَةُ يَهْوَهَ مَنَعَتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَبِيعُوا «بَيْعًا دَائِمًا» ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي وَرِثُوهَا عَنْ آبَائِهِمْ. (لا ٢٥:٢٣؛ عد ٣٦:٧) فَلَا شَكَّ أَنَّ نَابُوتَ رَغِبَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ فِي إِطَاعَةِ يَهْوَهَ.
٥ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَتْهُ إِيزَابِلُ فِي مَقْتَلِ نَابُوتَ؟
٥ وَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَخْآبَ وَزَوْجَتِهِ إِيزَابِلَ؟ دَبَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَلِكَةُ ٱلشِّرِّيرَةُ مُؤَامَرَةً لِيَحْصُلَ زَوْجُهَا عَلَى ٱلْكَرْمِ. فَطَلَبَتْ مِنْ رَجُلَيْنِ أَنْ يَتَّهِمَا نَابُوتَ بِجَرِيمَةٍ لَمْ يَرْتَكِبْهَا. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رُجِمَ هُوَ وَبَنُوهُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ. فَكَيْفَ تَعَامَلَ يَهْوَهُ مَعَ هٰذَا ٱلْوَضْعِ؟
عَدْلُ يَهْوَهَ
٦، ٧ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ؟ (ب) كَيْفَ تَعَزَّتْ عَائِلَةُ نَابُوتَ وَأَصْدِقَاؤُهُ؟
٦ عَلَى ٱلْفَوْرِ، أَرْسَلَ يَهْوَهُ إِيلِيَّا لِيُوَاجِهَ أَخْآبَ بِجَرِيمَتِهِ ٱلْبَشِعَةِ. فَأَدَانَهُ إِيلِيَّا بِٱلْقَتْلِ وَٱلسَّرِقَةِ. وَأَيُّ حُكْمٍ صَدَرَ فِي حَقِّهِ؟ كَانَ أَخْآبُ وَزَوْجَتُهُ وَبَنُوهُ سَيُلَاقُونَ نَفْسَ مَصِيرِ نَابُوتَ وَبَنِيهِ. — ١ مل ٢١:١٧-٢٥.
٧ لَا شَكَّ أَنَّ عَائِلَةَ نَابُوتَ وَأَصْدِقَاءَهُ تَأَلَّمُوا كَثِيرًا بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ أَخْآبُ. لٰكِنَّهُمْ تَعَزَّوْا إِلَى حَدٍّ مَا حِينَ سَارَعَ يَهْوَهُ إِلَى تَصْحِيحِ ٱلْوَضْعِ. إِلَّا أَنَّ تَوَاضُعَهُمْ وَثِقَتَهُمْ بِيَهْوَهَ وُضِعَا تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ عِنْدَمَا ٱتَّخَذَتِ ٱلْأَحْدَاثُ مَسَارًا مُخْتَلِفًا.
٨ مَاذَا فَعَلَ أَخْآبُ لَمَّا سَمِعَ حُكْمَ يَهْوَهَ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٨ لَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ حُكْمَ يَهْوَهَ، «مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَوَضَعَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ، وَصَامَ وَٱضْطَجَعَ فِي ٱلْمِسْحِ وَسَارَ يَائِسًا». وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ قَالَ يَهْوَهُ لِإِيلِيَّا: «مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ تَوَاضَعَ بِسَبَبِي، لَنْ أَجْلُبَ ٱلْبَلِيَّةَ فِي أَيَّامِهِ. فِي أَيَّامِ ٱبْنِهِ أَجْلُبُ ٱلْبَلِيَّةَ عَلَى بَيْتِهِ». (١ مل ٢١:٢٧-٢٩؛ ٢ مل ١٠:١٠، ١١، ١٧) وَهٰكَذَا أَظْهَرَ لَهُ يَهْوَهُ «فَاحِصُ ٱلْقُلُوبِ» مِقْدَارًا مِنَ ٱلرَّحْمَةِ. — ام ١٧:٣.
اَلتَّوَاضُعُ يَحْمِينَا
٩ كَيْفَ حَمَى ٱلتَّوَاضُعُ عَائِلَةَ نَابُوتَ وَأَصْدِقَاءَهُ؟
٩ كَيْفَ كَانَ وَقْعُ هٰذَا ٱلْخَبَرِ عَلَى عَائِلَةِ نَابُوتَ وَأَصْدِقَائِهِ؟ لَقَدِ ٱمْتَحَنَ إِيمَانَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ. لٰكِنَّ ٱلتَّوَاضُعَ حَمَاهُمْ. فَقَدْ سَاعَدَهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَاثِقِينَ أَنَّ إِلٰهَهُمْ لَا يَظْلِمُ أَحَدًا. (اقرإ التثنية ٣٢:٣، ٤.) وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، سَيُنْصِفُ يَهْوَهُ نَابُوتَ وَأَوْلَادَهُ وَعَائِلَاتِهِمْ كَامِلًا حِينَ يُقِيمُ ٱلْأَبْرَارَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. (اي ١٤:١٤، ١٥؛ يو ٥:٢٨، ٢٩) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يَحْمِينَا ٱلتَّوَاضُعُ مِنْ خَسَارَةِ إِيمَانِنَا بِٱللّٰهِ. فَٱلْمُتَوَاضِعُ يَعْرِفُ أَنَّ «ٱللّٰهَ سَيُحْضِرُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ كُلَّ عَمَلٍ مَعَ كُلِّ خَفِيٍّ، لِيَرَى هَلْ هُوَ صَالِحٌ أَمْ رَدِيءٌ». (جا ١٢:١٤) فَبِعَكْسِ ٱلْبَشَرِ، يَعْرِفُ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ وَيَأْخُذُهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى أَحَدٍ.
١٠، ١١ (أ) أَيُّ حَالَاتٍ قَدْ تَمْتَحِنُ ثِقَتَنَا بِعَدْلِ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ يَحْمِينَا ٱلتَّوَاضُعُ؟
١٠ وَمَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِنَا عِنْدَمَا يَتَّخِذُ ٱلشُّيُوخُ قَرَارًا لَا نَفْهَمُهُ أَوْ لَا يُعْجِبُنَا؟ مَثَلًا، مَاذَا لَوْ خَسِرْنَا نَحْنُ أَوْ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا تَعْيِينًا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ مَاذَا لَوْ فُصِلَ شَخْصٌ تَرْبِطُنَا بِهِ عَلَاقَةٌ لَصِيقَةٌ وَشَعَرْنَا أَنَّ ٱلْقَرَارَ ظَالِمٌ؟ وَمَاذَا لَوْ أَحْسَسْنَا أَنَّ خَاطِئًا نَالَ رَحْمَةً لَا يَسْتَحِقُّهَا؟ قَدْ تَمْتَحِنُ هٰذِهِ ٱلْحَالَاتُ ثِقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَطَرِيقَتِهِ فِي تَنْظِيمِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَكَيْفَ يَحْمِينَا ٱلتَّوَاضُعُ؟
مَاذَا تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ عِنْدَمَا يَتَّخِذُ ٱلشُّيُوخُ قَرَارًا لَا تَفْهَمُهُ أَوْ لَا يُعْجِبُكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٠، ١١.)
١١ أَوَّلًا، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَنْ نَعْتَرِفَ بِأَنَّنَا لَا نَعْرِفُ ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ كُلِّ جَوَانِبِهَا. وَمَهْمَا كُنَّا مُلِمِّينَ بِهَا، نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ وَحْدَهُ يَرَى مَا فِي ٱلْقَلْبِ. (١ صم ١٦:٧) وَإِذَا أَبْقَيْنَا ذٰلِكَ فِي ذِهْنِنَا، نَعْرِفُ حُدُودَنَا وَنُعَدِّلُ نَظْرَتَنَا. ثَانِيًا، يَدْفَعُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَنْ نَكُونَ مُذْعِنِينَ وَنَصْبِرَ إِلَى أَنْ يَحُلَّ يَهْوَهُ ٱلْمَسْأَلَةَ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ «خَائِفِي ٱللّٰهِ يَكُونُ لَهُمْ خَيْرٌ . . . أَمَّا ٱلشِّرِّيرُ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ خَيْرٌ أَبَدًا، وَلَنْ يُطِيلَ أَيَّامَهُ». (جا ٨:١٢، ١٣) حَقًّا، إِنَّ ٱلتَّوَاضُعَ يُفِيدُنَا نَحْنُ وَٱلْآخَرِينَ أَيْضًا. — اقرأ ١ بطرس ٥:٥.
رِيَاءٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
١٢ أَيُّ رِوَايَةٍ سَنُنَاقِشُهَا ٱلْآنَ، وَلِمَاذَا؟
١٢ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ وَضْعًا صَعَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَحَلَّوْا بِٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْمُسَامَحَةِ. وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ سَتُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا لِنَرَى هَلْ نَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ لِمُسَامَحَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَسَتُسَاعِدُنَا أَيْضًا أَنْ نَفْهَمَ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلْمُسَامَحَةُ بِعَدْلِ يَهْوَهَ.
١٣، ١٤ أَيُّ ٱمْتِيَازٍ نَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ، وَأَيَّةُ شَجَاعَةٍ أَعْرَبَ عَنْهَا؟
١٣ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ شَيْخًا مَعْرُوفًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَهُوَ مِنْ أَصْدِقَاءِ يَسُوعَ ٱلْأَحِمَّاءِ وَنَالَ ٱمْتِيَازَاتٍ مُهِمَّةً. (مت ١٦:١٩) مَثَلًا، بَشَّرَ بُطْرُسُ كَرْنِيلِيُوسَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ عَامَ ٣٦ بم. وَلِمَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ خُصُوصِيٌّ؟ لِأَنَّهُمْ أَشْخَاصٌ مِنَ ٱلْأُمَمِ غَيْرُ مَخْتُونِينَ. وَحِينَ حَلَّ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، قَالَ بُطْرُسُ: «أَيَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ ٱلْمَاءَ حَتَّى لَا يَعْتَمِدَ هٰؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ نَالُوا ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضًا؟». — اع ١٠:٤٧.
١٤ وَعِنْدَمَا نَشَأَتْ قَضِيَّةُ ٱلْخِتَانِ عَامَ ٤٩ بم، ٱجْتَمَعَ ٱلرُّسُلُ وَٱلشُّيُوخُ فِي أُورُشَلِيمَ لِمُنَاقَشَتِهَا. فَذَكَّرَ بُطْرُسُ ٱلْإِخْوَةَ بِمَا حَصَلَ مَعَهُ قَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ. وَقَالَ بِجُرْأَةٍ إِنَّهُ رَأَى ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَحِلُّ عَلَى أُنَاسٍ غَيْرِ مَخْتُونِينَ. وَشَهَادَتُهُ هٰذِهِ سَاعَدَتِ ٱلْإِخْوَةَ أَنْ يَبُتُّوا ٱلْقَضِيَّةَ. (اع ١٥:٦-١١، ١٣، ١٤، ٢٨، ٢٩) وَٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ وَأُمَمِيٍّ عَلَى ٱلسَّوَاءِ قَدَّرُوا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ جُرْأَةَ هٰذَا ٱلشَّيْخِ ٱلْأَمِينِ. لِذَا مَنَحُوهُ كُلَّ ثِقَتِهِمْ. — عب ١٣:٧.
١٥ أَيُّ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ بُطْرُسُ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٥ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ، زَارَ بُطْرُسُ أَنْطَاكِيَةَ سُورِيَّةَ. وَلَا بُدَّ أَنَّهُ فَرِحَ بِمُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ هُنَاكَ، وَهُمْ أَيْضًا ٱسْتَفَادُوا كَثِيرًا مِنْ خِبْرَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ. وَلٰكِنْ كَمْ تَفَاجَأُوا وَخَابَ أَمَلُهُمْ حِينَ تَوَقَّفَ فَجْأَةً عَنْ تَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ مَعَهُمْ! وَقَدْ جَارَاهُ فِي ذٰلِكَ مَسِيحِيُّونَ آخَرُونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ، مِنْ بَيْنِهِمْ بَرْنَابَا. وَلٰكِنْ كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ شَيْخٌ مِثْلُهُ أَنْ يَرْتَكِبَ خَطَأً هَدَّدَ وَحْدَةَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ وَٱلْأَهَمُّ، مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ بُطْرُسَ حِينَ يَجْرَحُنَا شَيْخٌ بِكَلَامِهِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِ؟
١٦ مَنْ قَوَّمَ تَفْكِيرَ بُطْرُسَ، وَأَيُّ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
١٦ اقرأ غلاطية ٢:١١-١٤. لَقَدِ ٱسْتَسْلَمَ بُطْرُسُ لِخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. (ام ٢٩:٢٥) فَمَعَ أَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا نَظْرَةَ يَهْوَهَ، خَافَ أَنْ يَفْقِدَ ٱحْتِرَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. لِذَا وَاجَهَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَفَضَحَ تَظَاهُرَهُ وَرِيَاءَهُ. فَهُوَ كَانَ حَاضِرًا فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ عَامَ ٤٩ بم، وَسَمِعَ دِفَاعَ بُطْرُسَ عَنِ ٱلْأُمَمِ. (اع ١٥:١٢؛ غل ٢:١٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ جَرَحَ بُطْرُسُ مَشَاعِرَهُمْ؟ هَلْ عَثَرُوا وَتَرَكُوا ٱلْإِيمَانَ؟ وَهَلْ كَانَ بُطْرُسُ سَيَخْسَرُ ٱمْتِيَازَاتِهِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْخَطَإِ؟
لِنَكُنْ مُسَامِحِينَ
١٧ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ بُطْرُسُ مِنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٧ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ بُطْرُسَ تَوَاضَعَ وَقَبِلَ نَصِيحَةَ بُولُسَ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ لَا تَذْكُرُ أَنَّهُ خَسِرَ ٱمْتِيَازَاتِهِ. بَلْ عَلَى ٱلْعَكْسِ، أُوحِيَ إِلَيْهِ لَاحِقًا أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَتَيْنِ صَارَتَا جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلثَّانِيَةِ، دَعَا بُولُسَ ‹أَخَانَا ٱلْحَبِيبَ›. (٢ بط ٣:١٥) وَمَعَ أَنَّهُ آلَمَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ أُمَمِيٍّ، أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَسُوعُ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً. (اف ١:٢٢) وَتَمَثُّلًا بِيَسُوعَ وَأَبِيهِ، كَانَ عَلَى أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يُسَامِحُوا هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ ٱلنَّاقِصَ. وَنَرْجُو أَلَّا يَكُونَ أَحَدٌ مِنْهُمْ قَدْ جَعَلَ مِنْ خَطَإِ بُطْرُسَ مَعْثَرَةً لَهُ.
١٨ مَتَى يَجِبُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِعَدْلِ يَهْوَهَ؟
١٨ مَا مِنْ شَيْخٍ كَامِلٍ، سَوَاءٌ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَوِ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَنَحْنُ «جَمِيعًا نَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً». (يع ٣:٢) كُلُّنَا نَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ. وَلٰكِنْ حِينَ تَعْنِينَا ٱلْمَسْأَلَةُ شَخْصِيًّا، هَلْ نَتَمَثَّلُ بِعَدْلِ يَهْوَهَ؟ وَمَاذَا نَفْعَلُ لَوْ قَالَ شَيْخٌ كَلِمَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنَ ٱلتَّحَامُلِ؟ وَمَاذَا لَوْ أَهَانَنَا أَوْ جَرَحَنَا بِكَلَامِهِ؟ هَلْ نَعْثُرُ وَنُفَكِّرُ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ عَلَى قَدِّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ، أَمْ نَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ تَدَخُّلَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟ هَلْ نَتَذَكَّرُ أَنَّهُ خَدَمَ بِأَمَانَةٍ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً بَدَلَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى خَطَئِهِ؟ وَهَلْ نَفْرَحُ إِذَا بَقِيَ فِي مَسْؤُولِيَّتِهِ أَوْ نَالَ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً؟ إِنَّ رَغْبَتَنَا فِي ٱلْغُفْرَانِ تُظْهِرُ أَنَّنَا نَتَمَثَّلُ بِعَدْلِ يَهْوَهَ. — اقرأ متى ٦:١٤، ١٥.
١٩ مَا هُوَ تَصْمِيمُنَا؟
١٩ نَحْنُ جَمِيعًا نُحِبُّ ٱلْعَدْلَ. لِذٰلِكَ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ أَنْ يُزِيلَ يَهْوَهُ ٱلْمَظَالِمَ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ ٱلشِّرِّيرُ. (اش ٦٥:١٧) وَلٰكِنْ حَتَّى يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، سَنُوَاجِهُ مَظَالِمَ كَثِيرَةً. فَمَا هُوَ تَصْمِيمُنَا فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ؟ لِنَعْتَرِفْ بِتَوَاضُعٍ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ، وَلْنُسَامِحْ كُلَّ مَنْ يُخْطِئُ إِلَيْنَا. وَهٰكَذَا نَتَمَثَّلُ بِعَدْلِ يَهْوَهَ.