مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • حكمة تتجاوز سنها
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • وعبَّر القاضي دايفيد ر.‏ ماين عن تحفّظات.‏ وعيَّن سارة موت-‏تريل محاميةً لليزا.‏ وأُرجئت الدعوى الى الاثنين ٢٨ تشرين الاول ١٩٨٥.‏

      المحاكمة

      دامت المحاكمة خمسة ايام وعُقدت في غرفة في المستشفى.‏ وكل يوم كان يجري نقل ليزا،‏ بناء على طلبها،‏ الى الغرفة وهي على سرير المستشفى.‏ ومع انها كانت مريضة جدا،‏ فقد صممت ان تشترك في القرارات التي تشمل ايمانها.‏

      بدأت الجلسة باقتراح الطبيب للمعالجة.‏ وفي قراره المكتوب شرح القاضي ماين:‏ «ان المعالجة كما وصفها الاطباء الذين شهدوا امام هذه المحكمة هي مكثَّفة وعدوانية على السواء وقد تستمر لفترة كبيرة من الوقت.‏ ويُتوقع ان يكون نقل الدم المتكرر لازما للحفاظ على المريضة.‏» ولوحظ ايضا ان الآثار الجانبية للمعالجة الكيميائية كثيرة وشديدة.‏

      وزادت حدة القصة المثيرة كثيرا في اليوم الرابع.‏ فقد جرى إسناد ليزا لكي تستطيع ان تخاطب القاضي مباشرة.‏ وكل واحد في غرفة المحكمة،‏ بمن فيهم ليزا،‏ كان يعرف انها تواجه الموت سواء جرى نقل الدم اليها او لا.‏ فليس هنالك علاج لللوكيميا التي كانت تعانيها.‏

      ومحامية ليزا استجوبتها باهتمام وحساسية.‏ وكانت هنالك عيون قليلة جافة فيما كانت ليزا تناقش بشجاعة موتها الوشيك،‏ ايمانها بيهوه،‏ وتصميمها على البقاء طائعة لشريعته المتعلقة بقداسة الدم.‏ وقالت انها ستقاوم بشدة وجسديا اية محاولة لنقل دم اليها.‏ فمسّ تصريحها البسيط والجريء قلب كل واحد.‏

      ‏«الآن أخبرتِنا انك تؤمنين باللّٰه،‏» قالت محاميتها.‏ «هل يمكنك ان تخبرينا ان كان حقيقيا بالنسبة اليك؟‏»‏

      ‏«حسنا،‏ انه كصديق،‏» اجابت ليزا.‏ «وأحيانا عندما اكون وحيدة استطيع ان اكلمه .‏ .‏ .‏ كصديق؛‏ واذا كنت خائفة ووحيدة في البيت اطلب منه العون وأتكلم اليه تماما وكأنه في الغرفة الى جانبي.‏»‏

      ‏«ليزا،‏ اذا قال لك احد،‏ ما هي اهم الاشياء في حياتك،‏ فماذا تقولين؟‏»‏

      ‏«طاعتي ليهوه اللّٰه وعائلتي،‏» اجابت ليزا.‏

      وسألت محاميتها:‏ «ليزا،‏ هل هنالك ايّ فرق لديك اذا عرفت ان محكمة تأمرك بأن تقبلي نقل الدم؟‏»‏

      ‏«لا،‏ لأني سأستمر في البقاء امينة لالهي والاصغاء الى وصاياه لان اللّٰه اسمى بكثير من اية محكمة او ايّ انسان.‏»‏

      وشرحت ليزا مشاعرها تجاه نقل الدم الذي كانوا قد اجبروها عليه،‏ قائلة:‏ «جعلني ذلك اشعر وكأنني كلب يُستخدم لتجربة،‏ لانني لم استطع ان اتحكَّم في شيء.‏ ولمجرد انني قاصرة يشعر الناس بأنه يمكنهم فعل ايّ شيء لي،‏ ولكنني اشعر بأن لي حقا في ان اعرف ما سيحدث لي وسبب قيامهم بهذه المعالجات وسبب قيامهم بها دون موافقة والديّ.‏»‏

      ‏«هل نمت في تلك الليلة؟‏» سألت محاميتها.‏

      ‏«لا،‏ لم انم.‏»‏

      ‏«ماذا كانت همومك؟‏»‏

      ‏«حسنا،‏ كانت همومي ماذا سيفكر يهوه فيّ لانني اعرف انه اذا اتخذت مسلكا ضد رغباته لا احظى بوعده بالحياة الابدية،‏ وتقززت نفسي جدا من انني كنت أُدخل دم امرئ آخر فيّ،‏ لان هنالك دائما امكانية الاصابة بالآيدس او التهاب الكبد او عدوى اخرى،‏ وكل ما فعلته في تلك الليلة هو مجرد التحديق الى ذلك الدم والنظر اليه.‏»‏

      ‏«ليزا،‏ هل يمكنك ان تفكري في مقارنة لتشرحي للقاضي ماذا يشبه نقل دم ضد مشيئتك؟‏»‏

      ‏«حسنا،‏ ان التشبيه الذي يمكنني ان افكر فيه هو الاغتصاب لان .‏ .‏ .‏ الاغتصاب هو فعل شيء بدون مشيئتك،‏ وذلك هو تماما هكذا.‏»‏

      القرار

      كان اليوم الخامس ذرويا.‏ ومن البداية كان القاضي ماين منصفا ومتزنا.‏ فهل ينعكس لطفه على قراره؟‏ استنتج:‏ «يجب ان تُعاد الطفلة ليزا دوروثي ك.‏ الى رعاية وعناية واشراف ابويها.‏»‏

      شرح القاضي ماين اسباب قراره بكثير من التفصيل.‏ ومن بين امور اخرى قال:‏ «ان موقف ليزا هو الآن،‏ وقد كان من اليوم الذي شاهدتْ فيه شريطا وثائقيا عن هذا المرض،‏ انها لا تريد ايّ نصيب من المعالجة الكيميائية ونقل الدم.‏ وهي تأخذ هذا الموقف ليس لان ذلك يخالف معتقداتها الدينية وحسب،‏ وانا مقتنع بأنه يخالفها،‏ بل ايضا لانها لا تريد ان تختبر الوجع والالم المبرِّح اللذين يرافقان عملية المعالجة.‏ .‏ .‏ .‏ وانا ارفض ان اصنع ايّ قرار يجعل هذه الطفلة تختبر تلك المحنة.‏ وأجد ان الاقتراح ان تكابد هذه المعالجة مرفوض كليا.‏»‏

      وفي ما يتعلق بنقل الدم الذي فُرض على ليزا في منتصف الليل خفيةً قال القاضي ماين:‏ «أجد ان [ليزا] قد جرت معاملتها بعدم مساواة على اساس دينها وعمرها بموجب المادة الفرعية ١٥ (‏١)‏ [من الميثاق الكندي للحقوق والحريات].‏ وفي هذه الظروف،‏ بنقل دم اليها،‏ جرى انتهاك حقها في امن شخصها بموجب المادة ٧.‏ وكنتيجة،‏ حتى ولو امكن القول انها ولد يحتاج الى الحماية،‏ يجب ردّ الالتماس بشكل نهائي بموجب المادة الفرعية ٢٤ (‏١)‏ من الميثاق.‏»‏

      وأخيرا أكَّد القاضي ماين ثانية اعجابه الشخصي بليزا،‏ معلّقا:‏ «ليزا شخص جميل،‏ ذكي جدا،‏ فصيح،‏ لطيف،‏ حساس،‏ والاهم هو انها شخص شجاع.‏ لها حكمة ونضج يتجاوزان سنها وأعتقد انه من المأمون القول ان لها كل الصفات الايجابية التي يريدها ايّ والد في ولد.‏ لها معتقد ديني جرى التفكير فيه جيدا،‏ ثابت وواضح.‏ وفي رأيي،‏ لا مشورة من ايّ مصدر كان،‏ ولا ضغط من والديها او ايّ امرئ آخر،‏ بما في ذلك امر من هذه المحكمة،‏ يهزّها او يغيّر معتقداتها الدينية.‏

      ‏«وأعتقد انه يجب منح ليزا ك.‏ الفرصة لمحاربة هذا المرض بكرامة وسلام عقل.‏ ولا يمكن انجاز ذلك إلا بقبول التدبير الذي عرضته هي ووالداها.‏»‏

  • حكمة تتجاوز سنها
    استيقظ!‏ ١٩٨٨ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • في وسط التشويش القانوني والطبي اضاء هذا القرار منارة.‏ فهو منصف وصائب.‏ وسيخبرنا المستقبل كم من الاطباء،‏ المستشفيات،‏ والقضاة سيتبعون القيادة الانسانية والحساسة التي قدمها لنا القاضي دايفيد ر.‏ ماين وليزا.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة