-
ملاك يزور مريمكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٤
ملاك يزور مريم
هذه المرأة الجميلة هي مريم. انها اسرائيلية تسكن في بلدة الناصرة. ويعرف اللّٰه انها شخص صالح جدا. ولهذا السبب ارسل ملاكه جبرائيل ليكلمها. فهل تعرفون ماذا اتى جبرائيل ليخبر مريم؟ دعونا نرى.
‹سلام لك ايتها المنعَم عليها،› يقول لها جبرائيل. ‹يهوه معك.› ولم ترَ مريم قط هذا الشخص من قبل. فتقلق لانها لا تعرف ماذا يعني. ولكن على الفور يهدِّئ جبرائيل مخاوفها.
‹لا تخافي يا مريم،› يقول. ‹فيهوه مسرور بك كثيرا. ولهذا السبب سيصنع لك امرا عجيبا. عما قريب ستلدين طفلا. وتسمينه يسوع.›
ويتابع جبرائيل موضحا: ‹هذا الولد سيكون عظيما، وسيُدعى ابن اللّٰه العلي. ويهوه سيجعله ملكا كما كان داود. لكنّ يسوع سيكون ملكا الى الابد، وملكوته لن ينتهي ابدا!›
‹كيف يمكن ان يكون هذا كله؟› تسأل مريم. ‹انا ايضا لست متزوجة. ولم اسكن مع رجل، فكيف يمكن ان ألد طفلا؟›
‹قوة اللّٰه ستحلّ عليك،› يجيب جبرائيل. ‹ولذلك سيدعى الولد ابن اللّٰه.› ثم يقول لمريم: ‹تذكَّري نسيبتك أليصابات. فالناس قالوا انها اكبر من ان تلد اولادا. لكنها عن قريب ستلد ابنا. وهكذا ترين انه ليس شيء غير ممكن لدى اللّٰه.›
وفي الحال تقول مريم: ‹انا أَمَة يهوه! ليكن لي كقولك.› وحينئذ يغادر الملاك.
تذهب مريم بسرعة لزيارة أليصابات. وعندما تسمع أليصابات صوت مريم يقفز الطفل فرحا في داخل أليصابات. وتمتلئ أليصابات من روح اللّٰه، وتقول لمريم: ‹مباركة انت خصوصا بين النساء.› وتقيم مريم عند أليصابات نحو ثلاثة اشهر، ثم ترجع الى بيتها في الناصرة.
ومريم هي على وشك الزواج برجل اسمه يوسف. ولكن عندما يعلم يوسف ان مريم ستلد طفلا لا يظن انه يجب ان يتزوجها. ثم يقول له ملاك اللّٰه: ‹لا تخف ان تأخذ مريم زوجة لك. لان اللّٰه هو الذي اعطاها ابنا.› ولذلك فان مريم ويوسف يتزوجان، وينتظران ولادة يسوع.
-
-
يسوع يولد في اسطبلكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٥
يسوع يولد في اسطبل
هل تعرفون مَن هو هذا الطفل الصغير؟ اجل، انه يسوع. وقد وُلد في اسطبل. والاسطبل هو المكان الذي تُحفظ فيه الحيوانات. ومريم تضع يسوع في المِذوَد، وهو المكان الذي يحوي الطعام لتأكله الحمير والحيوانات الاخرى. ولكن لماذا توجد مريم ويوسف هنا مع الحيوانات؟ هل هذا هو مكان لولادة طفل؟
كلا، انه ليس كذلك. ولكن هذا هو سبب وجودهما هنا: ان حاكم رومية، اوغسطس قيصر، اصدر امرا بأن يعود كل واحد الى المدينة التي وُلد فيها لكي يدوِّن اسمه في السجل. ويوسف وُلد هنا في بيت لحم. ولكن عند وصوله هو ومريم لم تكن هنالك غرفة لهما في ايّ مكان. فاضطرا ان يأتيا الى هنا مع الحيوانات. وفي هذا اليوم نفسه وَلدت مريم يسوع! لكنه بخير، كما يمكنكم ان تروا.
وهل يمكنكم ان تروا الرعاة آتين لرؤية يسوع؟ كانوا في الحقول ليلا يعتنون بغنمهم، فأضاء حولهم نور ساطع. لقد كان ملاكا! فخاف الرعاة كثيرا. ولكنّ الملاك قال: ‹لا تخافوا! لديَّ بشارة لكم. اليوم، في بيت لحم، وُلد المسيح الرب. وهو سيخلص الناس! وتجدونه مقمَّطا وموضوعا في مِذوَد.› وبغتة اتى ملائكة كثيرون وابتدأوا يسبحون اللّٰه. ولذلك، في الحال اسرع هؤلاء الرعاة للتفتيش عن يسوع، وقد وجدوه الآن.
هل تعرفون لماذا يسوع خصوصي جدا؟ وهل تعرفون من هو حقا؟ تذكَّروا انه في القصة الاولى من هذا الكتاب اخبرنا عن الابن الاول للّٰه. وهذا الابن عمل مع يهوه في صنع السموات والارض وكل شيء آخر. حسنا، هذا هو يسوع!
نعم، اخذ يهوه حياة ابنه من السماء ووضعها في داخل مريم. وفي الحال ابتدأ طفل ينمو في داخلها تماما كما ينمو الاطفال الآخرون في داخل امهاتهم. أما هذا الطفل فكان ابن اللّٰه. وأخيرا وُلد يسوع هنا في اسطبل في بيت لحم. فهل يمكنكم ان تروا الآن لماذا كان الملائكة سعداء جدا بأن يتمكنوا من اخبار الناس ان يسوع قد وُلد؟
-
-
رجال يوجِّههم نجمكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٦
رجال يوجِّههم نجم
هل يمكنكم ان تروا ذلك النجم الساطع الذي يشير اليه احد هؤلاء الرجال؟ فعندما غادروا اورشليم ظهر النجم. هؤلاء الرجال هم من المشرق، وهم يدرسون النجوم. ويعتقدون ان هذا النجم الجديد يقودهم الى شخص بارز.
عندما وصل الرجال الى اورشليم سألوا: ‹اين هو الولد الذي سيصير ملك اليهود؟› و «اليهود» هو اسم آخر للاسرائيليين. ‹رأينا اولا نجم الولد عندما كنا في المشرق،› قال الرجال، ‹وقد اتينا لنسجد له.›
عندما سمع هيرودس، الذي هو ملك في اورشليم، عن هذا الامر اضطرب. فلم يُرد ان يأخذ مكانه ملك آخر. ولذلك دعا هيرودس رؤساء الكهنة وسأل: ‹اين يولد الملك الموعود به؟› فأجابوا: ‹الكتاب المقدس يقول في بيت لحم.›
ولذلك دعا هيرودس الرجال الذين من المشرق وقال: ‹اذهبوا وابحثوا عن الولد الصغير. وعندما تجدونه دعوني اعرف. اريد ان اذهب انا ايضا وأسجد له.› ولكن، في الواقع، اراد هيرودس ان يجد الولد ليقتله!
ثم يتقدم النجم الرجال الى بيت لحم ويقف فوق المكان الذي فيه الولد. وعندما يدخل الرجال الى البيت يجدون مريم ويسوع الصغير. فيُخرجون الهدايا ويقدِّمونها ليسوع. ولكن في ما بعد يحذر يهوه الرجال في حلم لئلا يرجعوا الى هيرودس. ولذلك يعودون الى بلدهم من طريق اخرى.
عندما يعلم هيرودس ان الرجال الذين من المشرق غادروا الى موطنهم يغضب جدا. فيأمر بقتل جميع الصبيان في بيت لحم من ابن سنتين فما دون. ولكنّ يهوه يحذر يوسف مسبقا في حلم، فيغادر يوسف مع عائلته الى مصر. وفي ما بعد، عندما يعلم يوسف ان هيرودس قد مات، يأخذ مريم ويسوع ويعود الى الناصرة. هذا هو المكان الذي يتربى فيه يسوع.
مَن تظنون انه جعل ذلك النجم الجديد يسطع؟ تذكَّروا ان الرجال ذهبوا اولا الى اورشليم بعد رؤية النجم. فالشيطان ابليس اراد ان يَقتل ابن اللّٰه، وعرف ان هيرودس ملك اورشليم سيحاول قتله. ولذلك فان الشيطان هو الذي جعل ذلك النجم يسطع.
-
-
يسوع الصغير في الهيكلكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٧
يسوع الصغير في الهيكل
انظروا الى الصبي الصغير وهو يتحدث الى هؤلاء الرجال الاكبر سنا. انهم معلِّمون في هيكل اللّٰه في اورشليم. والصبي هو يسوع. لقد كبر قليلا. وعمره الآن ١٢ سنة.
المعلِّمون يندهشون كثيرا من معرفة يسوع الشيء الكثير عن اللّٰه والامور المكتوبة في الكتاب المقدس. ولكن لماذا يوسف ومريم ليسا هنا ايضا؟ اين هما؟ دعونا نعرف ذلك.
كل سنة يأخذ يوسف عائلته الى اورشليم من اجل الاحتفال الخصوصي الذي يدعى الفصح. انها رحلة طويلة من الناصرة الى اورشليم. لا احد لديه سيارة، وليس هنالك قطار. فلم يكن لديهم ذلك في تلك الايام. ومعظم الناس يمشون، ويلزمهم نحو ثلاثة ايام للوصول الى اورشليم.
لدى يوسف الآن عائلة كبيرة. وهنالك ليسوع اخوة وأخوات اصغر للاعتناء بهم. وفي هذه السنة غادر يوسف ومريم مع اولادهما في الرحلة الطويلة رجوعا الى الناصرة. فهما يظنان ان يسوع هو مع المسافرين الآخرين. ولكن عند توقفهما في نهاية اليوم لا يستطيعان ان يجدا يسوع. فيبحثان عنه بين اقربائهما واصدقائهما، ولكنه ليس معهم! ولذلك يرجعان الى اورشليم للبحث عنه هناك.
وأخيرا يجدان يسوع هنا مع المعلِّمين. انه يستمع اليهم ويسألهم. وجميع الناس يتعجبون من حكمة يسوع. لكنّ مريم تقول: ‹يا بُنيَّ، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فأبوك وأنا قلقنا كثيرا ونحن نحاول ان نجدك.›
‹لماذا كنتما تبحثان عني؟› يجيب يسوع. ‹ألم تعرفا انه يجب ان اكون في بيت ابي؟›
نعم، يحبّ يسوع ان يكون حيث يمكنه ان يتعلم عن اللّٰه. ألا يجب ان نشعر نحن ايضا هكذا؟ وهناك في الناصرة كان يسوع يذهب الى الاجتماعات للعبادة كل اسبوع. ولانه كان يصغي دائما تعلَّم امورا كثيرة من الكتاب المقدس. فلنكن كيسوع ونتبع مثاله.
-
-
يوحنا يعمد يسوعكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٨
يوحنا يعمد يسوع
انظروا الحمامة نازلة على رأس الرجل. الرجل هو يسوع. وعمره الآن نحو ٣٠ سنة. والرجل الذي معه هو يوحنا. وقد تعلَّمنا شيئا عنه. فهل تتذكرون عندما ذهبت مريم لزيارة نسيبتها أليصابات، وقفز الطفل فرحا في داخل أليصابات؟ ذلك الطفل غير المولود كان يوحنا. ولكن ماذا يفعل الآن يوحنا ويسوع؟
لقد غطَّس يوحنا الآن يسوع في مياه نهر الاردن. وهكذا يعتمد الشخص. اولا، يُغطَّس تحت الماء، ومن ثم يُرفع ثانية. ولان هذا ما يفعله يوحنا للناس فهو يُدعى يوحنا المعمدان. ولكن لماذا عمَّد يوحنا يسوع؟
فعل يوحنا ذلك لان يسوع جاء وطلب من يوحنا ان يعمده. ويوحنا يعمد الناس الذين يريدون ان يُظهروا انهم متأسفون على الامور الرديئة التي فعلوها. ولكن هل فعل يسوع مرة شيئا رديئا ليتأسف عليه؟ كلا، لم يفعل يسوع ذلك قط، لانه ابن اللّٰه من السماء. ولذلك طلب من يوحنا ان يعمده لسبب مختلف. دعونا نرى ماذا كان هذا السبب.
قبل ان يجيء يسوع الى هنا الى يوحنا كان نجارا. والنجار هو شخص يصنع اشياء من الخشب، كالطاولات والكراسي والمقاعد. ويوسف زوج مريم كان نجارا، وقد علَّم يسوع ان يكون كذلك ايضا. ولكنّ يهوه لم يرسل ابنه الى الارض ليكون نجارا. فلديه عمل خصوصي من اجله ليقوم به، وقد اتى الوقت ليبتدئ يسوع بذلك. ولذلك لكي يُظهر انه قد جاء الآن ليفعل مشيئة ابيه يطلب يسوع من يوحنا ان يعمده. فهل يُسرّ اللّٰه بذلك؟
نعم، لانه بعد صعود يسوع من الماء يقول صوت من السماء: ‹هذا هو ابني، الذي به سررت.› وأيضا يبدو ان السموات تنفتح وهذه الحمامة تنزل على يسوع. ولكنها ليست حمامة حقيقية. فهي تظهر فقط كحمامة. انها في الواقع روح اللّٰه القدوس.
لدى يسوع الآن شيء كثير ليفكر فيه، ولذلك يذهب بعيدا الى مكان منفرد لمدة ٤٠ يوما. وهناك يأتي اليه الشيطان. وثلاث مرات يحاول الشيطان حمل يسوع على فعل شيء ضد شرائع اللّٰه. ولكنّ يسوع لا يفعل ذلك.
وبعد ذلك يرجع يسوع ويلاقي بعض الرجال الذين يصيرون أتباعه، او تلاميذه، الاولين. وبعض اسمائهم هي أندراوس، بطرس (المدعو ايضا سمعان)، فيلبس ونثنائيل (المدعو ايضا برثولماوس). ويغادر يسوع وتلاميذه الجدد هؤلاء الى مقاطعة الجليل. وفي الجليل يتوقفون عند قانا بلدة نثنائيل. وهنا يذهب يسوع الى وليمة عرس كبيرة ويصنع عجيبته الاولى. وهل تعرفون ما هي؟ انه يحوِّل الماء الى خمر.
-
-
يسوع يطهر الهيكلكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٨٩
يسوع يطهر الهيكل
ألا يبدو يسوع هنا غضبانا حقا؟ وهل تعرفون لماذا هو غضبان جدا؟ ذلك لان هؤلاء الرجال في هيكل اللّٰه في اورشليم جشعون جدا. فهم يحاولون ان يكسبوا المال الكثير من الناس الذين اتوا الى هنا لعبادة اللّٰه.
هل ترون كل ذلك البقر والغنم والحمام؟ فالرجال يبيعون هذه الحيوانات هنا في الهيكل. وهل تعرفون لماذا؟ لان الاسرائيليين يحتاجون الى الحيوانات والطيور لتقديم الذبائح للّٰه.
قالت شريعة اللّٰه انه عندما يرتكب الاسرائيلي خطأ يجب ان يقدم تقدمة للّٰه. وكانت هنالك اوقات اخرى ايضا يجب على الاسرائيليين فيها ان يقدموا التقدمات. ولكن من اين كان يمكن للاسرائيلي ان يحصل على الطيور والحيوانات لتقديمها للّٰه؟
كان بعض الاسرائيليين يملكون الطيور والحيوانات. ولذلك كانوا يستطيعون تقديمها. ولكنّ كثيرين من الاسرائيليين كانوا لا يملكون اية حيوانات او طيور. وكان الآخرون يسكنون بعيدا عن اورشليم بحيث لا يستطيعون جلب احد حيواناتهم الى الهيكل. ولذلك كان الناس يأتون الى هنا ويشترون الحيوانات او الطيور التي يحتاجون اليها. ولكنّ هؤلاء الرجال كانوا يطلبون من الناس مالا اكثر من اللازم. وكانوا يغشّون الناس. وفضلا عن ذلك، لا يجب ان يبيعوا هنا في هيكل اللّٰه.
هذا ما يُغضب يسوع. ولذلك يقلِّب موائد اصحاب المال ويبعثر دراهمهم. وأيضا يصنع سوطا من حبال ويطرد جميع الحيوانات من الهيكل. ويأمر الرجال الذين يبيعون الحمام: ‹ارفعوا هذه من هنا! لا تجعلوا بيت ابي مكانا لكسب المال الكثير.›
بعض أتباع يسوع هم معه هنا في الهيكل في اورشليم. فيندهشون مما يرون يسوع يفعله. ثم يتذكَّرون المكان في الكتاب المقدس حيث يقول عن ابن اللّٰه: ‹المحبة لبيت اللّٰه تتقد في داخله كنار.›
فيما يسوع هنا في اورشليم لحضور الفصح يصنع عجائب عديدة. وبعد ذلك يترك يسوع اليهودية ويبدأ رحلته رجوعا الى الجليل. إلا انه في طريقه يجتاز في مقاطعة السامرة. دعونا نرى ما يحدث هناك.
-
-
مع المرأة على البئركتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٠
مع المرأة على البئر
توقَّف يسوع ليستريح عند بئر في السامرة. وقد ذهب تلاميذه الى البلدة ليبتاعوا طعاما. والمرأة التي يكلمها يسوع قد جاءت لتستقي ماء. فيقول لها: ‹أعطيني لاشرب.›
هذا الامر يدهش المرأة كثيرا. وهل تعرفون لماذا؟ لان يسوع يهودي، وهي سامرية. ومعظم اليهود لا يحبون السامريين. حتى انهم لا يكلمونهم! ولكنّ يسوع يحبّ كل انواع الناس. ولذلك يقول: ‹لو عرفت مَن هو الذي يطلب منك ليشرب لطلبت انت منه فأعطاك ماء مانحا الحياة.›
‹يا سيد،› تقول المرأة، ‹البئر عميقة، وأيضا لا دلو لديك. فمن اين لك هذا الماء المانح الحياة؟›
‹اذا شربت ماء من هذه البئر تعطشين ثانية،› يوضح يسوع. ‹أما الماء الذي أُعطيه فيمكن ان يحيي الشخص الى الابد.›
‹يا سيد،› تقول المرأة، ‹أعطني هذا الماء! وعندئذ لا اعطش ثانية ابدا. ولا اضطر الى المجيء الى هنا لاستقي الماء في ما بعد.›
تظن المرأة ان يسوع يتكلم عن الماء الحقيقي. ولكنه يتكلم عن الحق المتعلق باللّٰه وملكوته. وهذا الحق هو كالماء المانح الحياة. فيمكن ان يعطي الشخص حياة ابدية.
والآن يقول يسوع للمرأة: ‹اذهبي وادعي زوجك وتعالي ثانية.›
‹ليس لي زوج،› تجيب.
‹اجبت بالصواب،› يقول يسوع. ‹ولكن كان لك خمسة ازواج، والرجل الذي تسكنين معه الآن ليس هو زوجك.›
تتعجب المرأة، لان كل ذلك صحيح. فكيف عرف يسوع هذه الامور؟ اجل، لان يسوع هو الموعود به المرسل من اللّٰه، واللّٰه يعطيه هذه المعلومات. في هذه اللحظة يرجع تلاميذ يسوع فيندهشون لانه يكلم امرأة سامرية.
فماذا نتعلم من هذا كله؟ يُظهر ذلك ان يسوع لطيف مع الناس من كل العروق. فيجب ان نكون كذلك ايضا. ويجب ان لا نعتقد ان بعض الناس اردياء لمجرد انهم من عرق معيَّن. فيسوع يريد ان يعرف جميع الناس الحق الذي يقود الى الحياة الابدية. ونحن ايضا يجب ان نرغب في مساعدة الناس على تعلم الحق.
-
-
يسوع يعلِّم على جبلكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩١
يسوع يعلِّم على جبل
انظروا يسوع جالسا هنا. انه يعلِّم جميع هؤلاء الناس على جبل في الجليل. واولئك الجالسون الاقرب اليه هم تلاميذه. وقد اختار ١٢ منهم ليكونوا رسلا. والرسل هم تلاميذ يسوع الخصوصيون. فهل تعرفون اسماءهم؟
هنالك سمعان بطرس وأندراوس اخوه. ثم هنالك يعقوب ويوحنا، وهما أخوان كذلك. ورسول آخر يسمى ايضا يعقوب، وآخر يدعى ايضا سمعان. ورسولان يسميان يهوذا. الواحد هو يهوذا الاسخريوطي، ويهوذا الآخر يدعى ايضا بالاسم تدّاوس. ثم هنالك فيلبس ونثنائيل (المدعو ايضا برثولماوس)، ومتى وتوما.
بعد الرجوع من السامرة ابتدأ يسوع يكرز للمرة الاولى: ‹ملكوت السموات قريب.› فهل تعرفون ما هو هذا الملكوت؟ انه حكومة حقيقية للّٰه. ويسوع هو ملكه. وسيحكم من السماء ويجلب السلام للارض. والارض كلها ستتحول الى فردوس جميل بواسطة ملكوت اللّٰه.
يسوع هنا يعلِّم الناس عن الملكوت. ‹صلّوا انتم هكذا،› يقول موضحا. ‹ابانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك. ليأتِ ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.› كثيرون من الناس يدعونها ‹الصلاة الربانية.› والآخرون يدعونها ‹ابانا.› فهل يمكنكم ان تقولوا الصلاة كلها؟
ويسوع يعلِّم الناس ايضا كيف يجب ان يعاملوا احدهم الآخر. ‹افعلوا للآخرين ما تريدون ان يفعلوا لكم،› يقول. ألا تحبون ذلك عندما يعاملكم الآخرون بطريقة لطيفة؟ اذاً، يقول يسوع، يجب ان نعامل الآخرين بلطف. ألا يكون بديعا في الارض الفردوسية عندما يفعل كل شخص ذلك؟
-
-
يسوع يقيم الامواتكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٢
يسوع يقيم الاموات
البنت التي ترونها هنا عمرها ١٢ سنة. يسوع يمسك بيدها، وأمها وأبوها واقفان جانبا. فهل تعرفون لماذا يبدوان سعيدين جدا؟ دعونا نعرف ذلك.
ان ابا البنت رجل بارز اسمه يايرس. وذات يوم تمرض ابنته، وتلازم الفراش. ولكنها لا تتحسن. وتزداد حالتها سوءا. فيقلق يايرس وزوجته كثيرا اذ يبدو ان بنتهما الصغيرة تشرف على الموت. وهي ابنتهما الوحيدة. ولذلك يذهب يايرس للبحث عن يسوع. فقد سمع عن العجائب التي يصنعها يسوع.
عندما يجد يايرس يسوع يكون هنالك حوله جمع كبير. ولكنّ يايرس يشق طريقه وسط الجمع ويقع عند قدمي يسوع. ‹ابنتي مريضة جدا،› يقول. ‹من فضلك، تعال واشفها،› يتوسل. فيقول يسوع انه سيأتي.
وفيما هم منطلقون يزحمه الجمع. وفجأة يتوقف يسوع. ‹مَن لمسني؟› يسأل. فقد شعر يسوع بأن قوة تخرج منه، ولذلك يعرف ان احدا لمسه. ولكن مَن؟ انها امرأة مريضة جدا منذ ١٢ سنة. لقد جاءت ولمست ثياب يسوع، فشفيت!
وهذا يجعل يايرس احسن حالا اذ يمكنه ان يرى كم يسهل على يسوع ان يشفي احدا. ولكن حينئذ يأتي رسول. ‹لا تُتعب يسوع بعدُ،› يقول ليايرس. ‹ابنتك قد ماتت.› فيسمع يسوع ذلك ويقول ليايرس: ‹لا تقلق، ستكون بخير.›
وعندما يصلون اخيرا الى بيت يايرس اذا بالناس يبكون بحزن كبير. ولكنّ يسوع يقول: ‹لا تبكوا. الصبية لم تمت. انها نائمة.› ولكنهم يضحكون ويهزأون بيسوع اذ يعرفون انها ميتة.
ثم يأخذ يسوع ابا البنت وأمها وثلاثة من رسله الى الغرفة حيث الصبية مضطجعة. فيمسكها بيدها ويقول: ‹قومي!› فتعود الى الحياة، كما ترون هنا. وتقوم وتمشي! ولهذا السبب فان امها وأباها سعيدان جدا.
هذه ليست الشخص الاول الذي اقامه يسوع من الاموات. فالشخص الاول الذي يخبر عنه الكتاب المقدس هو ابن ارملة تسكن في مدينة نايين. وفي ما بعد يقيم يسوع ايضا لعازر، اخا مريم ومرثا، من الاموات. وعندما يحكم يسوع ملكا للّٰه سيعيد امواتا كثيرين جدا الى الحياة. ألا يمكن ان نُسرّ بذلك؟
-
-
يسوع يُطعم اناسا كثيرينكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٣
يسوع يُطعم اناسا كثيرين
شيء رهيب قد حدث. فيوحنا المعمدان قد قُتل الآن. هيروديّا، زوجة الملك، لم تكن تحبه. وتمكَّنت من جعل الملك يأمر بقطع رأس يوحنا.
عندما يسمع يسوع بذلك يحزن كثيرا. فيذهب الى موضع خلاء منفردا. ولكنّ الناس يتبعونه. وعندما يرى يسوع الجموع يتحنَّن عليهم. فيكلمهم عن ملكوت اللّٰه، ويشفي مرضاهم.
في تلك الامسية يتقدم اليه تلاميذه ويقولون: ‹الوقت متأخر الآن، وهذا هو موضع خلاء. فاصرف الناس ليتمكنوا من شراء طعام لهم في القرى المجاورة.›
‹لا حاجة لهم ان يمضوا،› يجيب يسوع. ‹أعطوهم انتم ليأكلوا.› واذ يلتفت الى فيلبس يسأل يسوع: ‹من اين يمكن ان نشتري ما يكفي من الطعام ليأكل جميع هؤلاء الناس؟›
‹سيكلِّف الكثير جدا من المال شراء ما يكفي ليتمكن كل واحد من اخذ مجرد الشيء اليسير،› يجيب فيلبس. فيقول أندراوس: ‹هذا الصبي، الذي يحمل طعامنا، معه خمسة ارغفة من الخبز وسمكتان. ولكنّ ذلك لا يكفي لجميع هؤلاء الناس.›
‹قولوا للناس ان يجلسوا على العشب،› يقول يسوع. ثم يشكر اللّٰه على الطعام، ويبتدئ بتكسيره. وبعد ذلك يقدم التلاميذ الخبز والسمك لجميع الناس. وهنالك ٠٠٠,٥ رجل وآلاف عديدة اخرى من النساء والاولاد. فيأكلون جميعا حتى الشبع. وعندما يجمع التلاميذ ما فضل تكون هنالك ١٢ قُفَّة مملوءة!
والآن يأمر يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة ليعبروا بحر الجليل. وفي الليل تهبّ عاصفة كبيرة، فتقذف الامواج السفينة الى هنا وهناك. ويخاف التلاميذ كثيرا. ثم، في منتصف الليل، يرون شخصا ماشيا نحوهم على الماء. فيصرخون من الخوف لانهم لا يعرفون ماذا يرون.
‹لا تخافوا،› يقول يسوع. ‹انا هو!› ومع ذلك لا يستطيعون ان يصدِّقوا. فيقول بطرس: ‹ان كنت انت يا رب فقل لي ان آتي اليك ماشيا على الماء.› فيجيب يسوع: ‹تعال!› فيخرج بطرس ويمشي على الماء! ثم يخاف فيبتدئ بالغرق، ولكنّ يسوع يخلِّصه.
وفي ما بعد يُطعم يسوع ثانية آلافا من الناس. وفي هذه المرة يفعل ذلك بسبعة ارغفة من الخبز وقليل من صغار السمك. وهنالك ثانية وفرة للجميع. أليس بديعا كيف يعتني يسوع بالناس؟ وعندما يحكم ملكا للّٰه لن يلزم ابدا ان نقلق على شيء!
-
-
يحبّ الاولاد الصغاركتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٤
يحبّ الاولاد الصغار
انظروا الى يسوع هنا وهو يضع ذراعيه حول الصبي الصغير. يمكنكم ان تلاحظوا ان يسوع يهتم حقا بالصغار. والرجال الذين يراقبون هم رسله. فماذا يقول لهم يسوع؟ دعونا نعرف ذلك.
لقد عاد يسوع ورسله منذ قليل من رحلة طويلة. وفي الطريق تجادل الرسل بعضهم مع بعض. ولذلك بعد الرحلة يسألهم يسوع: ‹في ايّ شيء كنتم تتجادلون في الطريق؟› حقا، يعرف يسوع في اي شيء كانت المجادلة. ولكنه يطرح السؤال ليرى ما اذا كان الرسل سيخبرونه.
لا يجيب الرسل، لأنهم في الطريق كانوا يتجادلون في مَن هو الاعظم بينهم. يريد بعض الرسل ان يكونوا ابرز من غيرهم. فكيف سيقول لهم يسوع انه ليس من الصواب ان يريدوا ان يكونوا الاعظم؟
يدعو الصبي الصغير ويقيمه امامهم جميعا. ثم يقول لتلاميذه: ‹اريد ان تعرفوا هذا يقينا، ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت اللّٰه. الشخص الاعظم في الملكوت هو الذي يصير مثل هذا الولد.› فهل تعرفون لماذا قال يسوع ذلك؟
حسنا، ان الاولاد الصغار جدا لا يهتمون بأن يكونوا اعظم او ابرز من غيرهم. ولذلك يجب ان يتعلم الرسل ان يكونوا مثل الاولاد من هذه الناحية وألاّ يتخاصموا بشأن كونهم اعظم او ابرز.
هنالك اوقات اخرى ايضا يُظهر فيها يسوع كم يهتم بالاولاد الصغار. فبعد اشهر قليلة يجلب بعض الناس اولادهم ليروا يسوع. فيحاول الرسل ابعادهم. ولكنّ يسوع يقول لرسله: ‹دعوا الاولاد يأتون اليَّ، ولا تمنعوهم، لأنَّ لمثل هؤلاء ملكوت اللّٰه.› ثم يجعل يسوع الاولاد بين ذراعيه ويباركهم. أليس جيدا ان نعرف ان يسوع يحبّ الاولاد الصغار؟
-
-
الطريقة التي يعلِّم بها يسوعكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٥
الطريقة التي يعلِّم بها يسوع
ذات يوم يقول يسوع لرجل انه يجب ان يحبّ قريبه. فيسأل الرجل يسوع: ‹مَن هو قريبي؟› حسنا، يعرف يسوع ماذا يعتقد هذا الرجل. فالرجل يعتقد ان الناس من عرقه ودينه فقط هم اقرباؤه. ولذلك دعونا نرى ماذا يقول له يسوع.
يعلِّم يسوع احيانا بسرد قصة. وهذا ما يفعله الآن. فهو يروي قصة عن يهودي وسامري. وقد تعلَّمنا سابقا ان معظم اليهود لا يحبون السامريين. وهذه هي قصة يسوع:
ذات يوم كان يهودي نازلا في طريق جبلية الى اريحا. ولكنّ اللصوص هجموا عليه فجأة. فأخذوا ماله وضربوه حتى صار على وشك الموت.
وفي ما بعد مر في الطريق كاهن يهودي. ورأى الانسان المضروب. فماذا تعتقدون انه فعل؟ عبر الى الجانب الآخر من الطريق وواصل سيره. ثم مر شخص آخر متديِّن جدا. لقد كان لاويا. فهل توقَّف؟ كلا، لم يتوقف هو ايضا لمساعدة الانسان المضروب. ويمكنكم ان تروا الكاهن واللاوي بعيدين ينزلان في الطريق.
ولكن انظروا مَن يوجد هنا مع الانسان المضروب. انه سامري. وهو يساعد اليهودي. ويضع دواء على جروحه. وبعد ذلك يأخذ اليهودي الى مكان يستطيع فيه ان يستريح ويشفى.
بعد اكمال قصته يقول يسوع للرجل الذي طرح عليه السؤال: ‹ايّ من هؤلاء الثلاثة تعتقد انه تصرف كقريب للانسان المضروب؟ هل كان الكاهن او اللاوي او السامري؟›
يجيب الرجل: ‹الرجل السامري. فقد أحسن الى الانسان الذي ضُرب.›
فيقول يسوع: ‹انت على صواب. فاذهب وعامل الآخرين بالطريقة نفسها.›
ألا تحبون الطريقة التي يعلِّم بها يسوع؟ يمكننا ان نتعلم امورا مهمة كثيرة اذا اصغينا الى ما يقوله يسوع في الكتاب المقدس، أليس كذلك؟
-
-
يسوع يشفي المرضىكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٦
يسوع يشفي المرضى
فيما يجول يسوع في كل مكان من البلد يشفي المرضى. وأخبار هذه العجائب يجري التحدث عنها في القرى والمدن هنا وهناك. ولذلك يجلب اليه الناس اولئك الذين هم عرج وعمي وصم، ومرضى آخرين كثيرين. فيشفيهم يسوع جميعا.
انقضى الآن اكثر من ثلاث سنوات منذ ان عمَّد يوحنا يسوع. فيخبر يسوع رسله بأنه عما قريب سيصعد الى اورشليم، حيث سيُقتل، ومن ثم يقوم من الاموات. وفي هذه الاثناء يواصل يسوع شفاء المرضى.
وذات يوم يعلِّم يسوع في السبت. والسبت هو يوم راحة لليهود. والمرأة التي ترونها هنا كانت مريضة جدا. وطوال ١٨ سنة كانت منحنية، ولم تقدر ان تقف منتصبة. فيضع يسوع يديه عليها، فتبتدئ بالوقوف مستقيمة. لقد شفيت!
يُغضب هذا الامر القادة الدينيين. ‹هنالك ستة ايام ينبغي فيها ان نعمل،› يصيح احدهم على الجمع. ‹هذه هي الايام لتأتوا فيها وتستشفوا، وليس في السبت!›
ولكنّ يسوع يجيب: ‹ايها الرجال الاردياء، كل واحد منكم يحل حماره ويأخذه ليشرب في السبت. وهذه المرأة المسكينة، التي كانت مريضة طوال ١٨ سنة، ألا ينبغي ان تشفى في السبت؟› وجواب يسوع يُخجل اولئك الرجال الاردياء.
وفي ما بعد يمضي يسوع ورسله نحو اورشليم. وفيما هم خارج بلدة اريحا مباشرة يسمع شحَّاذان اعميان ان يسوع مجتاز. ولذلك يصرخان: ‹يا يسوع، ساعدنا!›
ينادي يسوع الاعميين ويسأل: ‹ماذا تريدان ان افعل لكما؟› فيقولان: ‹يا سيد، ان تنفتح اعيننا.› ويلمس يسوع اعينهما، فيبصران في الحال! وهل تعرفون لماذا يصنع يسوع هذه العجائب المدهشة؟ لانه يحبّ الناس ويريد ان يؤمنوا به. ولذلك يمكن ان نتيقَّن انه عندما يحكم ملكا لن يمرض احد على الارض ثانية.
-
-
يسوع يأتي كملككتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٧
يسوع يأتي كملك
بعد وقت قصير من شفاء الشحَّاذين الاعميين يأتي يسوع الى قرية صغيرة قرب اورشليم. فيقول لاثنين من تلاميذه: ‹اذهبا الى القرية، وستجدان جحشا صغيرا. فحُلاَّه وأتياني به.›
وعندما يؤتى بالجحش الى يسوع يجلس عليه. ثم يركب منطلقا الى اورشليم على بعد مسافة قصيرة. وعندما يقترب من المدينة يخرج جمع كبير من الناس للقائه. ومعظمهم يخلعون ثيابهم ويفرشونها في الطريق. ويقطع آخرون اغصانا من شجر النخل. ويفرشونها في الطريق ايضا، ويصرخون قائلين: ‹ليبارك اللّٰه الملك الآتي باسم يهوه!›
في اسرائيل قديما كان الملوك الجدد يدخلون الى اورشليم راكبين على جحش صغير ليراهم الناس. وهذا ما يفعله يسوع. وهؤلاء الناس يُظهرون انهم يريدون ان يكون يسوع ملكا لهم. ولكن ليس جميع الناس يريدونه. ويمكننا ان نرى ذلك مما يحدث عندما يذهب يسوع الى الهيكل.
في الهيكل يشفي يسوع الاشخاص العمي والعرج. وعندما يرى الاولاد الصغار ذلك يهتفون بتسابيح ليسوع. ولكنّ ذلك يُغضب الكهنة، فيقولون ليسوع: ‹أتسمع ما يقول الاولاد؟›
‹نعم، أسمع،› يجيب يسوع. ‹أما قرأتم قط في الكتاب المقدس حيث يقول: «من افواه الاولاد الصغار يُنتج اللّٰه التسبيح؟»› ولذلك يستمر الاولاد في تسبيح ملك اللّٰه.
ألا نريد ان نكون كهؤلاء الاولاد؟ فقد يحاول البعض منعنا من التحدث عن ملكوت اللّٰه. ولكننا سنداوم على إخبار الآخرين عن الامور البديعة التي سيفعلها يسوع للناس.
لم يكن الوقت قد حان ليبدأ يسوع بالحكم ملكا عندما كان على الارض. فمتى سيحين هذا الوقت؟ يريد تلاميذ يسوع ان يعرفوا. وسنقرأ عن ذلك في ما يلي.
-
-
على جبل الزيتونكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٨
على جبل الزيتون
هذا هو يسوع على جبل الزيتون. والرجال الاربعة معه هم رسله. انهم الأَخَوان أندراوس وبطرس، وأيضا الأَخَوان يعقوب ويوحنا. وذاك هو هيكل اللّٰه في اورشليم الذي يمكنكم ان تروه بعيدا هناك.
انقضى يومان منذ دخول يسوع الى اورشليم راكبا على جحش صغير. انه يوم الثلاثاء. وفي وقت ابكر من النهار كان يسوع في الهيكل. وهناك حاول الكهنة ان يُمسكوا يسوع ليقتلوه. ولكنهم خافوا ان يفعلوا ذلك لان الناس يحبون يسوع.
‹ايها الحيات وأولاد الحيات!› دعا يسوع اولئك القادة الدينيين. ثم قال يسوع ان اللّٰه سيعاقبهم بسبب كل الامور الرديئة التي فعلوها. وبعد ذلك صعد يسوع الى جبل الزيتون، ومن ثم ابتدأ هؤلاء الرسل الاربعة يطرحون عليه الاسئلة. فهل تعرفون ماذا يسألون يسوع؟
يسأل الرسل عن امور في المستقبل. فهم يعرفون ان يسوع سيضع حدّا لكل الشر على الارض. ولكنهم يريدون ان يعرفوا متى سيحدث ذلك. فمتى سيأتي يسوع ثانية ليحكم ملكا؟
يعرف يسوع ان أتباعه على الارض لن يتمكَّنوا من رؤيته عندما يأتي ثانية. ذلك لانه سيكون في السماء، ولن يتمكَّنوا من رؤيته هناك. ولذلك يخبر يسوع رسله بعض الامور التي ستحدث على الارض عندما يحكم ملكا في السماء. فما هي بعض هذه الامور؟
يقول يسوع انه ستكون هنالك حروب عظيمة، وكثيرون من الناس سيكونون مرضى وجياعا، والجريمة ستكون رديئة جدا، وستكون هنالك زلازل كبيرة. ويقول يسوع ايضا ان البشارة عن ملكوت اللّٰه سيُكرز بها في كل مكان في الارض. فهل رأينا هذه الامور تحدث في زماننا؟ نعم! ولذلك يمكننا ان نكون على يقين من ان يسوع يحكم الآن في السماء. وعما قريب سيضع حدّا لكل الشر على الارض.
-
-
في علِّيةكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٩٩
في علِّية
انه الآن يوم الخميس مساء، بعد مرور يومين. ويسوع ورسله الـ ١٢ قد جاءوا الى هذه العلِّية الكبيرة ليأكلوا طعام الفصح. والرجل الذي ترونه ينصرف هو يهوذا الاسخريوطي. انه ذاهب ليخبر الكهنة كيف يمكنهم القبض على يسوع.
في اليوم السابق ذهب يهوذا اليهم وسأل: ‹ماذا تعطونني اذا ساعدتكم لتقبضوا على يسوع؟› فقالوا: ‹ثلاثين قطعة من الفضة.› ولذلك يذهب يهوذا الآن للقاء اولئك الرجال ليتمكن من اقتيادهم الى يسوع. أليس ذلك مروِّعا؟
ينتهي طعام الفصح. ولكنّ يسوع يبتدئ الآن طعاما خصوصيا آخر. فيعطي رسله رغيفا من الخبز ويقول: ‹خذوا كلوا، لان هذا يعني جسدي الذي سيُبذل عنكم.› ثم يعطيهم كأسا من الخمر ويقول: ‹اشربوا منها، لان هذا يعني دمي الذي سيُسفك عنكم.› ويدعو الكتاب المقدس ذلك ‹عشاء الرب.›
اكل الاسرائيليون الفصح لتذكيرهم بالوقت الذي فيه ‹عبر› ملاك اللّٰه عن بيوتهم في مصر، ولكنه قتل الابكار في بيوت المصريين. أمّا الآن فيريد يسوع من أتباعه ان يتذكروه وكيف بذل حياته عنهم. ولهذا السبب يأمرهم بأن يحتفلوا بهذا العشاء الخصوصي كل سنة.
بعد تناول عشاء الرب يأمر يسوع رسله بأن يكونوا شجعانا وأقوياء في الايمان. وأخيرا يرنمون ترنيمات للّٰه ومن ثم ينصرفون. الوقت الآن متأخر جدا، وربما بعد منتصف الليل. فدعونا نرى الى اين يذهبون.
-
-
يسوع في البستانكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ١٠٠
يسوع في البستان
بعد مغادرة العلِّية يخرج يسوع ورسله الى بستان جثسيماني. وقد جاءوا الى هنا مرارا عديدة من قبل. والآن يأمرهم يسوع ان يسهروا ويصلّوا. ثم يبتعد قليلا ويخرّ على وجهه ليصلّي.
وفيما بعد يرجع يسوع الى حيث يكون رسله. وماذا تعتقدون انهم يفعلون؟ انهم نيام! وثلاث مرات يأمرهم يسوع ان يسهروا، إلا انه كلما رجع كان يجدهم نياما. ‹كيف يمكنكم ان تناموا في وقت كهذا؟› يقول يسوع عند رجوعه في المرة الاخيرة. ‹قد اتت الساعة لأسلَّم الى اعدائي.›
وفي تلك اللحظة يمكن سماع ضجة جمع كبير. انظروا! الرجال آتون بسيوف وعصيّ! وهم يحملون مشاعل لتضيء لهم. وعند اقترابهم اكثر يخرج شخص من الجمع ويتقدم الى يسوع. فيقبِّله، كما يمكنكم ان تروا هنا. والرجل هو يهوذا الاسخريوطي! فلماذا يقبِّل يسوع؟
يسأل يسوع: ‹يا يهوذا، أبقبلة تسلِّمني؟› نعم، القبلة هي علامة. فهي تعرِّف الرجال الذين مع يهوذا بأن هذا هو يسوع، الرجل الذي يريدونه. ولذلك يتقدم اعداء يسوع ليمسكوه. ولكنّ بطرس لا يدعهم يأخذون يسوع دون قتال. فيستلّ السيف الذي جلبه معه ويضرب الرجل القريب منه. فيخطئ السيف رأس الرجل ويقطع اذنه اليمنى. ولكنّ يسوع يلمس اذن الرجل ويبرئها.
ويقول يسوع لبطرس: ‹رُدَّ سيفك الى مكانه. ألا تظن أني استطيع ان اطلب من ابي آلاف الملائكة لانقاذي؟› بلى، انه يستطيع! ولكنّ يسوع لا يطلب من اللّٰه ان يرسل اية ملائكة اذ يعرف انه قد حان لاعدائه ان يأخذوه. ولذلك يدعهم يقتادونه. فلنرَ ماذا يحدث ليسوع الآن.
-
-
يسوع يُقتلكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ١٠١
يسوع يُقتل
انظروا الى الشيء الرهيب الذي يحدث! فيسوع يُقتل. لقد وضعوه على خشبة. وسمَّروا يديه ورجليه. ولماذا يريد احد ان يفعل هذا ليسوع؟
ذلك لان بعض الاشخاص يبغضون يسوع. هل تعرفون مَن هم؟ احدهم هو الملاك الشرير الشيطان ابليس. وهو الذي تمكَّن من جعل آدم وحواء يعصيان على يهوه. والشيطان هو الذي حمل اعداء يسوع على ارتكاب هذه الجريمة الرهيبة.
وحتى قبل تسمير يسوع هنا على الخشبة يفعل اعداؤه امورا دنيئة له. هل تذكرون كيف جاءوا الى بستان جثسيماني واقتادوه؟ فمَن كان اولئك الاعداء؟ اجل، كانوا القادة الدينيين. فلنرَ ماذا يحدث بعد ذلك.
عندما يأخذ القادة الدينيون يسوع يهرب رسله. ويتركون يسوع وحده مع اعدائه، لانهم يخافون. ولكنّ الرسولين بطرس ويوحنا لا يبتعدان كثيرا. فيتبعانه ليريا ماذا يحدث ليسوع.
يأخذ الكهنة يسوع الى الرجل المسن حنَّان، الذي كان سابقا رئيس الكهنة. ولا يبقى الجمع هنا مدة طويلة. فيأخذون يسوع بعد ذلك الى بيت قيافا، الذي هو الآن رئيس الكهنة. وقد اجتمع قادة دينيون عديدون في بيته.
هنا في بيت قيافا يُجرون محاكمة. ويؤتى بأناس ليتكلموا بالاكاذيب عن يسوع. فيقول القادة الدينيون جميعا: ‹يسوع يستوجب الموت.› وحينئذ يبصقون في وجهه ويلكمونه.
وفيما يجري كل ذلك يكون بطرس في الدار خارجا. انها ليلة باردة، ولذلك يُشعل الناس نارا. وفيما هم يستدفئون حول النار تنظر خادمة الى بطرس وتقول: ‹هذا الرجل كان ايضا مع يسوع.›
‹كلا، لم اكن معه!› يجيب بطرس.
ثلاث مرات يقول الناس لبطرس انه كان مع يسوع. ولكنّ بطرس في كل مرة يقول ان هذا غير صحيح. وعندما يقول بطرس ذلك للمرة الثالثة يلتفت يسوع وينظر اليه. فيشعر بطرس بالاسف الشديد على التكلم بهذه الاكاذيب، فيبتعد ويبكي.
واذ تبتدئ الشمس بالطلوع يوم الجمعة صباحا يأخذ الكهنة يسوع الى مكان اجتماعهم الكبير، قاعة السنهدريم. وهنا يتشاورون في ما سيفعلونه به. فيأخذونه الى بيلاطس البنطي، حاكم مقاطعة اليهودية.
‹هذا هو رجل رديء،› يقول الكهنة لبيلاطس. ‹يجب ان يُقتل.› وبعد ان يطرح بيلاطس اسئلة على يسوع يقول: ‹لا استطيع ان ارى انه فعل شيئا خاطئا.› ثم يرسل بيلاطس يسوع الى هيرودس انتيباس. وهيرودس هو حاكم الجليل، لكنه يقيم في اورشليم. وهيرودس ايضا لا يستطيع ان يرى ان يسوع فعل شيئا خاطئا، ولذلك يرسله ثانية الى بيلاطس.
يريد بيلاطس اطلاق يسوع. ولكنّ اعداء يسوع يريدون اطلاق سجين آخر عوضا عنه. وهذا الرجل هو اللص باراباس. الوقت الآن حوالي الظهر حين يُخرج بيلاطس يسوع خارجا. فيقول للناس: ‹هوذا ملككم!› ولكنّ رؤساء الكهنة يصرخون: ‹خذه! اقتله! اقتله!› ولذلك يطلق بيلاطس باراباس، وهم يأخذون يسوع ليقتلوه.
وفي وقت مبكر من بعد ظهر يوم الجمعة يُسمَّر يسوع على خشبة. ومع انكم لا تستطيعون رؤيتهما في الصورة، ففي كل من جانبي يسوع هنالك مجرم محكوم عليه ايضا بالموت على خشبة. وقبيل موت يسوع يقول له واحد من المجرمَين: ‹اذكرني متى جئت في ملكوتك.› فيجيب يسوع: ‹اعدك بأنك ستكون معي في الفردوس.›
أليس ذلك وعدا بديعا؟ هل تعرفون ايّ فردوس يتحدث عنه يسوع؟ اين كان الفردوس الذي صنعه اللّٰه في البداية؟ اجل، على الارض. وعندما يحكم يسوع ملكا في السماء سيعيد هذا الرجل الى الحياة ليتمتع بالفردوس الجديد على الارض. ألا يمكن ان نكون سعداء بذلك؟
-
-
يسوع حيكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ١٠٢
يسوع حي
هل تعرفون مَن هي المرأة ومَن هما الرجلان؟ المرأة هي مريم المجدلية، صديقة ليسوع. والرجلان بلباس ابيض هما ملاكان. وهذه الغرفة الصغيرة التي تنظر مريم اليها هي المكان الذي وُضع فيه جسد يسوع بعد موته. وهي تدعى قبرا. أما الآن فان الجسد غير موجود! فمَن اخذه؟ دعونا نرى.
بعد موت يسوع يقول الكهنة لبيلاطس: ‹عندما كان يسوع حيا قال انه سيقام بعد ثلاثة ايام. فأعطِ امرا بحراسة القبر. وحينئذ لا يستطيع تلاميذه ان يسرقوا جسده ويقولوا انه أُقيم من الاموات!› فيأمر بيلاطس الكهنة بأن يرسلوا جنودا لحراسة القبر.
ولكن باكرا جدا في اليوم الثالث بعد موت يسوع يأتي ملاك يهوه فجأة. فيدحرج الحجر عن القبر. والجنود يخافون كثيرا حتى انهم لا يستطيعون ان يتحركوا. وأخيرا عندما ينظرون الى داخل القبر لا يكون الجسد موجودا! فيذهب بعض الجنود الى المدينة ويخبرون الكهنة. وهل تعرفون ماذا يفعل الكهنة الاردياء؟ انهم يعطون الجنود مالا ليكذبوا. ‹قولوا ان تلاميذه أتوا ليلا ونحن نيام وسرقوا الجسد،› يقول الكهنة للجنود.
وفي هذه الاثناء تزور القبر صديقات ليسوع. وكم يدهشهنَّ ان يجدنه فارغا! وفجأة يظهر ملاكان بثياب برَّاقة. ‹لماذا تبحثن عن يسوع هنا؟› يسألان. ‹لقد أُقيم. اذهبن سريعا وأخبرن تلاميذه.› وكم تركض النساء بسرعة! ولكن في الطريق يوقفهنّ رجل. هل تعرفون مَن هو؟ انه يسوع! ‹اذهبن وأخبرن تلاميذي،› يقول.
وعندما تخبر النساء التلاميذ ان يسوع حي وأنهنّ رأينه يصعب على التلاميذ تصديق ذلك. فيركض بطرس ويوحنا الى القبر لينظرا شخصيا، ولكنّ القبر يكون فارغا! وعند مغادرة بطرس ويوحنا تبقى مريم المجدلية. هذا هو الوقت الذي تنظر فيه الى الداخل وترى الملاكين.
هل تعرفون ماذا حدث لجسد يسوع؟ لقد جعله اللّٰه يختفي. فاللّٰه لم يُقم يسوع الى الحياة بالجسد اللحمي الذي مات فيه. لقد اعطى يسوع جسدا روحانيا جديدا، كما للملائكة في السماء. ولكن، لكي يُظهر لتلاميذه انه حي، يستطيع يسوع ان يتخذ جسدا بامكان الناس ان يروه، كما سنتعلم.
-
-
في غرفة مغلقةكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ١٠٣
في غرفة مغلقة
بعد ان يغادر بطرس ويوحنا القبر حيث كان جسد يسوع تبقى مريم وحدها هناك. فتبتدئ بالبكاء ثم تنحني وتنظر الى القبر، كما رأينا في الصورة السابقة. وهناك ترى ملاكين! فيسألانها: ‹لماذا تبكين؟›
تجيب مريم: ‹انهم اخذوا سيدي، ولا اعرف اين وضعوه.› ثم تلتفت مريم الى الوراء وترى رجلا. فيسألها: ‹عمَّن تبحثين؟›
تظن مريم ان الرجل هو البستاني، وأنه ربما اخذ جسد يسوع. ولذلك تقول: ‹ان كنت انت قد اخذته فقل لي اين وضعته.› ولكن، في الواقع، هذا الرجل هو يسوع. وقد اتخذ جسما لا تعرفه مريم. أما عندما يدعوها باسمها فتعرف مريم ان هذا هو يسوع. فتركض وتخبر التلاميذ: ‹قد رأيت الرب!›
وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، فيما يمشي تلميذان الى قرية عمواس، ينضم اليهما رجل. والتلميذان حزينان جدا لان يسوع قد قُتل. ولكن في اثناء مشيهم معا يشرح الرجل امورا عديدة من الكتاب المقدس تجعلهما احسن حالا. وأخيرا عندما يتوقفون لتناول الطعام يدرك التلميذان ان هذا الرجل هو يسوع. ثم يختفي يسوع، فيرجع هذان التلميذان بسرعة الى اورشليم ليخبرا الرسل عنه.
وفي هذه الاثناء يظهر يسوع لبطرس ايضا. فتثور مشاعر الآخرين عندما يسمعون ذلك. ثم يذهب هذان التلميذان الى اورشليم ويجدان الرسل. فيخبرانهم كيف ظهر يسوع لهما ايضا في الطريق. وفيما هما يخبران عن ذلك، هل تعرفون الامر المدهش الذي يحدث؟
انظروا الى الصورة. يظهر يسوع هنا في الغرفة، رغم ان الباب مغلق. ويا لسعادة التلاميذ! أليس ذلك يوما مثيرا للمشاعر؟ وهل يمكنكم ان تعدّوا عدد المرات التي ظهر فيها يسوع حتى الآن لأتباعه؟ هل تعدّون خمس مرات؟
والرسول توما لا يكون معهم عندما يظهر يسوع. ولذلك يقول له التلاميذ: ‹قد رأينا الرب!› ولكنّ توما يقول انه يجب ان يرى يسوع نفسه قبل ان يؤمن بذلك. وبعد ثمانية ايام يكون التلاميذ معا ثانية في غرفة مغلقة، وفي هذه المرة يكون توما معهم. وفجأة يظهر يسوع هنا في الغرفة. والآن يؤمن توما.
-
-
يسوع يعود الى السماءكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ١٠٤
يسوع يعود الى السماء
اذ تمر الايام يَظهر يسوع لأتباعه مرارا عديدة. وذات مرة يراه نحو ٥٠٠ من التلاميذ. وعندما يظهر لهم، هل تعرفون عن ايّ شيء يحدثهم يسوع؟ ملكوت اللّٰه. فيهوه ارسل يسوع الى الارض ليعلِّم عن الملكوت. وهو يواظب على ذلك حتى بعد اقامته من الاموات.
وهل تتذكَّرون ما هو ملكوت اللّٰه؟ اجل، الملكوت هو حكومة حقيقية للّٰه في السماء، ويسوع هو الذي اختاره اللّٰه ليكون الملك. وكما تعلَّمنا، اظهر يسوع ايّ ملك رائع سيكون اذ اطعم الجياع، وشفى المرضى، وحتى اقام الاموات الى الحياة!
ولذلك عندما يحكم يسوع ملكا في السماء مدة ألف سنة، ماذا ستكون عليه الحال في الارض؟ اجل، ستتحول الارض كلها الى فردوس جميل. ولن تكون هنالك في ما بعد حروب او جريمة او مرض او حتى موت. ونعرف ان ذلك صحيح لان اللّٰه صنع الارض لتكون فردوسا يتمتع به الناس. ولهذا السبب صنع جنة عدن في البداية. وسيتأكد يسوع ان ما يريد اللّٰه فعله يتم اخيرا.
يأتي الوقت الآن ليرجع يسوع الى السماء. وطوال ٤٠ يوما كان يسوع يَظهر لتلاميذه. ولذلك فانهم على يقين من انه حي ثانية. ولكن قبل ان يترك تلاميذه يأمرهم: ‹ابقوا في اورشليم حتى تنالوا الروح القدس.› والروح القدس هو قوة اللّٰه الفعالة، كريح عاصفة، التي ستساعد أتباعه على فعل مشيئة اللّٰه. وأخيرا يقول يسوع: ‹يجب ان تكرزوا بي الى اقاصي الارض.›
بعد ان يقول يسوع ذلك يحدث شيء مدهش. فيبتدئ يصعد الى السماء، كما يمكنكم ان تروا هنا. ثم تخفيه سحابة عن اعينهم، فلا يرى التلاميذ يسوع ثانية. ويسوع يذهب الى السماء، ويبتدئ يحكم على أتباعه في الارض من هناك.
-