مقالة الدرس ٢٦
مَحَبَّةُ يَهْوَه لنا أقوى مِنَ الخَوف
«يَهْوَه معي فلا أخاف». — مز ١١٨:٦.
التَّرنيمَة ١٠٥ «اللّٰهُ مَحَبَّة»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ مِمَّ نخافُ أحيانًا؟
كُلُّنا نمُرُّ بِحالاتٍ نشعُرُ فيها بِالخَوف. لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ مع بَعضِ الإخوَة. أرادَ نِيسْتُور وزَوجَتُهُ مَارِيَّا أن يخدُما حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أكبَرُ إلى مُبَشِّرين.b وهذا تطَلَّبَ مِنهُما أن يُقَلِّلا مَصاريفَهُما. لكنَّهُما خافا أن لا يكونا سَعيدَينِ لَو عاشا بِمَدخولٍ أقَلّ. أمَّا بِنْيَام، فصارَ واحِدًا مِن شُهودِ يَهْوَه في بَلَدٍ يُقاوِمُ عَمَلَنا. لِذلِك خافَ أن يتَعَرَّضَ لِلاضطِهاد. لكنَّهُ خافَ أكثَرَ مِن رَدَّةِ فِعلِ عائِلَتِهِ حينَ يعرِفونَ عن دينِهِ الجَديد. وفَالِيرِي أُصيبَت بِنَوعٍ خَطيرٍ مِنَ السَّرَطان. فحاوَلَت أن تجِدَ جَرَّاحًا يحتَرِمُ مَوقِفَها مِنَ الدَّم. ولَيسَ غَريبًا أنَّها خافَت أن تموت.
٢ لِماذا يجِبُ أن نُسَيطِرَ على الخَوف؟
٢ ماذا عنك؟ هل سبَقَ أن شعَرتَ بِالخَوفِ لِأسبابٍ كهذِه؟ كَثيرونَ مِنَّا مرُّوا بِأوقاتٍ شعَروا فيها بِالخَوف. ولكنْ يجِبُ أن نُسَيطِرَ على الخَوف. وإلَّا قد نأخُذُ قَراراتٍ خاطِئَة تُضعِفُ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه. وهذا بِالضَّبطِ ما يُريدُهُ الشَّيْطَان. حتَّى إنَّهُ يستَغِلُّ خَوفَنا لِيَجعَلَنا نكسِرُ وَصايا يَهْوَه، بِما فيها الوَصِيَّةُ أن نُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلوَة. (رؤ ١٢:١٧) والشَّيْطَان عَدُوٌّ شِرِّير، شَرِس، وقَوِيّ. لكنَّكَ تقدِرُ أن تحمِيَ نَفْسَكَ مِنه. كَيف؟
٣ ماذا يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على الخَوف؟
٣ عِندَما نثِقُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَدعَمُنا، نستَطيعُ أن نصُدَّ هَجَماتِ الشَّيْطَان. (مز ١١٨:٦) مَثَلًا، مرَّ كاتِبُ المَزْمُور ١١٨ بِظُروفٍ صَعبَة جِدًّا. فكانَ لَدَيهِ أعداءٌ كَثيرون، وبَعضُهُم مِنَ العُظَماء. (الآيتان ٩، ١٠) وكانَ تَحتَ ضَغطٍ نَفْسِيٍّ كَبير. (الآية ١٣) كما نالَ تَأديبًا حازِمًا مِن يَهْوَه. (الآية ١٨) ولكنْ رَغمَ كُلِّ ذلِك، قالَ كاتِبُ المَزْمُور: «لا أخاف». فلِماذا كانَ مُطمَئنًّا وشعَرَ بِالأمان؟ صَحيحٌ أنَّهُ نالَ تَأديبًا مِن يَهْوَه، لكنَّهُ وثِقَ أنَّ أباهُ السَّماوِيَّ يُحِبُّهُ جِدًّا وسَيَدعَمُهُ في أيِّ ظَرفٍ يمُرُّ به. — مز ١١٨:٢٩.
٤ أيُّ أنواعٍ مِنَ الخَوفِ نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ علَيها إذا وثِقنا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا؟
٤ مُهِمٌّ جِدًّا أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا. فهذا يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على ثَلاثَةِ أنواعٍ شائِعَة مِنَ الخَوف: (١) الخَوفِ مِن أن لا نقدِرَ أن نُعيلَ عائِلَتَنا، (٢) الخَوفِ مِنَ النَّاس، و (٣) الخَوفِ مِنَ المَوت. والإخوَةُ المَذكورونَ في الفَقرَةِ الأُولى استَطاعوا أن يتَغَلَّبوا على خَوفِهِم لِأنَّهُم وثِقوا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُم.
الخَوفُ مِن أن لا نقدِرَ أن نُعيلَ عائِلَتَنا
أخ يعمل في صيد السمك كي يعيل عائلته، وابنه بقُربه (أُنظر الفقرة ٥.)
٥ مِمَّ قد يخافُ رَأسُ العائِلَة؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
٥ لا يستَخِفُّ رُؤوسُ العائِلاتِ المَسيحِيُّونَ بِمَسؤولِيَّتِهِم أن يُعيلوا عائِلاتِهِم. (١ تي ٥:٨) فهل أنتَ رَأسُ عائِلَة؟ رُبَّما خِفتَ أن تخسَرَ عَمَلَكَ خِلالَ وَبَإ كُوفِيد-١٩، ولا تعودَ قادِرًا أن تُؤَمِّنَ الطَّعامَ لِعائِلَتِكَ وتدفَعَ إيجارَ أو قِسطَ البَيت. ورُبَّما خِفتَ أيضًا أن لا تجِدَ عَمَلًا جَديدًا بِسُهولَة. أو رُبَّما ترَدَّدتَ مِثلَ نِيسْتُور ومَارِيَّا أن تُعَدِّلَ بَرنامَجَ عَمَلِكَ وتُقَلِّلَ مَصروفَك. ولِلأسَف، الشَّيْطَان ناجِحٌ جِدًّا في استِغلالِ مَخاوِفَ كهذِه ضِدَّنا.
٦ بِماذا يُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يُقنِعَنا؟
٦ يُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يُقنِعَنا أنَّ يَهْوَه لا يهتَمُّ بنا، وأنَّ علَينا أن نُكافِحَ وَحدَنا لِنُعيلَ عائِلَتَنا. وهكَذا يجعَلُنا نُفَكِّرُ أنَّ علَينا أن نُحافِظَ على عَمَلِنا بِأيِّ ثَمَن، حتَّى لَو عنى ذلِك أن نتَجاهَلَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس.
٧ ماذا أكَّدَ لنا يَسُوع؟
٧ لا أحَدَ يعرِفُ يَهْوَه مِثلَما يعرِفُهُ يَسُوع. وقدْ أكَّدَ لنا يَسُوع أنَّ أبانا ‹يَعرِفُ ما نَحتاجُ إلَيهِ حتَّى قَبلَ أن نَطلُبَهُ مِنه›. (مت ٦:٨) فيَسُوع كانَ مُتَأكِّدًا أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ لنا حاجاتِنا. وبِما أنَّنا جُزءٌ مِن عائِلَةِ اللّٰه، نثِقُ أنَّهُ كرَأسٍ لِلعائِلَةِ سيَحتَرِمُ المَبدَأَ الَّذي أعطاهُ هو في ١ تِيمُوثَاوُس ٥:٨.
سيتأكد يهوه أن نحصل على حاجاتنا. وقد يساعدنا من خلال إخوتنا (أُنظر الفقرة ٨.)d
٨ (أ) ماذا يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِن أن لا نقدِرَ أن نُعيلَ عائِلَتَنا؟ (متى ٦:٣١-٣٣) (ب) كَيفَ نتَمَثَّلُ بِالزَّوجَينِ في الصُّورَةِ اللَّذَينِ يجلُبانِ طَعامًا لِأُختٍ وبِنتِها؟
٨ عِندَما نثِقُ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويُحِبُّ عائِلَتَنا، نكونُ أكيدينَ أنَّهُ سيُؤَمِّنُ لنا حاجاتِنا. (إقرأ متى ٦:٣١-٣٣.) ويَهْوَه يرغَبُ جِدًّا في ذلِك. كما أنَّهُ أبٌ مُحِبٌّ وكَريمٌ جِدًّا. فعِندَما خلَقَ الأرض، لم يكتَفِ بِإعطائِنا الأشياءَ الضَّرورِيَّة لِلحَياة، بل جهَّزَ الأرضَ بِأشياءَ كَثيرَة لِنتَمَتَّعَ بِالحَياة. (تك ٢:٩) ولكنْ ماذا لَو لم نستَطِعْ أن نحصُلَ إلَّا على الأشياءِ الضَّرورِيَّة؟ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا نحصُلُ علَيها. وهذا هوَ المُهِمّ. فيَهْوَه لم يُخلِفْ بِوَعدِهِ أن يُؤَمِّنَها لنا. (مت ٦:١١) ومَهما قُمنا بِتَضحِياتٍ مادِّيَّة، فهي لَيسَت شَيئًا بِالمُقارَنَةِ مع ما يُعطيهِ لنا إلهُنا المُحِبُّ الآنَ وفي المُستَقبَل. وهذا ما لمَسَهُ نِيسْتُور ومَارِيَّا. — إش ٦٥:٢١، ٢٢.
٩ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ نِيسْتُور ومَارِيَّا؟
٩ كانَ نِيسْتُور ومَارِيَّا يعيشانِ حَياةً مُريحَة في كُولُومْبِيَا. قالا: «فكَّرنا أن نُبَسِّطَ حَياتَنا ونُوَسِّعَ خِدمَتَنا. لكنَّنا خِفنا أن لا نكونَ سَعيدَينِ لَو عِشنا بِمَدخولٍ أقَلّ». فماذا ساعَدَهُما أن يتَغَلَّبا على هذا الخَوف؟ لقدْ تأمَّلا كَيفَ أظهَرَ لهُما يَهْوَه مِن قَبل المَحَبَّةَ بِطُرُقٍ كَثيرَة. وهكَذا زادَت ثِقَتُهُما أنَّهُ سيَظَلُّ يهتَمُّ بهِما. فترَكا عَمَلَهُما المُربِح، وباعا مَنزِلَهُما. ثُمَّ انتَقَلا إلى مِنطَقَةٍ أُخرى مِنَ البَلَدِ فيها حاجَةٌ أكبَرُ إلى مُبَشِّرين. وكَيفَ شعَرا بَعدَ هذا القَرار؟ يُخبِرُ نِيسْتُور: «رأَينا الوَعدَ في مَتَّى ٦:٣٣ يتِمُّ في حَياتِنا. فلم ينقُصْنا أيُّ شَيء. ونَحنُ أسعَدُ الآن».
الخَوفُ مِنَ النَّاس
١٠ لِماذا يخافُ البَشَرُ واحِدُهُم مِنَ الآخَر؟
١٠ لَطالَما سبَّبَ البَشَرُ الأذِيَّةَ واحِدُهُم لِلآخَر. (جا ٨:٩) فأصحابُ السُّلطَةِ يستَغِلُّونَ مَركَزَهُم، المُجرِمونَ يرتَكِبونَ جَرائِمَ فَظيعَة، والمُتَنَمِّرونَ في المَدرَسَةِ يُهينونَ زُمَلاءهُم ويُهَدِّدونَهُم. حتَّى إنَّ بَعضَ الأشخاصِ يُعامِلونَ أفرادَ عائِلَتِهِم بِوَحشِيَّة. فلا عَجَبَ إذًا أن يخافَ البَشَرُ واحِدُهُم مِنَ الآخَر. وكَيفَ يستَغِلُّ الشَّيْطَان هذا الخَوف؟
١١-١٢ كَيفَ يستَخدِمُ الشَّيْطَان الخَوفَ مِنَ النَّاسِ ضِدَّنا؟
١١ يستَغِلُّ الشَّيْطَان الخَوفَ مِنَ النَّاسِ لِيَجعَلَنا نُسايِرُ ونتَوَقَّفُ عنِ التَّبشير. فهو يدفَعُ الحُكوماتِ أن تحظُرَ عَمَلَنا وتضطَهِدَنا. (لو ٢١:١٢؛ رؤ ٢:١٠) كما يدفَعُ كَثيرينَ في عالَمِهِ أن ينشُروا مَعلوماتٍ خاطِئَة وأكاذيبَ خَبيثَة عن شُهودِ يَهْوَه. والَّذينَ يُصَدِّقونَ هذِهِ الأكاذيبَ قد يسخَرونَ مِنَّا، وحتَّى يُهاجِمونَنا. (مت ١٠:٣٦) فهل يُفاجِئُنا تَكتيكُ الشَّيْطَان هذا؟ طَبعًا لا. فهو سبَقَ أنِ استَخدَمَهُ في القَرنِ الأوَّل. — أع ٥:٢٧، ٢٨، ٤٠.
حتى لو قاومنا أفراد عائلتنا، نثق أن يهوه يحبنا (أُنظر الفقرات ١٢-١٤.)e
١٢ لكنَّ الخَوفَ مِن مُقاوَمَةِ الحُكوماتِ لنا لَيسَ السِّلاحَ الوَحيدَ الَّذي يستَخدِمُهُ الشَّيْطَان ضِدَّنا. فبَعضُ الَّذينَ يتَعَرَّفونَ إلى الحَقِّ يخافونَ أكثَرَ مِن رَدَّةِ فِعلِ أفرادِ عائِلَتِهِم. فهُم يُحِبُّونَ أقرِباءَهُم كَثيرًا، ويُريدونَهُم أن يتَعَرَّفوا على يَهْوَه ويُحِبُّوه. لِذلِك يتَضايَقونَ جِدًّا عِندَما يسمَعونَ أقرِباءَهُم يُهينونَ يَهْوَه وشَعبَه. أحيانًا، يتَغَيَّرُ مَوقِفُ هؤُلاءِ المُقاوِمين، وحتَّى يَأتونَ إلى الحَقّ. ولكنْ ماذا لَو لم يحدُثْ ذلِك، بل قطَعوا عَلاقَتَهُم معنا؟
١٣ كَيفَ تُساعِدُنا مَحَبَّةُ يَهْوَه لنا أن نتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِن أن تُقاوِمَنا عائِلَتُنا؟ (مزمور ٢٧:١٠)
١٣ تُطَمِّنُنا كَثيرًا الكَلِماتُ الحُلوَة في المَزْمُور ٢٧:١٠. (إقرأها.) فعِندَما نتَذَكَّرُ كم يُحِبُّنا يَهْوَه، نشعُرُ بِالأمانِ رَغمَ المُقاوَمَة. ونَحنُ نثِقُ أنَّهُ سيُكافِئُنا على احتِمالِنا. كما أنَّ يَهْوَه سيَهتَمّ، أكثَرَ مِن أيِّ أحَد، بِحاجاتِنا الجَسَدِيَّة والعاطِفِيَّة والرُّوحِيَّة. وهذا ما لمَسَهُ بِنْيَام.
١٤ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ بِنْيَام؟
١٤ صارَ بِنْيَام واحِدًا مِن شُهودِ يَهْوَه، مع أنَّهُ عرَفَ أنَّ ذلِك قد يُعَرِّضُهُ لِاضطِهادٍ عَنيف. لكنَّهُ وثِقَ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّه، ولِذلِك استَطاعَ أن يتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِنَ النَّاس. يُخبِر: «كانَ الاضطِهادُ مِنَ الحُكومَةِ يفوقُ الخَيال. لكنِّي خِفتُ أكثَرَ أن يُقاوِمَني أفرادُ عائِلَتي. فخِفتُ أن يغضَبَ مِنِّي أبي لِأنِّي صِرتُ مِن شُهودِ يَهْوَه، وأن يعتَبِرَني أقرِبائي شَخصًا فاشِلًا». لكنَّ بِنْيَام كانَ واثِقًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّهُ وسَيَهتَمُّ به. يقول: «تأمَّلتُ كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه إخوَةً عانَوا مِنَ المَشاكِلِ المادِّيَّة، الظُّلم، والمُعامَلَةِ العَنيفَة. فزادَت ثِقَتي أنَّهُ سيُبارِكُني إذا بقيتُ أمينًا. صَحيحٌ أنِّي اعتُقِلتُ عِدَّةَ مَرَّات، وحتَّى تعَرَّضتُ لِلتَّعذيب، لكنِّي لمَستُ كَيفَ يدعَمُ يَهْوَه الَّذينَ يبقَونَ أُمَناءَ له». وهكَذا أصبَحَ يَهْوَه أبًا حَقيقِيًّا لِبِنْيَام، وشَعبُهُ عائِلَةً له.
الخَوفُ مِنَ المَوت
١٥ لِماذا مِنَ الطَّبيعِيِّ أن نخافَ مِنَ المَوت؟
١٥ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ المَوتَ عَدُوّ. (١ كو ١٥:٢٥، ٢٦) وقدْ نقلَقُ كَثيرًا مِنَ المَوت، خُصوصًا إذا أُصِبنا نَحنُ أو أحَدُ أحِبَّائِنا بِمَرَضٍ خَطير. ولِماذا نخافُ مِنَ المَوت؟ لِأنَّ يَهْوَه وضَعَ فينا الرَّغبَةَ أن نعيشَ إلى الأبَد. (جا ٣:١١) والخَوفُ مِنَ المَوتِ يدفَعُنا أن نُحافِظَ على حَياتِنا. مَثَلًا، قد يجعَلُنا نأكُلُ طَعامًا صِحِّيًّا، نُمارِسُ الرِّياضَة، نبحَثُ عنِ العِلاجِ حينَ نمرَض، ولا نُعَرِّضُ حَياتَنا لِلخَطَرِ بِلا لُزوم.
١٦ كَيفَ يستَغِلُّ الشَّيْطَان خَوفَنا الطَّبيعِيَّ مِنَ المَوت؟
١٦ يعرِفُ الشَّيْطَان أنَّنا نُقَدِّرُ الحَياة. لكنَّهُ يدَّعي أنَّنا سنُضَحِّي بِكُلِّ شَيء، حتَّى بِعَلاقَتِنا مع يَهْوَه، لِنُحافِظَ على حَياتِنا. (أي ٢:٤، ٥) طَبعًا، ما يقولُهُ الشَّيْطَان غَيرُ صَحيح. ولكنْ بِما أنَّهُ يقدِرُ «أن يُسَبِّبَ المَوت»، يُحاوِلُ أن يستَغِلَّ خَوفَنا الطَّبيعِيَّ مِنَ المَوتِ لِيَجعَلَنا نترُكُ يَهْوَه. (عب ٢:١٤، ١٥) ففي بَعضِ الحالات، يدفَعُ الشَّيْطَان أشخاصًا أن يُهَدِّدونا بِالقَتلِ إذا لم نتَخَلَّ عن إيمانِنا. وفي حالاتٍ أُخرى، قد يستَغِلُّ الشَّيْطَان ظَرفًا صِحِّيًّا لِيجعَلَنا نتَخَلَّى عن مَبادِئِنا. فقدْ يضغَطُ علَينا الأطِبَّاءُ أوِ الأقرِباءُ غَيرُ المُؤمِنينَ لِنكسِرَ شَريعَةَ اللّٰهِ ونقبَلَ نَقلَ الدَّم. أو قد يُحاوِلُ أحَدُ الأشخاصِ أن يُقنِعَنا بِأن نقبَلَ عِلاجًا يتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس.
١٧ حَسَبَ رُومَا ٨:٣٧-٣٩، لِماذا لا داعِيَ أن نخافَ مِنَ المَوت؟
١٧ صَحيحٌ أنَّنا لا نُريدُ أن نموت، لكنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه سيَظَلُّ يُحِبُّنا حتَّى لَو مُتنا. (إقرأ روما ٨:٣٧-٣٩.) فهو يظَلُّ يتَذَكَّرُ أصدِقاءَهُ الَّذينَ ماتوا، كما لَو أنَّهُم لا يزالونَ أحياء. (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) وهو مُشتاقٌ أن يُعيدَهُم إلى الحَياة. (أي ١٤:١٥) وقدْ دفَعَ ثَمَنًا غالِيًا كَي ‹نَنالَ حَياةً أبَدِيَّة›. (يو ٣:١٦) لا شَكَّ إذًا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَهتَمُّ بنا كَثيرًا. لِذلِك عِندَما نمرَضُ أو تكونُ حَياتُنا في خَطَر، لا نتَخَلَّى عن يَهْوَه، بل نلجَأُ إلَيه كَي يُعَزِّيَنا ويُعطِيَنا الحِكمَةَ والقُوَّة. وهذا بِالضَّبطِ ما فعَلَتهُ فَالِيرِي وزَوجُها. — مز ٤١:٣.
١٨ ماذا تتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ فَالِيرِي؟
١٨ عِندَما كانَت فَالِيرِي بِعُمرِ ٣٥ سَنَة، أُصيبَت بِنَوعٍ نادِرٍ وخَطيرٍ مِنَ السَّرَطان. لكنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لها ساعَدَتها أن تتَغَلَّبَ على الخَوفِ مِنَ المَوت. تقولُ فَالِيرِي: «قلَبَ المَرَضُ حَياتَنا. وكُنتُ بِحاجَةٍ إلى عَمَلِيَّةٍ جِراحِيَّة كَبيرَة. فذهَبنا إلى جَرَّاحينَ كَثيرين، لكنَّهُم رفَضوا كُلُّهُم أن يُجروا العَمَلِيَّةَ دونَ دَم. كُنتُ خائِفَةً جِدًّا، ولكنْ مُستَحيلٌ أن أكسِرَ وَصِيَّةَ اللّٰهِ وأقبَلَ نَقلَ الدَّم. فيَهْوَه أظهَرَ لي المَحَبَّةَ بِطُرُقٍ كَثيرَة طولَ حَياتي، والآنَ أتَتني الفُرصَةُ لِأُظهِرَ لهُ مَحَبَّتي. لذا كُلَّما تلَقَّيتُ خَبَرًا سَيِّئًا مِنَ الأطِبَّاء، كانَ تَصميمي يزدادُ لِأجعَلَ يَهْوَه فَخورًا بي وأهزِمَ الشَّيْطَان. وفي النِّهايَة، أُجرِيَت لي عَمَلِيَّةٌ ناجِحَة دونَ دَم. صَحيحٌ أنَّ مَشاكِلي الصِّحِّيَّة لم تنتَهِ، لكنَّ يَهْوَه أعطاني دائِمًا ما أحتاجُه. مَثَلًا، في اجتِماعِ نِهايَةِ الأُسبوعِ الَّذي حضَرناهُ قَبلَ تَشخيصِ حالَتي، درَسنا مَقالَة ‹واجِهِ المَصائِبَ بِشَجاعَة›.c وهذِهِ المَقالَةُ قوَّتنا كَثيرًا. فكُنَّا نقرَأُها مَرَّةً بَعدَ أُخرى. وبِفَضلِ مَقالاتٍ كهذِه وروتينِنا الرُّوحِيِّ الجَيِّد، استَطَعنا أن نبقى هادِئَينِ ونأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة».
لِنتَغَلَّبْ على الخَوف
١٩ ماذا سيَحدُثُ قَريبًا؟
١٩ بِفَضلِ مُساعَدَةِ يَهْوَه، يتَغَلَّبُ إخوَتُنا حَولَ العالَمِ على الصُّعوباتِ ويَنجَحونَ في مُقاوَمَةِ الشَّيْطَان. (١ بط ٥:٨، ٩) وأنتَ أيضًا تقدِرُ أن تنجَح. وقَريبًا جِدًّا، سيُوَجِّهُ يَهْوَه ابْنَهُ يَسُوع والَّذينَ يحكُمونَ معهُ ‹لِيُفَشِّلُوا أعمالَ إبْلِيس›. (١ يو ٣:٨) بَعدَ ذلِك، ‹لن يخافَ› أبَدًا خُدَّامُ يَهْوَه على الأرض. (إش ٥٤:١٤؛ مي ٤:٤) ولكنْ حتَّى يأتِيَ هذا الوَقت، يجِبُ أن نبذُلَ جُهدَنا لِنتَغَلَّبَ على الخَوف.
٢٠ ماذا يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على الخَوف؟
٢٠ لِنُقَوِّ إذًا ثِقَتَنا بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا وسَيَحمينا. وكَي ننجَحَ في ذلِك، لِنتَأمَّلْ كَيفَ حمى يَهْوَه خُدَّامَهُ في الماضي، ونتَحَدَّثْ مع غَيرِنا عن ذلِك. ولْنُبقِ في بالِنا كَيفَ ساعَدَنا يَهْوَه حينَ مرَرنا نَحنُ بِظُروفٍ صَعبَة. وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه، نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ على الخَوف. — مز ٣٤:٤.
التَّرنيمَة ١٢٩ سنحتَمِلُ إِلى النِّهايَة
a الخَوفُ هو شُعورٌ طَبيعِيٌّ يحمينا مِنَ الخَطَر. لكنَّهُ يُمكِنُ أن يُؤْذِيَنا أحيانًا. كَيفَ ذلِك؟ يستَخدِمُ الشَّيْطَان الخَوفَ كسِلاحٍ ضِدَّنا. لِذلِك يجِبُ أن نبذُلَ جُهدَنا لِنُسَيطِرَ على الخَوف. وماذا يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على الخَوف؟ كما سنرى في هذِهِ المَقالَة، مُهِمٌّ جِدًّا أن نثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا ويَدعَمُنا.
b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
d وصف الصورة: أخ وزوجته يجلبان طعامًا لأخت مجتهدة وعائلتها.
e وصف الصورة: أخ شاب يقاومه والداه، لكنه يثق بأن اللّٰه سيدعمه.