مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٣ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ص ٢٦-‏٣٠
  • أشعر بالأمان لأني أتكل على يهوه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أشعر بالأمان لأني أتكل على يهوه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • بدَأتُ أتَّكِلُ على يَهْوَه
  • إتَّكَلتُ على يَهْوَه في مِنطَقَةِ حَرب
  • واجَهنا المُقاوَمَةَ في النَّيْجَر
  • ‏«لا نعرِفُ كَيفَ يسيرُ العَمَلُ في غِينْيَا»‏
  • إتَّكَلنا على يَهْوَه كزَوجَين
  • يَهْوَه يمنَحُنا الأمان
  • عمل التلمذة رسم سيرة حياتي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • طرق لتوسِّع خدمتك
    شعب منظَّم لفعل مشيئة يهوه
  • ميراثي الروحي كان بركة لي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٩
  • احببت سيراليون
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٤
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٣
ب٢٣ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ص ٢٦-‏٣٠
إسرائيل إتاجوبي

قصة حياة

أشعُرُ بِالأمانِ لِأنِّي أتَّكِلُ على يَهْوَه

كما رواها إسْرَائِيل إتَاجُوبِي

حينَ يسألُني أحَدٌ عن حَياتي،‏ أقولُ له:‏ «أنا حَقيبَةٌ في يَدِ يَهْوَه!‏».‏ فمِثلَما آخُذُ حَقيبَتي أينَما وحينَما أُريد،‏ أرغَبُ أن أذهَبَ أينَما وحينَما يُعَيِّنُني يَهْوَه وهَيئَتُه.‏ فخِلالَ حَياتي،‏ قبِلتُ تَعييناتٍ كَثيرَة فيها صُعوبات،‏ وحتَّى مَخاطِر.‏ لكنِّي تعَلَّمتُ أنَّ يَهْوَه يمنَحُني الأمانَ حينَ أتَّكِلُ علَيه.‏

بدَأتُ أتَّكِلُ على يَهْوَه

وُلِدتُ سَنَةَ ١٩٤٨ بِقَريَةٍ صَغيرَة في جَنوبِ غَربِ نَيْجِيرْيَا.‏ وآنَذاك،‏ صارَ عَمِّي الأصغَرُ مُصْطَفَى وأخي الكَبيرُ وَهَابِي شاهِدَينِ لِيَهْوَه.‏ وحينَ أصبَحَ عُمري تِسعَ سِنين،‏ ماتَ أبي.‏ فانكَسَرَ قَلبي.‏ لكنَّ وَهَابِي أخبَرَني فِكرَةً مُعَزِّيَة:‏ إنَّنا سنراهُ مُجَدَّدًا في القِيامَة.‏ هذا دفَعَني أن أدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ وسَنَةَ ١٩٦٣ اعتَمَدت،‏ ثُمَّ اعتَمَدَ أيضًا إخوَتي الثَّلاثَة الآخَرون.‏

سَنَةَ ١٩٦٥،‏ ذهَبتُ إلى لَاغُوس عِندَ وِلْسُون،‏ أخي الأكبَرِ مِنِّي.‏ وهُناك،‏ تمَتَّعتُ بِرِفقَةِ الفاتِحينَ العادِيِّينَ في جَماعَةِ إغْبُوبِي.‏ تأثَّرتُ كَثيرًا بِفَرَحِهِم وحَماسَتِهِم.‏ فصِرتُ أنا أيضًا فاتِحًا في كَانُون الثَّاني (‏يَنَايِر)‏ ١٩٦٨.‏

نظَّمَ ألْبِيرْت أُلُوغْبِيبِي،‏ أخٌ مِن بَيْت إيل،‏ اجتِماعًا خُصوصِيًّا لنا نَحنُ الشَّباب.‏ وأخبَرَنا فيهِ عنِ الحاجَةِ إلى فاتِحينَ خُصوصِيِّينَ في شَمالِ نَيْجِيرْيَا.‏ لا أزالُ أتَذَكَّرُ كَيفَ شجَّعَنا بِلُطفٍ وحَماسَة،‏ قائِلًا:‏ «أنتُم شَباب،‏ ولَدَيكُم وَقتٌ وطاقات.‏ فلِمَ لا تستَغِلُّونَها في خِدمَةِ يَهْوَه؟‏ الحَقلُ بِانتِظارِكُم!‏».‏ أرَدتُ أن أتَمَثَّلَ بِطَوعِيَّةِ النَّبِيِّ إشَعْيَا.‏ فقَدَّمتُ طَلَبًا لِأصيرَ فاتِحًا خُصوصِيًّا.‏ —‏ إش ٦:‏٨‏.‏

في أيَّار (‏مَايُو)‏ ١٩٦٨،‏ تعَيَّنتُ في مَدينَةِ كَانُو بِشَمالِ نَيْجِيرْيَا.‏ كانَ هذا أثناءَ حَربِ بْيَافْرَا (‏١٩٦٧-‏١٩٧٠)‏،‏ الَّتي اشتَدَّت في تِلكَ المِنطَقَةِ ثُمَّ وصَلَت إلى شَرقِ نَيْجِيرْيَا.‏ لِذا،‏ خافَ أحَدُ الإخوَةِ علَيّ،‏ وحاوَلَ أن يُقنِعَني بِأن لا أذهَب.‏ لكنِّي قُلتُ له:‏ «شُكرًا على اهتِمامِك.‏ ولكنْ بِما أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن أخدُمَ في هذا التَّعيين،‏ فأنا مُتَأكِّدٌ أنَّهُ سيَكونُ معي».‏

خريطة لإفريقيا الغربية تُظهِر مناطق خدم فيها إسرائيل إتاجوبي:‏ كوناكري في غينيا؛‏ سيراليون؛‏ نيامي في النيجر؛‏ كانو،‏ أورسونباري،‏ ولاغوس في نيجيريا

إتَّكَلتُ على يَهْوَه في مِنطَقَةِ حَرب

كانَتِ الأحوالُ في كَانُو سَيِّئَةً جِدًّا.‏ فالحَربُ الأهلِيَّة خرَّبَت هذِهِ المَدينَةَ الكَبيرَة.‏ وأثناءَ الخِدمَة،‏ كُنَّا نرى أحيانًا جُثَثَ أشخاصٍ قُتِلوا بِوَحشِيَّة.‏ وقدْ اضطُرَّ أغلَبُ الإخوَةِ أن يهرُبوا.‏ فقَبلًا،‏ كانَت توجَدُ عِدَّةُ جَماعاتٍ في كَانُو.‏ ولكنْ حينَ وصَلْنا نَحنُ الفاتِحينَ الخُصوصِيِّينَ السِّتَّة،‏ كانَ هُناك أقَلُّ مِن ١٥ ناشِرًا.‏ صَحيحٌ أنَّهُم كانوا مَرعوبينَ ومَعنَوِيَّاتُهُم مُنهارَة،‏ لكنَّهُم فرِحوا كَثيرًا بِوُصولِنا.‏ فشجَّعناهُم أن يعودوا إلى نَشاطاتِهِمِ الرُّوحِيَّة،‏ ويُرسِلوا إلى مَكتَبِ الفَرعِ تَقاريرَ الخِدمَةِ وطَلَباتِ المَطبوعات.‏ وهُم تجاوَبوا مع هذا التَّشجيع.‏

بدَأنا نتَعَلَّمُ لُغَةَ الهَوْسَا.‏ فكَثيرونَ كانوا يسمَعونَ رِسالَتَنا حينَ نُكَلِّمُهُم بِلُغَتِهِمِ الأُمّ.‏ لكنَّ أعضاءَ الدِّينِ الرَّئيسِيِّ هُناك لم يُحِبُّوا عَمَلَنا التَّبشيرِيّ.‏ لِذا،‏ لزِمَ أن نكونَ مُنتَبِهينَ جِدًّا.‏ فمَرَّةً،‏ كُنتُ في الخِدمَةِ مع أخٍ آخَر،‏ ولاحَقَنا رَجُلٌ يحمِلُ سِكِّينًا.‏ فركَضنا بِسُرعَة،‏ واستَطَعنا أن نُفلِتَ مِنه.‏ ولكنْ رَغمَ كُلِّ المَخاطِر،‏ ‹منَحَنا يَهْوَه الأمان›.‏ (‏مز ٤:‏٨‏)‏ واليَوم،‏ توجَدُ في كَانُو ١١ جَماعَةً فيها أكثَرُ مِن ٥٠٠ ناشِر.‏

واجَهنا المُقاوَمَةَ في النَّيْجَر

في الفتح الخصوصي بنيامي،‏ النيجر

لم أخدُمْ في كَانُو إلَّا بِضعَةَ أشهُر.‏ ثُمَّ في آب (‏أُغُسْطُس)‏ ١٩٦٨،‏ أُرسِلتُ مع فاتِحَينِ خُصوصِيَّينِ آخَرَينِ إلى نِيَامِي،‏ عاصِمَةِ النَّيْجَر.‏ وهُناك،‏ كانَ علَينا أن نتَأقلَمَ معَ الحَرارَةِ الشَّديدَة.‏ فالنَّيْجَر هي واحِدَةٌ مِن أسخَنِ المَناطِقِ على الأرض.‏ أيضًا،‏ لزِمَ أن نتَعَلَّمَ الفَرَنْسِيَّة،‏ اللُّغَةَ الرَّسمِيَّة في البَلَد.‏ لكنَّنا اتَّكَلنا على يَهْوَه،‏ وبدَأنا نُبَشِّرُ في نِيَامِي معَ النَّاشِرينَ القَليلينَ هُناك.‏ وخِلالَ وَقتٍ قَصير،‏ وزَّعنا كِتاب الحَقُّ الَّذي يقودُ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة على كُلِّ الَّذينَ يعرِفونَ القِراءَةَ في نِيَامِي.‏ وحتَّى فتَّشَ بَعضُ النَّاسِ علَينا لِيَحصُلوا على نُسخَة.‏

ولكنْ بَعدَ مُدَّةٍ بَسيطَة،‏ لاحَظنا أنَّ السُّلُطاتِ لا تُحِبُّ شُهودَ يَهْوَه.‏ ففي تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ١٩٦٩،‏ اجتَمَعنا في أوَّلِ اجتِماعٍ دائِرِيٍّ في البَلَد.‏ كُنَّا حَوالَي ٢٠ شَخصًا،‏ وتطَلَّعنا بِشَوقٍ إلى مَعمودِيَّةِ ناشِرَينِ جَديدَين.‏ ولكنْ في أوَّلِ يَومٍ مِنَ الاجتِماع،‏ أتى رِجالُ الشُّرطَةِ وأَوقَفوا البَرنامَج.‏ ثُمَّ أخَذونا نَحنُ الفاتِحينَ الخُصوصِيِّينَ مع ناظِرِ الدَّائِرَةِ إلى مَركَزِ الشُّرطَة.‏ فاستَجوَبونا ثُمَّ أمَرونا أن نأتِيَ في اليَومِ التَّالي.‏ لِذا،‏ كَي نتَجَنَّبَ المَشاكِل،‏ رتَّبنا أن يُقَدَّمَ خِطابُ المَعمودِيَّةِ في أحَدِ البُيوت،‏ ثُمَّ أجرَيناها في نَهر.‏

بَعدَ أسابيعَ قَليلَة،‏ قرَّرَت وِزارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ أن تُرَحِّلَني أنا وخَمسَةَ فاتِحينَ خُصوصِيِّينَ آخَرين.‏ فأعطَتنا مُهلَةً ٤٨ ساعَةً كَي نُغادِرَ البَلَد،‏ وكانَ علَينا نَحنُ أن نُدَبِّرَ طَريقَةَ المُغادَرَة.‏ لكنَّنا أطَعنا الأوامِر،‏ وذهَبنا مُباشَرَةً إلى مَكتَبِ الفَرعِ في نَيْجِيرْيَا.‏ وهُناك،‏ نِلنا تَعييناتٍ جَديدَة.‏

تعَيَّنتُ في قَريَةِ أُورِسُونْبَارِي بِنَيْجِيرْيَا.‏ وهُناك،‏ تمَتَّعتُ بِالخِدمَةِ مع فَريقٍ صَغيرٍ مِنَ النَّاشِرين،‏ وعقَدتُ دُروسًا كَثيرَة.‏ ولكنْ بَعدَ سِتَّةِ أشهُر،‏ دعاني مَكتَبُ الفَرعِ أن أعودَ لِوَحدي إلى النَّيْجَر.‏ في البِدايَة،‏ تفاجَأتُ وخِفتُ قَليلًا.‏ لكنِّي كُنتُ مُتَحَمِّسًا لِألتَقِيَ مُجَدَّدًا الإخوَةَ في النَّيْجَر.‏

عُدتُ إلى نِيَامِي.‏ وفي يَومِ وُصولي،‏ عرَفَ رَجُلُ أعمالٍ نَيْجِيرِيٌّ أنِّي مِن شُهودِ يَهْوَه.‏ فطرَحَ علَيَّ أسئِلَةً عنِ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فبدَأتُ أدرُسُ معه.‏ وبَعدَ فَترَة،‏ توَقَّفَ عنِ التَّدخينِ وشُربِ الكُحولِ بِكَثرَة،‏ ثُمَّ اعتَمَد.‏ فرِحتُ جِدًّا بِأن أُشارِكَ في الزِّياداتِ في أجزاءٍ مُختَلِفَة مِنَ البَلَد.‏ والزِّياداتُ استَمَرَّت،‏ مع أنَّها كانَت بَطيئَة.‏ فحينَ وصَلتُ إلى النَّيْجَر،‏ كانَ عَدَدُ النَّاشِرينَ ٣١.‏ ولكنْ حينَ غادَرتُها،‏ كانَ العَدَدُ قد وصَلَ إلى ٦٩.‏

‏«لا نعرِفُ كَيفَ يسيرُ العَمَلُ في غِينْيَا»‏

في أواخِرِ سَنَةِ ١٩٧٧،‏ عُدتُ إلى نَيْجِيرْيَا لِأنالَ تَدريبًا مُدَّتُهُ ثَلاثَةُ أسابيع.‏ وفي آخِرِ المُقَرَّر،‏ قرَأَ لي مَالْكُوم فِيغُو،‏ مُنَسِّقُ لَجنَةِ الفَرع،‏ رِسالَةً مِن مَكتَبِ الفَرعِ في سِيرَالْيُون.‏ كانَ الإخوَةُ هُناك يُفَتِّشونَ عن أخٍ أعزَب،‏ صِحَّتُهُ جَيِّدَة،‏ ويَعرِفُ الإنْكِلِيزِيَّة والفَرَنْسِيَّة لِيُصبِحَ ناظِرَ دائِرَةٍ في غِينْيَا.‏ وأخبَرَني الأخ مَالْكُوم أنِّي كُنتُ أتَدَرَّبُ لِهذا التَّعيين.‏ لكنَّهُ أوضَحَ لي أنَّهُ لَيسَ تَعيينًا سَهلًا.‏ ونصَحَني:‏ «فكِّرْ جَيِّدًا قَبلَ أن تقبَلَه».‏ لكنِّي أجَبتُهُ فَورًا:‏ «بِما أنَّ يَهْوَه يُرسِلُني،‏ فسَأذهَب».‏

سافَرتُ إلى سِيرَالْيُون بِالطَّائِرَة،‏ والتَقَيتُ بِالإخوَةِ في مَكتَبِ الفَرع.‏ قالَ لي عُضوٌ في لَجنَةِ الفَرع:‏ «لا نعرِفُ كَيفَ يسيرُ العَمَلُ في غِينْيَا».‏ فالفَرعُ كانَ يُشرِفُ على العَمَلِ في دَولَةِ غِينْيَا المُجاوِرَة.‏ لكنَّهُ فقَدَ الاتِّصالَ بِالنَّاشِرينَ هُناك بِسَبَبِ الاضطِراباتِ السِّياسِيَّة.‏ ورَغمَ المُحاوَلاتِ الكَثيرَة،‏ فشِلَ في إرسالِ مُمَثِّلينَ إلى البَلَد.‏ لِذا،‏ طلَبَ الإخوَةُ مِنِّي أن أُسافِرَ إلى كُونَاكْرِي،‏ عاصِمَةِ غِينْيَا،‏ وأُحاوِلَ أن أحصُلَ على إقامَة.‏

‏«بما أن يهوه يرسلني،‏ فسأذهب»‏

حينَ وصَلتُ إلى كُونَاكْرِي،‏ ذهَبتُ إلى السِّفارَةِ النَّيْجِيرِيَّة وقابَلتُ السَّفير.‏ فأخبَرتُهُ أنِّي أُريدُ أن أُبَشِّرَ في غِينْيَا.‏ لكنَّهُ حذَّرَني مِنَ البَقاء.‏ فهذا كانَ سيُعَرِّضُني لِلاعتِقال،‏ أو حتَّى لِأسوَأَ مِن ذلِك.‏ قالَ لي:‏ «إرجِعْ إلى نَيْجِيرْيَا،‏ وبشِّرْ هُناك».‏ فأجَبتُه:‏ «أنا مُصَمِّمٌ أن أبقى».‏ عِندَئِذٍ،‏ كتَبَ رِسالَةً إلى وَزيرِ الدَّاخِلِيَّةِ الغِينِيّ،‏ وطلَبَ مِنهُ أن يُساعِدَني.‏ فاستَقبَلَني الوَزيرُ بِالتَّرحاب.‏

بَعدَ فَترَةٍ بَسيطَة،‏ عُدتُ إلى سِيرَالْيُون،‏ وأخبَرتُ الإخوَةَ في مَكتَبِ الفَرعِ بِقَرارِ الوَزير.‏ وحينَ رأَوا كَيفَ بارَكَ يَهْوَه رِحلَتي،‏ طاروا مِنَ الفَرَح.‏ فقدِ استَطَعتُ أن أحصُلَ على إقامَةٍ في غِينْيَا!‏

إسرائيل يحمل حقائبه بفرح

في العمل الدائري بسيراليون

مِن سَنَةِ ١٩٧٨ إلى ١٩٨٩،‏ خدَمتُ كناظِرِ دائِرَةٍ في غِينْيَا وسِيرَالْيُون،‏ وكَناظِرِ دائِرَةٍ بَديلٍ في لَيْبِيرْيَا.‏ في البِدايَة،‏ كُنتُ أمرَضُ كَثيرًا.‏ وأحيانًا،‏ حصَلَ معي ذلِك في مَناطِقَ نائِيَة.‏ لكنَّ الإخوَةَ بذَلوا جُهدَهُم لِيَنقُلوني إلى المُستَشفى.‏ 

مَرَّةً،‏ أُصِبتُ بِمَلَارْيَا شَديدَة،‏ بِالإضافَةِ إلى ديدانٍ مِعَوِيَّة.‏ وعِندَما شُفيتُ أخيرًا،‏ علِمتُ أنَّ الإخوَةَ كانوا قد ناقَشوا أينَ سيَدفِنونَني!‏ ولكنْ رَغمَ الصُّعوباتِ الَّتي تُهَدِّدُ الحَياة،‏ لم أُفَكِّرْ أبَدًا أن أترُكَ تَعييناتي.‏ بل بقيتُ أتَّكِلُ على يَهْوَه،‏ الَّذي يقدِرُ أن يُقيمَنا مِنَ المَوت.‏ فلا أحَدَ غَيرَهُ يمنَحُ الأمانَ الحَقيقِيَّ والدَّائِم.‏

إتَّكَلنا على يَهْوَه كزَوجَين

إسرائيل ودوركاس يوم عرسهما

يوم عرسنا سنة ١٩٨٨

سَنَةَ ١٩٨٨،‏ قابَلتُ فاتِحَةً اسمُها دُورْكَاس،‏ أُختًا روحِيَّة مُتَواضِعَة جِدًّا.‏ فتزَوَّجنا وانضَمَّت إلَيَّ في العَمَلِ الدَّائِرِيّ.‏ وهي فِعلًا زَوجَةٌ مُحِبَّة تُضَحِّي مِن أجْلِ غَيرِها.‏ فكَي نزورَ كُلَّ جَماعَة،‏ كُنَّا نمشي على رِجلَينا مَسافاتٍ طَويلَة تصِلُ إلى ٢٥ كلم،‏ حامِلَينِ حَقائِبَنا.‏ وكَي نزورَ الجَماعاتِ الأبعَد،‏ كُنَّا نستَعمِلُ أيَّ وَسيلَةِ نَقلٍ مُتَوَفِّرَة،‏ مُسافِرَينِ على طُرُقٍ مَليئَة بِالوَحلِ والحُفَرِ الكَبيرَة.‏

دُورْكَاس أيضًا شُجاعَةٌ جِدًّا.‏ فمَرَّةً،‏ خِلالَ رِحلَةٍ تستَغرِقُ خَمسَةَ أيَّام،‏ كانَ الجِسرُ الخَشَبِيُّ على أحَدِ الأنهارِ مَكسورًا.‏ فاضطُرِرنا أن نأخُذَ قارِبًا.‏ وحينَ وقَفَت دُورْكَاس لِتنزِلَ مِنَ القارِب،‏ وقَعَت في المِياهِ العَميقَة.‏ لم نعرِفْ كِلانا أن نسبَح،‏ وكانَت هُناك تَماسيحُ في الماء.‏ لكنَّ بَعضَ الشَّبابِ قفَزوا بِسُرعَةٍ وأنقَذوها.‏ بِسَبَبِ ذلِك،‏ بقينا نرى كَوابيسَ لِفَترَةٍ مِنَ الوَقت.‏ لكنَّنا استَمرَرنا في تَعيينِنا.‏

جاهغيفت وإريك في صغرهما أمام قاعة الملكوت

ولدانا جاهغيفت وإريك هما هدية من يهوه

في أوائِلِ سَنَةِ ١٩٩٢،‏ تفاجَأنا حينَ عرَفنا أنَّ دُورْكَاس حُبلى.‏ لكنَّنا قُلنا:‏ «يَهْوَه أعطانا هَدِيَّة».‏ فسمَّينا بِنتَنا «جَاهْغِيفْت» (‏«هَدِيَّةٌ مِن يَاه»)‏.‏ وبَعدَ أربَعِ سِنين،‏ أتى ابْنُنا إرِيك.‏ وبِالفِعل،‏ كانَ كِلاهُما هَدِيَّةً مِن يَهْوَه.‏ فجَاهْغِيفْت خدَمَت لِفَترَةٍ في مَكتَبِ تَرجَمَةٍ عن بُعدٍ بِكُونَاكْرِي.‏ ويَخدُمُ إرِيك كخادِمٍ مُساعِد.‏ ولكنْ هل كُنَّا سنَبقى في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت؟‏

إسرائيل ودوركاس مع ابنهما إريك وبنتهما جاهغيفت أمام قاعة الملكوت

أُضطُرَّت دُورْكَاس أن تتَوَقَّفَ عنِ الفَتحِ الخُصوصِيّ.‏ لكنَّها استَمَرَّت في الفَتحِ العادِيّ،‏ حتَّى وهي تُرَبِّي وَلَدَينا.‏ وبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ بقيتُ أنا في الفَتحِ الخُصوصِيّ.‏ وبَعدَما كبِرَ وَلَدانا،‏ عادَت دُورْكَاس إلى الفَتحِ الخُصوصِيّ.‏ والآن،‏ نخدُمُ كِلانا كمُرسَلَينِ في الحَقلِ بِكُونَاكْرِي.‏

يَهْوَه يمنَحُنا الأمان

دائِمًا،‏ كُنتُ أذهَبُ أينَما يُرسِلُني يَهْوَه.‏ وكَثيرًا ما لمَستُ أنا وزَوجَتي أنَّ يَهْوَه يحمينا ويُبارِكُنا.‏ ولِأنَّنا اتَّكَلنا علَيه،‏ تجَنَّبنا الكَثيرَ مِنَ المَشاكِلِ والهُمومِ الَّتي يُعانيها الَّذينَ يتَّكِلونَ على المال.‏ وقدْ تعَلَّمنا مِنِ اختِبارِنا أنَّ يَهْوَه «إلهَ خَلاصِنا» هوَ الَّذي يمنَحُ الأمان.‏ (‏١ أخ ١٦:‏٣٥‏)‏ وأنا واثِقٌ أنَّ كُلَّ الَّذينَ يتَّكِلونَ علَيهِ هُم بِأمانٍ عِندَهُ «في صُرَّةِ الحَياة».‏ —‏ ١ صم ٢٥:‏٢٩‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة