مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٧ ٨/‏٦ ص ١٨-‏٢٠
  • لماذا يجب ان تكبحوا جماح غضبكم؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لماذا يجب ان تكبحوا جماح غضبكم؟‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • حين يغضب البشر الناقصون
  • المسيحيون يُحسَبون مسؤولين
  • ماذا يقول الكتاب المقدس عن الغضب؟‏
    انت تسأل والكتاب المقدس يجيب
  • هل من الخطإ دائما ان يغضب المرء؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • كيف يمكنني ان اضبط حدَّة طبعي؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٨
  • امنعوا الغضب من اعثاركم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٧
ع٩٧ ٨/‏٦ ص ١٨-‏٢٠

وجهة نظر الكتاب المقدس

لماذا يجب ان تكبحوا جماح غضبكم؟‏

كانت بدايةً تُنذر بمستقبل حالك.‏ «بما اني الآن رأس هذا البيت،‏ فلن تعرِّضيني للاحراج بتأخُّرك.‏» بهذه الكلمات اخذ جون يصيح على عروسه الجديدة جنجر.‏a وطوال اكثر من ٤٥ دقيقة استمر يصرخ عليها وهو يأمرها بأن تبقى جالسة على الاريكة.‏ وصار الكلام المهين امرا عاديا في زواجهما.‏ والمؤسف هو ان حدة الغضب في تصرُّفات جون ازدادت.‏ فكان يغلق الابواب بعنف،‏ يضرب مائدة الطعام بقبضتيه،‏ ويقود سيارته بطريقة جنونية وهو يخبط على المقود،‏ معرِّضا بالتالي حياة الآخرين للخطر.‏

للاسف،‏ كما تعرفون جيدا دون شك،‏ تتكرر قصص كهذه كثيرا.‏ فهل كان غضب هذا الرجل مبرَّرا،‏ ام انه كان يفقد اعصابه؟‏ هل كل انواع الغضب غير لائقة؟‏ متى يُقال ان الغضب صار غير مكبوح الجماح؟‏ ومتى يتعدى الحدود؟‏

الغضب المكبوح الجماح يمكن ان يبرَّر.‏ على سبيل المثال،‏ انفجر غضب اللّٰه على مدينتَي سدوم وعمورة القديمتَين والفاسدتَين ادبيا.‏ (‏تكوين ١٩:‏٢٤‏)‏ ولماذا؟‏ لأن سكان هاتين المدينتَين كانوا ينهمكون في ممارسات جنسية فاجرة ومنحطة،‏ كما كان معروفا في كل انحاء المنطقة.‏ مثلا،‏ عندما زار رسولان ملائكيان لوطًا البار،‏ حاول رعاع من الاحداث والشيوخ اغتصاب ضيفَي لوط اغتصابا جماعيا.‏ لذلك كان اللّٰه مبرَّرا في غضبه على فسادهم الادبي الفاحش.‏ —‏ تكوين ١٨:‏٢٠؛‏ ١٩:‏٤،‏ ٥،‏ ٩‏.‏

وفي احدى المرات غضب الانسان الكامل يسوع المسيح كما غضب ابوه.‏ فقد كان من المفترض ان يكون الهيكل في اورشليم مركز عبادة عند شعب اللّٰه المختار.‏ وكان يجب ان يكون ‹بيت صلاة› يقدِّم فيه الافراد ذبائح وتقدمات شخصية للّٰه ويتعلمون من طرقه وينالون غفران خطاياهم.‏ وإذا جاز التعبير،‏ كان يمكنهم ان يناجوا يهوه في الهيكل.‏ لكنَّ القادة الدينيين في ايام يسوع حوَّلوا الهيكل الى «بيت تجارة» و «مغارة لصوص.‏» (‏متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ يوحنا ٢:‏١٤-‏١٧‏)‏ وكانوا يستفيدون شخصيا من بيع الحيوانات التي كان يُراد تقديمها ذبائح.‏ لقد كانوا في الواقع يسلبون الرعية.‏ لذلك كان ابن اللّٰه مبرَّرا تماما حين طرد هؤلاء المخادعين من بيت ابيه.‏ لقد غضب يسوع غضبا لا يلام عليه!‏

حين يغضب البشر الناقصون

يمكن احيانا ان يشتعل البشر الناقصون غضبا ايضا ويكونوا على صواب.‏ تأملوا في ما حدث لموسى.‏ كانت امة اسرائيل قد أُنقذت قبل وقت قصير بطريقة عجائبية من مصر.‏ فكان يهوه قد اظهر تفوُّقه بطريقة مذهلة على آلهة مصر الباطلة بتسديد عشر ضربات الى المصريين.‏ ثم فتح طريق الهرب امام الاسرائيليين بشقِّ البحر الاحمر.‏ وبعد ذلك قادهم الى سفح جبل سيناء حيث نُظِّموا وصاروا امّة.‏ ولأن موسى كان وسيطا،‏ صعد الى الجبل ليتسلّم شرائع اللّٰه.‏ ومع كل الشرائع الاخرى اعطى يهوه موسى الوصايا العشر المكتوبة «بإصبع اللّٰه» على لوحَي حجر اقتطعهما اللّٰه نفسه من الجبل.‏ ولكن عندما نزل موسى،‏ ماذا وجد؟‏ كان الشعب قد تحوَّلوا الى عبادة تمثال عجل ذهبي!‏ ما اسرعهم في النسيان!‏ فلم يكن قد مضى إلا اسابيع قليلة.‏ «فحمي غضب موسى» بالصواب.‏ وكسر لوحَي الحجر وأتلف تمثال العجل.‏ —‏ خروج ٣١:‏١٨؛‏ ٣٢:‏١٦،‏ ١٩،‏ ٢٠‏.‏

وفي مناسبة اخرى فقدَ موسى اعصابه حين تذمر الشعب بشأن النقص في الماء.‏ فاغتاظ وفقدَ للحظات حلمه،‏ او طبعه الهادئ،‏ المعروف به.‏ وأدى ذلك الى ارتكاب خطإ خطير.‏ فبدلا من ان يعظّم موسى يهوه بصفته معيل اسرائيل،‏ كلم الشعب بقسوة ووجّه الانتباه الى اخيه هارون وإلى نفسه.‏ لذلك ارتأى اللّٰه ان يؤدب موسى.‏ فلم يسمح له بدخول ارض الموعد.‏ وبعد هذه الحادثة في مريبة،‏ لا يُذكر ان موسى فقدَ اعصابه.‏ فكما يَظهر،‏ تعلّم موسى درسه.‏ —‏ عدد ٢٠:‏١-‏١٢؛‏ تثنية ٣٤:‏٤؛‏ مزمور ١٠٦:‏٣٢،‏ ٣٣‏.‏

اذًا ثمة فرق بين اللّٰه والانسان.‏ فيمكن ليهوه ان ‹يبطّئ غضبه،‏› لذلك يوصَف بشكل ملائم بأنه «بطيء الغضب» لأن الصفة الغالبة عنده هي المحبة لا الغضب.‏ وغضبه بار دائما،‏ مبرَّر دائما،‏ ومكبوح الجماح دائما.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ اشعياء ٤٨:‏٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ وكان الانسان الكامل يسوع المسيح قادرا دائما على ضبط تعبيره عن الغضب؛‏ ووُصف بأنه «وديع.‏» (‏متى ١١:‏٢٩‏)‏ أما البشر الناقصون،‏ وحتى رجال الايمان كموسى،‏ فكانوا يلاقون صعوبة في كبح جماح غضبهم.‏

ويفشل البشر عموما ايضا في التفكير مليّا في نتائج غضبهم غير المكبوح.‏ فيمكن لفقدان المرء اعصابه ان يكون وخيم العاقبة.‏ مثلا،‏ ما هي العواقب الجليّة اذا ثارت ثائرة زوج على زوجته الى حد انه ضرب شيئا بقبضته؟‏ اضرار في الممتلكات.‏ اصابة في اليد على الارجح.‏ لكنَّ الاهم من ذلك هو ماذا سيكون تأثير فورة غضبه في محبة زوجته واحترامها له؟‏ فذلك الشيء المتضرِّر يمكن ان يُصلَح بعد ايام قليلة،‏ ويده يمكن ان تشفى بعد اسابيع قليلة؛‏ ولكن كم من الوقت يلزمه ليستعيد ثقة زوجته واحترامها؟‏

ان الكتاب المقدس حافل في الواقع بأمثلة لأشخاص لم يكبحوا جماح غضبهم وكابدوا عواقب ذلك.‏ تأملوا في القليل منها.‏ قايين نُفي بعدما قتل اخاه هابيل.‏ شمعون ولاوي لعنهما ابوهما لأنهما قتلا رجال شكيم.‏ عزّيا ضربه يهوه بالبرص بعدما حنق عزّيا على الكهنة الذين كانوا يحاولون تقويمه.‏ وعندما «اغتاظ» يونان،‏ وبَّخه يهوه.‏ فجميعهم اعتُبروا مسؤولين عن غضبهم.‏ —‏ تكوين ٤:‏٥،‏ ٨-‏١٦؛‏ ٣٤:‏٢٥-‏٣٠؛‏ ٤٩:‏٥-‏٧؛‏ ٢ أخبار الايام ٢٦:‏١٩؛‏ يونان ٤:‏١-‏١١‏.‏

المسيحيون يُحسَبون مسؤولين

وبشكل مماثل،‏ يجب ان يقدم المسيحيون اليوم للّٰه،‏ وإلى حد ما لرفقائهم المؤمنين،‏ حسابا عن اعمالهم.‏ ويُرى ذلك بسهولة في استعمال الكتاب المقدس للكلمات اليونانية التي تشير الى الغضب.‏ وإحدى الكلمتَين الاكثر استعمالا هي أُرڠِه.‏ وهي تنطوي على فكرة الادراك وحتى التأنّي،‏ انما غالبا بهدف الانتقام.‏ لذلك حثَّ بولس المسيحيين الرومانيين:‏ «لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب [‏أُرڠِه‏]‏‏.‏ لأنه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب.‏» فبدلا من إضمار الحقد لإخوتهم،‏ شجّعهم ان «[يغلبوا] الشر بالخير.‏» —‏ رومية ١٢:‏١٩،‏ ٢١‏.‏

والكلمة الاخرى المستعملة تكرارا هي ثيموس.‏ وجذرها «يشير اصلا الى حركة عنيفة للهواء،‏ الماء،‏ الارض،‏ الحيوانات،‏ او البشر.‏» وهكذا تُستعمل الكلمة لتصف امورا متنوعة مثل «جيَشان شديد للشعور العدائي،‏» «فورات غضب،‏» او «انفعالات عاصفة تعكّر صفو العقل،‏ وتسبِّب خلافات واضطرابات في البيت وفي المجتمع.‏»‏ وكالبركان الذي قد ينفجر دون تحذير ويقذف الرماد الساخن والصخور والحمم،‏ فيجرح ويشوِّه ويقتل،‏ كذلك كل مَن لا يستطيع ان يضبط حدة طبعه.‏ وصيغة الجمع لكلمة ثيموس مستعملة في غلاطية ٥:‏٢٠‏،‏ ع‌ج،‏ حيث يُدرِج بولس «انفجارات الغضب» مع «اعمال الجسد» الاخرى (‏العدد ١٩‏)‏ كالزنى والدعارة والسكر.‏ ولا شك ان سلوك جون —‏ الموصوف في المقدمة —‏ يوضح تماما كيف تكون «انفجارات الغضب.‏»‏

لذلك كيف يجب ان تنظر الجماعة المسيحية الى افرادها الذين يقومون بأعمال عنيفة متكررة تؤذي شخصا آخر او ممتلكاته؟‏ ان الغضب غير المكبوح الجماح مدمِّر ويؤدي بسهولة الى العنف.‏ لذلك كان لدى يسوع سبب وجيه ليذكر:‏ «اقول لكم ان كل مَن يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.‏» (‏متى ٥:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وتعطى للازواج هذه النصيحة:‏ «احبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن [«لا تغضبوا عليهن بشدة،‏» ع‌ج‏]‏‏.‏»‏ والشخص ‹الغضوب› لا يتأهل ليكون ناظرا في الجماعة.‏ لذلك فإن الافراد الذين لا يستطيعون كبح جماح غضبهم ينبغي ألّا يُعتبروا مثالا للجماعة.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٩؛‏ تيطس ١:‏٧؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٨‏)‏ وفي الواقع،‏ بعد ان يؤخذ بعين الاعتبار موقف الفرد،‏ نمط تصرُّفاته،‏ ومدى شدّة الضرر الذي اصاب حياة الآخرين،‏ يمكن ان يُطرد من الجماعة الشخص الذي يستسلم لانفجارات الغضب غير المكبوح —‏ نتيجة رهيبة بالفعل.‏

هل نجح جون،‏ الذي تحدثنا عنه سابقا،‏ في كبح جماح انفعالاته؟‏ هل تمكن من ايقاف انحداره السريع نحو الكارثة؟‏ من المؤسف القول انه بعدما كان يصيح على زوجته،‏ صار يدفعها.‏ وبإصبع الاتهام التي كان يوجهها اليها صار ينخسها نخسات مؤلمة.‏ وكان جون يتجنب كدمها حيث يمكن ان يُرى الاثر بسهولة وحاول ان يستِّر على تصرُّفاته.‏ ولكنه في النهاية صار يلجأ الى الركل واللكم وشدّ الشعر والمعاملة السيئة.‏ واليوم جنجر منفصلة عن جون.‏

كان من الممكن تفادي ذلك.‏ فكثيرون في ظروف مماثلة نجحوا في تخفيف حدة غضبهم.‏ لذلك كم هو ضروري الاقتداء بالمثال الكامل الذي رسمه يسوع المسيح.‏ فلا يمكن اتهامه ابدا بأن غضبه فار ولو مرة واحدة بشكل غير مكبوح الجماح.‏ لقد كان غضبه بارّا دائما؛‏ ولم يفقد اعصابه قط.‏ وذكر بولس هذه النصيحة الحكيمة لنا جميعا:‏ «اغضبوا ولا تخطئوا.‏ لا تغرب الشمس على غيظكم.‏» (‏افسس ٤:‏٢٦‏)‏ وبالاعتراف بتواضع بحدودنا كبشر وبإدراكنا اننا سنحصد ما نزرعه،‏ يصير لدينا سبب كافٍ لنخفِّف من حدة غضبنا.‏

‏[الحاشية]‏

a جرى تغيير الاسمين.‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٨]‏

Dover Publications,‎ Inc.‎/‏The Doré Bible Illustrations‏/Saul Attempts the Life of David

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة