مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل انت مصغٍ متعاطف؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • هل انت مصغٍ متعاطف؟‏

      تخيلوا انكم تمتلكون الموارد المالية لتعطوا كل شخص في حياتكم هدية ثمينة.‏ فكم يكونون سعداء ومقدِّرين!‏ وفي الواقع،‏ يمكنكم ان تعطوا الآخرين هدية خصوصية،‏ شيئا يحتاجون اليه حقا.‏ ولن يكلفكم ذلك فلسا واحدا.‏ فما هي؟‏ اهتمامكم.‏ فمعظم الناس يرغبون في الاهتمام ويتجاوبون بتقدير عندما يحظون به.‏ ولكن لكي تمنحوا اهتماما جيدا،‏ لا بد ان تكونوا مصغيا متعاطفا.‏

      إذا كنتم والدا او مستخدَما او تخدمون في ايّ مركز بحيث يأتي اليكم الناس من اجل النصيحة والتوجيه،‏ يلزم ان تصغوا بتعاطف.‏ وإذا لم تفعلوا ذلك،‏ فسيكتشف الناس افتقاركم الى التعاطف،‏ وستسوء سمعتكم كشخص موثوق به.‏

      وحتى لو لم تُطلب منكم دائما النصيحة،‏ يلزمكم بعد ان تصغوا الى الناس بتعاطف،‏ كما عندما يأتي اليكم صديق طلبا للمؤاساة.‏ وكما يذكر احد امثال الكتاب المقدس،‏ الفشل في الاصغاء قبل التكلم يمكن ان يؤدي الى الخزي.‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏،‏ ترجمة الشدياق‏)‏ اذًا،‏ ما هي بعض الطرائق التي يمكن ان تظهروا بها انكم مصغٍ متعاطف؟‏

      استغرقوا في الانتباه

      ماذا يعني ان يكون المرء مصغيا متعاطفا؟‏ يعرِّف قاموس وبستر الجامعي الجديد «التعاطف»:‏ «القدرة على مشاركة الآخر في مشاعره او افكاره.‏» والقاموس نفسه يعرِّف كلمة «الاصغاء»:‏ «الاستماع باهتمام جدي.‏» لذلك فإن المصغي المتعاطف يفعل اكثر من الاستماع الى ما يقوله الشخص.‏ انه يمنح انتباها ويشارك المرء في افكاره ومشاعره.‏

      ويتطلب ذلك ان تستغرقوا في الانتباه لِما تسمعونه،‏ غير سامحين لذهنكم بالشرود.‏ وحتى التفكير في الطريقة التي بها ستجاوبون يصرف انتباهكم عن الاصغاء.‏ ادِّبوا نفسكم لكي تبقوا مركِّزين على ما يقوله الشخص الآخر.‏

      انظروا مباشرة الى الشخص الذي يكلمكم.‏ وإذا شرد نظركم،‏ فستبدون غير مكترثين.‏ لاحظوا ايماءاته وأسلوب تعبيره بالحركات.‏ هل هو مبتسم ام متجهِّم الوجه؟‏ هل تعكس عيناه الفكاهة،‏ الحزن،‏ ام الخوف؟‏ هل الشيء الذي لم يقله مهم؟‏ لا تقلقوا بشأن ردّكم؛‏ فسيأتي كنتيجة طبيعية لاصغائكم بتركيز.‏

      وفيما انتم تصغون ستهزون رأسكم على الارجح وستستعملون تعابير التأكيد،‏ مثل ‹افهم ذلك.‏› ويمكن ان يدل ذلك على انكم تتابعون بانتباه.‏ ولكن لا تعتقدوا ان هز الرأس وتعابير التأكيد ستجعل الناس يعتقدون انكم تصغون فيما انتم لا تصغون فعلا.‏ وفي الواقع،‏ ان الهز السريع المتواصل للرأس يمكن ان ينمّ عن عدم الصبر.‏ ويكون كما لو انكم تقولون،‏ ‹هيا.‏ قل ما لديك بسرعة.‏ وللننهِ الموضوع.‏›‏

      على ايّ حال،‏ لا يلزم ان تقلقوا بإفراط ازاء طريقة الاصغاء.‏ فقط ليكن اصغاؤكم حقيقيا،‏ وستعكس ردود فعلكم اخلاصكم.‏

      والاسئلة الوجيهة ستُظهر ايضا انكم مستغرقون في الانتباه وتتابعون بانتباه.‏ وهي تظهر انكم مهتمون.‏ اطلبوا ايضاحا للنقاط غير المقولة او غير الواضحة.‏ اطرحوا اسئلة تدعو الشخص الآخر الى التكلم بالتفصيل والتعبير عن نفسه اكثر.‏ لا تقلقوا ازاء مقاطعة الكلام احيانا،‏ ولكن لا تبالغوا في ذلك.‏ وفهم الامور بوضوح هو جزء من عملية الاصغاء.‏ وإذا لم يُبالَغ في مقاطعة الكلام،‏ فسيقدِّر الشخص الآخر رغبتكم في استيعاب كل ما يقوله كاملا.‏

      أَعربوا عن التفهُّم

      يمكن ان يكون هذا الجزءَ الاصعب،‏ حتى لو تعاطفتم بصدق مع الشخص الذي يتكلم اليكم.‏ فعندما يأتي اليكم شخص مكتئب،‏ هل تقدِّمون فورا اقتراحات وحلولا متفائلة؟‏ هل تخبرون الشخص بسرعة بأن حالته ليست سيئة الى هذا الحد بالمقارنة مع ما يعانيه شخص آخر؟‏ قد يبدو ذلك مساعِدا،‏ ولكن يمكن ان يكون له تأثير سلبي.‏

      هنالك عدد من الاسباب التي لأجلها قد تميلون الى التوقف عن الاصغاء والابتداء بالحل.‏ فقد تعتقدون ان اقتراحاتكم الحماسية هي تماما ما يلزم لرفع معنويات الشخص الذي يتألم.‏ او قد تشعرون بأنه من واجبكم ان «تصلحوا» ما هو «خاطئ» وأنه إن لم تفعلوا ذلك،‏ فأنتم غير مساعدين او لا «تقومون بواجبكم.‏»‏

      لكنَّ فيضا من الحلول الباكرة يبعث عادةً رسائل مثبطة،‏ مثل،‏ ‹أَشعر بأن مشكلتك ابسط بكثير مما تدعي انها عليه.‏› او،‏ ‹انا مهتم بسمعتي كحلال للمشاكل اكثر من خيرك.‏› او،‏ ربما،‏ ‹انا لا افهم —‏ ولا اريد ان افهم.‏› ومقارنة مشكلة المتألم بتلك التي للآخرين تنقل عادة الفكرة،‏ ‹يجب ان تخجل من نفسك لأنك تشعر بالانزعاج في حين ان الناس الآخرين يتألمون اكثر منك.‏›‏

      وإذا ارسلتم دون قصد رسائل مثبطة كهذه،‏ فسيشعر صديقكم بأنكم لم تسمعوه حقا،‏ وأنكم لا تفهمونه.‏ حتى انه قد يستنتج انكم تعتقدون انكم ارفع منه.‏ وفي المرة القادمة سيلتفت الى شخص آخر من اجل المؤاساة.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ماذا اذا كان صديقكم مضطربا دون لزوم؟‏ على سبيل المثال،‏ قد يشعر بالذنب دون سبب وجيه.‏ فهل تسارعون الى اخباره بذلك لكي يتمكن من الشعور بالارتياح؟‏ لا،‏ لأنه إن لم تصغوا اليه اولا،‏ فلن تؤاسيه طمأنتكم.‏ وبدلا من ان يشعر بالارتياح،‏ سيشعر بأنه لم يكشف بعد عن سريرته،‏ أنه لا يزال يحمل ذنبه.‏ وكما عبَّر عن ذلك فيلسوف القرن الـ‍ ١٩ هنري دايڤيد ثورو،‏ «يلزم اثنان لقول الحقيقة:‏ واحد لقولها وآخر لسماعها.‏»‏

      وكم هو ملائم توجيه الكتاب المقدس:‏ ‹كونوا مسرعين في الاستماع مبطئين في التكلُّم.‏› (‏يعقوب ١:‏١٩‏)‏ ومن المهم ايضا الاصغاء بتعاطف!‏ شاطروا مَن يثق بكم مشاعرَه.‏ اعترفوا بصعوبة مشكلته،‏ وبعمق كربه.‏ ولا تقلِّلوا من اهمية مشكلته بعبارات مثل،‏ ‹مشكلتك فقط هي ان يومك كان شاقا› او،‏ ‹ليست الامور سيئة حقا الى هذا الحد.‏› وبعكس ما هو منتظر،‏ يمكن ايضا لتقليل كهذا من اهمية المشكلة ان يقوِّي مشاعر انزعاجه.‏ وسيخيب لانكم لم تأخذوا رسالته بجدية.‏ لهذا السبب،‏ فلتُظهر ردود فعلكم انكم تسمعون ما يُقال وتتقبلون ان ذلك هو ما يشعر به حيال الامور في الوقت الحاضر.‏

      والاصغاء بتعاطف لا يتطلب ان توافقوا الشخص الذي يثق بكم.‏ وقد تعتقدون ان الشخص غير مبرَّر في القول،‏ «اكره عملي!‏» ولكن اذا تجاوبتم بالرفض (‏‹لا يجب ان تشعر هكذا›)‏ او الانكار (‏‹انت لا تعني ذلك حقا›)‏،‏ فسيستنتج انكم لا تفهمون.‏ فتعليقاتكم يجب ان تعكس تفهُّمكم.‏ يمكن ان تقولوا للشخص الذي يكره عمله،‏ ‹لا بد انه مجهِد.‏› ثم اسألوا عن تفاصيل توضح الامر.‏ وهكذا فإنكم لا توافقون بالضرورة انه يجب ان يكره عمله ولكنكم تعترفون فقط بأن ذلك هو ما يشعر به في الوقت الحاضر.‏ وبذلك تجعلونه يسرّ باستماعكم اليه وبتعبيره كاملا عن مشاعره.‏ والمشاركة في المشكلة غالبا ما تجعلها اخفّ.‏

      وبشكل مماثل،‏ فإن الشخص الذي يقول،‏ «ستُجري زوجتي اليوم فحصا طبيا،‏» يمكن ان يقصد،‏ «انا قلق.‏» فليعترف رد فعلكم بذلك.‏ وهذا يظهر انكم اصغيتم الى ما وراء كلماته،‏ الامر الذي يكون معزيا اكثر مما لو تجاهلتم ما يعنيه،‏ انكرتموه،‏ او حاولتم ان تعدِّلوا نظرته بالقول انه لا يجب ان يقلق.‏ —‏ رومية ١٢:‏١٥‏.‏

      المصغي الجيد يتكلم ايضا!‏

      يتكلم فن التحدث عن اولئك الذين يصغون ولكنهم يتكلمون قليلا جدا،‏ «معتقدين ان ذلك يمنحهم مظهر التكتم المتسم بالرزانة.‏» ويجبر ذلك الشخص الآخر على تحمل عبء التحدث بكامله،‏ الامر الذي يكون مزعجا.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يكون ايضا مزعجا،‏ ومضجرا،‏ اذا استمر الشخص الذي تصغون اليه في التكلم دون توقف ودون السماح لكم بالتعبير عن نفسكم.‏ لذلك في حين انه يلزم ان تكونوا مصغيا جيدا،‏ قد ترغبون ايضا في ان تدَعوا الشخص الآخر يعرف انه لديكم امر مساعد لتقولوه.‏

      وماذا يمكن ان تقولوا؟‏ اذا اصغيتم باحترام الى تعابير صديقكم،‏ فهل يجب ان تعطوا الآن نصيحة؟‏ ربما،‏ اذا كنتم مؤهلين لاعطائها.‏ وإذا كان لديكم حل لمشكلة صديقكم،‏ يجب حتما ان تشاركوه فيه.‏ وكلماتكم سيكون لها وزنها،‏ لانكم صرفتم الوقت اولا للاصغاء.‏ وإذا كنتم لا تملكون اوراق الاعتماد الضرورية لمنح صديقكم نوع التوجيه او المساعدة الذي يحتاج اليه،‏ فحاولوا ان تجعلوه على اتصال بشخص هو في وضع يسمح له بذلك.‏

      ولكن،‏ في بعض الحالات،‏ لا تكون النصيحة لازمة ولا مطلوبة.‏ لذلك انتبهوا لئلا تُضعفوا التأثير الجيد لاصغائكم بإضافة كلمات كثيرة.‏ فربما يجب ان يحتمل صديقكم حالة يتعذر التحكم فيها او يلزمه الوقت للتغلب على مشاعره السلبية.‏ وقد اتى اليكم لكي تشاطروه اضطرابه.‏ فأصغيتم اليه.‏ شاطرتموه مشاعره،‏ اكّدتم له انكم مهتمون وأنكم ستفكرون فيه وتذكرونه في صلواتكم.‏ ودعوه يعرف انكم ترحبون بمجيئه اليكم مرة اخرى وأنكم ستحترمون طبيعة مشاكله السرية.‏ فقد يحتاج الى مؤاساة كهذه اكثر من محاولتكم معالجة مشكلته.‏ —‏ امثال ١٠:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٧؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏.‏

      وسواء رافق الاصغاءُ نصيحةً او لا،‏ فإنه مفيد للطرفين المشمولين على السواء.‏ فالشخص الذي يتكلم ينال الاكتفاء من سماعه وتفهُّمه.‏ ويتعزَّى لدى معرفته ان هنالك مَن يهتم كفاية ليسمع كل ما يريد قوله.‏ والمصغي ايضا يُكافأ.‏ فسيقدِّر الآخرون اهتمامه.‏ وإذا اعطى نصيحة،‏ فستكون موثوقا بها اكثر لأنه لا يتكلم حتى يستوعب كاملا الحالة التي لُفت انتباهه اليها.‏ صحيح ان الاصغاء بتعاطف يتطلب وقتا.‏ ولكن يا له من استثمار مفيد!‏ حقا،‏ بمنحكم الناس اهتمامكم الجدي،‏ تمنحونهم هدية خصوصية.‏

  • المدن الضخمة تختنق ببطء
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • المدن الضخمة تختنق ببطء

      في كل انحاء العالم تنمو المدن الضخمة،‏ العمالقة المدينية،‏ بجذبها الملايين الذين يبحثون عن عمل،‏ مسكن،‏ ووسائل الراحة التي تزوِّدها حياة المدينة.‏ لكنَّ الثمن غالٍ.‏ فحتى مجرد التنفس في هذه المدن المترامية الاطراف يصير اخطر من ايّ وقت مضى على صحة الانسان.‏

      يُظهر تقرير حديث لبرنامج الامم المتحدة للبيئة UNEP ولمنظمة الصحة العالمية ان تلوُّث الهواء في ٢٠ مدينة من اكبر مدن العالم يشتدّ سوءًا.‏ «وفي بعض الحالات،‏» كما تقول كوكبنا،‏ مجلة يصدرها UNEP في كينيا،‏ «يكون تلوُّث الهواء شديدا كالضباب الدخاني البشع الذي عرفته لندن قبل ٤٠ سنة.‏» وسكان مدينة مكسيكو هم اكثر المتأذين من هذا الوضع،‏ لكنَّ عشرات الملايين من الاشخاص الذين يعيشون في مدن مثل بانكوك،‏ بكين،‏ سان پاولو،‏ والقاهرة ليسوا افضل حالا بكثير.‏

      وما مدى الخطر من هواء مدن كهذه؟‏ ان مستويات عالية من الملوِّثات الرئيسية،‏ كثاني أُكسيد الكبريت،‏ اول أُكسيد الكربون،‏ والرصاص،‏ تُعتبر خطرة بعدد من الطرائق.‏ ولها تأثيرات مختلفة في الجسم:‏ مشاكل تنفسية وقلبية وعائية،‏ ضرر في الجهاز العصبي،‏ وحتى امراض في نِقْي العظم،‏ الكبد،‏ والكليتين.‏

      وما هو مسبِّب هذا التلوُّث؟‏ المسبِّب الرئيسي الاكبر في هذه المدن،‏ استنادا الى كوكبنا،‏ هو المركبات الآلية.‏ وبما ان عدد المركبات الحالي في العالم —‏ ٦٣٠ مليونا —‏ «يُتوقع ان يتضاعف خلال الـ‍ ٢٠-‏٣٠ سنة التالية،‏ وخصوصا في المناطق المدينية،‏» يبدو ان مستقبل هواء المدن مكفهر فعلا.‏ وما يزيد الطين بلّة هو انه قد اتُّخذت اجراءات وقائية قليلة،‏ لأنه في معظم المدن الضخمة،‏ كما يذكر التقرير،‏ «هنالك القليل من الوعي لوخامة المشكلة.‏» فمن غير المدهش اذًا ان تدعو كوكبنا مدنا كهذه الى اعطاء الاولوية المطلقة للاجراءات الهادفة الى جعل الهواء نقيا.‏ وإذا لم يتمَّ ذلك،‏ فالمستقبل ينذر بالشر.‏ ووفقا للتقييم الذي تذكره المجلة،‏ «تواجه هذه المدن اختناقا بطيئا فيما تستمر حالة هوائها في التدهور.‏»‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة