مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اع الفصل ٣٥
  • اشهر موعظة أُعطيت على الاطلاق

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اشهر موعظة أُعطيت على الاطلاق
  • اعظم انسان عاش على الاطلاق
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • من هم السعداء حقا؟‏
  • مقياس رفيع لأتباعه
  • الصلاة،‏ والثقة باللّٰه
  • الطريق الى الحياة
  • الموعظة الشهيرة على الجبل
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
  • الطريق الى الحياة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
  • مقياس رفيع لأتباعه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
  • الصلاة،‏ والثقة باللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٧
المزيد
اعظم انسان عاش على الاطلاق
اع الفصل ٣٥

الفصل ٣٥

اشهر موعظة أُعطيت على الاطلاق

المشهد هو واحد من المشاهد الاكثر جدارة بأن تُذكر في تاريخ الكتاب المقدس:‏ يسوع يجلس في منحدر جبل،‏ ملقيا موعظته الشهيرة على الجبل.‏ المكان هو قرب بحر الجليل،‏ وربما في جوار كفرناحوم.‏ بعد قضاء الليل كله في الصلاة،‏ اختار يسوع الآن ١٢ من تلاميذه ليكونوا رسلا.‏ ثم،‏ معهم جميعا،‏ ينزل الى هذا الموضع السهل من الجبل.‏

والآن،‏ قد تفكرون،‏ يجب ان يكون يسوع تعبا جدا ويرغب في شيء من النوم.‏ ولكنّ جموعا كثيرة اتت،‏ بعضهم من اليهودية واورشليم على بعد ٦٠ الى ٧٠ ميلا (‏١٠٠ الى ١١٠ كلم)‏.‏ وآخرون اتوا من ساحل صور وصيداء الواقعتين شمالا.‏ لقد اتوا ليسمعوا يسوع ويشفوا من امراضهم.‏ وكان هنالك ايضا اشخاص معذَّبون من الابالسة،‏ الملائكة الاشرار للشيطان.‏

واذ ينزل يسوع يقترب اليه الاشخاص المرضى ليلمسوه فيشفيهم جميعا.‏ وبعد ذلك يبدو ان يسوع يتسلق موضعا اعلى في الجبل.‏ وهنا يجلس ويبدأ بتعليم الجموع المنتشرة في الموضع السهل امامه.‏ تأملوا في ذلك!‏ لا يوجد الآن حتى ولا شخص واحد بين الحاضرين جميعا يشكو من عجز خطير!‏

ويتشوق الشعب الى سماع المعلم القادر على انجاز هذه العجائب المذهلة.‏ إلا ان يسوع يلقي موعظته بشكل رئيسي لفائدة تلاميذه المجتمعين على الارجح حوله وأقرب ما يمكن اليه.‏ ولكن لنتمكن من الاستفادة نحن ايضا سجَّلها متى ولوقا كلاهما.‏

وطول رواية متى للموعظة هو حوالي اربعة اضعاف طول رواية لوقا.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فان اجزاء مما يسجله متى يقدمها لوقا كأمور قالها يسوع في وقت آخر اثناء خدمته،‏ كما يمكن ملاحظته بمقارنة متى ٦:‏٩-‏١٣ بلوقا ١١:‏١-‏٤‏،‏ ومتى ٦:‏​٢٥-‏٣٤ بلوقا ١٢:‏​٢٢-‏٣١‏.‏ ومع ذلك لا يجب ان يكون ذلك مدهشا.‏ فمن الواضح ان يسوع علَّم الامور نفسها اكثر من مرة،‏ وقد اختار لوقا ان يسجِّل بعض هذه التعاليم في مكان مختلف.‏

وما يجعل موعظة يسوع قيِّمة للغاية ليس فقط عمق محتوياتها الروحية وانما البساطة والوضوح الذي به يقدم هذه الحقائق.‏ وهو يعتمد على الاختبارات العادية ويستعمل امورا مألوفة عند الشعب،‏ جاعلا بالتالي افكاره مفهومة بسهولة من جميع الذين يطلبون حياة افضل في طريق اللّٰه.‏

من هم السعداء حقا؟‏

كل فرد يريد ان يكون سعيدا.‏ واذ يدرك يسوع ذلك يبتدئ موعظته على الجبل واصفا اولئك الذين هم سعداء حقا.‏ وكما يمكننا ان نتصور،‏ يجذب ذلك فورا انتباه حضوره الكثير العدد.‏ ورغم ذلك،‏ لا بد ان تبدو كلماته الافتتاحية متناقضة لكثيرين.‏

يبتدئ يسوع موجها تعليقاته الى تلاميذه:‏ «طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت اللّٰه.‏ طوباكم ايها الجياع الآن لانكم تُشبعون.‏ طوباكم ايها الباكون الآن لانكم ستضحكون.‏ طوباكم اذا ابغضكم الناس .‏ .‏ .‏ افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا.‏ فهوذا اجركم عظيم في السماء.‏»‏

هذه رواية لوقا لمقدمة موعظة يسوع.‏ ولكن حسب سجل متى يقول يسوع ايضا ان الودعاء والرحماء والانقياء القلب وصانعي السلام هم سعداء.‏ وهؤلاء هم سعداء،‏ يذكر يسوع،‏ لانهم يرثون الارض،‏ ويُرحمون،‏ ويعاينون اللّٰه،‏ وأبناء اللّٰه يُدعون.‏

ولكنَّ ما يعنيه يسوع بكون المرء سعيدا ليس مجرد كونه جذلا او مرحا،‏ كما عندما يلهو.‏ فالسعادة الحقيقية هي اعمق،‏ حاملة فكرة القناعة،‏ الشعور بالاكتفاء والانجاز في الحياة.‏

فاولئك الذين هم سعداء حقا،‏ يُظهر يسوع،‏ هم اناس يدركون حاجتهم الروحية،‏ وتحزنهم حالتهم الخاطئة،‏ ويأتون الى معرفة اللّٰه وخدمته.‏ وحتى اذا جرى ابغاضهم او اضطهادهم من اجل صنع مشيئة اللّٰه يكونون سعداء اذ يعرفون انهم يسرّون اللّٰه وسينالون مكافأته للحياة الابدية.‏

ولكنّ كثيرين من سامعي يسوع،‏ تماما كبعض الناس اليوم،‏ يعتقدون ان الازدهار والتمتع بالملذات هو ما يجعل الشخص سعيدا.‏ يعرف يسوع خلافا لذلك.‏ واذ يلفت الانتباه الى تباين لا بد ان يدهش كثيرين من سامعيه يقول:‏

‏«ويل لكم ايها الاغنياء.‏ لانكم قد نلتم عزاءكم.‏ ويل لكم ايها الشباعى لانكم ستجوعون.‏ ويل لكم ايها الضاحكون الآن لانكم ستحزنون وتبكون.‏ ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا.‏ لانه هكذا كان آباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة.‏»‏

فماذا يعني يسوع؟‏ ولماذا امتلاك الغنى والسعي وراء الملذّات بضحك والتمتع باستحسان الناس يجلب الويل؟‏ لانه عندما يمتلك الشخص هذه الاشياء ويتعلق بها تُستثنى من حياته خدمة اللّٰه،‏ التي تجلب وحدها السعادة الحقيقية.‏ وفي الوقت نفسه،‏ لم يعنِ يسوع ان مجرد كون الشخص فقيرا وجائعا وحزينا يجعله سعيدا.‏ ولكن،‏ في الغالب،‏ يمكن ان يتجاوب مثل هؤلاء الاشخاص المحرومين مع تعاليم يسوع،‏ وبذلك يتباركون بالسعادة الحقيقية.‏

بعد ذلك يقول يسوع مخاطبا تلاميذه:‏ «انتم ملح الارض.‏» انه طبعا لا يعني انهم حرفيا ملح.‏ فالملح هو حافظ.‏ وتوضع كومة كبيرة منه قرب المذبح في هيكل يهوه،‏ والكهنة القائمون بالخدمة هناك استخدموه لتمليح التقدمات.‏

ان تلاميذ يسوع هم «ملح الارض» بمعنى أن لهم تأثيرا حافظا في الناس.‏ وفي الواقع،‏ ان الرسالة التي يحملونها ستحفظ حياة جميع الذين يتجاوبون معها!‏ وهي ستجلب لحياة مثل هؤلاء الاشخاص صفات الاستمرار والولاء والامانة،‏ مانعة ايّ فساد روحي وأدبي فيهم.‏

‏«انتم نور العالم،‏» يقول يسوع لتلاميذه.‏ فالسراج لا يوضع تحت المكيال بل على المنارة،‏ ولذلك يقول يسوع:‏ «فليضئ نوركم هكذا قدام الناس.‏» ويفعل تلاميذ يسوع ذلك بشهادتهم العلنية،‏ بالاضافة الى خدمتهم كأمثلة مضيئة للسلوك الذي ينسجم مع مبادئ الكتاب المقدس.‏

مقياس رفيع لأتباعه

يعتبر القادة الدينيون يسوع متعديا على ناموس اللّٰه حتى انهم مؤخرا تآ‌مروا ليقتلوه.‏ ولذلك اذ يتابع يسوع موعظته على الجبل يشرح:‏ «لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس او الانبياء.‏ ما جئت لانقض بل لاكمّل.‏»‏

يملك يسوع الاعتبار الاسمى لناموس اللّٰه ويشجع الآخرين على حيازة الاعتبار عينه ايضا.‏ وفي الواقع،‏ يقول:‏ «فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى وعلّم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السموات،‏» مما يعني ان شخصا كهذا لن يدخل الملكوت اطلاقًا.‏

وبعيدًا عن الاحتقار لناموس اللّٰه يدين يسوع حتى المواقف التي تساهم في نقض الشخص له.‏ فبعد الاشارة الى ان الناموس يقول،‏ «لا تقتل،‏» يضيف يسوع:‏ «وأما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.‏»‏

وبما ان استمرار الغضب على عشير ما خطير جدا،‏ وربما يقود ايضا الى القتل،‏ يوضح يسوع الحد الذي يجب على المرء ان يصل اليه تحقيقا للسلام.‏ يأمر:‏ «فان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت أن لاخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب اولاً اصطلح مع اخيك.‏ وحينئذ تعال وقدم قربانك.‏»‏

واذ يلفت الانتباه الى الوصية السابعة من الوصايا العشر يتابع يسوع:‏ «قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن.‏» ولكنّ يسوع يدين حتى الموقف الثابت من الزنا.‏ «اقول لكم ان كل من ينظر الى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.‏»‏

لا يتكلم يسوع هنا عن مجرد فكرة عابرة فاسدة ادبيا بل عن الاستمرار في النظر‏.‏ فنظر مستمر كهذا يثير الرغبة الشهوانية التي،‏ ان سنحت الفرصة،‏ يمكن ان تبلغ الذروة في الزنا.‏ وكيف يمكن للشخص ان يمنع حدوث ذلك؟‏ يوضح يسوع كيف يمكن ان تكون الاجراءات الصارمة ضرورية اذ يقول:‏ «فان كانت عينك اليمنى تُعثرك فاقلعها وألقها عنك.‏ .‏ .‏ .‏ وان كانت يدك اليمنى تُعثرك فاقطعها وألقها عنك.‏»‏

غالبا ما يرغب الناس في ان يضحوا بعضو حرفي مريض بغية انقاذ حياتهم.‏ ولكن،‏ حسب قول يسوع،‏ من الحيوي اكثر ايضا ان ‹يُلقوا› أي شيء،‏ حتى ولو كان شيئا ثمينا كالعين او اليد،‏ لكي يتجنبوا التفكير الفاسد والاعمال الفاسدة ادبيا.‏ وإلا،‏ يشرح يسوع،‏ فان اشخاصا كهؤلاء سيلقون في جهنم (‏كومة نفايات مشتعلة قرب اورشليم)‏،‏ التي ترمز الى الهلاك الابدي.‏

ويناقش يسوع ايضا كيفية التعامل مع الناس الذين يسببون الأذى والاساءة.‏ ومشورته هي:‏ «لا تقاوموا الشر.‏ بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر ايضا.‏» لا يعني يسوع ان الشخص لا يجب ان يدافع عن نفسه او عائلته اذا هوجم.‏ فاللطمة لا يُقصد بها اذية الشخص الآخر جسديا،‏ بل بالحري الاهانة.‏ ولذلك فان ما يقوله يسوع هو انه اذا حاول احد ان يثير القتال او الجدال،‏ إن باللطم الحرفي باليد المفتوحة او باللسع بكلمات مهينة،‏ فمن الخطإ الانتقام.‏

وبعد لفت الانتباه الى ناموس اللّٰه لمحبة المرء قريبه يصرّح يسوع:‏ ‹أما انا فأقول لكم أحبوا اعداءكم.‏ وصلّوا لاجل الذين يضطهدونكم.‏› واذ يزوّد سببا قويا لذلك يضيف:‏ «[وهكذا تكونون] ابناء ابيكم الذي في السموات.‏ فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين.‏»‏

ويختتم يسوع هذا الجزء من موعظته بالنصح:‏ «فكونوا انتم كاملين كما أن اباكم الذي في السموات هو كامل.‏» ولا يعني يسوع انه يمكن للناس ان يكونوا كاملين بالمعنى المطلق.‏ وبالأحرى يمكنهم،‏ تمثلاً باللّٰه،‏ ان يوسعوا محبتهم لتشمل حتى اعداءهم.‏ ورواية لوقا المناظرة تسجل كلمات يسوع:‏ «فكونوا رحماء كما أن اباكم ايضا رحيم.‏»‏

الصلاة،‏ والثقة باللّٰه

فيما يواصل يسوع موعظته يدين رياء الناس الذين يعرضون تقواهم المزعومة.‏ «متى صنعت صدقة،‏» يقول،‏ «فلا تصوِّت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون.‏»‏

ويتابع يسوع،‏ «ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين.‏ فانهم يحبّون ان يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس.‏» ويأمر بالاحرى:‏ «متى صليت فادخل الى مخدعك وأغلق بابك وصلِّ الى ابيك الذي في الخفاء.‏» ويسوع نفسه قدم صلوات علنية،‏ ولذلك فهو لا يدينها.‏ وما يشجبه هو الصلوات التي تقال للتأثير في السامعين وكسب تملّقات اعجابهم.‏

وينصح يسوع ايضا:‏ «حينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلا كالامم.‏» لا يعني يسوع ان التكرار بحد ذاته خطأ.‏ فذات مرة استخدم تكرارا هو نفسه «الكلام بعينه» عندما صلى.‏ ولكنّ ما يرفضه هو قول عبارات مستظهَرة ‹تكرارا،‏› بالطريقة التي يفعلها اولئك الذين يمسُّون السُّبحة بأصابعهم فيما يكررون صلواتهم حفظا.‏

ولمساعدة سامعيه على الصلاة يزوّد يسوع صلاة نموذجية تشمل سبعة التماسات.‏ فالثلاثة الاولى تعترف بحق بسلطان اللّٰه ومقاصده.‏ انها طلبات من اجل تقديس اسم اللّٰه،‏ واتيان ملكوته،‏ وفعل مشيئته.‏ والاربعة المتبقية هي طلبات شخصية،‏ اي من اجل الطعام اليومي،‏ ومن اجل غفران الخطايا،‏ وعدم التجربة فوق الاحتمال،‏ والنجاة من الشرير.‏

واذ يتابع يسوع يتحدث عن فخ التشديد غير الملائم على الممتلكات المادية.‏ ويحث:‏ «لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض حيث يُفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون.‏» فليست كنوز كهذه فانية فحسب ولكنها لا تبني اي استحقاق عند اللّٰه.‏

لذلك يقول يسوع:‏ «بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء.‏» ويكون ذلك بوضع خدمة اللّٰه اولا في حياتكم.‏ ولا احد يمكنه سلب الاستحقاق المتجمع على هذا النحو عند اللّٰه او مكافأته العظيمة.‏ ثم يضيف يسوع:‏ «حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا.‏»‏

واذ يتحدث يسوع ايضا عن فخ المادية يعطي الايضاح:‏ «سراج الجسد هو العين.‏ فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيِّرا.‏ وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما.‏» فالعين التي تعمل كما ينبغي هي للجسد كسراج مضيء في مكان مظلم.‏ ولكن لكي ترى على نحو صحيح يجب ان تكون العين بسيطة،‏ اي يجب ان تركِّز على شيء واحد.‏ والعين غير المركَّزة تؤدي الى تقدير خاطئ للامور والى وضع المساعي المادية امام خدمة اللّٰه بنتيجة صيرورة ‹الجسد كله› مظلما.‏

يبلغ يسوع ذروة هذه القضية بالايضاح القوي:‏ «لا يقدر احد ان يخدم سيدين.‏ لانه إما ان يُبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر.‏ لا تقدرون ان تخدموا اللّٰه والمال.‏»‏

بعد اعطاء هذه المشورة يؤكد يسوع لسامعيه انه لا يلزمهم ان يقلقوا بشأن حاجاتهم المادية اذا وضعوا خدمة اللّٰه اولا.‏ «انظروا الى طيور السماء،‏» يقول،‏ «انها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن.‏ وابوكم السماوي يقوتها.‏» ثم يسأل:‏ «ألستم انتم بالحري أفضل منها.‏»‏

بعد ذلك يشير يسوع الى زنابق الحقل ويقول انه «ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.‏ فان كان،‏» يتابع،‏ «عشب الحقل .‏ .‏ .‏ يُلبسه اللّٰه هكذا أفليس بالحري جدا يُلبسكم انتم يا قليلي الايمان.‏» ولذلك يختتم يسوع:‏ «لا تهتموا قائلين ماذا نأكل او ماذا نشرب او ماذا نلبس.‏ .‏ .‏ .‏ لان اباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها.‏ لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه كلها تزاد لكم.‏»‏

الطريق الى الحياة

الطريق الى الحياة هو ذاك الذي للتقيّد بتعاليم يسوع.‏ ولكن ليس من السهل فعل ذلك.‏ والفريسيون،‏ مثلا،‏ يميلون الى ان يدينوا الآخرين بقسوة،‏ وعلى الارجح يتمثَّل بهم كثيرون.‏ وهكذا اذ يواصل يسوع موعظته على الجبل يعطي هذا التحذير:‏ «لا تدينوا لكي لا تُدانوا.‏ لانكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون.‏»‏

من الخطر ان نتبع قيادة الفريسيين الانتقاديين جدا.‏ وبحسب رواية لوقا،‏ يوضح يسوع هذا الخطر قائلا:‏ «هل يقدر اعمى ان يقود اعمى.‏ أما يسقط الاثنان في حفرة.‏»‏

وكون المرء انتقاديا للآخرين اكثر من اللازم،‏ مكبِّرا اخطاءهم ومضايقا اياهم،‏ هو اساءة خطيرة.‏ ولذلك يسأل يسوع:‏ «كيف تقول لاخيك دعني أُخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك.‏ يا مرائي أَخرج اولا الخشبة من عينك.‏ وحينئذ تُبصر جيدا ان تُخرج القذى من عين اخيك.‏»‏

لا يعني ذلك ان تلاميذ يسوع لا يجب ان يستعملوا التمييز في ما يتعلق بالناس الآخرين،‏ لانه يقول:‏ «لا تعطوا القدس للكلاب.‏ ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير.‏» ان الحقائق من كلمة اللّٰه مقدسة.‏ وهي كدرر مجازية.‏ ولكن اذا كان بعض الافراد،‏ الذين هم كالكلاب او الخنازير،‏ لا يُظهرون ايّ تقدير لهذه الحقائق الثمينة يجب على تلاميذ يسوع ان يتركوا هؤلاء الناس ويفتشوا عن اولئك الذين يكونون اكثر تقبلا.‏

رغم ان يسوع ناقش الصلاة سابقا في موعظته على الجبل،‏ يشدد الآن على الحاجة الى المواظبة عليها.‏ «اسألوا تعطوا،‏» يحث.‏ ولكي يوضح استعداد اللّٰه لاستجابة الصلوات يسأل يسوع:‏ «اي انسان منكم اذا سأله ابنه خبزا يعطيه حجرا.‏ .‏ .‏ .‏ فان كنتم وانتم اشرار تعرفون ان تعطوا اولادكم عطايا جيدة فكم بالحري ابوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه.‏»‏

ثم يزوّد يسوع ما قد صار قاعدة شهيرة للسلوك تُدعى عموما القاعدة الذهبية.‏ يقول:‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏» والعيش بحسب هذه القاعدة يشمل تصرفا ايجابيا في فعل الخير للآخرين،‏ معاملينهم كما تريدون ان تُعاملوا.‏

أمّا ان الطريق الى الحياة ليس سهلا فيظهره ارشاد يسوع:‏ «ادخلوا من الباب الضيق.‏ لانه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك.‏ وكثيرون هم الذين يدخلون منه.‏ ما اضيق الباب واكرب الطريق الذي يؤدي الى الحياة.‏ وقليلون هم الذين يجدونه.‏»‏

ان خطر كون المرء على ضلال هو كبير،‏ ولذلك يحذر يسوع:‏ «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.‏» وتماما كما ان الاشجار الجيدة والاشجار الردية يمكن معرفتها من ثمارها،‏ يذكر يسوع،‏ فان الانبياء الكذبة يمكن معرفتهم من سلوكهم وتعاليمهم.‏

واذ يتابع يسوع يشرح انه ليس ما يقوله الشخص يجعله تلميذا له بل ما يفعله‏.‏ فبعض الناس يدّعون ان يسوع هو ربهم،‏ ولكن اذا كانوا لا يفعلون ارادة ابيه،‏ يقول:‏ «اصرّح لهم اني لم اعرفكم قط.‏ اذهبوا عني يا فاعلي الاثم.‏»‏

وأخيرا يعطي يسوع الخاتمة الجديرة بالذكر لموعظته.‏ يقول:‏ «كل من يسمع اقوالي هذه ويعمل بها اشبّهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر.‏ فنزل المطر وجاءت الانهار وهبَّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط.‏ لانه كان مؤسسا على الصخر.‏»‏

ومن ناحية اخرى يعلن يسوع:‏ «كل من يسمع اقوالي هذه ولا يعمل بها يُشبَّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل.‏ فنزل المطر وجاءت الانهار وهبَّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط.‏ وكان سقوطه عظيما.‏»‏

وعندما يُكمل يسوع موعظته تبهت الجموع من طريقة تعليمه،‏ لانه يعلمهم كمن له سلطان وليس كقادتهم الدينيين.‏ لوقا ٦:‏​١٢-‏٢٣؛‏ متى ٥:‏​١-‏١٢؛‏ لوقا ٦:‏​٢٤-‏٢٦؛‏ متى ٥:‏​١٣-‏٤٨؛‏ ٦:‏​١-‏٣٤؛‏ ٢٦:‏​٣٦-‏٤٥؛‏ ٧:‏​١-‏٢٩؛‏ لوقا ٦:‏​٢٧-‏٤٩‏.‏

▪ اين يكون يسوع عندما يعطي موعظته الاكثر جدارة،‏ ومن يكونون حاضرين،‏ وماذا يحدث قبيل اعطائها؟‏

▪ لماذا ليس مدهشا ان يسجِّل لوقا بعض تعاليم الموعظة في مكان آخر؟‏

▪ ماذا يجعل موعظة يسوع قيِّمة للغاية؟‏

▪ مَن هم السعداء حقا،‏ ولماذا؟‏

▪ مَن ينالون الويل،‏ ولماذا؟‏

▪ كيف يكون تلاميذ يسوع «ملح الارض» و «نور العالم»؟‏

▪ كيف يظهر يسوع اعتبارا رفيعا لناموس اللّٰه؟‏

▪ ايّ ارشاد يزوّده يسوع ليستأصل اسباب القتل والزنا؟‏

▪ ماذا يعني يسوع عندما يتكلم عن تحويل الخد الآخر؟‏

▪ كيف يمكننا ان نكون كاملين كما ان اللّٰه كامل؟‏

▪ اية ارشادات بشأن الصلاة يزوِّدها يسوع؟‏

▪ لماذا الكنوز السماوية هي اسمى،‏ وكيف يجري الحصول عليها؟‏

▪ اية ايضاحات تُعطى لمساعدة المرء على تجنب المادية؟‏

▪ لماذا يقول يسوع انه لا يلزم ان نقلق؟‏

▪ ماذا يقول يسوع عن ادانة الآخرين،‏ ولكن كيف يُظهر ان تلاميذه يحتاجون الى استعمال التمييز في ما يتعلق بالناس؟‏

▪ ماذا يقول يسوع اكثر عن الصلاة،‏ وأية قاعدة للسلوك يزوِّد؟‏

▪ كيف يُظهر يسوع ان الطريق الى الحياة لن يكون سهلا وان هنالك خطر كون المرء على ضلال؟‏

▪ كيف يختتم يسوع موعظته،‏ وأيّ تأثير يكون لها؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة