مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩١ ٢٢/‏٤ ص ٦-‏١١
  • اعانة اولاد الطلاق

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • اعانة اولاد الطلاق
  • استيقظ!‏ ١٩٩١
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الوالدون —‏ الدور العصيب
  • صنع اعتبار للوقت
  • الولد الممزَّق
  • هل يستطيع الآخرون ان يساعدوا؟‏
  • عندما تشفى العائلة
  • الطلاق له ضحايا
    استيقظ!‏ ١٩٩١
  • اربعة عوامل يُحسب لها حساب
    استيقظ!‏ ٢٠١٠
  • كيف يؤثر الطلاق على الاولاد؟‏
    حاجات العائلة
  • الطلاق —‏ حصاده المرّ
    استيقظ!‏ ١٩٩٢
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩١
ع٩١ ٢٢/‏٤ ص ٦-‏١١

اعانة اولاد الطلاق

‏«ذات مرة،‏ عندما كان لي من العمر نحو ثلاث سنوات،‏ اتى ابي ليأخذني من اجل زيارة.‏ فأخرجني واشترى لي لعبة ذات فستان احمر جميل،‏ ثم قاد السيارة عائدا بي الى البيت.‏ فجلسنا معا في السيارة لفترة قصيرة.‏ ولكن حالما خرجت امي لتأخذني،‏ ابتدأت هي وابي يصرخان احدهما على الآخر ويتجادلان عبر شباك السيارة —‏ وانا في الوسط.‏

‏«فجأة فتح ابي الباب بعنف ودفعني خارج السيارة.‏ جعل العجلات تنزلق وقاد السيارة مبتعدا.‏ لم اعرف ما كان يجري.‏ ولم تكن امي لتدعني افتح ايضا لعبتي الجديدة.‏ فلم ارَها بعد ذلك.‏ ولم ارَ ابي ثانية حتى صرت في الـ‍ ١٩ من العمر.‏» —‏ هايدي.‏

‏«الزمن يشفي كل الجراح،‏» يقول مثل قديم.‏ هل هو صحيح؟‏ ام ان الطلاق يؤذي الاولاد على نحو يتعذَّر اصلاحه؟‏

بحسب صحيفة القضايا الاجتماعية،‏ يعتمد الكثير على ما يحدث بعد الطلاق.‏ انها تذكر:‏ «ان العلاقات العائلية التي تنشأ بعد الزواج تؤثر في الاولاد كالطلاق نفسه او اكثر.‏»‏

في حالة هايدي،‏ لم يكن طلاق والديها سوى بداية لمشاكلها.‏ وكما يحدث غالبا،‏ لم ينجح زواج امها الثاني اكثر بكثير من الاول،‏ ولا الذي بعد ذلك.‏ فكانت طفولة هايدي امتطاء لسكة حديدية مرتفعة تتلوى وتنخفض وَعْرة تميل من الصياح،‏ معارك كسر الاطباق الى ايام الصيف الموحِشة في شقة فارغة،‏ وهي تتساءل بخوف متى —‏ وإن —‏ كانت امها ستأتي الى البيت.‏

هنالك الكثير مما يمكن ان يفعله الوالدون ليجنِّبوا اولادهم عاقبةً مضطربة كهذه للطلاق.‏ والطلاق،‏ على اية حال،‏ ينهي الزواج،‏ لا الأُبوَّة.‏

الوالدون —‏ الدور العصيب

‏«ان عمل الحَمْل المشترَك يمنح الاولاد حق حيازة ام واب على السواء،‏» كتب عالمان نفسانيان في علم النفس اليوم.‏ قد يدهشكم هذا القول بصفته بديهيا.‏ لكنّ الطلاق يحرم الى حد ما الولد من ابويه الاثنين في انقضاض رهيب واحد.‏

على سبيل المثال،‏ تأملوا في الولايات المتحدة،‏ التي قد تُدعى احصائيا عاصمة الطلاق في العالم.‏ هناك،‏ يحيا اكثر من ٩٠ في المئة من اولاد الطلاق مع الام ولديهم علاقة زيارة بالاب.‏ واكثر من نصف هؤلاء الاولاد يرون آباءهم اقل من مرة في السنة!‏ ووقت الام مع اولادها يتدنَّى فجأة بعد الطلاق الى ما يبلغ الـ‍ ٢١ ساعة في الاسبوع،‏ وفقا لاحدى الدراسات.‏

اذا اتفق الخبراء على شيء،‏ فهم انما يتفقون على ان الاولاد سيتكيَّفون على نحو جيد في اغلب الظن مع الحياة بعد الطلاق اذا استمروا في امتلاك علاقة ايجابية ومتينة بكلا الوالدين.‏ وإن لم يكن ذلك ممكنا،‏ فان علاقة جيدة بوالد واحد على الاقل تساعد ايضا على تليين صدمة الطلاق.‏ ولكن كيف يمكن ان يحافظ الوالدان على تقارب كهذا مع اولادهما بعد الطلاق؟‏

صنع اعتبار للوقت

اذا كنتِ امًّا مطلَّقة،‏ فقد يكون الحفاظ على التقارب هو التحدي الاقسى لديك.‏ ففي الكثير جدا من الاحيان قد تكونين موسومة بما تعتبره بعض المجتمعات ندبة مضاعفة:‏ الطلاق والفقر.‏ واذ تندفعين غير مستعدَّة في سوق العمل،‏ وتكافحين لتعوِّضي عن دفعات دعم لا يُعتمد عليها او غير كافية من زوج سابق،‏ قد تشعرين بأن لديك وقتا قليلا باقيا لاولادك.‏

الجواب:‏ تصميم وبرنامج.‏ افتدي ما يمكنك من اجزاء الوقت الصغيرة،‏ وخططي مع ولدك لما ستفعلانه معا خلال ذلك الوقت.‏ فحتى الوقت اليومي القصير مع انتباهك غير المنقسم هو افضل كثيرا من لا وقت على الاطلاق.‏ والتخطيط مسبقا لنزهة خصوصية معا يعطي ولدك ايضا امرا للتطلُّع اليه.‏

ثم هنالك حاجة ولدك الملحَّة الى الارشاد الروحي،‏ التأديب،‏ والتدريب.‏ وقد يكون من الصعب الحصول على مجموعات متواصلة من الوقت لهذا القصد.‏ لذلك ينصح الكتاب المقدس:‏ «قصها [شريعة اللّٰه] على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» —‏ تثنية ٦:‏٧‏.‏

فهل انتما في وقت ما «في الطريق» معا،‏ ربما تقودين او تركبان وسائل النقل العمومية؟‏ ماذا يستحوذ على انتباهك —‏ ولدك،‏ ام صحيفة او راديو سيارة؟‏ وعندما تأكلان معا،‏ هل يطغى التلفزيون على كل محادثة،‏ ام تكون وجبة الطعام وقتا لتتكلم عائلتك بسلام؟‏ هل هنالك اعمال منزلية روتينية يمكنك ان تشتركي فيها مع ولدك،‏ كاعداد وجبة طعام او غسل وكيّ الثياب؟‏

لا يعني هذا،‏ بالتأكيد،‏ انه يجب ان تنتهزي هذه الفرص لوعظ ولدك.‏ فبمجرد الكينونة مع ولدك والتحدُّث بدفء وصراحة،‏ ستنقلين على نحو لا بد منه بعض قِيَمكِ.‏ وقد تكون اوقات كهذه فرصة مثالية ايضا لتمنحي اولادكِ الطمأنينة التي يحتاجون اليها على نحو ملحّ جدا الآن.‏ فبعض الاولاد يشعرون سرا بأنهم مسؤولون عن افتراق والديهم.‏ وآخرون يشعرون بأنهم منبوذون من والدهم الذي ترك البيت.‏ فاذا اقنعتموهم تكرارا بمحبتكم،‏ مدحتموهم على ميزاتهم الجيدة وانجازاتهم،‏ وجعلتموهم يشعرون بالامان الى الحد الكافي ليُبدوا رأيهم بصراحة،‏ تكونون قد فعلتم الكثير لتليين صدمة الطلاق.‏

يدَع بعض الوالدين التأديب يتلاشى بعد الطلاق،‏ وغالبا من جراء احساس بالذنب.‏ ‹لقد تألم ولدي على نحو قاس الى الحد الكافي مؤخرا،‏› يبدو انهم يشعرون.‏ لكنّ اطلاق العنان لاولادكم كي يفعلوا ما يحلو لهم ليس اظهارا للمحبة تجاههم.‏ ومدير برنامج للمراهقين والاولاد في مستشفى نفساني اخبر ذا واشنطونيان:‏ «يقول لي الصغار على الدوام،‏ ‹يدعني والداي افعل اي شيء.‏ انهما لا يهتمان بأمري.‏›» وكما يقول الكتاب المقدس:‏ «من كف عن تأديب ابنه يمقته،‏ ومن يحب ابنه يسعى الى تأديبه.‏» —‏ امثال ١٣:‏٢٤‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

الولد الممزَّق

عندما طُلب من صبي صغير ان يرسم رسوما في اجتماع لمعالجة قضية الطلاق،‏ رسم نفسه هدفا لصراع عنيف بين والديه اللذين يزأران؛‏ فكان يتفكَّك والدم يقطر منه.‏ هكذا يشعر بعض اولاد الوالدين المطلَّقين.‏ وبينما يحب الولد كِلا الوالدين،‏ ربما لا يريد ايّ من الوالدين ان يحب الولدُ الوالدَ الآخر.‏

وفي المرارة والحِدَّة اللتين كثيرا ما ترافقان الطلاق،‏ يكون من الصعب جدا على الوالدين ان لا يورِّطا اولادهما في المعركة.‏ اخبرت والرستاين وكيلي ان ثلثي الوالدين في دراستهما تنافسوا بصراحة طلبا لمحبة وولاء اولادهم.‏ وتحذِّر الدكتورة بْييننْفِلد الوالدين ان جعل الولد يشعر بأنه ممزَّق بين الوالدين يمكن ان يُنتج مشاعر كره للذات وذنب و «سيقلِّل من فُرَصه او فُرَصها للسعادة،‏ الاكتفاء والنجاح.‏»‏

ينصح الكتاب المقدس بحكمة:‏ «ثانية،‏ ايها الآباء [او الامهات]،‏ لا يجب ان تدفعوا اولادكم الى الاستياء،‏ بل ان تمنحوهم الارشاد،‏ والتقويم،‏ اللذين للتنشئة المسيحية.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏،‏ الكتاب المقدس الانكليزي الجديد)‏ وبوضوح،‏ ان دَفْع ولدكم الى الاستياء من الوالد الآخر لا مكان له في التنشئة المسيحية.‏

لكل ولد ابوان.‏ قد يغيِّر الموت ذلك،‏ لكنّ الطلاق لا يغيِّره.‏ وما لم تحدِّد المحاكم حرية اقتراب الوالد الآخر الى الاولاد (‏او يتنصَّل الوالد الآخر عمدا من مسؤولياته ومسؤولياتها)‏،‏ فقد يلزمكم ان تتعاونوا مع رفيقكم السابق في تربية الاولاد.‏

من المسلَّم به انه قد يكون لديكم سبب صائب للمرارة تجاه رفيق زواجكم السابق.‏ لكن اذا استخدمتم اولادكم لمعاقبة ذلك الرفيق فان اولادكم هم مَن يتألمون حقا.‏ تقترح الدكتورة بْييننْفِلد ان اعترافكم باستقامة لانفسكم بأنكم ربما لعبتم انتم ايضا دورا في مشاكلكم الزوجية،‏ قد يساعد على تبديد مرارتكم.‏ تخبر مجلة الوالدون عن امرأة حاولت ان تصلي من اجل زوجها السابق حينما كانت تبدأ بامعان النظر في الافكار السلبية بشأنه.‏ ووجدت ان هذه الوسيلة اعطتها شعورا بالسعادة والتحفُّظ جديدا كليا بالنسبة اليها وحرَّرتها من الكينونة ‹متجمِّدة في وضع قتالي دائم.‏› —‏ قارنوا متى ٥:‏٤٣-‏٤٥‏.‏

هل يستطيع الآخرون ان يساعدوا؟‏

يكتب العالمان النفسانيان يوليوس وزيلدا سيڠل في مجلة الوالدون ان «الاولاد في العائلات المحطَّمة يتقوّون اذا بقيت على الاقل بعض خيوط الاستمرارية غير معكَّرة» بعد عاصفة الطلاق.‏ وعلى نحو محزن،‏ بحسب عالمي النفس هذين،‏ «يميل الجيران والاصدقاء الى الابتعاد،‏ وهكذا ايضا يفعل بعض الاجداد لانهم منشغلون كثيرا بالتحيُّز في الصراع الابوي.‏»‏

نعم،‏ يكون الطلاق قاسيا على نحو خصوصي بالنسبة الى الاولاد عندما يختفي الاقرباء الآخرون ايضا من حياتهم.‏ وهذا يضاعف شعورهم بأنهم مهجورون.‏ لذلك اذا كنتم عمَّة او خالة،‏ عمًّا او خالا،‏ او جَدّا او جدَّة لايّ من اولاد الطلاق،‏ فركِّزوا على منحهم الطمأنينة التي يحتاجون اليها على نحو ملحّ جدا الآن بدلا من الاشتراك في شِجار ابويهم الزوجي.‏ وأحيانا،‏ لا يمكن لاحد ان يعزِّز معنويات الولد الضعيفة افضل من جَدٍّ او جدَّة محب.‏

ان هايدي،‏ المقتبَس منها في بداية هذه المقالة،‏ لم تتلقَّ دعما كهذا.‏ ومع ذلك،‏ فقصتها هي قصة ناجحة.‏ وهي اليوم،‏ بعمر ٢٦،‏ شابة متزوجة زواجا سعيدا،‏ تتصف بالعطف والاجتهاد.‏ فماذا يفسِّر نجاحها؟‏

في كلمة واحدة:‏ الصداقات.‏ فكمراهقة،‏ بدأت هايدي تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه.‏ وفي قاعة الملكوت،‏ حيث كانت تحضر الاجتماعات،‏ وجدت اصدقاء حقيقيين.‏ «اعتدت ان افكر بأن حالتي ميئوس منها الى حد بعيد،‏» تتذكَّر.‏ «لكن من المساعِد امتلاك اناس يمكنكم التكلم اليهم.‏ كانت لدي صديقة استطيع ان اقول لها كل شيء.‏ وكانت دائما تعرف عندما يكون امر ما خاطئا،‏ فكان ينتهي بي الامر دائما الى اخبارها.‏ لقد مثَّلت نوعا ما صورة الام.‏ ولكن كان هنالك آخرون يمكنني ان افعل الامور معهم ايضا.‏» احسَّت هايدي بحقيقة وعد يسوع انه بامكان الجماعة المسيحية ان تزوِّد عائلة كبيرة للذين خسروا عائلتهم.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

لكنّ هايدي لم تأخذ المبادرة في صنع هؤلاء الاصدقاء.‏ «لقد بحثوا عني،‏» تقول.‏ وهذا موضوع متكرِّر بين اولاد الطلاق في الجماعة المسيحية.‏ على سبيل المثال،‏ ثمة شابة تدعى مِڠ تتذكَّر بإعزاز زوجين صادقاها عندما انفصل ابواها:‏ «عرفا انني بحاجة اليهما،‏ وكانا موجودَين.‏ فأنتم لا تريدون ان تقولوا،‏ ‹انظروا،‏ انا بحاجة اليكم.‏ اريد ان تحبوني الآن.‏›»‏

وماذا بشأنكم؟‏ هل يمكنكم ان تكونوا مثل اخ،‏ اخت،‏ ام،‏ اب،‏ او جَدّ او جَدَّة لولد طلاق؟‏ الشخص الحدث لن يطلب منكم على الارجح،‏ لكنّ ذلك لا يعني انه او انها ليس بحاجة اليكم.‏

لن تكونوا ابدا قادرين،‏ بالتأكيد،‏ على الحلول محل كل وظائف العائلة السليمة.‏ ولكن يمكنكم ان تكونوا صديقا،‏ مستمِعا ودِّيا،‏ جيدا.‏ ويمكنكم ايضا ان تساعدوا لتوجِّهوا الحدث الى علاقة افضل بخالقنا —‏ ‹ابي اليتامى› الحقيقي والصديق الاعظم الذي يمكن ان يطلبه اي شخص على الاطلاق.‏ —‏ مزمور ٦٨:‏٥‏.‏

ولكن أليس هنالك رجاء لوقت فيه تنقلب نِسَب الطلاق،‏ وقت فيه يكبر الاولاد بالتأكيد في عائلات كاملة،‏ سعيدة؟‏

عندما تشفى العائلة

لو كان علينا ان نعتمد على الجنس البشري من اجل حل،‏ لكان الجواب حينئذ كلا،‏ ليس هنالك رجاء حقيقي للاولاد.‏ فالجنس البشري لا يستطيع بالتأكيد ان يبدأ باصلاح العائلة البشرية العالمية المقسَّمة على نحو ميئوس منه،‏ اذا تغاضينا عن ذِكر العائلات المقسَّمة التي لا تحصى التي تشكِّلها.‏ وكما كتبت ليندا بِرد فرانڠكي في التقدم في السن مطلَّقين:‏ «لقد حدث الكثير جدا بشكل سريع جدا.‏ فالمحاكم تتعثَّر.‏ المدارس تتعثَّر.‏ العائلات تتعثَّر.‏ لا احد يعرف اي امر يتوقَّعه الواحد من الآخر في ايام الطلاق بالجملة هذه اذ ليست هنالك قواعد،‏ ولا سوابق لاتباعها.‏»‏

لكنّ خالق الجنس البشري لا يتعثَّر.‏ فهو يفهم عالمنا المقسَّم،‏ وهو يرى انه لا يحتاج الى الصيرورة معدّلا بشكل جيد من قِبَل «خبراء» بشر.‏ فهو يحتاج الى ان يُستبدل.‏ وهو يَعِد ان يفعل ذلك.‏ انه يَعِد ان الذين يفعلون مشيئته سينجون من انقضاء هذا النظام الفاسد ويعيشون ليروا ردّ فردوس عالمي.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ واذ يعيش آنذاك في ظل حكم اللّٰه،‏ سيبرأ الانسان من الخطية التي تُفسد طبيعته.‏ والانانية والنقص اللذان يجلبان الانقسامات،‏ الكراهية،‏ وعدم الوحدة سيُمحيان بعد طول انتظار.‏ والعائلة البشرية ستشفى.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

وسيصير الطلاق آنذاك تذكارا من ماضٍ مضمحلٍّ.‏

‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

نُصْح للوالدين المطلَّقين

لا تتشاجروا مع زوجكم السابق او زوجتكم السابقة —‏ هاتفيا او شخصيا —‏ امام الاولاد.‏

لا تنقدوا رفيقكم السابق امام الاولاد.‏ وعندما ينقد اولادكم والدا او والدة غائبا،‏ لا تشجعوهم او تشتركوا معهم.‏

لا تجبروا الاولاد على الاختيار بين والديهم،‏ ولا تحوِّلوهم ضد زوجكم السابق او زوجتكم السابقة.‏

لا تسمحوا لاولادكم بأن يعذِّبوكم بتهديدات الانتقال للعيش مع الوالد الآخر.‏ فالتغاضي عن ابتزاز عاطفي كهذا سيساعدهم على الصيرورة متلاعبين وقد يعيق ايضا نموَّهم الادبي.‏

لا تستخدموا الاولاد للتجسُّس على زوجكم السابق او زوجتكم السابقة،‏ منتزعين المعلومات منهم عند عودتهم من كل زيارة.‏

لا تطلبوا من الاولاد ان يحملوا رسائل الغضب او الالتماسات المذلَّة من اجل المال منكم الى زوجكم السابق.‏

لا تُسكِتوا الولد بملاحظات مثل،‏ «انت مثل والدك تماما.‏» فذلك لا يصدم الولد فقط كنقد للاب بل قد يجعل الولد يشعر بأنه محكوم عليه بأن يكرِّر اخطاء الوالد الآخر.‏

أثبتوا انكم مستمع جيد،‏ تاركين اولادكم يعبِّرون عن مشاعرهم —‏ حتى المشاعر التي لا توافقون عليها.‏

اتصلوا بوضوح،‏ بحرية،‏ وبصراحة.‏ ولكن احموهم من التفاصيل التي لا يحتاجون الى معرفتها.‏ فقد يبدو ابنكم او ابنتكم الصديق المؤتمَن المثالي.‏ ولكن تذكَّروا،‏ ليس الولد راشدا مصغَّرا ولا زوجا بديلا او زوجة بديلة،‏ مهما بدا او بدت ناضجا.‏

عزّوا اولادكم وطمئنوهم انهم لم يسبِّبوا الطلاق،‏ وانه لا يمكنهم ان يتدخّلوا وينقذوا زواجكم.‏

أظهروا وفرة من العاطفة الاصيلة،‏ الدافئة.‏ فقد يفترض الاولاد ان الوالدين اللذين يمكنهما ان يتوقفا احدهما عن محبة الآخر يمكنهما ان يتوقفا بالسهولة نفسها عن محبة اولادهما.‏

تعاونوا مع زوجكم السابق او زوجتكم السابقة على حماية الاولاد من منازعاتكما.‏

وازنوا بين المدح والتأديب،‏ مقيمين حدودا عادلة وأهدافا واقعية.‏

ارسموا انتم المثال،‏ متجنبين السلوك الفاسد ادبيا الذي تعلِّمونهم ان يتجنبوه.‏

اصرفوا ما يمكن من وقت فراغكم مع الاولاد.‏

‏[الاطار في الصفحة ١١]‏

هل انتم والد عن بُعْد؟‏

اذا كنتم كذلك،‏ فقد تجدون انه يسهل الى حد بعيد الانسحاب من مجرى الامور.‏ وقد يبدو ترتيب برنامج زيارة شبيها على نحو مزعج بطلب إذن من زوجكم السابق او زوجتكم السابقة لرؤية ذريتكم انتم.‏ او ربما يملك اولادكم والدا او والدة ربيبا جديدا،‏ وأنتم تشعرون بأنه لم تعد هنالك حاجة إليكم.‏

ولكن هنالك حاجة إليكم.‏ يحث الكتاب المقدس:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم.‏» (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ واذا اختفيتم من حياة اولادكم،‏ فلن تغيظوهم فقط بل ايضا ستدمرون قيمتهم الذاتية،‏ جاعلين اياهم يشعرون بأنهم غير محبوبين وغير جديرين بالمحبة.‏ فحتى العلاقة المحدودة بأولادكم هي افضل من لا شيء على الاطلاق.‏

يبدو ان طول زياراتكم هو اهم من تكرُّرها.‏ وكلما طالت الزيارة،‏ امتلك ولدكم،‏ على الارجح،‏ اوقاتا بارزة معكم.‏ ميرِيَم ڠالپر كُوِن،‏ هي نفسها والدة عن بُعْد،‏ تذكر في كتابها بشأن الموضوع ان هذه الزيارات لا يجب ان تكون نُزَها مذهلة.‏ فأحيانا،‏ يكون المشي الهادئ معا،‏ او تناول وجبة معا،‏ هو ما يخلق الذكريات الاكثر إعزازا.‏

والاتصالات الهاتفية المتكرِّرة،‏ ذات البرنامج القانوني،‏ تبقيكم واولادكم في اتصال وثيق ايضا.‏ او قد تسجِّلون صوتكم وانتم تقرأون قصة لولدكم او تتحدثون عن طفولتكم.‏ وبالاضافة الى الشُرُط والرسائل،‏ قد ترسلون الى ولدكم صورا فوتوڠرافية،‏ رسومات،‏ رسوما هزلية،‏ او مقالات في المجلات اثرت فيكم بصفتها مضحكة او مثيرة للاهتمام.‏ وتقترح كُوِن ايضا اكتشاف اية كتب او برامج تلفزيونية يتمتع بها ولدكم،‏ قراءتها او مشاهدتها شخصيا،‏ ثم مناقشتها بالبريد او هاتفيا.‏

وكما تلاحظ كُوِن،‏ «الكينونة والدا عن بُعد هي الاختيار المفضَّل اقل بالنسبة الى ترتيبات الرعاية الاخرى،‏ قريبة من عدم رؤية الاولاد على الاطلاق.‏» ولكن هنالك طرائق بالتأكيد لجعل ولدكم مدركا،‏ على اساس قانوني،‏ لمحبتكم واهتمامكم المستمرَّين.‏ فحتى عملكم الاصغر المتسم بالاعتبار يمكن ان يجنِّب ولدكم مقدارا كبيرا من الالم.‏

‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

هل هنالك نشاطات يمكنكم ان تشتركوا فيها مع ولدكم؟‏ الطلاق يُنهي الزواج لا الأبوَّة

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

هل تعرفون اولاد طلاق يمكن ان يحتاجوا الى صديق؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة