مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما لا بد ان يحدث عن قريب
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣

      ما لا بد ان يحدث عن قريب

      ١ كيف يمكنكم ان تنجوا من تنفيذ اللّٰه للدينونة في هذا العالم؟‏

      يجب ان تكونوا مهتمين بعمق بحوادث العالم اليوم.‏ ولماذا؟‏ لانه لا يمكن لهذا العالم ان ينجو من تنفيذ اللّٰه للدينونة.‏ ولكن يمكنكم انتم ان تنجوا.‏ ويمكنكم ذلك بعدم جعل نفسكم «جزءا من العالم» المحكوم عليه بالدمار.‏ وهذا لا يعني تبنّي طريقة حياة رهبانية متقشفة.‏ فهو يعني انه فيما تتمتعون بحياة سليمة ذات معنى تفرزون نفسكم من الفساد السياسي،‏ من الروح التجارية الجشعة،‏ ومن الدين المحقِّر للّٰه،‏ بالاضافة الى التصرف العنيف والفاسد ادبيا.‏ وفي الوقت نفسه،‏ يجب ان تتبعوا مقاييس اللّٰه السامية للسلوك وتسعوا الى فعل مشيئته.‏ (‏يوحنا ١٧:‏​١٤-‏١٦؛‏ صفنيا ٢:‏​٢،‏ ٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٨‏)‏ وسفر الرؤيا للكتاب المقدس يظهر كم يكون مهما ان تجتهدوا في هذه المجالات،‏ صانعين التغييرات الضرورية في طريقة حياتكم.‏

      ٢ كيف يستهل الرسول يوحنا نبوة سفر الرؤيا العظيمة،‏ ولمن يعطي اللّٰه هذه الرسالة العظيمة الاهمية؟‏

      ٢ يستهل الرسول يوحنا هذه النبوة العظيمة بالكلمات:‏ ‏«كشف من يسوع المسيح،‏ اعطاه اياه اللّٰه،‏ ليُري عبيده ما لا بد ان يحدث عن قريب».‏ (‏رؤيا ١:‏١أ ‏)‏ لذلك فان يسوع المسيح المقام هو الذي تسلَّم هذه الرسالة العظيمة الاهمية من اللّٰه.‏ وبعيدا عن كونه جزءا من ثالوث غامض،‏ يجري اظهار يسوع هنا بأنه خاضع لابيه.‏ وبالطريقة نفسها،‏ فان ‹العبيد› الذين يؤلفون الجماعة المسيحية هم خاضعون ليسوع المسيح بحيث ‹يتبعونه حيثما يذهب›.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٤؛‏ افسس ٥:‏٢٤‏)‏ ولكن مَن هم اليوم «عبيد» اللّٰه حقا،‏ وكيف يفيدهم سفر الرؤيا؟‏

      ٣ (‏أ)‏ مَن هم ‹العبيد› الذين يخضعون ليسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ ايّ عمل يقوم به ‹العبيد› الامناء تحت التوجيه الملائكي؟‏

      ٣ ان الرسول يوحنا،‏ الذي كتب سفر الرؤيا،‏ يصف نفسه بأنه عبد.‏ لقد كان آخر الرسل الباقين احياء وواحدا من فريق ‹العبيد› الممسوحين بالروح المختارين الذين سيرثون الحياة الخالدة في السموات.‏ واليوم،‏ هنالك مجرد بضعة آلاف من هؤلاء باقين على الارض.‏ ولدى اللّٰه ايضا خدام آخرون،‏ جمع كثير منهم،‏ رجال،‏ نساء،‏ وأولاد،‏ يُعدّون بالملايين الآن.‏ وتحت التوجيه الملائكي،‏ يشترك هؤلاء مع ‹العبيد› الممسوحين في اعلان البشارة الابدية لكل الجنس البشري.‏ وكم يبذل جميع هؤلاء ‹العبيد› انفسهم لكي يساعدوا ودعاء الارض على ايجاد الخلاص!‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٤؛‏ ١٤:‏٦‏)‏ وسفر الرؤيا يشير الى ما يجب ان تفعلوه لتستفيدوا من البشارة المانحة السعادة.‏

      ٤ (‏أ)‏ بما ان يوحنا كتب سفر الرؤيا منذ اكثر من ٩٠٠‏,‏١ سنة،‏ فكيف امكنه ان يتكلم عن «ما لا بد ان يحدث عن قريب»؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير الدليل الآن بشأن ما أُنبئ به؟‏

      ٤ ولكن،‏ كيف امكن ليوحنا ان يقول ان يسوع يُري هؤلاء ‹العبيد› «ما لا بد ان يحدث عن قريب»؟‏ ألم يُنطق بهذه الكلمات منذ اكثر من ٩٠٠‏,‏١ سنة؟‏ من وجهة نظر يهوه،‏ الذي ألف سنة في عينيه «كيوم امس»،‏ ان ٩٠٠‏,‏١ سنة هي وقت قصير عندما تُقارن بحقب الوقت التي صرفها في خلق الارض وإعدادها لسكن البشر.‏ (‏مزمور ٩٠:‏٤‏)‏ والرسول بولس كتب عن ‹ترقبه الشديد ورجائه›،‏ لأن نيله المكافأة بدا له دون شك قريبا جدا.‏ (‏فيلبي ١:‏٢٠‏)‏ أما اليوم فيكثر الدليل على ان كل ما أُنبئ به سيتحقق في الوقت المعيَّن.‏ ولم يحدث قط في التاريخ ان نجاة الجنس البشري نفسها كانت في خطر.‏ واللّٰه وحده لديه الحل!‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏٢١‏.‏

      قناة الاتصال

      ٥ كيف نُقل سفر الرؤيا الى الرسول يوحنا ثم الى الجماعات؟‏

      ٥ تتابع رؤيا ١:‏١ب،‏ ٢‏:‏ «فأرسل [يسوع] ملاكه وبيَّنه [اي الكشف] على يده برموز لعبده يوحنا،‏ الذي شهد بكل ما رأى،‏ بالكلمة التي اعطاها اللّٰه وبالشهادة التي أدّاها يسوع المسيح».‏ وهكذا تسلَّم يوحنا السجل الملهم على يد رسول ملائكي.‏ فكتبه في درج،‏ ناقلا اياه الى الجماعات في زمنه.‏ ولسعادتنا،‏ حفظه اللّٰه لتشجيع نحو ٠٠٠‏,‏١٠٠ جماعة من خدامه المتَّحدين على الارض اليوم.‏

      ٦ كيف حدَّد يسوع هوية القناة التي يستخدمها لتزويد الطعام الروحي ‹لعبيده› اليوم؟‏

      ٦ كانت لدى اللّٰه قناة لنقل سفر الرؤيا في ايام يوحنا،‏ ويوحنا كان الجزء الارضي من هذه القناة.‏ وكذلك،‏ لدى اللّٰه اليوم قناة لاعطاء الغذاء الروحي ‹لعبيده›.‏ وفي نبوته العظمى المتعلقة باختتام نظام الاشياء،‏ حدَّد يسوع هوية الجزء الارضي من قناته بأنه «العبد الامين الفطين الذي اقامه سيده على خدم بيته ليعطيهم طعامهم في حينه».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٤٥-‏٤٧‏)‏ وهو يستخدم صف يوحنا هذا في كشف معنى النبوة.‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف يجب ان تؤثر فينا الرموز الموجودة في سفر الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ لكم من الوقت اشترك البعض من صف يوحنا في اتمام رؤى سفر الرؤيا؟‏

      ٧ يكتب الرسول يوحنا ان يسوع بيَّن الرؤيا «برموز».‏ ومن الحيوي والمثير فحصها.‏ فهي تصف نشاطا ديناميا ويجب ان تحثنا،‏ بدورها،‏ على الجهود الغيورة في اعلان النبوة ومعناها للآخرين.‏ وسفر الرؤيا يقدِّم لنا عددا من الرؤى الحماسية،‏ التي ساهم يوحنا في كل منها إما عمليا او كمراقب.‏ واولئك الذين هم من صف يوحنا،‏ الذين اشترك بعضهم في اتمام هذه الرؤى طوال عقود،‏ هم سعداء بأن روح اللّٰه قد كشف المعنى ليتمكنوا من شرحه للآخرين.‏

      ٨ (‏أ)‏ ما هو الشيء المميّز في كل من رؤى سفر الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ كيف تساعدنا نبوة دانيال على فهم هوية وحوش سفر الرؤيا؟‏

      ٨ لا تُبيَّن هذه الرؤى في سفر الرؤيا بترتيب زمني.‏ فلكل منها فترتها الزمنية من الاتمام.‏ والعديد من الرؤى يردِّد كلمات نبوات ابكر تزوِّد الدلائل على تفسيرها.‏ مثلا،‏ وصفت نبوة دانيال اربعة حيوانات مخيفة،‏ شارحة ان هذه تصوِّر دولا حاكمة على الارض.‏ لذلك تجري مساعدتنا على الفهم ان وحوش سفر الرؤيا تمثِّل كيانات سياسية،‏ بما فيها تلك الموجودة الآن.‏ —‏ دانيال ٧:‏​١-‏٨،‏ ١٧؛‏ رؤيا ١٣:‏​٢،‏ ١١-‏١٣؛‏ ١٧:‏٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كيوحنا،‏ ايّ موقف اظهره صف يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف يظهر يوحنا الطريقة لنصير سعداء؟‏

      ٩ كان يوحنا امينا في الشهادة بالرسالة التي اعطاه اياها اللّٰه بواسطة يسوع المسيح.‏ فقد وصف بالتفصيل «كل ما رأى».‏ وصفّ يوحنا طلب بجدية الارشاد من اللّٰه ويسوع المسيح لكي يفهم النبوة كاملا ويعلن نقاطها الرائعة لشعب اللّٰه.‏ ولفائدة الجماعة الممسوحة (‏وأيضا الجمع الكثير الاممي الذي سيحفظه اللّٰه حيا عبر الضيق العظيم)‏،‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«سعيد هو من يقرأ بصوت عالٍ كلمات هذه النبوة ومن يسمعونها ويحفظون ما هو مكتوب فيها،‏ لأن الوقت المعيَّن قريب».‏ —‏ رؤيا ١:‏٣‏.‏

      ١٠ ماذا يجب ان نفعل في ما يتعلق بسفر الرؤيا لنبلغ السعادة؟‏

      ١٠ ستستفيدون كثيرا من قراءة سفر الرؤيا وأكثر ايضا من حفظ ما هو مكتوب فيه.‏ وقد شرح يوحنا في احدى رسائله:‏ «هذا ما تعنيه محبة اللّٰه،‏ ان نحفظ وصاياه،‏ ووصاياه لا تشكِّل عبئا،‏ لأن كل مولود من اللّٰه يغلب العالم.‏ وهذه هي الغلبة التي غلبت العالم:‏ ايماننا».‏ (‏١ يوحنا ٥:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ويمكنكم ان تصيروا سعداء على نحو فائق ببناء ايمان كهذا!‏

      ١١ (‏أ)‏ لماذا من الملحّ ان نحفظ كلمات النبوة؟‏ (‏ب)‏ ايّ وقت لا بد انه يقترب على نحو خطر؟‏

      ١١ من الملحّ ان نحفظ كلمات النبوة «لأن الوقت المعيَّن قريب».‏ الوقت المعيَّن لأيّ شيء؟‏ لإتمام نبوات سفر الرؤيا،‏ بما فيها أحكام اللّٰه.‏ فالوقت قريب لتنفيذ اللّٰه ويسوع المسيح الدينونة الاخيرة في نظام الشيطان العالمي.‏ وعندما كان يسوع هنا على الارض ذكر ان اباه وحده يعرف «ذلك اليوم او الساعة».‏ واذ نظر الى الامام،‏ الى الاضطرابات التي تتكاثر على الارض في زمننا،‏ قال يسوع ايضا:‏ «لن يزول هذا الجيل ابدا حتى تحدث هذه كلها».‏ لذلك فإن الوقت المعيَّن لتنفيذ حكم اللّٰه لا بد انه يقترب على نحو خطر.‏ (‏مرقس ١٣:‏​٨،‏ ٣٠-‏٣٢‏)‏ وكما يذكر حبقوق ٢:‏٣‏:‏ «الرؤيا بعد الى الوقت المعيَّن،‏ وتسرع الى النهاية ولا تكذب.‏ إن تأخرت فترقبها،‏ لأنها تتم اتماما ولن تتأخر».‏ وخلاصنا عبر الضيق العظيم يعتمد على حفظنا كلمة اللّٰه النبوية.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٢٠-‏٢٢‏.‏

  • يسوع يأتي بالتشجيع
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٤

      يسوع يأتي بالتشجيع

      ١ الى مَن يكتب يوحنا الآن،‏ ومَن يجب ان يجد رسالته اليوم ذات اهمية ممتعة؟‏

      ما يلي يجب ان يكون ذا اهمية ممتعة لكل من يعاشر جماعات شعب اللّٰه اليوم.‏ فهنا سلسلة من الرسائل.‏ ولها انطباق خصوصي فيما يقترب «الوقت المعين».‏ (‏رؤيا ١:‏٣‏)‏ وهو لفائدتنا الابدية ان نصغي الى هذه الاقوال.‏ يقول السجل:‏ ‏«من يوحنا الى الجماعات السبع التي في إقليم آسيا:‏ نعمة لكم وسلام من ‏‹الكائن والذي كان والذي يأتي›،‏ ومن الأرواح السبعة التي أمام عرشه،‏ ومن يسوع المسيح».‏ —‏ رؤيا ١:‏​٤،‏ ٥ أ.‏

      ٢ (‏أ)‏ على ماذا يدل الرقم ‹سبعة›؟‏ (‏ب)‏ في اثناء يوم الرب،‏ على مَن تنطبق الرسائل الى «الجماعات السبع»؟‏

      ٢ يخاطب يوحنا هنا ‹سبع جماعات›،‏ وتجري تسميتها لنا لاحقا في النبوة.‏ وهذا الرقم،‏ ‹سبعة›،‏ كثيرا ما يتكرر في سفر الرؤيا.‏ وهو يدل على التمام،‏ وخصوصا في ما يتعلق بأمور اللّٰه وجماعته الممسوحة.‏ وبما ان عدد جماعات شعب اللّٰه في العالم قد نما الى عشرات الآلاف في اثناء يوم الرب،‏ يمكننا ان نكون على يقين من ان ما يقال ‹للجماعات السبع› من الممسوحين بصورة رئيسية ينطبق ايضا على كل شعب اللّٰه اليوم.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ نعم،‏ ان لدى يوحنا رسالة حيوية لكل جماعات شهود يهوه وكل من يعاشرهم،‏ في كل مكان على وجه هذه الارض.‏

      ٣ (‏أ)‏ في تحية يوحنا،‏ من اين تأتي ‹النعمة والسلام›؟‏ (‏ب)‏ اية عبارة للرسول بولس مشابهة لتحية يوحنا؟‏

      ٣ «نعمة .‏ .‏ .‏ وسلام» —‏ كم يكون هذان مرغوبا فيهما وخصوصا عندما نقدِّر مصدرهما!‏ و «الذي» يتدفقان منه هو الرب المتسلط يهوه نفسه،‏ «ملك الابدية» الحي «من الدهر الى الدهر».‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ مزمور ٩٠:‏٢‏)‏ والمشمولة هنا ايضا هي «الأرواح السبعة»،‏ التعبير الذي يشير الى كمال عمل قوة اللّٰه الفعَّالة،‏ او الروح القدس،‏ اذ يجلب الفهم والبركة لجميع الذين ينتبهون الى النبوة.‏ ومَن يشغل ايضا دورا رئيسيا هو «يسوع المسيح» الذي كتب عنه يوحنا لاحقا:‏ «كان مملوءا نعمة وحقا».‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وهكذا فان لتحية يوحنا العناصر نفسها التي ذكرها الرسول بولس في اختتام رسالته الثانية الى جماعة كورنثوس:‏ «نعمة الرب يسوع المسيح ومحبة اللّٰه وشركة الروح القدس مع جميعكم!‏».‏ (‏٢ كورنثوس ١٣:‏١٤‏)‏ فلتنطبق هذه الكلمات ايضا على كل مَن يحبّ الحق منا اليوم!‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩٧‏.‏

      ‏«الشاهد الامين»‏

      ٤ كيف يمضي يوحنا واصفا يسوع المسيح،‏ ولماذا هذه التعابير الوصفية ملائمة جدا؟‏

      ٤ بعد يهوه،‏ يسوع هو الشخص الامجد في الكون،‏ كما يعترف يوحنا،‏ واصفا اياه بأنه ‏«‹الشاهد الامين›،‏ ‏‹البكر من الاموات›،‏ وأيضا ‏‹رئيس ملوك الارض›».‏ ‏(‏رؤيا ١:‏٥ ب‏)‏ فمثل القمر في السموات،‏ ثُبِّت بصفته الشاهد الاعظم لألوهية يهوه.‏ (‏مزمور ٨٩:‏٣٧‏)‏ وبعد ان حافظ على الاستقامة حتى الموت الفدائي،‏ صار الاول من بين الجنس البشري الذي يُقام الى الحياة الروحانية الخالدة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏)‏ والآن في حضرة يهوه،‏ يجري ترفيعه عاليا فوق جميع الملوك الارضيين،‏ اذ مُنح «كل سلطة في السماء وعلى الارض».‏ (‏متى ٢٨:‏١٨؛‏ مزمور ٨٩:‏٢٧؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٥‏)‏ وفي السنة ١٩١٤ نُصِّب ملكا ليسود بين الامم الارضية.‏ —‏ مزمور ٢:‏​٦-‏٩‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يتابع يوحنا التعبير عن التقدير للرب يسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ مَن يستفيدون من وهب يسوع حياته البشرية الكاملة،‏ وكيف يشارك المسيحيون الممسوحون في بركة خصوصية؟‏

      ٥ ويتابع يوحنا التعبير عن التقدير للرب يسوع المسيح بهذه الكلمات الحماسية:‏ ‏«لذاك الذي يحبنا وقد حلَّنا من خطايانا بدمه الخاص،‏ وجعلنا مملكة،‏ كهنة لإلهه وأبيه،‏ له المجد والقدرة الى الأبد!‏ آمين».‏ (‏رؤيا ١:‏٥ج،‏ ٦‏)‏ لقد قدَّم يسوع حياته البشرية الكاملة حتى ان الافراد من عالم الجنس البشري الذين يمارسون الايمان به يمكن ان يُردّوا الى الحياة الكاملة.‏ وأنت،‏ ايها القارئ العزيز،‏ يمكن ان تكون مشمولا بذلك!‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ ولكنّ موت يسوع الفدائي فتح الطريق لبركة خصوصية لاولئك الذين يصيرون مسيحيين ممسوحين كيوحنا.‏ فهؤلاء يجري تبريرهم على اساس ذبيحة يسوع الفدائية.‏ واذ يتخلَّون عن جميع آمال الحياة الارضية،‏ كما فعل يسوع،‏ يولد الافراد من القطيع الصغير من روح اللّٰه،‏ بتوقُّع القيامة ليخدموا كملوك وكهنة مع يسوع المسيح في ملكوته.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ روما ٨:‏١٨؛‏ ١ بطرس ٢:‏٥؛‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ فيا له من امتياز عظيم!‏ ولا عجب ان يهتف يوحنا على نحو ايجابي جدا بأن المجد والقدرة هما ليسوع!‏

      ‏«يأتي مع السحب»‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا يعلن يوحنا عن كون يسوع «يأتي مع السحب»،‏ وبأية نبوة ليسوع ربما جرى تذكير يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف «يأتي» يسوع،‏ ومَن سيختبرون حزنا عظيما على الارض؟‏

      ٦ بعد ذلك،‏ يعلن يوحنا بابتهاج:‏ ‏«ها هو يأتي مع السحب،‏ وستراه كل عين،‏ والذين طعنوه،‏ ويلطم جميع قبائل الأرض صدورهم حزنا بسببه.‏ نعم،‏ آمين».‏ (‏رؤيا ١:‏٧ ‏)‏ لا شك انه جرى تذكير يوحنا هنا بنبوة يسوع الابكر المتعلقة باختتام نظام الاشياء.‏ فقد ذكر يسوع:‏ «بعد ذلك تظهر آية ابن الإنسان في السماء،‏ ثم يلطم جميع قبائل الارض صدورهم نائحين،‏ ويرون ابن الإنسان آتيا على سحب السماء بقدرة ومجد عظيم».‏ (‏متى ٢٤:‏​٣،‏ ٣٠‏)‏ وهكذا «يأتي» يسوع بتحويل انتباهه الى تنفيذ احكام يهوه في الامم.‏ وهذا سيُنتج تغييرات مهمة على الارض،‏ وبما ان «جميع قبائل الارض» يتجاهلون حقيقة ملكية يسوع،‏ فسيختبرون فعلا «غضب سخط اللّٰه القادر على كل شيء».‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١١-‏٢١؛‏ مزمور ٢:‏​٢،‏ ٣،‏ ٨،‏ ٩‏.‏

      ٧ كيف ‹سترى كل عين› يسوع،‏ بما فيها عيون غير الطائعين؟‏

      ٧ وفي اثناء ليلته الاخيرة مع تلاميذه،‏ قال يسوع لهم:‏ «بعد قليل لن يراني العالم بعد».‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٩‏)‏ اذًا،‏ كيف «ستراه كل عين»؟‏ يجب ألا نتوقع ان اعداء يسوع سيرونه بعيون جسدية،‏ لأن الرسول بولس قال،‏ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ ان يسوع الآن «ساكن في نور لا يُدنى منه»،‏ وانه «لم يره احد من الناس ولا يقدر ان يراه».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏)‏ فمن الواضح ان يوحنا قصد بـ‍ ‹يرى› معنى «يدرك»،‏ تماما كما يمكننا ان نرى،‏ او ندرك،‏ صفات اللّٰه غير المنظورة بواسطة خليقته.‏ (‏روما ١:‏٢٠‏)‏ ويسوع «يأتي مع السحب» من حيث انه يكون غير منظور للعين المجردة كما عندما تكون الشمس وراء السحب.‏ وحتى عندما تحجب السحب الشمس خلال النهار،‏ نعرف انها هناك بسبب نور النهار الذي يحيط بنا.‏ وبشكل مشابه،‏ مع ان الرب يسوع غير منظور،‏ سيجري الكشف عنه مثل ‹نار ملتهبة،‏ اذ يُنزل الانتقام بمَن لا يطيعون البشارة عنه›.‏ وهؤلاء ايضا سيُجبَرون ان ‹يروه›.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٨؛‏ ٢:‏٨‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ مَن كان «الذين طعنوه» في السنة ٣٣ ب‌م،‏ ومَن هم هؤلاء اليوم؟‏ (‏ب)‏ بما ان يسوع ليس بعدُ هنا على الارض،‏ كيف يمكن للناس ان ‹يطعنوه›؟‏

      ٨ ‹سيرى› يسوعَ ايضا «الذين طعنوه».‏ ومَن يمكن ان يكون هؤلاء؟‏ عندما جرى تنفيذ الحكم في يسوع في السنة ٣٣ ب‌م طعنه الجنود الرومان حرفيا.‏ واليهود اشتركوا في ذنب هذه الجريمة،‏ لان بطرس قال لبعض من هؤلاء في يوم الخمسين:‏ «اللّٰه جعل يسوع هذا الذي علقتموه على خشبة ربا ومسيحا».‏ (‏اعمال ٢:‏​٥-‏١١،‏ ٣٦‏؛‏ قارنوا زكريا ١٢:‏١٠؛‏ يوحنا ١٩:‏٣٧‏.‏)‏ واولئك الرومان واليهود هم الآن موتى لما يقارب ٠٠٠‏,‏٢ سنة.‏ لذلك فان الذين ‹يطعنونه› اليوم يجب ان يمثِّلوا الامم والناس الذين يعربون عن الموقف المتَّسم بالبغض نفسه الذي جرى اظهاره عندما عُلِّق يسوع.‏ ويسوع ليس بعدُ هنا على الارض.‏ ولكن عندما يضطهد المقاومون فعليا شهود يهوه،‏ الذين يشهدون ليسوع،‏ او يوافقون ضمنيا على معاملة كهذه،‏ يكون الامر كما لو ان المقاومين ‹يطعنون› يسوع نفسه.‏ —‏ متى ٢٥:‏​٣٣،‏ ٤١-‏٤٦‏.‏

      ‏«الالف والياء»‏

      ٩ (‏أ)‏ مَن يتكلم الآن،‏ وكم مرة يفعل ذلك في سفر الرؤيا؟‏ (‏ب)‏ عندما يدعو يهوه نفسه «الالف والياء» و «القادر على كل شيء» ماذا يعني ذلك؟‏

      ٩ والآن،‏ عجيبة العجائب!‏ الرب المتسلط يهوه نفسه يتكلم.‏ وكم يكون ذلك ملائما كمقدمة للرؤى التي هي على وشك الظهور،‏ لانه معلِّمنا العظيم والمصدر المطلق لسفر الرؤيا!‏ (‏اشعيا ٣٠:‏٢٠‏)‏ يعلن الهنا:‏ ‏«انا هو الالف [‏ألفا ] والياء [‏أوميڠا ]‏‏،‏ .‏ .‏ .‏ الكائن والذي كان والذي يأتي،‏ القادر على كل شيء».‏ (‏رؤيا ١:‏٨‏)‏ هذه هي اولى المرات الثلاث في سفر الرؤيا التي يتكلم فيها يهوه نفسه من السماء.‏ (‏انظروا ايضا رؤيا ٢١:‏​٥-‏٨؛‏ ٢٢:‏​١٢-‏١٥‏.‏)‏ ومسيحيو القرن الاول ادركوا بسرعة ان ألفا وأوميڠا هما الحرفان الاول والاخير في الابجدية اليونانية.‏ واذ يدعو يهوه نفسه بهذين الحرفين يشدِّد انه ليس هنالك اله قادر على كل شيء قبله ولن يكون هنالك بعده.‏ وهو سيجلب قضية الألوهية الى خاتمة ناجحة،‏ طوال الابدية.‏ وسيتبرأ الى الابد بصفته الاله القادر على كل شيء الواحد والوحيد،‏ المتسلط الاسمى على كل خليقته.‏ —‏ قارنوا اشعيا ٤٦:‏١٠؛‏ ٥٥:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا نفسَه بعد ذلك،‏ وأين كان محتجَزا؟‏ (‏ب)‏ بتعاون مَن أُرسل دون شك الدَّرْج الذي كتبه يوحنا الى الجماعات؟‏ (‏ج)‏ كيف يزوَّد غالبا الطعام الروحي اليوم؟‏

      ١٠ واذ يثق بأن يهوه سيوجِّه نتيجة الامور،‏ يخبر يوحنا رفقاءه العبيد:‏ ‏«أنا،‏ يوحنا أخاكم وشريككم في الضيق والملكوت والاحتمال مع يسوع،‏ صرت في الجزيرة التي تدعى بطمس لأني تكلمت عن اللّٰه وشهدت ليسوع».‏ (‏رؤيا ١:‏٩ ‏)‏ واذ يكون سجينا في بطمس من اجل البشارة،‏ محتملا الضيقات مع اخوته،‏ راجيا بثبات الاشتراك في الملكوت المقبل،‏ يرى يوحنا المسنّ الآن اولى رؤى سفر الرؤيا.‏ ولا شك انه جرى تشجيعه كثيرا بهذه الرؤى،‏ كما تجري اثارة صف يوحنا اليوم عند رؤية اتمامها.‏ ولا نعرف كيف ارسل يوحنا دَرْج سفر الرؤيا الى الجماعات،‏ اذ كان محتجَزا في ذلك الحين.‏ (‏رؤيا ١:‏١١؛‏ ٢٢:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ فلا بد ان ملائكة يهوه تعاونوا في انجاز ذلك،‏ كما يحمون غالبا شهود يهوه الامناء الذين يخدمون تحت الحظر والقيود اليوم،‏ بحيث يتمكن هؤلاء من ايصال الطعام الروحي في حينه الى اخوتهم الجياع للحق.‏ —‏ مزمور ٣٤:‏​٦،‏ ٧‏.‏

      ١١ اي امتياز مشابه لذاك الذي قدَّره يوحنا يعزّه صف يوحنا اليوم كثيرا؟‏

      ١١ كم قدَّر يوحنا بعمق امتيازه ان يستخدمه يهوه كقناة له للاتصال بالجماعات!‏ وعلى نحو مشابه،‏ يعزّ صف يوحنا اليوم كثيرا امتيازه لتزويد بيت اللّٰه بـ‍ «طعامهم [الروحي] في حينه».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ فكونوا واحدا من اولئك المتقوّين بهذا التدبير الروحي لكي تبلغوا الهدف المجيد للحياة الابدية!‏ —‏ امثال ٣:‏​١٣-‏١٨؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

  • يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٥

      يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد

      الرؤيا ١ —‏ رؤيا ١:‏​١٠–‏٣:‏٢٢

      الموضوع:‏ يسوع يفتقد اسرائيل الروحي على الارض ويمنح التشجيع الحار

      وقت الاتمام:‏ هذا الوجه من يوم الرب يمتد من السنة ١٩١٤ حتى يموت ويقام آخر شخص من الممسوحين الامناء

      ١ كيف يجري تقديم الرؤيا الاولى،‏ وكيف اشار يوحنا الى وقت انطباقها الحقيقي؟‏

      ان الرؤيا الاولى في سفر الرؤيا تبدأ بالاصحاح ١،‏ العدد ١٠ ‏.‏ وهذه الرؤيا،‏ كسائر الرؤى في سفر الرؤيا،‏ تُستهل بالاعلان ان يوحنا يسمع او يرى شيئا فوق العادة.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٠،‏ ١٢؛‏ ٤:‏١؛‏ ٦:‏١‏)‏ ويجري تقديم هذه الرؤيا الاولى في اطار القرن الاول الذي فيه وُجِّهت الرسائل الى سبع جماعات معاصرة ليوحنا.‏ ولكنّ يوحنا يشير الى وقت انطباقها الحقيقي عندما يقول:‏ ‏«بالوحي صرت في يوم الرب».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠ أ )‏ فمتى يكون هذا ‹اليوم›؟‏ وهل للحوادث المثيرة لهذه الازمنة المضطربة اية علاقة به؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ يجب ان ننتبه جيدا الى النبوة،‏ اذ تؤثر في حياتنا —‏ وحتى في نجاتنا.‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      في يوم الرب

      ٢ متى يبدأ يوم الرب،‏ ومتى ينتهي؟‏

      ٢ في ايّ اطار زمني يضع ذلك اتمام سفر الرؤيا؟‏ حسنا،‏ ما هو يوم الرب؟‏ يشير الرسول بولس اليه بصفته وقت دينونة واتمام للمواعد الالهية.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏٨؛‏ ٢ كورنثوس ١:‏١٤؛‏ فيلبي ١:‏​٦،‏ ١٠؛‏ ٢:‏١٦‏)‏ فبوصول هذا ‹اليوم› تتقدم مقاصد يهوه العظمى بشكل تدريجي وظافر الى ذروتها.‏ ويبدأ هذا ‹اليوم› بتتويج يسوع ملكا سماويا.‏ وحتى بعد ان ينفذ يسوع الدينونة في عالم الشيطان يستمر يوم الرب،‏ مع ردّ الفردوس وتكميل الجنس البشري،‏ الى ان يسلِّم يسوع اخيرا «المملكة الى إلهه وأبيه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏​٢٤-‏٢٦؛‏ رؤيا ٦:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف تساعدنا نبوة دانيال عن ‹السبعة ازمنة› على رؤية وقت ابتداء يوم الرب؟‏ (‏ب)‏ اية حوادث على الارض تؤكد ان السنة ١٩١٤ هي بداية يوم الرب؟‏

      ٣ ان اتمام نبوات اخرى للكتاب المقدس يساعدنا على رؤية وقت ابتداء يوم الرب.‏ مثلا،‏ وصف دانيال قطع الحكم في سلالة الملك داود؛‏ وبعد «سبعة ازمنة» كان سيُعلَم «ان العلي هو الحاكم في مملكة الناس ويعطيها لمَن يشاء».‏ (‏دانيال ٤:‏​٢٣،‏ ٢٤،‏ ٣١،‏ ٣٢‏)‏ والاتمام الاعظم لهذه النبوة بدأ بتخريب مملكة يهوذا،‏ الذي يشير دليل الكتاب المقدس الى انه تمّ بحلول تشرين الاول ٦٠٧ ق‌م.‏ ورؤيا ١٢:‏٦ و ١٤ تظهر ان ٢⁄‏١ ٣ ازمنة تعادل ٢٦٠‏,‏١ يوما؛‏ ولذلك فان سبعة ازمنة (‏ضعف هذا الرقم)‏ يجب ان تكون ٥٢٠‏,‏٢ يوما.‏ واذ نحسب «كل يوم عوضا عن سنة» نصل الى ٥٢٠‏,‏٢ سنة بصفتها مدة ‹السبعة ازمنة›.‏ (‏حزقيال ٤:‏٦‏)‏ لذلك،‏ بدأ المسيح يسوع حكمه السماوي في الجزء الاخير من السنة ١٩١٤.‏ ونشوب الحرب العالمية الاولى في تلك السنة وسم «بداية المخاض» التي تستمر في تعذيب الجنس البشري.‏ ومنذ السنة ١٩١٤،‏ كم تؤكِّد على نحو ملحوظ الحوادث في هذه الارض الملطخة بالدم ان تلك السنة هي بداية «يوم» حضور يسوع!‏ —‏ متى ٢٤:‏​٣-‏١٤‏.‏a

      ٤ (‏أ)‏ الى ماذا تشير كلمات سفر الرؤيا نفسها في ما يتعلق بوقت اتمام الرؤيا الاولى؟‏ (‏ب)‏ متى ينتهي اتمام الرؤيا الاولى؟‏

      ٤ لذلك فان هذه الرؤيا الاولى والمشورة التي تحتويها هي ليوم الرب،‏ من السنة ١٩١٤ فصاعدا.‏ وهذا التوقيت يدعمه الواقع ان السجل،‏ لاحقا في سفر الرؤيا،‏ يصف تنفيذ احكام اللّٰه الحقة والبارة —‏ الحوادث التي يقوم فيها الرب يسوع بدور بارز.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٨؛‏ ١٦:‏١٥؛‏ ١٧:‏١؛‏ ١٩:‏​٢،‏ ١١‏)‏ واذا كان اتمام الرؤيا الاولى يبدأ في السنة ١٩١٤،‏ فمتى ينتهي؟‏ كما تظهر الرسائل نفسها،‏ ان الهيئة المخاطَبة هي جماعة اللّٰه من الممسوحين على الارض.‏ اذًا،‏ ينتهي اتمام هذه الرؤيا الاولى عندما يموت آخر عضو امين في هذه الجماعة الممسوحة ويقام الى الحياة السماوية.‏ غير ان يوم الرب،‏ مع البركات للخراف الاخر الارضيين،‏ يستمر حتى نهاية حكم يسوع المسيح الالفي.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٢٠:‏​٤،‏ ٥‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ ماذا يدعو صوتٌ يوحنا الى فعله؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان موقع «الجماعات السبع» مؤاتيا لارسال دَرْج اليهم؟‏

      ٥ في هذه الرؤيا الاولى،‏ قبل ان يرى يوحنا ايّ شيء،‏ يسمع شيئا ما:‏ ‏«وسمعت ورائي صوتا قويا كصوت بوق،‏ قائلا:‏ ‏‹ما تراه اكتبه في دَرْج وأرسله إلى الجماعات السبع،‏ في أفسس،‏ وفي سميرنا،‏ وفي برغامس،‏ وفي ثياتيرا،‏ وفي ساردس،‏ وفي فيلادلفيا،‏ وفي لاودكية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٠ب،‏ ١١‏)‏ وبنداءٍ آمر وقوي كنداء بوق،‏ يدعو صوتٌ يوحنا الى الكتابة الى «الجماعات السبع».‏ فهو في صدد تسلُّم سلسلة من الرسائل ونشر الاشياء التي سيراها ويسمعها.‏ ولاحظوا ان الجماعات المذكورة هنا وُجدت فعلا في ايام يوحنا.‏ وكانت جميعها تقع في آسيا الصغرى،‏ مباشرة عبر البحر من بطمس.‏ وكان الوصول من واحدة الى اخرى سهلا بواسطة الطرق الرومانية الممتازة التي وُجدت في المنطقة.‏ ولم تكن ثمة مشقة على المرسَل في حمل الدَّرْج من الجماعة الواحدة الى التالية.‏ والسبع الجماعات هذه تشبه جزءا من دائرة عصرية لشهود يهوه.‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا يعني «ما هو كائن»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكننا ان نكون على يقين من ان الاحوال في جماعة المسيحيين الممسوحين اليوم لا بد ان تكون مماثلة لتلك التي في ايام يوحنا؟‏

      ٦ كانت معظم نبوات سفر الرؤيا ستتم بعد زمن يوحنا.‏ فقد اشارت الى «ما سيكون بعد هذا».‏ ولكنّ المشورة للسبع الجماعات تتعلق بـ‍ «ما هو كائن،‏» حالات وُجدت فعلا في السبع الجماعات في ذلك الوقت.‏ وكانت الرسائل مساعِدات قيِّمة للشيوخ المعيَّنين الامناء في تلك الجماعات السبع،‏ بالاضافة الى كل الجماعات الاخرى للمسيحيين الممسوحين لذلك الوقت.‏b وبما ان للرؤيا انطباقا رئيسيا في يوم الرب،‏ فإن ما يقوله يسوع يخدم كإشعار بأن احوالا مماثلة يجب توقُّعها في جماعة المسيحيين الممسوحين ليومنا.‏ —‏ رؤيا ١:‏​١٠،‏ ١٩‏.‏

      ٧ مَن يراه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى،‏ ولماذا يكون ذلك مهما ومثيرا جدا لنا اليوم؟‏

      ٧ في هذه الرؤيا الاولى،‏ يرى يوحنا الرب يسوع المسيح المشرق في مجده السماوي.‏ فماذا يمكن ان يكون اكثر ملاءمة لسفر نبوات يتعلق باليوم العظيم لهذا الرب المفوَّض اليه من السماء؟‏ وماذا يمكن ان يكون اكثر اهمية لنا،‏ نحن الذين نعيش الآن في فترة الوقت هذه ونصغي بانتباه الى كل وصية له؟‏ واكثر من ذلك،‏ كم يكون مثيرا لداعمي سلطان يهوه ان يتأكدوا ان النسل المسيّاني،‏ اذ احتمل كل الامتحانات والاضطهادات التي جلبها الشيطان واذ عانى الموت الاليم عندما سُحق «عقبه» منذ ٠٠٠‏,‏٢ سنة تقريبا،‏ هو الآن حيّ في السماء،‏ مسلَّط لجلب قصد اللّٰه العظيم الى اتمامه الظافر!‏ —‏ تكوين ٣:‏١٥‏.‏

      ٨ لأي عمل يسوع مستعد الآن؟‏

      ٨ من الواضح ان يسوع مستعد الآن لمباشرة العمل كملك متوَّج.‏ فقد جرى تعيينه كمنفِّذ رئيسي ليهوه لتنفيذ أحكام يهوه النهائية في نظام الاشياء القديم الشرير هذا وإلهه الخبيث،‏ الشيطان.‏ وهو ايضا على وشك ان يدين افراد جماعته المؤلفة من الممسوحين والجمع الكثير المؤلف من عشرائهم،‏ وأن يدين كذلك العالم.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٤،‏ ٩؛‏ اعمال ١٧:‏٣١‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا يسوع المسيح الممجَّد وسط المناير الذهبية؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير الوضع الشبيه بالهيكل والثوب الذي يرتديه يسوع؟‏ (‏ج)‏ ماذا تدل عليه منطقته الذهبية؟‏

      ٩ يلتفت يوحنا الى حيث الصوت العالي،‏ وهذا ما يراه:‏ ‏«التفتُّ لأرى الصوت الذي يكلمني.‏ وإذ التفتُّ رأيت سبع مناير ذهبية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٢ ‏)‏ ولاحقا،‏ يعلم يوحنا ما ترمز اليه السبع المناير هذه.‏ ولكنّ الشخص الذي في وسط المناير هو الذي يلفت نظره.‏ فكان هنالك ‏«في وسط المناير شبه ابن انسان،‏ لابسا ثوبا يبلغ القدمين،‏ ومتمنطقا عند صدره بمنطقة ذهبية».‏ (‏رؤيا ١:‏١٣ ‏)‏ ويسوع،‏ ‹ابن الانسان›،‏ هنا يُظهِر نفسه ليوحنا،‏ الشاهد المصاب بالرهبة،‏ بمظهر متوهج رائع.‏ وهو يظهر في مجد متألق بين المناير الذهبية المتَّقدة.‏ وهذا الوضع الشبيه بالهيكل يطبع في ذهن يوحنا الواقع ان يسوع حاضر في دور رئيس كهنة يهوه العظيم،‏ بسلطة للدينونة.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٤؛‏ ٧:‏​٢١-‏٢٥‏)‏ وثوبه المؤثر الطويل يطابق مركزه الكهنوتي.‏ وكرؤساء الكهنة اليهود قديما،‏ يرتدي منطقة —‏ منطقة ذهبية فوق صدره حيث تغطي قلبه.‏ وهذا يدل على انه سينجز من كل القلب مهمته الالهية التي تسلَّمها من يهوه اللّٰه.‏ —‏ خروج ٢٨:‏​٨،‏ ٣٠؛‏ عبرانيين ٨:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ الى ماذا يشير شعر يسوع الابيض كالثلج وعيناه الناريتان؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى كون قدمَي يسوع مثل النحاس المتوهج؟‏

      ١٠ ويستمر وصف يوحنا:‏ ‏«ورأسه وشعره ابيضان كالصوف الابيض،‏ كالثلج،‏ وعيناه كلهب نار».‏ (‏رؤيا ١:‏١٤ ‏)‏ ان شعره الابيض كالثلج يشير الى الحكمة بسبب طول الحياة.‏ (‏قارنوا امثال ١٦:‏٣١‏.‏)‏ وعيناه الناريتان تظهران انه حادّ،‏ يقظ،‏ فيما يفحص،‏ يمتحن،‏ او يعبِّر عن السخط.‏ حتى ان قدمَي يسوع تلفتان انتباه يوحنا:‏ ‏«وقدماه مثل نحاس خالص يتوهج في أتون،‏ وصوته كصوت مياه كثيرة».‏ (‏رؤيا ١:‏١٥ ‏)‏ في الرؤيا،‏ قدمَا يسوع هما مثل النحاس،‏ تتوهجان،‏ تلمعان —‏ على نحو لائق بالشخص الذي يسلك بغيرة وبموقف نقي في حضرة يهوه اللّٰه.‏ واكثر من ذلك،‏ بينما يجري غالبا تصوير الاشياء الالهية في الكتاب المقدس بالذهب،‏ كذلك يجري احيانا تمثيل الاشياء البشرية بالنحاس.‏c لذلك فان قدمَي يسوع المتوهجتين كالنحاس النقي تذكِّراننا الى ايّ حد كانت قدماه ‹جميلتين› عندما مشى على الارض كارزا بالبشارة.‏ —‏ اشعيا ٥٢:‏٧؛‏ روما ١٠:‏١٥‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ بماذا تذكِّرنا قدمَا يسوع المجيدتان؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يشير الواقع ان صوت يسوع «كصوت مياه كثيرة»؟‏

      ١١ حقا،‏ كإنسان كامل،‏ كان ليسوع إشراق ظاهر بالنسبة الى الملائكة والناس.‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وقدماه المجيدتان تذكِّراننا ايضا بأنه يطأ ارضا مقدسة في هيئة يهوه،‏ التي هو فيها رئيس كهنة.‏ (‏قارنوا خروج ٣:‏٥‏.‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يدوّي صوته بشكل راعد كشلال هائل مندفع بغزارة.‏ وذلك مؤثر،‏ موحٍ بالرهبة،‏ كما هو ملائم للشخص المدعوّ رسميا كلمة اللّٰه،‏ الشخص الذي يأتي لـ‍ «يدين المسكونة بالبر».‏ —‏ اعمال ١٧:‏٣١؛‏ يوحنا ١:‏١‏.‏

      ١٢ ما هو مغزى العبارة «سيف طويل ماضٍ ذو حدين»؟‏

      ١٢ ‏«ومعه في يده اليمنى سبعة نجوم،‏ ومن فمه خارج سيف طويل ماضٍ ذو حدين،‏ ووجهه كالشمس وهي تضيء في أشد وهجها.‏ فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت».‏ (‏رؤيا ١:‏​١٦،‏ ١٧ أ )‏ ويسوع نفسه يشرح معنى النجوم السبعة بعد قليل.‏ ولكن لاحظوا ماذا يخرج من فمه:‏ «سيف طويل ماضٍ ذو حدين».‏ يا له من وصف ملائم!‏ لان يسوع هو الشخص المعيَّن لينطق بأحكام يهوه النهائية على اعدائه.‏ والاقوال الحاسمة من فمه تنتج تنفيذ الحكم في جميع الاشرار.‏ —‏ رؤيا ١٩:‏​١٣،‏ ١٥‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بماذا؟‏ (‏ب)‏ اي انطباع شامل نناله من وصف يوحنا ليسوع؟‏

      ١٣ ان وجه يسوع المضيء اللامع يذكِّرنا بأن وجه موسى صار مشعا بعد ان حادثه يهوه في جبل سيناء.‏ (‏خروج ٣٤:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وتذكَّروا ايضا انه عندما تجلّى يسوع امام ثلاثة من رسله منذ ٠٠٠‏,‏٢ سنة تقريبا «أضاء وجهه كالشمس،‏ وصارت ثيابه الخارجية لامعة كالنور».‏ (‏متى ١٧:‏٢‏)‏ والآن،‏ في عرض رؤيوي ليسوع خلال يوم الرب،‏ يعكس وجهه على نحو مماثل البهاء المشرق للشخص الذي هو في حضرة يهوه.‏ (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٨‏)‏ وفي الواقع،‏ ان الانطباع الشامل الذي تنقله رؤيا يوحنا هو ذاك الذي لضياء المجد.‏ فمن الشعر الابيض كالثلج والعينين الملتهبتين والوجه المضيء نزولا الى القدمَين المتوهجتين،‏ هي رؤيا فائقة للشخص الذي يسكن الآن «في نور لا يُدنى منه».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏)‏ وواقعية هذا المشهد هي حيَّة الى حد بعيد!‏ فكيف كان ردّ فعل يوحنا المرهَب؟‏ يخبرنا الرسول:‏ «فلما رأيته سقطتُ عند قدميه كميت».‏ —‏ رؤيا ١:‏١٧‏.‏

      ١٤ كيف يجب ان نتأثر عندما نقرأ رؤيا يوحنا عن يسوع الممجَّد؟‏

      ١٤ واليوم،‏ ان الوصف المفصَّل النابض بالحياة لرؤيا يوحنا يملأ شعب اللّٰه بالتقدير القلبي.‏ وقد اجتزنا الآن اكثر من ٩٠ سنة من يوم الرب،‏ الذي فيه تستمر الرؤيا في اتمامها المثير.‏ وحكم ملكوت يسوع بالنسبة الينا هو حقيقة حاضرة حيَّة،‏ لا رجاء مستقبلي.‏ لذلك يليق بنا كرعايا اولياء للملكوت ان ننظر اكثر بتعجب الى ما يصفه يوحنا في هذه الرؤيا الاولى وأن نصغي بطاعة الى كلمات يسوع المسيح الممجَّد.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a من اجل شرح مفصَّل،‏ انظروا كتاب ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏،‏ الصفحات ٨٨-‏٩٢،‏ ٢١٥-‏٢١٨‏،‏ اصدار شهود يهوه.‏

      b في القرن الاول،‏ عندما كانت جماعة تتسلَّم رسالة من احد الرسل،‏ كانت العادة ان توزَّع الرسالة على الجماعات الاخرى بحيث يستفيد الكل من المشورة.‏ —‏ قارنوا كولوسي ٤:‏١٦‏.‏

      c ان زخارف وأُثث هيكل سليمان الداخلية صُنعت من ذهب او غشِّيت به،‏ في حين ان النحاس استُعمل في تجهيز الدار.‏ —‏ ١ ملوك ٦:‏​١٩-‏٢٣،‏ ٢٨-‏٣٥؛‏ ٧:‏​١٥،‏ ١٦،‏ ٢٧،‏ ٣٠،‏ ٣٨-‏٥٠؛‏ ٨:‏٦٤‏.‏

  • يوحنا يشاهد يسوع الممجَّد
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الصور في الصفحة ٢٣]‏

      ان بقايا آثار المدن حيث كانت تقع الجماعات السبع تؤكد سجل الكتاب المقدس.‏ فهنا تسلَّم مسيحيو القرن الاول رسائل يسوع المشجعة التي تحث الجماعات في كل العالم اليوم

      برغامس

      سميرنا

      ثياتيرا

      ساردس

      افسس

      فيلادلفيا

      لاودكية

  • كشف سرّ مقدس
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٦

      كشف سرّ مقدس

      ١ كيف يجب ان نتجاوب مع الصورة المتوهجة المسجلة في رؤيا ١:‏​١٠-‏١٧‏؟‏

      مُرهِبة فعلا هي رؤيا يسوع المرفَّع!‏ ودون شك،‏ لو كنا متفرجين هناك مع الرسول يوحنا لغلب علينا نحن ايضا ذلك المجد الباهر،‏ منطرحين كما انطرح هو.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٠-‏١٧‏)‏ وقد حُفظت هذه الرؤيا الملهمة الفائقة لحثنا على العمل اليوم.‏ وكيوحنا،‏ يجب ان نظهر التقدير المتواضع لكل ما تعنيه الرؤيا.‏ فليكن لدينا احترام توقيري لمركز يسوع بصفته الملك المتوَّج،‏ رئيس الكهنة،‏ والديّان.‏ —‏ فيلبي ٢:‏​٥-‏١١‏.‏

      ‏«الاول والآخِر»‏

      ٢ (‏أ)‏ بأي لقب يقدِّم يسوع نفسه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني عندما يقول يهوه:‏ «انا الأول وأنا الآخِر»؟‏ (‏ج)‏ الى ماذا يلفت الانتباه لقب يسوع «الأول والآخِر»؟‏

      ٢ غير ان رهبتنا يلزم ألّا تتحوّل الى خوف مرَضي.‏ فقد اعاد يسوع طمأنة يوحنا،‏ كما يخبر الرسول بعد ذلك.‏ ‏«فوضع يده اليمنى عليَّ وقال:‏ ‹لا تخف.‏ انا الأول والآخِر،‏ والحي›».‏ (‏رؤيا ١:‏١٧ب،‏ ١٨أ ‏)‏ في اشعيا ٤٤:‏٦‏،‏ يصف يهوه بحق مركزه بصفته الاله الواحد والوحيد القادر على كل شيء،‏ قائلا:‏ «انا الأول وأنا الآخِر،‏ ولا اله غيري».‏a وعندما يقدِّم يسوع نفسه باللقب «الأول والآخِر»،‏ لا يدَّعي المساواة مع يهوه،‏ الخالق العظيم.‏ فهو يستعمل لقبا وهبه اياه اللّٰه بلياقة.‏ وفي اشعيا،‏ كان يهوه يصرِّح بمركزه الفريد بصفته الاله الحقيقي.‏ فهو الاله السرمدي،‏ وليس هنالك اله غيره فعلا.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧‏)‏ وفي سفر الرؤيا،‏ يتحدث يسوع عن لقبه الموهوب،‏ لافتا الانتباه الى قيامته الفريدة.‏

      ٣ (‏أ)‏ بأية طريقة كان يسوع «الأول والآخِر»؟‏ (‏ب)‏ ماذا يعني ان يسوع له «مفاتيح الموت وهادِس»؟‏

      ٣ كان يسوع فعلا البشر «الأول» المقام الى حياة روحانية خالدة.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏)‏ واكثر من ذلك،‏ هو «الآخِر» المقام على هذا النحو من قبل يهوه شخصيا.‏ وهكذا يصير «الحي .‏ .‏ .‏ الى ابد الآبدين».‏ فهو يتمتع بالخلود.‏ وبذلك يكون مثل ابيه الخالد،‏ المدعو «اللّٰه الحي».‏ (‏رؤيا ٧:‏٢؛‏ مزمور ٤٢:‏٢‏)‏ وبالنسبة الى جميع الآخرين من البشرية،‏ فان يسوع نفسه هو «القيامة والحياة».‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٥‏)‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يقول ليوحنا:‏ ‏«كنت ميتا،‏ ولكن ها انا حي الى ابد الآبدين،‏ ولي مفاتيح الموت وهادِس»‏‏.‏ (‏رؤيا ١:‏١٨ب‏)‏ لقد منحه يهوه السلطة لاقامة الاموات.‏ ولذلك يمكن ليسوع ان يقول ان له المفاتيح ليفتح الابواب لاولئك المقيَّدين بالموت وهادِس (‏المدفن العام)‏.‏ —‏ قارنوا متى ١٦:‏١٨‏.‏

      ٤ اية وصية يكررها يسوع،‏ ولفائدة مَن؟‏

      ٤ وهنا يكرر يسوع وصيته بتسجيل الرؤيا،‏ آمرا يوحنا:‏ ‏«اكتب ما رأيت،‏ وما هو كائن وما سيكون بعد هذا».‏ (‏رؤيا ١:‏١٩ ‏)‏ فأية امور مثيرة سيعرِّفنا بها يوحنا بعدُ لتعليمنا؟‏

      النجوم والمناير

      ٥ كيف يشرح يسوع «النجوم السبعة» و «المناير السبع»؟‏

      ٥ رأى يوحنا يسوع في وسط السبع المناير الذهبية مع سبعة نجوم في يده اليمنى.‏ (‏رؤيا ١:‏​١٢،‏ ١٣،‏ ١٦‏)‏ والآن يشرح يسوع ذلك:‏ ‏«اما السر المقدس،‏ سر النجوم السبعة التي رأيت في يدي اليمنى،‏ والمناير الذهبية السبع فهو:‏ النجوم السبعة تمثِّل ملائكة الجماعات السبع،‏ والمناير السبع تمثِّل سبع جماعات».‏ —‏ رؤيا ١:‏٢٠‏.‏

      ٦ ماذا تمثِّل النجوم السبعة،‏ ولماذا وُجِّهت الرسائل على نحو خصوصي الى هؤلاء؟‏

      ٦ ان «النجوم» تمثِّل «ملائكة الجماعات السبع».‏ وفي سفر الرؤيا ترمز النجوم احيانا الى ملائكة حرفيين،‏ ولكن من غير المنطقي ان يستخدم يسوع كاتبا بشريا ليكتب الى مخلوقات روحانية غير منظورة.‏ لذلك لا بد ان تكون «النجوم» النظار البشر،‏ او الشيوخ،‏ في الجماعات المعتبرين رسلb يسوع.‏ وتُوجَّه الرسائل الى النجوم،‏ لان هؤلاء مسؤولون عن الاشراف على رعية يهوه.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يظهر ان تكلُّم يسوع مع ملاك واحد فقط في كل جماعة لا يعني ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟‏ (‏ب)‏ في الواقع،‏ مَن تمثِّل النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى؟‏

      ٧ وبما ان يسوع يتكلم مع «ملاك» واحد فقط في كل جماعة،‏ هل يعني ذلك ان كل جماعة لديها شيخ واحد فقط؟‏ كلا.‏ فباكرا في ايام بولس كان لدى جماعة افسس عدد من الشيوخ،‏ لا مجرد واحد.‏ (‏رؤيا ٢:‏١؛‏ اعمال ٢٠:‏١٧‏)‏ ولذلك في ايام يوحنا،‏ عندما أُرسلت الرسائل الى النجوم السبعة لتُقرأ على الجماعات (‏بما فيها الجماعة في افسس)‏،‏ لا بد ان النجوم مثّلت جميع الذين يخدمون في هيئات الشيوخ ضمن جماعة يهوه الممسوحة.‏ وبطريقة مماثلة،‏ يقرأ النظار اليوم على جماعاتهم الرسائل المتسلَّمة من الهيئة الحاكمة،‏ المؤلفة من نظار ممسوحين يخدمون تحت رئاسة يسوع.‏ ويجب على هيئات الشيوخ المحلية ان تتأكد ان جماعاتها تتبع مشورة يسوع.‏ وطبعا،‏ ان المشورة هي لفائدة جميع الذين يعاشرون الجماعات،‏ لا مجرد الشيوخ.‏ —‏ انظروا رؤيا ٢:‏١١ أ.‏

      ٨ الى ماذا يشير كون الشيوخ في اليد اليمنى ليسوع؟‏

      ٨ وبما ان يسوع هو رأس الجماعة،‏ يقال على نحو لائق ان الشيوخ هم في يده اليمنى،‏ اي تحت سيطرته وتوجيهه.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏)‏ فهو رئيس الرعاة وهم الرعاة المعاونون.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏​٢-‏٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا تمثِّل المناير السبع،‏ ولماذا تكون المناير رمزا ملائما الى هذه؟‏ (‏ب)‏ بماذا تذكِّر الرؤيا الرسول يوحنا على الارجح؟‏

      ٩ والمناير السبع هي الجماعات السبع التي يوجِّه اليها يوحنا سفر الرؤيا:‏ افسس،‏ سميرنا،‏ برغامس،‏ ثياتيرا،‏ ساردس،‏ فيلادلفيا،‏ ولاودكية.‏ ولماذا يُرمز الى الجماعات بالمناير؟‏ لان المسيحيين،‏ سواء كان ذلك افراديا او جملةً كجماعات،‏ يجب ان ‹يضيء نورهم قدام الناس› في هذا العالم المظلم تماما.‏ (‏متى ٥:‏​١٤-‏١٦‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت المناير بين امتعة هيكل سليمان.‏ ودعوة الجماعات بمناير تذكِّر يوحنا على الارجح بأن كل جماعة محلية من الممسوحين هي،‏ بمعنى تصويري،‏ «هيكل اللّٰه»،‏ مكان سكن روح اللّٰه.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١٦‏)‏ واكثر من ذلك،‏ في المرموز اليه بترتيب الهيكل اليهودي،‏ يخدم اعضاء جماعة الممسوحين بصفتهم ‹كهنوتا ملكيا› في ترتيب هيكل يهوه الروحي العظيم،‏ الذي يكون له يسوع رئيس الكهنة وحيث يسكن يهوه شخصيا في قدس الاقداس السماوي.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏​٤،‏ ٥،‏ ٩؛‏ عبرانيين ٣:‏١؛‏ ٦:‏٢٠؛‏ ٩:‏​٩-‏١٤،‏ ٢٤‏.‏

      الارتداد العظيم

      ١٠ ماذا حدث للنظام اليهودي وداعميه غير التائبين في السنة ٧٠ ب‌م؟‏

      ١٠ عندما كتب يوحنا سفر الرؤيا كان للمسيحية اكثر من ٦٠ سنة من العمر.‏ وفي البداية كانت قد نجت من المقاومة المستمرة من الديانة اليهودية طوال ٤٠ سنة.‏ ثم تلقى النظام اليهودي ضربة مميتة في السنة ٧٠ ب‌م،‏ عندما خسر اليهود غير التائبين هويتهم القومية وما كان بالنسبة اليهم معبودا فعلا —‏ الهيكل في اورشليم.‏

      ١١ لماذا كان مناسبا ان يحذِّر رئيس الرعاة الجماعات من النزعات المتطورة؟‏

      ١١ غير ان الرسول بولس كان قد انبأ انه سيكون هنالك ارتداد بين المسيحيين الممسوحين،‏ وتُظهر رسائل يسوع ان هذا الارتداد كان يتطور الآن في شيخوخة يوحنا.‏ ويوحنا كان آخِر اولئك الذين عملوا كرادع لهذه المحاولة الشاملة التي قام بها الشيطان لافساد نسل المرأة.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏​٣-‏١٢؛‏ ٢ بطرس ٢:‏​١-‏٣؛‏ ٢ يوحنا ٧-‏١١‏)‏ لذلك كان الوقت المناسب ليكتب رئيس رعاة يهوه الى الشيوخ في الجماعات،‏ محذِّرا من النزعات المتطورة ومشجعا ذوي القلوب المستقيمة على الوقوف بثبات الى جانب البر.‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف تطوَّر الارتداد في القرون التي تلت ايام يوحنا؟‏ (‏ب)‏ كيف اتى العالم المسيحي الى الوجود؟‏

      ١٢ لا نعرف كيف تجاوبت الجماعات في السنة ٩٦ ب‌م مع رسائل يسوع.‏ ولكننا نعرف ان الارتداد تطوَّر بسرعة بعد موت يوحنا.‏ لقد توقف «المسيحيون» عن استعمال اسم يهوه واستبدلوه بـ‍ «الرب» او «اللّٰه» في مخطوطات الكتاب المقدس.‏ وبحلول القرن الرابع،‏ كانت عقيدة الثالوث الباطلة قد تخللت الجماعات.‏ وخلال هذه الفترة نفسها،‏ جرى تبنّي فكرة النفس الخالدة.‏ وأخيرا،‏ منح الامبراطور الروماني قسطنطين الدين «المسيحي» موافقة الدولة،‏ مما ادّى الى نشوء العالم المسيحي،‏ حيث ضمَّت الكنيسة والدولة قوتيهما في الحكم ألف سنة.‏ وكان من السهل ان يصير المرء «مسيحيا» من نوع جديد.‏ فقبائل بكاملها كيَّفت معتقداتها الوثنية الابكر وفق اشكال هذا الدين.‏ وكثيرون من القادة في العالم المسيحي صاروا طغاة سياسيين ظالمين،‏ فارضين آراء ارتدادهم بالسيف.‏

      ١٣ على الرغم من تحذير يسوع من اتّباع البدع،‏ اي مسلك اتخذه المسيحيون المرتدّون؟‏

      ١٣ والمسيحيون المرتدّون تجاهلوا تماما كلمات يسوع الى الجماعات السبع.‏ فقد حذَّر يسوع الافسسيين لكي يستعيدوا المحبة التي كانت لهم اولا.‏ (‏رؤيا ٢:‏٤‏)‏ غير ان اعضاء العالم المسيحي،‏ اذ لم يعودوا متَّحدين في المحبة ليهوه،‏ خاضوا حروبا اثيمة واضطهدوا احدهم الآخر بشكل فظيع.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٢٠‏)‏ وحذَّر يسوع الجماعة في برغامس من اتّباع البدع.‏ ومع ذلك،‏ ظهرت البدع حتى في القرن الثاني،‏ واليوم لدى العالم المسيحي ألوف البدع والطوائف المتنازعة.‏ —‏ رؤيا ٢:‏١٥‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ على الرغم من ان يسوع حذَّر من الكينونة امواتا روحيا،‏ اي مسلك اتخذه المدَّعون المسيحية؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق فشل المدَّعون المسيحية في الاصغاء الى تحذير يسوع من الصنمية والفساد الادبي؟‏

      ١٤ حذَّر يسوع جماعة ساردس من الكينونة ميتة روحيا.‏ (‏رؤيا ٣:‏١‏)‏ وكأولئك الذين في ساردس،‏ نسي المدَّعون المسيحية بسرعة الاعمال المسيحية وسرعان ما انتدبوا لعمل الكرازة المهم بشكل رفيع صفا صغيرا من رجال الدين مدفوعا له.‏ وحذَّر يسوع الجماعة في ثياتيرا من الصنمية والعهارة.‏ (‏رؤيا ٢:‏٢٠‏)‏ ومع ذلك،‏ يجيز العالم المسيحي علنا استخدام التماثيل،‏ اضافة الى ترويج صنمية القومية والمادية الاكثر مكرا.‏ وفيما يجري الوعظ احيانا ضد الفساد الادبي يجري التساهل فيه دائما بشكل واسع.‏

      ١٥ ماذا تشهِّر كلمات يسوع الى الجماعات السبع في ما يتعلق بأديان العالم المسيحي،‏ وماذا تَبرهَن ان رجال دين العالم المسيحي هم؟‏

      ١٥ لذلك فان كلمات يسوع الى الجماعات السبع تشهِّر الفشل الكلي لجميع اديان العالم المسيحي في ان يكونوا شعب يهوه الخاص.‏ حقا،‏ ان رجال دين العالم المسيحي هم الاعضاء الاكثر بروزا لنسل الشيطان.‏ واذ تحدَّث عن «المتعدي»،‏ انبأ الرسول بولس بأن حضوره يكون «بعمل الشيطان بكل قوة وبآ‌يات وعلامات عجيبة كاذبة وبكل خداع أثيم».‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ لمن اظهر قادة العالم المسيحي بغضا خصوصيا؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث في العالم المسيحي خلال القرون الوسطى؟‏ (‏ج)‏ هل غيَّر التمرد،‏ او الاصلاح،‏ الپروتستانتي طرق ارتداد العالم المسيحي؟‏

      ١٦ وبينما ادَّعوا انهم رعاة رعية اللّٰه،‏ اظهر قادة العالم المسيحي،‏ الدينيون والعلمانيون،‏ بغضا خصوصيا لكل من حاول ان يشجع على قراءة الكتاب المقدس او كل من شهَّر ممارساتهم غير المؤسسة على الاسفار المقدسة.‏ وجون هَسّ ومترجم الكتاب المقدس وليم تِنْدَل اضطُهدا واستُشهدا.‏ وخلال القرون الوسطى المظلمة تماما،‏ بلغ حكم الارتداد الذروة في محاكم التفتيش الكاثوليكية الخبيثة.‏ وكل من يعارض تعاليم او سلطة الكنيسة كان يُقمع دون رحمة،‏ وقد عُذِّب حتى الموت آلاف لا تُحصى من المدعوّين هراطقة او أُحرقوا على الخشبة.‏ وهكذا سعى الشيطان الى التأكد ان يُسحق سريعا ايّ من النسل الحقيقي لهيئة اللّٰه المشبَّهة بامرأة.‏ وعندما حدث التمرد،‏ او الاصلاح،‏ الپروتستانتي (‏من ١٥١٧ فصاعدا)‏،‏ اظهرت كنائس پروتستانتية كثيرة روح تعصب مماثلة.‏ وصاروا هم ايضا مذنبين بسفك الدم بقتل اولئك الذين سعوا ان يكونوا اولياء للّٰه والمسيح.‏ حقا،‏ جرى سفك «دم قديسين» بوفرة!‏ —‏ رؤيا ١٦:‏٦‏؛‏ قارنوا متى ٢٣:‏​٣٣-‏٣٦‏.‏

      النسل يحتمل

      ١٧ (‏أ)‏ بماذا انبأ مثل يسوع للحنطة والزوان؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث في السنة ١٩١٨،‏ منتجا اي رفض وأي تعيين؟‏

      ١٧ في مثله للحنطة والزوان،‏ انبأ يسوع بوقت ظلام كان سيوجد فيما يسود العالم المسيحي متفوِّقا.‏ غير انه خلال كل قرون الارتداد كان سيوجد افراد مسيحيون مشبَّهون بالحنطة،‏ ممسوحون حقيقيون.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٢٩،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ وهكذا عندما بزغ فجر يوم الرب في تشرين الاول ١٩١٤،‏ كان لا يزال هنالك مسيحيون حقيقيون على الارض.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ ويظهر ان يهوه اتى الى هيكله الروحي من اجل الدينونة بعد ثلاث سنوات ونصف السنة تقريبا،‏ في ١٩١٨،‏ يصحبه يسوع بصفته ‹رسول عهده›.‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ متى ١٣:‏​٤٧-‏٥٠‏)‏ لقد كان الوقت ليرفض السيد نهائيا المسيحيين الزائفين ويقيم ‹العبد الامين الفطين على جميع ممتلكاته›.‏ —‏ متى ٧:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏.‏

      ١٨ اية «ساعة» اتت في السنة ١٩١٤،‏ وماذا كان الوقت ليفعل العبد؟‏

      ١٨ وكان الوقت ايضا ليمنح هذا العبدُ انتباها خصوصيا للامور المكتوبة في رسائل يسوع الى الجماعات السبع،‏ كما نرى مما هو مذكور هنا.‏ مثلا،‏ يشير يسوع الى مجيئه ليدين الجماعات،‏ الدينونة التي بدأت في السنة ١٩١٨.‏ (‏رؤيا ٢:‏​٥،‏ ١٦،‏ ٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٣:‏٣‏)‏ ويتكلم عن حماية جماعة فيلادلفيا من «ساعة الامتحان التي ستأتي على المسكونة كلها».‏ (‏رؤيا ٣:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ و «ساعة الامتحان» هذه لا تصل إلا مع بزوغ فجر يوم الرب في السنة ١٩١٤،‏ التي بعدها جرى امتحان المسيحيين من جهة ولائهم لملكوت اللّٰه المؤسَّس.‏ —‏ قارنوا متى ٢٤:‏​٣،‏ ٩-‏١٣‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ ماذا تمثِّل الجماعات السبع اليوم؟‏ (‏ب)‏ مَن يعاشرون المسيحيين الممسوحين بأعداد كبيرة،‏ ولماذا تنطبق مشورة يسوع والاحوال التي يصفها عليهم ايضا؟‏ (‏ج)‏ كيف يجب ان ننظر الى رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول؟‏

      ١٩ لهذا السبب فان كلمات يسوع الى الجماعات كان لها انطباقها الرئيسي منذ السنة ١٩١٤.‏ وفي هذا الوضع،‏ تمثِّل الجماعات السبع كل جماعات المسيحيين الممسوحين خلال يوم الرب.‏ وفضلا عن ذلك،‏ خلال الـ‍ ٧٠ سنة الماضية واكثر،‏ انضمت الى المسيحيين الممسوحين الممثَّلين بيوحنا اعداد كبيرة من المؤمنين الذين رجاؤهم هو ان يحيوا الى الابد في الفردوس على الارض.‏ ومشورة يسوع المسيح الممجَّد والاحوال التي وجدها في الجماعات السبع نتيجة لافتقاده تنطبق بقوة معادلة على هؤلاء،‏ لان هنالك فقط مقياسا واحدا للبر والامانة لجميع خدام يهوه.‏ (‏خروج ١٢:‏٤٩؛‏ كولوسي ٣:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ لا تكون رسائل يسوع الى الجماعات السبع للقرن الاول في آسيا الصغرى مجرد تحف تاريخية.‏ فهي تعني الحياة او الموت لكل واحد منا.‏ فلنستمع،‏ اذًا،‏ الى كلمات يسوع بانتباه.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a في العبرانية الاصلية في اشعيا ٤٤:‏٦‏،‏ ليست هنالك اداة تعريف مع الكلمتين «الأول» و «الآخِر»،‏ في حين انه في وصف يسوع لنفسه في اليونانية الاصلية في رؤيا ١:‏١٧‏،‏ توجد اداة تعريف.‏ لذلك،‏ نحويا،‏ تشير الرؤيا ١:‏١٧ الى لقب،‏ فيما تصف اشعيا ٤٤:‏٦ الوهية يهوه.‏

      b ان الكلمة اليونانية أنڠِلوس تعني «رسول» و «ملاك».‏ وفي ملاخي ٢:‏٧ تجري الاشارة الى الكاهن اللاوي بصفته ‹رسولا› (‏بالعبرانية،‏ مَلاخ‏)‏.‏ —‏ انظروا الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة