مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٣ شباط (‏فبراير)‏ ص ٢٦-‏٣٠
  • رأيتُ إيمان شعب يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • رأيتُ إيمان شعب يهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • أيْرْلَنْدَا الشَّمَالِيَّة:‏ «أرضُ القَنابِلِ والرَّصاص»‏
  • سِيرَالْيُون:‏ إيمانٌ رَغمَ الفَقر
  • نَيْجِيرْيَا:‏ ثَقافَةٌ مُختَلِفَة
  • كِينْيَا:‏ الإخوَةُ صبَروا علَيّ
  • الوِلَايَاتُ المُتَّحِدَة:‏ إيمانٌ رَغمَ الرَّفاهِيَّات
  • يهوه انتشلني من بؤسي
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
  • يهوه رفعني من أسفل الأرض إلى القمة
    قصص حياة شهود يهوه
  • تقرير المنادين بالملكوت
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • ‏«تخلِّص .‏ .‏ .‏ الذين يسمعونك»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٣
ب٢٣ شباط (‏فبراير)‏ ص ٢٦-‏٣٠
روبرت لانديس

قصة حياة

رأيتُ إيمانَ شَعبِ يَهْوَه

كما رَواها رُوبِرْت لَانْدِيس

هُناك أحاديثُ مُهِمَّة لا ننساها أبَدًا.‏ وأنا لا أزالُ أتَذَكَّرُ حَديثًا دارَ بَيني وبَينَ رَفيقي مِن حَوالَي ٥٠ سَنَة.‏ فبَعدَ شُهورٍ مِنَ السَّفَر،‏ كُنَّا جالِسَينِ حَولَ نارِ تَخييمٍ في كِينْيَا،‏ ولَونُنا مُسمَرٌّ مِنَ الشَّمسِ والغُبار.‏ وفيما تحَدَّثنا عن فيلمٍ دينِيّ،‏ قالَ رَفيقي:‏ «إنَّهُ لا ينسَجِمُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس».‏

ضحِكتُ لِأنَّ رَفيقي لم يكُنْ مُتَدَيِّنًا أبَدًا،‏ وقُلتُ له:‏ «وما أدراكَ أنتَ بِالكِتابِ المُقَدَّس؟‏!‏».‏ لم يُجِبْني رَفيقي فَورًا.‏ ولكنْ في النِّهايَة،‏ أخبَرَني أنَّ أُمَّهُ مِن شُهودِ يَهْوَه،‏ وقدْ علَّمَتهُ بَعضَ الحَقائق.‏ فصِرتُ أُلِحُّ علَيهِ كَي يُخبِرَني المَزيد.‏

بقينا نتَحَدَّثُ حتَّى وَقتٍ مُتَأخِّرٍ مِنَ اللَّيل.‏ أخبَرَني رَفيقي أنَّ الشَّيْطَان هو حاكِمُ العالَم.‏ (‏يو ١٤:‏٣٠‏)‏ كانَت هذِهِ فِكرَةً جَديدَة علَيّ،‏ وشدَّتِ انتِباهي.‏ فكُنتُ أسمَعُ دائِمًا أنَّ اللّٰهَ يحكُمُ العالَم.‏ لكنَّ هذا تعارَضَ مع ما رأيتُهُ حَولي.‏ فمع أنِّي كُنتُ في الـ‍ ٢٦،‏ رأيتُ أشياءَ مُزعِجَة كَثيرَة.‏

عمِلَ أبي في سِلاحِ طَيَرانِ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة.‏ لِذا،‏ عرَفتُ مِن صِغَري أنَّ حَربًا نَوَوِيَّة قد تشتَعِلُ في أيِّ لَحظَة.‏ وعِندَما كبِرتُ ودخَلتُ الجامِعَةَ في كَالِيفُورْنْيَا،‏ كانَتِ الحَربُ دائِرَةً في فِيَتْنَام.‏ إشتَرَكتُ معَ التَّلاميذِ في الاحتِجاجات.‏ وأتَذَكَّرُ كَيفَ طارَدَنا رِجالُ الشُّرطَةِ بِالعِصِيّ،‏ وكَيفَ كانَ الغازُ المُسَيِّلُ لِلدُّموعِ يخنُقُنا ويُصَعِّبُ علَينا الرُّؤيَة.‏ كانَ وَقتًا مَليئًا بِالتَّمَرُّدِ والاضطِرابات:‏ إغتِيالاتٍ سِياسِيَّة،‏ احتِجاجات،‏ وأعمالِ شَغَب.‏ وكُنَّا جَميعًا مُحتارينَ بِسَبَبِ اختِلاطِ الأفكارِ والآراء.‏

روبرت واقف قرب دراجته النارية ويحمل خريطة تُظهِر رحلاته

من لندن إلى إفريقيا الوسطى

سَنَةَ ١٩٧٠،‏ بدَأتُ أعمَلُ في ساحِلِ ألَاسْكَا الشَّمالِيّ،‏ وجمَعتُ مالًا كَثيرًا جِدًّا.‏ ثُمَّ سافَرتُ بِالطَّائِرَةِ إلى لَنْدَن،‏ اشتَرَيتُ دَرَّاجَةً نارِيَّة،‏ وقُدتُها جَنوبًا بِلا وِجهَةٍ مُحَدَّدَة.‏ بَعدَ شُهور،‏ وصَلتُ إلى إفْرِيقْيَا.‏ وعلى طولِ الرِّحلَة،‏ كُنتُ ألتَقي بِكَثيرينَ يتَمَنَّونَ مِثلي أن يهرُبوا مِن مَشاكِلِهِم.‏

حينَ سمِعتُ أنَّ الشَّيْطَان يحكُمُ العالَم،‏ شعَرتُ أنَّ هذا مَنطِقِيّ.‏ لكنِّي تساءلت:‏ «إذًا،‏ ماذا يفعَلُ اللّٰه؟‏»،‏ وأرَدتُ أن أعرِفَ الجَواب.‏

في الشُّهورِ التَّالِيَة،‏ عرَفتُ الجَواب.‏ ومعَ الوَقت،‏ تعَرَّفتُ على كَثيرينَ أظهَروا إيمانًا قَوِيًّا بِاللهِ تَحتَ مُختَلِفِ الظُّروف.‏

أيْرْلَنْدَا الشَّمَالِيَّة:‏ «أرضُ القَنابِلِ والرَّصاص»‏

عِندَما عُدتُ إلى لَنْدَن،‏ ذهَبتُ إلى أُمِّ رَفيقي.‏ فأعطَتني كِتابًا مُقَدَّسًا.‏ ولاحِقًا،‏ ذهَبتُ إلى أمِسْتِرْدَام في هُولَنْدَا.‏ وفيما كُنتُ أقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ تَحتَ مِصباحٍ في الطَّريق،‏ رآني أخٌ وساعَدَني أن أتَعَلَّمَ المَزيد.‏ ثُمَّ ذهَبتُ إلى دَبْلِن في أيْرْلَنْدَا،‏ ووَجَدتُ مَكتَبَ فَرعِ شُهودِ يَهْوَه.‏ وهُناك،‏ التَقَيتُ بِأخٍ لَدَيهِ خِبرَةٌ اسْمُهُ آرْثِر مَاثْيُوز.‏ فطلَبتُ مِنهُ أن يدرُسَ معي،‏ ووافَقَ على ذلِك.‏

بدَأتُ أدرُسُ بِحَماسَة،‏ وأقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ والكُتُبَ والمَجَلَّاتِ الَّتي يُصدِرُها الشُّهود.‏ وفي اجتِماعاتِ الجَماعَة،‏ رأيتُ الأولادَ يُجيبونَ عن أسئِلَةٍ تُحَيِّرُ النَّاسَ مِن سِنينَ طَويلَة:‏ ‹لِمَ هُناك شَرّ؟‏ مَن هوَ اللّٰه؟‏ وماذا يحدُثُ لنا عِندَما نموت؟‏›.‏ كُنتُ أقضي كُلَّ وَقتي معَ الشُّهود.‏ وأساسًا،‏ لم أكُنْ أعرِفُ أحَدًا غَيرَهُم.‏ هذا ساعَدَني أن أُحِبَّ يَهْوَه وأرغَبَ أن أعمَلَ مَشيئَتَه.‏

أنا ودنيس ونايجل

إعتَمَدتُ سَنَةَ ١٩٧٢.‏ وبَعدَ سَنَة،‏ صِرتُ فاتِحًا،‏ وانضَمَمتُ إلى جَماعَةٍ صَغيرَة في نْيُورِي بِأيْرْلَنْدَا الشَّمَالِيَّة.‏ إستَأجَرتُ كوخًا حَجَرِيًّا بِجانِبِ أحَدِ الجِبال.‏ وكانَتِ الأبقارُ ترعى في الحُقولِ القَريبَة.‏ لِذا تمَرَّنتُ على خِطاباتي أمامَها.‏ بدا لي أنَّها تسمَعُني بِانتِباهٍ وهي تجتَرّ.‏ ومع أنَّها لم تُقَدِّمْ لي نَصائِح،‏ عوَّدَتني أن أنظُرَ إلى الحُضور.‏ وسَنَةَ ١٩٧٤،‏ تعَيَّنتُ فاتِحًا خُصوصِيًّا،‏ وخدَمتُ مع نَايْجِل بِت الَّذي أصبَحَ صَديقًا لي مَدى العُمر.‏

آنَذاك،‏ انتَشَرَتِ الاضطِراباتُ في أيْرْلَنْدَا الشَّمَالِيَّة،‏ حتَّى إنَّها صارَت تُسَمَّى «أرضَ القَنابِلِ والرَّصاص».‏ فانتَشَرَ قِتالُ الشَّوارِع،‏ القَنص،‏ إطلاقُ النَّار،‏ وتَفجيرُ السَّيَّارات.‏ وكانَ الدِّينُ والسِّياسَةُ كِلاهُما وَراءَ المَشاكِل.‏ لكنَّ البُرُوتِسْتَانْت والكَاثُولِيك على السَّواءِ عرَفوا أنَّنا لا نتَدَخَّلُ في السِّياسَة.‏ لِذلِكَ استَطَعنا أن نُبَشِّرَ بِحُرِّيَّةٍ وأمان.‏ وكَثيرًا ما كانَ أصحابُ البُيوتِ يعرِفونَ أينَ ومتى ستحصُلُ مَشاكِل،‏ ويُحَذِّرونَنا كَي نتَجَنَّبَها.‏

لكنَّنا واجَهنا أحيانًا أوضاعًا خَطيرَة.‏ فمَرَّةً،‏ ذهَبتُ مع فاتِحٍ اسْمُهُ دِنِيس كَارِيغَان لِنُبَشِّرَ في إحدى البَلدات،‏ بَلدَةٍ لم يكُنْ فيها شُهودٌ وبشَّرنا فيها مَرَّةً واحِدَة مِن قَبل.‏ ولكنْ ونَحنُ في مَقهًى،‏ اتَّهَمَتنا امرَأةٌ أنَّنا جُنودٌ بَرِيطَانِيُّونَ مُتَخَفُّون،‏ رُبَّما لِأنَّنا لم نتَحَدَّثْ بِلَهجَةٍ أيْرْلَنْدِيَّة.‏ خِفنا كَثيرًا.‏ فمُجَرَّدُ تَعاطُفِ الشَّخصِ معَ الجُنودِ كانَ يُؤَدِّي إلى قَتلِهِ أو إطلاقِ النَّارِ على رُكبَتِه.‏ خرَجنا مِنَ المَقهى،‏ ووَقَفنا وَحدَنا في البَردِ ننتَظِرُ الباص.‏ ثُمَّ توَقَّفَت أمامَ المَقهى سَيَّارَةٌ فيها رَجُلان،‏ وبدَأتِ المَرأةُ تتَحَدَّثُ معهُما وتُشيرُ إلَينا بِانفِعال.‏ فأتى الرَّجُلانِ بِالسَّيَّارَةِ إلَينا،‏ وبدَآ يسألانِنا عن مَوعِدِ الباص.‏ وعِندَما وصَلَ الباص،‏ تحَدَّثا معَ السَّائِق.‏ لم نسمَعْ ماذا قالا له،‏ ولم يكُنْ هُناك رُكَّابٌ غَيرُنا.‏ فخِفنا أن تكونَ خِطَّتُهُما أن يتَخَلَّصا مِنَّا خارِجَ البَلدَة.‏ لكنَّ هذا لم يحدُث.‏ وحينَ نزَلنا أخيرًا مِنَ الباص،‏ سألتُ السَّائِق:‏ «هل تحَدَّثَ معكَ الرَّجُلانِ هُناك عنَّا؟‏».‏ فأجاب:‏ «أنا أعرِفُ أنَّكُما مِن شُهودِ يَهْوَه،‏ وقدْ أخبَرتُهُما بِذلِك.‏ فلا تقلَقا،‏ أنتُما بِأمان».‏

روبرت وبولين يوم زفافهما

يوم زفافنا في آذار (‏مارس)‏ ١٩٧٧

في اجتِماعٍ سَنَوِيٍّ بِدَبْلِن سَنَةَ ١٩٧٦،‏ قابَلتُ بُولِين لُومَاكْس،‏ فاتِحَةً خُصوصِيَّة أتَت مِن إنْكِلْتَرَا.‏ وهي أُختٌ روحِيَّة ومُتَواضِعَة ولَطيفَة،‏ وقدْ ترَبَّت في الحَقِّ مع أخيها رَاي.‏ فتزَوَّجنا بَعدَ سَنَة،‏ وواصَلنا الفَتحَ الخُصوصِيَّ في بَالِيمِينَا بِأيْرْلَنْدَا الشَّمالِيَّة.‏

إشتَرَكنا لِفَترَةٍ في العَمَلِ الدَّائِرِيّ.‏ فزُرنا الإخوَةَ في بِلْفَاسْت،‏ لَنْدَنْدِيرِي،‏ ومَناطِقَ أُخرى كانَ فيها اضطِرابات.‏ تشَجَّعنا كَثيرًا بِإيمانِ الإخوَةِ الَّذينَ تغَلَّبوا على التَّعَصُّبِ الدِّينِيّ،‏ الكُره،‏ والعُنصُرِيَّة.‏ ورأيْنا كم بارَكَهُم يَهْوَه وحماهُم.‏

سَنَةَ ١٩٨١،‏ أي بَعدَ عَشرِ سِنينَ مِن وُصولي إلى أيْرْلَنْدَا،‏ دُعينا إلى الصَّفِّ الـ‍ ٧٢ لِمَدرَسَةِ جِلْعَاد.‏ وبَعدَ التَّخَرُّج،‏ تعَيَّنَّا في سِيرَالْيُون بِإفْرِيقْيَا الغَربِيَّة.‏

سِيرَالْيُون:‏ إيمانٌ رَغمَ الفَقر

عِشنا مع ١١ شَخصًا رائِعًا في بَيتٍ لِلمُرسَلين.‏ ولكنْ كانَ لَدَينا مَطبَخٌ واحِد،‏ ثَلاثَةُ تُواليتات،‏ حَمَّامان،‏ تِلِفونٌ واحِد،‏ غَسَّالَةٌ واحِدَة،‏ ونَشَّافَةٌ واحِدَة.‏ إنقَطَعَتِ الكَهرَباءُ تَكرارًا.‏ كما غزا الجِرذانُ السَّقفَ العازِل،‏ وتسَلَّلَت أفاعي الكُوبْرَا إلى الطَّابِقِ السُّفلِيّ.‏

روبرت وآخرون مع دراجاتهم النارية يعبرون نهرًا على طوَّافة طويلة

عبور نهر في الطريق إلى اجتماع سنوي في غينيا المجاورة

ولكنْ رَغمَ كُلِّ الصُّعوبات،‏ فرِحنا جِدًّا بِالخِدمَة.‏ فالنَّاسُ احتَرَموا الكِتابَ المُقَدَّس،‏ وسمِعونا بِانتِباه.‏ وكَثيرونَ مِنهُم درَسوا الحَقَّ واعتَمَدوا.‏ كانوا يدعونَني «السَّيِّد رُوبِرْت»،‏ ويَدعونَ بُولِين «السَّيِّدَة رُوبِرْت».‏ لكنِّي بدَأتُ أعمَلُ في مَكتَبِ الفَرع،‏ وقضَيتُ بِالتَّالي وَقتًا أقَلَّ في خِدمَةِ الحَقل.‏ فصاروا يدعونَ بُولِين «السَّيِّدَة بُولِين» ويَدعونَني «السَّيِّد بُولِين».‏ وهذا أعجَبَ بُولِين كَثيرًا!‏

روبرت وبولين وسيارتهما

في حملة تبشيرية بسيراليون

في إفْرِيقْيَا،‏ إخوَةٌ كَثيرونَ فُقَراء.‏ لكنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِحاجاتِهِم،‏ وأحيانًا بِطُرُقٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَة.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ فمَرَّةً،‏ كانَ عِندَ أُختٍ مالٌ يكفيها فَقَط لِتشتَرِيَ الطَّعامَ ذلِكَ اليَومَ لها ولِأولادِها.‏ مع ذلِك،‏ أعطَتهُ لِأخٍ أُصيبَ بِالمَلَارْيَا كَي يشتَرِيَ الدَّواء.‏ ولكنْ في نَفْسِ اليَوم،‏ زارَتها امرَأةٌ وأعطَتها مالًا كَي تُمَشِّطَ لها شَعرَها.‏

نَيْجِيرْيَا:‏ ثَقافَةٌ مُختَلِفَة

خدَمنا في سِيرَالْيُون تِسعَ سِنين.‏ ثُمَّ تعَيَّنَّا في بَيْت إيل بِنَيْجِيرْيَا.‏ في ذلِكَ الفَرعِ الكَبير،‏ بقيتُ أقومُ بِنَفْسِ العَمَلِ المَكتَبِيّ.‏ ولكنْ بِالنِّسبَةِ إلى بُولِين،‏ كانَ التَّغييرُ كَبيرًا.‏ فقدْ كانَت تصرِفُ شَهرِيًّا ١٣٠ ساعَةً في الخِدمَة،‏ وتعقِدُ دُروسًا مُتَقَدِّمَة.‏ أمَّا الآن،‏ فصارَت تقضي يَومَها في خِياطَةِ الثِّياب.‏ لِذا احتاجَت إلى وَقتٍ كَي تتَأقلَم.‏ لكنَّها لاحَظَت كم يُقَدِّرُ الإخوَةُ عَمَلَها،‏ واستَغَلَّتِ الفُرَصَ لِتُشَجِّعَ خُدَّامَ بَيْت إيل.‏

كانَتِ الثَّقافَةُ النَّيْجِيرِيَّة جَديدَةً علَينا.‏ فمَرَّةً،‏ أتى أخٌ إلى مَكتَبي لِيُعَرِّفَني بِأُختٍ انضَمَّت إلى عائِلَةِ بَيْت إيل.‏ ولكنْ عِندَما مدَدتُ يَدي لِأُسَلِّمَ علَيها،‏ ركَعَت أمامَ قَدَمَيّ.‏ صُدِمتُ وتذَكَّرتُ فَورًا الأعْمَال ١٠:‏٢٥،‏ ٢٦ والرُّؤْيَا ١٩:‏١٠‏.‏ ففكَّرت:‏ ‹هل يجِبُ أن أقولَ لها أن لا تفعَلَ ذلِك؟‏›.‏ ثُمَّ قُلتُ لِنَفْسي:‏ ‹بِما أنَّها أصبَحَت تخدُمُ في بَيْت إيل،‏ فلا بُدَّ أنَّها تعرِفُ ماذا يُعَلِّمُ الكِتابُ المُقَدَّس›.‏

طولَ حَديثِنا،‏ بقيتُ أُفَكِّرُ لِمَ ركَعَت أمامي،‏ ثُمَّ قُمتُ بِبَعضِ البَحث.‏ فاكتَشَفتُ أنَّها عادَةٌ يتبَعُها الرِّجالُ والنِّساءُ في بَعضِ المَناطِقِ لِيُظهِروا الاحتِرام،‏ لا لِيُقَدِّموا العِبادَة.‏ حتَّى إنَّها كانَت مُتَّبَعَةً في زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ (‏١ صم ٢٤:‏٨‏)‏ فجَيِّدٌ أنِّي لم أتَسَرَّعْ وأُحرِجِ الأُخت.‏

في نَيْجِيرْيَا،‏ التَقَينا بِإخوَةٍ كَثيرينَ أظهَروا إيمانًا كَبيرًا على مَرِّ السِّنين.‏ ومِنهُم أيْزَايَا أدَاغْبُونَا.‏a فقدْ تعَلَّمَ الحَقَّ في شَبابِه.‏ لكنَّهُ أُصيبَ بِالبَرَص،‏ ثُمَّ أُرسِلَ إلى مُجَمَّعٍ لِمَرضى البَرَص.‏ ومع أنَّه كانَ الشَّاهِدَ الوَحيدَ هُناك وتعَرَّضَ للمُقاوَمَة،‏ ساعَدَ أكثَرَ مِن ٣٠ شَخصًا أن يتَعَرَّفوا على الحَقّ.‏ فتأسَّسَت جَماعَةٌ في ذلِكَ المُجَمَّع.‏

كِينْيَا:‏ الإخوَةُ صبَروا علَيّ

لقاء كركدَّن يتيم في كينيا

سَنَةَ ١٩٩٦،‏ تعَيَّنَّا في مَكتَبِ الفَرعِ بِكِينْيَا.‏ كانَت أوَّلَ مَرَّةٍ أرجِعُ فيها إلى كِينْيَا بَعدَ زِيارَتي الَّتي ذكَرتُها في المُقَدِّمَة.‏ هُناك في بَيْت إيل،‏ اعتادَتِ القُرودُ أن تأتِيَ وتسرِقَ الفَواكِه.‏ ومَرَّةً،‏ خرَجَت أُختٌ مِن غُرفَتِها،‏ وترَكَتِ الشُّبَّاكَ مَفتوحًا.‏ لِذا عِندَما رجَعَت،‏ تفاجَأت بِمَجموعَةِ قُرودٍ تأكُلُ الطَّعامَ في الغُرفَة.‏ فصرَخَتِ الأُختُ وركَضَت خارِجًا.‏ وعِندَئِذٍ،‏ فزِعَتِ القُرودُ وقفَزَت مِنَ الشُّبَّاك.‏

تعَيَّنَّا في جَماعَةٍ سَوَاحِلِيَّة.‏ وبَعدَ مُدَّةٍ قَصيرَة،‏ صِرتُ أُديرُ دَرسَ الكِتابِ الجَماعِيِّ (‏دَرسَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الجَماعِيّ)‏.‏ لكنِّي لم أعرِفِ اللُّغَةَ جَيِّدًا.‏ تمَرَّنتُ كَثيرًا على قِراءَةِ الأسئِلَة.‏ ولكنْ إذا اختَلَفَت أجوِبَةُ الحُضورِ ولَو قَليلًا عنِ النَّصّ،‏ لم أكُنْ أفهَمُها.‏ شعَرتُ بِإحراجٍ كَبير.‏ لكنِّي قدَّرتُ كَثيرًا الإخوَةَ لِأنَّهُم قبِلوا هذا التَّرتيبَ بِتَواضُعٍ وصبَروا علَيّ.‏

الوِلَايَاتُ المُتَّحِدَة:‏ إيمانٌ رَغمَ الرَّفاهِيَّات

بقينا في كِينْيَا أقَلَّ مِن سَنَة.‏ ثُمَّ سَنَةَ ١٩٩٧،‏ دُعينا إلى بَيْت إيل في بْرُوكْلِين.‏ في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة،‏ توجَدُ رَفاهِيَّةٌ مادِّيَّة.‏ وهذا أيضًا لهُ سَلبِيَّاتُه.‏ (‏أم ٣٠:‏٨،‏ ٩‏)‏ ولكِنْ حتَّى في بَلَدٍ كهذا،‏ يُظهِرُ الإخوَةُ إيمانًا قَوِيًّا.‏ فهُم يستَغِلُّونَ وَقتَهُم ومُمتَلَكاتِهِم لِيَدعَموا عَمَلَ هَيئَةِ يَهْوَه،‏ لا لِيُغنوا أنفُسَهُم.‏

على مَرِّ السِّنين،‏ رأيْنا كَيفَ يُظهِرُ الإخوَةُ إيمانًا قَوِيًّا تَحتَ مُختَلِفِ الظُّروف.‏ ففي أيْرْلَنْدَا،‏ رأيْنا إيمانَهُم خِلالَ الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة.‏ وفي إفْرِيقْيَا،‏ رأيْنا إيمانَ الإخوَةِ رَغمَ فَقرِهِم وعَدَدِهِمِ القَليلِ في بَعضِ الأماكِن.‏ وفي الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة،‏ رأيْنا إيمانَهُم رَغمَ الرَّفاهِيَّاتِ في البَلَد.‏ ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يفرَحُ كَثيرًا حينَ يرى شَعبَهُ يُظهِرونَ مَحَبَّتَهُم لهُ في مُختَلِفِ الظُّروف.‏

مع بولين في بيت إيل بوورويك

في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيِّ بِوُورْوِيك،‏ نفرَحُ كَثيرًا بِأن نخدُمَ مع إخوَةٍ يُظهِرونَ المَحَبَّةَ الحَقيقِيَّة.‏ لقدْ مرَّتِ السَّنَواتُ «أسرَعَ مِن مَكُّوكِ النَّسَّاج».‏ (‏أي ٧:‏٦‏)‏ لكنَّنا عِشنا أحلى حَياة،‏ فيما اجتَهَدنا لِندعَمَ مَلِكَنا يَسُوع الَّذي سيُكافِئُ قَريبًا الأولِياءَ له.‏ —‏ مت ٢٥:‏٣٤‏.‏

a ترِدُ قِصَّةُ حَياة أيْزَايَا أدَاغْبُونَا في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ نَيْسَان (‏أبْرِيل)‏ ١٩٩٨،‏ الصَّفَحات ٢٢-‏٢٧‏.‏ وهو ماتَ سَنَةَ ٢٠١٠.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة