كونوا في امن كجزء من هيئة اللّٰه

‏«اسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج] برج حصين.‏ يركض اليه الصدِّيق ويتمنع [«وينال الحماية»،‏ ع‌ج]».‏ —‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

١ في ايّ وضع حرج هم المسيحيون كما جاء في صلاة يسوع؟‏

صلّى يسوع قبيل موته الى ابيه السماوي من اجل أتباعه.‏ قال معبِّرا عن اهتمامه الحبي:‏ «انا قد اعطيتهم كلامك والعالم ابغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما اني انا لست من العالم.‏ لست اسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير».‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ كان يسوع يعرف ان العالم سيشكِّل خطرا على المسيحيين.‏ فسيبغضهم باختلاق الاكاذيب عنهم واضطهادهم.‏ (‏متى ٥:‏١١،‏ ١٢؛‏ ١٠:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وسيبث ايضا الفساد بينهم.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٢ اين يمكن ان يجد المسيحيون الامن الروحي؟‏

^٢ والعالم الذي سيبغض المسيحيين مؤلف من الذين هم بعيدون عن اللّٰه وتحت سيطرة الشيطان.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وهذا العالم اكبر بكثير من الجماعة المسيحية،‏ والشيطان اقوى بكثير من ايّ انسان.‏ لذلك يشكِّل بغض العالم خطرا كبيرا.‏ فأين يمكن ان يجد أتباع يسوع الامن الروحي؟‏ نجد الجواب في عدد ١ كانون الاول ١٩٢٢ من برج المراقبة‏،‏ بالانكليزية:‏ «نحن الآن في حالة متأزمة.‏ فالحرب دائرة بين هيئة الشيطان وهيئة اللّٰه.‏ انها حرب حاسمة».‏ وفي هذا الصراع،‏ تمنح هيئة اللّٰه الامن الروحي.‏ ان الكلمة «هيئة» لا تظهر في الكتاب المقدس،‏ وفي عشرينات هذا القرن كانت عبارة «هيئة اللّٰه» جديدة.‏ فما هي هذه الهيئة؟‏ وكيف نجد الحماية فيها؟‏

هيئة يهوه

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ ما هي الهيئة كما يعرِّفها احد القواميس وبرج المراقبة؟‏ (‏ب)‏ بأيّ معنى يمكن ان يُدعى المعشر العالمي لشهود يهوه هيئة؟‏

^٣ يعرِّف قاموس اوكسفورد الموجز (‏بالانكليزية)‏ كلمة هيئة بأنها «مجموعة منظمة».‏ وعلى ضوء ذلك،‏ نفهم انه من الملائم ان نشير الى «معشر الاخوة» كهيئة،‏ لأن الرسل نظَّموا المسيحيين في القرن الاول في جماعات محلية تحت اشراف هيئة حاكمة في اورشليم.‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولشهود يهوه اليوم بنية تنظيمية مماثلة.‏ وكان ‹العطايا في رجال›،‏ بمن فيهم ‹الرعاة والمعلمون›،‏ يعززون وحدة هذه المجموعة في القرن الاول.‏ فكان بعضهم يسافرون من جماعة الى اخرى،‏ فيما يخدم شيوخ آخرون في الجماعات المحلية.‏ (‏افسس ٤:‏٨‏،‏ ع‌ج‏،‏ ١١،‏ ١٢‏؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهنالك اليوم «عطايا» مماثلة يعززون وحدة شهود يهوه.‏

^٤ قالت برج المراقبة عدد ١ تشرين الثاني ١٩٢٢،‏ بالانكليزية،‏ عن كلمة «هيئة»:‏ «الهيئة هي معشر من الاشخاص يهدفون الى انجاز خطة».‏ وتابعت برج المراقبة لتشرح ان تسمية شهود يهوه هيئة لم تجعلهم «فرقة دينية بالمعنى الذي تُستعمل به الكلمة،‏ ولكنها تعني ببساطة ان تلاميذ الكتاب المقدس [شهود يهوه] يحاولون إتمام مقاصد اللّٰه كما يتممها هو،‏ بتنظيم».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ اظهر الرسول بولس ان المسيحيين في ايامه كانوا منظمين ايضا.‏ وشبَّه معشر المسيحيين الممسوحين بالجسد البشري الذي يتألف من اعضاء كثيرة يتمم كلٌّ منها دوره المعيَّن بحيث يعمل الجسد كما يجب.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٢-‏٢٦‏)‏ فما اروع هذا المثال!‏ ولماذا المسيحيون منظمون؟‏ ليتمموا «مقاصد اللّٰه»،‏ ليفعلوا مشيئة يهوه.‏

٥ ما هي هيئة اللّٰه المنظورة؟‏

^٥ انبأ الكتاب المقدس بأن المسيحيين الحقيقيين اليوم سيكونون متحدين،‏ مجموعين معا في «ارض» واحدة ‹كأمة› واحدة،‏ حيث ‹يضيئون كأنوار في العالم›.‏ (‏اشعياء ٦٦:‏٨‏،‏ ع‌ج‏؛‏ فيلبي ٢:‏١٥‏)‏ وتُعَدّ هذه ‹الامة› المنظمة الآن بأكثر من خمسة ملايين ونصف.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏٨-‏١٠،‏ ٢٢‏)‏ ولكن لا تقتصر هيئة اللّٰه على هؤلاء فقط،‏ فهنالك الملائكة ايضا.‏

٦ مَن يؤلفون هيئة اللّٰه بمعناها الاوسع؟‏

^٦ كثيرا ما كان الملائكة يعملون مع خدام اللّٰه البشر.‏ (‏تكوين ٢٨:‏١٢؛‏ دانيال ١٠:‏١٢-‏١٤؛‏ ١٢:‏١؛‏ عبرانيين ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ رؤيا ١٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ لذلك،‏ بالصواب قالت برج المراقبة في عدد ١٥ ايار ١٩٢٥،‏ بالانكليزية:‏ «كل الملائكة القديسين هم جزء من هيئة اللّٰه».‏ وأضافت:‏ «على رأس هيئة اللّٰه هنالك الرب يسوع المسيح،‏ وفي يده كل القدرة والسلطان».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ فهيئة اللّٰه بمعناها الاوسع تتألف من كل الذين يتعاونون لفعل مشيئة اللّٰه في السماء وعلى الارض.‏ (‏انظروا الاطار.‏)‏ فما اروع الامتياز ان نكون جزءا من هذه الهيئة!‏ وكم هو مفرح ان ننتظر بشوق الوقت حين تُنظَّم كل المخلوقات الحية،‏ السماوية والارضية،‏ لتسبِّح يهوه اللّٰه باتِّحاد!‏ (‏رؤيا ٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ولكن ما هي الحماية التي تزودها هيئة اللّٰه اليوم؟‏

كيف نحظى بالحماية في هيئة اللّٰه؟‏

٧ كيف تحمينا هيئة اللّٰه؟‏

^٧ يمكن ان تساعد هيئة اللّٰه على حفظنا من الشيطان وخُدَعه.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ فالشيطان يضغط ويضطهد ويجرِّب عبَّاد يهوه بهدف واحد،‏ ألا وهو ان يبعدهم عن ‹الطريق الذي ينبغي ان يسلكوا فيه›.‏ (‏اشعياء ٤٨:‏١٧‏؛‏ قارنوا متى ٤:‏١-‏١١‏.‏)‏ ولا يمكن ان نتجنب كاملا هذه الهجمات في نظام الاشياء هذا.‏ ولكنَّ علاقتنا اللصيقة باللّٰه وهيئته تقوّينا وتحمينا،‏ وبالتالي تساعدنا على البقاء في ‹الطريق›.‏ وهكذا لا نخفق في نيل رجائنا.‏

٨ كيف تدعم هيئة يهوه غير المنظورة خدامه الارضيين؟‏

^٨ وكيف تزوِّد هيئة اللّٰه هذه الحماية؟‏ اولا لدينا الدعم الذي لا ينضب من خدام يهوه الروحانيين.‏ فعندما كان يسوع تحت ضغط شديد،‏ كان ملاك يخدمه.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٤٣‏)‏ وعندما كان بطرس مهدَّدا بالموت،‏ خلّصه ملاك بأعجوبة.‏ (‏اعمال ١٢:‏٦-‏١١‏)‏ صحيح ان عجائب كهذه لا تحصل اليوم،‏ ولكنَّ شعب يهوه موعودون بالدعم الملائكي في نشاطهم الكرازي.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ وكثيرا ما يملكون القدرة فوق ما هو عادي عندما يكونون في اوضاع حرجة.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهم يدركون ايضا ان «ملاك الرب حالٌّ حول خائفيه وينجِّيهم».‏ —‏ مزمور ٣٤:‏٧‏.‏

٩،‏ ١٠ كيف يمكن القول ان ‹اسم يهوه برج حصين›،‏ وكيف ينطبق هذا المبدأ على هيئة اللّٰه ككل؟‏

^٩ تزوِّد هيئة يهوه المنظورة الحماية ايضا.‏ كيف ذلك؟‏ نقرأ في الامثال ١٨:‏١٠‏:‏ «اسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] برج حصين.‏ يركض اليه الصدِّيق ويتمنع [«وينال الحماية»،‏ ع‌ج‏]».‏ وهذا لا يعني ان مجرد تكرار اسم اللّٰه هو ما يزود الحماية.‏ فاتِّخاذنا اسم اللّٰه ملجأ لنا يشير الى اننا نثق بيهوه نفسه.‏ (‏مزمور ٢٠:‏١‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١٢٢:‏٤‏)‏ ويعني ايضا تأييد سلطانه والتمسك بشرائعه ومبادئه والايمان بوعوده.‏ (‏مزمور ٨:‏١-‏٩؛‏ اشعياء ٥٠:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏؛‏ عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ كما يشمل ايضا التعبد المطلق ليهوه.‏ فلا يمكن إلا للذين يعبدون يهوه بهذه الطريقة ان يقولوا مع صاحب المزمور:‏ «به [يهوه] تفرح قلوبنا لأننا على اسمه القدوس اتكلنا [«باسمه القدوس وثقنا»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ مزمور ٣٣:‏٢١؛‏ ١٢٤:‏٨‏.‏

^١٠ والآن جميع الذين في هيئة اللّٰه المنظورة يقولون مع ميخا:‏ «نحن نسلك باسم الرب [«يهوه»،‏ ع‌ج‏] الهنا الى الدهر والابد».‏ (‏ميخا ٤:‏٥‏)‏ ان الهيئة العصرية تتجمع حول «اسرائيل اللّٰه»،‏ الذي يُدعى في الكتاب المقدس «شعبا على اسمه».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦؛‏ اعمال ١٥:‏١٤؛‏ اشعياء ٤٣:‏٦،‏ ٧؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٧‏)‏ لذلك ان نكون جزءا من هيئة يهوه يعني ان نكون جزءا من شعب يطلب وينال الحماية باسم اللّٰه.‏

١١ بأية طرائق بالتحديد تزود هيئة يهوه الحماية للذين هم جزء منها؟‏

^١١ بالاضافة الى ذلك،‏ هيئة اللّٰه المنظورة هي مجتمع ايمان،‏ معشر من الرفقاء المؤمنين الذين يبنون ويشجعون واحدهم الآخر.‏ (‏امثال ١٣:‏٢٠؛‏ رومية ١:‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ انها مكان حيث يهتم الرعاة المسيحيون بالخراف،‏ يشجعون المرضى والمكتئبين،‏ ويسعون الى ردّ الذين سقطوا.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢-‏٤‏)‏ ان «العبد الامين الحكيم» يزود «الطعام في حينه» بواسطة الهيئة.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فهذا «العبد»،‏ المؤلف من المسيحيين الممسوحين،‏ يزود افضل الامور الروحية الجيدة:‏ المعرفة الدقيقة المؤسسة على الكتاب المقدس التي يمكن ان تؤدي الى الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ وبفضل الارشاد من «العبد»،‏ تجري مساعدة المسيحيين ان يحافظوا على مقاييس ادبية سامية وأن يكونوا «حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام» في المحيط الخطر حولهم.‏ (‏متى ١٠:‏١٦‏)‏ وتجري مساعدتهم دائما ان يكونوا «مكثرين في عمل الرب»،‏ العمل الذي هو بحد ذاته حماية جيدة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

مَن هم جزء من هيئة اللّٰه؟‏

١٢ مَن تُحدَّد هويتهم انهم جزء من هيئة اللّٰه السماوية؟‏

^١٢ ومَن ينالون هذه الحماية التي هي متوفرة للذين هم جزء من هيئة اللّٰه؟‏ لا شك في ان الهيئة السماوية تحظى بالحماية.‏ فالشيطان وملائكته لم يعودوا في السماء.‏ ومن ناحية اخرى،‏ لا يزال الملائكة الامناء هناك ‹مجتمعين›.‏ وقد رأى الرسول يوحنا انه في الايام الاخيرة سيكون ‹الخروف› والكروبيم (‏«الحيوانات الاربعة»)‏ و‹الملائكة الكثيرون› قريبين جدا من عرش اللّٰه.‏ وسيكون معهم الـ‍ ٢٤ شيخا،‏ الذين يمثِّلون هؤلاء المسيحيين الممسوحين الذين قد اخذوا ميراثهم السماوي المجيد.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٢٢،‏ ٢٣‏،‏ ترجمة تفسيرية؛‏ رؤيا ٥:‏٦،‏ ١١؛‏ ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ ومن الواضح انهم جميعا جزء من هيئة اللّٰه.‏ ولكنَّ الامور ليست بهذه البساطة بين البشر.‏

١٣ كيف حدَّد يسوع هوية الذين هم جزء من هيئة اللّٰه والذين ليسوا جزءا منها؟‏

^١٣ قال يسوع عن بعض الذين سيدَّعون انهم أتباعه:‏ «كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك اخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة.‏ فحينئذ اصرِّح لهم اني لم اعرفكم قط.‏ اذهبوا عني يا فاعلي الاثم».‏ (‏متى ٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فإذا كان احدٌ فاعلَ اثم،‏ فلن يكون حتما جزءا من هيئة اللّٰه مهما كانت ادِّعاءاته وأينما كان يقدِّم عبادته.‏ وأظهر يسوع ايضا كيف تُحدَّد هوية الشخص الذي هو جزء من هيئة اللّٰه.‏ فقد قال:‏ «ليس كل مَن يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات.‏ بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات».‏ —‏ متى ٧:‏٢١‏.‏

١٤ اية اوجه لإرادة اللّٰه يُحدَّد انها الزامية للذين هم جزء من هيئة اللّٰه؟‏

^١٤ فلكي يكون المرء جزءا من هيئة اللّٰه،‏ التي يشكِّل «ملكوت السموات» جزءا اساسيا منها،‏ يجب ان يفعل ارادة اللّٰه.‏ وما هي ارادته؟‏ ذكر بولس وجها اساسيا منها عندما قال:‏ «[اللّٰه] يريد ان جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبِلون».‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٤‏)‏ فالشخص يفعل ارادة اللّٰه اذا سعى بجدّ الى تحصيل المعرفة الدقيقة من الكتاب المقدس وتطبيقها في حياته وإيصالها الى «جميع الناس».‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ رومية ١٠:‏١٣-‏١٥‏)‏ وإرادة اللّٰه هي ايضا رعاية غنمه والاعتناء بها.‏ (‏يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وتلعب الاجتماعات المسيحية دورا حيويا ايضا.‏ فالشخص الذي يستطيع حضور هذه الاجتماعات ولكنه يهمل ذلك ينقصه التقدير لمكانه في هيئة اللّٰه.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

صداقة العالم

١٥ ايّ تحذير اعطاه يعقوب للجماعة في ايامه؟‏

^١٥ بعد نحو ٣٠ سنة من موت يسوع،‏ حدَّد يعقوب،‏ اخوه من امه،‏ بعض العوامل التي يمكن ان تجعل الشخص يعرِّض نفسه لخسارة مكانه في هيئة اللّٰه.‏ كتب:‏ «ايها الزناة والزواني أمَا تعلمون ان محبة [«صداقة»،‏ ع‌ج‏] العالم عداوة للّٰه.‏ فمَن اراد ان يكون محبا [«صديقا»،‏ ع‌ج‏] للعالم فقد صار عدوا للّٰه».‏ (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏ وعدو اللّٰه ليس بالتأكيد جزءا من هيئته.‏ فما هي صداقة العالم؟‏ لقد شُرح انها تتَّخذ اشكالا متنوعة،‏ مثل تنمية معاشرات ردية او التورط فيها.‏ وإضافة الى ذلك،‏ ركز يعقوب على شيء محدَّد اكثر ألا وهو المواقف الذهنية الخاطئة التي تؤدي الى التصرف غير اللائق.‏

١٦ ما هي قرينة تحذير يعقوب ان صداقة العالم هي عداوة للّٰه؟‏

^١٦ نقرأ في يعقوب ٤:‏١-‏٣‏:‏ «من اين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذَّاتكم المحاربة في اعضائكم.‏ تشتهون ولستم تمتلكون.‏ تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون ان تنالوا.‏ تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون.‏ تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا لكي تنفقوا في لذَّاتكم».‏ وبعد هذه الكلمات حذَّر يعقوب من صداقة العالم.‏

١٧ كيف كانت هنالك «حروب» و«خصومات» في الجماعة المسيحية في القرن الاول؟‏

^١٧ بعد قرون من موت يعقوب،‏ شنَّ المسيحيون الزائفون الحرب بعضهم على بعض وقتلوا واحدهم الآخر حرفيا.‏ ولكنَّ يعقوب كان يكتب الى اعضاء «اسرائيل اللّٰه» في القرن الاول،‏ ‹الكهنة والملوك› المقبلين.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ فهم لم يذبحوا او يقتلوا واحدهم الآخر في حروب حرفية.‏ فلماذا تكلم يعقوب عن حدوث هذه الامور بين المسيحيين؟‏ لقد دعا الرسول يوحنا كلَّ مَن يبغض اخاه قاتلا.‏ وتكلم بولس عن التضاربات في الشخصية والضغائن في الجماعات انها «منازعات» و«خصومات».‏ (‏تيطس ٣:‏٩؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٥-‏١٧‏)‏ وفي هذا المجال نفسه،‏ يبدو ان ما كان يجول في خاطر يعقوب هو عدم محبة الرفقاء المسيحيين.‏ فقد كان المسيحيون في ما بينهم يتعاملون كما يتعامل اهل العالم بعضهم مع بعض.‏

١٨ ماذا يمكن ان يؤدي الى التصرفات والمشاعر العديمة المحبة بين المسيحيين؟‏

^١٨ ولماذا كانت تحدث هذه الامور في الجماعات المسيحية؟‏ بسبب المواقف الخاطئة،‏ مثل الجشع والسعي وراء ‹اللذات›.‏ والكبرياء والغيرة والطموح يمكن ايضا ان تقوِّض الرفقة المسيحية الحبية في الجماعة.‏ (‏يعقوب ٣:‏٦،‏ ١٤‏)‏ وهذه المواقف تجعل المرء صديقا للعالم وبالتالي عدوا للّٰه.‏ ولا يمكن لأيّ مَن يضمر مثل هذه المواقف ان يتوقع ان يبقى جزءا من هيئة اللّٰه.‏

١٩ (‏أ)‏ على مَن يقع اللوم بشكل رئيسي اذا كان التفكير الخاطئ يتأصل في قلب المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يتغلب المسيحي على التفكير الخاطئ؟‏

^١٩ وعلى مَن يقع اللوم اذا كان التفكير الخاطئ يتأصل في قلبنا؟‏ أعلى الشيطان؟‏ نعم،‏ الى حدّ ما،‏ لأنه «رئيس سلطان الهواء» لهذا العالم الذي تستشري فيه هذه المواقف.‏ (‏افسس ٢:‏١،‏ ٢؛‏ تيطس ٢:‏١٢‏)‏ ولكن ينبع عادة التفكير الخاطئ من جسدنا الناقص.‏ فبعد التحذير من صداقة العالم،‏ كتب يعقوب:‏ «تظنون ان الكتاب يقول باطلا.‏ الروح الذي حل فينا يشتاق الى الحسد».‏ (‏يعقوب ٤:‏٥‏)‏ فجميعنا لدينا ميل طبيعي الى فعل الخطإ.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ رومية ٧:‏١٨-‏٢٠‏)‏ ولكن يمكننا ان نحارب هذا الميل اذا اعترفنا بضعفاتنا واتكلنا على مساعدة يهوه للتغلب عليها.‏ يقول يعقوب ان ‹اللطف غير المستحق الذي يعطيه اللّٰه اعظم من ميلنا الطبيعي الى الحسد›.‏ (‏يعقوب ٤:‏٦‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبفضل مساعدة روح اللّٰه القدس ودعم الاخوة المسيحيين الامناء،‏ وبواسطة استحقاق ذبيحة يسوع الفدائية،‏ لا يمكن ان تتغلب الضعفات الجسدية على المسيحيين الامناء.‏ (‏رومية ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فهم في امن في هيئة اللّٰه وهم اصدقاء اللّٰه لا العالم.‏

٢٠ اية بركات سخية يتمتع بها الذين هم جزء من هيئة اللّٰه؟‏

^٢٠ يعد الكتاب المقدس:‏ «الرب يعطي عزًّا لشعبه.‏ الرب يبارك شعبه بالسلام».‏ (‏مزمور ٢٩:‏١١‏)‏ فإذا كنا حقا جزءا من ‹امة› يهوه العصرية،‏ هيئته المنظورة،‏ فسننال من القوة التي يعطيها ونتمتع بالسلام الذي يبارك به شعبه.‏ وصحيح ان عالم الشيطان هو اكبر بكثير من هيئة يهوه المنظورة وأن الشيطان اقوى منا بكثير،‏ ولكنَّ يهوه هو القادر على كل شيء وقوته لا تُقهر.‏ وملائكته الاقوياء متحدون ايضا معنا في خدمته.‏ وهكذا،‏ رغم البغض الذي نواجهه،‏ يمكننا ان نظل ثابتين.‏ ويمكننا ان نغلب العالم كيسوع.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏٣٣؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٤‏.‏

هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

◻ ما هي هيئة اللّٰه المنظورة؟‏

◻ بأية طرائق تزود هيئة اللّٰه الحماية؟‏

◻ مَن هم جزء من هيئة اللّٰه؟‏

◻ كيف يمكن ان نتجنب الصيرورة اصدقاء العالم؟‏

‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

ما هي هيئة اللّٰه؟‏

تُستخدم عبارة «هيئة اللّٰه» في مطبوعات شهود يهوه بثلاث طرائق.‏

١ هيئة يهوه السماوية غير المنظورة المؤلفة من مخلوقات روحانية امينة.‏ وتُدعى هذه في الكتاب المقدس «اورشليم العليا».‏ —‏ غلاطية ٤:‏٢٦‏.‏

٢ هيئة يهوه البشرية المنظورة.‏ وتتألف هذه اليوم من البقية الممسوحة وينضم اليها الجمع الكثير.‏

٣ هيئة يهوه الكونية.‏ وتتألف هذه اليوم من هيئة يهوه السماوية وابنائه الممسوحين الذين تبناهم على الارض والذين يملكون رجاء سماويا.‏ وبعد فترة ستشمل ايضا البشر الكاملين على الارض.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

تزود هيئة يهوه أجود طعام روحي