مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «بابِل»‏
  • بابِل

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بابِل
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • بابل الجبارة —‏ الدولة العالمية العظمى الثالثة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
  • الامبراطورية البابلية
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • الكتاب المقدس:‏ كتاب نبوي دقيق،‏ الجزء ٢
    استيقظ!‏ ٢٠١٢
  • يهوه يذلّ مدينة متعجرفة
    نبوة اشعيا —‏ نور لكل الجنس البشري الجزء ١
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «بابِل»‏

بابِل

‏[بلبلة]:‏

١-‏ احدى اولى المدن التي بُنيت بعد الطوفان.‏ وفي هذا المكان «بلبل [اللّٰه] لغة كل الارض».‏ (‏تك ١١:‏٩‏)‏ يُشتق اسم بابل من الفعل بالال الذي يعني «بلبلَ».‏ اما السكان المحليون،‏ الذين اعتبروا ان مدينتهم هي مقر حكم اللّٰه،‏ فزعموا ان الاسم مركب من باب و ايلو ومعناه «باب اللّٰه».‏

كانت بداية مملكة نمرود الشرير،‏ ‹الصياد الجبار المقاوم ليهوه›،‏ في بابل الواقعة «في ارض شنعار»،‏ على السهل المتكون من ترسب الطمي الآتي من فيضانات نهري دجلة والفرات.‏ (‏تك ١٠:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ ولم تكن توجد حجارة للبناء،‏ فاستفاد البناؤون من وجود مترسبات وافرة من الصلصال،‏ وقالوا:‏ «هلم نصنع لبنا ونشويه شيًّا».‏ وبسبب عدم توفر الكلس،‏ استُعمل الحُمر ملاطا.‏ —‏ تك ١١:‏٣‏.‏

كان مشروع بابل الذي أريد به تحدي اللّٰه يتمحور حول بناء برج ديني «رأسه في السماء».‏ ولم يُبنَ البرج لعبادة يهوه وتسبيحه،‏ بل كرِّس لترويج دين باطل من صنع الانسان.‏ وكان الدافع وراء انشائه صنع ‹اسم شهير› للبنائين.‏ —‏ تك ١١:‏٤‏.‏

يمكن استنتاج الوقت التقريبي لبناء هذا البرج من المعلومات التالية:‏ عاش فالج من سنة ٢٢٦٩ الى سنة ٢٠٣٠ ق‌م.‏ ومعنى اسمه «انقسام» لأنه «في ايامه انقسمت الارض [اي «سكان الارض»]» حين «بددهم يهوه من هناك على وجه كل الارض».‏ (‏تك ١٠:‏٢٥؛‏ ١١:‏٩‏)‏ كما ان نصا للملك شركليشاري،‏ احد ملوك اجادة (‏اكد)‏ في ازمنة الآباء الاجلاء،‏ يتحدث عن قيامه بترميم معبد-‏برج في بابل،‏ مما يدل ضمنا على ان هذا البناء كان موجودا قبل ابتداء حكمه.‏

كانت هذه المدينة الشهيرة تقع على نهر الفرات،‏ على مسافة ٨٧٠ كلم (‏٥٤٠ ميلا)‏ تقريبا شرق اورشليم ونحو ٨٠ كلم (‏٥٠ ميلا)‏ جنوب بغداد.‏ اما خرائبها فتمتد في ارجاء منطقة واسعة لها شكل مثلث،‏ وتوجد فيها عدة تلال متفرقة.‏ ولا يزال اسم المدينة القديم محفوظا في اسم «تل بابل» الواقع في الجزء الشمالي من المثلث على بعد نحو ١٠ كلم (‏٦ اميال)‏ شمال الحلة في العراق.‏ —‏ انظر «‏بابِل‏» رقم ٢؛‏ «‏شِنْعار‏».‏

بُنيت المدينة على ضفتي نهر الفرات.‏ وقد احاط بها نظامان دفاعيان من الاسوار بحيث بدا انها لا تُخترق.‏

كانت الاستحكامات الداخلية مبنية من الآجر النيء ومؤلفة من سور مزدوج:‏ سور داخلي تبلغ سماكته ٥‏,٦ م (‏٥‏,٢١ قدما)‏،‏ وسور خارجي يبعد عن الاول ٧ م (‏٢٣ قدما)‏ وتبلغ سماكته حوالي ٥‏,٣ م (‏٥‏,١١ قدما)‏.‏ وقد دُعّم هذان السوران بأبراج دفاعية لتصير بنيتهما اقوى.‏ وعلى مسافة ٢٠ م (‏٦٦ قدما)‏ تقريبا من السور الخارجي،‏ وُجد رصيف نهريّ مصنوع من الآجر المشوي المثبت بالحُمر.‏ وخارج هذا السور كان هنالك خندق يتصل بالفرات عند شمال المدينة وجنوبها،‏ موفرا للمدينة الماء والحماية من جيوش الاعداء.‏ وتشير الوثائق البابلية الى ان دخول المدينة كان ممكنا عبر ثماني بوابات.‏ غير انه لم يُكتشف حتى الآن إلا اربع من بوابات بابل.‏

اما الاستحكامات الخارجية شرق الفرات فقد اضافها نبوخذنصر الثاني (‏الذي دمر هيكل سليمان)‏،‏ وهكذا طوّق منطقة كبيرة من السهل في الشمال والشرق والجنوب لكي يهرب اليها الذين يعيشون في الجوار عند نشوب حرب.‏ تألفت هذه الاستحكامات الخارجية ايضا من سور مزدوج.‏ وكانت سماكة السور الداخلي،‏ المصنوع من اللِّبن غير المشوي والمدعّم بأبراج دفاعية،‏ تبلغ نحو ٧ م (‏٢٣ قدما)‏.‏ وخلف هذا السور،‏ على مسافة ١٢ م (‏٤٠ قدما)‏ تقريبا،‏ امتد السور الخارجي المصنوع من الآجر المشوي والمؤلف من جزءين يتشابكان عند ابراجهما:‏ الاول بسماكة نحو ٨ م (‏٢٦ قدما)‏،‏ والثاني المحاذي له بسماكة ٥‏,٣ م (‏٥‏,١١ قدما)‏ تقريبا.‏

جمع نبونيد بين طرفَي الاستحكامات الخارجية ببناء سور على طول الضفة الشرقية للنهر.‏ وقد بلغ عرض هذا السور زهاء ٥‏,٨ م (‏٢٨ قدما)‏،‏ وكان له ايضا ابراج ورصيف نهري بعرض ٥‏,٣ م (‏٥‏,١١ قدما)‏.‏

يقول هيرودوتس،‏ مؤرخ يوناني من القرن الخامس ق‌م،‏ ان رصيفا نهريا متواصلا كان يمتد عند كلا جانبي مجرى الفرات،‏ كما كانت اسوار لها عدة بوابات تفصل هذا الرصيف عن المدينة.‏ وعلى حد قوله،‏ بلغ ارتفاع اسوار المدينة نحو ٩٠ م (‏٢٩٥ قدما)‏ وسماكتها ٥‏,٢٦ م (‏٨٧ قدما)‏ وطولها نحو ٩٥ كلم (‏٥٩ ميلا)‏.‏ ولكن يبدو ان هيرودوتس كان يبالغ في سرده للوقائع عن بابل.‏ فالادلة الاثرية تُظهر ان مساحة بابل كانت اصغر جدا،‏ وأن طول وارتفاع الاستحكامات الخارجية كانا اقل بكثير.‏ ولا يوجد دليل يؤكد على وجود رصيف نهريّ مباشرةً على الضفة الغربية للنهر.‏

اخترقت الشوارع المدينة بدءا من البوابات الموجودة في الاسوار الضخمة.‏ وكان شارع المواكب،‏ وهو الطريق الرئيسي،‏ مرصوفا والجدران على جانبيه مزخرفة برسوم الاسود.‏ (‏الصورة في المجلد ٢،‏ ص X‏)‏ وقام نبوخذنصر الثاني بترميم القصر القديم وتوسيعه،‏ وبنى قصرا صيفيا على مسافة نحو كيلومترين (‏٥‏,١ ميل)‏ شمالا.‏ كما شيد بناء ضخما مؤلفا من عدة طبقات من القناطر،‏ وهو ما يُعرف بجنائن بابل المعلقة المعتبرة احدى «عجائب العالم القديم».‏

كانت هذه المدينة،‏ التي ترامت اطرافها على ضفتي نهر الفرات،‏ مركزا صناعيا وتجاريا عالميا.‏ وبالاضافة الى كونها مركزا مهما للانتاج،‏ اصبحت ايضا مستودعا لما يُتجر به برا وبحرا من بضائع بين شعوب الشرق والغرب.‏ وهكذا،‏ كان اسطولها يشق عباب الخليج العربي ويصل الى بحور ابعد.‏

تاريخها:‏ عاش نمرود في اواخر الالف الثالث ق‌م،‏ وهو الذي اسس بابل وجعلها عاصمة الامبراطورية السياسية الاولى التي اسسها الانسان.‏ لكن بناء هذه المدينة توقف فجأة حين تبلبلت اللغة.‏ (‏تك ١١:‏٩‏)‏ وتعاقبت اجيال من الناس الذين عملوا على اعادة بناء المدينة.‏ وقد عمد حمورابي الى توسيع المدينة وتعزيزها وجعلها عاصمة الامبراطورية البابلية تحت الحكم السامي.‏

تُذكر بابل في عدد من الصراعات والثورات خلال وقوعها تحت سيطرة الدولة العالمية الاشورية.‏ ومع انحطاط هذه الامبراطورية العالمية الثانية،‏ اسس نبوبولاسر الكلداني نحو سنة ٦٤٥ ق‌م سلالة حاكمة جديدة في بابل.‏ وقد تباهى ابنه نبوخذنصر الثاني الذي اكتمل على يده تجديد المدينة ورفعها الى اعلى درجات المجد،‏ وقال:‏ «أليست هذه بابل العظيمة التي بنيتها؟‏».‏ (‏دا ٤:‏٣٠‏)‏ واستمرت بابل تتمتع بهذا المجد كعاصمة للدولة العالمية الثالثة حتى ليلة ٥ تشرين الاول ٥٣٩ ق‌م (‏بحسب التقويم الڠريڠوري)‏،‏ حين سقطت امام جيوش مادي وفارس بقيادة كورش الكبير.‏

خلال تلك الليلة المصيرية،‏ كان بيلشاصر يقيم في مدينة بابل مأدبة لألف من عظمائه.‏ ولم يكن نبونيد هناك ليرى الكتابة المخيفة على كلس الحائط:‏ «‏منا منا،‏ تقيل،‏ و فرسين‏».‏ (‏دا ٥:‏​٥-‏٢٨‏)‏ فبعدما هُزم نبونيد على يد الفرس،‏ لجأ الى مدينة بورسيپا في الجنوب الغربي من بابل.‏ لكن دانيال نبي يهوه كان حاضرا في بابل ليلة ٥ تشرين الاول ٥٣٩ ق‌م،‏ وقد شرح مغزى الكتابة على الحائط.‏ لم يكن رجال جيش كورش نياما في معسكرهم المقام حول اسوار بابل التي بدت انها لا تُخترق،‏ فتلك الليلة استلزمت منهم نشاطا كبيرا.‏ لقد اتبع مهندسو جيش كورش استراتيجية ذكية وحولوا مجرى نهر الفرات العظيم الذي كان يخترق مدينة بابل.‏ ثم نزل الفرس الى قاع النهر وصعدوا على ضفافه لكي يستولوا على المدينة بغتة من خلال البوابات الممتدة على طول الرصيف النهري.‏ وأخذوا يشقون طريقهم بسرعة في الشوارع ويقتلون كل من يقاومهم.‏ ثم استولوا على القصر وقتلوا بيلشاصر.‏ وهكذا انتهى كل شيء.‏ ففي ليلة واحدة سقطت بابل،‏ زال التفوق السامي بعدما دام قرونا،‏ اصبحت بابل في يد الآريين،‏ وتمت كلمة يهوه النبوية.‏ —‏ اش ٤٤:‏٢٧؛‏ ٤٥:‏​١،‏ ٢؛‏ ار ٥٠:‏٣٨؛‏ ٥١:‏​٣٠-‏٣٢‏؛‏ انظر الصورة في المجلد ٢،‏ ص ٣٢٥ (‏بالانكليزية)‏؛‏ «كُورُش».‏

من تلك السنة التاريخية،‏ ٥٣٩ ق‌م،‏ ابتدأ مجد بابل يخبو مع انحطاط المدينة.‏ وقد ثارت مرتين على الامبراطور الفارسي داريوس الاول (‏هستاسپس)‏،‏ وفي المرة الثانية جُردت من وسائل دفاعها.‏ وبعدما اعيد بناء جزء منها،‏ عادت وثارت على زركسيس الاول،‏ وكانت النتيجة انها تعرضت للنهب.‏ وقد اراد الاسكندر الكبير ان يجعل بابل عاصمته،‏ لكنه مات فجأة سنة ٣٢٣ ق‌م.‏ واستولى نيكاتور على المدينة سنة ٣١٢ ق‌م،‏ ونقل معظم المواد التي فيها الى ضفاف دجلة ليشيد بها عاصمته الجديدة سلوقية.‏ لكن المدينة كانت لا تزال موجودة في اوائل العصر المسيحي،‏ ووُجدت فيها جالية من اليهود،‏ مما دفع الرسول بطرس الى زيارتها كما يُذكر في رسالته.‏ (‏١ بط ٥:‏١٣‏)‏ وتُظهر الكتابات التي عُثر عليها هناك ان معبد بيل كان موجودا في بابل في سنة ٧٥ ب‌م.‏ ولكن بحلول القرن الرابع ب‌م كانت المدينة قد خربت.‏ وفي النهاية لم يعد لها وجود،‏ اذ صارت مجرد «ركام حجارة».‏ —‏ ار ٥١:‏٣٧‏.‏

واليوم،‏ لم يبقَ من بابل سوى التلال والخرائب،‏ اذ اصبحت فعلا ارضا قاحلة.‏ (‏الصورة في المجلد ٢،‏ ص ٣٢٤ [بالانكليزية])‏ يذكر كتاب علم الآثار ودراسة العهد القديم:‏ «هذه الخرائب الواسعة،‏ التي لم يُكتشف إلا جزء صغير منها رغم الاعمال التي قام بها كولديڤاي،‏ تعرضت على مر القرون الماضية للكثير من السلب والنهب طمعا بمواد البناء.‏ وهذا احد اسباب الفوضى العارمة التي تُرى على مساحة واسعة من سطح الارض،‏ والتي تعيد بقوة الى الذهن النبوات المسجلة في اش ١٣:‏​١٩-‏٢٢ و ار ٥٠:‏​٣٩،‏ ٤٠‏.‏ وما يزيد من صورة الخراب هو الطبيعة القاحلة التي يتميز بها جزء كبير من منطقة الخرائب».‏ —‏ تحرير د.‏ و.‏ توماس،‏ اوكسفورد،‏ ١٩٦٧،‏ ص ٤١.‏

ديانتها:‏ كانت بابل مدينة متدينة جدا.‏ فالادلة المستمدة من الحفريات ومن النصوص القديمة تشير الى وجود اكثر من ٥٠ معبدا فيها.‏ وكان مردوك،‏ المسمى مرودخ في الكتاب المقدس،‏ اكبر الآلهة في تلك المدينة الملكية.‏ وقد اقترح البعض ان يكون نمرود قد أُلِّه باسم مردوك،‏ ولكن تتفاوت آراء العلماء عند ربط الآلهة ببشر معينين.‏ كما كان وجود ثواليث الآلهة بارزا في الديانة البابلية.‏ وكان احدها يتألف من إلهين اثنين وإلاهة واحدة:‏ سين (‏اله القمر)‏،‏ شمش (‏اله الشمس)‏،‏ وعشتار.‏ وقد اعتُبر هؤلاء حكام دائرة البروج.‏ وكان ثالوث آخر يتألف من الشياطين لابارتو ولاباسو وأخّازو.‏ كما يُرى الدليل على الصنمية في كل مكان.‏ فقد كانت بابل فعلا «ارض منحوتات»،‏ ‹اصنام قذرة›.‏ —‏ ار ٥٠:‏​١،‏ ٢،‏ ٣٨‏.‏

كما كان البابليون يؤمنون بخلود النفس البشرية.‏ —‏ ديانة بابل وأشور،‏ بقلم م.‏ جاسترو الاصغر،‏ ١٨٩٨،‏ ص ٥٥٦.‏

وعمل البابليون على تطوير التنجيم بهدف اكتشاف مستقبل الانسان في النجوم.‏ (‏انظر «المنجِّمون».‏)‏ ولعب السحر والشعوذة والتنجيم دورا بارزا في ديانتهم.‏ (‏اش ٤٧:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ دا ٢:‏٢٧؛‏ ٤:‏٧‏)‏ كما أُطلق على العديد من الاجرام السماوية،‏ كالكواكب،‏ اسماء آلهة بابلية.‏ وبقيت العرافة عنصرا اساسيا في الديانة البابلية في ايام نبوخذنصر الذين استعان بها لاتخاذ القرارات.‏ —‏ حز ٢١:‏​٢٠-‏٢٢‏.‏

عدوة اسرائيل القديمة:‏ يتضمن الكتاب المقدس اشارات كثيرة الى بابل،‏ اولها ما يورده سفر التكوين عنها.‏ (‏تك ١٠:‏١٠؛‏ ١١:‏​١-‏٩‏)‏ وكان بين الاشياء التي اخذها عخان من غنائم اريحا ‹رداء رسمي من شنعار›.‏ (‏يش ٧:‏٢١‏)‏ وبعد سقوط مملكة اسرائيل الشمالية سنة ٧٤٠ ق‌م،‏ أُحضر اناس من بابل ومناطق اخرى ليسكنوا مكان الاسرائيليين المأسورين.‏ (‏٢ مل ١٧:‏​٢٤،‏ ٣٠‏)‏ وارتكب حزقيا خطأ حين ارى الرسل القادمين من بابل خزائن بيته،‏ الخزائن نفسها التي أُخذت لاحقا الى بابل مع بعض «بني» حزقيا.‏ (‏٢ مل ٢٠:‏​١٢-‏١٨؛‏ ٢٤:‏١٢؛‏ ٢٥:‏​٦،‏ ٧‏)‏ كما أُخذ الملك منسى (‏٧١٦-‏٦٦٢ ق‌م)‏ اسيرا الى بابل،‏ لكن يهوه ردّه الى عرشه لأنه تواضع.‏ (‏٢ اخ ٣٣:‏١١‏)‏ وأخذ نبوخذنصر العتاد الثمين في بيت يهوه الى بابل،‏ ومعه اخذ ايضا آلاف الاسرى.‏ —‏ ٢ مل ٢٤:‏١–‏٢٥:‏٣٠؛‏ ٢ اخ ٣٦:‏​٦-‏٢٠‏.‏

وتذكر الاسفار اليونانية المسيحية ان يكنيا (‏يهوياكين)‏،‏ الذي أُخذ سجينا الى بابل،‏ كان حلقة في سلسلة نسب يسوع.‏ (‏مت ١:‏​١١،‏ ١٢،‏ ١٧‏)‏ وكُتبت اولى رسالتي الرسول بطرس القانونيتين من بابل.‏ (‏١ بط ٥:‏١٣‏؛‏ انظر «بطرس،‏ رسالتا».‏)‏ و «بابل» تلك هي المدينة الواقعة على نهر الفرات،‏ وليست روما كما يدعي البعض.‏

انظر «بابل العظيمة».‏

٢-‏ كان يشار ايضا الى الامبراطورية البابلية باسم عاصمتها بابل،‏ وقد ترَكّز وجودها في وادي الرافدَين الاسفل.‏ —‏ الخريطة في المجلد ٢،‏ ص ٣٢١ (‏بالانكليزية)‏.‏

في بعض الاحيان يقسم المؤرخون بلاد بابل الى قسم شمالي يدعونه اكاد (‏اكد)‏ وقسم جنوبي يسمونه سومر او كلديا.‏ اما الاسفار المقدسة فقد كانت تدعو هذه البلاد «ارض شنعار» في الاصل.‏ (‏تك ١٠:‏١٠؛‏ ١١:‏٢‏؛‏ انظر «‏شِنْعار‏».‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ حين جعل الحكام من بابل عاصمة لهم،‏ صارت المنطقة تُعرف باسم بلاد بابل.‏ وبما ان سلالات كلدانية تولت الحكم احيانا،‏ فقد دعيت ايضا «ارض الكلدانيين».‏ (‏ار ٢٤:‏٥؛‏ ٢٥:‏١٢؛‏ حز ١٢:‏١٣‏)‏ وضمت بلاد بابل مدنا قديمة مثل ادب،‏ ارك،‏ اكاد،‏ اور،‏ بابل،‏ بورسيپا،‏ كيش،‏ لجش،‏ ونيبور.‏ طبعا،‏ امتدت الامبراطورية البابلية الى ما وراء بلاد بابل اذ ضمت سورية وفلسطين وصولا الى حدود مصر.‏

نحو النصف الاول من القرن الثامن ق‌م،‏ حكم بلادَ بابل ملك اشوري اسمه تغلث فلاسر الثالث (‏فول)‏.‏ (‏٢ مل ١٥:‏٢٩؛‏ ١٦:‏٧؛‏ ١ اخ ٥:‏٢٦‏)‏ ثم ملك على مدينة بابل شخص كلداني يدعى مرودخ بلادان،‏ لكن سرجون الثاني اطاح به بعد ١٢ سنة.‏ وخلف سنحاريب سرجون الثاني،‏ وواجه تمردا بابليا آخر بقيادة مرودخ بلادان.‏ وبعدما فشل سنحاريب في احتلال اورشليم سنة ٧٣٢ ق‌م،‏ ارسل مرودخ بلادان مبعوثين الى حزقيا ملك يهوذا،‏ ربما طلبا لدعم ضد اشور.‏ (‏اش ٣٩:‏​١،‏ ٢؛‏ ٢ مل ٢٠:‏​١٢-‏١٨‏)‏ وفي وقت لاحق اقصى سنحاريب مرودخ بلادان عن الحكم وتوج نفسه حاكما على بابل،‏ وظل يشغل هذا المنصب حتى موته.‏ وقد قام ابنه اسرحدون بإعادة بناء بابل.‏ ثم التف البابليون حول نبوبولاسر وأسندوا المُلك اليه.‏ ومعه بدأت السلالة البابلية المحدثة التي استمرت حتى بيلشاصر.‏ وتُمثَّل هذه السلالة في نبوة الكتاب المقدس،‏ من نبوخذنصر بن نبوبولاسر الى بيلشاصر،‏ بالرأس الذي من ذهب في حلم نبوخذنصر عن التمثال (‏دا ٢:‏​٣٧-‏٤٥‏)‏،‏ وبأسد له جناحا عقاب وقلب انسان في حلم دانيال الرؤيوي.‏ —‏ دا ٧:‏٤‏.‏

في سنة ٦٣٢ ق‌م،‏ وقعت اشور في يد هذه السلالة الكلدانية الجديدة،‏ وذلك بمساعدة الحلفاء الماديين والسكيثيين.‏ وفي سنة ٦٢٥ ق‌م تمكن نبوخذنصر (‏الثاني)‏،‏ بكر نبوبولاسر،‏ من هزم فرعون نخو المصري في معركة كركميش،‏ وفي تلك السنة عينها تولى سدة الحكم.‏ (‏ار ٤٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ وفي ايام نبوخذنصر،‏ كانت بابل «كأس ذهب» في يد يهوه يصب بها غضبه على يهوذا وأورشليم الخائنتين.‏ (‏ار ٢٥:‏​١٥،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ ٥١:‏٧‏)‏ ففي سنة ٦٢٠ ق‌م جعل نبوخذنصر يهوياقيم يؤدي الجزية له،‏ لكن يهوياقيم تمرد بعد نحو ثلاث سنوات.‏ وفي سنة ٦١٨ ق‌م،‏ او خلال سنة يهوياقيم الثالثة كملك تابع،‏ اتى نبوخذنصر على اورشليم.‏ (‏٢ مل ٢٤:‏١؛‏ ٢ اخ ٣٦:‏٦‏)‏ لكن يهوياقيم مات قبل ان يتمكن البابليون من اسره.‏ اما يهوياكين الذي خلف اباه فسرعان ما استسلم وأُخذ اسيرا الى بابل مع اشراف آخرين سنة ٦١٧ ق‌م.‏ (‏٢ مل ٢٤:‏١٢‏)‏ بعد ذلك عُين صدقيا على عرش يهوذا،‏ لكنه تمرد هو الآخر.‏ وفي سنة ٦٠٩ ق‌م عاد البابليون وحاصروا اورشليم وتمكنوا في النهاية من إحداث ثغرة في اسوارها سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ (‏٢ مل ٢٥:‏​١-‏١٠؛‏ ار ٥٢:‏​٣-‏١٢‏)‏ ولهذه السنة،‏ سنة ٦٠٧ ق‌م التي صارت فيها اورشليم خرابا،‏ اهمية كبيرة في حساب وقت تنصيب يهوه،‏ المتسلط الكوني،‏ حاكما عالميا من اختياره هو تُعطى له سلطة الملكوت.‏ —‏ انظر «الازمنة المعيَّنة للامم» (‏بدء ‹الدوس›)‏.‏

وُجد لوح مسماري يشير الى حملة على مصر في السنة الـ‍ ٣٧ لنبوخذنصر (‏سنة ٥٨٨ ق‌م)‏.‏ وربما صارت مصر الجبارة نتيجة هذه الحملة تحت النفوذ البابلي،‏ حسبما انبأ النبي حزقيال سنة ٥٩١ ق‌م كما يتضح.‏ (‏حز ٢٩:‏​١٧-‏١٩‏)‏ وفي النهاية،‏ بعد ٤٣ سنة من الحكم رافقها غزو امم كثيرة وتنفيذ مشروع بناء ضخم في بلاد بابل نفسها،‏ مات نبوخذنصر الثاني في تشرين الاول ٥٨٢ ق‌م وخلفه اويل مردوك (‏اويل مرودخ)‏.‏ وقد اظهر هذا الحاكم الجديد اللطف للملك يهوياكين الاسير.‏ (‏٢ مل ٢٥:‏​٢٧-‏٣٠‏)‏ اما بالنسبة الى حكم نريجليصر (‏الذي خلف اويل مرودخ كما يتبين)‏ وحكم لاباشي مردوك،‏ فيكاد لا يُعرف شيء عنهما.‏

تتوفر معلومات تاريخية اوسع عن نبونيد وابنه بيلشاصر اللذين كانا دون شك شريكين في الحكم في فترة سقوط بابل.‏

ففي تلك الفترة كان الماديون والفرس،‏ بقيادة كورش الكبير،‏ يتقدمون ليستولوا على بلاد بابل ويتحولوا الى الدولة العالمية الرابعة.‏ وفي ليلة ٥ تشرين الاول ٥٣٩ ق‌م (‏بحسب التقويم الڠريڠوري)‏،‏ احتُلت مدينة بابل وقُتل بيلشاصر.‏ وفي السنة الاولى لكورش،‏ بعد فتح مدينة بابل،‏ اصدر مرسومه الشهير الذي سمح فيه لمجموعة ضمت ٣٦٠‏,٤٢ ذكرا،‏ بالاضافة الى الكثير من العبيد والمرنمين المحترفين،‏ بالعودة الى اورشليم.‏ وبعد نحو ٢٠٠ سنة،‏ انتهى النفوذ الفارسي على بلاد بابل عندما احتل الاسكندر الكبير مدينة بابل سنة ٣٣١ ق‌م.‏ وبحلول اواسط القرن الثاني ق‌م،‏ كان الفرثيون بقيادة ملكهم مثرادتس الاول يسيطرون على بلاد بابل.‏

بما ان جاليات يهودية كانت تزدهر في تلك الارض،‏ ذهب بطرس (‏الرسول لليهود)‏ الى بابل،‏ ومن هناك كتب واحدة على الاقل من رسالتيه الملهمتين.‏ (‏غل ٢:‏​٧-‏٩؛‏ ١ بط ٥:‏١٣‏)‏ كما ان القادة اليهود في تلك المجتمعات الشرقية اعدّوا الترجوم البابلي،‏ المعروف ايضا باسم ترجوم أونكلوس،‏ وصنعوا عددا من مخطوطات الاسفار العبرانية.‏ ويتميز «مجلد پيترسبرڠ للانبياء اللاحقين»،‏ الذي يرجع تاريخه الى سنة ٩١٦ ب‌م،‏ بأنه يجسد مزيجا من القراءة الشرقية (‏البابلية)‏ والقراءة الغربية (‏الطبرية)‏ على السواء.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة