-
اشخاص معاقون هم كارزون مقتدرونبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تموز (يوليو)
-
-
اخوة ثلاثة يشتركون
ان الاخوة تانيزونو الثلاثة هم في اربعيناتهم وهم مصابون بنوع تقوّس الاطراف من الحَثْل (سوء التغذية) العضلي. وقبل تعلم الحق ركَّزوا حياتهم حول العمل الدنيوي، آملين ان ينسوا الوهن التدريجي والموت المبكر، ميزة هذا المرض. بدأ كل منهم درسا منفصلا للكتاب المقدس وأتى الى معرفة الحق. ولاظهار تقديرهم ليهوه، ماذا كان بامكانهم ان يفعلوا لتوسيع خدمتهم؟ يخبرنا الاخ الاصغر سنا، توشيمي:
«عشت مع اخي الاكبر سنا، اكيمي، وزوجته حتى السنة ١٩٧٩. واذ لم يعد باستطاعتي الاعتناء بنفسي انضممت آنذاك الى اخي يوشيتو في احدى المؤسسات. وهنالك بدأت اخدم كفاتح اضافي وخلال السنوات الخمس التي تلت درست الكتاب المقدس مع حوالى ١٢ ولدا في الجناح. وأحد هؤلاء الاولاد أُجبر على ايقاف الدرس عندما قاومه والداه، ولكنهما لانا حين توسل اليهما ان يدعاه يدرس ثانية. ومات في الـ ١٦ من العمر برجاء اكيد بالقيامة. وبعد نحو سنة تلقيت مخابرة هاتفية من الوالدين المقاومين سابقا. فقد كانا يعانيان بعض المشاكل مع ابنتهما الاصغر وشعرا بأن درسا سيساعدها.
«اردنا اخي يوشيتو وانا ان نكون فاتحين قانونيين. ولكن هل نستطيع بلوغ الهدف السنوي المطلوب ٠٠٠، ١ ساعة؟ صحيح انها كانت مسألة زيادة وقتنا المصروف في الخدمة مجرد ٣٠ ساعة اكثر كل شهر. ولكن هل يتحمل جسدانا؟ ثم فكرنا ايضا، ‹ان لم نقم بذلك الآن سنصل الى مرحلة لا نتمكن فيها بعد.› وكانت كلمات بولس في ١ كورنثوس ٩:١٦ تُعرض تكرارا في مناقشاتنا. ‹فويل لي ان كنت لا ابشر.› بالتأكيد، لدينا التزام الكرازة بالبشارة سواء تمتعنا بصحة جيدة او لا. ولذلك قدمنا طلبينا وبدأنا بالفتح القانوني في ١ ايلول ١٩٨٤.»
ويضيف يوشيتو: «عندما جرّبت الفتح ‹الوقتي› في كانون الثاني ١٩٧٦ آذيت صحتي وكان عليَّ ملازمة الفراش طيلة شهرين. فخوفي الاسوأ كان ان يتسبب الفتح القانوني بأن امرض وان يجبرني على التغيّب عن الاجتماعات. ولسعادتي، حتى آب ١٩٨٥ تمكنت من بلوغ هدفي في الساعات للسنة، ولم اخسر ايّ اجتماع بسبب خدمة فتحي!»
ويعلّق توشيمي: «ان وسيلتنا الرئيسية لانجاز خدمتنا هي بواسطة كتابة الرسائل. فنحن نكتب للذين ليسوا في بيوتهم وللاصدقاء والاقرباء والاعضاء غير المؤمنين لعائلات الذين في الجماعة وسكان المقاطعة الجبلية التي تغطى في الخدمة من بيت الى بيت مرتين فقط في السنة. ونحن نكرز بطريقة غير رسمية للاطباء والممرضات والطلاب العمال والمرضى الآخرين. وحتى الآن تعلَّم الحق ستة مرضى. وأصبح ثلاثة منهم ناشرين للملكوت وكانوا ينتظرون المعمودية حين ماتوا. اننا نتمتع بالفوائد الجسدية من البقاء مشغولين، وبالاكتفاء العقلي من المعرفة اننا نقوم بعمل الكرازة، وبالفرح القلبي من تشجيعنا الآخرين.»
ويضيف يوشيتو: «كشيخي جماعة، نستطيع كلانا التحدث من الاختبار الى اولئك الذين يبتغون خدمة الفتح. وعندما قدَّمنا الطلبين لنصبح فاتحين اندفعت اختان كبيرتان في السن في الجماعة الى الانضمام الى الصفوف. ويسعدني خصوصا ان اقول انه بروح المزمور ١١٩:٧١ قد تغيرت طريقة تفكيري السلبية السابقة الى طريقة يهوه. نعم، ‹خير لي أني تذللت لكي اتعلم فرائض اللّٰه.›»
والآن يتكلم الاخ الاكبر. يقول اكيمي: «انني بسبب لطف الاخوة وزوجتي المحبة والمؤيّدة اتمكن من فعل ما اعمله بطريقة ثيوقراطية. فلست قادرا على المشي حتى خطوة واحدة. وطوال ١٤ سنة الآن يساعدني الاخوة دون كلل على الذهاب الى كل اجتماع ومحفل. ومنذ ان بدأت ادرس كانت اختبارات الفتح محور المحادثة عندما يجتمع الاحداث معا للمعاشرة. وكما جرى اقتراحه في «خدمتنا للملكوت،» قررت ان اجرب خدمة الفتح سنة واحدة. وببعض الشكوك المتعلقة بحالتي الجسدية وعدت يهوه في الصلاة وجدَّدت هذا الوعد كل سنة ولخمس سنوات. وفي خدمة الحقل استخدم دراجة ذات ثلاث عجلات مصممة للاشخاص المعاقين. وبها اتمكن من الاقتراب الى مدخل كثير من البيوت. وأجلس غالبا في اماكن حيث يكثر المشاة. وان مرّ قليلون فقط اصلّي فورا من اجل ان اشهد لشخص ما، فيقترب شخص بأذن صاغية. وتلاميذ الكتاب المقدس يأتون الى بيتي للدرس، وقد تمكنت من مساعدة ثمانية اشخاص على التقدم الى درجة المعمودية.
«وكناظر مشرف وناظر مدرسة الخدمة الثيوقراطية، اصل الى الاجتماعات باكرا لكي اكون حاضرا للترحيب بالاخوان. ولانني لا استطيع زيارتهم بحرية في بيوتهم فان استعمال الوقت بفعالية قبل الاجتماعات وبعدها مهم بصورة حيوية. وايضا غالبا ما استخدم الهاتف من اجل عمل الرعاية.
«في السنوات الاربع او الخمس الاخيرة ضعفت قوة عضلاتي بشكل خطير. ففي الليل لا استطيع، حرفيا، تحريك اية عضلة، وقد اشتد الضغط الى حد انني اشعر كما لو ان ثقلا عظيما هو فوقي في السرير. وتُبدِّل زوجتي برقَّة وضع اطرافي لكي استطيع الحصول على بعض الراحة. وفي اوقات كهذه تساعدني كلمات الاخوة الودية والحبية على المحافظة على وجه مبتسم ارجو ان يعكس حالة قلبي وليس جسدي.»
ان تقدم هذا المرض لا يمكن ايقافه الآن. ولكنّ الاخوة تانيزونو يشعرون بأن ابقاء اجسادهم مشغولة بخدمة الحقل، واهتمامهم بصاحب البيت وحاجاته، وعملهم اللصيق مع الرفقاء المؤمنين، واختبارهم الشعور بالاكتفاء من خدمة اللّٰه كفاتحين قد ساعدهم على جعل تقدم المرض في حده الادنى. فكم هم شاكرون ليهوه!
معاقون ولكن مصمّمون
ان العوائق الجسدية لم تخمد المحبة والغيرة التي لهؤلاء الكارزين المقتدرين للخدمة كامل الوقت. وتصميمهم مشابه لذاك الذي للرسول بولس الذي كتب: «لا نفشل بل وان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما.» — ٢ كورنثوس ٤:١٦.
-
-
اشخاص معاقون هم كارزون مقتدرونبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ تموز (يوليو)
-
-
[الصور في الصفحة ٢٢]
ماساشي توكيتسو
كاتسوكو ياماموتو
اكيمي تانيزونو
توشيمي تانيزونو
يوشيتو تانيزونو
-