مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ص ٨-‏١٣
  • إلهنا «غني بالرحمة»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • إلهنا «غني بالرحمة»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟‏
  • هلِ الفَصلُ دَليلٌ على الرَّحمَة؟‏
  • ماذا يُساعِدُنا جَميعًا أن نُظهِرَ الرَّحمَة؟‏
  • ‏«ان اباكم رحيم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • كيف نمارس الرحمة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • طوبى للرُّحماء!‏
    رنِّموا ليهوه
  • طوبَى لِلرُّحَماء!‏
    رنِّموا تسابيح ليهوه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢١
ب٢١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ص ٨-‏١٣

مقالة الدرس ٤١

إلهُنا «غَنِيٌّ بِالرَّحمَة»‏

‏«يَهْوَه صالِحٌ لِلكُلّ،‏ ومَراحِمُهُ على كُلِّ أعمالِه».‏ —‏ مز ١٤٥:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ٤٤ صَلاةُ المِسكين

لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa

١ ماذا يخطُرُ على بالِنا حينَ نُفَكِّرُ في الرَّحمَة؟‏

حينَ نُفَكِّرُ في الرَّحمَة،‏ نتَخَيَّلُ شَخصًا لَطيفًا،‏ حَنونًا،‏ مُتَعاطِفًا،‏ وكَريمًا.‏ وقدْ يخطُرُ على بالِنا مَثَلُ يَسُوع عنِ السَّامِرِيِّ المُحِبِّ لِلقَريب.‏ فحينَ رأى هذا السَّامِرِيُّ يَهُودِيًّا ضرَبَهُ اللُّصوص،‏ «عامَلَهُ بِرَحمَةٍ» مع أنَّهُ مِن أُمَّةٍ أُخرى.‏ فالسَّامِرِيُّ «أشفَقَ علَيه»،‏ واهتَمَّ بهِ بِمَحَبَّة.‏ (‏لو ١٠:‏٢٩-‏٣٧‏)‏ يُعَلِّمُنا هذا المَثَلُ عن صِفَةٍ جَميلَة عِندَ إلهِنا:‏ الرَّحمَة.‏ فيَهْوَه يُحِبُّنا،‏ لِذا يُظهِرُ لنا الرَّحمَةَ بِطُرُقٍ كَثيرَة كُلَّ يَوم.‏

٢ كَيفَ تَظهَرُ الرَّحمَةُ أيضًا؟‏

٢ حينَ نُفَكِّرُ أيضًا في الرَّحمَة،‏ يخطُرُ على بالِنا شَخصٌ يُعفي أحَدًا مِنَ العِقابِ لِأنَّهُ وجَدَ مُبَرِّرًا لِذلِك.‏ وفي هذا المَجال،‏ يَهْوَه رَحيمٌ جِدًّا معنا.‏ فهو «لم يُعامِلْنا حَسَبَ خَطايانا».‏ (‏مز ١٠٣:‏١٠‏)‏ ولكنْ أحيانًا،‏ يُؤَدِّبُ يَهْوَه الخاطِئَ بِحَزم.‏

٣ أيَّةُ أسئِلَةٍ سنُجيبُ عنها في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى جَوابَ الكِتابِ المُقَدَّسِ عن ثَلاثَةِ أسئِلَة:‏ لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟‏ لِماذا التَّأديبُ الحازِمُ دَليلٌ على رَحمَتِه؟‏ وماذا يُساعِدُنا أن نُظهِرَ الرَّحمَة؟‏

لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟‏

٤ لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟‏

٤ بِسَبَبِ مَحَبَّتِه.‏ كتَبَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ اللّٰهَ «غَنِيٌّ بِالرَّحمَة».‏ وفي ذلِكَ السِّياق،‏ كانَ يُوضِحُ أنَّ اللّٰهَ رَحيمٌ لِأنَّهُ يُعطي رَجاءَ الحَياةِ السَّماوِيَّة لِلمُختارين،‏ مع أنَّهُم ناقِصون.‏ (‏اف ٢:‏٤-‏٧‏)‏ لكنَّ يَهْوَه لا يُظهِرُ الرَّحمَةَ لِلمُختارينَ فَقَط.‏ كتَبَ دَاوُد:‏ «يَهْوَه صالِحٌ لِلكُلّ،‏ ومَراحِمُهُ على كُلِّ أعمالِه».‏ (‏مز ١٤٥:‏٩‏)‏ فلِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّ البَشَر،‏ يُظهِرُ لهُمُ الرَّحمَةَ كُلَّما وجَدَ سَبَبًا لِذلِك.‏

٥ كَيفَ عرَفَ يَسُوع أنَّ يَهْوَه رَحيم؟‏

٥ يعرِفُ يَسُوع أكثَرَ مِن غَيرِهِ كم يُحِبُّ يَهْوَه أن يُظهِرَ الرَّحمَة.‏ فقَبلَ أن يأتِيَ يَسُوع إلى الأرض،‏ قضى مع أبيهِ في السَّماءِ وَقتًا طَويلًا جِدًّا.‏ (‏ام ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ ورَآهُ يرحَمُ تَكرارًا البَشَرَ الخُطاة.‏ (‏مز ٧٨:‏٣٧-‏٤٢‏)‏ لِذا حينَ علَّمَ يَسُوع النَّاس،‏ كَثيرًا ما تحَدَّثَ عن هذِهِ الصِّفَةِ الجَميلَة عِندَ أبيه.‏

الأب لم يذلَّ ابنه،‏ بل رحَّب به بين عائلته (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏c

٦ كَيفَ علَّمَنا يَسُوع عن رَحمَةِ أبيه؟‏

٦ كما رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ أوضَحَ يَسُوع مِن خِلالِ مَثَلِ الابْنِ الضَّالِّ كم يُحِبُّ يَهْوَه أن يُظهِرَ الرَّحمَة.‏ فهذا الابْنُ ترَكَ البَيتَ و «بدَّدَ ما يملِكُ عائِشًا حَياةً خَليعَة».‏ (‏لو ١٥:‏١٣‏)‏ لكنَّهُ لاحِقًا تابَ عن حَياتِهِ الفاسِدَة،‏ تَواضَع،‏ ورجَعَ إلى البَيت.‏ فماذا فعَلَ أبوه؟‏ أخبَرَ يَسُوع:‏ «إذ كانَ [الابْنُ] لم يزَلْ بَعيدًا،‏ أبصَرَهُ أبوهُ فأشفَقَ علَيه،‏ وركَضَ ووَقَعَ على عُنُقِهِ وقبَّلَه».‏ فالأبُ لم يُذِلَّ ابنَه،‏ بل رحِمَهُ فَورًا.‏ فقدْ سامَحَهُ ورحَّبَ بهِ بَينَ عائِلَتِه.‏ صَحيحٌ أنَّ الابْنَ عمِلَ خَطَأً كَبيرًا،‏ لكنَّ أباهُ سامَحَهُ لِأنَّهُ تابَ فِعلًا.‏ والأبُ الرَّحيمُ في هذِهِ القِصَّةِ المُؤَثِّرَة يُمَثِّلُ يَهْوَه.‏ وهكذا،‏ علَّمَنا يَسُوع أنَّ أباهُ يرغَبُ أن يُسامِحَ الخُطاةَ الَّذينَ يتوبونَ فِعلًا.‏ —‏ لو ١٥:‏١٧-‏٢٤‏.‏

٧ كَيفَ ترتَبِطُ حِكمَةُ يَهْوَه بِرَحمَتِه؟‏

٧ بِسَبَبِ حِكمَتِهِ الفائِقَة.‏ حِكمَةُ يَهْوَه لَيسَت صِفَةً خالِيَة مِنَ المَشاعِر.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول:‏ ‏«الحِكمَةُ الَّتي مِن فَوق .‏ .‏ .‏ مَلآنَةٌ بِالرَّحمَةِ والأعمالِ الصَّالِحَة».‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ فيَهْوَه أبٌ مُحِبّ،‏ ويَعرِفُ أنَّ أولادَهُ يحتاجونَ إلى رَحمَتِه.‏ (‏مز ١٠٣:‏١٣؛‏ اش ٤٩:‏١٥‏)‏ فهي تُعطيهِم رَجاءً رَغمَ أنَّهُم ناقِصون.‏ لِذا تدفَعُهُ حِكمَتُهُ الفائِقَة أن يُظهِرَ لَهُمُ الرَّحمَةَ كُلَّما وجَدَ سَبَبًا لِذلِك.‏ ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ يعرِفُ يَهْوَه متى لا يجِبُ أن يُظهِرَ الرَّحمَة.‏ فلِأنَّهُ حَكيمٌ جِدًّا،‏ لا يخلِطُ بَينَ الرَّحمَةِ والتَّساهُل.‏

٨ أيُّ إجراءٍ ضَرورِيٌّ أحيانًا،‏ ولِماذا؟‏

٨ مَثَلًا،‏ لِنفرِضْ أنَّ أحَدَ الإخوَةِ قرَّرَ أن يعيشَ حَياةً فاسِدَة.‏ فماذا يحدُثُ في هذِهِ الحالَة؟‏ أوصانا بُولُس بِالوَحيِ أن ‹نكُفَّ عن مُخالَطَتِه›.‏ (‏١ كو ٥:‏١١‏)‏ فالخاطِئُ غَيرُ التَّائِبِ يُفصَلُ عنِ الجَماعَة.‏ وهذا الإجراءُ ضَرورِيٌّ لِحِمايَةِ الإخوَةِ الأُمَناءِ والالتِزامِ بِمَقاييسِ يَهْوَه.‏ لكنَّ البَعضَ لا يعتَبِرونَ أنَّ الفَصلَ دَليلٌ على رَحمَةِ يَهْوَه.‏ فهل معهُم حَقّ؟‏

هلِ الفَصلُ دَليلٌ على الرَّحمَة؟‏

راعٍ يقترب من خروف مريض معزول عن القطيع

الراعي يعزل الخروف المريض،‏ لكنه يظل يهتم به (‏أُنظر الفقرات ٩-‏١١.‏)‏

٩-‏١٠ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ١٢:‏٥،‏ ٦‏،‏ لِمَ الفَصلُ دَليلٌ على الرَّحمَة؟‏ أوضِح.‏

٩ حينَ نسمَعُ إعلانًا أنَّ أخًا نُحِبُّهُ «لم يعُدْ مِن شُهود يَهْوَه»،‏ نتَضايَقُ ونحزَنُ كَثيرًا.‏ وقدْ نتَساءَلُ هل كانَ فَصلُهُ ضَرورِيًّا فِعلًا.‏ فكَيفَ يكونُ الفَصلُ دَليلًا على الرَّحمَة؟‏ لَيسَ مِنَ الحِكمَةِ أوِ الرَّحمَةِ أوِ المَحَبَّةِ أن لا يُؤَدَّبَ شَخصٌ يستَحِقُّ التَّأديب.‏ (‏ام ١٣:‏٢٤‏)‏ وهل يُساعِدُ الفَصلُ الخاطِئَ أن يتَغَيَّرَ ويَتوب؟‏ هذا حصَلَ مع كَثيرينَ مِنَ الَّذينَ وَقَعوا في خَطايا خَطيرَة.‏ فقدْ أحَسُّوا أنَّ الفَصلَ كانَ صَدمَةً ساعَدَتهُم أن يعودوا إلى رُشدِهِم،‏ يتوبوا ويُغَيِّروا سُلوكَهُم،‏ ويَرجِعوا إلى يَهْوَه.‏ —‏ إقرإ العبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

١٠ مَثَلًا،‏ تخَيَّلْ راعِيًا يُلاحِظُ أنَّ أحَدَ خِرافِهِ مَريض.‏ ويَعرِفُ أنَّ مَرَضَهُ هذا يتَطَلَّبُ أن يعزِلَهُ عن باقي الخِراف.‏ لكنَّ الخَروفَ عادَةً يُحِبُّ أن يعيشَ ضِمنَ قَطيع،‏ ويَنزَعِجُ حينَ يكونُ وَحدَه.‏ فهل يكونُ الرَّاعي قاسِيًا إذا قرَّرَ أن يعزِلَه؟‏ طَبعًا لا.‏ فالرَّاعي يعرِفُ أنَّ الخَروفَ سيُعدي باقيَ الخِرافِ إذا بقِيَ معهُم.‏ لِذا،‏ يعزِلُهُ لِيَحمِيَ كامِلَ القَطيع.‏ —‏ قارن اللاويين ١٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

١١ (‏أ)‏ كَيفَ يُشبِهُ المَفصولُ خَروفًا مَريضًا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يقدِرُ المَفصولُ أن يفعَل،‏ وأيَّةُ مُساعَدَةٍ ينالُها؟‏

١١ المَسيحِيُّ الَّذي يُفصَلُ يُشبِهُ ذلِكَ الخَروفَ المَريض.‏ فهو مَريضٌ روحِيًّا.‏ (‏يع ٥:‏١٤‏)‏ والمَرَضُ الرُّوحِيّ،‏ مِثلَ بَعضِ الأمراضِ الجَسَدِيَّة،‏ يُمكِنُ أن يكونَ مُعدِيًا جِدًّا.‏ لِذا،‏ مِنَ الضَّرورِيِّ في بَعضِ الحالاتِ أن يُعزَلَ المَريضُ الرُّوحِيُّ عنِ الجَماعَة.‏ وهذا التَّأديبُ دَليلٌ على مَحَبَّةِ يَهْوَه لِخِرافِهِ الأُمَناء.‏ ويُمكِنُ أن يُؤَثِّرَ في قَلبِ الخاطِئِ ويَدفَعَهُ إلى التَّوبَة.‏ كما أنَّ المَفصولَ يقدِرُ أن يحضُرَ الاجتِماعاتِ الَّتي تُغَذِّيهِ روحِيًّا.‏ ويَقدِرُ أيضًا أن يحصُلَ على المَطبوعاتِ لِيَقرَأَها ويَدرُسَها،‏ ويُشاهِدَ البَرامِجَ الشَّهرِيَّة على مَحَطَّةِ JW.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ يُراقِبُ الشُّيوخُ تَقَدُّمَهُ ويُساعِدونَه.‏ فمِن وَقتٍ لِآخَر،‏ يُعطونَهُ نَصائِحَ وإرشاداتٍ لِيَستَعيدَ صِحَّتَهُ الرُّوحِيَّة ويَعودَ إلى الجَماعَة.‏b

١٢ ماذا تدفَعُ المَحَبَّةُ والرَّحمَةُ الشُّيوخَ أن يفعَلوا أحيانًا؟‏

١٢ مِنَ المُهِمِّ أن نتَذَكَّرَ أنَّ الخاطِئَ لا يُفصَلُ إلَّا إذا كانَ غَيرَ تائِب.‏ والشُّيوخُ لا يستَخِفُّونَ أبَدًا بِهذِهِ المَسألَة.‏ بل يُفَكِّرونَ جَيِّدًا قَبلَ أن يفصِلوا أحَدًا.‏ فهُم يعرِفونَ أنَّ يَهْوَه يُؤَدِّبُ «بِاعتِدال».‏ (‏ار ٣٠:‏١١‏)‏ كما أنَّهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم،‏ ولا يُريدونَ أن يفعَلوا شَيئًا يُؤذيهِم روحِيًّا.‏ ولكنْ حينَ يكونُ الخاطِئُ غَيرَ تائِب،‏ تدفَعُهُمُ المَحَبَّةُ والرَّحمَةُ أن يفصِلوهُ عنِ الجَماعَةِ فَترَةً مِنَ الوَقت.‏

١٣ لِماذا لزِمَ أن يُفصَلَ أحَدُ المَسيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس؟‏

١٣ لاحِظْ كَيفَ تعامَلَ الرَّسولُ بُولُس مع خاطِئٍ غَيرِ تائِبٍ في القَرنِ الأوَّل.‏ ففي جَماعَةِ كُورِنْثُوس،‏ كانَ أحَدُ المَسيحِيِّينَ يرتَكِبُ العَهارَةَ مع زَوجَةِ أبيه.‏ وهذِهِ خَطِيَّةٌ بَشِعَة جِدًّا.‏ قالَ يَهْوَه لِلإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا:‏ «مَن يُقيمُ عَلاقَةً جِنسِيَّة مع زَوجَةِ أبيه،‏ يَجلُبُ العارَ على أبيه.‏ يَجِبُ أن يُقتَلَ الاثنان».‏ (‏لا ٢٠:‏١١‏)‏ طَبعًا،‏ ما كانَ بُولُس لِيَحكُمَ على هذا الرَّجُلِ بِالمَوت.‏ لكنَّهُ أوصى أن يُفصَلَ عنِ الجَماعَة.‏ فسُلوكُهُ كانَ يُؤَثِّرُ على الإخوَةِ الآخَرين،‏ حتَّى إنَّ البَعضَ لم يخجَلوا مِن تَصَرُّفِهِ الفَظيع.‏ —‏ ١ كو ٥:‏١،‏ ٢،‏ ١٣‏.‏

١٤ كَيفَ أظهَرَ بُولُس الرَّحمَةَ لِلرَّجُلِ المَفصولِ في كُورِنْثُوس،‏ ولِماذا؟‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏٥-‏٨،‏ ١١‏)‏

١٤ لاحِقًا،‏ عرَفَ بُولُس أنَّ الرَّجُلَ قامَ بِتَغييراتٍ كَبيرَة دلَّت أنَّهُ تائِبٌ فِعلًا.‏ فماذا فعَلَ بُولُس؟‏ مع أنَّ هذا الرَّجُلَ شوَّهَ سُمعَةَ الجَماعَة،‏ قالَ بُولُس لِلشُّيوخ:‏ «لا أُريدُ أن أكونَ قاسِيًا جِدًّا».‏ وأوصاهُم أن يُسامِحوهُ ويُعَزُّوه.‏ ثُمَّ أوضَحَ لهُمُ السَّبَبَ قائِلًا:‏ «لِئَلَّا يُبتَلَعَ مِثلُ هذا مِن فَرطِ حُزنِه».‏ فبُولُس أشفَقَ على الرَّجُلِ التَّائِب،‏ ولم يُرِدْ أن يسحَقَهُ الشُّعورُ بِالذَّنْبِ فيَتَوَقَّفَ عن طَلَبِ الغُفران.‏ —‏ إقرأ ٢ كورنثوس ٢:‏٥-‏٨،‏ ١١‏.‏

١٥ كَيفَ يُوازِنُ الشُّيوخُ بَينَ الحَزمِ والرَّحمَة؟‏

١٥ مِثلَ يَهْوَه،‏ يُحِبُّ الشُّيوخُ أن يُظهِروا الرَّحمَة.‏ فهُم يُظهِرونَ الحَزمَ عِندَ الضَّرورَة،‏ والرَّحمَةَ كُلَّما أمكَن.‏ وهكَذا لا يخلِطونَ بَينَ الرَّحمَةِ والتَّساهُل.‏ ولكنْ هلِ الشُّيوخُ هُمُ الوَحيدونَ الَّذينَ يجِبُ أن يُظهِروا الرَّحمَة؟‏

ماذا يُساعِدُنا جَميعًا أن نُظهِرَ الرَّحمَة؟‏

١٦ حَسَبَ الأمْثَال ٢١:‏١٣‏،‏ كَيفَ يتَعامَلُ يَهْوَه معَ الَّذينَ لا يُظهِرونَ الرَّحمَة؟‏

١٦ على كُلِّ المَسيحِيِّينَ أن يتَمَثَّلوا بِرَحمَةِ يَهْوَه.‏ لِماذا؟‏ أحَدُ الأسبابِ هو أنَّ يَهْوَه لا يسمَعُ صَلَواتِ الَّذينَ لا يُظهِرونَ الرَّحمَة.‏ ‏(‏إقرإ الامثال ٢١:‏١٣‏.‏)‏ طَبعًا،‏ لا أحَدَ مِنَّا يُريدُ أن يرفُضَ يَهْوَه سَماعَ صَلَواتِه.‏ لِذا يجِبُ أن ننتَبِهَ لِئَلَّا نصيرَ قُساةً وبِلا رَحمَة.‏ فبَدَلَ أن نتَجاهَلَ وَجَعَ أخينا،‏ لِنَكُنْ مُستَعِدِّينَ دائِمًا أن نسمَعَ «صُراخَ تَشَكِّي المِسكين».‏ ولْنُبقِ في بالِنا أنَّ «مَن لا يُظهِرُ الرَّحمَةَ سيُحاسِبُهُ اللّٰهُ بِلا رَحمَة،‏ لِأنَّ الرَّحمَةَ تَنتَصِرُ وَقتَ الحِساب».‏ (‏يع ٢:‏١٣‏)‏ فإذا كُنَّا مُتَواضِعينَ وتذَكَّرنا كم نحتاجُ إلى الرَّحمَة،‏ نرغَبُ أكثَرَ أن نُظهِرَها.‏ ومُهِمٌّ خُصوصًا أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ لِلخاطِئِ الَّذي يتوبُ ويَعودُ إلى الجَماعَة.‏

١٧ كَيفَ أظهَرَ دَاوُد الرَّحمَة؟‏

١٧ نجِدُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ أمثِلَةً تُساعِدُنا أن نُظهِرَ الرَّحمَةَ ونتَجَنَّبَ القَسوَة.‏ المَلِكُ دَاوُد مَثَلًا أظهَرَ الرَّحمَةَ مَرَّاتٍ كَثيرَة.‏ فمع أنَّ شَاوُل أرادَ أن يقتُلَه،‏ رحِمَ دَاوُد هذا المَلِكَ الَّذي عيَّنَهُ يَهْوَه،‏ ولم يُحاوِلْ أن ينتَقِمَ مِنهُ أو يُؤذِيَه.‏ —‏ ١ صم ٢٤:‏٩-‏١٢،‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

١٨-‏١٩ متى لم يُظهِرْ دَاوُد الرَّحمَة؟‏

١٨ لكنَّ دَاوُد لم يُظهِرِ الرَّحمَةَ دائِمًا.‏ فمَرَّةً،‏ رفَضَ رَجُلٌ قاسٍ اسْمُهُ نَابَال أن يُعطِيَ طَعامًا لِدَاوُد ورِجالِه،‏ وتكَلَّمَ عنهُ بِقِلَّةِ احتِرام.‏ فغضِبَ دَاوُد جِدًّا،‏ وقرَّرَ أن يقتُلَ نَابَال وكُلَّ الرِّجالِ في بَيتِه.‏ لكنَّ أبِيجَايِل،‏ زَوجَةَ نَابَال اللَّطيفَة والصَّبورَة،‏ تصَرَّفَت بِسُرعَة.‏ وبِفَضلِها،‏ لم يرتَكِبْ دَاوُد جَريمَةَ قَتل.‏ —‏ ١ صم ٢٥:‏٩-‏٢٢،‏ ٣٢-‏٣٥‏.‏

١٩ في مَرَّةٍ أُخرى،‏ حكى النَّبِيُّ نَاثَان لِدَاوُد عن رَجُلٍ غَنِيٍّ سرَقَ مِن جارِهِ الفَقيرِ نَعجَتَهُ الَّتي يُحِبُّها.‏ فغضِبَ دَاوُد كَثيرًا وقال:‏ «حَيٌّ هو يَهْوَه،‏ إنَّ الرَّجُلَ الفاعِلَ ذلِك يستَحِقُّ المَوت».‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏٦‏)‏ لكنَّ دَاوُد كانَ يعرِفُ ماذا تقولُ الشَّريعَة.‏ فالَّذي يسرِقُ نَعجَةً لزِمَ أن يُعَوِّضَ عنها بِأربَعِ نَعجات.‏ (‏خر ٢٢:‏١‏)‏ إذًا،‏ ألَمْ يكُنْ دَاوُد قاسِيًا جِدًّا حينَ حكَمَ على السَّارِقِ بِالمَوت؟‏ على أيِّ حال،‏ كانَت هذِهِ قِصَّةً اختَرَعَها نَاثَان كَي يُوضِحَ لِدَاوُد بَشاعَةَ جَرائِمِه.‏ ويَهْوَه كانَ أرحَمَ بِكَثيرٍ مِن دَاوُد،‏ ولم يحكُمْ علَيهِ مِثلَما حكَمَ هو على السَّارِق.‏ —‏ ٢ صم ١٢:‏٧-‏١٣‏.‏

الملك داود لم يُظهِر الرحمة حين سمع قصة ناثان (‏أُنظر الفقرتين ١٩-‏٢٠.‏)‏d

٢٠ ماذا نتَعَلَّمُ مِن دَاوُد؟‏

٢٠ لاحِظْ أنَّ دَاوُد كانَ غاضِبًا جِدًّا حينَ قرَّرَ أن يقتُلَ نَابَال وكُلَّ رِجالِه.‏ ولاحِقًا،‏ حكَمَ دَاوُد بِالمَوتِ على السَّارِقِ في قِصَّةِ نَاثَان.‏ فلِمَ أصدَرَ هذا الحُكمَ القاسي،‏ مع أنَّهُ كانَ رَحيمًا عادَةً؟‏ فكِّرْ كَيفَ كانَت حالَةُ دَاوُد.‏ ففي ذلِكَ الوَقت،‏ كانَ ضَميرُهُ يُعَذِّبُه.‏ مِنَ الواضِحِ إذًا أنَّ الحُكمَ على الآخَرينَ بِقَسوَةٍ هو دَليلُ ضُعفٍ روحِيّ.‏ كما أنَّ يَسُوع حذَّرَنا بِشِدَّة:‏ «لا تَحكُموا على أحَدٍ كَي لا يُحكَمَ علَيكُم.‏ فبِالطَّرِيقَةِ الَّتي تَحكُمونَ بها على الآخَرينَ سيُحكَمُ علَيكُم».‏ (‏مت ٧:‏١،‏ ٢‏)‏ فلْنَعمَلْ جُهدَنا إذًا كَي لا نكونَ قُساة،‏ بل ‹أغنِياءَ بِالرَّحمَةِ› مِثلَ إلهِنا.‏

٢١-‏٢٢ كَيفَ يُمكِنُ أن نُظهِرَ الرَّحمَة؟‏

٢١ كَي نكونَ رُحَماء،‏ لا يكفي أن نُشفِقَ على الآخَرين.‏ فالرَّحمَةُ تدفَعُنا أن نُساعِدَهُم أيضًا.‏ لِذا علَينا أن ننتَبِهَ لِحاجاتِ عائِلَتِنا،‏ جَماعَتِنا،‏ والنَّاسِ حَولَنا.‏ فلا شَكَّ أنَّ هُناكَ فُرَصًا كَثيرَة لِنُظهِرَ لهُمُ الرَّحمَة.‏ مَثَلًا،‏ هل تعرِفُ شَخصًا يحتاجُ إلى تَعزِيَة؟‏ هل تقدِرُ أن تُحَضِّرَ لِأحدٍ وَجبَةَ طَعامٍ أو تُظهِرَ لَهُ اهتِمامَكَ بِطَريقَةٍ أُخرى؟‏ هل تعرِفُ مَسيحِيًّا أُعيدَ إلى الجَماعَةِ يحتاجُ إلى أصدِقاءَ يُشَجِّعونَه؟‏ وهل تبحَثُ عن فُرَصٍ لِتُبَشِّرَ النَّاسَ وتُعطِيَهُم أمَلًا؟‏ فلا تنسَ أنَّ هذِهِ هي أفضَلُ طَريقَةٍ تُظهِرُ بها الرَّحمَةَ لِكُلِّ الَّذينَ تلتَقيهِم.‏ —‏ اي ٢٩:‏١٢،‏ ١٣؛‏ رو ١٠:‏١٤،‏ ١٥؛‏ يع ١:‏٢٧‏.‏

٢٢ إذًا،‏ حينَ ننتَبِهُ لِحاجاتِ الآخَرين،‏ نجِدُ فُرَصًا كَثيرَة لِنُظهِرَ الرَّحمَة.‏ وحينَ نستَغِلُّ هذِهِ الفُرَص،‏ نُفَرِّحُ جِدًّا أبانا السَّماوِيّ،‏ الإلهَ «الغَنِيَّ بِالرَّحمَة».‏

ما جَوابُك؟‏

  • لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة؟‏

  • لِماذا الفَصلُ هو دَليلٌ على الرَّحمَة؟‏

  • ماذا يُساعِدُنا أن نُظهِرَ الرَّحمَة؟‏

التَّرنيمَة ٤٣ صَلاةُ شُكر

a الرَّحمَةُ مِن أجمَلِ صِفاتِ يَهْوَه،‏ وعلَينا جَميعًا أن نتَمَثَّلَ به.‏ لِذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الرَّحمَة،‏ لِماذا التَّأديبُ دَليلٌ على رَحمَتِه،‏ وكَيفَ نكونُ رُحَماءَ مِثلَه.‏

b في هذا العَدَد،‏ تُظهِرُ مَقالَة «‏صلِّحْ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه‏» كَيفَ يُصلِّحُ المَسيحِيُّ الَّذي أُعيدَ إلى الجَماعَةِ عَلاقَتَهُ بِيَهْوَه،‏ وكَيفَ يُساعِدُه الشُّيوخ.‏

c وصف الصورة:‏ الأب وهو على سطح بيته يرى ابنه راجعًا من بعيد،‏ فيركض للقائه.‏

d وصف الصورة:‏ الملك داود يعذِّبه ضميره،‏ لذلك يغضب كثيرًا حين يسمع قصة ناثان ويحكم على السارق بالموت.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة