الشهادة لكل الناس من كل اللغات والاديان

^١ قدَّم المسيحيون في القرن الاول شهادة غيورة للذين كانوا يتكلمون لغات اخرى وينتمون الى اديان مختلفة.‏ ونتيجة لذلك،‏ «بحلول السنة ١٠٠ كان هنالك على الارجح مجتمع مسيحي في كل اقليم يتاخم البحر الابيض المتوسط».‏ —‏ تاريخ العصور الوسطى (‏بالانكليزية)‏.‏

^٢ وهنا في لبنان،‏ يتكلم كثيرون لغات غير العربية.‏ وهنالك الآن مناطق عديدة فيها جاليات اجنبية كبيرة بسبب وضعهم الاقتصادي.‏ فجماهير من الذين يمارسون اديانا مختلفة غير مسيحية هاجروا الى هنا،‏ بمن فيهم فِرَق من البوذيين والهندوس.‏ وبسبب هذا التنوّع في اللغات والاديان،‏ يصير تحدِّيا كبيرا ان نعرف كيف نتحدث ونشهد لكل هؤلاء عندما نلتقيهم.‏ فكيف يمكن ان نتبع وصيتَي يسوع «ان نكرز للشعب ونعطي شهادة شاملة» للناس من كل اللغات والاديان؟‏ —‏ اعمال ١٠:‏٤٢‏،‏ ع‌ج.‏

الشهادة للذين يتكلمون لغة اخرى

^٣ تأتي زيادة كبيرة في الناشرين الجدد من الحقل الناطق بلغات اجنبية في مقاطعة بلدنا.‏ فقد تأسست جماعة باللغة الانكليزية وفريقان بالفرنسية والسنهَليزية.‏ ولكن يمكن فعل المزيد.‏

^٤ التغلّب على عائق اللغة:‏ لا شك ان كثيرين يتعلمون بسرعة اكبر ويفهمون بشكل اعمق عندما يُعلَّمون بلغتهم الأم.‏ ولذلك تعلَّم اخوة وأخوات كثيرون لغة اخرى «لأجل البشارة» ولكي ‹يكونوا شركاء فيها مع الآخرين›.‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فرغم ان اختا تتكلم الانكليزية كانت تزور لسنوات سيدة تتكلم الصينية اثناء جولتها للمجلات،‏ كانت المرأة ترفض العروض لدرس في الكتاب المقدس الى ان قدَّمت لها اخت اخرى تتعلَّم الصينية كتابا بلغتها.‏ فقبلته بسرعة وابتُدئ بدرس.‏ ان جهد الاخت الثانية لتكلّم كلمات قليلة بلغة السيدة هو الذي صنع كل الفرق.‏ —‏ قارنوا اعمال ٢٢:‏٢‏.‏

^٥ فلسبب وجيه،‏ علَّق الكراس الخصوصي عدد ١ تشرين الثاني ١٩٩٢ كما يلي:‏ «ان تعلُّم لغة اجنبية لن يطوّر فقط القدرة العقلية للاحداث وانما ايضا يجعلهم نافعين اكثر لهيئة يهوه».‏ وقد تولَّى اعضاء كثيرون في عائلة بيت ايل مهمة تعلّم لغة جديدة.‏ وبهذه الطريقة،‏ اصبح الاخوة مساعدين بشكل خصوصي في الجماعات حيث هنالك حاجة الى اخذ القيادة.‏ وإذا كنتم تعرفون لغة اخرى او مستعدين للتعلّم،‏ فأنتم ايضا يمكن ان تقدِّموا المساعدة لجماعة او فريق يتكلم لغة اجنبية.‏ —‏ متى ٩:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

^٦ ثمة اخ في فلوريدا تعلَّم الڤيتنامية قبل مجيئه الى الحق يجد الآن فرحا عظيما في إخبار الذين يتكلمون الڤيتنامية بالبشارة.‏ ولكي يستفيد اكثر من معرفته لهذه اللغة من اجل الشهادة،‏ نقل عائلته الى الطرف الآخر من البلاد حيث الحاجة اعظم في الحقل الڤيتنامي.‏ وهو يلقى،‏ منذ انتقاله،‏ نجاحا باهرا في درس الكتاب المقدس مع كثيرين من ڤيتنام.‏

^٧ التقت فاتحة في كاليفورنيا العديد من الصُّمّ في مقاطعتها.‏ فطلبت مساعدة يهوه في الصلاة لتجد احدا يمكن ان يعلِّمها لغة الاشارات وبذلك تتمكن من تعليمهم الحق.‏ وفي احد الايام،‏ فيما كانت تتسوَّق في السوپرماركت المجاورة،‏ اقتربت منها سيدة شابة صمَّاء وكتبت ملاحظة تطلب فيها المساعدة على ايجاد احدى السلع.‏ وبعد مساعدتها على ايجادها،‏ كتبت الفاتحة ملاحظة تعبِّر فيها عن رغبتها في تعلّم لغة الاشارات لمساعدة الصُّمّ في المنطقة.‏ فكتبت الصمَّاء سائلة اياها:‏ «لماذا تريدين ان تساعدي الصُّمّ؟‏».‏ فكتبت الاخت مجيبة:‏ «انا واحدة من شهود يهوه،‏ وأريد ان اساعد الصُّمّ على فهم الكتاب المقدس.‏ ويسرّني ان اعلِّمك الكتاب المقدس اذا علَّمتِني لغة الاشارات».‏ تقول الاخت:‏ «لا يمكنكم ان تتصوَّروا فرحي عندما وافقت».‏ وصارت الاخت تذهب الى بيت المرأة كل امسية طوال ستة اسابيع.‏ فتعلَّمت لغة الاشارات،‏ وتعلَّمت الصمَّاء الحق واعتمدت!‏ حدث هذا منذ اكثر من ٣٠ سنة،‏ ولا تزال الفاتحة تشهد للصُّمّ وهي الآن تخدم في جماعة تستعمل لغة الاشارات.‏

^٨ اذا كنتم تتكلمون لغة اخرى بطلاقة،‏ تملكون الرغبة،‏ وتستطيعون الانتقال الى حيث الحاجة اعظم في ذلك الحقل،‏ فلمَ لا تناقشون المسألة مع الشيوخ في الجماعة.‏ وإذا شعروا بأنكم مؤهلون لانتقال كهذا،‏ فاسألوا ناظر الدائرة هل هنالك منطقة حيث يمكن ان تخدموا في الجوار.‏ —‏ انظروا عدد ١٥ آب ١٩٨٨ من الكراس الخصوصي،‏ الصفحات ٢١-‏٢٣‏.‏

^٩ وعندما تخدمون في مقاطعتكم،‏ هنالك احتمال كبير ان تقابلوا اجنبيا لا يتكلم العربية.‏ وحتى اذا كنتم لا تتكلمون لغة هذا الشخص فلا يزال بإمكانكم ان تقدِّموا له البشارة،‏ ولو بطريقة غير مباشرة.‏ كيف؟‏ حاولوا ان تسألوه ما اسمه،‏ ودوِّنوه مع العنوان.‏ وربما يمكنكم ان تنقلوا المعلومات الى الجماعة او الفريق بهذه اللغة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٩:‏​١٩-‏٢٣‏.‏

الشهادة للناس من اديان غير مسيحية

^١٠ ان حيازة بعض المعرفة عن خلفية الشخص الدينية تساعدنا على اعطاء شهادة فعّالة عن ملكوت اللّٰه.‏ يعطينا كتاب بحث الجنس البشري عن اللّٰه بصيرة في اديان العالم الرئيسية لنتمكن من فهم معتقدات الناس الى حد يكفي لمساعدتهم ان يُقبِلوا الى معرفة الحق.‏ ولا ينبغي ان ننسى ايضا ان كتاب المباحثة اداة مساعِدة.‏ فالصفحات ٢١-‏٢٤ من هذا الكتاب تزوِّد اقتراحات عملية عن كيفية اجابة البوذيين،‏ المسلمين،‏ والهندوس.‏

^١١ الانتباه الى ما تقولونه:‏ ينبغي ان ننتبه لئلا نصنِّف الناس من دين ما بالاستنتاج ان معتقداتهم الشخصية هي بالتأكيد مماثلة لآراء الآخرين في الدين نفسه.‏ وبدلا من ذلك،‏ حاولوا ان تفهموا كيف يفكِّر الشخص الذي تكلمونه.‏ (‏اعمال ١٠:‏​٢٤-‏٣٥‏)‏ تربى ساليمون كمسلم على الايمان بأن القرآن هو كلمة اللّٰه.‏ ولكنه لم يتمكن قط من ان يقبل كاملا التعليم الاسلامي ان الاله الكلي الرحمة يعذب الناس في جهنم نارية.‏ وفي احد الايام،‏ دعاه شهود يهوه الى اجتماع.‏ وإذ ميَّز الحق حالا،‏ يخدم الآن بسعادة كشيخ في الجماعة المسيحية.‏

^١٢ عندما نشهد لذوي المعتقدات غير المسيحية،‏ يجب ان ننتبه لئلا يخسِّرنا اقترابُنا فرصةَ التحدُّث اليهم عن البشارة.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٦‏)‏ فأتباع بعض الاديان حساسون جدا ازاء اية محاولات لتحويلهم عن دينهم.‏ لذلك كونوا متنبِّهين لإيجاد نقاط يمكن ان تبنوا عليها قاسما مشتركا لجذبهم الى كامل حق كلمة اللّٰه.‏ فالمشبهون بالخراف سيتجاوبون مع اقتراب لطيف وعرض واضح للحق.‏

^١٣ ان اختيارنا للكلمات هو مسألة مهمة ايضا حتى لا ننفِّر الناس من رسالتنا دون لزوم.‏ مثلا،‏ اذا حدَّدتم هويتكم على الفور بصفتكم مسيحيين،‏ فقد يقرنكم سامعكم آليا بكنائس العالم المسيحي،‏ مما قد يسبِّب عائقا.‏ وقد يكون مستحسنا ايضا ان تشيروا الى الكتاب المقدس بصفته كلمة اللّٰه،‏ ‹الاسفار المقدسة› او «الكتب المقدسة».‏ —‏ متى ٢١:‏٤٢‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏.‏

^١٤ الشهادة للمسلمين:‏ (‏انظروا الفصل ١٢ في بحث الجنس البشري عن اللّٰه‏.‏‏)‏ المسلمون هم معتنقو الاسلام،‏ الذي يشمل الايمان باللّٰه بصفته معبودهم الوحيد وبمحمد (‏٥٧٠-‏٦٣٢ ب‌م)‏ بصفته آخر انبيائه وأهمهم.‏ ولأن المسلمين لا يؤمنون بأن للّٰه ابنا،‏ فهم يعتبرون يسوع المسيح نبيا خاضعا للّٰه،‏ ولكن ليس اكثر من ذلك.‏ والقرآن،‏ الذي عمره اقل من ٤٠٠‏,١ سنة،‏ يذكر التوراة والانجيل (‏الاسفار العبرانية واليونانية)‏ على السواء.‏ ويوجد الكثير من التشابهات بين الاسلام والكثلكة.‏ فكلاهما يعلِّمان خلود النفس البشرية،‏ حالة العذاب المؤقت،‏ ووجود جهنم نارية.‏

^١٥ ان الاساس الجلي المشترك هو ايماننا ان هنالك الها حقيقيا واحدا وأنه هو الذي اوحى بالكتاب المقدس.‏ ولا بد ان يكون القارئ الدقيق للقرآن قد رأى اشارات الى التوراة،‏ المزامير،‏ والانجيل بصفتها كلمة اللّٰه وقرأ انه يجب الاعتراف بأنها كذلك وإطاعتها.‏ وهكذا بإمكانكم عرض درسها مع الشخص.‏

^١٦ كثيرون اليوم يعملون بانسجام مع كلمات اشعياء ٥٥:‏٦ التي تقول:‏ «اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب».‏ ينطبق هذا على جميع المستقيمي القلوب،‏ بصرف النظر عن اللغة التي يتكلمونها او خلفيتهم الدينية.‏ وبإمكاننا ان نثق بأن يهوه سيبارك جهودنا فيما نسعى ان نذهب ‹ونتلمذ جميع الامم›.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩‏.‏

متيقظون ومدرَّبون على ايجاد وتعليم كل الناس في كل مكان

^١٧ يملك خدام يهوه العصريون الغيورون هذا الهدف الرئيسي —‏ ايصال بشارة الملكوت الى كل مَن يمكن الوصول اليه.‏ وما الذي يساعدنا على تحقيق هذه الغاية؟‏ يعمل عدد اكبر فأكبر من الناس كامل الوقت ولا يكونون في بيوتهم عندما نزورهم.‏ وعندما لا يكونون في العمل،‏ قد تجدونهم وهم يسافرون،‏ يتسوقون،‏ او ينهمكون في احد اشكال التسلية.‏

^١٨ يظهر هذا لماذا ايجاد كل الناس في بيوتهم هو تحدٍّ كبير.‏ لذلك،‏ اية خطط نصنعها لمواجهة هذا التحدي بنجاح؟‏ اولا،‏ من المناسب ان نتأمل في المثالين اللذين رسمهما يسوع وبولس لجعل كل الناس يسمعون رسالة الملكوت.‏ فقد استعملا كلاهما الاسلوب نفسه:‏ الشهادة اينما وُجد الناس.‏ (‏متى ٩:‏٩؛‏ يوحنا ٤:‏​٦-‏١٥؛‏ اعمال ١٧:‏١٧‏)‏ وماذا عنى ذلك لهما؟‏ ماذا كانت تشمل جهودهما للوصول الى كل شخص؟‏ وكيف يولِّد مثالاهما فينا الحافز الى بذل انفسنا في ‹البحث عمّن هم مستحقّون›؟‏ —‏ متى ١٠:‏١١‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

^١٩ ابذلوا انفسكم في الكرازة اينما كان:‏ ان العيش بموجب انتذارنا يشمل الشعور بإلحاح تعييننا ان نكرز برسالة الملكوت.‏ ومن اجل الوصول الى الناس في وقت يلائمهم،‏ يلزمنا اولا ان نضع تفضيلاتنا الشخصية جانبا لكي ‹نخلِّص على كل حال قوما›.‏ وغالبا ما يلزم ان نكرز عندما يُفترَض ان نكون مرتاحين في بيوتنا.‏ هذا تماما ما فعله يسوع.‏ (‏مرقس ٦:‏​٣١-‏٣٤‏)‏ ولا شك ان بولس،‏ الذي تمثَّل بيسوع،‏ بذل نفسه بشكل مماثل بحيث تمكّن من القول:‏ «إني لَأفعل كل شيء في سبيل الانجيل،‏ حتى اصير مشارِكا فيه».‏ (‏١ كورنثوس ٩:‏​٢٢،‏ ٢٣‏،‏ ترجمة الكسليك‏؛‏ ١١:‏١‏)‏ فهل هذا هو لسان حالكم،‏ كخدام منتذرين ليهوه؟‏

^٢٠ والامر الآخر المتعلق بالوصول الى الناس حيث يمكن ايجادهم هو ان نكون متيقظين لمناسبات الشهادة.‏ وهذا يعني ان نخلق فرصا للكرازة كلما قابلنا اناسا:‏ في السوق،‏ المحلات،‏ محطات الباص،‏ وسائل النقل العامة،‏ الحدائق العامة،‏ مواقف السيارات،‏ محطات البنزين،‏ او للباعة المتجولين الذين يقرعون ابوابنا.‏ فهدفنا هو التحدث الى اكبر عدد ممكن من الناس الذين نقابلهم كل يوم.‏

^٢١ ومؤخرا جرى التشديد اكثر على الشهادة من متجر الى متجر.‏ فهل جرّبتموها؟‏ اذا لم تقوموا بذلك قبلا،‏ فإحدى الطرائق الجيدة ‹لاستجماع الجرأة› هي خدمة متاجر قليلة صغيرة في البداية؛‏ ثم عندما تشعرون بثقة اكبر،‏ اخدموا في المتاجر الاكبر.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإن امكن،‏ ادخلوا الى المتجر عندما لا يكون هنالك زبائن ينتظرون تلبية طلباتهم.‏ اطلبوا ان تتكلموا الى المدير او الى المسؤول.‏ كونوا وديين،‏ وقبل كل شيء اختصروا.‏ ولا حاجة الى الافراط في الاعتذار.‏ فكثيرون من عمّال المتاجر يظهرون اهتماما خصوصيا بالزبائن وقد اعتادوا توقع ان يقاطعهم احد اثناء عملهم.‏ تذكَّروا ان هؤلاء الناس لا يمكن ايجادهم في ايّ مكان،‏ حتى في بيوتهم خلال نهايات الاسابيع.‏ فلماذا نحرمهم فرصة سماع البشارة؟‏!‏

^٢٢ ايها الشيوخ،‏ امنحوا المساعدة:‏ يمكن فعل الكثير عندما يرسم الشيوخ مثالا حسنا في خلق الفرص للشهادة لجميع انواع الناس في كل مكان.‏ فالناشرون يلتفتون الى الشيوخ كرعاة يزرعون فيهم الجرأة والحماسة لعمل الكرازة.‏ لذلك،‏ ماذا تفعلون بهذا الخصوص لتزويد رعيتكم بالقوة والشجاعة للكرازة؟‏

^٢٣ تقول رومية ١٥:‏١‏:‏ «يجب علينا نحن الاقوياء ان نحتمل اضعاف الضعفاء».‏ وبما ان الشيوخ هم الاخوة الاكثر خبرة في الجماعات،‏ يُتوقَّع منهم ان يدعموا كل الناشرين،‏ وخصوصا الذين هم بحاجة ماسّة الى المساعدة،‏ ليكونوا كارزين اقوياء ويتغلبوا على العقبات اثناء بشارتهم.‏ وربما هنالك ناشرون خجلون،‏ متردِّدون،‏ متثبطون بسبب لامبالاة الناس،‏ غير قادرين على ملاحقة الاهتمام من خلال الزيارات المكررة،‏ او يحتاجون الى المساعدة على الابتداء بدروس في الكتاب المقدس.‏ فما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لمساعدة ناشرين كهؤلاء على الكرازة بحقائق الكتاب المقدس وتعليمها؟‏

^٢٤ في البداية،‏ من المفيد ان يعرف الشيوخ مَن هم الناشرون الذين يجدون صعوبة في انجاز خدمتهم.‏ حاولوا ان تحددوا المشكلة.‏ مثلا،‏ ان الناشرين الذين يتردَّدون في الشهادة من بيت الى بيت قد يحتاجون الى المساعدة على تحسين طريقة استعدادهم للمقدمات،‏ او على تكييف حديثهم على الباب ليكون شيِّقا وجذابا اكثر.‏ ويُوصى الشيوخ بأن يرافقوا مثل هؤلاء في خدمة الحقل.‏ وهذا سيمكِّنهم من تحديد المشكلة وتقديم المساعدة اللازمة.‏ وناشرون كهؤلاء يتشجعون كثيرا من خلال تنمية موقف ايجابي اكثر من هذا النوع من الشهادة.‏ وسرْد بعض الاختبارات المبهجة المتعلقة بهذا الوجه من خدمتنا سيكون منعشا وبنّاء.‏

^٢٥ ومن جهة ثانية،‏ هنالك ناشرون يجدون صعوبة في الشهادة غير الرسمية لأنهم يشعرون بالقلق والارتباك.‏ فيمكن ان تزودوهم بالكثير من المساعدة عندما تناقشون معهم افكارا مختارة مؤسسة على ملحق خدمتنا للملكوت عدد ايلول ١٩٩٦.‏

^٢٦ هل هنالك ناشرون يتردَّدون في القيام بالزيارات المكررة؟‏ يمكن ان يكون الشيوخ ادوات ‹لتقويم الايادي المسترخية والركب المخلعة›.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏١٢‏)‏ على سبيل المثال،‏ بعد ان يرافق الشيخ احد الناشرين في الخدمة من بيت الى بيت،‏ من المفيد ان يزوره ويستعدّ معه لطريقة عملية وبسيطة لاستعمالها في الزيارة.‏ وعند القيام بالزيارة المكررة،‏ من الافضل ان يرافق الشيخ هذا الناشر ليرى مدى نجاح هذا التدريب.‏ —‏ انظروا ملحق خدمتنا للملكوت عدد آذار ١٩٩٧.‏

^٢٧ مدرَّبون على ادارة دروس في الكتاب المقدس:‏ تشير التقارير ان هنالك حاجة ماسّة الى صنع تحسينات في مجال الدروس البيتية في الكتاب المقدس.‏ فقد لوحظ ان الدروس في الكتاب المقدس تنخفض في هذا البلد.‏ ففي سنة الخدمة ١٩٩٦ أدرنا ١٨٢‏,٢ درسا في الكتاب المقدس فيما أدرنا سنة ١٩٩٧ ٨٦٤‏,١ درسا —‏ انخفاض يبلغ ١٥٪ .‏ وإذا قارنّا هذا العدد بذروة الناشرين التي تبلغ ٦٠٠‏,٣،‏ يعني هذا ٢‏/‏^١ درس تقريبا للناشر الواحد.‏ لذلك من الملح ان نقوم بدورنا للابتداء بدروس وإدارتها بفعّالية.‏

^٢٨ وما هو دورنا الشخصي في زيادة الدروس البيتية في الكتاب المقدس؟‏ يعطي الرسول بولس المبدأ الذي يلقي الضوء على ما يمكننا فعله.‏ يقول:‏ «انا غرست وأبلوس سقى لكنَّ اللّٰه كان يُنمِي».‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٦‏)‏ وللاستمرار في سقي الاهتمام،‏ يلزم ان نزوِّد صاحب البيت بالغذاء الروحي الضروري من خلال المطبوعات.‏ فإعطاؤه كتابا او كراسة سينجز ما لا يمكننا انجازه.‏ فإذا كانت صورة واحدة تعادل اكثر من ٠٠٠‏,١ كلمة،‏ فكم بالحري مطبوعة تحتوي صورا كثيرة!‏

^٢٩ ولكن يلزم المزيد لإبقاء اهتمامه متَّقدا.‏ لاحظوا من فضلكم بعض الاساليب المذكورة ادناه التي يوصى بها والتي اذا طُبِّقت تساهم دائما في اثارة الاهتمام:‏

‏• كونوا حماسيين ووديين

‏• أصغوا جيدا

‏• تأكدوا من الحفاظ على المواعيد

‏• التصقوا بالمواد

‏• استمروا في اظهار الفوائد الشخصية من المواد

‏• لا تكثروا من الكلام

‏• لا تبقوا طويلا

^٣٠ كتب بولس:‏ «بكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليّ قوة المسيح.‏ .‏ .‏ .‏ لأني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي».‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبكلمات اخرى،‏ لا احد منا يستطيع ان ينجز هذا العمل بقوته الخاصة.‏ فيلزم ان نصلّي الى يهوه طلبا لروحه القدوس الفعّال.‏ وإذا صلَّينا الى اللّٰه طلبا للقوة،‏ يمكننا ان نثق انه سيستجيب صلواتنا.‏ ونحن بحاجة ايضا الى مساعدة الاخوة الاكفاء روحيا والاكثر خبرة.‏ اطلبوا العون من الفاتحين الفعّالين الذين يتبعون طرائق عملية لجعل كل اوجه خدمة الحقل مثمرة.‏ خطِّطوا مسبقا لانجاز اكثر ما يمكن.‏ تقول الامثال ١١:‏١٤‏،‏ ع‌ج:‏ «حيث لا توجيه ماهر يسقط الشعب».‏

^٣١ ان كوننا متيقظين ومدرَّبين جيدا على الكرازة بحقائق الكتاب المقدس وتعليمها،‏ وكوننا مدفوعين بمحبتنا للناس في مقاطعتنا المعيَّنة سيجعلنا نفعل كل ما في وسعنا لايجاد الناس حيثما كانوا،‏ مستعملين كل الادوات والاساليب المتوفرة لبلوغ قلوبهم وعقولهم لكي نتمم مهمة التلمذة التي أُوكلت الينا.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏