مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الى ايّ حدّ راسخ هو اتّكالك على اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • إِلَى أَيِّ حَدٍّ رَاسِخٌ هُوَ اتِّكَالُكَ عَلَى اللّٰهِ؟‏

      ‏‹دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ خُطْوَةٍ تَتَعَلَّقُ بِالعَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ قَامَ بِهَا أَحَدُ الشُّبَّانِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      أَرَادَ شَابٌّ أَنْ يَكُونَ فَعَّالًا أَكْثَرَ فِي جَمَاعَتِهِ.‏ لكِنَّ عَمَلَهُ الدُّنْيَوِيَّ أَعَاقَهُ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ فَكَيْفَ حَلَّ هذِهِ المُشْكِلَةَ؟‏ لَقَدْ بَسَّطَ حَيَاتَهُ،‏ ٱسْتَقَالَ مِنْ عَمَلِهِ،‏ وَعَثَرَ عَلَى وَظِيفَةٍ لَا تُعِيقُهُ عَنْ نَشَاطَاتِهِ المَسِيحِيَّةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ مَعَاشَهُ حَالِيًّا أَقَلُّ بِكَثِيرٍ،‏ فَلَا يَزَالُ يُعِيلُ عَائِلَتَهُ وَهُوَ فَعَّالٌ فِي الجَمَاعَةِ أَكْثَرَ مِنْ قَبْلُ.‏

      ٢ هَلْ تَتَفَهَّمُ الخُطْوَةَ التِي قَامَ بِهَا هذَا الشَّابُّ؟‏ هَلْ تَعْتَقِدُ أَنَّكَ سَتَتَّخِذُ خُطْوَةً مُمَاثِلَةً إِذَا مَرَرْتَ بِظَرْفٍ مُمَاثِلٍ؟‏ مِنَ الجَدِيرِ بِالمَدْحِ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ فَعَلُوا ذلِكَ.‏ وَالتَّعْدِيلَاتُ التِي قَامُوا بِهَا تُبَرْهِنُ ثِقَتَهُمْ بِوَعْدِ يَسُوعَ:‏ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِهِ وَبِرِّهِ،‏ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ فَهُمْ يَتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَه لِيَمْنَحَهُمُ الشُّعُورَ بِالأَمْنِ بَدَلًا مِنَ الِاتِّكَالِ عَلَى العَالَمِ.‏ —‏ امثال ٣:‏٢٣،‏ ٢٦‏.‏

      ٣ لِمَاذَا قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ إِنْ كَانَ طَلَبُ مَلَكُوتِ اللّٰهِ أَوَّلًا أَمْرًا عَمَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا؟‏

      ٣ بِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي أَزْمِنَةٍ عَصِيبَةٍ،‏ فَقَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ إِنْ كَانَ القَرَارُ الذِي ٱتَّخَذَهُ هذَا الشَّابُّ قَرَارًا حَكِيمًا.‏ فَفِي أَيَّامِنَا،‏ تَعِيشُ شَرِيحَةٌ مِنَ النَّاسِ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ فِيمَا تَنْعَمُ شَرِيحَةٌ أُخْرَى بِأَعْلَى مُسْتَوًى لِلْمَعِيشَةِ.‏ وَمُعْظَمُ النَّاسِ فِي البُلْدَانِ الفَقِيرَةِ يَنْتَهِزُونَ بِلَهْفَةٍ أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِيُسَهِّلُوا حَيَاتَهُمْ وَلَوْ قَلِيلًا.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ فِي البُلْدَانِ الأَغْنَى بِالضَّغْطِ لِيُحَافِظُوا عَلَى مُسْتَوَى مَعِيشَتِهِمْ فِي وَجْهِ الأَوْضَاعِ الِاقْتِصَادِيَّةِ المُتَقَلْقِلَةِ،‏ سُوقِ العَمَلِ المُتَغَيِّرِ،‏ وَأَرْبَابِ العَمَلِ الذِينَ يَصِيرُونَ مُتَطَلِّبِينَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ نَظَرًا إِلَى كُلِّ هذَا الضَّغْطِ الذِي يُوَاجِهُهُ المَرْءُ لِكَسْبِ رِزْقِهِ،‏ قَدْ يَتَسَاءَلُ البَعْضُ:‏ ‹هَلْ طَلَبُ المَلَكُوتِ أَوَّلًا لَا يَزَالُ أَمْرًا عَمَلِيًّا فِي أَيَّامِنَا؟‏›.‏ لِلْإِجَابَةِ عَنْ هذَا السُّؤَالِ،‏ لِنَرَ مَنْ كَانَ المُسْتَمِعُونَ الذِينَ خَاطَبَهُمْ يَسُوعُ.‏

      ‏‹لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمًّا›‏

      ٤،‏ ٥ كَيْفَ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّهُ مِنَ المَنْطِقِيِّ أَلَّا يَحْمِلَ شَعْبُ اللّٰهِ هَمًّا بِإِفْرَاطٍ بِشَأنِ حَاجَاتِهِمِ اليَوْمِيَّةِ؟‏

      ٤ كَانَ يَسُوعُ فِي الجَلِيلِ يُخَاطِبُ جُمُوعًا غَفِيرَةً آتِينَ مِنْ أَمَاكِنَ عَدِيدَةٍ.‏ (‏متى ٤:‏٢٥‏)‏ وَقِلَّةٌ قَلِيلَةٌ مِنْ هؤُلَاءِ كَانُوا أَغْنِيَاءَ،‏ إِذْ كَانَ مُعْظَمُهُمْ عَلَى الأَرْجَحِ فُقَرَاءَ.‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ حَثَّهُمْ يَسُوعُ أَلَّا يُعْطُوا الأَوْلَوِيَّةَ لِكَسْبِ الغِنَى المَادِّيِّ بَلْ لِادِّخَارِ شَيْءٍ أَكْثَرَ قِيمَةً:‏ اَلْكُنُوزِ الرُّوحِيَّةِ.‏ (‏متى ٦:‏١٩-‏٢١،‏ ٢٤‏)‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَأْكُلُونَ أَوْ مَا تَشْرَبُونَ،‏ وَلَا أَجْسَادِكُمْ بِشَأْنِ مَا تَلْبَسُونَ.‏ أَلَيْسَتِ النَّفْسُ أَهَمَّ مِنَ الطَّعَامِ وَالجَسَدُ أَهَمَّ مِنَ اللِّبَاسِ؟‏».‏ —‏ متى ٦:‏٢٥‏.‏

      ٥ لَرُبَّمَا بَدَتْ كَلِمَاتُ يَسُوعَ لِكَثِيرِينَ مِنْ مُسْتَمِعِيهِ غَيْرَ عَمَلِيَّةٍ.‏ فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّ عَائِلَاتِهِمْ سَتُقَاسِي كَثِيرًا إِذَا لَمْ يَعْمَلُوا بِكَدٍّ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ ذَكَّرَهُمْ بِالطُّيُورِ التِي لَا تَسْعَى إِلَى تَأْمِينِ حَاجَاتِهَا لِلْيَوْمِ التَّالِي وَمَعَ ذلِكَ يَهْوَه يَعْتَنِي بِهَا.‏ كَمَا أَشَارَ إِلَى ٱعْتِنَاءِ يَهْوَه بِالأَزْهَارِ البَرِّيَّةِ التِي تَفُوقُ في جَمَالِهَا سُلَيْمَانَ فِي كُلِّ مَجْدِهِ.‏ فَإِذَا كَانَ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِالطُّيُورِ وَالأَزْهَارِ،‏ فَكَمْ بِالأَحْرَى يَهْتَمُّ بِنَا نَحْنُ البَشَرَ؟‏!‏ (‏متى ٦:‏٢٦-‏٣٠‏)‏ وَكَمَا قَالَ يَسُوعُ،‏ إِنَّ حَيَاتَنَا (‏نُفُوسَنَا)‏ وَأَجْسَادَنَا أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنَ الطَّعَامِ الذِي نَشْتَرِيهِ لِنَبْقَى عَلَى قَيْدِ الحَيَاةِ وَأَهَمُّ مِنَ اللِّبَاسِ الذِي نَحْصُلُ عَلَيْهِ لِنَكْسُوَ بِهِ أَجْسَادَنَا.‏ فَنَحْنُ نُخْطِئُ القَصْدَ مِنَ الحَيَاةِ إِذَا حَصَرْنَا كُلَّ جُهُودِنَا فِي الحُصُولِ عَلَى الطَّعَامِ واللِّبَاسِ،‏ دُونَ أَنْ يَتَبَقَّى أَيُّ شَيْءٍ يُذكَرُ لِخِدْمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ جامعة ١٢:‏١٣‏.‏

      نَظْرَةٌ مُتَّزِنَةٌ

      ٦ (‏أ)‏ مَا هِيَ المَسْؤُولِيَّةُ التِي تُلْقَى عَلَى عَاتِقِ المَسِيحِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ عَلَى مَنْ يَتَّكِلُ المَسِيحِيُّونَ ٱتِّكَالًا تَامًّا؟‏

      ٦ طَبْعًا،‏ لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ العَمَلِ وَيَنْتَظِرُوا مِنَ اللّٰهِ أَنْ يُعِيلَ عَائِلَاتِهِمْ بِطَرِيقَةٍ مَا.‏ فَحَتَّى الطُّيُورُ يَلْزَمُ أَنْ تَبْحَثَ عَنِ الطَّعَامِ لَهَا وَلِصِغَارِهَا.‏ لِذلِكَ كَانَ عَلَى المَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ أَنْ يَعْمَلُوا لِكَيْ يَأْكُلُوا.‏ فَلَزِمَ أَنْ يَعْتَنُوا بِمَسْؤُولِيَّاتِهِمِ العَائِلِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ المَسِيحِيِّينَ الذِينَ كَانُوا خُدَّامًا وَعَبِيدًا تَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكُدُّوا فِي العَمَلِ لَدَى أَسْيَادِهِمْ.‏ (‏٢ تسالونيكي ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٨؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٨‏)‏ وَبُولُسُ هُوَ أَحَدُ الذِينَ قَامُوا بِإِعَالَةِ أَنْفُسِهِمْ،‏ إِذْ عَمِلَ غَالِبًا فِي ‹صِنَاعَةِ الخِيَامِ›.‏ (‏اعمال ١٨:‏١-‏٤؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٩‏)‏ لكِنَّ هؤُلَاءِ المَسِيحِيِّينَ لَمْ يَتَّكِلُوا عَلَى العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ لِيَنَالُوا الشُّعُورَ بِالأَمْنِ،‏ بَلْ عَلَى يَهْوَه.‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ نَعِمُوا بِالسَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ الذِي لَمْ يَشْعُرْ بِهِ سِوَاهُمْ.‏ قَالَ صَاحِبُ المَزْمُورِ:‏ «المُتَّكِلُونَ عَلَى يَهْوَه هُمْ مِثْلُ جَبَلِ صِهْيَوْنَ،‏ الذِي لَا يَتَزَعْزَعُ،‏ بَلْ يَبْقَى إِلَى الدَّهْرِ».‏ —‏ مزمور ١٢٥:‏١‏.‏

      ٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُفَكِّرَ الشَّخْصُ الذِي لَا يَتَّكِلُ ٱتِّكَالًا رَاسِخًا عَلَى يَهْوَه؟‏

      ٧ لكِنَّ مَنْ لَا يَتَّكِلُ ٱتِّكَالًا رَاسِخًا عَلَى يَهْوَه قَدْ يُفَكِّرُ بِشَكْلٍ مُغَايِرٍ.‏ فَأَكْثَرِيَّةُ النَّاسِ تَعْتَبِرُ الغِنَى المَادِّيَّ عَامِلًا أَسَاسِيًّا يَمْنَحُهُمُ الشُّعُورَ بِالأَمْنِ.‏ لِذَا يُشَجِّعُ الوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ الكَثِيرِ مِنْ سَنَوَاتِ شَبَابِهِمْ فِي تَحْصِيلِ التَّعْلِيمِ العَالِي،‏ آمِلِينَ أَنْ يُعِدَّهُمْ ذلِكَ لِإِيجَادِ وَظَائِفَ ذَاتِ دَخْلٍ عَالٍ.‏ وَمِنَ المُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ العَائِلَاتِ المَسِيحِيَّةِ التِي ٱتَّخَذَتْ مَسْلَكًا كَهذَا دَفَعَتْ ثَمَنًا بَاهِظًا.‏ فَقَدْ خَسِرَ الأَوْلَادُ تَرْكِيزَهُمْ عَلَى الأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ وَسَعَوْا وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ.‏

      ٨ فِي أَيِّ مَجَالٍ يُحَافِظُ المَسِيحِيُّونَ عَلَى الِاتِّزَانِ؟‏

      ٨ يُدْرِكُ المَسِيحِيُّونَ الحُكَمَاءُ أَنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ اليَوْمَ بِقَدْرِ مَا ٱنْطَبَقَتْ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى الِاتِّزَانِ.‏ فَحَتَى لَوِ ٱضْطُرُّوا إِلَى قَضَاءِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةٍ فِي العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ بُغْيَةَ الِاعْتِنَاءِ بِالمَسْؤُولِيَّاتِ التِي تُوصِيهِمْ بِهَا الأَسْفَارُ المُقَدَّسَةُ،‏ فَهُمْ لَا يَسْمَحُونَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَى كَسْبِ المَعِيشَةِ بِأَنْ تُعْمِيَهُمْ عَنِ المَسَائِلِ الرُّوحِيَّةِ الأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً.‏ —‏ جامعة ٧:‏١٢‏.‏

      ‏«لَا تَحْمِلُوا هَمًّا»‏

      ٩ كَيْفَ يُطَمْئِنُ يَسُوعُ الذِينَ يَتَّكِلُونَ كَامِلًا عَلَى يَهْوَه؟‏

      ٩ حَثَّ يَسُوعُ مُسْتَمِعِيهِ فِي المَوْعِظَةِ عَلَى الجَبَلِ:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا:‏ ‹مَاذَا نَأْكُلُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَشْرَبُ؟‏›،‏ أَوْ:‏ ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟‏›.‏ فَهذِهِ كُلُّهَا تَسْعَى الأُمَمُ إِلَيْهَا.‏ فَإِنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا».‏ (‏متى ٦:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ يَا لَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ مُشَجِّعَةٍ!‏ فَإِذَا اتَّكَلْنَا كَامِلًا عَلَى يَهْوَه،‏ فَسَيَكُونُ دَائِمًا بِجَانِبِنَا لِيَدْعَمَنَا.‏ لكِنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ تَحُثُّنَا أَيْضًا عَلَى التَّفْكِيرِ.‏ فَهِيَ تُذَكِّرُنَا أَنَّنَا إِذَا سَعَيْنَا بِلَهْفَةٍ وَرَاءَ الأُمُورِ المَادِّيَّةِ،‏ نَتَشَبَّهُ بِطَرِيقَةِ تَفْكِيرِ «الأُمَمِ»،‏ أَيِ الأَشْخَاصِ الذِينَ لَيْسُوا مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ.‏

      ١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ لِشَابٍّ طَلَبَ مِنْهُ المَشُورَةَ أَيَّ أَمْرٍ يُحِبُّهُ هذَا الشَّابُّ أَكْثَرَ؟‏

      ١٠ ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ سَأَلَ شَابٌّ وَاسِعُ الثَّرَاءِ يَسُوعَ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ لِيَنَالَ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ.‏ فَذَكَّرَهُ بِمَطَالِبِ الشَّرِيعَةِ،‏ التِي كَانَتْ لَا تَزَالُ آنَذَاكَ سَارِيَةَ المَفْعُولِ.‏ فَأَكَّدَ الشَّابُّ لِيَسُوعَ:‏ «قَدْ حَفِظْتُ هذِهِ كُلَّهَا،‏ فَمَاذَا يُعْوِزُنِي بَعْدُ؟‏».‏ عِنْدَئِذٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ جَوَابًا رُبَّمَا بَدَا غَيْرَ عَمَلِّيٍّ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ إِذْ قَالَ:‏ «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلًا،‏ فَٱذْهَبْ وَبِعْ مُمْتَلَكَاتِكَ وَأَعْطِ الفُقَرَاءَ،‏ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ،‏ وَتَعَالَ ٱتْبَعْنِي».‏ (‏متى ١٩:‏١٦-‏٢١‏)‏ فَمَضَى الشَّابُّ حَزِينًا،‏ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِ تَقَبُّلُ فِكْرَةِ خَسَارَةِ ثَرْوَتِهِ.‏ فَعَلَى رَغْمِ مَحَبَّتِهِ الكَبِيرَةِ لِيَهْوَه،‏ أَحَبَّ مَمْتَلَكَاتِهِ أَكْثَرَ.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَحُثُّ عَلَى التَّفْكِيرِ قَالَهَا يَسُوعُ عَنِ الغِنَى؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْمُمْتَلَكَاتِ أَنْ تُعِيقَ المَرْءَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه؟‏

      ١١ دَفَعَتْ هذِهِ الحَادِثَةُ يَسُوعَ إِلَى قَوْلِ شَيْءٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعٍ:‏ «يَصْعُبُ عَلَى غَنِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ السَّموَاتِ .‏ .‏ .‏ إِنَّ مُرُورَ جَمَلٍ فِي ثَقْبِ إِبْرَةٍ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ مَلَكُوتَ اللّٰهِ».‏ (‏متى ١٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فَهَلْ عَنَى أَنَّهُ مَا مِنْ شَخْصٍ غَنِيٍّ سَيَرِثُ المَلَكُوتَ؟‏ كَلَّا،‏ لِأَنَّهُ مَضَى قَائِلًا:‏ «عِنْدَ اللّٰهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».‏ (‏متى ١٩:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ فَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه صَارَ بَعْضُ الأَثْرِيَاءِ قَدِيمًا مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٧‏)‏ لكِنَّ يَسُوعَ كَانَ لَدَيْهِ سَبَبٌ وَجِيهٌ لِيَقُولَ هذِهِ الكَلِمَاتِ المُثِيرَةَ لِلِٱسْتِغْرَابِ.‏ فَقَدْ كَانَتْ كَلِمَاتُهُ هذِهِ بِمَثَابَةِ تَحْذِيرٍ لِمُسْتَمِعِيهِ.‏

      ١٢ فَإِذَا صَارَ الشَّخْصُ مُتَعَلِّقًا بِمُمْتَلَكَاتِهِ كَهذَا الشَّابِّ الغَنِيِّ،‏ فَقَدْ تُعِيقُهُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ القَلْبِ.‏ وَقَدْ يَصِحُّ ذلِكَ فِي حَالَةِ شَخْصٍ غَنِيٍّ وَشَخْصٍ ‹مُصَمِّمٍ عَلَى أَنْ يَكُونَ غَنِيًّا› عَلَى السَّوَاءِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَالِاتِّكَالُ بِإِفْرَاطٍ عَلَى الأُمُورِ المَادِّيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ يُضْعِفَ ‹إِدْرَاكَ المَرْءِ لِحَاجَتِهِ الرُّوحِيَّةِ›.‏ (‏متى ٥:‏٣‏)‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ قَدْ لَا يَعُودُ يَشْعُرُ بِنَفْسِ الحَاجَةِ إِلَى دَعْمِ يَهْوَه كَمَا مِنْ قَبْلُ.‏ (‏تثنية ٦:‏١٠-‏١٢‏)‏ وَقَدْ يَتَوَقَّعُ مُعَامَلَةً خَاصَّةً فِي الجَمَاعَةِ.‏ (‏يعقوب ٢:‏١-‏٤‏)‏ كَمَا يُمْكِنُ أَنْ يَقْضِيَ مُعْظَمَ وَقْتِهِ فِي التَّنَعُّمِ بِثَرْوَتِهِ بَدَلًا مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه.‏

      تَبَنَّ وُجْهَةَ النَّظَرِ الصَّائِبَةَ

      ١٣ أَيَّةُ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ ٱمْتَلَكَهَا اللَّاوُدِكِيُّونَ؟‏

      ١٣ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ،‏ كَانَتِ الجَمَاعَةُ فِي لَاوُدِكِيَّةَ تَمْتَلِكُ وُجْهَةَ نَظَرٍ خَاطِئَةً مِنَ المُمْتَلَكَاتِ.‏ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «إِنَّكَ تَقُولُ:‏ ‹أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ وَلَا أَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا›،‏ وَلكِنَّكَ لَا تَعْلَمُ أَنَّكَ بَائِسٌ وَمُثِيرٌ لِلشَّفَقَةِ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ».‏ لَمْ يَكُنِ الغِنَى هُوَ مَا أَوْصَلَ اللَّاوُدِكِيِّينَ إِلَى هذِهِ الحَالَةِ الرُّوحِيَّةِ المُثِيرَةِ لِلشَّفَقَةِ،‏ بَلِ اتِّكَالُهُمْ عَلَى الغِنَى بَدَلًا مِنْ يَهْوَه.‏ لِذلِكَ كَانُوا فَاتِرِينَ رُوحِيًّا،‏ وَسُرْعَانَ مَا كَانَ يَسُوعُ ‹سَيَتَقَيَّأُهُمْ مِنْ فَمِهِ›.‏ —‏ رؤيا ٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٤ لِمَاذَا ٱسْتَحَقَّ المَسِيحِيُّونَ العِبْرَانِيُّونَ المَدْحَ مِنْ بُولُسَ؟‏

      ١٤ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ مَدَحَ بُولُسُ المَسِيحِيِّينَ العِبْرَانِيِّينَ عَلَى مَوْقِفِهِمْ خِلَالَ فَتْرَةٍ سَابِقَةٍ مِنَ الِاضْطِهَادِ.‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «تَعَاطَفْتُمْ مَعَ المَسْجُونِينَ وَأَيْضًا قَبِلْتُمْ بِفَرَحٍ نَهْبَ مُمْتَلَكَاتِكُمْ،‏ عَارِفِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ مُقْتَنًى أَفْضَلَ وَبَاقِيًا».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٤‏)‏ فَهؤُلَاءِ المَسِيحِيُّونَ لَمْ يَنْهَارُوا بِسَبَبِ خَسَارَةِ مُمْتَلَكَاتِهِمْ.‏ بَلْ حَافَظُوا عَلَى فَرَحِهِمْ لِأَنَّهُمْ ظَلُّوا مُتَمَسِّكِينَ بِالمُقْتَنَى الأَكْثَرِ قِيمَةً،‏ ‹المُقْتَنَى الأَفْضَلِ وَالبَاقِي›.‏ فَتَمَامًا كَالتَّاجِرِ فِي مَثَلِ يَسُوعَ الذِي ضَحَّى بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ قَيِّمَةٍ،‏ كَانُوا مُصَمِّمِينَ أَلَّا يَتَخَلَّوْا عَنْ رَجَاءِ المَلَكُوتِ مَهْمَا كَانَ الثَّمَنُ.‏ (‏متى ١٣:‏٤٥،‏ ٤٦‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ هذَا المَوْقِفَ!‏

      ١٥ كَيْفَ وَضَعَتْ شَابَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ليبيريا مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟‏

      ١٥ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَتَبَنَّى كَثِيرُونَ هذَا المَوْقِفَ الجَدِيرَ بِالمَدْحِ نَفْسَهُ.‏ عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ،‏ عُرِضَ عَلَى شَابَّةٍ مَسِيحِيَّةٍ فِي ليبيريا الِالْتِحَاقُ بِالجَامِعَةِ.‏ وَفِي هذَا البَلَدِ،‏ يُعْتَبَرُ عَرْضٌ كَهذَا وَسِيلَةً لِتَأْمِينِ مُسْتَقْبَلٍ مَضْمُونٍ.‏ لكِنَّ هذِهِ الشَّابَّةَ كَانَتْ فَاتِحَةً (‏مُبَشِّرَةً كَامِلَ الوَقْتِ)‏ وَتَلَقَّتْ دَعْوَةً لِلْخِدْمَةِ كَفَاتِحَةٍ خُصُوصِيَّةٍ وَقْتِيَّةٍ.‏ فَٱخْتَارَتْ أَنْ تَطْلُبَ أَوَّلًا المَلَكُوتَ وَتَبْقَى فِي الخِدْمَةِ كَامِلَ الوَقْتِ.‏ وَقَدْ ذَهَبَتْ إِلَى تَعْيِينِهَا وَٱبْتَدَأَتْ خِلَالَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ بِـ‍ ٢١ دَرْسًا فِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ.‏ إِنَّ هذِهِ الأُخْتَ الشَّابَّةَ وَآلَافًا غَيْرَهَا يَطْلُبُونَ المَلَكُوتَ أَوَّلًا،‏ حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ التَّخَلِّيَ عَنِ الفَوَائِدِ المَادِّيَّةِ المُحْتَمَلَةِ.‏ فَكَيْفَ يُحَافِظُ هؤُلَاءِ عَلَى مَوْقِفِهِمْ فِي هذَا العَالَمِ الذِي يُعَلِّقُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى المُمْتَلَكَاتِ المَادِّيَّةِ؟‏ إِنَّهُمْ يُنَمُّونَ عَدَدًا مِنَ الصِّفَاتِ الجَيِّدَةِ.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي بَعْضًا مِنْهَا.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ لِمَاذَا الِاحْتِشَامُ مُهِمٌّ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَ الثِّقَةَ بِوُعُودِ اللّٰهِ؟‏

      ١٦ اَلِٱحْتِشَامُ.‏ يَقُولُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ:‏ «اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَه بِكُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ.‏ فِي كُلِّ طُرُقِكَ ٱلْتَفِتْ إِلَيْهِ،‏ وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ.‏ لَا تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ».‏ (‏امثال ٣:‏٥-‏٧‏)‏ أَحْيَانًا،‏ قَدْ يَبْدُو مَسْلَكٌ مُعَيَّنٌ عَمَلِيًّا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ عَالَمِيَّةٍ.‏ (‏ارميا ١٧:‏٩‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ فَإِنَّ المَسِيحِيَّ المُخْلِصَ يَلْجَأُ إِلَى يَهْوَه لِنَيْلِ الإِرْشَادِ.‏ (‏مزمور ٤٨:‏١٤‏)‏ فَهُوَ يَطْلُبُ بِٱحْتِشَامٍ مَشُورَةَ يَهْوَه ‹فِي كُلِّ طُرُقِهِ› —‏ المَسَائِلِ الجَمَاعِيَّةِ،‏ التَّعْلِيمِ أَوِ العَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ،‏ الِاسْتِجْمَامِ،‏ أَوْ غَيْرِ ذلِكَ.‏ —‏ مزمور ٧٣:‏٢٤‏.‏

      ١٧ اَلثِّقَةُ بِوُعُودِ يَهْوَه.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «يَجِبُ عَلَى الذِي يَقْتَرِبُ إِلَى اللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبأَنَّهُ يُكَافِئُ الذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ».‏ (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ فَإِذَا كُنَّا نَشُكُّ أَنَّ يَهْوَه سَيَفِي بِوُعُودِهِ،‏ فَقَدْ يَبْدُو لَنَا أَمْرًا مَنْطِقِيًّا أَنْ ‹نَسْتَعْمِلَ هذَا العَالَمَ كَامِلًا›.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا قَوِيًّا،‏ فَسَنَكُونُ عَاقِدِي العَزْمِ عَلَى طَلَبِ المَلَكُوتِ أَوَّلًا.‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟‏ بِالِاقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه مِنْ خِلَالِ مُخَاطَبَتِهِ بِٱسْتِمْرَارٍ فِي الصَّلَوَاتِ النَّابِعَةِ مِنَ القَلْبِ وَمِنْ خِلَالِ الدَّرْسِ الشَّخْصِيِّ المُنْتَظِمِ.‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ حِينَذَاكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا صَلَّى المَلِكُ دَاوُدُ:‏ «أَمَّا أَنَا فَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ يَا يَهْوَه.‏ قُلْتُ:‏ ‹أَنْتَ إِلهِي›.‏ مَا أَعْظَمَ صَلَاحَكَ».‏ —‏ مزمور ٣١:‏١٤،‏ ١٩‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كَيْفَ يُقَوِّي العَمَلُ بِدَأَبٍ ٱتِّكَالَنَا عَلَى يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ المَسِيحِيُّ مُسْتَعِدًّا لِلْقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ؟‏

      ١٨ اَلْعَمَلُ بِدَأَبٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ رَبَطَ بُولُسُ بَيْنَ الثِّقَةِ بِوُعُودِ يَهْوَه وَالعَمَلِ بِدَأَبٍ حِينَ قَالَ:‏ «نَشْتَهِي أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ هذَا الدَّأَبَ عَيْنَهُ لِحِيَازَةِ تَمَامِ يَقِينِ الرَّجَاءِ إِلَى النِّهَايَةِ».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١١‏)‏ فَإِذَا كُنَّا مَشْغُولِينَ بِخِدْمَةِ يَهْوَه،‏ فَسَوْفَ يَدْعَمُنَا.‏ وَكُلَّمَا لَمَسْنَا هذَا الدَّعْمَ،‏ ٱزْدَادَ ٱتِّكَالُنَا عَلَيْهِ وَصِرْنَا «رَاسِخِينَ،‏ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ وَهكَذَا يَتَجَدَّدُ إِيمَانُنَا وَيَقْوَى رَجَاؤُنَا.‏ —‏ افسس ٣:‏١٦-‏١٩‏.‏

      ١٩ اَلِٱسْتِعْدَادُ لِلْقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ.‏ ضَحَّى بُولُسُ بِمِهْنَةٍ لَهَا مُسْتَقْبَلٌ وَاعِدٌ لِكَيْ يَكُونَ مِنْ أَتْبَاعِ يَسُوعَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَامَ بِالِاخْتِيَارِ الصَّائِبِ،‏ رَغْمَ أَنَّ حَيَاتَهُ كَانَتْ أَحْيَانًا صَعْبَةً مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١١-‏١٣‏)‏ فَيَهْوَه لَا يَعِدُ خُدَّامَهُ بِحَيَاةٍ مُتْرَفَةٍ،‏ إِذْ إِنَّهُمْ يُقَاسُونَ أَحْيَانًا المَشَقَّاتِ.‏ لكِنَّ ٱسْتِعْدَادَنَا لِتَبْسِيطِ حَيَاتِنَا وَالقِيَامِ بِالتَّضْحِيَاتِ يُبَرْهِنُ مَدَى تَصْمِيمِنَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      ٢٠ لِمَاذَا الصَّبْرُ ضَرُورِيٌّ لِلشَّخْصِ الذِي يَضَعُ مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟‏

      ٢٠ اَلصَّبْرُ.‏ حَثَّ التِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ الرُّفَقَاءَ المَسِيحِيِّينَ:‏ «اِصْبِرُوا،‏ أَيُّهَا الإِخْوَةُ،‏ إِلَى حُضُورِ الرَّبِّ».‏ (‏يعقوب ٥:‏٧‏)‏ مِنَ الصَّعْبِ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ فِي عَصْرِ السُّرْعَةِ هذَا.‏ فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ تَجْرِيَ الأُمُورُ بِسُرْعَةٍ.‏ لكِنَّ بُولُسَ يَحُثُّنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِالذِينَ «بِالإِيمَانِ وَالصَّبْرِ يَرِثُونَ الوُعُودَ».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٢‏)‏ لِذلِكَ كُنْ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِٱنْتِظَارِ يَهْوَه.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ تَسْتَحِقُّ ٱلِٱنْتِظَارَ!‏

      ٢١ (‏أ)‏ مَاذَا نُبَرْهِنُ عِنْدَمَا نَضَعُ مَصَالِحَ المَلَكُوتِ أَوَّلًا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي المَقَالَةِ التَّالِيَةُ؟‏

      ٢١ حَقًّا،‏ إِنَّ مَشُورَةَ يَسُوعَ أَنْ نَطْلُبَ المَلَكُوتَ أَوَّلًا هِيَ عَمَلِيَّةٌ.‏ فَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذلِكَ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا حَقًّا نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَه.‏ وَهذِهِ هِيَ الطَّرِيقَةُ المَضْمُونَةُ الوَحِيدَةُ التِي يَلْزَمُ أَنْ يَتْبَعَهَا المَسِيحِيُّ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ نَصَحَنَا أَيْضًا أَنْ نُدَاوِمَ «أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ .‏ .‏ .‏ بِرِّ [اللّٰهِ]».‏ وَفِي المَقَالَةِ التَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى لِمَاذَا نَحْنُ بِحَاجَةٍ اليَوْمَ بِصُورَةٍ خَاصَّةٍ إِلَى هذَا التَّشْجِيعِ.‏

  • طلب البرّ يحمينا
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١ كانون الثاني (‏يناير)‏
    • طَلَبُ البِرِّ يَحْمِينَا

      ‏«دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ .‏ .‏ .‏ بِرِّ [اللّٰهِ]».‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَتْهُ شَابَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ،‏ وَلِمَاذَا ٱتّخَذَتْهُ؟‏

      كَانَتْ شَابَّةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي آسيا تَشْغَلُ وَظِيفَةَ سكْرتِيرَة فِي مَكْتَبٍ حُكُومِيٍّ.‏ وَقَدْ قَامَتْ بِمَسْؤُولِيَّاتِهَا بِضَمِيرٍ حَيٍّ،‏ إِذْ إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِي إِلَى عَمَلِهَا فِي وَقْتٍ بَاكِرٍ وَلَا تَتَوَانَى فِي أَدَائِهِ.‏ وَلكِنْ بِمَا أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُوَظَّفَةً مُثَبَّتَةً،‏ أُعِيدَ النَّظَرُ فِي مُؤَهِّلَاتِهَا.‏ فَقَالَ لَهَا مُدِيرُ القِسْمِ إِنَّهُ سَيُثَبِّتُهَا وَيُرَقِّيهَا شَرْطَ أَنْ تُمَارِسَ العَلَاقَاتِ الفَاسِدَةَ أَدَبِيًّا مَعَهُ.‏ لكِنَّ الأُخْتَ رَفَضَتْ عَرْضَهُ رَفْضًا قَاطِعًا،‏ حَتَّى لَوْ عَنَى ذلِكَ خَسَارَةَ وَظِيفَتِهَا.‏

      ٢ فَهَلْ كَانَتْ هذِهِ الشَّابَّةُ المَسِيحِيَّةُ غَيْرَ وَاقِعِيَّةٍ؟‏ كَلَّا.‏ فَقَدِ ٱتَّبَعَتْ بِدِقَّةٍ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «دَاوِمُوا أَوَّلًا عَلَى طَلَبِ .‏ .‏ .‏ بِرِّ [اللّٰهِ]».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ فَكَانَ ٱتِّبَاعُ المَبَادِئِ البَارَّةِ فِي نَظَرِهَا أَهَمَّ بِكَثِيرٍ مِنْ أَيَّةِ فَائِدَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَجْنِيَهَا عَنْ طَرِيقِ ٱرْتِكَابِ الفَسَادِ الأَدَبِيِّ.‏ —‏ ١ كورنثوس ٦:‏١٨‏.‏

      أَهَمِّيَّةُ البِرِّ

      ٣ مَا هُوَ البِرُّ؟‏

      ٣ تُشِيرُ كَلِمَةُ «بِرّ» إِلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ وَالنَّزَاهَةِ مِنَ النَّاحِيَةِ الأَخْلَاقِيَّةِ.‏ وَفِي الكِتَابِ المُقَدَّسِ،‏ تَنْقُلُ الكَلِمَتَانِ العِبْرَانِيَّةُ وَاليُونَانِيَّةُ فِكْرَةَ عَدَمِ ٱلِٱنْحِرَافِ عَنِ الطَّرِيقِ القَوِيمِ.‏ وَهذَا البِرُّ لَيْسَ بِرًّا ذَاتِيًّا،‏ أَيْ تَقْيِيمَ المَرْءِ لِذَاتِهِ عَلَى أَسَاسِ مَقَايِيسِهِ الخَاصَّةِ.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٥‏)‏ بَلْ هُوَ بِرٌّ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ يَهْوَه،‏ إِنَّهُ بِرُّ اللّٰهِ.‏ —‏ روما ١:‏١٧؛‏ ٣:‏٢١‏.‏

      ٤ لِمَاذَا البِرُّ مُهِمٌّ لِلْمَسِيحِيِّ؟‏

      ٤ وَلِمَاذَا البِرُّ مُهِمٌّ؟‏ لأَنَّ يَهْوَه ‹إِلهٌ بَارٌّ› يَرْضَى عَنْ شَعْبِهِ حِينَ يُمَارِسُونَ البِرَّ.‏ (‏مزمور ٤:‏١؛‏ امثال ٢:‏٢٠-‏٢٢؛‏ حبقوق ١:‏١٣‏)‏ أَمَّا الذِي يُمَارِسُ الأَعْمَالَ الأَثِيمَةَ فَلَا يُمْكِنُهُ نَيْلُ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ.‏ (‏امثال ١٥:‏٨‏)‏ لِهذَا السَّبَبِ حَثَّ الرَّسُولُ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ:‏ «اُهْرُبْ مِنَ الشَّهَوَاتِ الشَّبَابِيَّةِ،‏ وَٱسْعَ فِي أَثَرِ البِرِّ»،‏ إِضَافَةً إِلَى صِفَاتٍ مُهِمَّةٍ أُخْرَى.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏٢٢‏)‏ وَلِهذَا السَّبَبِ أَيْضًا أَدْرَجَ بُولُسُ «دِرْعَ البِرِّ» ضِمْنَ السِّلَاحِ الرُّوحِيِّ.‏ —‏ افسس ٦:‏١٤‏.‏

      ٥ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلْبَشَرِ النَّاقِصِينَ أَنْ يَطْلُبُوا البِرَّ؟‏

      ٥ طَبْعًا،‏ مَا مِنْ إِنْسَانٍ بَارٌّ بِشَكْلٍ مُطْلَقٍ.‏ فَالجَمِيعُ وَرِثُوا النَّقْصَ عَنْ آدَمَ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ الجَمِيعَ خُطَاةٌ وَغَيْرُ أَبْرَارٍ مُنْذُ الوِلَادَةِ.‏ لكِنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ نَطْلُبَ البِرَّ.‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ بَذَلَ يَسُوعُ حَيَاتَهُ الكَامِلَةَ فِدْيَةً عَنَّا.‏ وَإِذَا مَارَسْنَا الإِيمَانَ بِهذِهِ الذَّبِيحَةِ،‏ يَكُونُ يَهْوَه عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِغُفْرَانِ خَطَايَانَا.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ روما ٥:‏٨،‏ ٩،‏ ١٢،‏ ١٨‏)‏ وَعَلَى هذَا الأَسَاسِ،‏ فِيمَا نَتَعَلَّمُ مَقَايِيسَ يَهْوَه البَارَّةَ وَنَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِنَا لِبُلُوغِهَا —‏ إضَافَةً إلَى الصَّلَاةِ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ضَعَفَاتِنَا —‏ يَقْبَلُ يَهْوَه عِبَادَتَنَا.‏ (‏مزمور ١:‏٦؛‏ روما ٧:‏١٩-‏٢٥؛‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ أَمْرٍ مُشَجِّعٍ!‏

      أَبْرَارٌ فِي عَالَمٍ أَثِيمٍ

      ٦ لِمَاذَا كَانَ العَالَمُ مَكَانًا خَطِرًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى المَسِيحِيِّينَ الأَوَّلِينَ؟‏

      ٦ عِنْدَمَا تَلَقَّى تَلَامِيذُ يَسُوعَ التَّفْوِيضَ أَنْ يَكُونُوا شُهُودَهُ «إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ»،‏ كَانَتْ تَكْمُنُ أَمَامَهُمْ ظُرُوفٌ صَعْبَةٌ.‏ (‏اعمال ١:‏٨‏)‏ فَكُلُّ المُقَاطَعَةِ المُعَيَّنَةِ لَهُمْ كَانَتْ «تَحْتَ سُلْطَةِ الشِّرِّيرِ»،‏ الشَّيْطَانِ.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وَكَانَ العَالَمُ مُلَوَّثًا بِالرُّوحِ الشِّرِّيرَةِ التِي يَبُثُّهَا الشَّيْطَانُ،‏ لِذلِكَ كَانَ المَسِيحِيُّونَ سَيَتَعَرَّضُونَ لِتَأْثِيرِهِ المُفْسِدِ.‏ (‏افسس ٢:‏٢‏)‏ فَالعَالَمُ كَانَ مَكَانًا خَطِرًا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ.‏ وَلَمْ يِكُنْ بِإِمْكَانِهِمِ ٱلِٱحْتِمَالُ وَالمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ إِلَّا بِطَلَبِ بِرِّ اللّٰهِ أَوَّلًا.‏ وَبالفِعْلِ،‏ ٱحْتَمَلَ مُعْظَمُ المَسِيحِيِّينَ الأَوَّلِينَ،‏ لكِنَّ قَلِيلِينَ ٱنْحَرَفُوا عَنْ «سَبِيلِ البِرِّ».‏ —‏ امثال ١٢:‏٢٨؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١٠‏.‏

      ٧ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَتَطَلَّبُ مِنَ المَسِيحِيِّ أَنْ يُقَاوِمَ التَّأْثِيرَاتِ المُفسِدَةَ؟‏

      ٧ وَهَلِ العَالَمُ أَكْثَرُ أَمَانًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى المَسِيحِيِّينَ اليَوْمَ؟‏ كَلَّا،‏ أَلْبَتَّةَ!‏ حَتَّى إِنَّهُ أَكْثَرُ فَسَادًا مِنْهُ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ طُرِحَ الشَّيْطَانُ إِلَى الأَرْضِ وَهْوَ يَشُنُّ حَرْبًا ضَارِيَةً عَلَى المَسِيحِيِّينَ المَمْسُوحِينَ،‏ «بَاقِي نَسْلِ [المَرْأَةِ]،‏ الذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللّٰهِ وَعِنْدَهُمْ عَمَلُ الشَّهَادَةِ لِيَسُوعَ».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يُهَاجِمُ كُلَّ الذِينَ يُؤَيِّدُونَ هذَا ‹النَّسْلَ›.‏ غَيْرَ أَنَّ المَسِيحِيِّينَ لَا يُمْكِنُهُمْ تَحَاشِي العَالَمِ كُلِّيًّا.‏ فَفِي حِينَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا جُزْءًا مِنْهُ،‏ فَهُمْ مُضْطَرُّونَ أَنْ يَعِيشُوا وَسْطَهُ.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَعَلَيْهِمْ أَنْ يَكْرِزُوا فِيهِ لِلْعُثُورِ عَلَى الذِينَ لَدَيْهِمْ مَيْلٌ صَائِبٌ وَتَعْلِيمِهِمْ كَيْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لِذلِكَ،‏ بِمَا أَنَّ المَسِيحِيِّينَ لَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَتَجَنَّبُوا كَامِلًا التَّأْثِيرَاتِ المُفْسِدَةَ فِي هذَا العَالَمِ،‏ يَجِبُ عَلَيْهِمْ مُقَاوَمَتُهَا.‏ فَلْنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي أَرْبَعَةً مِنْ هذِهِ التَّأْثِيرَاتِ.‏

      شَرَكُ الفَسَادِ الأَدَبِيِّ

      ٨ لِمَاذَا ٱبْتَدَأَ الإِسْرَائِيلِيُّونَ يَعْبُدُونَ آلِهَةَ المُوآبِيِّينَ؟‏

      ٨ فِي أَوَاخِرِ رِحْلَةِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي البَرِّيَّةِ التِي دَامَتْ ٤٠ سَنَةً،‏ ٱنْحَرَفَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْهُمْ عَنْ سَبِيلِ البِرِّ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ شَهِدُوا العَدِيدَ مِنْ أَعْمَالِ الإِنْقَاذِ التِي قَامَ بِهَا يَهْوَه وَكَانُوا عَلَى عَتَبَةِ أَرْضِ المَوْعِدِ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ فِي هذِهِ اللَّحْظَةِ الحَاسِمَةِ ٱبْتَدَأُوا يَخْدُمُونَ آلِهَةَ المُوآبِيِّينَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُمُ ٱسْتَسْلَمُوا ‹لِشَهْوَةِ الجَسَدِ›.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦‏)‏ يَقُولُ السِّجِلُّ:‏ «اِبْتَدَأَ الشَّعْبُ يَفْسُقُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ».‏ —‏ عدد ٢٥:‏١‏.‏

      ٩،‏ ١٠ أَيُّ وَضْعٍ سَائِدٍ اليَوْمَ يُحَتِّمُ عَلَى المَرْءِ أَنْ يُبْقِيَ فِي ذِهْنِهِ التَّأْثِيرَ المُفْسِدَ لِشَهَوَاتِ الجَسَدِ الخَاطِئَةِ؟‏

      ٩ تُظْهِرُ هذِهِ الحَادِثَةُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِشَهَوَاتِ الجَسَدِ الخَاطِئَةِ أَنْ تُفْسِدَ الشَّخْصَ إِذَا تَخَلَّى عَنْ حَذَرِهِ.‏ لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَّعِظَ بِهَا،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّ الفَسَادَ الأَدَبِيَّ صَارَ يُعْتَبَرُ عُمُومًا نَمَطَ حَيَاةٍ مَقْبُولًا.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٦،‏ ٨‏)‏ يَقُولُ تَقْرِيرٌ مِنَ الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَةِ:‏ «قَبْلَ سَنَةِ ١٩٧٠،‏ كَانَتِ المُسَاكَنَةُ مُمَارَسَةً غَيْرَ شَرْعِيَّةٍ فِي كُلِّ الوِلَايَاتِ الأَمِيركِيَّةِ.‏ أَمَّا الآنَ فَهِيَ شَائِعَةٌ جِدًّا.‏ فَأَكْثَرُ مِنْ نِصْفِ الأَزْوَاجِ الذِينَ يَتَزَوَّجُونَ لِلْمَرَّةِ الأُولَى كَانُوا قَدْ عَاشُوا مَعًا قَبْلَ الزَّوَاجِ».‏ وَهذِهِ المُمَارَسَةُ وَغَيْرُهَا مِنْ مُمَارَسَاتِ ٱلِٱنْحِلَالِ الخُلُقِيِّ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى بَلَدٍ وَاحِدٍ.‏ فَهِيَ شَائِعَةٌ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ العَالَمِ.‏ وَمِنَ المُؤْسِفِ أَنَّ بَعْضَ المَسِيحِيِّينَ ٱتَّبَعُوا هذَا المَيْلَ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ طُرِدُوا مِنَ الجَمَاعَةِ المَسِيحِيَّةِ.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏.‏

      ١٠ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ يَجْرِي تَرْوِيجُ الفَسَادِ الأَدَبِيِّ بِشَتَّى الوَسَائِلِ.‏ فَالأَفْلَامُ السِّينَمَائِيَّةُ وَالبَرَامِجُ التِّلفِزْيُونِيَّةُ تُوحِي أَنَّ مُمَارَسَةَ الأَحْدَاثِ الجِنْسَ قَبْلَ الزَّوَاجِ هِيَ أَمْرٌ مَقْبُولٌ تَمَامًا وَأَنَّ مُضَاجَعَةَ النَّظِيرِ أَمْرٌ عَادِيٌّ.‏ وَعَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْهَا يَحْتَوِي عَلَى مَشَاهِدَ تُصَوِّرُ المُمَارَسَاتِ الجِنْسِيَّةَ بِالتَّفْصِيلِ.‏ كَمَا أَنَّ صُوَرًا كَهذِهِ مِنَ السَّهْلِ الحُصُولُ عَلَيْهَا مِنَ الإِنْتِرْنِتْ.‏ مَثَلًا،‏ ذَكَرَ مُحَرِّرٌ صُحُفِيٌّ أَنَّ ٱبْنَهُ البَالِغَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ مِنْ عُمْرِهِ رَجَعَ ذَاتَ مَرَّةٍ مِنَ المَدْرَسَةِ وَأَخْبَرَهُ بِحَمَاسٍ أَنَّ رَفِيقَهُ فِي المَدْرَسَةِ وَجَدَ مَوْقِعًا عَلَى الإِنْتِرْنِتْ يُظْهِرُ نِسَاءً عَارِيَاتٍ يَقُمْنَ بِمُمَارَسَاتٍ جِنْسِيَّةٍ،‏ وَهذَا مَا جَعَلَ الأَبَ يَرْتَاعُ.‏ لكِنَّ المُرَوِّعَ أَكْثَرَ هُوَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الأَوْلَادِ يَجِدُونَ مَوَاقِعَ مُمَاثِلَةً دُونَ أَنْ يُخْبِرُوا وَالِدِيهِمْ.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الوَالِدِينَ لَا يَعْرِفُونَ مُحْتَوَيَاتِ أَلْعَابِ الفِيديُو التِي يَلْهُو بِهَا أَوْلَادُهُمْ.‏ فَأَلْعَابٌ شَائِعَةٌ كَثِيرَةٌ تُصَوِّرُ الفَسَادَ الأَدَبِيَّ المُثِيرَ لِلِٱشْمِئْزَازِ وَالإِبْلِيسِيَّةَ وَالعُنْفَ.‏

      ١١ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُحْمَى العَائِلَةُ مِنَ الفَسَادِ الأَدَبِيِّ المُتَفَشِّي فِي العَالَمِ؟‏

      ١١ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُقَاوِمَ العَائِلَةُ هذِهِ «التَّسْلِيَةَ» المُنْحَطَّةَ؟‏ بِطَلَبِ بِرِّ اللّٰهِ أَوَّلًا،‏ رَافِضِينَ ٱلِٱنْهِمَاكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ فَاسِدٍ أَدَبِيًّا.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤؛‏ افسس ٥:‏٣‏)‏ فَالوَالِدُونَ الذِينَ يُرَاقِبُونَ عَنْ كَثَبٍ نَشَاطَاتِ أَوْلَادِهِمْ وَيَغْرِسُونَ فِي أَوْلَادِهِمِ المَحَبَّةَ لِيَهْوَه وَلِشَرَائِعِهِ البَّارَّةِ يُحَصِّنُونَهُمْ ضِدَّ الفَنِّ الإِبَاحِيِّ،‏ أَلْعَابِ الفِيديُو الإِبَاحِيَّةِ،‏ الأَفْلَامِ السِّينَمَائِيَّةِ الفَاسِدَةِ أَدَبِيًّا،‏ وَالإِغْرَاءَاتِ الأَثِيمَةِ الأُخْرَى.‏ —‏ تثنية ٦:‏٤-‏٩‏.‏a

      اَلضَّغْطُ الذِي يُمَارِسُهُ المُجْتَمَعُ

      ١٢ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ نَشَأَتْ فِي القَرْنِ الأَوَّلِ؟‏

      ١٢ عِنْدَمَا كَانَ بُولُسُ فِي لِسْتَرَةَ،‏ آسيَا الصُّغْرَى،‏ شَفَى رَجُلًا بِطَرِيقَةٍ عَجَائِبِيَّةٍ.‏ تَقُولُ الرِّوَايَةُ:‏ «لَمَّا رَأَى الجُمُوعُ مَا فَعَلَ بُولُسُ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ،‏ قَائِلِينَ بِاللُّغَةِ اللِّيكَأُونِيَّةِ:‏ ‹قَدْ تَشَبَّهَ الآلِهَةُ بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا!‏›.‏ وَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا زَفْسًا،‏ وَبُولُسَ هِرْمِسَ لِأَنَّهُ هُوَ كَانَ المُتَقَدِّمَ فِي الكَلَامِ».‏ (‏اعمال ١٤:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَلكِنْ لَاحِقًا،‏ أَرَادَتْ هذِهِ الجُمُوعُ نَفْسُهَا أَنْ تَقْتُلَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٩‏)‏ فَمِنَ الوَاضِحِ أَنَّ هؤُلَاءِ الأَشْخَاصَ كَانُوا سَرِيعِي التَّأَثُّرِ بِالضَّغْطِ الذِي يُمَارِسُهُ المُجْتَمَعُ.‏ وَيَبْدُو أَنَّهُ حِينَ صَارَ البَعْضُ مِنْ سُكَّانِ هذِهِ المِنْطَقَةِ مَسِيحِيِّينَ،‏ ٱحْتَفَظُوا بِعَادَاتِهِمِ المُرْتَبِطَةِ بِالخُرَافَاتِ.‏ فَقَدْ حَذَّرَ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى المَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِي مِنَ ‹التَّدَيُّنِ لِلْمَلَائِكَةِ›.‏ —‏ كولوسي ٢:‏١٨‏.‏

      ١٣ مَا هِيَ بَعْضُ العَادَاتِ التِي عَلَى المَسِيحِيِّ أَنْ يَتَجَنَّبَهَا،‏ وَمَاذَا يُقَوِّيهِ عَلَى فِعْلِ ذلِكَ؟‏

      ١٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبَ المَسِيحِيُّونَ الحَقِيقِيُّونَ العَادَاتِ الرَّائِجَةَ المُؤَسَّسَةَ عَلَى الأَفْكَارِ الدِّينِيَّةِ البَاطِلَةِ وَالمُخَالِفَةِ لِلْمَبَادِئِ المَسِيحِيَّةِ.‏ فَفِي بَعْضِ البُلْدَانِ مَثَلًا،‏ مِنَ الشَّائِعِ مُمَارَسَةُ الكَثِيرِ مِنَ الطُّقُوسِ المُرْتَبِطَةِ بِالوِلَادَةِ وَالمَوْتِ وَالمُؤَسَّسَةِ عَلَى الكِذْبَةِ القَائِلَةِ أَنَّ الرُّوحَ تَبْقَى حَيَّةً بَعْدَ المَوْتِ.‏ (‏جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠‏)‏ وَفِي بُلْدَانٍ أُخْرَى،‏ تُمَارَسُ عَادَةُ جَدْعِ الأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّةِ لِلْإِنَاثِ.‏b وَهذِهِ العَادَةُ هِيَ مُمَارَسَةٌ وَحْشِيَّةٌ،‏ غَيْرُ ضَرُورِيَّةٍ،‏ وَلَا تَنْسَجِمُ مَعَ العِنَايَةِ الحُبِّيَّةِ التِي يَدِينُ بِهَا الوَالِدُونَ لِأَوْلَادِهِمْ.‏ (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧؛‏ افسس ٦:‏٤‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَاوِمَ المَسِيحِيُّونَ ضَغْطَ المُجْتَمَعِ وَيَتَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَاتٍ كَهذِهِ؟‏ بِالِٱتِّكَالِ كَامِلًا عَلَى يَهْوَه.‏ (‏مزمور ٣١:‏٦‏)‏ فَٱلْإِلهُ البَارُّ سَيُقَوِّي وَيَعْتَنِي بِالذِينَ يَقُولُونَ لَهُ مِنْ صَمِيمِ قَلْبِهِمْ:‏ «أَنْتَ مَلْجَإِي وَمَعْقِلِي،‏ إِلهِي الذِي أَتَّكِلُ عَلَيْهِ».‏ —‏ مزمور ٩١:‏٢؛‏ امثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

      لَا تَنْسَ يَهْوَه

      ١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أعْطَاهُ يَهْوَه لِلإِسْرَائِيلِيينَ قُبَيْلَ دُخُولِهِمْ أَرْضَ المَوْعِدِ؟‏

      ١٤ قُبَيْلَ دُخُولِ الإِسْرَائِيلِيِّينَ أَرْضَ المَوْعِدِ،‏ حَذَّرَهُمْ يَهْوَه لِئَلَّا يَنْسَوْهُ.‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِحْذَرْ لِنَفْسِكَ أَنْ تَنْسَى يَهْوَه إِلهَكَ وَلَا تَحْفَظَ وَصَايَاهُ وَأَحْكَامَهُ وَسُنَنَهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ،‏ لِئَلَّا تَأْكُلَ وَتَشْبَعَ،‏ وَتَبْنِيَ بُيُوتًا جَيِّدَةً وَتَسْكُنَ فِيهَا،‏ وَيَكْثُرَ بَقَرُكَ وَغَنَمُكَ،‏ وَتَكْثُرَ لَكَ الفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَيَكْثُرَ كُلُّ مَا لَكَ،‏ فَيَرْتَفِعَ قَلْبُكَ وَتَنْسَى يَهْوَه إِلهَكَ».‏ —‏ تثنية ٨:‏١١-‏١٤‏.‏

      ١٥ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَنَّنَا لَمْ نَنْسَ يَهْوَه؟‏

      ١٥ وَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ أَمْرٌ مُمَاثِلٌ لَنَا اليَوْمَ؟‏ نَعَمْ،‏ إِذَا لَمْ نَضَعْ أَوْلَوِيَّاتِنَا بِشَكْلٍ صَائِبٍ.‏ وَلكِنْ إِذَا كُنَّا نَطْلُبُ بِرَّ اللّٰهِ أَوَّلًا،‏ فَسَتَكُونُ العِبَادَةُ النَّقِيَّةُ أَهَمَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَ ‹سَنَشْتَرِي كُلَّ وَقْتٍ مُؤَاتٍ› وَنَمْتَلِكُ رُوحَ الإِلْحَاحِ فِي خِدْمَتِنَا،‏ كَمَا شَجَّعَنَا بُولُسُ.‏ (‏كولوسي ٤:‏٥؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ إِذَا كَانَ حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَخِدْمَةُ الحَقْلِ أَقَلَّ أَهَمِّيَّةً مِنَ ٱلِٱسْتِجْمَامِ وَالتَّسْلِيَةِ،‏ فَسَنَنْسَى يَهْوَه بِمَعْنَى أَنَّنَا سَنَضَعُهُ فِي مَرْتَبَةٍ ثَانَوِيَّةٍ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ النَّاسَ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَيَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ دُونَ مَحَبَّةٍ للّٰهِ».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤‏)‏ لِذلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَمْتَحِنَ المَسِيحِيُّونَ المُخْلِصُونَ أَنْفُسَهُمْ بِٱسْتِمْرَارٍ لِيَتَأَكَّدُوا مِنْ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَأَثَّرُوا بِطَرِيقَةِ التَّفْكِيرِ هذِهِ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١٣:‏٥‏.‏

      اِحْتَرِسْ مِنْ رُوحِ ٱلِٱسْتِقْلَالِ

      ١٦ أَيَّةُ رُوحٍ أَعْرَبَتْ عَنْهَا حَوَّاءُ وَالبَعْضُ فِي أَيَّامِ بُولُسَ؟‏

      ١٦ فِي عَدْنٍ،‏ نَجَحَ الشَّيْطَانُ فِي ٱسْتِغْلَالِ رَغْبَةِ حَوَّاءَ الأَنَانِيَّةِ فِي ٱلِٱسْتِقْلَالِ.‏ فَقَدْ أَرَادَتْ أَنْ تَتَّخِذَ هِيَ بِنَفْسِهَا القَرَارَاتِ المُتَعَلِّقَةَ بِالصَّوَابِ وَالخَطَإِ.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ وَفِي القَرْنِ الأَوَّلِ،‏ ٱمْتَلَكَ البَعْضُ فِي جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ أَيْضًا رُوحَ ٱلِٱسْتِقْلَالِ،‏ إِذِ ٱعْتَقَدُوا أَنَّ لَدَيْهِمْ مَعْرِفَةً أَكْثَرَ مِنْ بُولُسَ.‏ وَقَدْ دَعَاهُمْ بُولُسُ بِتَهَكُّمٍ فَائِقِي الرُّسُلِ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٣-‏٥؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٣-‏٥‏.‏

      ١٧ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَجَنُّبُ رُوحِ ٱلِٱسْتِقْلَالِ؟‏

      ١٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ كَثِيرُونَ فِي العَالَمِ هُمْ ‹جَامِحُونَ وَمُنْتَفِخُونَ بِالكِبْرِيَاءِ›.‏ وَقَدْ تَأَثَّرَ بَعْضُ المَسِيحِيِّينَ بِطَرِيقَةِ التَّفْكِيرِ هذِهِ.‏ حَتَّى إِنَّ البَعْضَ صَارُوا مُقَاوِمِينَ لِلْحَقِّ.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٤؛‏ فيلبي ٣:‏١٨‏)‏ لِذلِكَ فِي المَسَائِلِ المُتَعَلِّقَةِ بِالعِبَادَةِ الحَقَّةِ،‏ مِنَ الضَّرُورِيِّ أَنْ نَلْتَجِئَ إِلَى يَهْوَه طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ وَنَتَعَاوَنَ مَعَ «العَبْدِ الأَمِينِ الفَطِينِ» وَشُيُوخِ الجَمَاعَةِ.‏ فَهذِهِ هِيَ إِحْدَى الطَّرَائِقِ لِطَلَبِ البِرِّ،‏ وَهِيَ تَحْمِينَا مِنْ رُوحِ ٱلِٱسْتِقْلَالِ.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ مزمور ٢٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ اشعيا ٣٠:‏٢١‏)‏ كَمَا أَنَّ جَمَاعَةَ المَمْسُوحِينَ هِيَ «عَمُودُ الحَقِّ وَدِعَامَتُهُ»،‏ وَهِيَ تَدْبِيرٌ مِنْ يَهْوَه لِحِمَايَتِنَا وَإِرْشَادِنَا.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ وَإِدْرَاكُنَا لِدَوْرِهَا المُهِمِّ يُسَاعِدُنَا ‹أَلَّا نَعْمَلَ شَيْئًا عَنْ عُجْبٍ› فِيمَا نُذْعِنُ بِتَوَاضُعٍ لِمَشِيئَةِ يَهْوَه البَارَّةِ.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٢-‏٤؛‏ امثال ٣:‏٤-‏٦‏.‏

      اِقْتَدِ بِيَسُوعَ

      ١٨ فِي أَيِّ مَجَالٍ يَجْرِي تَشْجِيعُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِيَسُوعَ؟‏

      ١٨ يَتَنَبَّأُ الكِتَابُ المُقَدَّسُ عَنْ يَسُوعَ:‏ «أَحْبَبْتَ البِرَّ وَأَبْغَضْتَ الشَّرَّ».‏ (‏مزمور ٤٥:‏٧؛‏ عبرانيين ١:‏٩‏)‏ فَيَا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ جَدِيرٍ بِالِاقْتِدَاءِ!‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏١‏)‏ فَيَسُوعُ لَمْ يَعْرِفْ مَقَايِيسَ يَهْوَه المُسْتَقِيمَةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَحَبَّهَا أَيْضًا.‏ لِذلِكَ عِنْدَمَا جَرَّبَهُ الشَّيْطَانُ فِي البَرِّيَّةِ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ بَلْ كَانَ ثَابِتًا فِي رَفْضِهِ ٱلِٱنْحِرَافَ عَنْ «سَبِيلِ البِرِّ».‏ —‏ امثال ٨:‏٢٠؛‏ متى ٤:‏٣-‏١١‏.‏

      ١٩،‏ ٢٠ مَا هِيَ بَعْضُ فَوَائِدِ طَلَبِ البِرِّ؟‏

      ١٩ إِنَّ شَهَوَاتِ الجَسَدِ الأَثِيمَةَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ قَوِيَّةً.‏ (‏روما ٧:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَلكِنْ إِذَا كَانَ البِرُّ مُهِمًّا فِي نَظَرِنَا وَعَزِيزًا عَلَى قُلُوبِنَا،‏ فَسَيُقَوِّينَا ذلِكَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى الشَّرِّ.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١٦٥‏)‏ فَالمَحَبَّةُ العَمِيقَةُ لِلْبِرِّ سَتَحْمِينَا حِينَ نُوَاجِهُ أَوْضَاعًا تُغْرِينَا بِٱرْتِكَابِ الخَطَإِ.‏ (‏امثال ٤:‏٤-‏٦‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِلتَّجْرِبَةِ هُوَ بِمَثَابَةِ ٱنْتِصَارٍ لِلشَّيْطَانِ.‏ فَكَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نُقَاوِمَهُ،‏ بِحَيْثُ يَكُونُ يَهْوَه هُوَ المُنْتَصِرَ!‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١؛‏ يعقوب ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ٢٠ بِمَا أَنَّ المَسِيحِيِّينَ الحَقِيقِيِّينَ يَطْلُبُونَ البِرَّ،‏ فَهُمْ مُمْتَلِئُونَ «مِنْ ثَمَرِ البِرِّ،‏ الذِي هُوَ بِيَسُوعَ المَسِيحِ،‏ لِمَجْدِ اللّٰهِ وَتَسْبِيحِهِ».‏ (‏فيلبي ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وَهُمْ يَلْبَسُونَ «الشَّخْصِيَّةَ الجَدِيدَةَ التِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللّٰهِ فِي البِرِّ وَالوَلَاءِ الحَقِيقِيَّيْنِ».‏ (‏افسس ٤:‏٢٤‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ لِيَهْوَه وَيَحْيَوْنَ لِيَخْدُمُوهُ،‏ لَا لِيُرْضُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ (‏روما ١٤:‏٨؛‏ ١ بطرس ٤:‏٢‏)‏ فَهذَا مَا يَسْتَحْوِذُ عَلَى أَفْكَارِهِمْ وَيُوَجِّهُ تَصَرُّفَاتِهِمْ.‏ فَمَا أَعْظَمَ الفَرَحَ الذِي يَجْلُبُونَهُ لِقَلْبِ أَبِيهِمِ السَّمَاوِيِّ!‏ —‏ امثال ٢٣:‏٢٤‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَجِدُوا ٱقْتِرَاحَاتٍ قَيِّمَةً حَوْلَ حِمَايَةِ عَائِلَتِهِمْ مِنَ التَّأْثِيرَاتِ الفَاسِدَةِ أَدَبِيًّا فِي كِتَابِ سِرُّ السَّعَادَةِ العَائِلِيَّةِ‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b كَانَتْ مُمَارَسَةُ جَدْعِ الأَعْضَاءِ التَّنَاسُلِيَّةِ لِلْإِنَاثِ تُدْعَى سَابِقًا خِتَانَ الإِنَاثِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة