مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما هو السائل الاكثر قيمة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آب (‏اغسطس)‏
    • ما هو السائل الاكثر قيمة؟‏

      ‏«اهمية الدم في العناية الصحية تضاهي اهمية النفط في قطاع النقل».‏ —‏ آرثر كاپلان،‏ مدير مركز اخلاقيات علم الاحياء في جامعة بنسلفانيا.‏

      قد تظن على غرار كثيرين ان النفط هو اثمن السوائل،‏ وخصوصا ان اسعاره في الآونة الاخيرة هي في ارتفاع مستمر.‏ ولكن ما لا يعرفه البعض هو ان كل واحد منا يحمل في جسمه بضعة ليترات من سائل اكثر قيمة بكثير.‏ ففي حين تُستخرج كل سنة بلايين براميل النفط لسدّ حاجة البشر الى الوقود،‏ تُسحب من المتبرِّعين نحو ٩٠ مليون وحدة دم يؤمل ان تُستخدم في مساعدة المرضى.‏a ويعادل هذا الرقم الضخم كمية الدم الذي يسري في عروق ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨ شخص تقريبا.‏

      رغم ذلك،‏ يبدو ان مخزون الدم المتوفر لا يكفي لسدّ حاجات الناس،‏ شأنه في ذلك شأن النفط.‏ فالاوساط الطبية حول العالم تحذّر من النقص الحاصل في مخزون الدم.‏ (‏انظر الاطار «أزمة عالمية تستلزم تدابير غير اعتيادية».‏)‏ ولكن ما الذي يجعل الدم سائلا قيِّما الى هذا الحد؟‏

      عضو فريد

      كثيرا ما يُعتبر الدم،‏ بسبب تعقيده البالغ،‏ عضوا مثله مثل سائر اعضاء الجسم.‏ ففي حديث مع استيقظ!‏،‏ قال الطبيب بروس لينِس:‏ «يُعدّ الدم واحدا من اعضاء الجسم العديدة،‏ وهو رائع جدا وفريد من نوعه».‏ نعم،‏ انه فريد حقا!‏ فأحد الكتب الدراسية يصفه بأنه «العضو الوحيد السائل في جسم الانسان»،‏ ويدعوه ايضا «نظام نقل حي».‏ فما معنى ذلك؟‏

      يقول العالِم ن.‏ لي اندرسن:‏ «يشبه جهاز الدورة الدموية قنوات المياه في مدينة البندقية».‏ ويتابع موضحا:‏ «يحمل الدم جميع المواد المفيدة،‏ كما يحمل ايضا الكثير من النفايات».‏ فخلال دورة الدم في الاوعية الدموية الممتدة مسافة ٠٠٠‏,١٠٠ كيلومتر في جسمنا،‏ يصل هذا السائل الى جميع الانسجة تقريبا،‏ بما فيها الرئتان والقلب والكبد والكليتان.‏ وهذه جميعها اعضاء مهمة تعتمد على الدم،‏ وتقوم في الوقت نفسه بدور اساسي في معالجته.‏

      ينقل الدم العديد من «المواد المفيدة» الى خلايا جسمنا.‏ ومن هذه المواد نذكر الاكسجين،‏ المواد المغذِّية،‏ والمواد التي تساعد الخلايا على الدفاع عن نفسها.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يأخذ الدم من هذه الخلايا «النفايات»،‏ مثل ثاني اكسيد الكربون السام،‏ محتويات الخلايا المتضررة او التالفة،‏ وغيرها من الفضلات.‏ وبما ان الدم يحتوي فضلات الخلايا،‏ فمن الخطر الاحتكاك به بعد خروجه من الجسم.‏ فضلا عن ذلك،‏ ما من احد يمكنه ان يضمن ان جميع «النفايات» التي يحملها الدم قد اكتُشفت وأُزيلت قبل ان يُنقل الى شخص آخر.‏

      لا شك ان الدم يقوم بوظائف لا غنى عنها.‏ وهذا ما يدفع العاملين في الحقل الطبي الى نقل الدم للمرضى الذين فقدوا كمّية كبيرة منه.‏ ويعتبر أطباء كثيرون ان هذا الاستعمال الطبي للدم هو ما يجعله قيِّما جدا.‏ لكنّ المعطيات في الحقل الطبي تشهد اليوم تغييرات كبيرة.‏ ويمكننا القول ان ثورة صامتة تحدث في هذا الحقل،‏ اذ ان العديد من الاطباء والجراحين ما عادوا يسارعون الى نقل الدم كما كانوا يفعلون في السابق.‏ فما سبب ذلك يا ترى؟‏

  • المعالجة بنقل الدم هل تصبح آمنة يوما ما؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آب (‏اغسطس)‏
    • المعالجة بنقل الدم هل تصبح آمنة يوما ما؟‏

      ‏«ستظلّ المعالجة بنقل الدم مشابهة للسير وسط غابة مدارية مطيرة حيث تبدو الممرات واضحة المعالم.‏ مع ذلك،‏ ينبغي عبورها بحذر لأنك لا تعرف اية اخطار خفية قد تصادفك عند المنعطف التالي،‏ اخطار يمكن ان تنال من الاشخاص غير الحذرين».‏ —‏ إيان فرانكلن،‏ بروفسور متخصص في المعالجة بنقل الدم.‏

      بعد ان سلّط وباء الأيدز العالمي الاضواء على مسألة الدم في ثمانينات القرن العشرين،‏ تزايدت الجهود الرامية الى القضاء على «المخاطر الخفية» التي ينطوي عليها الدم.‏ على الرغم من ذلك،‏ لا تزال هنالك عقبات كبيرة لم تذلل بعد.‏ ففي حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠٥،‏ اعترفت منظمة الصحة العالمية:‏ «ان احتمال ان يكون الدم الذي يُنقل اليك آمنا .‏ .‏ .‏ يتفاوت بشكل كبير بين بلد وآخر».‏ لماذا؟‏

      تفتقر بلدان كثيرة الى برامج تنسيق على صعيد البلد تضمن ان يستوفي جمع،‏ فحص،‏ ونقل الدم او منتجاته معايير الامان الصحية.‏ فمخزون الدم قد يُحفظ احيانا في برادات عادية او حتى برادات تُستخدم في النزه.‏ وبدون اتباع معايير الامان،‏ يمكن ان يتأذى المرضى اذا نقل اليهم دم من شخص يعيش على بُعد مئات إن لم نقُل آلاف الكيلومترات عنهم.‏

      دم خالٍ من الامراض —‏ هدف صعب المنال

      تدّعي بعض البلدان ان مخزون الدم لديها لم يكن يوما آمنا بقدر ما هو آمن في الوقت الحاضر.‏ رغم ذلك لا تزال هنالك اسباب وجيهة للحذر.‏ فالصفحة الاولى من «نشرة معلومات» أعدتها ثلاث مؤسسات اميركية تُعنى بالدم تذكر:‏ ‏«تحذير:‏ بما ان الدم الكامل ومكوِّناته مصدرها الدم البشري،‏ فهنالك احتمال ان تنتقل عبرها عوامل خامجة،‏ كالفيروسات مثلا.‏ .‏ .‏ .‏ واختيار المتبرِّعين باعتناء وإجراء الفحوص المخبرية المتوفرة لا يضمنان خلوَّه من المخاطر».‏

      لذلك لا عجب ان يقول پيتر كارولان،‏ موظف كبير في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر:‏ «لا يمكننا مطلقا ان نجزم ان مخزون الدم آمن».‏ ويضيف:‏ «ستظهر دوما اخماج جديدة لا تتوفر لدينا فحوص لاكتشافها».‏

      وما القول،‏ مثلا،‏ لو ظهر عامل خامج جديد شبيه بالايدز يحمله المرء فترة طويلة،‏ عامل لا يمكن اكتشافه بواسطة الفحوص وينتقل بسهولة عبر الدم؟‏ هذا الاحتمال يحملنا على التفكير جديا في المسألة،‏ بحسب ما قاله هارڤي كلاين،‏ مسؤول في المعاهد القومية للصحة في الولايات المتحدة،‏ في كلمة ألقاها في مؤتمر طبي استضافته العاصمة التشيكية براغ في نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٥.‏ وأضاف كلاين:‏ «لا يسعنا القول ان بنوك الدم هي اليوم اكثر جهوزية للحؤول دون انتشار وباء منتقل بالدم مما كانت عليه خلال الفترة التي ظهر فيها الأيدز».‏

      الاخطاء وردود الفعل الناجمة عن نقل الدم

      ما هي اكبر المخاطر التي يواجهها المرضى في البلدان المتقدمة جراء نقل الدم؟‏ الاخطاء والتفاعلات المناعية.‏ ففي تعليق على دراسة كندية أُجريت سنة ٢٠٠١،‏ اخبرت صحيفة ذا ڠلوب آند ميل (‏بالانكليزية)‏ عن آلاف عمليات نقل الدم التي أوشك فيها المريض ان يموت بسبب «عينات الدم التي أُخذت سهوا من مريض آخر،‏ الاخطاء في تصنيف عينات الدم،‏ ونقل الدم للمريض الخطإ».‏ وقد أودت هذه الاخطاء بحياة ما لا يقل عن ٤٤١ شخصا في الولايات المتحدة بين سنتَي ١٩٩٥ و ٢٠٠١.‏

      ويواجه المرضى الذين يُنقل اليهم دم من شخص آخر مخاطر شبيهة الى حد بعيد بالمخاطر التي يواجهها المرضى الذين يخضعون لعملية زرع عضو.‏ فبسبب الردود المناعية،‏ غالبا ما يرفض الجسم الانسجة الغريبة عنه.‏ ولكن في بعض الحالات،‏ يحول نقل الدم دون حصول الردود المناعية الطبيعية.‏ ويجعل هذا الكبت المناعي المريض اكثر عرضة للاخماج بعد الجراحة،‏ كما ان جسمه لا يعود قادرا على مقاومة الفيروسات التي كانت هامدة قبلا.‏ لذلك يحث البروفسور إيان فرانكلن،‏ المقتبس منه في مستهل المقالة،‏ الاطباء قائلا:‏ «فكِّروا مليا قبل نقل الدم للمرضى».‏

      الخبراء يجاهرون بآ‌رائهم

      مع ازدياد المعلومات المتوفرة عن مخاطر الدم،‏ صار عدد اكبر من العاملين في المجال الطبي اكثر تشددا في آرائهم حول المعالجة بنقل الدم.‏ يذكر كتاب مرجعي بعنوان ملاحظات دايلي حول الدم (‏بالانكليزية)‏:‏ «يؤكد بعض الاطباء ان الدم المنقول من شخص آخر هو عقار خطر،‏ ولو خضع هذا الدم للمعايير نفسها التي تقيَّم على اساسها العقاقير الاخرى لكان هذا العقار ممنوعا من الاستعمال».‏

      في اواخر سنة ٢٠٠٤،‏ قال البروفسور بروس سپيس حول نقل احد مكوِّنات الدم الرئيسية للمرضى الذين يخضعون لجراحة القلب:‏ «ان المقالات [الطبية] التي تُظهر ان نقل [هذا المنتج] يحسِّن حالة المريض قليلة جدا،‏ هذا اذا وُجدت اصلا».‏ كذلك يكتب البروفسور سپيس ان «الاذى [الناجم عن عمليات نقل الدم] يفوق بكثير الفوائد التي يجنيها مختلف المرضى،‏ باستثناء اولئك الذين يعانون من اصابات بليغة»،‏ مما يزيد «خطر الاصابة بذات الرئة،‏ الاخماج،‏ النوبات القلبية،‏ والسكتات الدماغية».‏

      وبخلاف ما قد يظنه عديدون،‏ ما من معايير موحدة تُتَّبع لتحديد الحالات التي تستلزم نقل دم.‏ فقد ذكّر الطبيب غبريال پيدراسا زملاءه في تشيلي مؤخرا انه «ما من مفهوم واضح ومحدد للمعالجة بنقل الدم».‏ لذلك «يصعب .‏ .‏ .‏ تطبيق مقاييس متعارف عليها عالميا في هذا المجال».‏ ولا عجب ان يطلب مدير خدمات نقل الدم في أدنبره وسائر اسكتلندا،‏ براين مكلالند،‏ من الاطباء «ألّا ينسوا ان نقل الدم هو زرع عضو.‏ اذًا،‏ فهو ليس قرارا يُستهان به».‏ لذا يقترح على الاطباء ان يطرحوا على نفسهم السؤال التالي قبل اتخاذ هذا القرار:‏ «لو كنت انا المريض او كان ابني،‏ فهل اقبل بنقل الدم؟‏».‏

      في الواقع،‏ ان عددا ليس بقليل من العاملين في حقل الرعاية الصحية يقرّون بصحة ما قاله اختصاصي في الدم لمجلة استيقظ!‏.‏ فقد ذكر:‏ «نحن الاختصاصيين في المعالجة بنقل الدم لا نحب ان يُنقل الدم الينا ولا ان نتبرع به».‏ وإذا كان هذا شعور بعض الاختصاصيين في الاوساط الطبية،‏ فما القول في المرضى؟‏

      هل يتغير الطب يوما ما؟‏

      قد تتساءل:‏ ‹اذا كانت المعالجة بنقل الدم تنطوي على المخاطر،‏ فلماذا لا يزال الدم يُستخدم على نطاق واسع،‏ وخصوصا ان البدائل متوفرة؟‏›.‏ يُعزى ذلك الى ان اطباء كثيرين يترددون بكل بساطة في تغيير طرائق المعالجة التي يتبعونها.‏ كما ان بعضهم لا يدرون بوجود معالجات مُتَّبعة اليوم يمكن الاستعاضة بها عن نقل الدم.‏ فمجلة نقل الدم (‏بالانكليزية)‏ تذكر في احدى مقالاتها:‏ «يقرر الاطباء إجراء نقل الدم بناء على ما حفظوه في البداية من معلومات وممارسات طبية تقليدية وما اكتسبوه من ‹خبرة› في معالجة المرضى».‏

      علاوة على ذلك،‏ تلعب مهارة الجراح دورا مهما في هذه المسألة.‏ فقد كتبت الطبيبة بڤرلي هانت من لندن بإنكلترا:‏ «ان كمية الدم التي يخسرها المريض خلال العملية تتفاوت كثيرا بين جراح وآخر.‏ لذلك تُعلَّق اليوم اهمية كبيرة على تدريب الجراحين لاتباع الطرق الجراحية الملائمة لوقف النزف».‏ لكنّ البعض يدَّعون ان كلفة بدائل نقل الدم مرتفعة جدا،‏ مع ان التقارير الصادرة مؤخرا تؤكد العكس.‏ على الرغم من ذلك،‏ يوافق اطباء كثيرون المدير الطبي الدكتور مايكل روز رأيه،‏ إذ قال:‏ «ان اي مريض يتلقى علاجا دون دم،‏ يحظى في الواقع بأفضل نوعية من العلاجات الجراحية المتوفرة حاليا».‏a

      افضل نوعية من العناية الطبية!‏ أوليس هذا ما ترغب فيه؟‏ اذًا،‏ انت لديك الهدف نفسه الذي يسعى اليه مَن أعطوك هذه المجلة.‏ من فضلك تابع القراءة لكي تعرف موقفهم المهم من مسألة نقل الدم.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر الاطار «بدائل نقل الدم»،‏ في الصفحة ٨.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«فكِّروا مليا قبل نقل الدم للمرضى» —‏ البروفسور إيان فرانكلن

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«لو كنت انا المريض او كان ابني،‏ فهل اقبل بنقل الدم؟‏» —‏ براين مكلالند

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      الموت بسبب مضاعفات ناجمة عن نقل الدم

      بدأ الحديث عن الاصابة الحادة في الرئتين نتيجة نقل الدم (‏Transfusion-related acute lung injury)‏ في اوائل تسعينات القرن العشرين.‏ وهذا المرض هو تفاعل مناعي مهدِّد للحياة ينجم عن نقل الدم.‏ ومن المعروف اليوم ان هذا التفاعل يُسبِّب كل سنة مئات الوفيات.‏ لكنّ الخبراء يخامرهم شعور بأن الرقم الفعلي اكبر بكثير،‏ لأن عددا كبيرا من العاملين في مجال الرعاية الصحية لا يميِّزون اعراض هذه الحالة.‏ ومع ان سبب هذا التفاعل غير واضح،‏ تقول مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏ ان الدم الذي يسبِّبه يؤخذ بشكل رئيسي من «اشخاص نُقل اليهم دم من فئات مختلفة في الماضي،‏ مثل .‏ .‏ .‏ الاشخاص الذين خضعوا لعدة عمليات نقل دم».‏ ووفقا لأحد التقارير،‏ تحتل الاصابة الحادة في الرئتين نتيجة نقل الدم مرتبة متقدمة جدا على لائحة اسباب الموت المرتبطة بنقل الدم في الولايات المتحدة وبريطانيا،‏ مما يجعلها «مشكلة اكبر من الامراض المعروفة جدا كفيروس HIV بالنسبة الى بنوك الدم».‏

      ‏[الاطار/‏الرسم في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      مكوِّنات الدم

      عندما يتبرع الشخص بالدم،‏ يُسحب منه عادة دم كامل.‏ لكن من الممكن احيانا ان يتبرع الشخص بالبلازما فقط.‏ ومع ان الاطباء في بعض البلدان ينقلون الى المريض دما كاملا،‏ فقد صار من الشائع اليوم ان يُفصل الدم الى مكوناته الرئيسية قبل فحصه واستخدامه في معالجة المرضى.‏ وسنحدد في ما يلي المكونات الاربعة الرئيسية للدم،‏ وظائفها،‏ وما مدى نسبة كلٍّ منها في الدم.‏

      البلازما تشكل بين ٥٢ و ٦٢ في المئة من الدم الكامل.‏ وهي سائل اصفر باهت توجد فيه خلايا الدم والبروتينات وغيرها من المواد.‏

      يشكل الماء ٥‏,٩١ في المئة من البلازما.‏ اما البروتينات،‏ التي تُستخرج منها الاجزاء الصغيرة،‏ فتؤلف ٧ في المئة.‏ (‏تتوزع البروتينات على النحو التالي:‏ يشكل الألبومين نحو ٤ في المئة من البلازما،‏ الغلوبولين نحو ٣ في المئة،‏ والفِبرينوجين اقل من ١ في المئة.‏)‏ اما الـ‍ ٥‏,١ في المئة الباقية فتتألف من مواد اخرى مثل المواد المغذّية،‏ الهرمونات،‏ الغازَين التنفسيَّين،‏ الإلكتروليتات،‏ الفيتامينات،‏ والفضلات النِّتروجينية.‏

      كريّات الدم البيضاء تشكِّل اقل من ١ في المئة من الدم الكامل.‏ هذه الخلايا تهاجم وتقضي على المواد الغريبة التي يمكن ان تكون مؤذية.‏

      الصُّفَيحات تشكِّل اقل من ١ في المئة من الدم الكامل.‏ وهي تساعد على تخثر الدم،‏ مما يحول دون نزف الدم من الجراح.‏

      كريّات الدم الحمراء تؤلف بين ٣٨ و ٤٨ في المئة من الدم الكامل.‏ تُبقي هذه الخلايا الانسجة على قيد الحياة،‏ إذ تحمل اليها الاكسجين وتأخذ منها ثاني اكسيد الكربون.‏

      وكما يُستخرج من البلازما عدد من الاجزاء الصغيرة،‏ كذلك يمكن استخراج اجزاء صغيرة من مكونات الدم الرئيسية الاخرى.‏ فالهيموغلوبين،‏ مثلا،‏ هو جزء من كريّات الدم الحمراء.‏

      ‏[الرسم]‏

      البلازما

      الماء ٥‏,٩١٪‏

      البروتينات ٧٪‏

      الألبومين

      الغلوبولين

      الفِبرينوجين

      مواد اخرى ٥‏,١٪‏

      المواد المغذّية

      الهرمونات

      الغازان التنفسيَّان

      الإلكتروليتات

      الفيتامينات

      الفضلات النِّتروجينية

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Page 9: Blood components in circles: This project has been funded in whole or in part with federal funds from the National Cancer Institute,‎ National Institutes of Health,‎ under contract N01-CO-12400.‎ The content of this publication does not necessarily reflect the views or policies of the Department of Health and Human Services,‎ nor does mention of trade names,‎ commercial products,‎ or organizations imply endorsement by the U.‎S.‎ Government

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحتين ٨ و ٩]‏

      بدائل نقل الدم

      على مدى السنوات الست الماضية،‏ وزَّعت لجان الاتصال بالمستشفيات التابعة لشهود يهوه عشرات آلاف النسخ من فيلم الوسائل البديلة لنقل الدم —‏ بسيطة،‏ آمنة،‏ فعّالة بنحو ٢٥ لغة للعاملين في الحقل الطبي حول العالم.‏b في هذا الفيلم يناقش أطباء معروفون حول العالم التقنيات الفعّالة المستخدَمة حاليا لمعالجة المرضى دون اللجوء الى نقل الدم.‏ وقد لقي هذا الفيلم آذانا صاغية.‏ فبعد ان عُرض،‏ مثلا،‏ على المؤسسة الوطنية التي تعنى بشؤون الدم في المملكة المتحدة في اواخر سنة ٢٠٠١،‏ أرسلت هذه المؤسسة رسالة مع نسخة من الفيلم الى جميع مدراء بنوك الدم والاختصاصيين في الدم العاملين في المجال الاستشاري في ذلك البلد.‏ وشجّعتهم ان يشاهدوا الفيلم،‏ نظرا الى «الاقرار المتزايد بأن احد اهداف الرعاية الطبية الجيدة هو تجنب نقل الدم كلما امكن ذلك».‏ وقد جاء في الرسالة ايضا ان «الفكرة [التي ينقلها الفيلم] تستحق حقا التقدير وأن المؤسسة الوطنية تؤيدها بشدة».‏

      ‏[الحاشية]‏

      b اذا رغبتَ في مشاهدة قرص الـ‍ DVD بدائل نقل الدم:‏ السلسلة الوثائقية،‏ الذي اصدره شهود يهوه والذي يتضمن فيلم الفيديو المذكور،‏ فمن فضلك اتصل بأحد شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      التجزئة استخدام مكوِّنات الدم الاصغر في الطب

      مكّن العلم والتكنولوجيا الانسان من تحديد بعض المواد الموجودة في الدم واستخراجها باستخدام تقنية تُسمّى التجزئة.‏ ولفهم هذه التقنية تأمل في الايضاح التالي:‏ يؤلف الماء ٥‏,٩٦ في المئة من مياه البحر.‏ وباستخدام تقنية التجزئة يمكن معالجة مياه البحر للحصول على المواد الاخرى التي تحتويها،‏ مثل المغنيزيوم والبروم والملح طبعا.‏ على نحو مماثل،‏ يؤلّف الماء اكثر من ٩٠ في المئة من البلازما،‏ التي تشكل هي بدورها اكثر من نصف حجم الدم.‏ ويمكن معالجة البلازما للحصول على الاجزاء الصغيرة منها البروتينات كالألبومين والفِبرينوجين ومختلف انواع الغلوبولينات.‏

      يوصي الطبيب احيانا بإعطاء المريض كمِّيات مركَّزة من احد اجزاء البلازما.‏ ومثالا على ذلك نذكر راسب الكريوغلوبين الغني بالبروتينات الذي يُستخرج بتجميد البلازما ثم إعادة إذابتها.‏ فهذا الجزء من البلازما غير الذوّاب في الماء غني بعوامل التخثر ويُعطى عادة للمرضى لوقف النزف.‏ كما يمكن ان تشمل علاجات اخرى منتجا يحتوي احد الاجزاء الصغيرة في الدم،‏ سواء كان ذلك بكميات كبيرة او صغيرة.‏c فبعض بروتينات البلازما،‏ مثلا،‏ تُستخدم في الحقَن التي تُعطى عادة لتقوية المناعة بعد تعرض المريض لعوامل خمجية.‏ وأغلبية الاجزاء الصغيرة المستخرجة من الدم والمستخدمة طبيا تتألف من البروتينات الموجودة في بلازما الدم.‏

      تقول مجلة ساينس نيوز (‏بالانكليزية)‏:‏ «تعرَّف العلماء على مئات قليلة فقط من آلاف البروتينات التي يُقدَّر انها موجودة في دم الانسان».‏ ومع ازدياد فهمنا للدم وتركيبه في المستقبل،‏ قد تظهر منتجات جديدة مشتقة من هذه البروتينات.‏

      ‏[الحاشية]‏

      c تحتوي بعض المنتجات ايضا على اجزاء مستخرجة من دم الحيوانات.‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٦ و ٧]‏

      يتعاطى كثيرون من العاملين في مجال الطب بحذر شديد مع الدم

  • القيمة الحقيقية للدم
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | آب (‏اغسطس)‏
    • القيمة الحقيقية للدم

      ‏«لدى جميع البشر مصدر الحياة نفسه:‏ الدم.‏ فالدم هو قوة حياة كل الكائنات البشرية بغض النظر عن لونهم،‏ عرقهم،‏ او دينهم».‏ —‏ رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة.‏

      لا شك ان هذه الكلمات المقتبسة آنفا فيها حقائق اكيدة.‏ فالدم لا غنى عنه للحياة البشرية،‏ انه حقا سائل ثمين.‏ ولكن هل انت واثق ان لا ضرر او لا خطأ في اعطاء البشر واحدهم الآخر بعضا من هذا السائل من اجل غايات طبية؟‏

      كما رأينا،‏ تختلف معايير الامان باختلاف المناطق حول العالم،‏ والمعالجات التي تعتمد على الدم اخطر مما يظنه كثيرون.‏ أضِف الى ذلك ان الاطباء لا يتفقون على رأي حول استخدام الدم كعلاج بسبب الفروق في التعليم،‏ المهارات،‏ والآراء.‏ لكنّ كثيرين منهم صاروا يفكِّرون اكثر من مرة قبل نقل الدم.‏ فهنالك عدد لا يستهان به من الاطباء الذين يفضلون اعتماد العلاجات الطبية البديلة دون اللجوء الى الدم.‏

      وهذا يعيدنا الى السؤال المطروح في مستهل المقالة الاولى من هذه السلسلة:‏ ما الذي يجعل الدم سائلا قيِّما الى هذا الحد؟‏ وإذا كان استخدام الدم في المجال الطبي يثير كل هذا الجدل،‏ فهل هنالك هدف آخر يخدمه الدم؟‏

      نظرة اللّٰه الى الدم

      في زمن نوح،‏ الذي يتحدر منه كل البشر العائشين اليوم،‏ وضع اللّٰه شريعة جديرة بالملاحظة.‏ فمع انه سمح للبشر بأكل لحم الحيوانات،‏ منعهم من تناول الدم.‏ (‏تكوين ٩:‏٤‏)‏ وقد اوضح اللّٰه سبب ذلك،‏ اذ قال ان الدم مساوٍ لنفس المخلوق،‏ اي حياته.‏ ثم اضاف قائلا:‏ «نفس الجسد هي في الدم».‏ إذًا،‏ الدم في نظر الخالق مقدس لأنه يمثل هبة الحياة الثمينة التي تتمتع بها كل الانفس الحية.‏ وقد كرر اللّٰه هذا المبدأ اكثر من مرة.‏ —‏ لاويين ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ١٤؛‏ تثنية ١٢:‏١٦،‏ ٢٣‏.‏

      بُعَيد تأسيس المسيحية منذ نحو ٠٠٠‏,٢ سنة،‏ أُعطي اتباع المسيح الوصية الالهية التالية:‏ «ان تمتنعوا .‏ .‏ .‏ عن الدم».‏ ولم يُعطَ هذا التحريم لأسباب صحية،‏ بل بسبب قداسة الدم.‏ (‏اعمال ١٥:‏١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٩‏)‏ لكنّ البعض يحاجّون ان هذا التحريم الالهي لا ينطبق إلّا على اكل الدم.‏ غير ان كلمة «تمتنعوا» لا تحتاج الى تفسير.‏ فإذا طلب منك الطبيب ان تمتنع عن الكحول،‏ فهل يُعقل ان تقوم بحقن نفسك به عوض شربه؟‏!‏

      علاوة على ذلك،‏ يوضح الكتاب المقدس لماذا يُعتبر الدم مقدسا.‏ فدم يسوع المسيح المسفوك،‏ الذي يمثل الحياة البشرية التي تخلى عنها من اجل الجنس البشري،‏ هو اساس الرجاء المسيحي،‏ انه اساس مغفرة الخطايا ورجاء الحياة الابدية.‏ وعندما يمتنع المسيحي عن الدم،‏ يعرب بذلك عن ايمانه بأن دم يسوع المسيح المسفوك وحده يمكنه ان يفديه ويخلص حياته.‏ —‏ افسس ١:‏٧‏.‏

      يُعرف شهود يهوه بأنهم يلتصقون بوصية الكتاب المقدس هذه.‏ فهم يرفضون كل اجراءات نقل الدم،‏ سواء كان دما كاملا او مكونات الدم الرئيسية:‏ الكريّات الحمراء،‏ البلازما،‏ الكريّات البيضاء،‏ والصُّفَيحات.‏ اما الاجزاء الصغيرة المشتقة من هذه المكونات الرئيسية والمنتجات التي تحتوي هذه الاجزاء،‏ فلا يأتي الكتاب المقدس على ذكرها.‏ لذلك يترتب على كل شاهد ان يتخذ قراره الشخصي بشأن هذه الاخيرة.‏ وهل يعني هذا الموقف المؤسس على الكتاب المقدس ان شهود يهوه يرفضون العناية الطبية ويستخفون بصحتهم وحياتهم؟‏ كلا،‏ على الاطلاق!‏ —‏ انظر الاطار بعنوان:‏ «رأي شهود يهوه في المسائل الصحية».‏

      في السنوات الاخيرة،‏ اعترف عدد ليس بقليل من الاطباء ان شهود يهوه استفادوا طبيا من التصاقهم بمقياس الكتاب المقدس حول الدم.‏ مثلا،‏ عبّر جرّاح متخصص في العمود الفقري بصراحة عن رأيه المؤيد لاختيار بدائل لنقل الدم عندما قال:‏ «ان ذلك هو بالتأكيد الخيار الاسلم،‏ ليس لشهود يهوه فقط،‏ بل للجميع ايضا».‏

      ان اتخاذ القرارات الخطيرة في مجال العناية الصحية مهمة صعبة تضع الشخص تحت ضغط كبير.‏ لاحظ ما قاله الاختصاصي في الرئة والمدير الطبي الدكتور دايڤ وليَمز حول عادة نقل الدم الشائعة:‏ «من المهم ان نحترم رغبات المرضى،‏ .‏ .‏ .‏ ويجب ايضا ان نحترز مما ندخله الى جسمنا».‏ نعم،‏ لا بد ان نأخذ هذه الكلمات على محمل الجد اليوم اكثر من اي وقت مضى.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة