قَدِّرْ وَلَاءَ يَهْوَهَ وَغُفْرَانَهُ
«أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». — مز ٨٦:٥.
١، ٢ (أ) لِمَاذَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
مَن هُوَ بِرَأْيِكَ ٱلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟ تَقُولُ أُخْتٌ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا آشْلِي: «اَلصَّدِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ ٱلَّذِي يَقِفُ دَائِمًا إِلَى جَانِبِكَ مَتَى ٱحْتَجْتَ إِلَيْهِ وَيَغْفِرُ لَكَ زَلَّاتِكَ». وَكُلُّنَا نُقَدِّرُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْغَفُورِينَ. فَبِوُجُودِهِمْ، نَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ. — ام ١٧:١٧.
٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَكْثَرُ ٱلْأَصْدِقَاءِ وَلَاءً وَغُفْرَانًا. وَيَصِفُهُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ قَائِلًا: «أَنْتَ يَا يَهْوَهُ صَالِحٌ وَغَفُورٌ، وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَكَ». (مز ٨٦:٥) إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ هُنَا إِلَى «ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ» تُنْقَلُ أَيْضًا إِلَى «مَحَبَّةِ ٱلْوَلَاءِ». فَمَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ وَلِيًّا وَغَفُورًا؟ كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ؟ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ؟ إِنَّ ٱلْأَجْوِبَةَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ سَتُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِصَدِيقِنَا ٱلْأَفْضَلِ يَهْوَهَ، وَتُقَوِّي أَيْضًا أَوَاصِرَ صَدَاقَتِنَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ. — ١ يو ٤:٧، ٨.
يَهْوَهُ وَلِيٌّ
٣ مَا مَعْنَى ٱلْوَلَاءِ؟
٣ تَتَمَيَّزُ صِفَةُ ٱلْوَلَاءِ بِٱلدِّفْءِ وَٱلْوُدِّ. وَهِيَ تَنْطَوِي عَلَى ٱلتَّفَانِي وَٱلْأَمَانَةِ وَٱلْإِخْلَاصِ ٱلَّذِي لَا يَنْثَلِمُ. فَٱلْإِنْسَانُ ٱلْوَلِيُّ لَيْسَ مُتَقَلْقِلًا. بَلْ يَلْتَصِقُ ٱلْتِصَاقًا حُبِّيًّا بِشَخْصٍ (أَوْ شَيْءٍ مَا) وَلَا يَتَخَلَّى عَنْهُ حَتَّى فِي أَحْلَكِ ٱلظُّرُوفِ. وَيَهْوَهُ هُوَ ٱلْمِثَالُ ٱلْأَسْمَى فِي ٱلْوَلَاءِ. — رؤ ١٦:٥.
٤، ٥ (أ) كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟ (ب) كَيْفَ نَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ؟
٤ وَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ؟ إِنَّهُ لَا يَتَخَلَّى أَبَدًا عَنْ عُبَّادِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. وَهٰذَا مَا يَشْهَدُ عَلَيْهِ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ. (اقرأ ٢ صموئيل ٢٢:٢٦.) فَأَثْنَاءَ ٱلشَّدَائِدِ ٱلَّتِي أَلَمَّتْ بِهِ، لَمْ يَتْرُكْهُ يَهْوَهُ بَلْ كَانَ يُرْشِدُهُ وَيَحْمِيهِ وَيُنْقِذُهُ. (٢ صم ٢٢:١) فَلَمَسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّ وَلَاءَ يَهْوَهَ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْكَلَامِ. وَلِمَاذَا أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟ لِأَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ تَحَلَّى بِهٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ وَلَاءَ خُدَّامِهِ وَيُبَادِلُهُمْ إِيَّاهُ. — ام ٢:٦-٨.
٥ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ تَأَمُّلِنَا فِي أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تُظْهِرُ وَلَاءَهُ. يَقُولُ أَخٌ أَمِينٌ يُدْعَى رِيد: «أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ كَيْفَ وَقَفَ يَهْوَهُ إِلَى جَانِبِ دَاوُدَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. فَهُوَ لَمْ يَتَوَقَّفْ يَوْمًا عَنْ مُسَانَدَتِهِ حَتَّى أَثْنَاءَ هَرَبِهِ وَٱخْتِبَائِهِ أَحْيَانًا فِي ٱلْمَغَاوِرِ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ يُشَجِّعُنِي وَيُذَكِّرُنِي أَنَّهُ مَهْمَا وَاجَهْتُ مِنْ صُعُوبَاتٍ، وَمَهْمَا كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي أَمُرُّ بِهَا حَالِكَةً، فَيَهْوَهُ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِي مَا دُمْتُ وَلِيًّا لَهُ». وَلَا شَكَّ أَنَّ لِسَانَ حَالِنَا جَمِيعًا هُوَ كَلِسَانِ حَالِ رِيد. — رو ٨:٣٨، ٣٩.
٦ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ وَلَائِهِ، وَأَيَّةُ ثِقَةٍ يَمْنَحُنَا إِيَّاهَا وَلَاؤُهُ هٰذَا؟
٦ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِطَرِيقَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. أَوَّلًا، إِنَّهُ يَبْقَى مُلْتَزِمًا بِمَقَايِيسِهِ. تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ: «إِلَى شَيْخُوخَتِكُمْ أَنَا أَنَا». (اش ٤٦:٤) فَكُلُّ قَرَارَاتِهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ يَتَّخِذُهَا مُعْتَمِدًا مَقَايِيسَهُ ٱلَّتِي لَا تَتَغَيَّرُ. (مل ٣:٦) ثَانِيًا، إِنَّهُ يُتَمِّمُ دَائِمًا مَا يَعِدُ بِهِ. (اش ٥٥:١١) وَوَلَاؤُهُ هٰذَا يَمْنَحُ عُبَّادَهُ ٱلثِّقَةَ ٱلتَّامَّةَ أَنَّهُ سَيَفِي بِوَعْدِهِ أَنْ يُغْدِقَ عَلَيْهِمْ بَرَكَاتِهِ إِذَا أَطَاعُوهُ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. — اش ٤٨:١٧، ١٨.
اِقْتَدِ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ؟ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ نَمُدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ إِلَى ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ. (ام ٣:٢٧) مَثَلًا، هَلْ تَعْرِفُ أَخًا مُثَبَّطًا، لَرُبَّمَا بِسَبَبِ مَشَاكِلِهِ ٱلصِّحِّيَّةِ أَوْ مُقَاوَمَةِ عَائِلَتِهِ أَوْ ضَعَفَاتِهِ؟ لِمَ لَا تَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَتُشَجِّعُهُ «بِكَلَامٍ طَيِّبٍ وَكَلَامٍ مُعَزٍّ»؟ (زك ١:١٣)a وَهٰكَذَا، تَكُونُ صَدِيقًا وَلِيًّا وَحَقِيقِيًّا، صَدِيقًا «أَلْصَقَ مِنَ ٱلْأَخِ». — ام ١٨:٢٤.
٨ كَيْفَ نَقْتَدِي بِوَلَاءِ يَهْوَهَ فِي ٱلزَّوَاجِ؟
٨ يُمْكِنُنَا ٱلتَّمَثُّلُ بِوَلَاءِ يَهْوَهَ أَيْضًا بِٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِمَنْ نُحِبُّهُمْ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَجِبُ أَنْ يَبْقَى ٱلْمُتَزَوِّجُ وَلِيًّا لِرَفِيقِ زَوَاجِهِ. (ام ٥:١٥-١٨) فَعَلَيْهِ أَلَّا يَخْطُوَ أَيَّةَ خُطْوَةٍ تُؤَدِّي بِهِ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى ٱلزِّنَى. (مت ٥:٢٨) كَذٰلِكَ، نُعْرِبُ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ عِنْدَمَا نَرْفُضُ أَنْ نَنْشُرَ أَوْ نُصْغِيَ إِلَى ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ أَوِ ٱلِٱفْتِرَاءِ. — ام ١٢:١٨.
٩، ١٠ (أ) لِمَنْ نُرِيدُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ وَلَائِنَا بِشَكْلٍ خُصُوصِيٍّ؟ (ب) لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ؟
٩ وَأَهَمُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ. فَمَا ٱلسَّبِيلُ إِلَى ذٰلِكَ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْأُمُورِ بِمِنْظَارِهِ، أَيْ أَنْ نُحِبَّ مَا يُحِبُّهُ وَنُبْغِضَ مَا يُبْغِضُهُ، وَمِنْ ثُمَّ أَنْ نَسْلُكَ وَفْقَ مَشِيئَتِهِ. (اقرإ المزمور ٩٧:١٠.) وَكُلَّمَا جَعَلْنَا أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا بِٱنْسِجَامٍ مَعَ أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ، سَهُلَ عَلَيْنَا أَكْثَرَ إِطَاعَةُ وَصَايَاهُ. — مز ١١٩:١٠٤.
١٠ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ دَائِمًا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَا يَهْوَهَ. فَأَحْيَانًا يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ جُهُودًا دَؤُوبَةً لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ يَرْغَبُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلزَّوَاجِ، لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا بَعْدُ ٱلرَّفِيقَ ٱلْمُنَاسِبَ بَيْنَ عُبَّادِ يَهْوَهَ. (١ كو ٧:٣٩) تَأَمَّلْ فِي ٱلْحَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ: أُخْتٌ عَزْبَاءُ لَا يَنْفَكُّ زُمَلَاؤُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْعَمَلِ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُعَرِّفُوهَا بِشُبَّانٍ بِهَدَفِ ٱلْمُوَاعَدَةِ. وَلَعَلَّ هٰذِهِ ٱلْأُخْتَ تُصَارِعُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ. رَغْمَ ذٰلِكَ، تُصَمِّمُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهَا لِيَهْوَهَ. أَفَلَا يَسْتَحِقُّ وَلَاؤُهَا هٰذَا كُلَّ تَقْدِيرٍ؟ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُكَافِئُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي خِدْمَتِهِ بِوَلَاءٍ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱلْمِحَنِ. — عب ١١:٦.
«يُوجَدُ صَدِيقٌ أَلْصَقُ مِنَ ٱلْأَخِ». — ام ١٨:٢٤. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
‹لِنُسَامِحْ بَعْضُنَا بَعْضًا›. — اف ٤:٣٢. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.)
يَهْوَهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ
١١ مَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟
١١ مِنْ أَرْوَعِ صِفَاتِ يَهْوَهَ هُوَ أَنَّهُ إِلٰهٌ غَفُورٌ. فَمَاذَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ؟ يَعْنِي أَنْ يَصْفَحَ ٱلْمَرْءُ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ إِذَا تَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنْ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْإِسَاءَةِ أَوْ يُنْكِرَ حُدُوثَهَا، بَلْ أَنْ يَخْتَارَ عَدَمَ إِضْمَارِ ٱلِٱسْتِيَاءِ فِي قَلْبِهِ. وَتُعَلِّمُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ يَهْوَهَ «غَفُورٌ»، يُسَامِحُ ٱلَّذِينَ يَتُوبُونَ تَوْبَةً صَادِقَةً. — مز ٨٦:٥.
١٢ (أ) إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟ (ب) مَاذَا يَعْنِي أَنْ «تُمْحَى» خَطَايَانَا؟
١٢ إِلَى أَيِّ مَدًى يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْغُفْرَانِ؟ إِنَّهُ «يُكْثِرُ ٱلْغُفْرَانَ»، حَسْبَمَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، أَيْ أَنَّهُ يَغْفِرُ غُفْرَانًا كَامِلًا وَ دَائِمًا. (اش ٥٥:٧) وَمَاذَا يُثْبِتُ أَنَّهُ يَغْفِرُ كَامِلًا؟ نَجِدُ ٱلدَّلِيلَ فِي ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَعْمَال ٣:١٩. (اقرأها.) فَقَدْ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ سَامِعِيهِ أَنْ ‹يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا›. فَحِينَ يَتُوبُ ٱلْخَاطِئُ بِإِخْلَاصٍ، يَنْدَمُ نَدَمًا شَدِيدًا عَلَى مَسْلَكِهِ ٱلْخَاطِئِ وَيُصَمِّمُ أَلَّا يُكَرِّرَ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي ٱقْتَرَفَهَا. (٢ كو ٧:١٠، ١١) هٰذَا وَإِنَّ ٱلتَّوْبَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ تَدْفَعُهُ أَنْ ‹يَرْجِعَ›، أَيْ أَنْ يَتْرُكَ مَسْلَكَهُ ٱلْخَاطِئَ وَيَتْبَعَ مَسْلَكًا مَرْضِيًّا فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ. وَمَاذَا كَانَ سَيَحْصُدُ مُسْتَمِعُو بُطْرُسَ إِنْ هُمْ أَعْرَبُوا عَنْ مِثْلِ هٰذِهِ ٱلتَّوْبَةِ؟ كَانَتْ خَطَايَاهُمْ ‹سَتُمْحَى›. فَحِينَ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، يُزِيلُهَا كَمَا لَوْ بِمِمْحَاةٍ وَيُبَيِّضُ صَفْحَتَنَا تَمَامًا. وَهٰكَذَا، يَكُونُ غُفْرَانُهُ كَامِلًا. — عب ١٠:٢٢؛ ١ يو ١:٧.
١٣ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْكَلِمَاتُ «لَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ»؟
١٣ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَنَا غُفْرَانًا دَائِمًا؟ تَأَمَّلْ فِي نُبُوَّةِ إِرْمِيَا عَنِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلَّذِي أَتَاحَ مَغْفِرَةَ ٱلْخَطَايَا لِكُلِّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلذَّبِيحَةِ. (اقرأ ارميا ٣١:٣٤.) يَقُولُ يَهْوَهُ: «أَغْفِرُ ذَنْبَهُمْ، وَلَا أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ». فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ حِينَ يَغْفِرُ خَطَايَانَا، لَنْ يَتَّخِذَ أَبَدًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ إِجْرَاءً ضِدَّنَا بِسَبَبِهَا. وَلَنْ يُثِيرَهَا مِنْ جَدِيدٍ كَيْ يَتَّهِمَنَا بِهَا أَوْ يُعَاقِبَنَا عَلَيْهَا، بَلْ يَغْفِرُهَا مَرَّةً وَإِلَى ٱلْأَبَدِ. — رو ٤:٧، ٨.
١٤ كَيْفَ نَنَالُ ٱلتَّعْزِيَةَ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ؟ أَيُّ مِثَالٍ يُوضِحُ ذٰلِكَ؟
١٤ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي غُفْرَانِ يَهْوَهَ يُمِدُّنَا بِٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ. خُذْ مَثَلًا مَا شَعَرَتْ بِهِ أُخْتٌ سَنَدْعُوهَا إِيلِين بَعْدَمَا فُصِلَتْ لِسَنَوَاتٍ وَأُعِيدَتْ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. تَعْتَرِفُ قَائِلَةً: «رَغْمَ أَنِّي كُنْتُ أُؤَكِّدُ لِلْآخَرِينَ وَلِنَفْسِي أَنِّي وَاثِقَةٌ مِنْ غُفْرَانِ يَهْوَهَ لِي، أَحْسَسْتُ فِي دَاخِلِي أَنَّهُ بَعِيدٌ عَنِّي بَعْضَ ٱلشَّيْءِ وَأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنِّي، وَأَنَّهُ حَقِيقِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ». لٰكِنَّهَا ٱسْتَمَدَّتِ ٱلتَّعْزِيَةَ حِينَ قَرَأَتْ وَتَأَمَّلَتْ بَعْضَ صُوَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْبَيَانِيَّةِ ٱلَّتِي تَصِفُ غُفْرَانَ يَهْوَهَ. تَقُولُ: «أَدْرَكْتُ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى مَدَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ وَحَنَانِهِ تِجَاهِي». وَقَدْ تَأَثَّرَتْ خُصُوصًا بِٱلْفِكْرَةِ ٱلتَّالِيَةِ: «عِنْدَمَا يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا، لَا يَنْبَغِي أَنْ نَشْعُرَ بِأَنَّنَا سَنَحْمِلُ وَصْمَةَ هٰذِهِ ٱلْخَطَايَا بَاقِيَ حَيَاتِنَا».b تَذْكُرُ: «أَدْرَكْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ وَاثِقَةً أَنَّ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يَغْفِرَ لِي كَامِلًا، وَٱعْتَقَدْتُ أَنَّنِي سَأَحْمِلُ هٰذَا ٱلْعِبْءَ مَدَى عُمْرِي. اَلْآنَ بَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي أَسْتَطِيعُ ٱلِٱقْتِرَابَ مِنْ يَهْوَهَ، وَأَنَّ ثِقْلًا كَبِيرًا أُزِيحَ عَنْ كَاهِلِي. لٰكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي ٱلْوَقْتُ كَيْ أَرْتَاحَ كُلِّيًّا». فَيَا لَيَهْوَهَ مِنْ أَبٍ مُحِبٍّ وَغَفُورٍ! — مز ١٠٣:٩.
اِقْتَدِ بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ
١٥ كَيْفَ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٥ نَحْنُ نَقْتَدِي بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ كُلَّمَا أَعْرَبُوا عَنْ تَوْبَةٍ صَادِقَةٍ. (اقرأ لوقا ١٧:٣، ٤.) تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ يَنْسَى خَطَايَانَا عِنْدَمَا يَعْفُو عَنْهَا بِمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَتَّخِذُ إِجْرَاءً ضِدَّنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِسَبَبِهَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، حِينَ نَغْفِرُ لِلْآخَرِينَ عَلَيْنَا أَنْ نَنْسَى خَطَايَاهُمْ، أَيْ أَنْ نَطْرَحَهَا وَرَاءَ ظَهْرِنَا وَأَلَّا نُثِيرَهَا مُجَدَّدًا.
١٦ (أ) مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ٱلْغُفْرَانُ؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَحْظَى بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ؟
١٦ لَا يَعْنِي ٱلْغُفْرَانُ لِلْآخَرِينَ أَنْ نَتَغَاضَى عَنْ إِسَاءَتِهِمْ أَوْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِٱسْتِغْلَالِنَا، بَلْ أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُمْ. لٰكِنْ مِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّنَا لَنْ نَنَالَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ مَا لَمْ نَقْتَدِ بِهِ وَنُسَامِحِ ٱلْآخَرِينَ. (مت ٦:١٤، ١٥) فَيَهْوَهُ يَتَعَاطَفُ مَعَنَا وَيَتَذَكَّرُ «أَنَّنَا تُرَابٌ». (مز ١٠٣:١٤) كَذٰلِكَ ٱلْأَمْرُ، حِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَنَتَذَكَّرَ أَنَّهُمْ نَاقِصُونَ مِثْلَنَا، مَا يَدْفَعُنَا إِلَى مُسَامَحَتِهِمْ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. — اف ٤:٣٢؛ كو ٣:١٣.
لِنُصَلِّ بِإِخْلَاصٍ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ أَخْطَأُوا إِلَيْنَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)
١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا إِذَا آذَانَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا؟
١٧ طَبْعًا، لَيْسَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ. حَتَّى بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْتَصْعَبُوا تَسْوِيَةَ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ بَيْنَهُمْ. (في ٤:٢) فَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا آذَاكَ أَحَدُ إِخْوَتِكَ؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ أَيُّوبَ. فَقَدْ تَأَلَّمَ جِدًّا حِينَ ٱنْهَالَ عَلَيْهِ أَصْدِقَاؤُهُ ٱلْمَزْعُومُونَ، أَلِيفَازُ وَبِلْدَدُ وَصُوفَرُ، بِوَابِلٍ مِنَ ٱلتُّهَمِ ٱلْعَارِيَةِ عَنِ ٱلصِّحَّةِ. (اي ١٠:١؛ ١٩:٢) فَوَبَّخَهُمْ يَهْوَهُ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ لِٱتِّهَامِهِمْ أَيُّوبَ زُورًا، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَيْهِ وَيُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً تَكْفِيرًا عَنْ خَطَايَاهُمْ. (اي ٤٢:٧-٩) لٰكِنَّهُ طَلَبَ أَيْضًا مِنْ أَيُّوبَ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا. وَمَا هُوَ؟ أَنْ يُصَلِّيَ لِأَجْلِهِمْ. وَقَدْ نَفَّذَ أَيُّوبُ مَا طُلِبَ مِنْهُ. فَبَارَكَهُ يَهْوَهُ لِتَحَلِّيهِ بِرُوحِ ٱلْغُفْرَانِ. (اقرأ ايوب ٤٢:١٠، ١٢، ١٦، ١٧.) وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟ إِنَّ ٱلصَّلَاةَ ٱلصَّادِقَةَ لِأَجْلِ شَخْصٍ أَسَاءَ إِلَيْنَا قَدْ تُسَاعِدُنَا أَلَّا نُضْمِرَ ٱلِٱسْتِيَاءَ نَحْوَهُ.
اِسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيرِ صِفَاتِ يَهْوَهَ تَقْدِيرًا عَمِيقًا
١٨، ١٩ كَيْفَ نَسْتَمِرُّ فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ؟
١٨ لَا شَكَّ أَنَّنَا تَمَتَّعْنَا كَثِيرًا بِٱلتَّأَمُّلِ فِي نَوَاحٍ عَدِيدَةٍ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ. فَقَدْ رَأَيْنَا أَنَّهُ إِلٰهٌ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ، عَدِيمُ ٱلْمُحَابَاةِ، كَرِيمٌ، مُتَعَقِّلٌ، وَلِيٌّ، وَغَفُورٌ. وَهٰذَا لَيْسَ سِوَى ٱلْيَسِيرِ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ. (جا ٣:١١) حَقًّا، «يَا لَعُمْقِ غِنَى ٱللّٰهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ»، وَكَذٰلِكَ أَوْجُهِ شَخْصِيَّتِهِ ٱلْأُخْرَى كَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلسِّتِّ ٱلَّتِي تَفَحَّصْنَاهَا! — رو ١١:٣٣.
١٩ فَلْنَسْتَمِرَّ جَمِيعًا فِي تَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. وَيُمْكِنُنَا ذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعَرُّفِ بِصِفَاتِهِ، ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا. (اف ٥:١) وَكُلَّمَا فَعَلْنَا ذٰلِكَ، ٱزْدَدْنَا ٱقْتِنَاعًا بِصِحَّةِ كَلِمَاتِ ٱلْمُرَنِّمِ ٱلْمُلْهَمِ ٱلَّذِي قَالَ: «أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللّٰهِ حَسَنٌ لِي». — مز ٧٣:٢٨.
a مِنْ أَجْلِ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُسَاعِدَةٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، ٱنْظُرْ مَقَالَةَ «هَلْ شَجَّعْتُمْ شَخْصًا مَا مُؤَخَّرًا؟» فِي عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٩٥ وَمَقَالَةَ «حَرِّضُوا عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ — كَيْفَ؟» فِي عَدَدِ ١ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ١٩٩٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ.
b اُنْظُرْ كِتَابَ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ، ٱلْفَصْلَ ٢٦، ٱلْفِقْرَةَ ١٠.