مقالة الدرس ١٩
التَّرنيمَة ٦ السَّمواتُ تُخبِرُ بِمَجدِ اللّٰه
تَمَثَّلْ بِالمَلائِكَةِ الأُمَناء
«سَبِّحوا يَهْوَه يا كُلَّ مَلائِكَتِه». — مز ١٠٣:٢٠.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَتَعَلَّمُ دُروسًا مِن مِثالِ المَلائِكَةِ الأُمَناء.
١-٢ (أ) كَيفَ نَختَلِفُ عنِ المَلائِكَة؟ (ب) ما الأشياءُ المُشتَرَكَة بَينَنا وبَينَ المَلائِكَة؟
عِندَما جَذَبَكَ يَهْوَه إلى الحَقّ، دَعاكَ أن تَصيرَ جُزْءًا مِن عائِلَةٍ مُتَنَوِّعَة ومُحِبَّة تَتَألَّفُ مِن خُدَّامِه، بِمَن فيهِم مَلايينُ المَلائِكَةِ الأُمَناء. (دا ٧:٩، ١٠) حينَ نُفَكِّرُ في المَلائِكَة، قد يَخطُرُ على بالِنا كم هُم مُختَلِفونَ عنَّا. مَثَلًا، المَلائِكَةُ مَوْجودونَ قَبلَنا بِوَقتٍ طَويلٍ جِدًّا. (أي ٣٨:٤، ٧) وهُم أقْوى مِنَّا بِكَثير. كما أنَّهُم طاهِرونَ وقُدُّوسونَ لِدَرَجَةٍ لا نَقدِرُ نَحنُ البَشَرَ النَّاقِصينَ أن نَصِلَ إلَيها. — لو ٩:٢٦.
٢ لكنْ رَغمَ هذِهِ الاختِلافات، هُناكَ الكَثيرُ مِنَ الأشياءِ المُشتَرَكَة بَينَنا وبَينَ المَلائِكَة. فنَحنُ مِثلُهُم نَقدِرُ أن نَعكِسَ صِفاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة. ولَدَينا نَحنُ والمَلائِكَةِ إرادَةٌ حُرَّة، وكُلُّ واحِدٍ مِنَّا أيضًا لهُ اسْمٌ وشَخصِيَّةٌ مُختَلِفَة، وكَذلِك مَسؤولِيَّاتٌ مُتَنَوِّعَة. وكَالمَلائِكَة، لَدَينا حاجَةٌ أن نَعبُدَ خالِقَنا. — ١ بط ١:١٢.
٣ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنَ المَلائِكَةِ الأُمَناء؟
٣ بِما أنَّ هُناكَ الكَثيرَ مِنَ الأشياءِ المُشتَرَكَة بَينَنا وبَينَ المَلائِكَة، فمِثالُهُمُ الجَيِّدُ يُشَجِّعُنا ويُعَلِّمُنا عِدَّةَ دُروسٍ مُهِمَّة. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِتَواضُعِ المَلائِكَةِ الأُمَناء، مَحَبَّتِهِم لِلبَشَر، احتِمالِهِم، وجُهودِهِم لِتَبْقى الجَماعَةُ نَظيفَة.
المَلائِكَةُ مُتَواضِعون
٤ (أ) كَيفَ يُظهِرُ المَلائِكَةُ التَّواضُع؟ (ب) لِماذا المَلائِكَةُ مُتَواضِعون؟ (مزمور ٨٩:٧)
٤ المَلائِكَةُ الأُمَناءُ مُتَواضِعون. فمع أنَّ خِبرَتَهُم كَبيرَة وهُم أقوِياءُ وحُكَماء، يُطيعونَ إرشاداتِ يَهْوَه. (مز ١٠٣:٢٠) وفيما يُتَمِّمونَ تَعييناتِهِم، لا يَتَفاخَرونَ أبَدًا بِأعمالِهِم ولا يَستَعرِضونَ قِواهُمُ الخارِقَة. وهُم يَفعَلونَ مَشيئَةَ اللّٰهِ بِفَرَحٍ حتَّى لَو لم يُذكَروا بِالاسْم.a (تك ٣٢:٢٤، ٢٩؛ ٢ مل ١٩:٣٥) فلا يَقبَلونَ أيَّ مَجدٍ يَعودُ إلى يَهْوَه. ولِماذا المَلائِكَةُ مُتَواضِعونَ إلى هذا الحَدّ؟ لِأنَّهُم يُحِبُّونَ يَهْوَه ويَحتَرِمونَهُ احتِرامًا عَميقًا. — إقرإ المزمور ٨٩:٧.
٥ كَيفَ أظهَرَ مَلاكٌ أنَّهُ مُتَواضِعٌ عِندَما صَحَّحَ تَفكيرَ يُوحَنَّا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٥ لاحِظْ هذِهِ الحادِثَةَ الَّتي تُظهِرُ كمِ المَلائِكَةُ مُتَواضِعون. حَوَالَي سَنَةِ ٩٦ بم، نَقَلَ مَلاكٌ لا نَعرِفُ اسْمَهُ رُؤْيا لها رَهبَةٌ إلى الرَّسولِ يُوحَنَّا. (رؤ ١:١) وماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يُوحَنَّا؟ حاوَلَ أن يُقَدِّمَ العِبادَةَ لِلمَلاك. لكنَّ هذا المَخلوقَ الرُّوحانِيَّ الوَلِيَّ أوْقَفَهُ بِسُرعَةٍ وقالَ له: «لا! لا تَفعَلْ ذلِك! أنا مُجَرَّدُ عَبدٍ مِثلُكَ ومِثلُ إخوَتِك . . . أُعبُدِ اللّٰه!». (رؤ ١٩:١٠) ما أروَعَ تَواضُعَه! فهو لم يُرِدْ أن يَنالَ المَجدَ أوِ الإعجاب. لِذلِك حَوَّلَ فَوْرًا انتِباهَ يُوحَنَّا إلى يَهْوَه اللّٰه. وفي نَفْسِ الوَقت، لم يُقَلِّلْ مِنِ احتِرامِ يُوحَنَّا. فمع أنَّ المَلاكَ خَدَمَ يَهْوَه فَترَةً أطوَلَ بِكَثيرٍ مِن يُوحَنَّا وهو أقْوى مِنهُ بِكَثير، قالَ بِتَواضُعٍ إنَّهُ عَبدٌ مِثلُه. ورَغمَ أنَّ المَلاكَ كانَ علَيهِ أن يُصَحِّحَ تَفكيرَ يُوحَنَّا، لم يُوَبِّخْ هذا الرَّسولَ الكَبيرَ في العُمرِ أو يُعامِلْهُ بِقَسوَة. بَدَلًا مِن ذلِك، تَكَلَّمَ معهُ بِلُطف، وفَهِمَ على الأرجَحِ أنَّ يُوحَنَّا كانَ مُمتَلِئًا رَهبَة.
تعاملَ الملاك مع يوحنا بكل تواضع (أُنظر الفقرة ٥.)
٦ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِتَواضُعِ المَلائِكَة؟
٦ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِتَواضُعِ المَلائِكَة؟ علَينا نَحنُ أيضًا أن نَقومَ بِتَعييناتِنا دونَ أن نَتَفاخَرَ أو نُرجِعَ الفَضلَ إلى أنفُسِنا. (١ كو ٤:٧) ولا يَجِبُ أن نَشعُرَ أنَّنا أهَمُّ مِن غَيرِنا إذا كُنَّا نَخدُمُ يَهْوَه مُنذُ وَقتٍ أطوَلَ أو لَدَينا امتِيازاتٌ مُعَيَّنَة. وفي الحَقيقَة، كُلَّما زادَت مَسؤولِيَّاتُنا، لَزِمَ أن يَزيدَ معها شُعورُنا بِأنَّنا «الأصغَر». (لو ٩:٤٨) ومِثلَ المَلائِكَة، نَحنُ نُريدُ أن نَخدُمَ الآخَرين، لا أن نُبرِزَ أنفُسَنا.
٧ كَيفَ نُظهِرُ التَّواضُعَ حينَ نُصَحِّحُ تَفكيرَ أحَدٍ أو نُعْطيهِ نَصيحَة؟
٧ علَينا أيضًا أن نُظهِرَ التَّواضُعَ حينَ يَلزَمُ أن نُصَحِّحَ تَفكيرَ أحَدٍ أو نُعْطيَهُ نَصيحَة، سَواءٌ كانَ مِن إخوَتِنا أو أوْلادِنا. فحينَ نُعْطي نَصيحَة، قد يَلزَمُ أن نَكونَ حازِمين. ولكنْ مِثلَ المَلاكِ الَّذي صَحَّحَ بِلُطفٍ تَفكيرَ يُوحَنَّا، نَقدِرُ أن نَكونَ حازِمينَ دونَ أن نَسحَقَ الشَّخصَ الآخَر. فإذا لم نَكُنْ نَعتَبِرُ أنفُسَنا أهَمَّ مِنه، نُقَدِّمُ لهُ النَّصيحَةَ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّس بِكُلِّ احتِرامٍ وتَعاطُف. — كو ٤:٦.
المَلائِكَةُ يُحِبُّونَ البَشَر
٨ (أ) حَسَبَ لُوقَا ١٥:١٠، كَيفَ يُعَبِّرُ المَلائِكَةُ عن مَحَبَّتِهِم لِلبَشَر؟ (ب) أيُّ دَورٍ يُؤَدِّيهِ المَلائِكَةُ في عَمَلِ التَّبشير؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٨ المَلائِكَةُ لَيسوا بِلا مَشاعِرَ تِجاهَ البَشَر، بل يُحِبُّونَهُم كَثيرًا. فهُم يَفرَحونَ حينَ يَعودُ خَروفٌ ضائِع، أي شَخصٌ خاطِئ، إلى يَهْوَه أو يُغَيِّرُ أحَدٌ حَياتَهُ ويَقبَلُ الحَقّ. (إقرأ لوقا ١٥:١٠.) أيضًا، يُؤَدِّي المَلائِكَةُ دَورًا كَبيرًا في عَمَلِ التَّبشيرِ بِمَملَكَةِ اللّٰه. (رؤ ١٤:٦) فمع أنَّهُم لا يَتَكَلَّمونَ مُباشَرَةً معَ النَّاس، يُمكِنُ أن يُوَجِّهوا ناشِرًا إلى شَخصٍ يُريدُ أن يَتَعَلَّمَ عن يَهْوَه. طَبعًا، لا نَقدِرُ أن نُؤَكِّدَ أنَّ المَلائِكَةَ لَعِبوا دَورًا في حالَةٍ مُعَيَّنَة. فيَهْوَه يَستَعمِلُ وَسائِلَ أُخْرى، مِثلَ روحِهِ القُدُس، لِيُساعِدَ النَّاسَ أو يُوَجِّهَ خُدَّامَه. (أع ١٦:٦، ٧) إلَّا أنَّهُ كَثيرًا ما يَستَعمِلُ المَلائِكَة. لِذلِك عِندَما نَنقُلُ الأخبارَ الحُلْوَة، نَقدِرُ أن نَكونَ واثِقينَ أنَّ المَلائِكَةَ سيَكونونَ إلى جانِبِنا لِيَدعَمونا. — أُنظُرِ الإطار «صَلَواتُهُمُ استُجيبَت».b
أنهى زوجان منذ قليل خدمتهما العلنية. وفي طريقهما إلى البيت، ترى الأخت شابة تبدو حزينة. تعرف الأخت أن الملائكة يمكن أن يوجِّهونا إلى الذين ربما يبحثون عن مساعدة روحية. فتندفع أن تتكلم مع الشابة وتشجِّعها (أُنظر الفقرة ٨.)
٩ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِمَحَبَّةِ المَلائِكَةِ لِلبَشَر؟
٩ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِمَحَبَّةِ المَلائِكَةِ لِلبَشَر؟ حينَ نَسمَعُ إعلانًا أنَّ شَخصًا أُعيدَ إلى الجَماعَة، لِنَفرَحْ كما يَفعَلُ المَلائِكَة. ولْنَعمَلْ كُلَّ جُهدِنا كَي نُرَحِّبَ بهِ ونُؤَكِّدَ لهُ أنَّنا نُحِبُّه. (لو ١٥:٤-٧؛ ٢ كو ٢:٦-٨) أيضًا، نَحنُ نَتَمَثَّلُ بِالمَلائِكَةِ حينَ نَكونُ مُجتَهِدينَ في عَمَلِ التَّبشير. (جا ١١:٦) وتَمامًا كما يَدعَمُنا المَلائِكَةُ فيما نَنقُلُ الأخبارَ الحُلْوَة، نَحنُ نَبحَثُ عن طُرُقٍ لِنَدعَمَ إخوَتَنا وأخَواتِنا في خِدمَتِهِم. مَثَلًا، هل نَقدِرُ أن نُخَطِّطَ لِنَخدُمَ مع ناشِرٍ جَديد؟ هل يُمكِنُ أن نَدعَمَ الإخوَةَ والأخَواتِ الأكبَرَ سِنًّا أوِ الَّذينَ صِحَّتُهُم ضَعيفَةٌ كَي يُشارِكوا في الخِدمَة؟
١٠ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ سَارَة؟
١٠ وماذا لَو كانَت ظُروفُنا تَحُدُّ مِمَّا نَقدِرُ أن نَفعَلَه؟ يُمكِنُنا رَغمَ ذلِك أن نَجِدَ طُرُقًا لِنَعمَلَ معَ المَلائِكَةِ في عَمَلِ التَّبشير. إلَيكَ اختِبارَ أُختٍ مِنَ الهِنْد اسْمُها سَارَة.c فبَعدَ أن خَدَمَت كفاتِحَةٍ ٢٠ سَنَةً تَقريبًا، أُصيبَت بِمَرَضٍ أجبَرَها أن تُلازِمَ الفِراش. وطَبعًا، هذا سَبَّبَ لها حُزنًا شَديدًا. ولكنْ بِفَضلِ دَعمِ عائِلَتِها الرُّوحِيَّة ومَحَبَّتِهِم، وكَذلِك قِراءَتِها اليَومِيَّة لِلكِتابِ المُقَدَّس، استَعادَت سَارَة تَدريجِيًّا نَظرَتَها الإيجابِيَّة. وبِالتَّأكيد، كانَ علَيها أن تُعَدِّلَ خِدمَتَها حَسَبَ ظُروفِها الجَديدَة. فبِما أنَّها لا تَقدِرُ حتَّى أن تَجلِسَ لِتَكتُبَ الرَّسائِل، فلم يَعُدْ بِإمكانِها أن تَخدُمَ إلَّا بِواسِطَةِ الهاتِف. فاتَّصَلَت بِزِياراتِها المُكَرَّرَة، وهُم بَدَأوا يَدُلُّونَها على آخَرينَ قد يَهُمُّهُم أن يَعرِفوا عنِ الكِتابِ المُقَدَّس. وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ خِلالَ أشهُرٍ قَليلَة، صارَ لَدى سَارَة ٧٠ دَرسًا في الكِتابِ المُقَدَّس، أكثَرُ بِكَثيرٍ مِمَّا تَخَيَّلَت! لِذلِك سَلَّمَتِ البَعضَ مِنهُم إلى آخَرينَ في الجَماعَة. والآنَ يَحضُرُ كَثيرونَ مِن هؤُلاءِ التَّلاميذِ اجتِماعاتِ الجَماعَة. لا شَكَّ أنَّ المَلائِكَةَ يَفرَحونَ كَثيرًا عِندَما يَعمَلونَ مع إخوَةٍ وأخَواتٍ مِثلِ سَارَة، مُجتَهِدينَ جِدًّا في عَمَلِ التَّبشير.
المَلائِكَةُ يَحتَمِلون
١١ كَيفَ يُظهِرُ المَلائِكَةُ الأُمَناءُ احتِمالًا بارِزًا؟
١١ المَلائِكَةُ الأُمَناءُ مِثالٌ بارِزٌ في الاحتِمال. فمُنذُ آلافِ السِّنينَ وهُم يَصبِرونَ على الظُّلمِ والشَّرّ. فقد رَأَوُا الشَّيْطَان وكَثيرينَ مِنَ المَخلوقاتِ الرُّوحانِيَّة الأُخْرى، الَّذينَ خَدَموا معهُم مِن قَبل، يَتَمَرَّدونَ على يَهْوَه. (تك ٣:١؛ ٦:١، ٢؛ يه ٦) والكِتابُ المُقَدَّسُ يُخبِرُنا عن مَلاكٍ أمينٍ واجَهَ مُقاوَمَةً مُباشِرَة مِن أحَدِ الأبالِسَةِ الأقوِياء. (دا ١٠:١٣) أيضًا، على مَرِّ تاريخِ البَشَر، لم يَرَ المَلائِكَةُ سِوى أقَلِّيَّةٍ مِنَ النَّاسِ يُقَدِّمونَ لِيَهْوَه عِبادَةً نَقِيَّة. ولكنْ رَغمَ كُلِّ ذلِك، ما زالَ هؤُلاءِ المَلائِكَةُ الأوْلِياءُ يَخدُمونَ يَهْوَه بِفَرَحٍ وحَماسَة. وهُم يَعرِفونَ أنَّهُ في الوَقتِ المُناسِبِ سيُزيلُ كُلَّ المَظالِم.
١٢ ماذا يُساعِدُنا أن نَحتَمِل؟
١٢ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِاحتِمالِ المَلائِكَة؟ مِثلَ المَلائِكَة، نَحنُ أيضًا قد نَرى الظُّلمَ حَولَنا أو نُواجِهُ المُقاوَمَة. لكنْ لَدَينا نَفْسُ القَناعَةِ أنَّ اللّٰهَ سيُزيلُ كُلَّ الشَّرِّ في الوَقتِ المُناسِب. لِذلِك كالمَلائِكَةِ الأُمَناء، «لا نَتَوَقَّفُ عن عَمَلِ أعمالٍ جَيِّدَة». (غل ٦:٩) واللّٰهُ يَعِدُ بِأن يُساعِدَنا لِنَحتَمِل. (١ كو ١٠:١٣) ونَقدِرُ أن نُصَلِّيَ إلَيهِ كَي يُعْطِيَنا روحَه، الَّذي يُنتِجُ فينا الصَّبرَ والفَرَح. (غل ٥:٢٢؛ كو ١:١١) وماذا إذا واجَهتَ المُقاوَمَة؟ ثِقْ كامِلًا بِيَهْوَه ولا تَدَعِ الخَوفَ يُسَيطِرُ علَيك. فيَهْوَه سيَكونُ دائِمًا إلى جانِبِكَ ويُعْطيكَ القُوَّة. — عب ١٣:٦.
المَلائِكَةُ يُساهِمونَ في إبقاءِ الجَماعَةِ نَظيفَة
١٣ أيُّ تَعيينٍ خُصوصِيٍّ يَقومُ بهِ المَلائِكَةُ في الأيَّامِ الأخيرَة؟ (متى ١٣:٤٧-٤٩)
١٣ في الأيَّامِ الأخيرَة، أعْطى يَهْوَه المَلائِكَةَ تَعيينًا خُصوصِيًّا. (إقرأ متى ١٣:٤٧-٤٩.) فعَمَلُ التَّبشيرِ يَجذِبُ مَلايينَ النَّاسِ مِن كُلِّ أنحاءِ العالَم. والبَعضُ مِنهُم يَأخُذونَ خُطُواتٍ لِيَصيروا مَسِيحِيِّينَ حَقيقِيِّين، أمَّا آخَرونَ فلا يَفعَلونَ ذلِك. والمَلائِكَةُ مُعَيَّنونَ ‹لِيَفرِزوا الأشرارَ مِن بَينِ المُستَقيمين›. وهذا يَعْني أنَّ تَعيينَهُم هو أن يُساهِموا في إبقاءِ الجَماعَةِ نَقِيَّة. وطَبعًا، هذا لا يَعْني أنَّ كُلَّ مَن يَتَوَقَّفُ عن مُعاشَرَة الجَماعَةِ مَهما كانَ السَّبَبُ لا يَقدِرُ أبَدًا أن يَعود. ولا يَعْني أيضًا أنَّهُ لن تَحدُثَ أبَدًا مَشاكِلُ في الجَماعَة. ولكنْ نَقدِرُ أن نَكونَ مُتَأكِّدينَ أنَّ المَلائِكَةَ يَعمَلونَ بِاجتِهادٍ لِتَبْقى الجَماعَةُ نَظيفَة.
١٤-١٥ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِاهتِمامِ المَلائِكَةِ بِنَظافَةِ الجَماعَةِ روحِيًّا وأخلاقِيًّا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٤ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِاهتِمامِ المَلائِكَةِ بِنَظافَةِ الجَماعَة؟ حينَ نَقومُ بِدَورِنا لِنُبْقِيَ الجَماعَةَ نَظيفَةً أخلاقِيًّا وروحِيًّا. لِذلِك نَبذُلُ كُلَّ جُهدِنا لِنَحْمِيَ قَلبَنا نَحن. فنَختارُ رِفاقًا جَيِّدينَ ونَرفُضُ كُلَّ التَّأثيراتِ الَّتي تُؤْذي روحِيَّاتِنا. (مز ١٠١:٣) ونَقدِرُ أيضًا أن نُساعِدَ إخوَتَنا في الإيمانِ كَي يَبْقَوْا أُمَناءَ لِيَهْوَه. مَثَلًا، ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ إذا عَرَفْنا أنَّ أحَدَ إخوَتِنا ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة؟ بِدافِعِ المَحَبَّةِ له، سنُشَجِّعُهُ أن يَتَكَلَّمَ معَ الشُّيوخ. وإذا لم يَفعَل، نُخبِرُ نَحنُ الشُّيوخَ عنِ المَسألَة. فنَحنُ نُريدُ أن يَنالَ كُلُّ إخوَتِنا الضُّعَفاءِ روحِيًّا المُساعَدَةَ اللَّازِمَة في أسرَعِ وَقتٍ مُمكِن. — يع ٥:١٤، ١٥.
١٥ معَ الأسَف، بَعضُ الَّذينَ يَرتَكِبونَ خَطايا كَبيرَة يَلزَمُ أن يُبعَدوا عنِ الجَماعَة. وفي هذِهِ الحالات، علَينا أن نَتَوَقَّفَ عن مُعاشَرَتِهِم.d (١ كو ٥:٩-١٣) فهذا التَّرتيبُ يُساهِمُ في إبقاءِ الجَماعَةِ نَظيفَة. إضافَةً إلى ذلِك، حينَ لا نُعاشِرُ الَّذينَ أُبعِدوا، نَكونُ في الحَقيقَةِ نُظهِرُ لهُمُ اللُّطف. فمَوقِفُنا الثَّابِتُ قد يَدفَعُهُم أن يَعودوا إلى وَعْيِهِم. وإذا فَعَلوا ذلِك نَفرَحُ بهِم، إلى جانِبِ يَهْوَه ومَلائِكَتِه. — لو ١٥:٧.
ماذا يلزم أن نفعل إذا عرفنا أن أحد إخوتنا ارتكب خطية خطيرة؟ (أُنظر الفقرة ١٤.)e
١٦ بِأيِّ طُرُقٍ تَنْوي أن تَعمَلَ جُهدَكَ لِتَتَمَثَّلَ بِالمَلائِكَة؟
١٦ حَقًّا، إنَّهُ امتِيازٌ لنا أن نَرى بِعُيونِ الإيمانِ لَمحَةً عن ما في السَّماءِ ونَعمَلَ جَنبًا إلى جَنبٍ معَ المَلائِكَة! فلْنَتَمَثَّلْ بِصِفاتِهِمِ الحُلْوَة: تَواضُعِهِم، مَحَبَّتِهِم لِلبَشَر، احتِمالِهِم، واهتِمامِهِم بِنَظافَةِ الجَماعَةِ أخلاقِيًّا وروحِيًّا. وإذا تَمَثَّلْنا بهِم، نَقدِرُ نَحنُ أيضًا أن نَكونَ إلى الأبَدِ جُزْءًا مِن عائِلَةِ يَهْوَه، عائِلَةِ خُدَّامِهِ الأوْلِياء.
التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ
a مِن بَينِ مِئاتِ مَلايينِ المَلائِكَة، اثنانِ فَقَط يَذكُرُهُما الكِتابُ المُقَدَّسُ بِالاسْم: مِيخَائِيل وجِبْرَائِيل. — دا ١٢:١؛ لو ١:١٩.
b تَجِدُ المَزيدَ مِنَ الاختِباراتِ في فِهرِس مَطبوعاتِ بُرجِ المُراقَبَة، تَحتَ العُنوانِ الرَّئيسِيّ «المَلائِكَة»، العُنوانِ الفَرعِيّ «التَّوجيهُ المَلائِكِيّ (أمثِلَة)».
c تَمَّ تَغييرُ الاسْم.
d كما أوضَحَ تقريرُ رَقم ٢ مِنَ الهَيئَةِ الحاكِمَة لِسَنَة ٢٠٢٤، إذا حَضَرَ شَخصٌ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة أحَدَ اجتِماعاتِنا، يُمكِنُ للنَّاشِرينَ أن يُقَرِّروا على أساسِ ضَميرِهِمِ المُدَرَّب على الكِتابِ المُقَدَّس إن كانوا سيُسَلِّمونَ علَيهِ بِاختِصارٍ ويُرَحِّبونَ بِه.
e وصف الصور: أخت تشجِّع صديقتها أن تتكلم مع الشيوخ. يمرُّ بعض الوقت وصديقتها لا تفعل ذلك. فتخبر الأخت الشيوخ عن المسألة.