مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • السرطان —‏ كيف هي حالنا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • السرطان —‏ كيف هي حالنا؟‏

      تُقدَّم هذه السلسلة من المقالات عن السرطان لمساعدتك ايها القارىء ان تكون لك نظرة واقعية الى ما أُنجز من تقدم في معالجة هذا الداء.‏ لقد أُحرز في العقود الاخيرة تقدم في فهم بعض مسببات السرطان.‏ ويتوفر الآن نصح جيد عن الوقاية.‏ وأيضا من السهل اليوم الحصول على تشخيص مبكر،‏ وهنالك احتمال اكبر للعلاج.‏ ويلخص قسم الصحة والخدمات الانسانية للولايات المتحدة ذلك بهذه الطريقة:‏

      ‏«اخبار سارة:‏ لا يصاب كل شخص بالسرطان.‏ ان ٢ من كل ٣ اميركيين لن يصابا به ابدا.‏ اخبار افضل:‏ يشفى كل سنة اناس اكثر فاكثر من المصابين بالسرطان.‏ افضل الاخبار:‏ يمكنك عمل شيء كل يوم لحماية نفسك من السرطان.‏»‏

      لا ننوي بحث هذا الموضوع بنزعة تفاؤلية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ يشير مصدر طبي الى أنه في الولايات المتحدة وحدها «٥٨ مليونا من الاميركيين الاحياء الآن سيصابون اخيرا بالسرطان.‏» ولدى العديد من البلدان الاخرى نسبة مماثلة.‏ ولذلك لا مبرر للتفاؤل الباطل.‏ غير ان التفاؤل المؤسس على حقائق سيساعد الجميع على مواجهة الواقع بأمل،‏ وأيضا سيشجع المرضى بالسرطان على المقاومة بطريقة اكثر فعالية.‏

      هل يمكن علاج السرطان؟‏

      كيف يجيب الخبراء عن هذا السؤال؟‏ لاحظوا ما يلي:‏

      ‏«يمكن معالجة السرطان بنجاح.‏ وفي حالات كثيرة يمكن مداواته كاملا.‏ فعدد لا يحصى من الذين عولجوا من السرطان عاشوا حياة طويلة وصحيّة دون علامة او اعراض للمرض.‏ .‏ .‏ .‏ السرطان يمكن مداواته حتما.‏‏» —‏ «الدليل الطبي التام،‏» للدكتور بنيامين ف.‏ ميلر.‏

      ‏«حجب الخوف من هذا المرض الحقيقة ان ما يقرب من نصف الناس المصابين بالسرطان يمكن شفاؤهم،‏ والعلاج السليم للذين لا يمكن شفاؤهم يمكن ان يضيف سنين من الحياة المريحة والمثمرة.‏» —‏ «الوقائع عن السرطان،‏» للدكتور شارل ف.‏ ماكهان،‏ استاذ الجراحة في جامعة يال.‏ «يمكن معالجة بعض السرطانات بسهولة،‏ في حين ان البعض الآخر لا يمكن معالجته تماما في جميع الاحيان تقريبا عند تشخيصه.‏ .‏ .‏ .‏ وسرطانات ثلاثة اعضاء (‏الرئة،‏ الثدي،‏ والمعي الغليظ)‏ تشغل الآن اهمية عظيمة لانها تسبب حاليا نصف وفيات السرطان في الولايات المتحدة.‏» —‏ «مسببات السرطان،‏» السير ريتشارد دول وريتشارد بيتو،‏ جامعة اكسفورد،‏ انكلترا.‏

      ولكن لا تزال هنالك ملاحظة رصينة يجب اضافتها الى هذه الصورة.‏ ففي كتابه «الهدف:‏ السرطان» يصرّح الكاتب العلمي ادوارد ج.‏ سيلفستر:‏ «بالتاكيد لم يُقبض على القاتل.‏ ان اكثر السرطانات فتكا في الولايات المتحدة —‏ سرطان الرئة وسرطان الثدي بعد سن اليأس وسرطان المستقيم والقولون —‏ ليست قابلة للمعالجة الآن اكثر مما كانت منذ ثلاثين الى اربعين سنة،‏ .‏ .‏ .‏ مع ان المصابين بهذه السرطانات يبقون احياء لوقت اطول في بعض الحالات.‏»‏

      تُنفَق كل سنة مبالغ كبيرة من المال على البحث في السرطان،‏ ولكنه احد الامراض المميتة الاكثر تحييرا التي عرفها الانسان.‏ ومع ذلك هنالك ملاحظة ايجابية عن السرطانات الثلاثة المذكورة —‏ بعض الناس «يبقون احياء لوقت اطول.‏»‏

      وفي ما يتعلق بالسرطان،‏ هل نحن جميعا ضحايا الصدفة؟‏ ام هل هنالك شيء يمكننا فعله لمنعه؟‏ هل للطعام او نمط الحياة اية صلة بحدوث السرطان؟‏

      في المقالات التالية سنتأمل في بعض مسببات السرطان المعروفة وأساليب الوقاية والعلاج،‏ بالاضافة الى مثال للنجاح في التغلب على السرطان.‏ وستشرح المقالة الاخيرة كيف نعرف ان السرطان سيُقهر قريبا.‏

  • ما هو السرطان؟‏ ماذا يسببه؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • ما هو السرطان؟‏ ماذا يسببه؟‏

      اكتسبت الكلمة «سرطان» على مر السنين،‏ وربما باستحقاق،‏ معنى اضافيا سلبيا قويا.‏ والعبارات مثل،‏ «ينتشر كسرطان مميت ماكر،‏» حملت كثيرين من الناس على رفض التفكير في الكلمة ومعناها الحقيقي.‏

      أما اليوم فيتخذ الموضوع أبعادا اقل اخافة عندما يعالج جهارا بطريقة موضوعية.‏ فبدلا من ان يكون «مميتا» دائما غالبا ما يصير «قابلا للمعالجة.‏» وبدلا من ان «ينتشر» دائما غالبا ما ينتهي وهو لا يزال محدَّد الموضع.‏ فما هو السرطان حقا؟‏ وماذا يسببه؟‏

      يشرح الاختصاصيان البريطانيان السير ريتشارد دول وريتشارد بيتو:‏ «السرطانات البشرية المختلفة هي امراض تتغير فيها واحدة من الخلايا الكثيرة التي يتألف منها الجسم البشري بحيث تتضاعف مرارا وتكرارا على نحو غير ملائم،‏ فتنتج ملايين من الخلايا المتحدرة المتضاعفة والمصابة مثلها،‏ وقد يمتد بعضها الى اجزاء اخرى من الجسم ويسحقها في نهاية الامر.‏» —‏ «مسببات السرطان.‏»‏

      والسؤال الحاسم الآن هو لماذا؟‏ لماذا تنصرف بعض الخلايا عن النمط الطبيعي وتتكاثر على نحو شاذ؟‏

      هل يصنع نمط حياتكم تباينا؟‏

      ان للاطباء في المرحلة الحالية من البحث في السرطان اجابة غير كاملة الى حد بعيد عن بلاء السرطان.‏ وواقع ازدياده يؤكده الطبيبان جون س.‏ بايلر الثالث وايلين م.‏ سميث اللذان صرَّحا مؤخرا في «مجلة الطب لنيو انغلند»:‏ «من ١٩٧٣ الى ١٩٨١ ارتفع المعدل التقريبي لحدوث جميع الناميات الشاذة (‏السرطانات)‏ بنسبة ١٣ في المئة.‏ .‏ .‏ .‏ ولا سبب للاعتقاد ان السرطان يصير اقل شيوعا بشكل عام.‏»‏

      والاختصاصيون في السرطان هم الى حد كبير في مأزق بين الحاجة الى ايجاد علاج ملائم للاورام الخبيثة والحاجة الى التشجيع على الوقاية باقتفاء المسببات الحقيقية.‏ والبحث عن المسببات يؤدي الى متاهة من النظريات المختلفة —‏ هل يكمن المسبب في الفيروسات،‏ المورِّثات،‏ استجابات المناعة،‏ الكيميائيات،‏ البيئة،‏ سموم الجسم،‏ في مجموعات منها،‏ او في شيء آخر؟‏ وبأية عملية تصير خلية ما خبيثة ثم ترتحل؟‏

      صرّح اختصاصي في السرطان البروفسور اسطفان تانبرجر:‏ «انها الآن لحقيقة مثبتة ان هذه هي عملية تشمل مراحل عديدة تتحول بها خلية طبيعية ذات تركيب مورِّثي معيَّن الى خلية ورمية تحت تأثير عوامل عديدة.‏ ونحن نعلم ان الفيروسات والاشعاع والمواد الكيميائية تشكل عوامل كهذه،‏ ولكن يجوز القول بأمان ان التفاعل المتبادل لعدد من مثل هذه العوامل يُنتج خلية سرطانية في عملية متعددة المراحل.‏» —‏ «بريزما.‏»‏

      ماذا يعني ذلك لنا في الحياة اليومية؟‏ بحسب الطبيب شارل أ.‏ لوميستر،‏ رئيس جمعية السرطان الاميركية،‏ ان عادات حياتنا اليومية لها صلة بمسببات السرطان.‏ أعلن:‏ «يعتقد الآن معظم العلماء ان عاداتنا اليومية —‏ ما نأكله ونشربه،‏ ما اذا كنا ندخن،‏ وكم نعرّض انفسنا للشمس،‏ تُقرر الى حد بعيد تعرضنا لخطر الاصابة بسرطانات كثيرة.‏» مجلة «إبوني.‏»‏

      يُثبت وجهة النظر هذه البحث العلمي لخبيري جامعة اكسفورد دول وبيتو.‏ فهما يصرحان:‏ «قد تقترح ملاحظة تقلبات التصرف البشري آراء ربما لا تخطر ابدا ببال باحث في مختبر.‏ فقد زوَّدت من الناحية التاريخية نقطة الانطلاق لجزء كبير من جميع ابحاث السرطان بابراز المخاطر المقترنة بالتعرض لنتاج الاحتراق من الفحم وأشعة الشمس والاشعة السينية والأسبستوس وعوامل كيميائية كثيرة.‏ وقد لفتت الانتباه الى المجازفات المقترنة بمضغ اخلاط مختلفة من التانَبول والتبغ والزيزفون وبتدخين التبغ.‏»‏

      وبما ان انماط الحياة والبيئات تختلف من بلد الى آخر يعني ذلك ان بعض البلدان تميل الى الاصابة بعدد اكبر من بعض انواع السرطان وعدد اقل من البعض الآخر.‏ مثلا،‏ تتقدَّم انكلترا،‏ اذ ان استعمال التبغ متفش لعقود،‏ في سرطان الرئة.‏ ولنيجيريا،‏ التي تأخرت في استعمال التبغ،‏ معدل اقل بكثير لحدوث هذا المرض في الحاضر.‏ وتتقدَّم كونكتيكت،‏ الولايات المتحدة،‏ في سرطان القولون والمثانة فيما تملك نيجيريا ادنى النسب.‏

      والمثل الآخر الذي يبيّن كيف يمكن لنمط الحياة ان يؤدي الى السرطان هو سركوما كابوزي،‏ سرطان نادر عادة.‏ فقط أُصيب به مضاجعو النظير في السنوات القليلة الاخيرة نتيجة لمرض الآيدس الذي يُضعف جهاز المناعة عند المريض ويتركه عرضة للعدوى ولهذا السركوما.‏

      ويشير الطبيب كينيث ر.‏ بالتير من كلية الطب لجامعة كاليفورنيا الى عامل اضافي محتمل في تسبيب السرطان:‏ «اظهرت دراسات اختبارية عديدة على الانسان والحيوان ان الاجهاد،‏ الكآ‌بة النفسانية،‏ وغيرها من العوامل النفسانية الاجتماعية تعرِّض للخطر قدرة البدن على منع ما يحث مرضا كالسرطان او على الحد من انتشاره.‏» —‏ «الطب الكمالي.‏»‏

      ويتبنى اطباء آخرون ايضا هذا الرأي ان الاجهاد المفرط يمكن ان يؤثر في جهاز المناعة فيعرِّض الشخص للسرطان وامراض اخرى.‏ فلنفحص الآن عن كثب بعض مسببات السرطان الاكثر وضوحا.‏

      التبغ —‏ عدوّ مميت

      رُبط التبغ بالسرطان لعقود.‏ ولذلك لا نندهش كثيرا من قراءة البيان الصحفي التالي:‏ «ان منظمة الصحة العالمية،‏ في اقتباسها تقريرا بأنه يمكن نسب مليون من الوفيات تقريبا كل سنة الى استعمال التبغ،‏ اصدرت ادانة شديدة ضد التدخين واستعمال التبغ.‏» ومضى هذا البيان المنشور في «النيويورك تايمز» يقول أن «التدخين مسؤول عن ٩٠ في المئة من كل حالات سرطان الرئة،‏ ٧٥ في المئة من كل حالات الالتهاب الشُعبي المزمن وانتفاخ الرئة و ٢٥ في المئة من مرض القلب الاحتباسي بالاضافة الى انواع اخرى من السرطان،‏ مضاعفات الحمل والامراض التنفسية.‏»‏

      يلعب التبغ دورا هاما كهذا في السرطان حتى ان الطبيب بايرون ج.‏ بايلي من الفرع الطبي لجامعة تكساس يعتقد انه يجب تسمية الادمان على التبغ «التبغية،‏» ونتيجته السرطان.‏ وكتب في JAMA (‏مجلة الجمعية الطبية الاميركية)‏:‏ «ينبغي ان ندرك أن التبغية هي الادمان على المخدرات الاكثر فتكا في الولايات المتحدة [في العالم!‏] اليوم وأنها تفرض ضريبة في الارواح والدولارات اثقل من الكوكايين والهيرويين والاعراض المتزامنة للنقص في المناعة المكتسبة وحوادث السير والقتل والهجمات الارهابية مجتمعة‏.‏»‏

      ولكن ماذا بشأن استعمال ما يعرف بـ‍ «التبغ اللادخاني،‏» وهو تبغ يُشم ويُمضغ،‏ وشائع الآن بين الملايين من الناس حول العالم؟‏ تخبر «مجلة الطب لنيو انغلند» انه «في الهند واجزاء من آسيا الوسطى وجنوب شرقي آسيا يتكرر حدوث سرطان الفم اكثر منه بكثير في الولايات المتحدة.‏ وهو في الواقع السرطان الاكثر شيوعا في تلك المنطقة.‏» ويتابع التقرير:‏ «لقد ظهر ان التبغ اللادخاني الذي يؤخذ بالفم،‏ وحده او مع مواد اخرى مثل بزرة الأريقى وورقة التانَبول الفلفليّ والزيزفون،‏ يزيد جدا التعرّض لخطر سرطان الفم.‏»‏

      التبغ والكحول —‏ هل هنالك ارتباط؟‏

      ماذا يمكن القول عن قرن التدخين بشرب الكحول؟‏ يؤكد الطبيبان دول وبيتو ان الكحول «‹يتفاعل› مع التدخين،‏ اذ يزيد كل عامل منهما تأثيرات الآخر.‏ لقد اشتُبه طوال ٦٠ سنة في ان الكحول له علاقة بانتاج السرطان اذ ظهر ان سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمريء كانت شائعة اكثر من المعدل عند الرجال المستخدَمين في حِرَف تشجع على استهلاك كميات كبيرة من الكحول.‏»‏

      ويؤكد هذا الاستنتاج الاختصاصي الالماني في السرطان البروفسور تانبرجر الذي قال:‏ «التدخين والشرب المفرط هما عامل معرض للخطر من الدرجة الاولى.‏ .‏ .‏ .‏ لا مهرب هنالك من الحقيقة أنه توجد علاقة سببية بين اسلوب حياة الشخص ونمو السرطان.‏»‏

      قاتل «بريء»‏

      ملايين من الناس يعرّضون انفسهم كل سنة لقاتل عشوائي يبدو ممتعا وبريئا جدا —‏ اشعة الشمس.‏ ولكنّ الاستحمام الشمسي المفرط،‏ وخصوصا اذا أدى الى سفعة قاسية في سن المراهقة،‏ يمكن ان يؤدي الى ورم قتاميّ وهو سرطان في الجلد ذو صبغ قاتم.‏ وكما يشرح احد المصادر الطبية:‏ «ان الحالات التي تزيد الخطر الى اعلى درجة قد تكون تلك التي تشمل تعريض الجلد غير المسفوع لأشعة الشمس بطريقة مفاجئة.‏» —‏ «مسببات السرطان.‏»‏

      يجب ألا نستخف بهذا السبب لانه،‏ في الولايات المتحدة وحدها،‏ كان يُتوقع ٠٠٠‏,٢٣ حالة جديدة وموت ٦٠٠‏,٥ شخص في السنة ١٩٨٦.‏ والذين تسهل اصابتهم اكثر هم ذوو البشرة المائلة الى البياض،‏ والعيون الزرقاء،‏ والشعر الاشقر او الاحمر،‏ والنمش.‏

      وقد يكون التعرض المفرط للاشعة السينية في الفحوص الطبية مسببا «بريئا» آخر للسرطان.‏ مثلا:‏ «ان الزيادة السريعة في حدوث .‏ .‏ .‏ سرطان الغدة الدرقية هي اكبر مما لايّ نوع آخر من الورم ويمكن تفسيرها جزئيا بوباء سرطانات الغدة الدرقية غير القاتلة الذي يحثه الاستخدام الطبي للاشعة السينية.‏» —‏ «مسببات السرطان.‏»‏

      وحتى الطعام الذي نأكله قد يكون مسببا آخر للسرطان لا يُشتبه فيه.‏ «تقترح الدراسات ان اطعمة معيَّنة وبعض المغذيات التي تحتويها هذه الاطعمة قد تكون مرتبطة بتطور السرطان.‏ وتقترح نتائج البحث ان تناول المواد الدهنية بكثرة هو عامل يعرّض للسرطان.‏ .‏ .‏ .‏

      ‏«وجد العلماء علاقة بين النقص في فيتامينات معيَّنة —‏ أ و ج —‏ والسرطان.‏ مثلا،‏ يجري ربط النظام الغذائي ذي الفيتامين أ المنخفض بسرطانات غدة البروستات وعنق الرحم والجلد والمثانة والقولون.‏» —‏ قسم الصحة والخدمات الانسانية للولايات المتحدة.‏

      وأحد الامثلة الغريبة هو الافلاتوكسين «من نتاج فطر الرشاشية الصفراء الذي يلوث عادة الفول السوداني وغيره من الاطعمة الرئيسية الكربوهيدراتية التي تخزن في مناخات رطبة وحارة.‏» وبحسب الطبيبين دول وبيتو،‏ انه «عامل رئيسي في انتاج سرطان الكبد في بلدان استوائية معيَّنة.‏»‏

      بعد السبب والنتيجة —‏ ماذا بعدئذ؟‏

      حقيقة الامر هي ان هنالك على الاقل ٢٠٠ نوع مختلف من السرطان بأسباب كثيرة متميزة او متبادلة العلاقة.‏ وفي بعض الحالات لا تزال الاسباب غير معروفة بالتأكيد.‏ لقد عُيِّنت بدقة مواد كيميائية مستعملة في الطعام بالاضافة الى مواد ملوِّثة صناعية كمسببات محتملة.‏ ولسبب ما فان التأخر في اول حمل،‏ مما يؤخر افراز اللبن الطبيعي،‏ له ايضا صلة بمدى حدوث سرطان الثدي.‏ للحصول على معلومات اضافية عن مسببات السرطان انظروا الاطار على الصفحة ٦.‏

      اذا اثبت العلماء ان سرطانات كثيرة تنشأ من التصرف البشري وعوامل في البيئة فنحن في الطريق الى حلول مهمة لمشكلة السرطان —‏ الوقاية والعلاج‏.‏ وستجري معالجة ذلك في المقالة التالية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٥]‏

      تعريفات لاصطلاحات السرطان

      الورم —‏ كتلة نسيج شاذة؛‏ اي انتفاخ غير صحي؛‏ يدعى ايضا نامية شاذة.‏ ويمكن ان يكون خبيثا او غير خبيث.‏

      غير الخبيث —‏ خلايا لا تغزو او تتسرب الى انسجة اخرى.‏ ولكنّ الورم غير الخبيث يمكن ان يسبب ضغطا خطيرا.‏

      الخبيث —‏ خلايا تغزو وتتسرب الى الانسجة المحيطة وتسحق المريض في نهاية الامر ان لم تُوقف.‏

      السرطان —‏ ورم خبيث.‏ تُدرج السرطانات تحت مجموعتين رئيسيتين:‏ السركوما والكرسينومة.‏

      السركوما —‏ سرطانات في الانسجة البنيوية والضامّة،‏ بما في ذلك العظام والغضروف والدهن والعضلة.‏

      الكرسينومة —‏ سرطانات تُصيب الانسجة التي تغطي او تحشو اعضاء الجسم،‏ كالجلد والامعاء والرئتين والثديين.‏

      المُسرطِن —‏ مادة تولّد السرطان.‏

      الانبثاث —‏ انتقال مرض من مصدره الاصلي الى مواضع اضافية في الجسم.‏

      اللِمف —‏ سائل صاف يدور في الجسم ويحتوي على خلايا دم بيضاء وأجسام مضادة وشوائب ومواد مغذية.‏

      الغدد اللِّمفية —‏ او العُقد.‏ هذه تصفي عادة الشوائب من الجسم.‏ وللجهاز اللِّمفي دور حيوي في دفاع الجسم ضد العدوى.‏

      (‏مؤسسة على «السرطان وفيتامين ج،‏» للطبيبين إيوان كامرون ولينوس بولينغ؛‏ «الوقائع عن السرطان،‏» للدكتور شارل ف.‏ ماكهان.‏)‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      بعض العوامل التي ثبت انها تسبب السرطان في البشر

      السبب موضع السرطان

      الافلاتوكسين (‏في الفول السوداني المتعفن)‏ ________________________________ الكبد

      المشروبات الكحولية بافراط ________________________________ الفم،‏ الحنجرة،‏ المريء،‏ الكبد

      الأسبستوس ________________________________ الرئة،‏ غشاء الجَنْب،‏ الصِفاق

      مضغ التانَبول،‏ التبغ،‏ الزيزفون ________________________________ الفم

      المفروشات (‏الخشب الصلد)‏ ________________________________ الجيوب الانفية

      السلع الجلدية ________________________________ الجيوب الانفية

      الافراط في التغذية (‏يسبب السمنة)‏ ________________________________ بطانة الرحم،‏ المرارة

      الحمل الاول في عمر متأخر ________________________________ الثدي

      انقطاع الاولاد او اولاد قليلون جدا ________________________________ المبيض

      الاصابات الطفيلية:‏

      الشستوسوما البلهارسي‏،‏ افريقيا ________________________________ المثانة

      كلونوركيس سيننزيس‏،‏ الصين ________________________________ الكبد

      الاختلاط الجنسي ________________________________ عنق الرحم،‏ الجلد

      الستيرويدات ________________________________ الكبد

      التبغ ________________________________ الفم،‏ الحنجرة،‏ الرئة

      فيروس (‏التهاب الكبد ب)‏ ________________________________ الكبد

      ‏(‏مؤسسة على «مسببات السرطان»)‏

  • هل يمكنكم ان تغلبوا السرطان؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • هل يمكنكم ان تغلبوا السرطان؟‏

      ‏«لذلك يظهر ان معظم السرطانات البشرية يحتمل منعها.‏» —‏ «مسببات السرطان.‏»‏

      ‏«ان نمط حياة المريض ورغبته في المساهمة في عملية الشفاء يمكن ان يؤثرا بطريقة هامة في مجرى صحته او صحتها.‏» —‏ «الطب الكمالي.‏»‏

      كيف يمكن غلب السرطان؟‏ سنبحث ما يجري فعله الآن لمعالجة المرض او لتجنب نتائجه المتلفة.‏ غير ان هنالك مثلا يقول بأن الوقاية خير من العلاج.‏ فلنتأمل اولا في امكانيات الوقاية بواسطة النظام الغذائي.‏

      هل يمكن للنظام الغذائي ان يصنع تباينا؟‏

      هل يمكن لبعض ما نتناوله من الطعام ان يُحدث السرطان؟‏ يذكر الكتاب «اهمال مميت»:‏ «تُعزى نوعا ما النسب المرتفعة لسرطان القولون والثدي في الولايات المتحدة الى النظام الغذائي.‏» فما تأكلونه على مر السنين يمكن ان يؤثر في امكانيات ابتداء السرطان.‏ ولذلك يجب على المهتم بصحة جيدة ان يكون مميزا في ما يأكله ويشربه.‏

      يشمل النظام الغذائي ايضا ما يؤخذ من سوائل.‏ وبما ان اساءة استعمال الكحول قد تؤدي الى سرطانات متعددة فان المشورة الواضحة انما هي الشرب باعتدال.‏ ولكن ماذا يعتبره الاطباء «اعتدالا»؟‏ قد يدهش الجواب كثيرين ممن يظنون انهم يشربون باعتدال:‏ «كأسان من المسكر او اقل يوميا،‏ وخصوصا اذا كنتم تدخنون.‏» (‏«النظام الغذائي،‏ التغذية والوقاية من السرطان»)‏.‏ وبموجب هذا التعريف،‏ اذا كنتم تتناولون اكثر من كأسين من المسكر يوميا لا تكونون بعدُ معتدلين حسب هذه القرينة للوقاية من السرطان.‏

      والنقطة الحيوية هي أنه يمكننا فعل شيء ما بشأن السرطان اذا اتخذنا افراديا الاجراء الوقائي.‏ ولكن ماذا يلزم لكي يكون للتدابير الوقائية تأثير في العموم؟‏ يقول جراح السرطان بلايك كادي بصراحة:‏ «ان برنامجا ثقافيا عاما .‏ .‏ .‏ يُبعد الناس عن اللحوم الغنية بالدهنيات الى الاقل دهنا،‏ الى انظمة غذائية بنسبة اقل من الكولسترول،‏ سينجز اكثر مما ينجزه الطب على الاطلاق بالتدخل لتخفيض النسبة السرطانية.‏» (‏«الهدف:‏ السرطان»)‏ وفي هذه الحالة،‏ اية مأكولات يمكن ان تساعد على منع السرطان؟‏

      توصي احدى وكالات الصحة الحكومية بأن يزوّد نظامكم الغذائي على الاقل ٢٥-‏٣٥ غراما (‏نحو آونس)‏ من الألياف الطبيعية كل يوم.‏ ويساعد ذلك على ابقاء الامعاء نظيفة طبيعيا.‏ ولكن كيف تحصلون على الألياف في طعامكم؟‏ كلوا الكثير من الفواكه والخُضر والبسلَّى واللوبيا والخبز الاسمر والحبوب.‏ وكلوا اطعمة كالبطاطا والتفاح والأجاص والدراق بقشورها‏.‏ وقد تقلّل ايضا خضر من فصيلة الملفوف خطر التعرض لسرطان القولون.‏

      والتوصية الاخرى هي تجنب الدهنيات الحيوانية.‏ وتفضَّل الطيور الداجنة والسمك على اللحم الاحمر.‏ واذا اخترتم اللحم تيقنوا ان فيه او عليه القليل من الدهنيات.‏ اختاروا منتجات الالبان القليلة الدسم او المقشودة.‏ اشملوا المأكولات التي تحتوي على فيتامين أ و ج،‏ كالخضر ذات الورق الاخضر القاتم —‏ البروكولي (‏نوع من القرنبيط)‏ واللفت والسبانخ والهندباء والقرّة،‏ والشمندر،‏ وحتى اوراق الهندباء البرية الخضراء.‏ واللون الآخر للطعام الجيد الذي يكشف عن فيتامين أ و ج هو البرتقالي الصفرة:‏ الخضر —‏ الجزر والبطاطا الحلوة واليقطين والقرع؛‏ الفواكه —‏ المشمش والشمَّام والببّايا والدراق والاناناس والبطيخ،‏ هذا اذا ذكرنا بعضها.‏

      وتذكر ايضا مطبوعة «النظام الغذائي،‏ التغذية والوقاية من السرطان»:‏ «تتزايد البراهين على ان اكل الكثير من الدهن (‏المشبع وغير المشبع على حد سواء)‏ قد يزيد من احتمال الاصابة بسرطانات القولون والثدي والبروستات وبطانة الرحم.‏» فماذا نستنتج؟‏ ان نظامكم الغذائي يمكن ان يصنع تباينا في سرطانات كثيرة.‏

      وأية منتجات اخرى يجب ان نتجنبها اذا اردنا ان نقلل من تعرضنا لخطر السرطان؟‏ مع ان هذه التوصية ربما لا تكون مستحبة عند البعض يجب ان نفحص دور التبغ.‏

      ما يقولونه عن التبغ هو صحيح

      كتب الخبيران من جامعة اكسفورد،‏ دول وبيتو:‏ «لا يُعرف تدبير فردي يكون له تأثير كبير في عدد الوفيات المنسوبة الى السرطان كالتقليل من استعمال التبغ.‏ .‏ .‏ .‏ والتأثير الرئيسي يكون في حدوث سرطان الرئة الذي،‏ في اواخر خريف العمر،‏ هو اكبر عند المدخنين المنتظمين اكثر من عشرة اضعاف مما هو عند غير المدخنين طوال حياتهم.‏»‏

      ان الانقطاع عن التدخين يقلل ايضا من تكرر سرطانات اخرى.‏ «يَنتج ايضا اثر هام في حدوث سرطانات الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والمثانة،‏ ومن المحتمل البنكرياس،‏ وربما الكلية.‏» —‏ «مسببات السرطان.‏»‏

      كيميائيات تقتل

      هل تستنشقون مواد كيميائية في مكان عملكم او يحتكّ بها جلدكم؟‏ يبرهن البحث الحديث ان بعض الكيميائيات قد تُحدث تفاعلا سرطانيا.‏ وبحسب دايفد ب.‏ رول،‏ مدير برنامج علم السموم القومي للولايات المتحدة،‏ تقترح الادلة ان «١٨ مادة كيميائية قادرة على تسبيب السرطان في الانسان،‏ ويُشتبه في ١٨ مادة اخرى.‏» وتذكر المطبوعة الصحية للولايات المتحدة «عقد من الاكتشاف»:‏ «تستطيع مادة كيميائية واحدة ان تعمل كمبدئ ومعزّز على حد سواء،‏ او تستطيع مادتان كيميائيتان او اكثر ان تتفاعل لانتاج ورم خبيث.‏» وفي هذه الحال،‏ ما هي بعض المواد الكيميائية والمهن الخطرة؟‏

      وضعت المطبوعة «مسببات السرطان» قائمة بعوامل الألْكلة،‏ مركبات الامين الاروماتيّ،‏ الأسبستوس،‏ البنزين،‏ كلوريد الفينيل،‏ وبعض المركبات او حالات الاكسدة للزرنيخ والكادميوم والكروم والنيكل.‏ وتدل ايضا ان المهن الخطرة هي صناعة الاثاث من الخشب الصلد والسلع الجلدية بالاضافة الى انتاج كحول الايزوبروبيل.‏ فماذا يمكن فعله اذا تضمن عملكم احد هذه العوامل؟‏

      يتخذ عادة اصحاب الاعمال المسؤولون خطوات لازالة خطر التلوث.‏ ففي بعض الحالات عملت زيادة التهوية على ازالة الأبخرة من منطقة العمل بأكثر سرعة.‏ وفي حالات اخرى يصرف العمال فترات اقصر في منطقة الخطر.‏ وتُستخدم ثياب واقية وكمامات.‏ ومع ذلك فان كلمة التحذير ملائمة هنا.‏

      ‏«لا تعلَم معظم هذه الشركات حتى بوجود هذه المواد الكيميائية،‏ او ان كانت على علم بوجودها فليست لديها اية فكرة عن وجود شيء كمسرطن.‏» (‏«عقد من الاكتشاف»)‏ وفي حالات كهذه ماذا يمكنكم فعله؟‏ ان لم يكن صاحب العمل على استعداد لحمايتكم،‏ حينئذ قد تضطرون الى النظر في ملاءمة تغيير العمل.‏ فصحتكم،‏ رغم كل شيء،‏ هي من اثمن ما تملكون.‏

      فهل يمكنكم انتم عمل شيء لغلب السرطان؟‏ اجيبوا اولا عن هذه الاسئلة:‏ هل تحبون الحياة والصحة الجيدة والنشاط؟‏ هل انتم متأثرون بالهبة الرائعة لجسد سليم؟‏ هل تريدون ان تغلبوا السرطان؟‏ اذا كنتم تجيبون بنعَم،‏ حينئذ يمكنكم ان تطوروا دافعا كافيا لصنع تغييرات في نمط حياتكم،‏ تغييرات تعمل على خفض احتمالات ابتداء السرطان في جسدكم.‏ (‏انظروا الرسم البياني على الصفحة ٦.‏)‏

      التشخيص المبكر —‏ خطوة اولى نحو الشفاء

      ماذا اذا كانت الوقاية متأخرة؟‏ يذكر الكاتب العلمي ادوارد ج.‏ سيلفستر انه «لا تزال هنالك اخبار سارة للخائفين من ان يصابوا بالسرطان .‏ .‏ .‏،‏ ولكن .‏ .‏ .‏ معظم التقدم في معالجة السرطان يتعلق بالتشخيص المبكر.‏» ولذلك ينصح جميع الخبراء في هذا الحقل بالانتباه لعلامات الانذار المحتملة للسرطان.‏ وماذا يمكنكم الانتباه له كعلامات انذار مبكرة؟‏ اليكم بعضها:‏

      ١-‏ تغيير في نماذج او عادات الامعاء او المثانة.‏

      ٢-‏ قرح لا يُشفى.‏

      ٣-‏ نزف او تصريف غير عاديين.‏

      ٤-‏ تغلّظ او تكتّل في الثدي او في ايّ مكان آخر.‏

      ٥-‏ عسر هضم قانوني او صعوبة في البلع.‏

      ٦-‏ تغيير واضح في ثُؤْلُول او شامة.‏

      ٧-‏ سعال مزعج دائم او بُحَّة.‏

      ٨-‏ نقصان حديث في الوزن غير معلَّل.‏

      عند الظهور الاول لايّ من هذه الاعراض يجب استشارة الطبيب.‏ وطبعا،‏ ربما لا يدل العرض على السرطان.‏ ولكن كلما اكتشفتم ذلك اسرع كان افضل‏.‏

      أُنجز تقدم حديث في الكشف المبكر عن الاورام بواسطة رسم الثدي بالاشعة،‏ مخططات الحرارة،‏ المخططات الصوتية (‏صور فوق السمعيَّة)‏،‏ مَسْح اضطراب الجو الصافي،‏ مسحات بابانيكولاو وفحص المُبْرزات.‏ والآن يزوّد الخبراء التقنيون ايضا نظام تشخيص مبكر اكثر دقة يُسمّى MRI (‏التصوير بالرنين المغناطيسي)‏.‏ وكما يوضح الكاتب جون بول،‏ ان مَسْح الـ‍ MRI هو «اجراء لا يتفشى،‏ خال من الاشعاع،‏ وغير مؤلم.‏» وهو فعال الى حد انه «في دراسة حديثة في هانتنغتن ماديكال وُجدت اورام دماغيّة في ٩٣ مريضا لم يجد فيهم مَسْح اضطراب الجو الصافي ايّ شذوذ دماغي.‏» (‏«اميريكان واي»)‏ ومع انه جهاز غال جدا كان يُنتظر ان يُقام منه نحو ٣٠٠ جهاز في مستشفيات الولايات المتحدة حتى نهاية سنة ١٩٨٦.‏

      موقفكم واقتراحات الطبيب

      غالبا ما يكون التجاوب الاول عند إخبار المرء بأنه مصاب بالسرطان هو الإنكار‏،‏ رفض تصديق ذلك.‏ وفي كتابه «الوقائع عن السرطان» يذكر الدكتور ماكهان ان الإنكار هو «آليّة دفاع طبيعية وصحية هامة جدا ضد الحالات او المعلومات التي تهدد الحياة.‏ لقد وُصف ‹بمورفين النفس› وهو الطريقة التي نرفض بها الافكار التي تؤلم اكثر مما نستطيع احتماله.‏ نحن في الواقع نفتدي الوقت لجمع قوتنا العاطفية لمجابهة الحقيقة،‏ وغالبا ما نسمح للحقيقة بأن تتسرب ببطء كي لا تسحقنا.‏»‏

      غير انه يقدم انذارا:‏ «الإنكار الشديد المطوَّل يمكن ان يمنعكم من طلب العناية الطبية المبكرة او يجعلكم ترفضون النصيحة والمعالجة الطبيتين بالفشل في قبول التشخيص.‏»‏

      والتجاوب الآخر قد يكون الخوف او الغضب‏.‏ ومن المساعد ان يفهم الجميع ان «هدف الغضب قد يكون .‏ .‏ .‏ العائلة،‏ اللّٰه،‏ القدر،‏ الاطباء،‏ الممرضات،‏ المستشفى او المرض نفسه.‏»‏

      والشعور بالذنب غالبا ما يجتاح تفكير المريض.‏ فالزوج المريض يشعر بالذنب لانه ربما لا يكون قادرا في ما بعد على اعالة عائلته كما يجب؛‏ والزوجة لانها لا تتمكن في ما بعد من الاعتناء ببيتها كما كانت تفعل سابقا.‏ وكما ينصح الدكتور ماكهان:‏ «ستجدون انه مريح اكثر ان تأسفوا على عدم تمكنكم من عمل شيء بدلا من الشعور بالذنب فيه».‏

      والتجاوب الشائع الاضافي لمرضى السرطان هو الاكتئاب‏،‏ الذي يمكن ان يؤدي الى مشاعر اليأس والغم.‏ فكيف ينظر الدكتور ماكهان الى كل هذه التجاوبات؟‏ «مع انها غير مُرضية فان كل هذه التجاوبات الشديدة طبيعية تماما.‏ .‏ .‏ .‏ انها تمثل استجابات للمرض وليست جزءا من المرض نفسه.‏»‏

      ويقترح:‏ «مجابهتكم السرطان تستلزم ان تخوضوا معارك كثيرة.‏ ستكسبون بعضها ولكن يجب ان تتوقعوا خسارة عدد قليل منها.‏ .‏ .‏ .‏ ولمعرفة ما يلزم يجب ان تدرسوا عدوّكم.‏ وهذا يعني معرفة الطريقة التي يهاجم بها السرطان جسدكم،‏ ولكن الاهم من ذلك،‏ الطريقة التي يهاجم بها شخصكم،‏ انتم ذاتكم‏.‏»‏

      مواجهة معالجة السرطان

      من نواح معيَّنة تُنتج الحملة ضد السرطان بعض النجاح ببطء،‏ وفي العقود الاخيرة كانت النتائج اكثر تشجيعا.‏ ويشعر الاطباء والعلماء والباحثون بأنه يمكنهم رؤية ضوء ضعيف في نهاية النفق.‏ فأدخل هذا عاملا حيويا في الحرب ضد السرطان —‏ الامل‏.‏ وكما يقول الدكتور ماكهان:‏ «‏ربما كان المطلب الواحد الاكثر اهمية للعيش مع السرطان هو الامل .‏ .‏ .‏،‏ احدى القيم الاكثر غموضا ودعما في الحياة.‏» يتغذى الشفاء بالامل فيما يزدهر السرطان باليأس.‏ ولكن من اين يستطيع ان يحصل مريض السرطان على الامل؟‏

      هنالك مصادر متعددة،‏ ولكنّ المصادر الثلاثة البارزة هي (‏أ)‏ اطباء وممرضات ودّيون ومتفائلون،‏ (‏ب)‏ احباؤكم،‏ وخصوصا رفيق زواج يفكر بطريقة ايجابية،‏ (‏ج)‏ ايمان ديني راسخ الاساس.‏ وستعلق مقالتنا الاخيرة في هذه السلسلة على ناحية الايمان وعلى الاساس الحقيقي للرجاء في المستقبل.‏

      بلغة المصطلحات الطبية يوجد اساس متين للامل في ثلاث معالجات رئيسية مألوفة للسرطان —‏ الجراحة والمعالجة الكيميائية والاشعاع.‏ فما هي هذه الوسائل الثلاث؟‏

      الجراحة تشمل ازالة جراحية للنماء الورمي وربما للنسيج المحيط.‏

      المعالجة الكيميائية هي معالجة السرطان بعقاقير يمكن ان تنتشر في الجسد وتهاجم خلايا الورم.‏ «يُستعمل ما يزيد على ٥٠ مادة كيميائية لمعالجة السرطان،‏ وبعض الاورام يمكن شفاؤها.‏» —‏ «الوقائع عن السرطان.‏»‏

      المعالجة بالاشعاع هي استعمال اشعاع عالي الطاقة من الاشعة السينية،‏ الكوبَلْت،‏ الراديوم،‏ وغيرها من المصادر لاجل اتلاف الخلايا الخبيثة.‏

      مواجهة المضاعفات الجانبية

      لا يصح التكلم عن النجاح في معالجة السرطان دون ذكر المخاطر او المضاعفات الجانبية ايضا.‏ واذ نوجز ذلك بأبسط تعبير،‏ «ان عقاقير المعالجة الكيميائية هي سموم،‏» و «بعض تدابير العقاقير هذه سامة الى حد ان المرضى يموتون من مضاعفاتها الجانبية.‏» (‏«الهدف:‏ السرطان»)‏ وهكذا بما أن المعالجة الكيميائية هي تسميم الجهاز فهي سيف ذو حدين.‏ ومما يوحي بالامل هو انها تقضي على الخلايا الخبيثة اكثر مما على الخلايا الصحيحة.‏ ولكن يمكن ان تؤدي ايضا الى مضاعفات ثانوية عنيفة اخرى،‏ كالغثيان والاستفراغ وخسارة الشعر الموقتة.‏ إلا ان كثيرين من المرضى شعروا بأن المضاعفات الجانبية الموقتة غير المرغوب فيها افضل من خسارة الحياة قبل الاوان.‏

      والمعالجة بالاشعاع هي بالحقيقة عملية حرق تُدمّر كل الخلايا التي تلمسها.‏ غير انه يمكن تركيزها على مكان الورم تماما.‏ ومع ذلك يقول احد المراجع ان «المعالجة بالاشعاع تورطت بشدة في تسبيب سرطانات لاحقة.‏» وهذا يقدم حالة مقايضة يجب على المريض ان يقرر فيها.‏

      يعترف بعض الاطباء بأنهم يستعملون احيانا هذه المعالجات حتى عندما،‏ من وجهة نظرهم،‏ لا يكون هنالك امل للمريض.‏ وكما يعترف الجراح الشيلي الدكتور فيلار:‏ «معالجة السرطان هي احيانا شكل باهظ جدا —‏ باهظ جدا —‏ للمعالجة النفسية.‏» ويبين الكاتب العلمي سيلفستر ان «تبصّر فيلار يشترك فيه كثيرون من اطباء السرطان القلقين من انه حتى المعالجات السامة جدا توصف دون دليل على أنها تساعد.‏» فلماذا يوصى بها؟‏ «لان الطبيب يشعر،‏ بحسب كلمات طبيب في علم الاورام:‏ ‹لا يمكنني ان ادع المرأة المسكينة تموت.‏›» —‏ «الهدف:‏ السرطان.‏»‏

      ومع ذلك يفضل كثيرون ان يحيوا حياتهم دون علاج يطيل فقط آلامهم.‏ وبصورة خاصة تكون الحال هكذا عندما لا تستطيع المعالجة ان تساعدهم وقد تزيد ايضا آلامهم.‏

      هل يمكن غلب سرطان الثدي؟‏

      لعل احد السرطانات الاكثر اخافة للنساء،‏ وحتى لبعض الرجال،‏ هو سرطان الثدي —‏ ليس فقط بسبب معدل وفياته بل ايضا بسبب تأثيراته الجمالية والنفسانية.‏ فماذا يمكنكم فعله لتجنب استئصال الثدي؟‏ ان التشخيص المبكر عامل جوهري.‏

      رغم نصح النساء بالقيام بفحص ذاتي للثدي في ما يتعلق بظهور ايّ تكتّل،‏ يُقترح على النساء ذوات الثدي الاكبر حجما اجراء رسم شعاعي او فحص بالاشعة السينية للثدي سنويا.‏ ولماذا ذلك؟‏ لانه تصعب ملاحظة تكتّل في اعماق النسيج بمجرد الجسّ البسيط.‏ وكما نصح الدكتور كوري سرفاس:‏ «ان احتمالات احتسابكن بين المحظوظات تكون افضل بكثير اذا ذهبتنّ لاجراء اول رسم شعاعي للثدي عند بلوغ الـ‍ ٣٥ او الـ‍ ٤٠ من العمر.‏» ولماذا الحال هي كذلك؟‏ «في ما يتعلق بأغلب انواع سرطان الثدي فان نسبة النجاة للخمس السنوات هي اكثر من ٨٥ في المئة للسرطانات المكتشفة في مرحلتها الاولى.‏»‏

      وفي الوقت الحاضر هنالك آلات للاشعة السينية تستطيع القيام برسم شعاعي للثدي بمستوى منخفض جدا من الاشعاع.‏ وهذا يقلل جدا من احتمال اثارة سرطان بالاشعاع الزائد.‏

      والمساعد الآخر على التشخيص المبكر جدا هو مخطط الحرارة،‏ الذي يمسح درجة حرارة الثدي.‏ «تُطوِّر الاورام امداداتها الخاصة من الدم اذ تحتاج الى كميات ضخمة من طاقة اكسيجين الدم من اجل نموها.‏ .‏ .‏ .‏ [وهي] تكوِّن بُقَعا حارة تقذف الطاقة بكميات اكثر بكثير من الخلايا العادية.‏» (‏«الهدف:‏ السرطان»)‏ ويسمح ذلك بالاكتشاف المبكر «للبقعة الحارة» بواسطة مخطط الحرارة.‏

      في الماضي غالبا ما تضمنت العمليات الجراحية لسرطان الثدي استئصالا جذريا —‏ ازالة تشويهية للثدي ونسيج العضلات المحيطة والعُقد اللِّمفية.‏ فهل يُعتبر ذلك بعدُ جوهريا؟‏ وصل الدكتور برنارد فيشر،‏ خبير في حقل سرطان الثدي،‏ الى الاستنتاج ان الاستئصال الجذري للثدي لم يكن فقط بلا مبرر عادة بل ان «الاستئصال البسيط،‏ ازالة كل نسيج الثدي،‏ لم يَظهر انه يُحسِّن النجاة اكثر من مجرد استئصال التكتّل [ازالة التكتّل فقط] بالمعالجة الاشعاعية او بدونها.‏»‏

      هل هنالك اختيار آخر للمعالجة؟‏

      حتى الآن تأملنا فقط في الاقترابات الطبية المألوفة لمعالجة السرطان.‏ ويحسن بنا ان نذكر ان بعض المرضى لجأوا الى وسائل اخرى بدرجات مختلفة من النجاح والفشل.‏ وأمثلة ذلك هي المعالجة باللاتريل (‏فيتامين ب ١٧)‏،‏ معالجة هوكسي باستعمال الاعشاب وبعض الكيميائيات،‏ ووسيلة اخرى انشأها الدكتور وليم د.‏ كيلي،‏ طبيب اسنان،‏ مؤسسة على الاعتقاد ان السرطان «يدل على نقص فعلي في الانزيمات البنكرياسية.‏» —‏ «رد واحد على السرطان.‏»‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ كما هو مذكور في «الهدف:‏ السرطان»:‏ «هنالك عدد كبير من الناس،‏ وبينهم بعض الاطباء،‏ يؤيدون فكرة ‹الكمالية› للسبب والعلاج والوقاية من السرطان وغيره من الامراض:‏ فالسرطان مرض ‹يسببه› كامل الجسد العامل بطريقة غير صحيحة،‏ ويستطيع الجهد الواعي من جهة الانسان استعادة الصحة.‏ كثيرون من الناس المشهورين يؤمنون بذلك،‏ وكثيرون من ضحايا السرطان السابقين يؤكدون انهم قد شُفوا باتّباعهم وصفات مؤسسة على النظرة الكمالية بدلا من النظرة الاختزالية الى الصحة.‏»‏

      واحدى الضحايا السابقين هؤلاء هي أليس،‏ سيدة مرحة في الخمسينات من عمرها،‏ من كولومبيا البريطانية في كندا.‏ لقد اجرت اول عملية جراحية منذ ٣٧ سنة لورم خبيث صغير في يدها.‏ وبعد ست سنوات اجرت عملية جراحية لسرطان المبيض.‏ ثم،‏ في سنة ١٩٦٠،‏ أُجريت عملية لاستئصال الرحم.‏

      رجع السرطان في سنة ١٩٦٥،‏ ومرة اخرى اقتُرحت الجراحة.‏ تقول أليس:‏ «ارادوا اجراء عمليتين لتفميم القولون واستئصال الثدي،‏ ولم أُرد ذلك.‏ فحتى ذلك الوقت كانت لي كفاية من العمليات الجراحية.‏ ولذلك ذهبت الى المكسيك للمعالجة على طريقة هوكسي.‏ واتَّبعت طريقتهم لمدة ١١ سنة.‏ لقد نجحت فيَّ،‏ مع أنني اعلم انها لا تنجح دائما في الآخرين.‏ ولم يرجع اليَّ السرطان منذ ذلك الحين.‏»‏

      والشخص الآخر الذي نجح في جهاده ضد السرطان هو روز ماري.‏ وهي تخبر قصتها في المقالة التالية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٣]‏

      بالرغم من ان «استيقظ!‏» تذكر مختلف الخطط هذه فنحن لا نتخذ موقفا ازاء فعاليتها.‏ وكما اعترف الدكتور كيلي:‏ «يجب ان تتذكروا دوما ان هنالك مجازفة كبيرة في ايّ برنامج تختارونه [مألوفا كان ام غير مألوف] او في اية مجموعة مؤتلفة من البرامج.‏» ولذلك فاننا نحاول ان نُعلم بالوضع الحاضر ولكننا ندع كل فرد،‏ ذكرا كان ام انثى،‏ يتخذ قراره الخاص بعد الدرس واستشارة اطباء اكفاء.‏

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ١٠]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      مقارنة نموذجية للوفيات الناشئة عن السرطان في الذكور المدخنين بالمقابلة مع العدد المتوقع لغير المدخنينa

      كل رجل يمثل ١٠٠ وفاة

      سرطان الرئة

      غير المدخنين يُتوقع ٢٣١ وفاة

      المدخنون لوحظ ٦٠٩‏,٢ وفيات

      سرطان الفم والحنجرة

      غير المدخنين يُتوقع ٦٥ وفاة

      المدخنين لوحظ ٤٥٢ وفاة

      ‏[الحاشية]‏

      a مؤسسة على وفيات الرجال نحو منتصف سنة ١٩٧٠ في الولايات المتحدة الذين كانوا يدخنون السجاير في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ —‏ انظروا «مسببات السرطان،‏» الصفحة ١٢٢١.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٩]‏

      تزوّد هذه الاطعمة أليافا طبيعية وفيتامينات للحماية من السرطان

  • ‏«السرطان —‏ انني اغلبه»‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • ‏«السرطان —‏ انني اغلبه»‏

      روز ماري امرأة ودّية وسعيدة جدا من تكساس في الستينات من عمرها.‏ اكتشفت للمرة الاولى أنّ لديها ورما خبيثا في عام ١٩٦٤،‏ في وقت سن اليأس تقريبا.‏ وهي الآن تخبر قصتها المشجعة:‏

      عندما لاحظتُ لاول مرة تكتّلا في ثديي قلقت مما عسى ان يكون.‏ فأخذني زوجي الى المستشفى لاجراء فحص.‏ ذاك كان الجزء المروِّع —‏ الجلوس وانتظار الحكم.‏ وعندما قيل لي اخيرا انه قد اكون مصابة بسرطان الثدي اتذكر انني شعرت وكأن شخصا رفسني في معدتي.‏ ثم بدأت فترة تردد —‏ ايّ مسلك يجب اتخاذه؟‏ كان بعض الاطباء يلحّون على عملية جراحية،‏ وأوصى آخرون بمعالجة بديلة.‏ فكيف قررنا؟‏

      تحدث زوجي مع طبيب صديق قال انه فيما معظم الاورام في الثدي غير خبيثة هنالك احتمال ان يكون الورم خبيثا.‏ ولذلك فان الاختيار كان،‏ هل نجازف ونؤجل العملية الجراحية ام نطلب فورا ازالة التكتّل الكريه؟‏ قررنا معا ان اقبل العملية الجراحية.‏ فأُزيل التكتّل وأُعلن انه غير خبيث.‏ فتنهدت بارتياح.‏

      وفي عام ١٩٦٥ اكتشفت تكتلا آخر في الثدي نفسه.‏ كان ذلك نكسة ولكن ليس هزيمة.‏ فأُجريت لي عملية جراحية مرة اخرى،‏ وكان ذلك التكتّل غير خبيث ايضا.‏ ومجازيا،‏ حبست أنفاسي اذ سار كل شيء على ما يرام لمدة سنتين.‏ ثم،‏ في عام ١٩٦٧،‏ ظهر تكتّل ثالث في الثدي نفسه.‏ وأمر الاطباء بفحص خزعة بشكل دقيق فكانت النتيجة وجود ورم خبيث.‏ وكان يلزم ازالة الثدي.‏ وهكذا،‏ بعد شهر،‏ أُجريت لي عملية «بسيطة» لاستئصال الثدي.‏

      مضت ثماني سنوات دون اية مشاكل اضافية.‏ وبدأت اشعر بأنني قد غلبت السرطان.‏ ولكنني في عام ١٩٧٥ وجدت تكتلا في ثديي الآخر.‏ ونظرا الى تاريخي الماضي اختار الاطباء استئصال هذا الثدي.‏ وللتيقن بأن السرطان لم ينتشر أمروا ايضا بسلسلة من المعالجات الاشعاعية.‏ ولا بد ان اعترف بأن هذا الاجراء افزعني.‏ ولماذا ذلك؟‏

      كان يجب عليَّ كل مرة ان انتظر مع اناس آخرين يعالَجون هم ايضا بالاشعاع.‏ فكانت وجوههم وأجسادهم معلَّمة بصبغة حمراء كأهداف للمسدس الاشعاعي.‏ وكان ذلك منظرا يثير الاضطراب.‏ ثم كان يجب عليَّ ان اذهب وحدي الى حجرة الاشعاع الخصوصية هذه.‏ وبدا كل شيء مخيفا جدا لانني كنت اعلم بوجود تلك القوة الخفية التي تدمّر نسيجي،‏ الخبيث والسليم في الوقت نفسه.‏ وعلى كل حال حصلت على ٣٠ معالجة اشعاعية في خلال حوالى ١٥ اسبوعا.‏ ومنذ ذلك الوقت احتجت فقط الى تدخل عمليتين جراحيتين صغيرتين لاورام غير خبيثة في ظهري ورأسي.‏

      قوة للنجاة

      انني شاكرة حقا اذ لا ازال على قيد الحياة بعد ٢٢ سنة من ظهور الورم لاول مرة.‏ فماذا ساعدني على الاستمرار خلال تلك المحن؟‏ اولا،‏ زوجي المؤيِّد.‏ فقد صنع الترتيبات لمرافقتي الى المستشفى كل مرة،‏ بما في ذلك جميع جلسات المعالجات الاشعاعية.‏ وأشعر بأنكم تحتاجون بالتأكيد الى تأييد صديق او قريب حميم عندما تذهبون الى المستشفى.‏ ولكن يلزم ان يكون شخصا قويا وايجابيا،‏ لا عاطفيا.‏ فأنا ابكي بسهولة ولست بحاجة الى شخص يشجعني في هذا الصدد.‏

      وجدت ايضا ان اطبائي كانوا عونا عظيما.‏ وكنا سعداء جدا بوجود الدكتور جيمس طومسون معنا،‏ من افضل الجراحين آنذاك.‏ فكان له اسلوب ودّي مع طريح الفراش وحتى هناك في حجرة العمليات.‏ وكان صريحا ايضا بخصوص حالتي دون ان يكون قاسيا او فظا.‏

      تعلَّمت ان لا اطيل التفكير في حالتي.‏ وملأت دائما ذهني وحياتي بالاهتمامات والنشاطات.‏ انني احب القراءة،‏ ولكن يجب ان تكون للقصص محاور سعيدة.‏ لا اريد التفكير في مواضيع تتعلق بالامراض.‏ ولا استطيع احتمال قصص المستشفيات في التلفزيون!‏

      وماذا ساعدني عندما كنت مريضة؟‏ من الاشياء التي قدَّرتها كل تلك البطائق والرسائل تمنِّيا للشفاء.‏ وكان مشجِّعا جدا ان اعرف ان كثيرين كانوا يفكرون فيَّ.‏ فعندما تكونون مرضى لا ترغبون دائما في استقبال الزوّار،‏ ولكنّ بطائقهم مرحب بها جدا.‏ وطبعا،‏ عند مجيء الزوّار،‏ كنت اقدّر اولئك الذين هم بنّاؤون وايجابيون في تعليقاتهم.‏ ولا يريد احد ان يعرف عن قريب مات من السرطان منذ ثلاث سنوات!‏ فالاحساس للمشاعر يُقدَّر عندما يأتي الزوّار لرؤية المريض.‏

      وطبعا،‏ كواحدة من شهود يهوه،‏ قواني ايماني كثيرا.‏ والى الحد الممكن داومت ايضا على الانهماك في الخدمة المسيحية.‏ والكرازة والتعليم برجاء الكتاب المقدس لنظام اللّٰه الجديد والقيامة ساعدا على تعميق ايماني.‏ والآن،‏ في عام ١٩٨٦،‏ انا سعيدة لانني حية بعدُ وقادرة على ملء حياتي بالنشاط في خدمة يهوه.‏ —‏ مقدَّمة للنشر‏.‏

      مكَّن التقدم في معالجة السرطان في السنوات الاخيرة بعض المرضى من اجراء استئصال بسيط فقط للتكتّل.‏ إلا ان اختيار المعالجة يعتمد على عوامل عديدة.‏ —‏ المحررون.‏

  • عندما ينقطع السرطان
    استيقظ!‏ ١٩٨٧ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • عندما ينقطع السرطان

      ‏«حتى السنة ٢١٠٠ فان التقدم في البحث الاساسي في علم الاحياء قد يجعل الوقاية من السرطان ممكنة بوسيلة غير متوقعة الآن على الاطلاق.‏» ‏—‏ «مسببات السرطان»‏

      حسب نبوة الكتاب المقدس سينقطع السرطان حتى ابكر من ذلك،‏ وبالتأكيد «بوسيلة غير متوقعة الآن على الاطلاق» من مؤلفي الكتاب المقتبس منه اعلاه.‏ ولماذا نؤكد ذلك؟‏

      لان المسيح يسوع المرسل الى الارض منذ ٩٠٠‏,١ سنة مُنح سلطة ردّ الحياة والصحة الى الجنس البشري.‏ ففي احدى المناسبات وحتى دون رؤية المريض شفى غلام قائد مئة روماني كان ‹مطروحا في البيت مفلوجا متعذبا جدا.‏› (‏متى ٨:‏٥-‏١٣‏)‏ وفي مناسبة اخرى شفى حماة تلميذه بطرس التي كانت مصابة بالحمَّى.‏ وكيف فعل ذلك؟‏ «لمس يدها فتركتها الحمّى.‏ فقامت.‏» —‏ متى ٨:‏١٤-‏١٧‏.‏

      يُظهر تحليل خدمة يسوع انه شفى امراض الناس المتنوعة من كلا الجنسين ومختلف الاعمار.‏ لقد ردّ صحة العرج والشلّ والعمي والخرس،‏ المصروعين والمفلوجين،‏ امرأة تتألم من نزف دم،‏ انسان يده يابسة وآخر مُستسقٍ.‏ وأقام ايضا اشخاصا من الاموات.‏ فكيف فعل ذلك؟‏ هل كان ذلك بنوع خاص من العلاج؟‏

      في الواقع،‏ لم يكن ذلك معالجة بالتنويم المغناطيسي او معالجة نفسانية او ايّ نوع آخر من الاقتراب الطبي.‏ ولم ينتج ذلك من حكمة يسوع او معرفته او قدرته الخاصة.‏ لقد كان شفاء عجائبيا من مصدر خارق للطبيعة.‏ (‏متى ٨:‏١٧،‏ اشعياء ٥٣:‏٤‏)‏ فروح ابيه وقوته هما اللذان انجزا الشفاء.‏ إلا ان ذلك انطبق فقط على اقلية من المرضى ايام يسوع ولم يمنع المشفيين من الموت في ما بعد.‏ فأيّ قصد خدمه ذلك حقا؟‏

      دلّ الشفاء الذي انجزه يسوع الى يومٍ يستفيد فيه كل الجنس البشري الطائع من رد هبة الصحة والحياة المعطاة من اللّٰه.‏ وهكذا لدينا الوعد الملهم للكتاب المقدس:‏ «هوذا مسكن اللّٰه مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا [هنا على الارض].‏ .‏ .‏ .‏ وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      وبين هذه الامور الاولى التي ستمضي هو السرطان مع مسبباته.‏ فتحت سلطة حكومة ملكوت اللّٰه برئاسة المسيح ستُمحى العوامل البيئية المميتة.‏ وسيزول الضغط المضعِف،‏ ونظام المناعة البشري سيعمل كما قُصد ان يكون.‏ وستتعاون الاجسام السليمة مع العقول السليمة،‏ مركِّزة على القيم الروحية الحقيقية.‏ —‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

      فهل يبدو كل ذلك أحسن من ان يكون حقيقيا؟‏ ومع ذلك،‏ كما يذكر الكتاب المقدس،‏ لنا ضمان اللّٰه:‏ «وقال الجالس على العرش ها انا اصنع كل شيء جديدا.‏ .‏ .‏ .‏ اكتب فان هذه الاقوال صادقة وامينة.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٥‏)‏ هذا هو الامل الحي الذي يدعم شهود يهوه الذين يحتملون إتلافات السرطان،‏ والبعض ايضا حتى الموت.‏ انهم يعرفون ان يهوه اللّٰه قد وعد ‹بسموات جديدة وارض جديدة.‏› —‏ اشعياء ٦٥:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة