مقالة الدرس ٢٦
التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ
إقبَلْ بِتَواضُعٍ ما لا تَعرِفُه
«لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ عَظَمَةَ القادِرِ على كُلِّ شَيء». — أي ٣٧:٢٣.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
سنَتَعَلَّمُ كَيفَ نَتَغَلَّبُ على شُعورِنا بِالحَيرَةِ والقَلَقِ حينَ نَقبَلُ بِتَواضُعٍ أنَّ هُناك أُمورًا لا نَعرِفُها، نُرَكِّزُ على ما نَعرِفُه، ونَضَعُ ثِقَتَنا في يَهْوَه.
١ أيُّ قُدرَةٍ أعْطاها لنا يَهْوَه، ولِماذا؟
عِندَما خَلَقَنا يَهْوَه، أعْطانا القُدرَةَ أن نُفَكِّر، نَتَعَلَّم، نَفهَم، ونَتَصَرَّفَ بِحِكمَة. ولكنْ لِماذا خَلَقَنا بِهذِهِ الطَّريقَة؟ لِأنَّهُ يُريدُ مِنَّا أن ‹نَجِدَ مَعرِفَتَهُ› ونَخدُمَهُ بِقُدرَتِنا التَّفكيرِيَّة. — أم ٢:١-٥؛ رو ١٢:١.
٢ (أ) أيُّ حُدودٍ لَدَينا؟ (أيوب ٣٧:٢٣، ٢٤) (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.) (ب) كَيفَ نَستَفيدُ حينَ نَقبَلُ حُدودَنا بِتَواضُع؟
٢ مع أنَّنا نَملِكُ القُدرَةَ على التَّعَلُّم، فإنَّ مَعرِفَتَنا مَحدودَة. (إقرأ أيوب ٣٧:٢٣، ٢٤.) فَكِّرْ في مِثالِ أيُّوب. فقد وَجَّهَ إلَيهِ يَهْوَه سِلسِلَةً مِنَ الأسئِلَةِ كَشَفَت إلى أيِّ دَرَجَةٍ مَعرِفَتُهُ مَحدودَة. وهذا جَعَلَهُ يَتَواضَعُ ويُصَحِّحُ طَريقَةَ تَفكيرِه. (أي ٤٢:٣-٦) نَحنُ أيضًا نَستَفيدُ حينَ نُدرِكُ بِتَواضُعٍ أنَّنا لا نَعرِفُ كُلَّ شَيء. فهذا النَّوعُ مِنَ التَّواضُعِ يَدفَعُنا أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيَكشِفُ لنا ما نَحتاجُ فِعلًا أن نَعرِفَهُ لِنَأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة. — أم ٢:٦.
حين نقبل الفكرة أن هناك أشياء لا نعرفها، نستفيد كثيرًا مثلما استفاد أيوب (أُنظر الفقرة ٢.)
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ بَعضَ الأُمورِ الَّتي لا نَعرِفُها وما التَّحَدِّياتُ الَّتي قد نُواجِهُها نَتيجَةَ ذلِك. وسَنَرى أيضًا لِماذا جَيِّدٌ أن لا نَعرِفَ أُمورًا مُعَيَّنَة. وهذِهِ النِّقاطُ ستُقَوِّي ثِقَتَنا بِأنَّ يَهْوَه، الإلهَ الَّذي «عِندَهُ المَعرِفَةُ الكامِلَة»، يُخبِرُنا ما نَحتاجُ فِعلًا أن نَعرِفَه. — أي ٣٧:١٦.
لا نَعرِفُ متى ستَأتي النِّهايَة
٤ حَسَبَ مَتَّى ٢٤:٣٦، أيُّ مَعلومَةٍ لا نَعرِفُها؟
٤ إقرأ متى ٢٤:٣٦. لا نَعرِفُ متى ستَأتي نِهايَةُ هذا العالَم. حتَّى يَسُوع، حينَ كانَ على الأرض، لم يَكُنْ يَعرِفُ «ذلِكَ اليَومَ وتِلكَ السَّاعَة».a ولاحِقًا، قالَ لِلرُّسُلِ إنَّ يَهْوَه، أعظَمَ مَن يَضَعُ المَواعيدَ ويَلتَزِمُ بها، هو «وَحْدَهُ لَدَيهِ السُّلطَةُ أن يُحَدِّدَ» تَوقيتَ أحداثٍ مُعَيَّنَة. (أع ١:٦، ٧) فيَهْوَه حَدَّدَ مَوْعِدَ نِهايَةِ هذا العالَم، لكنَّنا لَسنا مُخَوَّلينَ أن نَعرِفَ بِالضَّبطِ هذا المَوْعِد.
٥ ماذا قد يَحصُلُ معنا لِأنَّنا لا نَعرِفُ متى ستَأتي النِّهايَة؟
٥ نَظَرًا إلى ما قالَهُ يَسُوع، لا نَعرِفُ كم سنُضطَرُّ أن نَنتَظِرَ إلى أن تَأتِيَ النِّهايَة. ونَتيجَةَ ذلِك، قد نَفقِدُ صَبرَنا أو نَشعُرُ بِالإحباط، وخُصوصًا إذا كُنَّا نَنتَظِرُ يَومَ يَهْوَه مُنذُ وَقتٍ طَويل. أو رُبَّما نَستَصعِبُ أن نَتَحَمَّلَ الاستِهزاءَ مِن أفرادِ عائِلَتِنا أوِ الآخَرين. (٢ بط ٣:٣، ٤) وقد نَشعُرُ أنَّنا لَو كُنَّا نَعرِفُ متى بِالضَّبطِ ستَأتي النِّهايَة، نَقدِرُ أن نَصبِرَ أكثَرَ ويَصيرُ أسهَلَ علَينا أن نَتَحَمَّلَ الاستِهزاء.
٦ لِماذا جَيِّدٌ أن لا نَعرِفَ متى ستَأتي النِّهايَة؟
٦ في الحَقيقَة، لِأنَّ يَهْوَه لم يَكشِفْ لنا مَوْعِدَ النِّهايَة، هذا يُعْطينا الفُرصَةَ لِنُظهِرَ أنَّنا نَخدُمُهُ بِدافِعِ مَحَبَّتِنا لهُ وثِقَتِنا به. فلَسنا نَخدُمُهُ وفي بالِنا تاريخٌ مُعَيَّن، وكَأنَّ إيمانَنا لهُ تاريخُ صَلاحِيَّة. فبَدَلَ أن نُرَكِّزَ بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ على متى يَأتي «يَومُ يَهْوَه»، جَيِّدٌ أن نُرَكِّزَ على ماذا سيُحَقِّقُ هذا اليَوم. وهكَذا نَظَلُّ نَزيدُ تَعَبُّدَنا لِلّٰهِ ونَفعَلُ كُلَّ ما نَقدِرُ علَيهِ لِنُرْضِيَه. — ٢ بط ٣:١١، ١٢.
٧ ما الَّذي نَعرِفُه؟
٧ جَيِّدٌ أن نُرَكِّزَ على ما نَعرِفُه: أنَّ الأيَّامَ الأخيرَة بَدَأَت سَنَةَ ١٩١٤. فيَهْوَه أعْطانا نُبُوَّاتٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ لا تُشيرُ فَقَط إلى تِلكَ السَّنَة، بل تَصِفُ أيضًا بِالتَّفصيلِ كَيفَ ستَكونُ الأحوالُ مُنذُ ذلِكَ الوَقت. ونَتيجَةَ ذلِك، نَحنُ مُقتَنِعونَ أنَّ «يَومَ يَهْوَه العَظيمَ قَريب». (صف ١:١٤) أيضًا، نَحنُ نَعرِفُ ما هوَ العَمَلُ الَّذي يُريدُ يَهْوَه أن نَقومَ به، أي أن نُبَشِّرَ أكبَرَ عَدَدٍ مِنَ النَّاسِ «بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰه». (مت ٢٤:١٤) ونَحنُ نُعلِنُ هذِهِ الرِّسالَةَ في ٢٤٠ بَلَدًا وبِأكثَرَ مِن ٠٠٠,١ لُغَة. فلَسنا بِحاجَةٍ أن نَعرِفَ «ذلِكَ اليَومَ وتِلكَ السَّاعَةَ» كَي نَشتَرِكَ بِحَماسَةٍ في هذا العَمَلِ البالِغِ الأهَمِّيَّة.
لا نَعرِفُ كَيفَ سيَتَصَرَّفُ يَهْوَه
٨ إلامَ تُشيرُ العِبارَة «عَمَلُ اللّٰه»؟ (جامعة ١١:٥)
٨ نَحنُ لا نَعرِفُ دائِمًا ما هو «عَمَلُ اللّٰه». (إقرإ الجامعة ١١:٥.) هذِهِ العِبارَةُ تُشيرُ إلى الأُمورِ الَّتي يُسَبِّبُ يَهْوَه حُدوثَها أو يَسمَحُ بِأن تَحدُثَ كَي تَتِمَّ مَشيئَتُه. فنَحنُ لا نَقدِرُ أن نَعرِفَ بِشَكلٍ أكيدٍ لِماذا قد يَسمَحُ يَهْوَه بِأن يَحدُثَ شَيءٌ ما أو كَيفَ سيَتَصَرَّفُ بِالضَّبطِ لِيُساعِدَنا. (مز ٣٧:٥) لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ ذلِك، تَمامًا كما لم يَقدِرِ العُلَماءُ حتَّى الآنَ أن يَستَوعِبوا كامِلًا كَيفَ يَنْمو الجَنينُ في رَحِمِ أُمِّه.
٩ أيُّ تَحَدِّياتٍ قد نُواجِهُها لِأنَّنا لا نَعرِفُ كَيفَ سيَتَصَرَّفُ يَهْوَه؟
٩ إنَّ عَدَمَ مَعرِفَتِنا كَيفَ سيَتَصَرَّفُ يَهْوَه مِن أجْلِنا قد يَجعَلُنا نَتَرَدَّدُ أو نَشُكُّ في بَعضِ الأشياء. فقد نَتَرَدَّدُ أن نُقَدِّمَ تَضحِياتٍ لِنَزيدَ خِدمَتَنا، مِثلَ أن نُبَسِّطَ حَياتَنا أو نَنتَقِلَ إلى مَكانٍ فيهِ حاجَةٌ أكبَرُ إلى ناشِرينَ لِلمَلَكوت. أو قد نَتَساءَلُ إن كانَ اللّٰهُ راضٍ عنَّا لِأنَّنا لا نُحَقِّقُ أهدافَنا الثِّيوقراطِيَّة، لا نَرى نَتائِجَ كَبيرَة لِتَعَبِنا في خِدمَةِ الحَقل، أو نُواجِهُ عَقَباتٍ في مَشروعٍ ثِيوقراطِيّ.
١٠ أيُّ صِفَةٍ أساسِيَّة نَقدِرُ أن نُنَمِّيَها لِأنَّنا لا نَعرِفُ كَيفَ سيَتَصَرَّفُ يَهْوَه؟
١٠ في الحَقيقَة، إنَّ عَدَمَ مَعرِفَتِنا كَيفَ سيَتَصَرَّفُ يَهْوَه يُساعِدُنا أن نُنَمِّيَ صِفاتٍ أساسِيَّة مِثلَ التَّواضُع. فنَصيرُ نُدرِكُ أنَّ أفكارَ يَهْوَه وطُرُقَهُ أعْلى بِكَثيرٍ مِن أفكارِنا وطُرُقِنا. (إش ٥٥:٨، ٩) ونَتَعَلَّمُ أيضًا أن نَثِقَ أكثَرَ بِيَهْوَه ونَتَّكِلَ علَيهِ لِنَنجَح. فعِندَما نَرى نَتائِجَ جَيِّدَة في خِدمَةِ الحَقلِ أو في مَشروعٍ ثِيوقراطِيّ، نُعْطي يَهْوَه الفَضلَ الَّذي يَستَحِقُّه. (مز ١٢٧:١؛ ١ كو ٣:٧) وإذا لم تَجْرِ الأُمورُ كما تَوَقَّعْنا، يَلزَمُ أن نَتَذَكَّرَ أنَّ يَهْوَه ما زالَ يَتَحَكَّمُ بِكُلِّ شَيء. (إش ٢٦:١٢) فنَحنُ نَعمَلُ ما علَينا ونَثِقُ دائِمًا أنَّهُ سيَعمَلُ ما علَيه. ونَعرِفُ جَيِّدًا أنَّهُ سيُعْطينا التَّوجيهَ الَّذي نَحتاجُ إلَيه، حتَّى لَو لم يَكُنْ بِعَجيبَةٍ كما فَعَلَ أحيانًا في الماضي. — أع ١٦:٦-١٠.
١١ أيُّ حَقائِقَ نَعرِفُها يُمكِنُ أن تُساعِدَنا؟
١١ وجَيِّدٌ أن نُبْقِيَ في بالِنا أنَّنا نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه هو دائِمًا مُحِبّ، عادِل، وحَكيم. ونَعرِفُ أنَّهُ يُقَدِّرُ كَثيرًا ما نَفعَلُهُ مِن أجْلِهِ ومِن أجْلِ رِفاقِنا في الإيمان. أيضًا، نَحنُ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه يُكافِئُ دائِمًا الأوْلِياءَ له. — عب ١١:٦.
لا نَعرِفُ ماذا سيَحصُلُ غَدًا
١٢ بِناءً على يَعْقُوب ٤:١٣، ١٤، مِمَّ لَسنا أكيدين؟
١٢ إقرأ يعقوب ٤:١٣، ١٤. هُناك حَقيقَةٌ أساسِيَّة لا بُدَّ أن نَعتَرِفَ بها، وهي أنَّنا لا نَعرِفُ كَيفَ ستَكونُ حَياتُنا غَدًا. ففي هذا العالَم، ‹الحَوادِثُ تُصيبُنا كُلَّنا في أوْقاتٍ غَيرِ مُتَوَقَّعَة›. (جا ٩:١١) وبِالنَّتيجَة، لا نَعرِفُ إن كانَت خُطَطُنا ستَنجَح، أو حتَّى إن كُنَّا سنَبْقى أحياءً لِنَرى خُطَطَنا تَتَحَقَّق.
١٣ كَيفَ يُمكِنُ لِتَقَلُّباتِ الحَياةِ أن تُؤَثِّرَ علَينا؟
١٣ وقد تُشَكِّلُ تَقَلُّباتُ الحَياةِ تَحَدِّيًا لنا. لِماذا؟ رُبَّما نَشعُرُ بِالحَيرَةِ أو نَقلَقُ بِخُصوصِ ما يُمكِنُ أن يَحدُثَ وبِالتَّالي نَخسَرُ فَرَحَنا. كما أنَّ مآسي الحَياةِ ومُفاجَآتِها قد تُحزِنُنا وتُحَسِّسُنا بِالإحباط. وعِندَما لا تَتَحَقَّقُ تَوَقُّعاتُنا، نَشعُرُ بِالخَيبَةِ واليَأس. — أم ١٣:١٢.
١٤ علامَ تَعتَمِدُ سَعادَتُنا الدَّائِمَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٤ عِندَما نَتَحَمَّلُ الصُّعوبات، نُبَرهِنُ أنَّنا مَهْما حَصَلَ فسَنَخدُمُ أبانا السَّماوِيَّ بِدافِعِ المَحَبَّةِ لا الأنانِيَّة. وقِصَصُ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُظهِرُ أنَّنا لا يَجِبُ أن نَتَوَقَّعَ مِن يَهْوَه أن يَحْمِيَنا مِن كُلِّ الضِّيقات، وتُظهِرُ أيضًا أنَّهُ لا يُحَدِّدُ مُسبَقًا ماذا سيَحدُثُ في حَياتِنا. وهو يَعرِفُ أنَّ سَعادَتَنا لا تَعتَمِدُ على مَعرِفَتِنا لِما يُخَبِّئُهُ المُستَقبَلُ لنا، بل على طَلَبِ إرشادِهِ وإطاعَتِه. (إر ١٠:٢٣) وحينَ نَلتَفِتُ إلَيهِ لِنَأخُذَ قَراراتِنا، نَكونُ في الواقِعِ نَقول: «إن شاءَ يَهْوَه، سنَعيشُ ونَفعَلُ كَذا وكَذا». — يع ٤:١٥.
حين نطلب إرشاد يهوه ونطيعه، ننال حماية أكيدة (أُنظر الفقرتين ١٤-١٥.)b
١٥ ما الَّذي نَعرِفُهُ عنِ المُستَقبَل؟
١٥ صَحيحٌ أنَّنا لا نَعرِفُ ماذا سيَجلُبُ الغَد، لكنَّنا نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه وَعَدَنا بِحَياةٍ أبَدِيَّة في السَّماءِ أو على الأرض. ونَعرِفُ أنَّهُ لا يُمكِنُ أن يَكذِب، وأنْ لا شَيءَ يَمنَعُهُ أن يُحَقِّقَ كُلَّ وُعودِه. (تي ١:٢) فهو وَحْدَهُ يَقدِرُ أن يُخبِرَ «كَيفَ ستَكونُ النِّهايَةُ ومُنذُ القَديمِ بِأُمورٍ لم تُعمَل». إنطَبَقَ ذلِك في الماضي، وسَيَنطَبِقُ أيضًا في المُستَقبَل. (إش ٤٦:١٠) كما أنَّنا نَعرِفُ تَمامَ المَعرِفَةِ أنْ لا شَيءَ يُمكِنُ أن يَمنَعَ يَهْوَه أن يُحِبَّنا. (رو ٨:٣٥-٣٩) وهو سيَمنَحُنا الحِكمَةَ والتَّشجيعَ والقُوَّةَ الَّتي نَحتاجُ إلَيها لِنَحتَمِلَ كُلَّ ما قد نَمُرُّ به. ونَحنُ أكيدونَ أنَّهُ سيُساعِدُنا ويُبارِكُنا. — إر ١٧:٧، ٨.
لا نَقدِرُ أن نَستَوعِبَ تَمامًا كم يَعرِفُنا يَهْوَه
١٦ حَسبَما يوضِحُ المَزْمُور ١٣٩:١-٦، ما الَّذي يَعرِفُهُ يَهْوَه لكنَّنا لا نَستَوعِبُهُ تَمامًا؟
١٦ إقرإ المزمور ١٣٩:١-٦. يَعرِفُ خالِقُنا كَيفَ صُنِعنا وما الَّذي أثَّرَ علَينا جَسَدِيًّا، عاطِفِيًّا، وفِكرِيًّا لِنَصيرَ ما نَحنُ علَيه. واهتِمامُهُ بنا مُستَمِرّ. فهو يَعرِفُ ماذا نَقولُ وماذا نَقصِدُ أن نَقول، ماذا نَفعَلُ ولِماذا نَفعَلُه. فكَما ذَكَرَ المَلِكُ دَاوُد، يَهْوَه يُحيطُ بنا بِاهتِمامِه، ولَسنا على الإطلاقِ أبعَدَ مِن أن يَصِلَ إلَينا. فِعلًا، إنَّهُ شَيءٌ لا يُصَدَّقُ أنَّ سَيِّدَ الكَونِ كُلِّه، خالِقَ السَّماءِ والأرضِ القادِرَ على كُلِّ شَيء، يَهتَمُّ اهتِمامًا شَديدًا بنا نَحن! فكَما قالَ دَاوُد، «مَعرِفَتُكَ لي تُدهِشُني كَثيرًا. لا أقدِرُ أن أستَوعِبَها». — مز ١٣٩:٦، الحاشيتان.
١٧ لِماذا قد نَستَصعِبُ أن نُصَدِّقَ أنَّ يَهْوَه يَعرِفُنا جَيِّدًا؟
١٧ رُبَّما بِسَبَبِ خَلفِيَّتِنا، حَضارَتِنا، أو مُعتَقَداتِنا السَّابِقَة، صَعبٌ علَينا أن نَرى يَهْوَه كأبٍ مُحِبٍّ يَهُمُّهُ أمرُنا. أو قد نَشعُرُ أنَّ أخطاءَنا السَّابِقَة سَيِّئَةٌ جِدًّا لِدَرَجَةِ أنَّ يَهْوَه لن يَرغَبَ أبَدًا أن يَعرِفَنا، أنَّهُ بَعيدٌ جِدًّا عنَّا. فحتَّى دَاوُد شَعَرَ هكَذا أحيانًا. (مز ٣٨:١٨، ٢١) أو قد يَتَساءَلُ شَخصٌ يُحاوِلُ بِصِدقٍ أن يُغَيِّرَ حَياتَهُ لِيَعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ اللّٰه: ‹إذا كانَ اللّٰهُ يَفهَمُني فِعلًا، فلِماذا يُريدُ مِنِّي أن أتَغَيَّرَ بَدَلَ أن يَقبَلَني كما أنا؟›.
١٨ كَيفَ نَستَفيدُ إذا قَبِلْنا الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه يَعرِفُنا أكثَرَ مِمَّا نَعرِفُ أنفُسَنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.)
١٨ نَقدِرُ أن نَتَعَلَّمَ أن نَقبَلَ الفِكرَةَ أنَّ يَهْوَه يَعرِفُنا أكثَرَ مِمَّا نَعرِفُ أنفُسَنا، وأنَّهُ يَرى فينا الأشياءَ الجَيِّدَة الَّتي لا نَراها. ومع أنَّهُ يَرى عُيوبَنا ويَفهَمُ لِماذا نَشعُرُ ونَتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة، فهو يُحِبُّنا. (رو ٧:١٥) وعِندَما نُدرِكُ أنَّ يَهْوَه يَرى كَيفَ يُمكِنُ أن نَصيرَ في المُستَقبَل، نَقدِرُ أن نَزيدَ الثِّقَةَ الَّتي نَحتاجُ إلَيها لِنَخدُمَهُ بِأمانَةٍ وبِفَرَحٍ أيضًا.
يساعدنا يهوه أن نواجه تقلبات الحياة، فهو يقوِّي ثقتنا بأن أيامًا أحلى تنتظرنا في العالم الجديد (أُنظر الفقرتين ١٨-١٩.)c
١٩ ما الأشياءُ الأكيدَة الَّتي نَعرِفُها عن يَهْوَه؟
١٩ نَحنُ نَعرِفُ أنَّ يَهْوَه مَحَبَّة. هذِه حَقيقَةٌ ثابِتَة لا شَكَّ فيها أبَدًا. (١ يو ٤:٨) ونَعرِفُ أنَّ مَقاييسَهُ الصَّائِبَة تَعكِسُ مَحَبَّتَهُ لِلبَشَر، وأنَّهُ يُريدُ دائِمًا ما هو أفضَلُ لنا. ونَعرِفُ أيضًا أنَّهُ يُريدُ أن نَربَحَ الحَياةَ الأبَدِيَّة. فهو هَيَّأَ الفِديَةَ لِيَصيرَ ذلِك مُمكِنًا. وهذِهِ الهَدِيَّةُ تُؤَكِّدُ لنا أنَّنا نَقدِرُ أن نَنجَحَ رَغمَ نَقصِنا. (رو ٧:٢٤، ٢٥) كما أنَّنا نَعرِفُ أنَّ «اللّٰهَ أعظَمُ مِن قُلوبِنا ويَعلَمُ كُلَّ شَيء». (١ يو ٣:١٩، ٢٠) فيَهْوَه يَعرِفُ كُلَّ تَفصيلٍ عنَّا، ويَثِقُ أنَّنا سنَنجَحُ في فِعلِ ما يُريدُه.
٢٠ ماذا يُساعِدُنا أن نَتَجَنَّبَ القَلَقَ بِلا لُزوم؟
٢٠ لم يَحرِمْنا يَهْوَه مِن أيِّ مَعلومَةٍ نَحتاجُ إلَيها فِعلًا. وحينَ نَقبَلُ هذِهِ الحَقيقَةَ بِتَواضُع، لا نَقلَقُ بِلا لُزومٍ بِخُصوصِ ما لا نَقدِرُ أن نَتَحَكَّمَ به، بل نُرَكِّزُ على ما هو مُهِمٌّ فِعلًا. وهكَذا نُبَرهِنُ أنَّنا نَضَعُ كُلَّ ثِقَتِنا في يَهْوَه، «الَّذي عِندَهُ المَعرِفَةُ الكامِلَة». (أي ٣٦:٤) ومع أنَّ مَعرِفَتَنا لِبَعضِ الأُمورِ مَحدودَةٌ الآن، نَتَشَوَّقُ أن نَعيشَ الأبَدِيَّةَ ونَحنُ نَتَعَلَّمُ أشياءَ جَديدَة مِن مُعَلِّمِنا العَظيمِ وعنه. — جا ٣:١١.
التَّرنيمَة ١٠٤ الرُّوحُ القُدُسُ عَطِيَّةُ اللّٰه
a سيَأخُذُ يَسُوع القِيادَةَ في الحَربِ ضِدَّ عالَمِ الشَّيْطَان الشِّرِّير. لِذلِك مِنَ المَنطِقِيِّ أن نَستَنتِجَ أنَّهُ يَعرِفُ الآنَ مَوْعِدَ هَرْمَجَدُّون ومتى «يُكمِلُ انتِصارَه». — رؤ ٦:٢؛ ١٩:١١-١٦.
b وصف الصور: أب وابنه يُحضِّران شنطة طوارئ كي تكون العائلة جاهزة للحالات الطارئة.
c وصف الصور: أخ يمر بظرف صعب، لكنه يتطلع الى الفرح الذي ينتظره في العالم الجديد.