اَلْفِدْيَةُ هِبَةٌ كَامِلَةٌ مِنَ ٱلْآبِ
‹كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنَ ٱلْآبِ›. — يع ١:١٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٤٨، ١٠٩
١ أَيُّ بَرَكَاتٍ تَجْلُبُهَا ٱلْفِدْيَةُ؟
كَثِيرَةٌ هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي تَجْلُبُهَا فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. فَهِيَ تَفْتَحُ ٱلطَّرِيقَ لِأَبْنَاءِ آدَمَ ٱلطَّائِعِينَ كَيْ يَصِيرُوا فِي ٱلنِّهَايَةِ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللّٰهِ، وَيَعِيشُوا بِسَعَادَةٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ. لٰكِنَّ فِدْيَةَ يَسُوعَ لَا تَجْلُبُ ٱلْبَرَكَاتِ لِلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ فَقَطْ، بَلْ تُعَالِجُ أَيْضًا مَسَائِلَ تَهُمُّ كُلَّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. — عب ١:٨، ٩.
٢ (أ) أَيُّ مَسَائِلَ ذَكَرَهَا يَسُوعُ فِي صَلَاتِهِ تَهُمُّ كُلَّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٢ قَبْلَ نَحْوِ سَنَتَيْنِ مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ وَتَقْدِيمِهِ ٱلْفِدْيَةَ، عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُصَلُّوا قَائِلِينَ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». (مت ٦:٩، ١٠) وَسَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَلَاقَةَ ٱلْفِدْيَةِ بِتَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ، مَلَكُوتِهِ، وَإِتْمَامِ قَصْدِهِ. وَهٰذَا سَيَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لَهَا.
«لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ»
٣ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱسْمُ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ أَسَاءَ ٱلشَّيْطَانُ إِلَيْهِ؟
٣ فِي بِدَايَةِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، طَلَبَ يَسُوعُ أَنْ يَتَقَدَّسَ ٱسْمُ يَهْوَهَ. وَهٰذَا ٱلِٱسْمُ يُمَثِّلُ يَهْوَهَ بِحَدِّ ذَاتِهِ بِمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَعَظَمَةٍ وَقَدَاسَةٍ. وَفِي صَلَاةٍ أُخْرَى، دَعَاهُ يَسُوعُ «ٱلْآبَ ٱلْقُدُّوسَ». (يو ١٧:١١) وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ قُدُّوسٌ، فَكُلُّ مَبَادِئِهِ وَشَرَائِعِهِ بَارَّةٌ وَمُقَدَّسَةٌ. وَلٰكِنْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ بِمَكْرٍ فِي حَقِّ يَهْوَهَ أَنْ يَضَعَ ٱلْمَقَايِيسَ لِلْبَشَرِ. وَقَالَ أَكَاذِيبَ تُسِيءُ إِلَى ٱسْمِهِ أَوْ سُمْعَتِهِ. — تك ٣:١-٥.
٤ كَيْفَ سَاهَمَ يَسُوعُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
٤ بِٱلْمُقَابِلِ، أَحَبَّ يَسُوعُ ٱسْمَ يَهْوَهَ كَثِيرًا وَسَاهَمَ فِي تَقْدِيسِهِ. (يو ١٧:٢٥، ٢٦) فَمِنْ خِلَالِ تَعَالِيمِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ، سَاعَدَ ٱلنَّاسَ لِيَعْرِفُوا أَنَّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ بَارَّةٌ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا هُوَ لِخَيْرِنَا. (اقرإ المزمور ٤٠:٨-١٠.) وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَرَّضَ يَسُوعَ لِلتَّعْذِيبِ وَٱلْمَوْتِ ٱلْمُؤْلِمِ، بَقِيَ يَسُوعُ وَلِيًّا لِأَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰكَذَا بَرْهَنَ أَنَّ بِإِمْكَانِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ حَتَّى تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ.
٥ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ ٱللّٰهِ؟
٥ وَكَيْفَ نُظْهِرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّنَا نُحِبُّ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟ مِنْ خِلَالِ سُلُوكِنَا. فَيَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ. (اقرأ ١ بطرس ١:١٥، ١٦.) وَيَعْنِي ذٰلِكَ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَنُطِيعَهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا حَتَّى لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلِٱضْطِهَادِ. وَعِنْدَمَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةِ، ‹يُضِيءُ نُورُنَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ› وَنُمَجِّدُ بِٱلتَّالِي ٱسْمَ يَهْوَهَ. (مت ٥:١٤-١٦) كَمَا نُبَرْهِنُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ وَأَنَّ شَرَائِعَ يَهْوَهَ هِيَ لِخَيْرِنَا. لٰكِنَّنَا جَمِيعًا نَاقِصُونَ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نُخْطِئُ، يَجِبُ أَنْ نَتُوبَ تَوْبَةً صَادِقَةً وَنَتَوَقَّفَ عَنْ فِعْلِ مَا يُسِيءُ إِلَى ٱسْمِ يَهْوَهَ. — مز ٧٩:٩.
٦ لِمَاذَا يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ أَبْرَارًا مَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ؟
٦ سَوَاءٌ كُنَّا مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَوْ مِنَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›، يَغْفِرُ يَهْوَهُ أَخْطَاءَنَا إِذَا آمَنَّا بِفِدْيَةِ يَسُوعَ. وَعِنْدَمَا نَنْذُرُ أَنْفُسَنَا لِيَهْوَهَ، يَقْبَلُنَا بَيْنَ عُبَّادِهِ وَيَعْتَبِرُنَا أَبْرَارًا. فَهُوَ يُبَرِّرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَأَبْنَاءٍ لَهُ، وَيُبَرِّرُ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› كَأَصْدِقَاءَ لَهُ. (يو ١٠:١٦؛ رو ٥:١، ٢؛ يع ٢:٢١-٢٥) إِذًا، تُتِيحُ لَنَا ٱلْفِدْيَةُ ٱلْآنَ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ يَهْوَهَ وَنُسَاهِمَ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ.
«لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ»
٧ مَا هِيَ بَرَكَاتُ ٱلْفِدْيَةِ ٱلَّتِي سَنَنَالُهَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ؟
٧ قَالَ يَسُوعُ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ». وَمَا عَلَاقَةُ ٱلْفِدْيَةِ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ؟ إِنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ هُوَ حُكُومَةٌ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ يَسُوعَ وَ ٠٠٠,١٤٤ مُخْتَارِينَ مِنَ ٱلْبَشَرِ. وَعَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ، يُقَامُ هٰؤُلَاءِ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ لِيَكُونُوا مُلُوكًا وَكَهَنَةً مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلسَّمَاءِ. (رؤ ٥:٩، ١٠؛ ١٤:١) وَهُمْ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ. وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، سَيَنْعَمُ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ بِبَرَكَاتِ ٱلْفِدْيَةِ. فَٱلْأَرْضُ سَتَتَحَوَّلُ إِلَى فِرْدَوْسٍ وَٱلْبَشَرُ سَيَبْلُغُونَ ٱلْكَمَالَ. وَهٰكَذَا يَصِيرُ كُلُّ خُدَّامِ ٱللّٰهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ عَائِلَةً وَاحِدَةً. (رؤ ٥:١٣؛ ٢٠:٦) وَسَيَسْحَقُ يَسُوعُ رَأْسَ ٱلشَّيْطَانِ وَيُزِيلُ كُلَّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي سَبَّبَهَا. — تك ٣:١٥.
٨ (أ) كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَعْرِفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ؟
٨ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، سَاعَدَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَعْرِفُوا أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَلَكُوتِ. فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ مُبَاشَرَةً، رَاحَ يُبَشِّرُ فِي كُلِّ مَكَانٍ «بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ». (لو ٤:٤٣) وَقَبْلَ أَنْ يَعُودَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، أَوْصَى تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا شُهُودًا لَهُ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٦-٨) وَٱلْيَوْمَ، يُكْرَزُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. وَهٰذَا يَسْمَحُ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنِ ٱلْفِدْيَةِ وَيَصِيرُوا مِنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ. وَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ ٱلْمَلَكُوتَ عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَنْ يَكْرِزُوا بِٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. — مت ٢٤:١٤؛ ٢٥:٤٠.
«لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»
٩ لِمَاذَا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُتَمِّمُ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ؟
٩ مَاذَا عَنَى يَسُوعُ عِنْدَمَا قَالَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»؟ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ، وَمَا يَعِدُ بِهِ يَتَحَقَّقُ دَائِمًا. (اش ٥٥:١١) وَهُوَ لَنْ يَسْمَحَ لِتَمَرُّدِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُفْشِلَ قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ. فَقَدْ أَرَادَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنْ تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ أَوْلَادًا كَامِلِينَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ. (تك ١:٢٨) وَلَوْ مَاتَا دُونَ أَنْ يُنْجِبَا أَوْلَادًا، لَفَشِلَ قَصْدُ ٱللّٰهِ. لِذٰلِكَ عِنْدَمَا أَخْطَآ، سَمَحَ لَهُمَا أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ. ثُمَّ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ وَأَعْطَى كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهَا ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَصِيرَ كَامِلًا وَيَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ وَيُرِيدُ أَنْ يَعِيشُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْحُلْوَةَ ٱلَّتِي قَصَدَهَا لَهُمْ فِي ٱلْبِدَايَةِ.
١٠ كَيْفَ تُفِيدُ ٱلْفِدْيَةُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ مَاتُوا؟
١٠ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلْبَلَايِينِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا دُونَ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ وَيَخْدُمُوهُ؟ عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ، سَيُقِيمُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ ٱلْمَوْتَى وَيُعْطِيهِمِ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْهُ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اع ٢٤:١٥) وَلِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ يَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ، سَيَصِيرُ أَبًا لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُقِيمُهُمْ. (مز ٣٦:٩) كَمْ هُوَ مُلَائِمٌ إِذًا أَنْ يُعَلِّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ»! (مت ٦:٩) وَقَدْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى يَسُوعَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى. (يو ٦:٤٠، ٤٤) وَفِي ٱلْفِرْدَوْسِ، سَيُتَمِّمُ يَسُوعُ دَوْرَهُ بِأَنْ يَكُونَ «ٱلْقِيَامَةَ وَٱلْحَيَاةَ». — يو ١١:٢٥.
١١ مَاذَا يَشَاءُ يَهْوَهُ بِخُصُوصِ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ›؟
١١ يُظْهِرُ يَهْوَهُ كَرَمَهُ لِكُلِّ ٱلنَّاسِ وَلَيْسَ لِأَشْخَاصٍ قَلِيلِينَ فَقَطْ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ يَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ فَذَاكَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي». (مر ٣:٣٥) وَيَهْوَهُ يَشَاءُ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى عِبَادَتِهِ «جَمْعٌ كَثِيرٌ» لَا يُحْصَى مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ. وَهٰؤُلَاءِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْفِدْيَةِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُطِيعُوا يَهْوَهَ. وَهُمْ يُسَبِّحُونَ يَهْوَهَ قَائِلِينَ: «نَحْنُ مَدِينُونَ بِٱلْخَلَاصِ لِإِلٰهِنَا ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ». — رؤ ٧:٩، ١٠.
١٢ مَاذَا تُعَلِّمُنَا صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ؟
١٢ تُعَلِّمُنَا صَلَاةُ يَسُوعَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ يَهْوَهَ وَقَصْدِهِ لِلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ. أَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَنُكْرِمَهُ. (اش ٨:١٣) زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ خَلَاصَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ يُكْرِمُ ٱسْمَ يَهْوَهَ أَيْضًا. وَهٰذَا يَنْسَجِمُ مَعَ مَعْنَى ٱسْمِ يَسُوعَ: «يَهْوَهُ خَلَاصٌ». ثَانِيًا، تُتِيحُ لَنَا ٱلْفِدْيَةُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَثَالِثًا، تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلصَّلَاةُ ٱلنَّمُوذَجِيَّةُ أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ مِنْ إِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ. — مز ١٣٥:٦؛ اش ٤٦:٩، ١٠.
كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟
١٣ مَاذَا تُظْهِرُ مَعْمُودِيَّتُنَا؟
١٣ إِنَّ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ ٱلَّتِي نُظْهِرُ بِهَا تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ هِيَ ٱلِٱنْتِذَارُ وَٱلْمَعْمُودِيَّةُ. فَذٰلِكَ يُظْهِرُ أَنَّنَا صِرْنَا «لِيَهْوَهَ». (رو ١٤:٨) وَبِمَعْمُودِيَّتِنَا نَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُعْطِيَنَا ضَمِيرًا طَاهِرًا. (١ بط ٣:٢١) وَٱسْتِجَابَةً لِهٰذَا ٱلطَّلَبِ، يُطَهِّرُنَا يَهْوَهُ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ. وَبِمَا أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ مِنْ أَجْلِنَا، فَنَحْنُ وَاثِقُونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّهُ سَيَفِي بِكُلِّ وُعُودِهِ. — رو ٨:٣٢.
كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣، ١٤.)
١٤ لِمَاذَا أَوْصَانَا يَهْوَهُ أَنْ نُحِبَّ قَرِيبَنَا؟
١٤ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ أُخْرَى نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَمَثَّلَ بِهِ كُلُّ عُبَّادِهِ. (١ يو ٤:٨-١١) لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ، وَخُصُوصًا إِخْوَتَنَا، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا ‹أَبْنَاءُ أَبِينَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›. (مت ٥:٤٣-٤٨) فَأَهَمُّ وَصِيَّتَيْنِ هُمَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا. (مت ٢٢:٣٧-٤٠) وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نُظْهِرَ مَحَبَّتَنَا لِلنَّاسِ عِنْدَمَا نُبَشِّرُهُمْ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ. وَحِينَ نُحِبُّ قَرِيبَنَا، نَعْكِسُ مَجْدَ يَهْوَهَ وَتَصِيرُ مَحَبَّتُنَا لَهُ ‹كَامِلَةً›. — ١ يو ٤:١٢، ٢٠.
يَهْوَهُ يُبَارِكُنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ
١٥ (أ) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا مِنْ يَهْوَهَ ٱلْآنَ؟ (ب) أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٥ يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا أَوْ ‹يَمْحُوهَا› تَمَامًا إِذَا آمَنَّا بِٱلْفِدْيَةِ. (اقرإ الاعمال ٣:١٩-٢١.) وَكَمَا رَأَيْنَا، يَتَبَنَّى يَهْوَهُ خُدَّامَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ كَأَوْلَادٍ لَهُ. (رو ٨:١٥-١٧) أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى «ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ»، فَقَدْ جَهَّزَ يَهْوَهُ لَهُمْ شَهَادَةَ ٱلتَّبَنِّي، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ عِنْدَمَا يَصِيرُونَ كَامِلِينَ وَيَنْجَحُونَ فِي ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلْأَخِيرِ، سَيُوَقِّعُ ٱلشَّهَادَةَ وَيَتَبَنَّاهُمْ كَأَوْلَادٍ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رو ٨:٢٠، ٢١؛ رؤ ٢٠:٧-٩) وَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ لِكُلِّ أَبْنَائِهِ ٱلْأَعِزَّاءِ سَتَسْتَمِرُّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ، وَبَرَكَاتُ ٱلْفِدْيَةِ سَتَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (عب ٩:١٢) فَهٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةُ لَنْ تَخْسَرَ قِيمَتَهَا أَبَدًا، وَلَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ أَنْ يَحْرِمَنَا مِنْهَا.
١٦ مِمَّ تُحَرِّرُنَا ٱلْفِدْيَةُ؟
١٦ لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْنَعَ كُلَّ ٱلتَّائِبِينَ بِصِدْقٍ أَنْ يُصْبِحُوا فِي ٱلنِّهَايَةِ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ يَهْوَهَ. فَيَسُوعُ مَاتَ عَنَّا «مَرَّةً لَا غَيْرُ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْفِدْيَةَ دُفِعَتْ كَامِلًا. (عب ٩:٢٤-٢٦) فَهِيَ تُزِيلُ كُلِّيًّا ٱلْحُكْمَ بِٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وَرِثْنَاهُ عَنْ آدَمَ، وَتُفْسِحُ لَنَا ٱلْمَجَالَ لِنَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَبِفَضْلِهَا نَتَحَرَّرُ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ لِعَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ وَلَا نَعُودُ نَخَافُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. — عب ٢:١٤، ١٥.
١٧ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِيكَ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ؟
١٧ إِنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ تَتَحَقَّقُ دَائِمًا. فَكَمَا أَنَّ قَوَانِينَ ٱلطَّبِيعَةِ لَا تَتَغَيَّرُ، كَذٰلِكَ يَهْوَهُ لَا يَتَغَيَّرُ وَلَنْ يُخَيِّبَ أَمَلَنَا أَبَدًا. (مل ٣:٦) وَهُوَ لَمْ يُعْطِنَا هِبَةَ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ، بَلْ بَرْهَنَ أَنَّهُ يُحِبُّنَا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «نَحْنُ أَنْفُسُنَا عَرَفْنَا مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ لَنَا وَآمَنَّا بِهَا. اَللّٰهُ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:١٦) وَقَرِيبًا، سَتَصِيرُ ٱلْأَرْضُ فِرْدَوْسًا جَمِيلًا وَسَيَعْكِسُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ. وَسَيُقَدِّمُ كُلُّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلتَّسْبِيحَ لِيَهْوَهَ قَائِلِينَ: «اَلْبَرَكَةُ وَٱلْمَجْدُ وَٱلْحِكْمَةُ وَٱلشُّكْرُ وَٱلْكَرَامَةُ وَٱلْقُوَّةُ وَٱلْقُدْرَةُ لِإِلٰهِنَا إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ! آمِينَ». — رؤ ٧:١٢.