مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٧ ١/‏٨ ص ١٤-‏١٩
  • لتثبت محبتكم الاخوية!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لتثبت محبتكم الاخوية!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • شاطروا الآخرين مشاعرهم
  • اظهار التقدير
  • اعمال اللطف الحبي
  • لنصمِّم ان ‹تستمر فينا المحبة الاخوية›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠١٦
  • ايجاد مفتاح المودة الاخوية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • الآية السنوية لعام ٢٠١٦
    الكتاب السنوي لشهود يهوه ٢٠١٦
  • ‏‹واصل السير في المحبة›‏
    اقترب الى يهوه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٧
ب٩٧ ١/‏٨ ص ١٤-‏١٩

لتثبت محبتكم الاخوية!‏

‏«لتثبت المحبة الاخوية.‏» —‏ عبرانيين ١٣:‏١‏.‏

١ ماذا تفعلون لتُبقوا النار مشتعلة في ليلة قارسة،‏ وأية مسؤولية مماثلة لدينا جميعا؟‏

لنقُل ان البرد مؤذٍ في الخارج،‏ والحرارة آخذة في الانخفاض.‏ ومصدر الدفء الوحيد في بيتكم هو نار تفرقع في الموقد.‏ وحياتكم تعتمد على ابقائكم اياها مشتعلة.‏ فهل تجلسون مكتوفي الايدي فيما يخبو اللهب ويصير توهُّج الجمر الاحمر رماديا كامدا وهامدا؟‏ طبعا لا.‏ فأنتم تواظبون بلا كلل على امدادها بالوقود لإبقائها متَّقدة.‏ ومجازيا،‏ لدى كل واحد منا عمل مماثل يتعلق «بنار» اهم بكثير —‏ النار التي ينبغي ان تتَّقد في قلوبنا —‏ المحبة.‏

٢ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول ان المحبة بردت في هذه الايام الاخيرة؟‏ (‏ب)‏ كم مهمة هي المحبة بالنسبة الى المسيحيين الحقيقيين؟‏

٢ كما انبأ يسوع منذ وقت طويل،‏ نحن نعيش في زمن تبرد فيه المحبة بين المدَّعين المسيحية حول العالم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ وكان يسوع يشير الى اهمّ نوع من المحبة على الاطلاق،‏ المحبة ليهوه اللّٰه وكلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ وتتضاءل ايضا انواع اخرى من المحبة.‏ انبأ الكتاب المقدس انه في «الايام الاخيرة،‏» سيكون كثيرون «بلا حنوّ.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وما اصحّ ذلك!‏ فينبغي ان تكون العائلة ملاذ حنوّ،‏ ولكن حتى هنا،‏ ألِفنا رؤية العنف والاساءة —‏ وأحيانا بوحشية مريعة.‏ ومع ذلك،‏ في جو هذا العالم البارد،‏ يؤمر المسيحيون ليس فقط بأن يحبوا بعضهم بعضا،‏ بل بأن يمتلكوا محبة التضحية بالذات،‏ مقدِّمين الآخرين على انفسهم.‏ ويجب ان نعرب عن هذه المحبة بوضوح لكي يراها الجميع،‏ فتصير السمة التي تحدِّد هوية الجماعة المسيحية الحقيقية.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

٣ ما هي المحبة الاخوية،‏ وماذا يعني ان تثبت؟‏

٣ أُوحي الى الرسول بولس بالوصية التالية:‏ «لتثبت المحبة الاخوية.‏» (‏عبرانيين ١٣:‏١‏)‏ وبحسب مطبوعة لأحد العلماء،‏ ان الكلمة اليونانية المترجمة هنا «المحبة الاخوية» (‏فيلادلفيا‏)‏ «تشير الى المحبة الودِّية،‏ التي تظهر اللطف والتعاطف،‏ وتقدِّم المساعدة.‏» وماذا عنى بولس عندما قال انه ينبغي ان تثبت مثل هذه المحبة؟‏ تذكر المطبوعة نفسها انه «لا يجب ان تبرد ابدا.‏» اذًا لا يكفي ان نشعر بالمودَّة تجاه اخوتنا؛‏ فيجب ان نظهرها.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يجب ان نجعل هذه المحبة تدوم،‏ وألّا ندعها تبرد ابدا.‏ فهل تعتبرون ذلك تحدِّيا؟‏ انه كذلك،‏ ولكن يمكن ان يساعدنا روح يهوه على تنمية المودَّة الاخوية والمحافظة عليها.‏ فلنتأمل في ثلاث طرائق لتأجيج نيران هذه المحبة في قلوبنا.‏

شاطروا الآخرين مشاعرهم

٤ ما هي مشاطرة الآخرين مشاعرهم؟‏

٤ اذا اردتم ان تزداد محبتكم لإخوتكم وأخواتكم المسيحيين،‏ فقد يلزم اولا ان تشاطروهم مشاعرهم،‏ ان تتعاطفوا معهم في المحن والتحديات التي يواجهونها في الحياة.‏ وهذا ما اقترحه الرسول بطرس عندما كتب:‏ «كونوا جميعا متَّحدي الرأي بحسّ واحد [«مشاطرين الآخرين مشاعرهم،‏» ع‌ج‏] ذوي محبة اخوية مشفقين لطفاء.‏» (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ ان الكلمة اليونانية المستعملة هنا مقابل «مشاطرين الآخرين مشاعرهم» تشير الى «التألُّم مع.‏» وأحد المراجع في اللغة اليونانية للكتاب المقدس يقول عن هذه الكلمة:‏ «انها تصف الحالة الذهنية التي توجد عندما نشترك في مشاعر الآخرين كما لو انها مشاعرنا نحن.‏» ولذلك يلزم التعاطف.‏ قال مرةً خادم ليهوه امين ومسنّ:‏ «التعاطف هو ان اشعر بألمك في قلبي.‏»‏

٥ كيف نعرف ان يهوه يشاطر الآخرين مشاعرهم؟‏

٥ وهل يشاطرنا يهوه مشاعرنا على هذا النحو؟‏ نعم،‏ بالتأكيد.‏ على سبيل المثال،‏ نقرأ عن آلام شعبه اسرائيل:‏ «في كل ضيقهم تضايق.‏» (‏اشعياء ٦٣:‏٩‏)‏ فيهوه لم يرَ فقط متاعب الشعب،‏ بل شاطرهم مشاعرهم.‏ أما مدى عمق مشاعره فتوضحه كلمات يهوه لشعبه،‏ المسجلة في زكريا ٢:‏٨‏:‏ «مَن يمسّكم يمسّ حدقة عينه [«عيني،‏» ع‌ج‏].‏»‏a يلاحظ احد المعلِّقين بخصوص هذا العدد:‏ «ان العين من اكثر البنى تعقيدا ودقَّة في جسم الانسان؛‏ وبؤبؤ العين —‏ الفتحة التي يلِج منها نور السماء ليبصر المرء —‏ هو الجزء الاكثر حساسية،‏ والاكثر اهمية ايضا في تلك البنية.‏ لا شيء يمكن ان ينقل بشكل افضل فكرة العناية الرائعة والرقيقة التي يوليها يهوه لمن يحبهم.‏»‏

٦ كيف شاطر يسوع المسيح الآخرين مشاعرهم؟‏

٦ وكان يسوع ايضا يشاطر الناس دائما مشاعرهم بعمق.‏ فتكرارا «تحنَّن» اذ رأى بليَّة رفقائه البشر الذين كانوا مرضى او متضايقين.‏ (‏مرقس ١:‏٤١؛‏ ٦:‏٣٤‏)‏ ودل انه عندما لا يعامل احدٌ أتباعَه الممسوحين بلطف،‏ يشعر وكأنه هو نفسه يلقى هذه المعاملة.‏ (‏متى ٢٥:‏٤١-‏٤٦‏)‏ واليوم بصفته ‹رئيس كهنتنا› السماوي،‏ يمكنه ان «يرثي لضعفاتنا.‏» —‏ عبرانيين ٤:‏١٥‏.‏

٧ كيف يمكن ان تساعدنا مشاطرة الآخرين مشاعرهم عندما يُسخِطنا اخ او اخت؟‏

٧ «يرثي لضعفاتنا» —‏ أليست هذه فكرة معزِّية؟‏ اذًا نريد بالتأكيد ان نفعل الامر عينه واحدنا للآخر.‏ طبعا،‏ من الاسهل بكثير ان ننظر الى ضعفات الآخرين.‏ (‏متى ٧:‏٣-‏٥‏)‏ ولكن في المرة التالية التي يسخطكم فيها اخ او اخت،‏ لمَ لا تحاولون فعل ذلك؟‏ تخيَّلوا انكم في ظروف هذا الشخص،‏ بخلفيته،‏ شخصيته،‏ عيوبه الشخصية لمحاربتها.‏ هل يمكن ان تكونوا على يقين من انكم لن ترتكبوا الاخطاء نفسها —‏ او ربما اسوأ منها؟‏ عوض توقُّع الكثير من الآخرين،‏ ينبغي ان نشاطرهم مشاعرهم،‏ وهذا سيساعدنا ان نكون متعقِّلين كيهوه،‏ الذي «يذكر اننا تراب نحن.‏» (‏مزمور ١٠٣:‏١٤؛‏ يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ انه يعرف حدودنا.‏ ولا يتوقَّع ابدا ان نفعل اكثر مما يمكننا منطقيا ان نفعله.‏ (‏قارنوا ١ ملوك ١٩:‏٥-‏٧‏.‏)‏ فلنشاطر جميعنا الآخرين مشاعرهم على هذا النحو.‏

٨ كيف ينبغي ان نتجاوب عندما يمرّ اخ او اخت بمحنة ما؟‏

٨ كتب بولس ان الجماعة كجسد،‏ بأعضاء متنوعة يجب ان تعمل معا باتِّحاد.‏ ثم اضاف:‏ «إن كان عضو واحد يتألم فجميع الاعضاء تتألم معه.‏» (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٢-‏٢٦‏)‏ فيلزم ان نتألم،‏ او نتعاطف،‏ مع الذين يمرّون بمحنة ما.‏ والشيوخ سبَّاقون الى ذلك.‏ كتب بولس ايضا:‏ «مَن يضعف وأنا لا اضعف.‏ مَن يعثر وأنا لا التهب.‏» (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٩‏)‏ والشيوخ والنظار الجائلون يتمثَّلون ببولس في هذا الصدد.‏ ففي خطاباتهم،‏ في عملهم الرعائي،‏ وحتى في معالجتهم المسائل القضائية،‏ يسعون الى مشاطرة الآخرين مشاعرهم.‏ اوصى بولس:‏ ‹ابكوا مع الباكين.‏› (‏رومية ١٢:‏١٥‏)‏ وعندما يحس الخراف بأن الرعاة يشاطرونهم مشاعرهم حقا،‏ يدركون حدودهم،‏ ويتعاطفون مع المصاعب التي يواجهونها،‏ يكونون عادةً اكثر استعدادا لقبول المشورة،‏ التوجيه،‏ والتأديب.‏ ويحضرون الاجتماعات بتوق،‏ واثقين انهم سيجدون هناك ‹انتعاشا لنفوسهم.‏› —‏ متى ١١:‏٢٩‏،‏ ع‌ج‏.‏

اظهار التقدير

٩ كيف يظهر يهوه انه يقدّر ما هو صالح فينا؟‏

٩ والطريقة الثانية لتأجيج المحبة الاخوية هي بواسطة التقدير.‏ ولتقدير الآخرين،‏ يجب ان نركِّز على صفاتهم الجيدة وجهودهم ونعتبرها قيِّمة.‏ وعندما نفعل ذلك،‏ نتمثَّل بيهوه نفسه.‏ (‏افسس ٥:‏١‏)‏ فهو يغفر لنا الكثير من خطايانا الصغرى يوميا.‏ وهو يغفر لنا خطايانا الخطيرة ايضا ما دامت توبتنا اصيلة.‏ وحالما يغفر لنا خطايانا،‏ لا يعود يفكِّر فيها.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١٤-‏١٦‏)‏ سأل المرنم الملهم:‏ «إن كنت تراقب الآثام يا رب يا سيِّد فمَن يقف.‏» (‏مزمور ١٣٠:‏٣‏)‏ ان تركيز يهوه هو على الامور الصالحة التي نفعلها في خدمته.‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

١٠ (‏أ)‏ لماذا من الخطر ان يفقد رفيقا الزواج التقدير واحدهما للآخر؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينبغي ان يفعل الشخص الذي يفقد تقديره لرفيق زواجه؟‏

١٠ من المهم خصوصا ان نتبع هذا المثال في العائلة.‏ فعندما يُظهر الوالدون انهم يقدِّرون واحدهم الآخر،‏ يرسمون المثال للعائلة.‏ وفي زمن الزيجات القصيرة الامد هذا،‏ من السهل جدا ان يعامل المرء رفيق زواجه بعدم اهتمام ويعظِّم الهفوات ويقلِّل من اهمية الصفات الحسنة.‏ يفتِّت هذا التفكير السلبي الزواج،‏ محوِّلا اياه الى عبء غير مفرح.‏ فإذا كان تقديركم لرفيقكم يتضاءل،‏ فاسألوا نفسكم:‏ ‹أحقا ليس في رفيق زواجي صفات صالحة؟‏› عودوا بالفكر الى الاسباب التي جعلتكم تُغرَمون به وتتزوجون.‏ هل اضمحلَّت حقا كل هذه الاسباب التي جعلتكم تحبون هذا الشخص الفريد؟‏ طبعا لا؛‏ لذلك اعملوا جاهدين على تقدير ما هو صالح في رفيقكم،‏ وصوغوا تقديركم في كلمات.‏ —‏ امثال ٣١:‏٢٨‏.‏

١١ اذا اردنا ان تكون المحبة الزوجية خالية من الرياء،‏ فأية ممارسات يجب تجنُّبها؟‏

١١ ويساعد التقدير ايضا رفقاء الزواج على ابقاء زواجهم خاليا من الرياء.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٦:‏٦؛‏ ١ بطرس ١:‏٢٢‏.‏)‏ ومثل هذه المحبة التي يؤججها التقدير القلبي،‏ لن تفسح المجال للوحشية وراء الابواب المغلقة،‏ ولا للكلمات الجارحة والمُذِلة،‏ ولا للمعاملة الباردة التي قد تدع اياما تمرّ دون النطق بكلمة لطيفة او مهذَّبة،‏ وهي لن تفسح المجال طبعا للعنف الجسدي.‏ (‏افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ والزوج والزوجة اللذان لديهما حقا تقدير متبادَل،‏ يكرم واحدهما الآخر.‏ وهما لا يفعلان ذلك فقط عندما يكونون امام اعين الناس بل عندما يراهما يهوه —‏ وبعبارة اخرى،‏ كل الوقت.‏ —‏ امثال ٥:‏٢١‏.‏

١٢ لماذا ينبغي ان يعبِّر الوالدون عن التقدير لما هو صالح في اولادهم؟‏

١٢ ويلزم ان يشعر الاولاد ايضا بأنهم موضع تقدير.‏ لا يعني هذا ان الوالدين ينبغي ان يُمطروهم بالاطراء الفارغ،‏ ولكن ينبغي ان يمدحوا اولادهم على صفاتهم الجديرة بالمدح وعلى ما يفعلونه من امور جيدة حقا.‏ تذكَّروا مثال يهوه في التعبير عن رضاه على يسوع.‏ (‏مرقس ١:‏١١‏)‏ وتذكَّروا ايضا مثال يسوع بصفته «السيد» في احد الامثال.‏ لقد مدح ‹عبدين صالحين وأمينين› بالتساوي،‏ مع انه كان هنالك اختلاف في ما أُعطي لكلٍّ منهما واختلاف مماثل في ما انتجه كلٌّ منهما.‏ (‏متى ٢٥:‏٢٠-‏٢٣‏؛‏ قارنوا متى ١٣:‏٢٣‏.‏)‏ وكذلك يجد الوالدون الحكماء طرائق للتعبير عن التقدير للصفات والقدرات والانجازات الفريدة لدى كل ولد.‏ وهم يحاولون في الوقت نفسه ألا يشدِّدوا كثيرا على الانجازات بحيث يشعر اولادهم على الدوام بأنهم مضطرون الى التفوُّق على الآخرين.‏ فهم لا يريدون ان يصير اولادهم عندما يكبرون ساخطين او مثبَّطين.‏ —‏ افسس ٦:‏٤؛‏ كولوسي ٣:‏٢١‏.‏

١٣ مَن يأخذون القيادة في اظهار التقدير لكل فرد في الجماعة؟‏

١٣ في الجماعة المسيحية،‏ يأخذ الشيوخ والنظار الجائلون القيادة في اظهار التقدير لكل فرد من افراد رعية اللّٰه.‏ ومركزهم صعب،‏ لأنهم يحملون ايضا المسؤولية الثقيلة للتأديب في البر،‏ لإصلاح الخطاة بروح الوداعة،‏ ولتقديم المشورة بحزم للذين يحتاجون اليها.‏ فكيف يوازنون بين هذه المسؤوليات المختلفة؟‏ —‏ غلاطية ٦:‏١؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ كيف اظهر بولس الاتزان في مسألة تقديم المشورة بحزم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان يوازن النظار المسيحيون بين الحاجة الى تقويم الاخطاء والحاجة الى تقديم المدح؟‏ أَوضحوا.‏

١٤ ان مثال بولس مساعد جدا.‏ فقد كان معلِّما وشيخا وراعيا بارزا.‏ وكان عليه ان يتعامل مع جماعات تعاني مشاكل خطيرة،‏ ولم يُحجم بدافع الخوف عن تقديم المشورة بحزم عندما كان ذلك لازما.‏ (‏٢ كورنثوس ٧:‏٨-‏١١‏)‏ وتوحي نظرة سريعة الى خدمة بولس انه قلَّما استخدم التأنيب —‏ إلا عندما كانت الحالة تجعل ذلك ضروريا او مستحسَنا.‏ وقد اظهر في هذا الامر حكمة الهية.‏

١٥ اذا شبَّهْنا خدمة الشيخ في الجماعة بمقطوعة موسيقية،‏ يكون التأنيب والتوبيخ عندئذ اشبه بنغمة منفردة تندمج في المقطوعة كلها.‏ وهذه النغمة حسنة في محلّها.‏ (‏لوقا ١٧:‏٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏)‏ تخيَّلوا اغنية لا تحتوي إلا على هذه النغمة،‏ التي تتردد مرارا وتكرارا.‏ سرعان ما تخدش آذاننا.‏ وبشكل مماثل،‏ يحاول الشيوخ المسيحيون ان يكمِّلوا تعليمهم وينوِّعوه.‏ فهم لا يدَعون تعليمهم يقتصر على تقويم المشاكل.‏ وبدلا من ذلك،‏ يكون الانطباع العام ايجابيا.‏ وكيسوع المسيح،‏ ينظر الشيوخ المحبّون اولا الى الصالح لمدحه،‏ لا الى الخطإ لانتقاده.‏ وهم يقدِّرون العمل الشاق الذي يقوم به رفقاؤهم المسيحيون.‏ ويثقون ان كل واحد يبذل عموما قصارى جهده ليخدم يهوه.‏ والشيوخ يعبّرون بلا تردُّد عن هذا الشعور بالكلام.‏ —‏ قارنوا ٢ تسالونيكي ٣:‏٤‏.‏

١٦ كيف تأثر الرفقاء المسيحيون بتقدير بولس وتعاطفه؟‏

١٦ دون شك،‏ شعر معظم المسيحيين الذين خدمهم بولس بأنه يقدّرهم ويشاطرهم مشاعرهم.‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ لاحظوا كيف شعروا تجاه بولس.‏ لم يخشوه،‏ مع انه كان في مركز مسؤولية كبيرة.‏ لا،‏ لقد كان محبوبا ويسهل الاقتراب اليه.‏ وعندما غادر احدى المناطق،‏ ‹وقع الشيوخ على عنقه يقبِّلونه›!‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧،‏ ٣٧‏)‏ فكم ينبغي ان يكون الشيوخ —‏ وجميعنا —‏ شاكرين انه لدينا مثال بولس للاقتداء به!‏ نعم،‏ فلنظهر التقدير واحدنا للآخر.‏

اعمال اللطف الحبي

١٧ ما هي بعض التأثيرات الجيدة التي تنتج من اعمال اللطف في الجماعة؟‏

١٧ ان احد الامور الاكثر فعَّالية التي تؤجج المحبة الاخوية هو عمل بسيط،‏ عمل اللطف.‏ وكما قال يسوع:‏ ‏«مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ فسواء اعطينا روحيا،‏ ماديا،‏ او من وقتنا وطاقتنا،‏ لا نُسعِد الآخرين فحسب بل نَسعد نحن ايضا.‏ واللطف معدٍ في الجماعة.‏ فعمل لطف واحد يولِّد بالمقابل اعمالا مماثلة.‏ ولن يمضي وقت طويل حتى تزدهر المحبة الاخوية!‏ —‏ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

١٨ ما معنى «اللطف» المذكور في ميخا ٦:‏٨‏؟‏

١٨ حثّ يهوه شعبه اسرائيل على اظهار اللطف.‏ نقرأ في ميخا ٦:‏٨‏:‏ «قد أَخبرَك ايها الانسان ما هو صالح.‏ وماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة [«اللطف،‏» ع‌ج‏] وتسلك متواضعا مع الهك.‏» فماذا يعني ان «تحب اللطف»؟‏ ان الكلمة العبرانية المستعملة هنا مقابل «لطف» (‏حِسِذ‏)‏ تُرجِمت ايضا «رحمة.‏» وبحسب كتب سونسينو للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏،‏ «تشير [هذه الكلمة] الى شيء فعَّال اكثر من الكلمة المجرَّدة رحمة.‏ انها تعني ‹الرحمة مترجمة الى افعال،‏› انجاز اعمال شخصية من اللطف الحبي،‏ ليس فقط تجاه الفقراء والمعوزين،‏ بل تجاه كل الرفقاء البشر.‏» لذلك يقول عالم آخر ان حِسِذ تعني «المحبة مترجمة الى عمل.‏»‏

١٩ (‏أ)‏ بأية طرائق يمكن ان نأخذ المبادرة في اظهار اللطف للآخرين في الجماعة؟‏ (‏ب)‏ أعطوا مثلا يبيِّن كيف أُظهِرت لكم المحبة الاخوية.‏

١٩ ليست محبتنا الاخوية نظرية او مجرَّدة.‏ انها حقيقة ملموسة.‏ ولذلك ابحثوا عن طرائق لعمل اللطف تجاه اخوتكم وأخواتكم.‏ كونوا كيسوع،‏ الذي لم يكن دائما ينتظر ان يأتي الناس اليه ليطلبوا المساعدة ولكنه غالبا ما كان يأخذ المبادرة هو نفسه.‏ (‏لوقا ٧:‏١٢-‏١٦‏)‏ فكروا خصوصا في المحتاجين جدا.‏ هل يحتاج شخص مسنّ او عاجز الى زيارة او ربما الى مساعدة في القيام ببعض المهمات؟‏ هل يحتاج ‹يتيم› الى شيء من الوقت والانتباه؟‏ هل يحتاج شخص كئيب الى أذن صاغية او الى بعض الكلمات المعزّية؟‏ فلنفسح المجال كلما امكن لأعمال لطف كهذه.‏ (‏ايوب ٢٩:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤؛‏ يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ وفي جماعة مليئة بالاشخاص الناقصين،‏ لا تنسوا ان اهم اعمال اللطف هو المسامحة —‏ ترك الاستياء يزول طوعا،‏ ولو كان هنالك سبب شرعي للتشكّي.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٣‏)‏ فالاستعداد للمسامحة يساعد على حماية الجماعة من الانقسامات،‏ الضغائن،‏ والعداوات،‏ التي تشبه اغطية رطبة تُخمِد نار المحبة الاخوية.‏

٢٠ كيف ينبغي ان نواصل جميعا فحص انفسنا؟‏

٢٠ فلنكن جميعا مصمِّمين على ابقاء نار المحبة الحيوية هذه متَّقدة في قلوبنا.‏ ولنستمر في فحص انفسنا.‏ هل نشاطر الآخرين مشاعرهم؟‏ هل نظهر التقدير للآخرين؟‏ هل نقوم بأعمال اللطف تجاه الآخرين؟‏ ما دمنا نفعل ذلك،‏ ستُدفئ نار المحبة اخوَّتنا مهما صار هذا العالم باردا وقاسيا.‏ اذًا،‏ على اية حال،‏ «لتثبت المحبة الاخوية» —‏ الآن وإلى الابد!‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١‏.‏

‏[الحاشية]‏

a هنا،‏ تدلّ بعض الترجمات ضمنا ان مَن يمسّ شعب اللّٰه يمسّ لا عين اللّٰه،‏ بل عين اسرائيل او حتى عينه هو.‏ وقد حدث هذا الخطأ بسبب بعض نسَّاخ العصور الوسطى الذين غيَّروا هذا العدد في جهودهم المضلَّلة لتصحيح مقاطع اعتبروها غير وقورة.‏ فطمسوا بذلك شدّة تعاطف يهوه الشخصي.‏

ما رأيكم؟‏

◻ ما هي المحبة الاخوية،‏ ولماذا يجب ان تثبت؟‏

◻ كيف تساعدنا مشاطرة الآخرين مشاعرهم على المحافظة على محبتنا الاخوية؟‏

◻ ايّ دور يلعبه التقدير في المحبة الاخوية؟‏

◻ كيف تجعل اعمال اللطف المحبةَ الاخوية تزدهر في الجماعة المسيحية؟‏

‏[الاطار في الصفحة ١٦]‏

المحبة وهي تعمل

منذ سنوات،‏ كانت الشكوك بشأن المحبة الاخوية لا تزال تساور الى حد ما رجلا كان قد درس الكتاب المقدس مدة من الزمن مع شهود يهوه.‏ كان يعرف ان يسوع قال:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضا لبعض.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏)‏ ولكنه وجد انه من الصعب ان يصدق ذلك.‏ وذات يوم،‏ رأى المحبة المسيحية وهي تعمل.‏

مع ان هذا الرجل كان سجين كرسيّ بدواليب،‏ كان مسافرا بعيدا عن موطنه.‏ فحضر في بيت لحم اجتماعا للجماعة.‏ وهناك،‏ اصرّ شاهد عربي ان يقضي سائح آخر من الشهود الليل في بيته،‏ وشملت الدعوة ايضا تلميذ الكتاب المقدس هذا.‏ قبل ان يخلد التلميذ الى النوم،‏ سأل مضيفه هل يمكنه ان يخرج في الصباح الى الشرفة ليشاهد شروق الشمس.‏ فحذَّره مضيفه بشدة قائلا انه لا يجب ان يفعل ذلك.‏ وفي اليوم التالي اوضح هذا الاخ العربي السبب.‏ فبواسطة مترجم،‏ قال انه اذا علم جيرانه انه اضاف احدا من خلفية يهودية —‏ كما هي الحال مع تلميذ الكتاب المقدس هذا —‏ فسيحرقون منزله الى الحضيض فيما هو وعائلته في الداخل.‏ فسأله تلميذ الكتاب المقدس بارتباك:‏ «اذًا لماذا خاطرت بهذا الشكل؟‏» من دون مترجم،‏ نظر الاخ العربي اليه مباشرة وقال:‏ «‏يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏»‏

تأثر تلميذ الكتاب المقدس بعمق بحقيقة المحبة الاخوية.‏ واعتمد بُعيد ذلك.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

ان طبيعة الرسول بولس الودودة وتقديره للآخرين جعلا الاقتراب اليه سهلا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة