مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٤ آب (‏اغسطس)‏ ص ٨-‏١٣
  • يهوه يريد أن يتوب الجميع

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه يريد أن يتوب الجميع
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ماذا عَلَّمَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل عنِ التَّوبَة؟‏
  • كَيفَ يَقودُ يَهْوَه الخُطاةَ إلى التَّوبَة؟‏
  • ماذا تَعَلَّمَ أتباعُ يَسُوع عنِ التَّوبَة؟‏
  • ماذا فعل يهوه ليخلِّص البشر الخطاة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • كيف يُظهر الشيوخ المحبة والرحمة للخطاة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
  • كن متأكدًا أن يهوه سامحك
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • التوبة
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٤
ب٢٤ آب (‏اغسطس)‏ ص ٨-‏١٣

مقالة الدرس ٣٢

التَّرنيمَة ٤٤ صَلاةُ المِسكين

يَهْوَه يُريدُ أن يَتوبَ الجَميع

‏«لا يَرغَبُ [‏يَهْوَه‏] أن يَهلَكَ أحَد،‏ بل أن يَتوبَ الجَميع».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏٩‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

أن نَفهَمَ ما هيَ التَّوبَة،‏ لِماذا هي ضَرورِيَّة،‏ وكَيفَ ساعَدَ يَهْوَه مُختَلَفَ النَّاسِ أن يَتوبوا.‏

١ ماذا تَشمُلُ التَّوبَة؟‏

عِندَما نُخطِئ،‏ مِنَ الضَّرورِيِّ أن نَتوب.‏ وفي الكِتابِ المُقَدَّس،‏ الشَّخصُ التَّائِبُ يُغَيِّرُ نَظرَتَهُ إلى تَصَرُّفٍ مُعَيَّن،‏ يَتَوَقَّفُ عنِ القِيامِ به،‏ ويُصَمِّمُ أن لا يُكَرِّرَ ما فَعَلَه.‏ —‏ مت ٣:‏٨؛‏ أع ٣:‏١٩؛‏ ٢ بط ٣:‏٩‏.‏

٢ لِماذا نَحتاجُ جَميعًا أن نَتَعَلَّمَ عنِ التَّوبَة؟‏ (‏نحميا ٨:‏٩-‏١١‏)‏

٢ كُلُّ إنسانٍ بِحاجَةٍ أن يَتَعَلَّمَ عنِ التَّوبَة.‏ لِماذا؟‏ لِأنَّنا جَميعًا نُخطِئُ كُلَّ يَوم.‏ فبِما أنَّنا أوْلادُ آدَم وحَوَّاء،‏ وَرِثَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا الخَطِيَّةَ والمَوت.‏ (‏رو ٣:‏٢٣؛‏ ٥:‏١٢‏)‏ لا أحَدَ مُستَثنى.‏ حتَّى رِجالُ الإيمانِ البارِزونَ مِثلُ الرَّسولِ بُولُس تَصارَعوا معَ الخَطِيَّة.‏ (‏رو ٧:‏٢١-‏٢٤‏)‏ ولكنْ هل هذا يَعْني أنَّنا يَلزَمُ أن نَكونَ تُعَساءَ طولَ الوَقتِ بِسَبَبِ خَطايانا؟‏ طَبعًا لا.‏ فيَهْوَه إلهٌ رَحيم،‏ وهو يُريدُ أن نَكونَ سُعَداء.‏ لاحِظْ ماذا حَصَلَ معَ اليَهُودِ في أيَّامِ نَحَمْيَا.‏ ‏(‏إقرأ نحميا ٨:‏٩-‏١١‏.‏)‏ فيَهْوَه لم يُرِدْ أن يَسحَقَهُمُ الحُزنُ بِسَبَبِ خَطاياهُمُ السَّابِقَة،‏ بل أرادَ أن يَفرَحوا في عِبادَتِه.‏ ويَهْوَه يَعرِفُ أنَّ التَّوبَةَ تَجلُبُ السَّعادَة.‏ لِذلِك يُعَلِّمُنا عنها.‏ وإذا تُبنا عن خَطايانا،‏ نَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّ أبانا الرَّحيمَ سيُسامِحُنا.‏

٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ كَي نَتَعَلَّمَ أكثَرَ عنِ التَّوبَة،‏ سنُرَكِّزُ في هذِهِ المَقالَة على ثَلاثِ نِقاط.‏ أوَّلًا،‏ سنَرى ماذا عَلَّمَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل عنِ التَّوبَة.‏ بَعدَ ذلِك،‏ سنُناقِشُ كَيفَ تَعامَلَ يَهْوَه معَ الخُطاةِ كَي يَقودَهُم إلى التَّوبَة.‏ وفي الآخِر،‏ سنَعرِفُ ماذا تَعَلَّمَ أتباعُ يَسُوع عنِ التَّوبَة.‏

ماذا عَلَّمَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل عنِ التَّوبَة؟‏

٤ ماذا عَلَّمَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل عنِ التَّوبَة؟‏

٤ عِندَما نَظَّمَ يَهْوَه الإسْرَائِيلِيِّينَ لِيَصيروا أُمَّة،‏ عَمِلَ معهُم عَهدًا،‏ أوِ اتِّفاقًا رَسمِيًّا.‏ وكانَ سيَحْميهِم ويُبارِكُهُم شَرطَ أن يُطَبِّقوا شَرائِعَه.‏ وقد طَمَّنَهُم حينَ قالَ عن هذِهِ الشَّرائِع:‏ «هذِهِ الوَصِيَّةُ الَّتي أُوصيكَ بها اليَومَ لَيسَت صَعبَةً علَيكَ ولا بَعيدَةً عنك».‏ (‏تث ٣٠:‏١١،‏ ١٦‏)‏ ولكنْ إذا تَمَرَّدوا علَيهِ واختاروا مَثَلًا أن يَعبُدوا آلِهَةً أُخْرى،‏ كانَ سيَنزِعُ بَرَكَتَهُ عنهُم وبِالتَّالي سيُعانونَ كَثيرًا.‏ ولكنْ حتَّى في هذِهِ الحالَة،‏ كانَ بِإمكانِهِم أن يَستَعيدوا رِضى اللّٰه.‏ كانوا يَقدِرونَ أن ‹يَرجِعوا إلى يَهْوَه إلهِهِم ويَسمَعوا له›.‏ (‏تث ٣٠:‏١-‏٣،‏ ١٧-‏٢٠‏)‏ بِكَلِماتٍ أُخْرى،‏ كانَ بِإمكانِهِم أن يَتوبوا.‏ وإذا فَعَلوا ذلِك،‏ يَقتَرِبُ يَهْوَه إلَيهِم ويُبارِكُهُم مِن جَديد.‏

٥ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ لم يَقطَعِ الأمَلَ مِن شَعبِه؟‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏

٥ تَمَرَّدَ شَعبُ يَهْوَه علَيهِ مِرارًا وتَكرارًا.‏ فهُم عَبَدوا الأصنامَ وقاموا بِمُمارَساتٍ مُنحَطَّة أُخْرى.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ عانَوْا مِنَ العَواقِب.‏ لكنَّ يَهْوَه لم يَقطَعِ الأمَلَ مِن شَعبِهِ المُتَمَرِّدِ هذا.‏ بل مَرَّةً بَعدَ مَرَّة،‏ أرسَلَ إلَيهِم أنبِياءَهُ لِيُشَجِّعوهُم أن يَتوبوا ويَعودوا إلَيه.‏ —‏ إقرأ ٢ ملوك ١٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٦ كَيفَ استَخدَمَ يَهْوَه أنبِياءَهُ لِيُعَلِّمَ شَعبَهُ كمِ التَّوبَةُ مُهِمَّة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٦ غالِبًا ما استَخدَمَ يَهْوَه أنبِياءَهُ لِيُحَذِّرَ شَعبَهُ ويُؤَدِّبَهُم.‏ قالَ لهُم مَثَلًا بِواسِطَةِ إرْمِيَا:‏ «إرجِعي يا إسْرَائِيل المُرتَدَّة .‏ .‏ .‏ لن أتَطَلَّعَ فيكِ بِغَضَبٍ لِأنِّي وَلِيّ .‏ .‏ .‏ لن أبْقى غاضِبًا إلى الأبَد.‏ ولكنِ اعتَرِفي بِذَنْبِكِ لِأنَّكِ تَمَرَّدتِ على يَهْوَه».‏ (‏إر ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وقالَ يَهْوَه بِواسِطَةِ يُوئِيل:‏ «إرجِعوا إلَيَّ الآنَ بِكُلِّ قُلوبِكُم».‏ (‏يوء ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وأوْصاهُم مِن خِلالِ إشَعْيَا:‏ «تَطَهَّروا،‏ أَزيلوا رَداءَةَ أعمالِكُم مِن أمامِ عَيْنَيَّ،‏ وكُفُّوا عن فِعلِ الشَّرّ».‏ (‏إش ١:‏١٦-‏١٩‏)‏ كما سَألَ بِواسِطَةِ حَزْقِيَال:‏ «هل أفرَحُ بِمَوتِ الشِّرِّير؟‏ .‏ .‏ .‏ ألَا أُفَضِّلُ أن يُغَيِّرَ طَريقَهُ ويَحْيا؟‏ أنا لا أفرَحُ بِمَوتِ أحَد .‏ .‏ .‏ فارجِعوا وعيشوا».‏ (‏حز ١٨:‏٢٣،‏ ٣٢‏)‏ فمِنَ الواضِحِ أنَّ يَهْوَه يَفرَحُ حينَ يَرى الخُطاةَ يَتوبونَ لِأنَّهُ يُريدُ أن يَبْقَوْا أحياء،‏ وإلى الأبَدِ أيضًا!‏ إذًا،‏ لا يَقِفُ يَهْوَه مَكتوفَ اليَدَيْنِ بِانتِظارِ أن يَتَغَيَّرَ الخُطاة وبعدَ ذلِكَ يُقَدِّمُ لهُمُ المُساعَدَة.‏ لنرَ أمثِلَةً أُخْرى على ذلِك.‏

مجموعة صور:‏ أنبياء أرسلهم يهوه ليوبِّخ شعبه المتمرد.‏ ١-‏ يوئيل:‏ نحو ٨٢٠ ق‌م.‏ ٢-‏ هوشع:‏ بعد ٧٤٥ ق‌م.‏ ٣-‏ إشعيا:‏ بعد ٧٣٢ ق‌م.‏ ٤-‏ حزقيال:‏ نحو ٥٩١ ق‌م.‏ ٥-‏ إرميا:‏ ٥٨٠ ق‌م

غالبًا ما استخدم يهوه أنبياءه ليشجِّع شعبه المتمرِّد أن يتوب (‏أُنظر الفقرتين ٦-‏٧.‏)‏


٧ ماذا عَلَّمَ يَهْوَه شَعبَهُ مِن خِلالِ قِصَّةِ النَّبِيِّ هُوشَع وزَوجَتِه؟‏

٧ لاحِظْ ماذا عَلَّمَ يَهْوَه شَعبَهُ مِن خِلالِ مِثالٍ حَيّ،‏ مِثالِ جُومَر زَوجَةِ النَّبِيِّ هُوشَع.‏ فبَعدَما ارتَكَبَتِ العَهارَة،‏ تَرَكَت هُوشَع وذَهَبَت وَراءَ رِجالٍ آخَرين.‏ ولكنْ هل كانَت حالَتُها مَيؤوسًا مِنها؟‏ يَهْوَه،‏ الَّذي يَقرَأُ القُلوب،‏ قالَ لِهُوشَع:‏ «إذهَبْ وأَحِبَّ مُجَدَّدًا امرَأتَكَ الزَّانِيَة الَّتي يُحِبُّها رَجُلٌ آخَر.‏ أَحِبَّها مِثلَما يُحِبُّ يَهْوَه شَعبَ إسْرَائِيل مع أنَّهُم يَذهَبونَ وَراءَ آلِهَةٍ أُخْرى».‏ (‏هو ٣:‏١؛‏ أم ١٦:‏٢‏)‏ لاحِظْ أنَّ زَوجَةَ هُوشَع كانَت لا تَزالُ تُمارِسُ خَطِيَّةً خَطيرَة.‏ مع ذلِك،‏ طَلَبَ يَهْوَه مِن هُوشَع أن يَذهَبَ إلَيها لِيُصالِحَها ويُعيدَها إلَيه.‏a بِشَكلٍ مُشابِه،‏ لم يَيأسْ يَهْوَه مِن شَعبِهِ العَنيد.‏ فرَغمَ أنَّهُم كانوا غارِقينَ في خَطاياهُمُ الفَظيعَة،‏ ظَلَّ يُحِبُّهُم ويُحاوِلُ أن يُساعِدَهُم لِيَتوبوا ويُغَيِّروا طَريقَهُم.‏ فهل يَعْني هذا المِثالُ أنَّ يَهْوَه،‏ «الَّذي يَفحَصُ القُلوب»،‏ سيُحاوِلُ أن يُساعِدَ شَخصًا لا يَزالُ يُمارِسُ خَطِيَّةً خَطيرَة ويُجَرِّبُ أن يَقودَهُ إلى التَّوبَة؟‏ (‏أم ١٧:‏٣‏)‏ لِنَرَ معًا.‏

كَيفَ يَقودُ يَهْوَه الخُطاةَ إلى التَّوبَة؟‏

٨ كَيفَ حاوَلَ يَهْوَه أن يُساعِدَ قَايِين لِيَقودَهُ إلى التَّوبَة؟‏ (‏تكوين ٤:‏٣-‏٧‏)‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٨ كانَ قَايِين الابْنَ الأكبَرَ لِآدَم وحَوَّاء.‏ وهو وَرِثَ مِن والِدَيْهِ المَيلَ إلى الخَطِيَّة.‏ كما أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يَقولُ إنَّ «أعمالَهُ هو كانَت شِرِّيرَة».‏ (‏١ يو ٣:‏١٢‏)‏ ورُبَّما هذا يُفَسِّرُ لِماذا «لم يَنظُرْ [يَهْوَه] بِرِضًى إلى قَايِين وتَقدِمَتِه».‏ وبَدَلَ أن يُغَيِّرَ قَايِين تَصَرُّفاتِه،‏ ‹غَضِبَ جِدًّا واكتَأب›.‏ فماذا فَعَلَ يَهْوَه بَعدَ ذلِك؟‏ تَكَلَّمَ مع قَايِين.‏ ‏(‏إقرإ التكوين ٤:‏٣-‏٧‏.‏)‏ لاحِظْ أنَّ يَهْوَه حاوَلَ أن يُقنِعَهُ بِلُطفٍ أن يَتَغَيَّر.‏ فهو أعْطاهُ أمَلًا وحَذَّرَهُ مِنِ ارتِكابِ الخَطِيَّة.‏ ولكنْ لِلأسَف،‏ رَفَضَ قَايِين أن يَسمَعَ لِيَهْوَه؛‏ لم يَسمَحْ لهُ أن يَقودَهُ إلى التَّوبَة.‏ فهل تَوَقَّفَ يَهْوَه،‏ بَعدَ هذا المَوْقِفِ السَّلبِيّ،‏ عن مُساعَدَةِ خُطاةٍ آخَرينَ لِيَقودَهُم إلى التَّوبَة؟‏ بِالعَكسِ تَمامًا!‏

قايين يحمل عصًا وهو في طريقه ليقتل هابيل.‏ يدير ظهره فيما يسمع صوت يهوه من السماء

حاول يهوه أن يقنع قايين بلطف أن يتغيَّر،‏ فهو أعطاه أملًا وحذَّره من ارتكاب الخطية (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏


٩ كَيفَ قادَ يَهْوَه دَاوُد إلى التَّوبَة؟‏

٩ أحَبَّ يَهْوَه كَثيرًا المَلِكَ دَاوُد.‏ حتَّى إنَّهُ دَعاهُ «رَجُلًا مِثلَما يَتَمَنَّاهُ قَلبي».‏ (‏أع ١٣:‏٢٢‏)‏ لكنَّ دَاوُد ارتَكَبَ خَطايا خَطيرَة،‏ بِما فيها الزِّنى والقَتل.‏ وحَسَبَ شَريعَةِ مُوسَى،‏ استَحَقَّ دَاوُد المَوت.‏ (‏لا ٢٠:‏١٠؛‏ عد ٣٥:‏٣١‏)‏ لكنَّ يَهْوَه تَدَخَّلَ بِكُلِّ لُطف.‏b فهو أرسَلَ نَبِيَّهُ نَاثَان لِيَزورَ المَلِك دَاوُد،‏ مع أنَّ دَاوُد لم يَكُنْ قد أظهَرَ بَعد أيَّ بَوادِرَ لِلتَّوبَة.‏ وقدِ استَخدَمَ نَاثَان مَثَلًا بِهَدَفِ أن يَصِلَ إلى قَلبِ دَاوُد.‏ فتَأثَّرَ دَاوُد كَثيرًا وتاب.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏١٤‏)‏ حتَّى إنَّهُ كَتَبَ مَزْمُورًا عَبَّرَ فيهِ مِن قَلبِهِ عن تَوبَتِهِ الصَّادِقَة.‏ (‏مز ٥١‏،‏ العنوان)‏ وهذا المَزْمُور نَفْسُهُ لا يَزالُ حتَّى اليَومِ يُطَمِّنُ خُطاةً كَثيرينَ ويَدفَعُهُم إلى التَّوبَة.‏ ألَسنا سُعَداءَ لِأنَّ يَهْوَه قادَ خادِمَهُ العَزيزَ دَاوُد إلى التَّوبَةِ بِكُلِّ مَحَبَّة؟‏

١٠ كَيفَ تَشعُرُ تِجاهَ صَبرِ يَهْوَه وغُفرانِهِ في تَعامُلِهِ معَ البَشَرِ الخُطاة؟‏

١٠ يَهْوَه يَكرَهُ الخَطِيَّةَ ولا يَتَقَبَّلُها بِأيِّ شَكلٍ مِنَ الأشكال.‏ (‏مز ٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِهِ يَعرِفُ أنَّنا جَميعًا خُطاة.‏ وبِدافِعِ مَحَبَّتِهِ لنا،‏ يُريدُ أن يُساعِدَنا لِنُحارِبَ الخَطِيَّة.‏ وهو يُحاوِلُ دائِمًا أن يُساعِدَ حتَّى أسوَأَ الخُطاةِ لِيَتوبوا ويَقتَرِبوا إلَيه.‏ كم تُريحُنا هذِهِ الفِكرَة!‏ وكُلَّما تَأمَّلْنا في صَبرِ يَهْوَه وغُفرانِه،‏ زادَ تَصميمُنا أن نَبْقى أوْلِياءَ لهُ ونَتوبَ بِسُرعَةٍ عِندَما نُخطِئ.‏ والآن،‏ لِنَنتَقِلْ إلى الجَماعَةِ المَسِيحِيَّة ونَرَ كَيفَ تَعَلَّمَت أكثَرَ عنِ التَّوبَة.‏

ماذا تَعَلَّمَ أتباعُ يَسُوع عنِ التَّوبَة؟‏

١١-‏١٢ ماذا عَلَّمَ يَسُوع النَّاسَ عن شَخصِيَّةِ أبيهِ المُتَسامِحَة؟‏ (‏أُنظُر الصُّورَة.‏)‏

١١ في القَرنِ الأوَّلِ لِلميلاد،‏ كانَ الوَقتُ قد حانَ لِيَأتِيَ المَسِيَّا.‏ ومِثلَما ذَكَرْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ استَخدَمَ يَهْوَه يُوحَنَّا المَعْمَدان ويَسُوع المَسِيح لِيُعَلِّما الشَّعبَ كم مُهِمٌّ أن يَتوبوا.‏ —‏ مت ٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٤:‏١٧‏.‏

١٢ وقد عَلَّمَ يَسُوع النَّاسَ خِلالَ خِدمَتِهِ عن شَخصِيَّةِ أبيهِ المُتَسامِحَة.‏ وفَعَلَ ذلِك بِطَريقَةٍ بارِزَة جِدًّا عِندَما أعْطى مَثَلَ الابْنِ الضَّالّ.‏ فهذا الشَّابُّ اختارَ أن يَعيشَ لِبَعضِ الوَقتِ حَياةً فاسِدَة.‏ لكنَّهُ «عادَ إلى وَعْيِهِ» ورَجَعَ إلى بَيتِ أبيه.‏ وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ أبيه؟‏ قالَ يَسُوع:‏ «فيما كانَ [الابْنُ] لا يَزالُ بَعيدًا،‏ رَآهُ أبوهُ وأشفَقَ علَيه،‏ ورَكَضَ وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ بِحَرارَة».‏ كانَ الابْنُ يَنْوي أن يَطلُبَ مِن أبيهِ أن يَعتَبِرَهُ واحِدًا مِن عُمَّالِه.‏ لكنَّ أباهُ قالَ عنه:‏ «إبْني هذا»،‏ واعتَبَرَهُ مُجَدَّدًا فَردًا مِنَ العائِلَة.‏ وقد وَصَفَهُ قائِلًا:‏ «كانَ ضائِعًا فوُجِد».‏ (‏لو ١٥:‏١١-‏٣٢‏)‏ فَكِّرْ قَليلًا:‏ عِندَما كانَ يَسُوع في السَّماءِ قَبلَ مَجيئِهِ إلى الأرض،‏ لا شَكَّ أنَّهُ رَأى كَيفَ أظهَرَ أبوهُ حَنانًا كهذا لِكَثيرينَ مِنَ الخُطاةِ التَّائِبين.‏ لِذلِكَ استَطاعَ أن يَرسُمَ لنا هذِهِ الصُّورَةَ الرَّائِعَة والمُطَمِّنَة عن أبينا الرَّحيمِ يَهْوَه.‏

الابن الضال في مثل يسوع يركع أمام أبيه الذي يركض ليعانقه

الأب في مثل يسوع عن الابن الضال يركض ليعانق ابنه المتمرِّد الذي رجع إلى البيت (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏


١٣-‏١٤ ماذا تَعَلَّمَ الرَّسولُ بُطْرُس عنِ التَّوبَة،‏ وماذا عَلَّمَ الآخَرينَ عنها؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ لقد تَعَلَّمَ الرَّسولُ بُطْرُس الكَثيرَ مِن يَسُوع عنِ التَّوبَةِ والغُفران.‏ فمَرَّةً بَعدَ مَرَّة،‏ احتاجَ بُطْرُس إلى الغُفران،‏ ويَسُوع سامَحَهُ بِكَرَم.‏ مَثَلًا،‏ بَعدَما أنكَرَ بُطْرُس ثَلاثَ مَرَّاتٍ أنَّهُ يَعرِفُ يَسُوع،‏ سَحَقَهُ الشُّعورُ بِالذَّنْب.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٤،‏ ٣٥،‏ ٦٩-‏٧٥‏)‏ ولكنْ بَعدَما قامَ يَسُوع،‏ ظَهَرَ لِبُطْرُس،‏ ويَبْدو أنَّهُ ظَهَرَ لهُ على انفِراد.‏ (‏لو ٢٤:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ ١ كو ١٥:‏٣-‏٥‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ يَسُوع في هذِهِ المُناسَبَةِ سامَحَ بِمَحَبَّةٍ هذا الرَّسولَ التَّائِبَ وطَمَّنَ قَلبَه.‏ —‏ أُنظر مر ١٦:‏٧ والملاحظة الدراسية على «‏ولبطرس‏» (‏بالإنكليزية)‏.‏

١٤ وبَعدَما عاشَ بُطْرُس شَخصِيًّا هذِهِ التَّجرِبَة،‏ صارَ بِإمكانِهِ أن يُعَلِّمَ الآخَرينَ عنِ التَّوبَةِ والغُفران.‏ فبَعدَ وَقتٍ قَصيرٍ مِنَ الاحتِفالِ بِيَومِ الخَمسين،‏ ألْقى بُطْرُس خِطابًا أمامَ جَمعٍ مِنَ اليَهُودِ غَيرِ المُؤْمِنين،‏ وأوْضَحَ لهُم أنَّهُم قَتَلوا المَسِيَّا.‏ لكنَّهُ شَجَّعَهُم بِمَحَبَّة:‏ «توبوا وارجِعوا لِتُمْحى خَطاياكُم،‏ كَي تَأتِيَ أوْقاتُ الانتِعاشِ مِن يَهْوَه نَفْسِه».‏ (‏أع ٣:‏١٤،‏ ١٥،‏ ١٧،‏ ١٩‏)‏ وهكَذا أظهَرَ بُطْرُس أنَّ التَّوبَةَ تَدفَعُ الخاطِئَ أن يَرجِع،‏ أي أن يُغَيِّرَ طَريقَةَ تَفكيرِهِ وتَصَرُّفاتِهِ الخاطِئَة،‏ ويَبدَأَ مَسلَكًا جَديدًا يُرْضي اللّٰه.‏ أيضًا،‏ أظهَرَ لهُم بُطْرُس أنَّ يَهْوَه سيَمْحو خَطاياهُم كُلِّيًّا.‏ وبَعدَ عَشَراتِ السِّنين،‏ أكَّدَ بُطْرُس لِلمَسِيحِيِّين:‏ «يَهْوَه .‏ .‏ .‏ يَصبِرُ علَيكُم لِأنَّهُ لا يَرغَبُ أن يَهلَكَ أحَد،‏ بل أن يَتوبَ الجَميع».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ فما أجمَلَ الأمَلَ الَّذي أعْطاهُ يَهْوَه لِلمَسِيحِيِّينَ الَّذينَ يَرتَكِبونَ الخَطايا،‏ حتَّى لَو كانَت خَطيرَة!‏

مجموعة صور:‏ ١-‏ الرسول بطرس يبكي بحرقة.‏ ٢-‏ يسوع بعد قيامته يواسي بطرس

سامح يسوع بمحبة تلميذه التائب وطمَّن قلبه (‏أُنظر الفقرتين ١٣-‏١٤.‏)‏


١٥-‏١٦ (‏أ)‏ كَيفَ تَعَلَّمَ الرَّسولُ بُولُس عنِ الغُفران؟‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٢-‏١٥‏)‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٥ قَليلونَ هُمُ الأشخاصُ الَّذينَ احتاجوا إلى التَّوبَةِ والغُفرانِ أكثَرَ مِن شَاوُل الطَّرْسُوسِيّ.‏ فهو كانَ مُضطَهِدًا شَرِسًا لِلمَسِيحِيِّينَ الأعِزَّاءِ على قَلبِ يَسُوع.‏ وأغلَبِيَّةُ أتباعِ المَسِيح اعتَبَروهُ على الأرجَحِ قَضِيَّةً خاسِرَة،‏ أسوَأَ مِن أن يَتوب.‏ لكنَّ يَسُوع المُقامَ كانَ أبعَدَ ما يَكونُ عن هذا التَّفكيرِ البَشَرِيِّ النَّاقِص.‏ فهو وأبوهُ رَأَيا صِفاتٍ حُلْوَة في شَاوُل.‏ لِذلِك قالَ عنهُ يَسُوع:‏ «إنِّي اختَرتُ هذا الرَّجُل».‏ (‏أع ٩:‏١٥‏)‏ حتَّى إنَّهُ عَمِلَ عَجيبَةً لِيَقودَ شَاوُل إلى التَّوبَة.‏ (‏أع ٧:‏٥٨–‏٨:‏٣؛‏ ٩:‏١-‏٩،‏ ١٧-‏٢٠‏)‏ وبَعدَما صارَ شَاوُل،‏ الَّذي عُرِفَ لاحِقًا بِالرَّسولِ بُولُس،‏ شَخصًا مَسِيحِيًّا،‏ عَبَّرَ مَرَّاتٍ كَثيرَة عن شُكرِهِ على اللُّطفِ والرَّحمَةِ اللَّذَيْنِ أُظهِرا له.‏ ‏(‏إقرأ ١ تيموثاوس ١:‏١٢-‏١٥‏.‏)‏ وقد عَلَّمَ بِتَقدير:‏ «اللّٰهُ يُحاوِلُ مِن خِلالِ لُطفِهِ أن يَقودَكَ إلى التَّوبَة».‏ —‏ رو ٢:‏٤‏.‏

١٦ وكَيفَ تَصَرَّفَ بُولُس حينَ سَمِعَ عنِ العَلاقَةِ الجِنسِيَّة الفاضِحَة الَّتي تَغاضَت عنها جَماعَةُ كُورِنْثُوس؟‏ لقد عالَجَ المُشكِلَةَ بِطَريقَةٍ تُعَلِّمُنا الكَثيرَ عنِ التَّأديبِ النَّابِعِ مِن مَحَبَّةِ يَهْوَه وعن أهَمِّيَّةِ إظهارِ الرَّحمَة.‏ وهذا ما سنُناقِشُهُ بِالتَّفصيلِ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

أسئِلَةُ المُراجَعَة

  • ماذا عَلَّمَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل عنِ التَّوبَة؟‏

  • كَيفَ قادَ يَهْوَه الخُطاةَ إلى التَّوبَة؟‏

  • ماذا تَعَلَّمَ أتباعُ يَسُوع عنِ التَّوبَة؟‏

التَّرنيمَة ٣٣ ألْقِ عِبئَكَ على يَهْوَه

a هذِهِ الحالَةُ استِثنائِيَّة.‏ فاليَوم،‏ إذا حَصَلَ زِنى،‏ لا يَطلُبُ يَهْوَه مِنَ الطَّرَفِ البَريءِ أن يَظَلَّ مُتَزَوِّجًا مِنَ الشَّخصِ الَّذي زَنى.‏ حتَّى إنَّ يَهْوَه وَجَّهَ ابْنَهُ لِيُهَيِّئَ تَرتيبًا لِضَحايا الزِّنى.‏ فهو سَمَحَ لهُم أن يَطلُبوا الطَّلاقَ إذا اختاروا ذلِك.‏ —‏ مت ٥:‏٣٢؛‏ ١٩:‏٩‏.‏

b أُنظُرِ المَقالَة «ما السَّبيلُ إلى نَيلِ غُفرانِ يَهْوَه؟‏» في عَدَد ١٥ تِشْرِين الثَّاني (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٢ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ الصَّفَحات ٢١-‏٢٣،‏ الفَقَرات ٣-‏١٠‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة