ايها الاحداث — فرِّحوا قلب يهوه
١ عندما يستعمل المرء قوة ونشاط الحداثة بالطريقة الصائبة، يمكن ان تكون الحياة مبهجة حقا. كتب الملك الحكيم سليمان: «افرح ايها الشاب في حداثتك وليسرَّك قلبك في ايام شبابك.» (جامعة ١١:٩) فيا ايها الاحداث انتم مسؤولون امام اللّٰه عن تصرفاتكم.
٢ ان الطريقة التي بها تحيَون حياتكم تشكِّل فرقا ليس فقط بالنسبة اليكم بل ايضا بالنسبة الى والديكم. تذكر الامثال ١٠:١: «الابن الحكيم يسرُّ اباه والابن الجاهل حزن امه.» ولكنَّ الاهمَّ ايضا هو ان الطريقة التي بها تحيَون حياتكم تؤثر في خالقكم، يهوه اللّٰه. ولهذا السبب تشجع الامثال ٢٧:١١ ايضا الاحداث: «يا ابني كن حكيما وفرِّح قلبي فأجيب من يعيِّرني كلمة.» فكيف يمكنكم ايها الاحداث ان تفرِّحوا قلب يهوه اليوم؟ يمكن انجاز ذلك بعدد من الطرائق.
٣ بالمثال اللائق: انتم ايها الاحداث تختبرون «ازمنة صعبة» منبأ بها مسبقا في كلمة اللّٰه. (٢ تيموثاوس ٣:١) وأيضا قد تكونون عرضة للضغوط من الرفقاء غير المؤمنين في المدرسة وحتى من الاساتذة الذين قد يسخرون من وجهات نظركم المؤسسة على الكتاب المقدس. مثلا، قدَّم احد معلِّمي احدى الناشرات الحدثات نظرية التطور بصفتها واقعا والكتاب المقدس بصفته اسطورة. لكنَّ ناشرة حدثة في ذلك الصف دافعت بولاء عن الكتاب المقدس. ونتيجة لذلك، جرى البدء بعدد من الدروس في الكتاب المقدس. وبدأ بعض المهتمين بحضور الاجتماعات. فإيمانكم ايها الاخوة والأخوات الاحداث يدين العالم الشرير ويجذب المستقيمي القلوب الى الحق. — قارنوا عبرانيين ١١:٧.
٤ هل يمكنكم تشجيع نظرائكم في الجماعة بحيث لا يستسلمون لِما هو شر؟ برسمكم المثال الجيد في المدرسة، في المنزل، وفي الجماعة، يمكنكم تقوية ايمان ناشرين احداث آخرين. (رومية ١:١٢) ففرِّحوا قلب يهوه برسم مثال للآخرين.
٥ باللباس والهندام: جرت مضايقة احدى الاخوات الحدثات والسخرية منها بسبب لباسها المحتشم وصُنِّفت بـ «غير القابلة للفساد.» وذلك لم يخوِّفها ويحملها على العمل وفق مقاييس العالم غير التقوية. وعوضا عن ذلك، اوضحت أنها واحدة من شهود يهوه وأن المقياس السامي للشهود هو ما تحافظ عليه. فهل تملكون ثباتا كهذا؟ ام هل تسمحون لعالم الشيطان بأن يضعكم في قالب طريقة تفكيره وسلوكه؟ ويا لها من بهجة ان نرى كثيرين منكم ايها الاحداث يصغون الى تعاليم يهوه ويرفضون انماط العالم القذرة، بدعه، معبوداته، وتعاليمه. حقا، كما تعلَّمنا في محفلنا الكوري الاخير، يجب ان نعترف بأن هذه الامور التي تتأصل في العالم تؤثر فيها الابالسة! — ١ تيموثاوس ٤:١.
٦ باختيار التسلية والاستجمام: يلزم ان يتذكَّر الوالدون ضرورة مساعدة اولادهم ان يختاروا بحكمة النوع الصائب من التسلية والاستجمام. وقد تحدَّث احد الاخوة بشكل رفيع عن عائلة رائعة صار يحبها كثيرا جدا. واذ كانا ميَّالَين روحيا، زوَّد الوالدان الارشاد الذي طُبِّق على الاستجمام العائلي ايضا. علَّق الاخ: ‹يعجبني قيامهم بالامور معا. فالوالدان لا يساعدان الاولاد على الاستعداد للخدمة فحسب، ولكن عندما يحين وقت الاستجمام يمرحون اذ يقومون بنزه سيرا على الاقدام، يزورون المتاحف، او يبقون في المنزل ويلعبون او يعملون في مشاريع. ومحبتهم واحدهم للآخر وللآخرين تجعلكم واثقين بأنهم سيسلكون في الحق في المستقبل، بصرف النظر عما سيحدث.›
٧ طبعا، هنالك اوقات لا يمكن فيها ان تشترك العائلة بكاملها في الاستجمام والتسلية. ويلزمكم ايها الاحداث ان تكونوا متيقظين لذلك ولخطورة اختيار الطريقة التي بها ستقضون بعضا من وقت فراغكم. فالشيطان مصمم على تضليل اكبر عدد ممكن. والاحداث والعديمو الخبرة هم خصوصا عرضة لأعماله الخادعة وآرائه المضلِّلة. (٢ كورنثوس ١١:٣؛ افسس ٦:١١) ولذلك يستعمل الشيطان اليوم مجموعة متنوعة من الوسائل لاغرائكم بالانحراف وبالعيش حياة طلب الملذات الاناني والاثم.
٨ ان التلفزيون مغوٍ بارع يروِّج نمط الحياة المادي والفاسد ادبيا. والافلام السينمائية وأشرطة الڤيديو تُبرز قانونيا العنف والجنس الفاضح. وصارت الموسيقى الشعبية منحطة وفاحشة على نحو متزايد. وقد تبدو إغراءات الشيطان بريئة، لكنها اوقعت آلاف الاحداث المسيحيين في شرك التفكير والسلوك الخاطئَين. ولمقاومة مثل هذه الضغوط، يجب ان تتبعوا البر بنشاط. (٢ تيموثاوس ٢:٢٢) وإذا كانت التعديلات لازمة في تفكيركم او سلوككم في ما يتعلق بالتسلية والاستجمام، فكيف يمكن القيام بها؟ يعطي المرنم الملهم الجواب: «بكل قلبي طلبتك. لا تضلَّني عن وصاياك.» — مزمور ١١٩:١٠.
٩ ان تأليه نجوم الرياضة والتسلية امر شائع. ومخافة يهوه ستساعدكم على الامتناع عن تأليه البشر الناقصين. وكثيرون اليوم يؤلِّهون الفساد الادبي الجنسي ايضا. ويمكنكم الاحتراز من هذا الميل بتجنب الفن الاباحي والموسيقى الفاسدة. وفي ما يتعلق بالموسيقى، علَّق عدد ١٥ نيسان ١٩٩٣ من الكراس الخصوصي: «الموسيقى عطية الهية. ومع ذلك تصبح الانشغالَ الكامل غير السليم للكثيرين. . . . اهدفوا الى ابقاء الموسيقى في مكانها واجعلوا نشاط يهوه اهتمامكم الرئيسي. كونوا انتقائيين وحذرين بشأن الموسيقى التي تختارونها. وهكذا تتمكنون من استعمال — وليس اساءة استعمال — هذه العطية الالهية.»
١٠ نمّوا كرها تاما لِما هو شر. (مزمور ٩٧:١٠) وعندما تغوَون لفعل ما هو شر، فكِّروا في الطريقة التي بها ينظر يهوه الى المسألة، وتأملوا في العواقب: حالات الحبل غير المرغوب فيه، الامراض المنتقلة جنسيا، الدمار العاطفي، خسارة احترام الذات، وخسارة الامتيازات في الجماعة. تجنَّبوا تعريض نفسكم للبرامج التلفزيونية، الافلام السينمائية، أشرطة الڤيديو، الاغاني، او المحادثات التي تشجع على الشر. تجنَّبوا معاشرة الذين يصنفهم الكتاب المقدس بصفتهم ‹جهَّالا.› (امثال ١٣:١٩) كونوا انتقائيين؛ اختاروا للمعاشرة اللصيقة في الجماعة اولئك الذين يحبون يهوه ومقاييسه البارة.
١١ نعم، ان الاحداث الذين يريدون حقا ان يفرِّحوا قلب يهوه سيصغون الى المشورة الجيدة الموجودة في افسس ٥:١٥، ١٦: «انظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة.» فماذا سيساعدكم على الاستمرار في ‹النظر بالتدقيق› في تقدمكم في هذه الايام الاخيرة؟
١٢ الاعتناء بالحاجات الروحية: في متى ٥:٣، عج، علَّق يسوع: «سعداء هم الشاعرون بحاجتهم الروحية.» وأنتم ايضا يمكنكم ان تكونوا سعداء بالكينونة شاعرين بحاجتكم الروحية. وسدّ هذه الحاجة يشمل المشاركة الغيورة في الكرازة بالبشارة، لأنَّ هذا الامر يبني ايماننا بالامور التي نتعلَّمها. — رومية ١٠:١٧.
١٣ من الاختبار الشخصي تعرفون انه ليس من السهل دائما الاشتراك قانونيا في الخدمة. والكثير من ذلك قد ينشأ عن النقص في الثقة. ولذلك فإن التصميم الثابت من جهتكم امر ضروري. وبالاشتراك في الخدمة على اساس قانوني، ستعزِّزون مهاراتكم في الشهادة وتبنون الثقة بقدرتكم على الكرازة.
١٤ اصنعوا الترتيبات للعمل مع الناشرين الاكثر خبرة في الجماعة، كالفاتحين القانونيين والشيوخ. أَصغوا بانتباه الى عروضهم والى الطريقة التي بها يعالجون الاعتراضات على الباب. استعملوا جيدا كتاب المباحثة والاقتراحات المقدَّمة في خدمتنا للملكوت. وقبل مضي وقت طويل ستستمدون فرحا اعظم ايضا من الخدمة لأنكم تقدِّمون كل ما لكم ليهوه. — اعمال ٢٠:٣٥.
١٥ كان البعض قادرين على الاستفادة من الفرص للشهادة في المدرسة وكانوا ناجحين الى حد بعيد في التلمذة. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) يقول احد الاحداث المسيحيين: «خلال فترات الفراغ في الصف كانت لديَّ فرص كثيرة للشهادة، وخصوصا في فترات الاحتفال بالاعياد. وعندما تركت مطبوعات الكتاب المقدس على طاولتي حيث يستطيع الآخرون رؤيتها، اقترب مني تلاميذ مهتمون كثيرون.» وأخيرا، ابتدأ عدد من التلاميذ والمعلِّمة ايضا بحضور الاجتماعات المسيحية. وفي الواقع، تقدمت المعلِّمة الى حدّ الصيرورة شاهدة منتذرة. يفرح يهوه للغاية عندما يسبِّح اسمه عبَّاد احداث مثلكم.
١٦ والطريقة الاخرى لاشباع حاجتكم الروحية هي من خلال الدرس الشخصي. ولنفرِّح قلب يهوه، يجب ان نقبل المعرفة عنه، عن مقاصده، وعن متطلباته منا. فهل تخصصون الوقت للدرس الشخصي؟ هل تدرسون قانونيا، تماما كما تخصصون الوقت للاكل قانونيا؟ (يوحنا ١٧:٣) هل لديكم برنامج شخصي لقراءة الكتاب المقدس بالاضافة الى محاولة مجاراة برنامج قراءة الكتاب المقدس لمدرسة الخدمة الثيوقراطية؟ هل تستعدون جيدا لكل الاجتماعات؟ هل تقرأون الكراس الخصوصي و استيقظ! قانونيا؟ وعلى وجه الخصوص، هل تصرفون وقتا في قراءة كل مقالة في سلسلة «الاحداث يسألون . . .،» فاتحين كل آية بعناية؟ ولا تنسوا الكتاب الذي صمَّمته الجمعية خصوصا لحاجاتكم الروحية، اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح. كتب الاحداث المسيحيون ووالدوهم حول العالم ليقولوا كم ساعدهم هذا الكتاب على الاقتراب اكثر الى يهوه.
١٧ عندما تقرأون الكتاب المقدس والمساعِدات الثيوقراطية على درس الكتاب المقدس، تخبركم عن يهوه، تفكيره، ومقاصده. تأملوا كيف تكون هذه المعلومات مساعِدة لكم. اربطوا ما تقرأونه بما قرأتموه سابقا. ويشمل ذلك التأمل. والتأمل يسمح للمعلومات ببلوغ القلب ودفعكم. — مزمور ٧٧:١٢.
١٨ نحن نفرح برؤية الاحداث الشاعرين بحاجتهم الروحية يحضرون اجتماعات الجماعة. وأنتم ايها الاحداث المسيحيون يمكنكم ان تشجعوا الآخرين بتقديمكم قانونيا تعليقات ذات معنى خلال الاجتماعات. فاجعلوه هدفا ان تقدِّموا على الاقل تعليقا واحدا في كل اجتماع. نمّوا علاقات حميمة مع اشخاص من فرق من كل الاعمار في الجماعة بالاشتراك في معاشرة بنَّاءة قبل وبعد الاجتماعات. (عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥) علَّق احد الاخوة الاحداث ان والديه شجعاه على التحدث على الاقل مع اخ او اخت اكبر سنا في كل اجتماع. واليوم هو يقدِّر الخبرة التي اكتسبها بمعاشرة اعضاء الجماعة الاكبر سنا.
١٩ اسعوا الى الاهداف الروحية: من المحزن ان حياة احداث كثيرين ينقصها القصد والتوجيه. ولكن، أليس جيدا اختبار الشعور الذي يأتي من وضع اهداف ثيوقراطية ثم تحقيقها بنجاح؟ وهذه الاهداف، اذ تتبعها الاستنارة بالتعليم الالهي، ستجلب الاكتفاء شخصيا الآن وستقود في النهاية الى الخلاص الابدي. — جامعة ١٢:١، ١٣.
٢٠ عندما تضعون اهدافا، اجعلوها مسألة صلاة. تكلموا مع والديكم ومع الشيوخ. افحصوا نفسكم ومقدراتكم، وضَعوا اهدافا عملية وقف ما تستطيعون انجازه وليس بالمقارنة مع شخص آخر. فكل واحد يختلف في البنية — جسديا، عقليا، عاطفيا، وروحيا. ولذلك لا تتوقعوا انجاز كل ما ينجزه شخص آخر.
٢١ وما هي بعض الاهداف التي يمكنكم بلوغها؟ ان لم تصيروا ناشرا بعد او لم تعتمدوا بعد، فلِمَ لا تجعلون ذلك هدفكم. واذا كنتم ناشرا، يمكنكم ان تجعلوا هدفكم صرف مقدار معيَّن من الوقت في الخدمة كل اسبوع. اعملوا على الصيرورة معلِّما كفؤا في الزيارات المكررة، واجعلوه هدفكم ان تديروا درسا في الكتاب المقدس. واذا كنتم حدثا معتمدا في المدرسة، فلِمَ لا تجعلوه هدفكم ان تخدموا كفاتح اضافي خلال اشهر الصيف؟ فهنالك ‹الكثير لفعله في عمل الرب.› — ١ كورنثوس ١٥:٥٨.
٢٢ المساعدة من الوالدَين حيوية: لا يجب ان يشعر الاحداث في الجماعة ابدا بأنهم وحدهم في مساعيهم لربح الحياة. فيهوه، من خلال هيئته، زوَّد المشورة لمساعدة هؤلاء الاحداث في اتخاذ القرارات والتغلب على العقبات في الحياة يوميا. طبعا، لدى الوالدين المنتذرين المسؤولية الاولية لمساعدة اولادهم على اتخاذ القرارات المناسبة. وفي ١ كورنثوس ١١:٣، يعيِّن الكتاب المقدس الزوج بصفته رأس الاسرة. ولذلك، في الأُسر المسيحية، اذ تعمل الزوجة معه بشكل وثيق، يأخذ الاب القيادة في تعليم الاولاد وصايا اللّٰه. (افسس ٦:٤) ويجري القيام بذلك من خلال التدريب بضمير حي، التدريب الذي يبدأ في الطفولية. وبما ان دماغ الطفل يتضاعف ثلاث مرات في الحجم خلال السنة الاولى من الحياة، لا يجب ان يستخف الوالدان ابدا بقدرات طفلهما على التعلُّم. (٢ تيموثاوس ٣:١٥) وفيما ينمو الاولاد، يحتاج الوالدون الى تعليمهم تدريجيا ان يحبوا يهوه وأن ينمّوا علاقة جيدة به. وفي محفل «التعليم الالهي» الكوري، جرى تقديم خطاب بعنوان «اعملوا بجد لخلاص بيتكم.» وجرى الاشتراك في نقاط متنوِّعة تساعد الوالدين على رؤية الطرائق العملية التي يمكنهم بها مساعدة اولادهم.
٢٣ والمثال الابوي الجيد هو افضل مكان للبدء. وهذا سيساعد اولادكم روحيا اكثر من الوقت الكثير المصروف في التكلُّم اليهم عما يجب ان يفعلوه او ما لا يجب. ورسم المثال الابوي اللائق يشمل اظهار ثمر الروح داخل المنزل، تجاه رفيق زواجكم وتجاه اولادكم. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وقد رأى كثيرون من الاختبار ان روح اللّٰه تأثيرٌ قوي للخير. ويمكنه ان يساعدكم لتصوغوا عقول وقلوب اولادكم.
٢٤ ومن الامور المذكورة ايضا في المحفل الحاجة الى ان يرسم الوالدون المثال الجيد في عادات الدرس الشخصي، حضور الاجتماعات، والاشتراك القانوني في خدمة الحقل. واذا كنتم تتكلمون بحماس عن الحق في البيت، تأخذون القيادة الغيورة في الخدمة، وكنتم ايجابيين بشأن الدرس الشخصي، فسيتشجع اولادكم على الاهتمام باخلاص بالمسائل الروحية.
٢٥ عند الاستعداد كاملا، يمكن ان يكون الدرس العائلي للكتاب المقدس، ذو الهدف والقانوني، درسا مثيرا وممتعا، وقتا لاعادة تأكيد اتحاد العائلة. خصصوا ما تحتاجون اليه من الوقت لبلوغ قلب اولادكم. (امثال ٢٣:١٥) وفيما تستعمل عائلات كثيرة هذه المناسبة للاستعداد لدرس الكراس الخصوصي الاسبوعي، قد يكون مشجعا من وقت الى آخر التأمل في حاجة خصوصية للعائلة. وسيكون منيرا ومنعشا ان تطرحوا اسئلة تتعلق بوجهة النظر وتصغوا الى تعليقات كل عضو في العائلة. فإدارة درس يفيد كل عضو في العائلة هي تحدٍّ حقيقي لرأس العائلة. ولكن كم يكون ذلك مكافئا عندما ينمو الجميع روحيا! وبإبقاء الجميع مشمولين، ستسود روح السعادة.
٢٦ ان تدريبكم الحبي والمتخصص الآن حيويٌّ لخلاص حياة ذريتكم. (امثال ٢٢:٦) وإذ تتذكرون هذا الامر، يسهل ان تفهموا ان ذلك قد يكون اهم تعليم تقومون به على الاطلاق. لا تفكِّروا ابدا انكم وحدكم في هذه المهمة الخصوصية وذات الاهمية. تعلَّموا ان تتكلوا بشدة على يهوه من اجل التوجيه في الاعتناء بمسؤوليات عائلتكم. وهذا ليس كل شيء. فهنالك آخرون يمكن ان يكونوا ذوي عون كبير ايضا.
٢٧ ما يمكن ان يفعله الآخرون ليساعدوا: يمكن ان يشمل الشيوخ الاحداث، مع والديهم، بتنظيف قاعة الملكوت. شجعوا الاولاد في اجتماعات الجماعة. ويجب على الشيوخ والخدّام المساعدين المعيَّنة لهم اجزاء في اجتماع الخدمة ان يراقبوا الايادي الصغيرة التي ترتفع حين تكون هنالك اجزاء لمساهمة الحضور. ابحثوا عن فرص لاستخدام الاحداث المثاليين في تمثيليات مع والديهم. ويمكن مقابلة البعض وصنع تعليقات وجيزة.
٢٨ لا تعتبروا جهودهم امرا مسلَّما به. لقد تبرهن ان الاحداث هم مصدر قوة حقيقي للجماعة. وبسلوكهم الجيد، كثيرون ‹زيَّنوا تعليم مخلِّصنا، اللّٰه.› (تيطس ٢:٦-١٠) اشعروا بالحاجة الى مدح الاحداث الذين يشتركون ولو على نطاق صغير. فهذا يشجعهم على الاستعداد وامتلاك الرغبة في فعل ذلك ثانية في المستقبل. ومثل هذا الاهتمام ذو قيمة كبيرة؛ وهو لا يقدَّر بثمن. فكم مرة كشيخ او كخادم مساعد اقتربتم الى الاعضاء الاصاغر في الجماعة لتمدحوهم على خطاب او عرض في الاجتماع؟
٢٩ ايها الفاتحون، ماذا يمكنكم فعله للمساعدة؟ لِمَ لا تراجعون برنامجكم لترَوا كيف يمكنكم ان تشملوا الاولاد في المدرسة في ترتيباتكم لفترات بعد الظهر ونهايات الاسابيع؟ هل تتكلمون بشكل ايجابي عن اختياركم للخدمة كامل الوقت؟ هل تظهرون بتعابير وجهكم وبتصرفكم انكم تجدون الفرح في خدمتكم؟ هل توصون الآخرين بها بسرور، وخصوصا الاصغر سنا؟ عند العمل من باب الى باب، هل يكون كلامكم بناء وإيجابيا؟ اذا كان الامر كذلك، فحينئذٍ انتم ايضا كفاتح تشاركون في هذا النشاط التدريبي ذي الاهمية العظمى.
٣٠ يجب على الجميع في الجماعة ان يكونوا مدركين جيدا لهذا العمل المهم لتدريب الاحداث. فهل يمكنكم القيام بترتيبات محدَّدة للعمل معهم في خدمة الحقل؟ هل يمكنكم ان تتدربوا معهم على عرضٍ استعدادًا للعمل من باب الى باب؟ هل انتم متيقظون لفرص التشجيع على النشاطات الروحية المستقبلية عند العمل في الخدمة معا؟ يجب على كل ناشر ان يدرك انه حتى التعليق الصغير يمكن ان ينشئ افكارا ايجابية ازاء الاهداف الروحية مدى الحياة، لفائدة الاحداث الابدية.
٣١ يمكن للاحداث ان يساعدوا انفسهم: ايها الاحداث، نحن نشجع كلًّا منكم على الاستمرار في الاصغاء الى تعاليم يهوه ورفض ما يقدِّمه العالم. افحصوا نفسكم دائما بفحص سلوككم ومشاعركم الداخلية. ما هو موقفكم تجاه يهوه وما يتوقعه منكم في الحياة اليومية؟ هل تقاومون تأثير افكار الشيطان؟ (١ تيموثاوس ٦:١٢) بما ان البشر، وخصوصا الاحداث، يرغبون طبيعيا في نيل رضى نظرائهم، هل تجدون نفسكم مجذوبون الى اتِّباع الحشود في فعل ما هو شر؟ (خروج ٢٣:٢) ادرك الرسول بولس ان هنالك ضغطا كبيرا للعمل وفق طرق العالم. — رومية ٧:٢١-٢٣.
٣٢ ان مقاومة تأثير العالم، اتخاذ مسلك مختلف عن النظراء العالميين، والاصغاء الى تعاليم اللّٰه امور تتطلب الشجاعة. ورجال الازمنة القديمة فعلوا ذلك بنجاح كبير. تأملوا في شجاعة نوح. فقد دان عالما بكامله بإيمانه وببقائه منفصلا عن فاعلي الشر في زمنه. (عبرانيين ١١:٧) اجتهدوا لأن الامر يستحق العناء. لا تتمثلوا بالضعفاء، الخائري العزم، الخائفين الذين يتبعون حشود الشيطان. وعلى العكس، اطلبوا معاشرة اولئك الذين يجدون الرضى في عيني يهوه. (فيلبي ٣:١٧) أَحيطوا نفسكم بعشراء سيمشون معكم جنبا الى جنب الى عالم اللّٰه الجديد الموعود به. (فيلبي ١:٢٧) تذكَّروا ان هنالك طريقا واحدا يقود الى الحياة الابدية. — متى ٧:١٣، ١٤.
٣٣ اذا كنا نجد الفرح في رؤية الاحداث يجلبون التسبيح والاكرام لالهنا، فكم يجلب ذلك له الفرح بالتأكيد! لا شك ان يهوه يجد المسرَّة في رؤية الاحداث يشتركون كاملا في اعلان مقاصده العظيمة. فهم «ميراث» من عنده، وهو يريد لهم الافضل فقط. (مزمور ١٢٧:٣-٥؛ ١٢٨:٣-٦) وإذ عكس اهتمام ابيه، وجد المسيح يسوع الكثير من الفرح في معاشرة الاولاد الصغار، وصرف الوقت في تشجيعهم على عبادتهم يهوه. وأعرب عن المودة الرقيقة تجاههم. (مرقس ٩:٣٦، ٣٧؛ ١٠:١٣-١٦) فهل ننظر الى احداثنا بالطريقة نفسها التي ينظر بها اليهم يهوه والمسيح يسوع؟ هل يدرك الاحداث في جماعاتنا الطريقة التي بها ينظر يهوه والملائكة الى ولائهم ومثالهم الجيد؟ يجب مدحهم وتشجيعهم على جعل يهوه سعيدا ببلوغ الاهداف الروحية. ايها الاحداث، اتبعوا الاهداف التي تنتج لكم البركات الآن وفي المستقبل.