-
إعداد المجملاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
إعداد المجمل
كثيرون ممَّن يعيَّن لهم إلقاء خطاب يصرفون الوقت في كتابته كلمة كلمة من المقدمة حتى الخاتمة. وربما يصنعون عدة مسوَّدات قبل ان يُنهوا الخطاب. وقد تستغرق العملية ساعات.
فهل تستعدون هكذا لخطاباتكم؟ هل تودون ان تتعلموا طريقة اسهل؟ اذا تعلمتم كيف تعدُّون مجملا، فلن تضطروا في ما بعد الى كتابة كل كلمة من خطابكم. وبالتالي يصير لديكم وقت اكثر للتمرُّن على إلقاء الخطاب. ولن يسهِّل عليكم ذلك إلقاء عروضكم فحسب بل سيثير سماعها اهتمام الحضور اكثر ويحفزهم الى العمل.
طبعا، في الخطابات العامة التي تُلقى في الجماعة، يُعطى الخطيب مجملا معدًّا مسبقا. ولكن ليست هذه هي الحال مع معظم الخطابات الاخرى. فقد لا يعيَّن لكم سوى موضوع او محور. او قد يُطلب منكم تغطية مواد محددة من مطبوعة. وقد تزوَّدون احيانا ببعض الارشادات القليلة. وفي كل هذه التعيينات، يلزم ان تعدُّوا مجملا خاصا.
ان النموذج الظاهر في الصفحة ٤١ يعطيكم فكرة عن طريقة ترتيب مجمل وجيز. لاحظوا ان كل نقطة من النقاط الرئيسية تبدأ عند الهامش الايمن ومطبوعة بأحرف ثخينة. وتحت كل نقطة رئيسية تجدون الافكار التي تدعمها. أما النقاط الاضافية التي ستُستعمل لتطوير هذه الافكار، فهي مدرجة تحتها وبعيدة قليلا عن الهامش الايمن. تفحَّصوا هذا المجمل جيدا. لاحظوا ان النقطتين الرئيسيتين مرتبطتان مباشرة بالمحور. لاحظوا ايضا ان النقاط الفرعية ليست مجرد معلومات مثيرة للاهتمام، بل تدعم كل واحدة منها النقطة الرئيسية التي تَظهر هي تحتها.
عندما تُعدُّون مجملا، قد لا يبدو تماما كهذا النموذج. ولكن اذا فهمتم المبادئ العامة المذكورة آنفا لإعداد مجمل، فستساعدكم على تنظيم موادكم والتحضير لخطاب جيد خلال فترة معقولة من الوقت. فكيف ينبغي ان تبدأوا؟
حلِّلوا، اختاروا، ونظِّموا
انتم بحاجة الى محور. وليس المحور موضوعا عاما يمكن حصره في كلمة واحدة. انه الفكرة الرئيسية التي تريدون ايصالها الى مستمعيكم، ويُظهر من اية زاوية تريدون ان تطوِّروا موضوعكم. اذا عُيّن لكم ان تطوّروا محورا محددا، فحلِّلوا كل كلمة رئيسية باعتناء. وإذا كان عليكم تطوير المحور المعيَّن على اساس مواد مطبوعة، فادرسوا المواد وأنتم تفكرون في المحور. أما اذا عُيِّن لكم موضوع فقط، فعليكم انتم عندئذ ان تختاروا محورا له. ولكن قبل ذلك، ربما يحسن بكم ان تقوموا ببعض البحث. وبإبقاء ذهنكم متقبِّلا للامور الجديدة، غالبا ما ستجدون افكارا اضافية.
فيما تقومون بهذه الخطوات، استمروا في سؤال نفسكم: ‹لماذا هذه المواد مهمة للحضور الذي يسمعني؟ ما هو هدفي؟›. فلا يجب ان يكون الهدف مجرد تغطية المواد او إلقاء خطاب شيِّق، بل إعطاء الحضور شيئا يفيدهم. وعندما يتحدَّد هدفكم جيدا في ذهنكم، دوِّنوه. وذكِّروا نفسكم دائما به وأنتم تعدّون المواد.
بعد ان تكونوا قد حدَّدتم هدفكم واخترتم محورا ينسجم معه (او حلَّلتم كيف ينسجم المحور المعيَّن لكم مع هذا الهدف)، يمكنكم ان تقوموا ببحث مركَّز اكثر. ابحثوا عن المواد التي تهمُّ حضوركم خصوصا. لا تكتفوا بالعموميات، بل ابحثوا عن نقاط محدَّدة تعليمية ومساعِدة بالفعل. لا تكثروا من المعلومات المجموعة بالبحث. ففي معظم الحالات ستجدون، بعد القليل من البحث، انكم جمعتم معلومات اكثر مما ستستعملون، لذلك يلزم ان تكونوا انتقائيين.
حدِّدوا النقاط الرئيسية التي تلزم مناقشتها بحيث تساعدكم على تطوير المحور وبلوغ الهدف. ستكون هذه النقاط مجملكم الاساسي، الاطار الذي يقوم عليه موضوعكم. وكم ينبغي ان يكون عدد النقاط الرئيسية؟ ربما نقطتان هما كافيتان اذا كانت المناقشة قصيرة، وتكفي عادةً خمس نقاط لمحاضرة طولها ساعة كاملة. وكلما قلَّ عدد النقاط الرئيسية، سهُل اكثر على حضوركم تذكُّرها.
بعد ان تقرروا ما هو المحور والنقاط الرئيسية، نظِّموا مواد بحثكم. حدِّدوا المعلومات التي ترتبط مباشرة بالنقاط الرئيسية. انتقوا التفاصيل التي تجعل عرضكم يعكس اسلوبا مبتكرا. وعند اختيار الآيات لدعم النقاط الرئيسية، انتبهوا للافكار التي تساعدكم على تقديم حجج جيدة على اساس هذه الآيات. ضعوا كل فكرة تحت نقطتها الرئيسية. وإذا كانت بعض المعلومات لا تتلاءم مع النقاط الرئيسية، فاحذفوها — حتى لو كانت شيِّقة جدا — او ضعوها في ملف لاستعمالها في مناسبة اخرى. أبقوا فقط على افضل المواد. فإذا حاولتم ان تغطوا مواد كثيرة، فستضطرون عندئذ الى التكلم بسرعة، وستكون تغطيتكم للمواد سطحية. لذلك من الافضل استعمال نقاط قليلة يكتسب منها الحضور فائدة حقيقية جمّة، وتقديمها بطريقة جيدة. لا تتجاوزوا الوقت المخصص لكم.
هنا، إن لم يكن قبلا، رتِّبوا موادكم حسب التسلسل المنطقي. وهذا ما فعله لوقا عند كتابة انجيله. فبعد ان جمع وفرة من الحقائق عن موضوعه، قام بوضعها «بالترتيب». (لوقا ١:٣) ويمكنكم ان تنظموا موادكم بحسب الترتيب الزمني او الموضوعي، ربما بذكر السبب والنتيجة او المشكلة والحل، معتمدين افضل طريقة لبلوغ هدفكم. كذلك ينبغي ألا تنتقلوا من فكرة الى اخرى بطريقة غير مترابطة. فينبغي ان ينتقل مستمعوكم من فكرة الى اخرى بسلاسة، بدون ثغرات لا يمكن سدُّها بسهولة. وينبغي ان تقود البراهين المقدَّمة الحضور الى استنتاجات منطقية. وفيما ترتبون نقاطكم، فكِّروا كيف سيبدو العرض في نظر الحضور. هل سيتابعون تسلسل افكاركم بسهولة؟ وهل سيندفعون الى تطبيق ما يسمعونه، وفقا للهدف الذي تفكرون فيه؟
بعد ذلك أعدُّوا مقدمة تثير الاهتمام بموضوعكم وتُظهر لحضوركم ان ما يناقَش مهم جدا لهم. وربما يحسن بكم ان تكتبوا الجمل القليلة الاولى. وفي النهاية، ضعوا خاتمة تحث على العمل تنسجم مع هدفكم.
اذا اعددتم مجملكم قبل فترة غير قصيرة من موعد تقديم الخطاب، فسيكون عندكم وقت كافٍ لإدخال التحسينات عليه. فقد ترون انه يلزم ان تدعموا بعض الافكار بإحصائيات او بمَثل او باختبار. والاتيان على ذكر حدث جارٍ او خبر يهمّ الناس محليا يمكن ان يساعد الحضور على فهم انطباق المواد بشكل اسهل. وفيما تراجعون خطابكم، قد ترون انه يمكن في بعض الاماكن تكييف المعلومات اكثر لتلائم حضوركم. وعملية التحليل وإدخال التحسينات ضرورية لتصير المعلومات الجيدة خطابا فعالا.
ربما يحتاج بعض الخطباء الى تدوين ملاحظات اكثر من غيرهم. ولكن اذا نظَّمتم موادكم تحت نقاط رئيسية قليلة، وحذفتم ما لا يدعم هذه الافكار، ووضعتم افكاركم بترتيب منطقي، فستجدون مع قليل من الخبرة انه لا داعي الى كتابة كل شيء. وكم يوفِّر ذلك الوقت عليكم! وبذلك تتحسن نوعية خطاباتكم. وسيتبيَّن انكم تستفيدون فعلا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.
-
-
الاستعداد لتعيينات التلامذة في المدرسةاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
الاستعداد لتعيينات التلامذة في المدرسة
كل تعيين في المدرسة يحمل معه فرصة للتقدُّم. وإذا انكببتم على تعييناتكم، يصير تقدُّمكم ظاهرا تدريجيا لكم وللآخرين. (١ تيموثاوس ٤:١٥) وستساعدكم المدرسة على تطوير مهاراتكم اكثر.
هل تشعرون بالتوتر حين تفكِّرون انكم ستلقون خطابا امام الجماعة؟ هذا طبيعي، حتى لو كنتم منخرطين في المدرسة منذ وقت طويل. ولكن هنالك بعض الامور التي يمكن ان تساعدكم على تخفيف وطأة الشعور بالقلق. تعوَّدوا في البيت ان تقرأوا بصوت عالٍ. وفي اجتماعات الجماعة علِّقوا مرارا، وإذا كنتم ناشرين، فاشتركوا بانتظام في خدمة الحقل. وهكذا تصير عندكم خبرة بالتكلم امام الآخرين. وكذلك استعدوا مسبقا قبل وقت طويل لتعيينات التلامذة التي تُعطى لكم، وتمرَّنوا على إلقائها بصوت عالٍ. وتذكروا انكم ستقدِّمون خطابكم امام حضور ودّي. وقبل الشروع في تقديم ايّ خطاب، صلّوا الى يهوه. وهو لا يتردَّد في اعطاء الروح القدس لخدامه الذين يسألونه. — لوقا ١١:١٣؛ فيلبي ٤:٦، ٧.
اعرفوا حدودكم ولا تتوقعوا انجاز الكثير. فالخبرة بالخطابة والتعليم تستغرق وقتا. (ميخا ٦:٨، عج) وإذا كنتم قد انخرطتم حديثا في المدرسة، فلا تتوقعوا ان تقدموا عرضا متقنا من البداية. اعملوا على تحسين نقطة واحدة من النصائح الخطابية في كل مرة. ادرسوا الجزء الذي يناقش هذه النقطة في هذا الكتاب. وأنجزوا التمرين المقترَح هناك اذا كان ممكنا. فسيمنحكم ذلك الخبرة بالامور المرتبطة بالنصيحة الخطابية قبل ان تقدِّموا تعيينكم امام الجماعة. وعلى مرِّ الوقت ستحرزون تقدُّما.
كيف تستعدون لتعيين قراءة
الاستعداد للقراءة العلنية لا يقتصر على التمكن من التلفظ بالكلمات المدوَّنة في المواد المعيَّنة للقارئ. حاولوا ان تفهموا جيدا معنى ما تقرأونه. عندما تتلقون تعيينكم، اقرأوه بإمعان وأنتم تفكرون في هذا الهدف. حاولوا ان تفهموا المقصد من كل جملة والفكرة التي تتطور في كل مقطع لكي تتمكنوا من نقل الافكار بدقة وبالشعور المناسب. تحقَّقوا من طريقة التلفظ بالكلمات غير المألوفة وغير المحرَّكة باستخدام القاموس اذا كان ممكنا. افهموا المواد جيدا. ويمكن ان يساعد الوالدون اولادهم الصغار على ذلك.
هل عُيِّنت لكم قراءة جزء من الكتاب المقدس او ربما الفقرات في احدى مقالات برج المراقبة؟ اذا كانت هذه المواد متوفرة على كاسيتات سمعية بلغتكم، يمكن ان تستفيدوا كثيرا من الاستماع الى القراءة المسجَّلة عليها وملاحظة امور كاللفظ، الوقف للفصل بين عبارات الجملة، التشديد، والتنغيم. ثم حاولوا ان تطبِّقوها على قراءتكم.
عندما تبدأون بالاستعداد لتعيينكم، تأكدوا ان تدرسوا باعتناء الدرس الذي يناقش الصفة الخطابية المعينة لكم. وبعد ان تتمرنوا على قراءة المواد المعيَّنة بصوت عالٍ عدة مرات، راجعوا الدرس اذا كان ذلك ممكنا. حاولوا ان تطبِّقوا النصائح المكتوبة هناك قدر الامكان.
وسيفيدكم هذا التمرين ايضا في خدمتكم. ففي خدمة الحقل تسنح فرص كثيرة للقراءة امام الآخرين. وبما ان لكلمة اللّٰه القدرة على تغيير حياة الناس، فمن المهم ان تجيدوا قراءتها. (عبرانيين ٤:١٢) لا تتوقعوا ان تبرعوا في كل اوجه القراءة الفعَّالة من خلال تعيين واحد او اثنين. فقد كتب الرسول بولس الى شيخ مسيحي عنده سنين من الخبرة: «ثابر على القراءة العلنية». — ١ تيموثاوس ٤:١٣.
حين يكون هنالك موضوع ومشهد
عندما تُعطَون في المدرسة تعيينا يتطلب استخدام مشهد، ماذا يجب ان تفعلوا؟
يلزم اخذ ثلاثة امور رئيسية بعين الاعتبار: (١) الموضوع المعيَّن لكم، (٢) المشهد والشخص الذي تخاطبونه، و (٣) النصيحة المطلوب منكم العمل عليها.
تحتاجون ايضا الى جمع المعلومات عن الموضوع المعيَّن لكم. ولكن قبل ان تغرقوا في البحث، فكِّروا جديا في المشهد وفي الشخص الذي تخاطبونه، لأن هذين العاملَين يؤثران على نوع المواد التي ستناقشونها وعلى طريقة عرضها. فأيّ مشهد ستستعملون؟ هل سيكون تمثيلية عن تقديم البشارة لشخص تعرفونه؟ ام انكم ستُظهرون ماذا يمكن ان يحدث حين تلتقون شخصا للمرة الاولى؟ هل هذا الشخص اكبر سنا منكم ام اصغر؟ ماذا يمكن ان يكون موقفه من الموضوع الذي تنوون مناقشته معه؟ الى ايّ حد يعرف عن الموضوع؟ وأيّ هدف تأملون تحقيقه نتيجة هذه المناقشة؟ ستزوِّدكم الاجوبة عن هذه الاسئلة بخطوط ارشادية مهمة لتعملوا على اساسها.
اين تجدون مواد تتناول الموضوع المعيَّن لكم؟ في الصفحات ٣٣ الى ٣٨ من هذا الكتاب، نوقش الدرس «كيف تقومون بالبحث». فاقرأوه، ثم استخدموا ادوات البحث المتوفرة لديكم. وفي معظم الحالات ستجدون سريعا معلومات اكثر مما يمكنكم استعماله. اقرأوا الى الحد الذي تجدونه كافيا. ولا تنسوا، خلال ذلك، المشهد الذي ستستعملونه لعرضكم والشخص الذي ستخاطبونه. علِّموا علامة للنقاط التي تجدون استعمالها مناسبا.
قبل ان تنظِّموا عرضكم وتختاروا التفاصيل الاخيرة، اقرأوا المناقشة عن النصيحة المعيَّنة لكم. فتطبيق النصيحة هو احد اهم اهداف تعيينكم.
ينبغي ان تغطوا المواد خلال الوقت المخصص لتعيينكم، وهكذا تتمكنون من ذكر خاتمتكم بارتياح دون ان تقاطعكم الاشارة ان الوقت المعيَّن قد انتهى. (أما خدمتنا في الحقل فلا تتأثر دائما بعامل التوقيت.) لذلك خذوا بعين الاعتبار، عندما تستعدون، طول الوقت المتاح لكم، ولكن ركِّزوا دائما على التعليم الفعّال.
ملاحظة بشأن المَشاهد. راجعوا الاقتراحات في الصفحة ٨٢، واختاروا اقتراحا يكون عمليا في خدمتكم ويتيح لكم ان تستعملوا المواد المعيَّنة في اطار واقعي. وإذا كنتم منخرطين في المدرسة منذ فترة، فاعتبروا ذلك فرصة للتقدُّم وتنمية مهارات اضافية تفيدكم في خدمتكم.
اذا عيَّن ناظر مدرسة الخدمة الثيوقراطية المشهد، فاقبلوا التحدي. ومعظم المَشاهد تتعلق بالشهادة. أما اذا لم يسبق لكم ان شهدتم بحسب هذا المشهد المطلوب، فاستقوا الافكار من ناشرين فعلوا ذلك. وإذا كان ممكنا، فحاولوا ان تناقشوا موضوعكم المعيَّن في مشهد مشابه للمشهد الذي ستستخدمونه في المدرسة. وسيساعدكم ذلك على تحقيق احد الاهداف المهمة من تدريبكم.
عندما يكون الموضوع في شكل خطاب
اذا كنتم من الاخوة الذكور، فقد يعيَّن لكم تقديم خطاب قصير امام الجماعة. والنقاط الاساسية التي يلزم تطبيقها عند اعداد هذه الخطابات مشابهة للنقاط المذكورة سابقا والمتعلقة بتعيينات التلامذة التي هي على شكل تمثيليات. أما الفرقان الرئيسيان فهما مستمعوكم وطريقة العرض.
من المفضَّل عموما ان تُعدُّوا موادكم بشكل يستفيد منه كل شخص من الحضور. ومعظم الحاضرين يعرفون مبادئ الكتاب المقدس الاساسية. وربما هم مطَّلعون جيدا على الموضوع المعيَّن لكم تقديمه. خذوا بعين الاعتبار ما يعرفونه من قبل عن هذا الموضوع. وحاولوا ان تفيدوهم بطريقة ما من خلال عرضكم. اسألوا نفسكم: ‹كيف يمكن ان استخدم موضوعي لأعمِّق تقديري وتقدير الحضور ليهوه ككائن له شخصية؟ اية نقاط في المواد تساعدنا على معرفة مشيئة اللّٰه؟ وكيف يمكن ان تساعدنا هذه المواد على اتخاذ قرارات سليمة في وسط عالم تغلبه الشهوات الجسدية؟›. (افسس ٢:٣) والقيام بالبحث لازم لإيجاد الاجوبة الشافية عن هذه الاسئلة. وعندما تستعملون الكتاب المقدس، لا تكتفوا بمجرد قراءة الآيات. حاجُّوا منطقيا في الآيات التي تستعملونها، وأظهروا كيف تزوِّد الاساس للتوصل الى استنتاجات. (اعمال ١٧:٢، ٣) لا تحاولوا ان تغطوا مواد كثيرة. فقط اعرضوا المواد بطريقة يسهل تذكُّرها.
ينبغي ان يشتمل الاستعداد ايضا على الانتباه لطريقة إلقائكم. فلا تستخفوا بهذه المسألة. تمرَّنوا على إلقاء خطابكم بصوت عالٍ. والجهد الذي تبذلونه في الدرس وفي تطبيق النصيحة المرتبطة بمختلف الصفات الخطابية سيزيد جدا من تقدُّمكم. وسواء كنتم خطباء جددا او ذوي خبرة، استعدوا جيدا كي تتمكنوا من التكلم باقتناع واندفاع يلائم موادكم. وفيما تقدِّمون كل تعيين لكم في المدرسة، تذكروا هذا الهدف: استخدام هبة النطق التي منحنا اياها يهوه لإكرامه. — مزمور ١٥٠:٦.
-
-
إعداد خطابات من اجل الجماعةاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
إعداد خطابات من اجل الجماعة
ان برنامج مدرسة الخدمة الثيوقراطية معدّ لفائدة كامل الجماعة. كما ان معلومات قيِّمة تُقدَّم في الاجتماعات الاخرى وفي المحافل. فإذا عُيِّن لكم دور في احد هذه البرامج، فأنتم تُحمَّلون مسؤولية كبيرة. حثَّ الرسول بولس الناظرَ المسيحي تيموثاوس على الانتباه دائما لتعليمه. (١ تيموثاوس ٤:١٦) والذين يأتون الى الاجتماعات المسيحية خصَّصوا وقتا ثمينا — والبعض بذلوا جهدا كبيرا — ليحضروا وينالوا الارشاد في المسائل التي تمسّ علاقتهم باللّٰه. وهذا ما يجعل اعطاء هذا الارشاد امتيازا عظيما بالفعل! فكيف تؤدّون امتيازكم بطريقة حسنة؟
النقاط البارزة من قراءة الكتاب المقدس
هذا الجزء من المدرسة مؤسس على قراءة الكتاب المقدس المقرَّرة لكل اسبوع. والشيء الذي ينبغي ان تركِّزوا عليه في هذا الجزء هو كيف تنطبق المواد علينا اليوم. فكما تخبر نحميا ٨:٨، قرأ عزرا وأصحابه في كلمة اللّٰه علنا، شارحين اياها، ‹مفسِّرين المعنى›، ومُفهِمين القراءة. وبمعالجتكم النقاط البارزة من الكتاب المقدس تُتاح لكم فرصة فعل ذلك ايضا.
فكيف ينبغي ان تستعدوا لهذا التعيين؟ اذا كان ممكنا، فاقرأوا الجزء المعيَّن من الكتاب المقدس قبل اسبوع او اكثر. ثم فكروا في جماعتكم وفي حاجاتها. اجعلوا هذا الامر موضوع صلاة. فأية مشورة وأية امثلة وأية مبادئ في هذا الجزء من كلمة اللّٰه تسد تلك الحاجات؟
القيام بالبحث امر ضروري. هل مكتبة برج المراقبة على اسطوانة متراصة (CD) او فهرس مطبوعات برج المراقبة متوفر بلغتكم؟ اذا كان الامر كذلك، فاستعملوهما. فبالقيام بالبحث بشأن ما نُشر حول الاعداد التي اخترتم التركيز عليها، قد تجدون معلومات شيِّقة تتعلق بالخلفية، او شرحا لإتمام النبوات، او تحليلا لما تكشفه بعض الآيات عن يهوه، او مناقشات حول المبادئ. لا تحاولوا ان تغطوا نقاطا كثيرة. ركّزوا على اعداد قليلة فقط. فمن الافضل ان تغطوا القليل منها وتقدموه بطريقة جيدة.
قد يتطلب تعيينكم ايضا ان تدْعوا الحضور الى ان يعلّقوا كيف استفادوا من قراءة الكتاب المقدس لذلك الاسبوع. اية معلومات وجدوها تفيدهم في درسهم الشخصي والعائلي او في خدمتهم او حياتهم؟ اية صفات عند يهوه برزت في تعاملاته مع الناس والامم؟ وأيّ شيء تعلَّمه الحضور قوّى ايمانهم وزاد تقديرهم ليهوه؟ لا تركّزوا على التفاصيل المعقدة، بل شدِّدوا على المعنى والقيمة العملية للنقاط المختارة.
الخطاب الارشادي
يتأسس هذا الخطاب على مواد مطبوعة، كمقالة في برج المراقبة او استيقظ! او جزء من كتاب. وفي معظم الحالات تكون المواد كثيرة بحيث لا يمكن تغطيتها كلها في الوقت المخصص لها. فكيف ينبغي ان تعالجوا هذا التعيين؟ عالجوه كمعلِّمين، لا كمَن يغطي المواد فحسب. فالناظر يجب ان يكون «أهلا للتعليم». — ١ تيموثاوس ٣:٢.
ابدأوا استعدادكم بدرس المواد المعيَّنة لكم. افتحوا الآيات. تأملوا. حاولوا ان تفعلوا ذلك قبل وقت غير قصير من تاريخ تقديم الخطاب. وتذكَّروا ان الاخوة يُشجَّعون على ان يقرأوا مسبقا المواد التي يتأسس عليها خطابكم. ولا يقتضي تعيينكم ان تراجعوا المواد او تلخصوها، بل ان تُظهروا كيف يمكن تطبيقها. استعملوا اجزاء ملائمة من المواد بطريقة تفيد الجماعة فعلا.
وتماما كما ان لكل ولد شخصيته، كذلك لكل جماعة سماتها الخاصة. والاب، او الام، الذي يجيد التعليم لا يكتفي بسرد المبادئ الادبية امام ولده، بل يحلل الامور معه. ويأخذ بعين الاعتبار شخصية الولد والمشاكل التي يواجهها. وكذلك يحاول المعلِّمون في الجماعة ان يركِّزوا على حاجات الفريق الذي يخاطبونه. لكنَّ المعلم الفطن يتجنب استخدام امثلة يمكن ان تُحرج احدا من الحضور. لذلك يشير الى الفوائد التي يُتمتع بها حاليا بسبب السير في طريق يهوه، ويركِّز على المشورة من الاسفار المقدسة التي تساعد اعضاء الجماعة على مواجهة مشاكلهم بنجاح.
التعليم الجيد يمسّ قلوب الحضور. ولا يحدث ذلك بمجرد سرد الوقائع، بل ايضا بجعلهم يدركون ما تمثِّله هذه الوقائع. ويتطلب ذلك من المعلم الاعراب عن اهتمام اصيل بالذين يتعلمون. فينبغي ان يعرف الرعاة الروحيون الرعية. وإذا تذكروا بمحبة المشاكل التي يواجهها مختلف الافراد، فسيتمكنون من تقديم خطاب مشجع متَّسم بالتفهم والرأفة والتعاطف.
يَعلَم المعلِّمون الماهرون انه يلزم ان يكون للخطاب هدف محدَّد واضح. وينبغي ان تقدَّم المواد بحيث تبرز النقاط الرئيسية ويسهل تذكُّرها. فينبغي ان يستمد الحضور منها افكارا عملية تؤثر في حياتهم.
اجتماع الخدمة
قد يكون التحدي مختلفا نوعا ما عندما تقدمون خطابا مؤسسا على مقالة في خدمتنا للملكوت. ففي هذه الحالة غالبا ما يكون مطلوبا منكم نقل كل المعلومات المزوَّدة في خدمتنا للملكوت الى الحضور لا اختيار النقاط الملائمة. ساعدوا الحضور على التأمل في الآيات التي تشكل الاساس لأية مشورة تُعطى. (تيطس ١:٩) ولأن الوقت محدود، فهو لا يَسمح في معظم الحالات بإدخال معلومات اضافية.
ومن ناحية اخرى، قد يُطلب منكم ان تقدِّموا مواد غير مأخوذة من خدمتنا للملكوت. وربما توجد اشارة الى مقالة في برج المراقبة، او قد يتألف التعيين من ملاحظات وجيزة قليلة. فكمعلِّمين، يعود اليكم تقرير حاجات الجماعة التي ستعالجونها على ضوء المواد المعيَّنة. وقد يلزمكم ان تستخدموا ايضاحا قصيرا يصيب الهدف او تسردوا اختبارا ملائما. تذكروا ان تعيينكم ليس مجرد سرد للموضوع، بل معالجة له بحيث تُساعَد الجماعة على انجاز العمل الذي ترسمه كلمة اللّٰه وإيجاد السعادة في فعله. — اعمال ٢٠:٢٠، ٢١.
بينما تستعدون لتعيينكم، فكِّروا في ظروف اعضاء الجماعة. امدحوهم على ما يفعلونه. وأظهروا كيف يزيد تطبيقهم للاقتراحات الواردة في المواد المعيَّنة من فعَّاليتهم وفرحهم في الخدمة.
هل يتضمن تعيينكم تمثيلية او مقابلة؟ اذا كان الامر كذلك، فاستعدوا لها قبل يوم تقديمها بوقت غير قصير. قد تفضِّلون ان تطلبوا من شخص آخر ان يعدَّها، لكنَّ ذلك لا يعطي دائما افضل النتائج. تمرَّنوا على التمثيلية او المقابلة قبل يوم الاجتماع اذا كان ممكنا. واحرصوا ان يعالَج هذا الجزء من تعيينكم بطريقة تدعم الارشاد المعطى.
المحافل
ان الاخوة الذين يُنمون صفات روحية جيدة ويصيرون خطباء عامِّين ومعلِّمين فعَّالين قد يُطلب منهم على مر الوقت ان يشاركوا في برنامج محفل. وهذه فعلا مناسبات رائعة للتعليم الثيوقراطي. قد يأتي التعيين في شكل مخطوطة، مجمل، ارشادات لمسرحية مؤسسة على الكتاب المقدس مع تطبيق عصري لها، او مجرد فقرة من الارشادات. اذا كان لديكم امتياز الاشتراك في برنامج كهذا، فادرسوا المواد المعطاة لكم بإمعان. أشبعوها درسا الى ان تدركوا قيمتها كاملا.
ينبغي للذين يعيَّن لهم خطاب من مخطوطة ان يقرأوا المواد كلمة فكلمة. وهم لا يعيدون صياغة الكلمات او يغيِّرون ترتيب المواد، بل يقومون بدرسها ليميِّزوا جيدا النقاط الرئيسية وطريقة تطويرها. ويتمرنون على القراءة بصوت عالٍ الى ان يتمكنوا من إلقاء الخطاب بما يلائمه من تأكيد على المعنى، وحماسة، ودفء، وشعور، وجدِّية، واقتناع، بالاضافة الى ان حجم الصوت وشدَّته ينبغي ان يكونا مناسبَين لحضور كبير.
ان الاخوة المعيَّن لهم خطاب مؤسس على مجمل مسؤولون عن تطوير مواده بطريقة تتطابق الى اقصى حد مع المجمل. ولا ينبغي ان يقرأ الخطيب من المجمل خلال الخطاب او يعدَّه على شكل مخطوطة، بل ينبغي ان يقدم المواد دون قراءتها، اي من القلب. ومن المهم ان يلتزم بالوقت المحدد المذكور في المجمل لكي يُبرز كل نقطة رئيسية ظاهرة. وينبغي ان يستعمل الخطيب جيدا الافكار والآيات المدرجة تحت النقاط الرئيسية. ولا ينبغي ان يذكر نقاطا اضافية حسب ذوقه على حساب ما هو موجود في المجمل. وأساس الارشاد هو طبعا كلمة اللّٰه. وتُلقى على عاتق الشيوخ المسيحيين مسؤولية ‹الكرازة بالكلمة›. (٢ تيموثاوس ٤:١، ٢) لذلك ينبغي ان يركِّز الخطيب على الآيات الواردة في المجمل — محاجًّا على اساسها ومطبِّقا اياها.
لا تؤجلوا
هل تخدمون في جماعة تسنح لكم فيها فرص كثيرة لتقديم الخطابات؟ فماذا يمكنكم فعله لتوفوا كل خطاب حقه؟ لا تستعدوا لأدواركم في آخر لحظة.
ان الخطابات التي تفيد الجماعة حقا تتطلب تخطيطا مسبقا جيدا. لذلك تعوَّدوا ان تقرأوا المواد فور تسلمكم ايّ تعيين. فبذلك تتسنى لكم فرصة تقليب الموضوع في ذهنكم وأنتم تقومون بالنشاطات الاخرى. وفي الايام او الاسابيع التي تسبق تقديمكم الخطاب، قد تسمعون تعليقات تساعدكم على تطبيق المعلومات بأحسن طريقة. وقد تنشأ حالات تُظهر كم المواد التي تقدمونها هي في حينها. صحيح ان قراءة تعيينكم والتفكير فيه بعد تسلُّمه مباشرةً يستغرقان وقتا، لكنَّ هذا الوقت لا يذهب سدى. وعندما يحين الوقت اخيرا لتطوير المجمل، ستجدون انكم استفدتم كثيرا لأنكم اخذتم تفكرون فيه مسبقا. ومعالجة التعيينات بهذه الطريقة تخفف كثيرا من التوتر وتساعدكم على تقديم المواد بطريقة عملية وتبلغ قلوب الحاضرين في الجماعة.
بتقديركم للموهبة التي اؤتمنتم عليها في ما يتعلق بالبرنامج التعليمي الذي اعدَّه يهوه لشعبه، ستُظهرون انكم تكرمونه وأنكم بركة للذين يحبونه. — اشعياء ٥٤:١٣؛ روما ١٢:٦-٨.
-
-
الاستعداد للمحاضرات العامةاستفيدوا من التعليم المزوَّد في مدرسة الخدمة الثيوقراطية
-
-
الاستعداد للمحاضرات العامة
تقوم معظم جماعات شهود يهوه كل اسبوع بالترتيب لمحاضرة عامة حول موضوع من الاسفار المقدسة. فإذا كنتم شيوخا او خداما مساعدين، فهل تُظهرون أنكم خطباء عامُّون فعَّالون، أنكم معلِّمون؟ اذا كان الامر كذلك، فقد يُطلب منكم إلقاء خطاب عام. وقد ساعدت مدرسة الخدمة الثيوقراطية عشرات الآلاف من الاخوة على الصيرورة مؤهَّلين لامتياز الخدمة هذا. فمن اين تبدأون عندما يعيَّن لكم خطاب عام؟
ادرسوا المجمل
قبل ان تقوموا بأيّ بحث، اقرأوا المجمل وتأملوا فيه الى ان يتوضَّح كله لديكم. ركِّزوا تفكيركم على المحور، الذي هو عنوان المحاضرة، واسألوا نفسكم: ‹ما الشيء الذي يجب ان أعلِّمه للحضور؟ ما هو هدفي؟›.
تعمَّقوا في العناوين الرئيسية. حللوا هذه النقاط الرئيسية، وانظروا كيف ترتبط كل نقطة بالمحور. تحت كل نقطة رئيسية يُدرَج عدد من النقاط الفرعية. أما الافكار التي تدعم النقاط الفرعية فتُدرَج تحتها. لاحظوا كيف يتأسس كل جزء من المجمل على الجزء السابق، وكيف يقود الى الجزء التالي، وكيف يساعد على بلوغ الهدف من الخطاب. وبعد ان تفهموا المحور، الذي هو هدف الخطاب، وكيف تساهم النقاط الرئيسية في بلوغ هذا الهدف، يصير بإمكانكم الابتداء بتطوير المواد.
قد يفيدكم في البداية ان تعتبروا محاضرتكم مقسَّمة الى اربعة او خمسة خطابات قصيرة، بحيث يتألف كل خطاب من نقطة رئيسية. استعدوا لكل منها على حدة.
ان المجمل المزوَّد هو اداة للاستعداد. فليس القصد منه تزويد الملاحظات التي منها تلقون خطابكم. انه الهيكل لمحاضرتكم. وكالهيكل العظمي اذا جاز التعبير، يلزم ان تكسوه لحما ليكتسب شكلا، وتضعوا فيه قلبا، وتنفخوا فيه حياة.
استخدام الآيات
أسس يسوع المسيح وتلاميذه تعليمهم على الاسفار المقدسة. (لوقا ٤:١٦-٢١؛ ٢٤:٢٧؛ اعمال ١٧:٢، ٣) ويمكنكم فعل الامر عينه. فينبغي ان تكون الاسفار المقدسة اساس خطابكم. وبدلا من مجرد شرح الاقوال الواردة في المجمل المزوَّد وصنع تطبيق لها، أظهروا كيف تدعم الاسفار المقدسة هذه الاقوال، ثم علِّموا من الاسفار المقدسة.
فيما تستعدون لخطابكم، تحققوا من كل آية مذكورة في المجمل. ولاحظوا علاقتها بالقرينة. وقد يقتصر بعضها على تزويد معلومات مساعدة عن الخلفية. لا حاجة الى قراءة كل الآيات او التعليق عليها خلال إلقائكم الخطاب. اختاروا تلك التي تفيد حضوركم اكثر. وإذا ركَّزتم على الآيات المذكورة في المجمل المطبوع، فلن تحتاجوا على الارجح الى استعمال آيات اضافية.
لا يعتمد نجاح خطابكم على عدد الآيات المستعملة، بل على نوعية تعليمكم. لذلك عندما تذكرون آية، أظهروا لماذا تستخدمونها. أتيحوا الوقت لصنع تطبيق لها. وبعد ان تقرأوا آية، أبقوا الكتاب المقدس مفتوحا وأنتم تناقشونها. وعلى الارجح سيفعل حضوركم الامر عينه. وكيف يمكنكم اثارة اهتمام الحضور ومساعدتهم على الاستفادة الى الحد الاكمل من كلمة اللّٰه؟ (نحميا ٨:٨، ١٢) يتحقق ذلك بواسطة الشرح، ذكر الإيضاحات، والتطبيق.
الشرح. عندما تستعدون لشرح آية رئيسية، اسألوا نفسكم: ‹ماذا تعني هذه الآية؟ لماذا أستعملها في خطابي؟ وماذا يمكن ان يتساءل الحضور عن هذه الآية؟›. وقد يلزمكم ان تحللوا القرينة، الخلفية، الظروف المحيطة، زخم الكلمات، وما يفكِّر فيه الكاتب الملهم. يتطلب ذلك القيام بالبحث. وستجدون وفرة من المعلومات القيِّمة في المطبوعات التي يزوِّدها «العبد الامين الفطين». (متى ٢٤:٤٥-٤٧) لا تحاولوا شرح كل شيء متعلق بالآية، بل اشرحوا لماذا جعلتم الحضور يقرأونها من حيث ارتباطها بالنقطة المناقَشة.
ذكر الإيضاحات. الهدف من الإيضاحات هو جعل الحضور يفهمون الامور بشكل اعمق او مساعدتهم على تذكُّر نقطة او مبدإ ناقشتموه. وتساعد الإيضاحات الناس على فهم ما يقال لهم وربطه بشيء يعرفونه قبلا. وهذا ما فعله يسوع عندما ألقى موعظته الشهيرة على الجبل. فعبارات «طيور السماء»، «زنابق الحقل»، «البوابة الضيقة»، ‹البيت على الصخر›، وكثير غيرها جعلت تعليمه قويا وواضحا لا يُنسى. — متى الاصحاحات ٥-٧.
التطبيق. ان شرح الآية وذكر إيضاحات لها يُكسبان الحضور معلومات، لكنَّ تطبيق هذه المعلومات هو ما يولِّد النتائج. صحيح ان مسؤولية تطبيق رسالة الكتاب المقدس تقع على عاتق الافراد بين الحضور، ولكن يمكنكم ان تساعدوهم على رؤية ما يلزم فعله. عندما تتأكدون ان الحضور يفهمون الآية المناقَشة ويرون علاقتها بالنقطة التي تعالَج، خصِّصوا وقتا لتُظهروا لهم اثرها في الايمان والسلوك. شدِّدوا على فوائد التخلي عن الافكار او التصرفات الخاطئة التي لا تنسجم مع الحقيقة المناقَشة.
وفيما تفكرون في كيفية تطبيق الآيات، تذكَّروا ان الحضور مؤلف من اشخاص من خلفيات عديدة ويواجهون ظروفا متنوعة. فقد يكون هنالك مهتمّون جدد، احداث، مسنّون، وأفراد يصارعون عددا من المشاكل الشخصية. ليكن خطابكم عمليا وواقعيا. تفادوا تقديم نصائح تبدو موجَّهة الى افراد معيَّنين قليلين.
قرارات يتخذها الخطيب
هنالك قرارات متعلقة بمحاضرتكم سبق ان اتُّخذت عنكم. فالنقاط الرئيسية مبيَّنة بوضوح، والوقت الذي ينبغي ان تخصِّصوه لمناقشة كل عنوان رئيسي محدَّد بوضوح. ولكن هنالك قرارات اخرى يجب ان تتخذوها انتم بأنفسكم. فقد ترون انه من المناسب صرف وقت اكثر على نقاط فرعية معيَّنة ومنح الاخرى وقتا اقل. لا تفترضوا انه يجب ان تغطوا كل النقاط الفرعية بطريقة متماثلة. فقد يجعلكم ذلك تستعجلون في عرض المواد، مما يشوِّش الحضور. لكن كيف تعرفون اية نقاط تطوِّرونها اكثر وأية نقاط تذكرونها باختصار، او بشكل عابر؟ اسألوا نفسكم: ‹ايٌّ من النقاط يساعدني على نقل الفكرة الرئيسية للخطاب؟ اية نقاط يمكن ان تفيد حضوري اكثر من غيرها؟ وهل عدم ذكر آية والنقطة المرتبطة بها يُضعف تسلسل الادلة المقدَّمة؟›.
احرصوا على عدم ادخال تخمينات او آراء شخصية. فابن اللّٰه نفسه، يسوع المسيح، تحاشى التكلم ‹من عنده›. (يوحنا ١٤:١٠) أدركوا ان ما يجعل الناس يأتون الى اجتماعات شهود يهوه هو سماع مناقشات من الكتاب المقدس. وإذا صرتم تُعتبرون خطباء جيدين، فالسبب على الارجح هو انكم تعوَّدتم لفت الانتباه الى كلمة اللّٰه لا الى انفسكم. وهذا ما يجعل خطاباتكم موضع اعجاب وتقدير. — فيلبي ١:١٠، ١١.
بعدما حوَّلتم مجملا بسيطا الى شرح عميق للاسفار المقدسة، يلزم الآن التمرُّن على الخطاب. ومن المفيد التمرُّن بصوت عالٍ. الشيء المهم هنا هو التيقُّن ان كل النقاط مغروسة جيدا في ذهنكم. ويجب ان تتمكنوا من إلقاء الخطاب باقتناع قلبي، نفخ الحياة في المواد، وتقديم الحق بطريقة حماسية. لذلك اسألوا نفسكم قبل تقديم الخطاب: ‹ماذا آمل ان انجز؟ هل النقاط الرئيسية بارزة بوضوح؟ هل جعلتُ الاسفار المقدسة فعلا اساس خطابي؟ هل تقود كل نقطة رئيسية بسلاسة الى النقطة التالية؟ هل يزيد الخطاب التقدير ليهوه وتدابيره؟ وهل ترتبط الخاتمة مباشرة بالمحور، وتُري الحضور ما ينبغي فعله، وتدفعهم الى ذلك؟›. اذا كان جوابكم نعم عن هذه الاسئلة، يمكنكم عندئذ ان ‹تحسِّنوا المعرفة› لفائدة الجماعة وتسبيحا ليهوه! — امثال ١٥:٢.
-