مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ضربات يهوه على العالم المسيحي
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢١

      ضربات يهوه على العالم المسيحي

      الرؤيا ٥ —‏ رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١

      الموضوع:‏ التبويق في ستة من الابواق السبعة

      وقت الاتمام:‏ من تتويج المسيح يسوع في السنة ١٩١٤ الى الضيق العظيم

      ١ ماذا يحدث عندما يفتح الحمَل الختم السابع؟‏

      ‏«اربع رياح» يجري امساكها حتى يُختم الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٤٤ من اسرائيل الروحي،‏ ويُقبَل الجمع الكثير للنجاة.‏ (‏رؤيا ٧:‏​١-‏٤،‏ ٩‏)‏ ولكن،‏ قبل ان تهب هذه العاصفة الهوجاء على الارض،‏ فإن احكام يهوه المضادة على عالم الشيطان يجب ان تُعلَن ايضا!‏ وفيما يشرع الحمَل في فتح الختم السابع والاخير،‏ لا بد ان يوحنا يراقب بتوق ليرى ماذا سينكشف.‏ والآن ها هو يشاركنا في اختباره:‏ ‏«ولما فتح [الحمَل] الختم السابع،‏ حدث سكوت في السماء نحو نصف ساعة.‏ ورأيت الملائكة السبعة الواقفين امام اللّٰه،‏ وأُعطوا سبعة ابواق».‏ —‏ رؤيا ٨:‏​١،‏ ٢‏.‏

      وقت لصلاة حارَّة

      ٢ ماذا يحدث خلال نصف الساعة الرمزي من السكوت في السماء؟‏

      ٢ إنه سكوت ذو مغزى!‏ ونصف ساعة قد تبدو وقتا طويلا عندما تنتظرون شيئا سيحدث.‏ والآن،‏ حتى جوقة التسبيح السماوية الدائمة لم تعد تُسمع.‏ (‏رؤيا ٤:‏٨‏)‏ ولماذا؟‏ يرى يوحنا السبب في رؤيا:‏ ‏«وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح،‏ ومعه اناء بخور ذهبي.‏ وأُعطي بخورا كثيرا ليقرِّبه على المذبح الذهبي الذي امام العرش عندما ترتفع صلوات جميع القدوسين.‏ فصعد دخان البخور من يد الملاك مع صلوات القدوسين امام اللّٰه».‏ —‏ رؤيا ٨:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ بماذا يذكِّرنا إحراق البخور؟‏ (‏ب)‏ ما هو القصد من نصف الساعة من السكوت في السماء؟‏

      ٣ يذكِّرنا ذلك بأنه تحت نظام الاشياء اليهودي كان البخور يحرَق يوميا في المسكن،‏ وفي السنوات اللاحقة،‏ في الهيكل في اورشليم.‏ (‏خروج ٣٠:‏​١-‏٨‏)‏ وخلال احراق البخور هذا كان الاسرائيليون غير الكهنوتيين ينتظرون خارج المنطقة المقدسة مصلّين —‏ دون شك بسكوت في قلوبهم —‏ الى ذاك الذي يصعد اليه دخان البخور.‏ (‏لوقا ١:‏١٠‏)‏ ويوحنا يرى الآن شيئا مماثلا يحدث في السماء.‏ فالبخور الذي يقرِّبه الملاك يقترن بـ‍ «صلوات القدوسين».‏ وفي الواقع،‏ في رؤيا ابكر،‏ يقال ان البخور يمثِّل صلوات كهذه.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ مزمور ١٤١:‏​١،‏ ٢‏)‏ اذًا،‏ من الواضح ان السكوت الرمزي في السماء هو ليُسمح بسماع صلوات القدوسين على الارض.‏

      ٤،‏ ٥ اية تطورات تاريخية تساعدنا على تحديد فترة الوقت المتطابقة مع نصف الساعة من السكوت الرمزي؟‏

      ٤ وهل يمكننا تحديد وقت حدوث ذلك؟‏ نعم،‏ يمكننا،‏ بفحص القرينة،‏ بالاضافة الى التطورات التاريخية في وقت مبكر من يوم الرب.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠‏)‏ ففي خلال ١٩١٨ و ١٩١٩،‏ انسجمت الحوادث على الارض على نحو لافت مع السيناريو الموصوف في الرؤيا ٨:‏​١-‏٤‏.‏ فطوال ٤٠ سنة قبل ١٩١٤،‏ كان تلاميذ الكتاب المقدس —‏ كما دُعي شهود يهوه آنذاك —‏ يعلنون بجرأة ان ازمنة الامم ستنتهي في تلك السنة.‏ والحوادث المؤلمة للسنة ١٩١٤ اثبتت انهم على صواب.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤؛‏ متى ٢٤:‏​٣،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ ولكنَّ كثيرين منهم اعتقدوا ايضا انه في السنة ١٩١٤ سيؤخذون من هذه الارض الى ميراثهم السماوي.‏ وهذا لم يحدث.‏ ولكنهم عوضا عن ذلك،‏ خلال الحرب العالمية الاولى،‏ احتملوا وقتا من الاضطهاد القاسي.‏ وفي ٣١ تشرين الاول ١٩١٦،‏ مات الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة،‏ تشارلز ت.‏ رصل.‏ ثم،‏ في ٤ تموز ١٩١٨،‏ نُقل الرئيس الجديد،‏ جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ وسبعة ممثلين آخرين للجمعية الى السجن الاصلاحي في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ اذ حُكم عليهم على نحو خاطئ بسنين طويلة في السجن.‏

      ٥ كان المسيحيون المخلصون من صف يوحنا مرتبكين.‏ فماذا اراد منهم اللّٰه ان يفعلوا بعد ذلك؟‏ ومتى كانوا سيؤخذون الى السماء؟‏ ظهرت مقالة بعنوان «الحصاد انتهى —‏ ماذا سيتبع؟‏» في عدد ١ ايار ١٩١٩ من برج المراقبة.‏ وقد عكست حالة عدم اليقينية هذه وشجعت الامناء على الاحتمال المستمر،‏ مضيفة:‏ «نحن نؤمن بأنه الآن قول صحيح ان حصاد صف الملكوت هو واقع منجَز،‏ ان جميع هؤلاء هم مختومون كما يجب وان الباب قد أُغلق».‏ وخلال هذه الفترة الصعبة،‏ كانت الصلوات الحارَّة لصف يوحنا تصعد،‏ كما في دخان كمية كبيرة من البخور.‏ وصلواتهم كانت تُسمع!‏

      طرْح نار الى الارض

      ٦ ماذا يحدث بعد السكوت في السماء،‏ وذلك استجابة لأي شيء؟‏

      ٦ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«إلا ان الملاك اخذ في الحال اناء البخور،‏ وملأه من نار المذبح وطرحها الى الارض.‏ فحدثت رعود وأصوات وبروق وزلزال».‏ (‏رؤيا ٨:‏٥ ‏)‏ بعد السكوت هنالك نشاط مؤثر مفاجئ!‏ ومن الواضح ان ذلك هو استجابة لصلوات القدوسين،‏ اذ ان النار التي أُخذت من مذبح البخور هي التي اثارته.‏ وقديما في سنة ١٥١٣ ق‌م،‏ عند جبل سيناء،‏ اشارت الرعود والبروق،‏ الجلبة العالية جدا،‏ النار،‏ وزلزلة الجبل الى لفت يهوه انتباهه الى شعبه.‏ (‏خروج ١٩:‏​١٦-‏٢٠‏)‏ والاظهارات المماثلة التي يخبر بها يوحنا تشير كذلك الى منح يهوه انتباهه لخدامه على الارض.‏ لكنَّ ما يراقبه يوحنا يُبيَّن برموز.‏ (‏رؤيا ١:‏١‏)‏ اذًا،‏ كيف يجب ان تفسَّر النار،‏ الرعود،‏ الاصوات،‏ البروق،‏ والزلزال الرمزية اليوم؟‏

      ٧ (‏أ)‏ اية نار رمزية اشعلها يسوع على الارض في اثناء خدمته؟‏ (‏ب)‏ كيف قام اخوة يسوع الروحيون باضرام نار في العالم المسيحي؟‏

      ٧ في احدى المناسبات،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «جئت لأوقد نارا على الارض».‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٩‏)‏ حقا،‏ لقد اشعل نارا.‏ فبكرازته الغيورة،‏ جعل يسوع ملكوت اللّٰه القضية الاسمى امام الشعب اليهودي،‏ وهذا اثار جدالا حادّا في كل هذه الامة.‏ (‏متى ٤:‏​١٧،‏ ٢٥؛‏ ١٠:‏​٥-‏٧،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وفي سنة ١٩١٩ قام اخوة يسوع الروحيون على الارض،‏ الفرقة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين الذين نجوا من ايام الحرب العالمية الاولى المتسمة بالمحنة،‏ باضرام نار مماثلة في العالم المسيحي.‏ ففي ايلول من تلك السنة،‏ كان روح يهوه جليا على نحو لافت فيما اجتمع شهوده الاولياء من كل مكان في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وجوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ المُطلَق سراحه حديثا من السجن والذي كانت ستُسقط كل الاتهامات الموجّهة ضده،‏ خاطب بجرأة ذلك المحفل،‏ قائلا:‏ «اطاعة لوصية سيدنا،‏ وادراكا لامتيازنا وواجبنا ان نشنَّ حربا على معاقل الاثم التي طالما استعبدت الناس،‏ كانت دعوتنا ولا تزال اعلان ملكوت المسيّا المجيد القادم».‏ هذه هي القضية الرئيسية —‏ ملكوت اللّٰه!‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف وصف ج.‏ ف.‏ رذرفورد موقف ورغبة شعب اللّٰه خلال سنوات الحرب الصعبة؟‏ (‏ب)‏ كيف حدث ان نارا طُرحت الى الارض؟‏ (‏ج)‏ كيف حدثت رعود،‏ اصوات،‏ بروق،‏ وزلزال؟‏

      ٨ واذ اشار الى الاختبارات الشاقة الحديثة لشعب اللّٰه،‏ قال الخطيب:‏ «عديم الرحمة كان انقضاض العدو حتى ان كثيرين من رعية الرب العزيزة ذهلوا ووقفوا مشدوهين،‏ مصلّين ومنتظرين الرب ليبيِّن مشيئته.‏ .‏ .‏ .‏ ولكن على الرغم من تثبطهم الوقتي،‏ كانت هنالك رغبة متَّقدة في المناداة برسالة الملكوت».‏ —‏ انظروا عدد ١٥ ايلول ١٩١٩ من برج المراقبة،‏ الصفحة ٢٨٠.‏

      ٩ وفي سنة ١٩١٩ أُشبعت هذه الرغبة.‏ فهذا الفريق الصغير ولكن النشيط من المسيحيين ابتدأ يشتعل،‏ بمعنى روحي،‏ ليباشر حملة كرازة عالمية.‏ (‏قارنوا ١ تسالونيكي ٥:‏١٩‏.‏)‏ والنار طُرحت الى الارض لأن ملكوت اللّٰه جُعل القضية المتَّقدة،‏ وهو يستمر هكذا!‏ فحلَّت الأصوات القوية محل السكوت،‏ مذيعة بوضوح رسالة الملكوت.‏ ودوَّت تحذيرات العاصفة الرعدية من الكتاب المقدس.‏ وكومضات البرق،‏ اضاءت اشعة الحق المتألقة من كلمة يهوه النبوية،‏ وكما لو انه بزلزال قوي،‏ اهتز الحيِّز الديني حتى اساساته.‏ لقد رأى صف يوحنا ان هنالك عملا يجب انجازه.‏ والى هذا اليوم يستمر هذا العمل في الاتساع بشكل مجيد في كل المسكونة!‏ —‏ روما ١٠:‏١٨‏.‏

      التهيؤ للنفخ في الابواق

      ١٠ ماذا يتهيأ الملائكة السبعة لفعله،‏ ولماذا؟‏

      ١٠ يمضي يوحنا قائلا:‏ ‏«وتهيأ الملائكة السبعة الذين معهم الابواق السبعة لينفخوا فيها».‏ (‏رؤيا ٨:‏٦ ‏)‏ فماذا يعني النفخ في هذه الابواق؟‏ في ايام اسرائيل،‏ كان النفخ في الابواق يُستعمل للاشارة الى الايام المهمة او الحوادث الجديرة بالملاحظة.‏ (‏لاويين ٢٣:‏٢٤؛‏ ٢ ملوك ١١:‏١٤‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ فان النفخ في الابواق الذي سيسمعه يوحنا يلفت الانتباه الى مسائل ذات اهمية تتعلق بالحياة والموت.‏

      ١١ في اي عمل تحضيري على الارض انهمك صف يوحنا منشغلا من السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢؟‏

      ١١ واذ تأهب الملائكة للنفخ في هذه الابواق،‏ كانوا دون شك يمنحون التوجيه ايضا لعمل تحضيري على الارض.‏ فمن السنة ١٩١٩ الى ١٩٢٢،‏ انشغل صف يوحنا المعاد احياؤه بإعادة تنظيم الخدمة العامة وببناء تسهيلات النشر.‏ وفي سنة ١٩١٩ أُنتجت مجلة العصر الذهبي،‏ المعروفة الآن بـ‍ استيقظ!‏،‏ بوصفها «مجلة واقع،‏ رجاء،‏ واقتناع» —‏ اداة كالبوق كانت ستلعب دورا رئيسيا في تشهير التورطات السياسية للدين الباطل.‏

      ١٢ ماذا تعلنه كل نفخة في الابواق،‏ مما يذكِّرنا بأي شيء في ايام موسى؟‏

      ١٢ كما سنرى الآن،‏ فإن كل نفخة في الابواق تعلن مشهدا مثيرا حيث تؤثر ضربات مريعة في اجزاء من الارض.‏ ويذكِّرنا بعضها بالضربات التي ارسلها يهوه لمعاقبة المصريين في ايام موسى.‏ (‏خروج ٧:‏١٩–‏١٢:‏٣٢‏)‏ وهذه كانت تعابير عن دينونة يهوه على تلك الامة،‏ وقد فتحت الطريق لشعب اللّٰه للهرب من العبودية.‏ والضربات التي يراها يوحنا تنجز شيئا مماثلا.‏ لكنها ليست ضربات حرفية.‏ انها رموز تصوِّر احكام يهوه البارة.‏ —‏ رؤيا ١:‏١‏.‏

      تحديد هوية ‹الثلث›‏

      ١٣ ماذا يحدث عندما يُنفخ في الابواق الاربعة الاولى،‏ وأي سؤال يثيره ذلك؟‏

      ١٣ كما سنرى،‏ عندما يُنفخ في الابواق الاربعة الاولى،‏ تصيب الضربات «ثلث» الارض،‏ البحر،‏ الانهار وينابيع المياه،‏ ومصادر النور للارض.‏ (‏رؤيا ٨:‏​٧-‏١٢‏)‏ والثلث هو جزء كبير من الشيء ولكنه ليس الكل.‏ (‏قارنوا اشعيا ١٩:‏٢٤؛‏ حزقيال ٥:‏٢؛‏ زكريا ١٣:‏​٨،‏ ٩‏.‏)‏ فأيّ «ثلث» يكون اكثر استحقاقا لهذه الضربات؟‏ ان الغالبية العظمى من الجنس البشري يعميها ويفسدها الشيطان ونسله.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ والحالة هي كما يصفها داود:‏ «جميعهم قد حادوا،‏ معا فسدوا.‏ ليس من يفعل صلاحا،‏ ولا واحد».‏ (‏مزمور ١٤:‏٣‏)‏ نعم،‏ ان كل الجنس البشري هو في خطر تلقّي دينونة مضادة.‏ لكنَّ قسما منه هو مذنب على نحو خصوصي.‏ فجزء واحد —‏ «ثلث» —‏ كان يجب ان يعرف اكثر!‏ فما هو هذا ‹الثلث›؟‏

      ١٤ ما هو الثلث الرمزي الذي يتلقَّى رسائل ضاربة من يهوه؟‏

      ١٤ انه العالم المسيحي!‏ ففي عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ ضمَّ حيِّزه نحو ثلث الجنس البشري.‏ ودينه هو ثمر الارتداد العظيم عن المسيحية الحقة —‏ الارتداد الذي انبأ به يسوع وتلاميذه.‏ (‏متى ١٣:‏​٢٤-‏٣٠؛‏ اعمال ٢٠:‏​٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣؛‏ ٢ بطرس ٢:‏​١-‏٣‏)‏ ورجال دين العالم المسيحي يدَّعون انهم في هيكل اللّٰه وقد قدَّموا انفسهم بصفتهم معلِّمين للمسيحية.‏ لكنَّ عقائدهم بعيدة جدا عن حق الكتاب المقدس،‏ وهم باستمرار يحقِّرون اسم اللّٰه.‏ واذ يمثَّل على نحو ملائم بالثلث الرمزي،‏ يتلقَّى العالم المسيحي رسائل ضاربة قوية من يهوه.‏ فثلث الجنس البشري هذا لا يستحق ايّ رضى الهي البتة!‏

      ١٥ (‏أ)‏ هل اقتصرت كلٌّ من النفخات في الابواق على سنة محدَّدة؟‏ أوضحوا.‏ (‏ب)‏ صوت مَن انضم الى ذاك الذي لصف يوحنا في المناداة بأحكام يهوه؟‏

      ١٥ وانسجاما مع وجود تعاقب للنفخ في الابواق،‏ أُبرزت قرارات خصوصية في سبعة محافل من ١٩٢٢ الى ١٩٢٨.‏ لكنَّ التبويق لم يكن مقتصرا على تلك السنوات.‏ فالتشهير القوي للطرق الشريرة للعالم المسيحي يستمر ويتواصل فيما يتقدَّم يوم الرب.‏ وأحكام يهوه يجب ان ينادَى بها عالميا،‏ لكل الامم،‏ على الرغم من البغض والاضطهاد العالميين.‏ وبعدئذ فقط تأتي نهاية نظام الشيطان.‏ (‏مرقس ١٣:‏​١٠،‏ ١٣‏)‏ ومن المفرح ان الجمع الكثير الآن يضم صوته الى ذاك الذي لصف يوحنا في صنع الاعلانات الرعدية ذات الاهمية العالمية.‏

      ثلث الارض احترق

      ١٦ ماذا يتبع عندما ينفخ الملاك الاول في بوقه؟‏

      ١٦ واذ يخبر عن الملائكة،‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«فنفخ الاول في بوقه.‏ فحدث برَد ونار مختلطان بدم،‏ وطُرحا إلى الارض.‏ فاحترق ثلث الارض،‏ واحترق ثلث الاشجار،‏ واحترق كل النبت الاخضر».‏ (‏رؤيا ٨:‏٧ ‏)‏ هذا مماثل للضربة السابعة على مصر،‏ ولكن ماذا يعني لزمننا؟‏ —‏ خروج ٩:‏٢٤‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ماذا يمثَّل بالكلمة «ارض» في الرؤيا ٨:‏٧‏؟‏ (‏ب)‏ كيف يحترق ثلث الارض،‏ العالم المسيحي؟‏

      ١٧ في الكتاب المقدس غالبا ما تشير الكلمة «ارض» الى الجنس البشري.‏ (‏تكوين ١١:‏١؛‏ مزمور ٩٦:‏١‏)‏ وبما ان الضربة الثانية هي على البحر،‏ الذي له صلة ايضا بالجنس البشري،‏ لا بد ان «الارض» تشير الى المجتمع البشري المستقر ظاهريا الذي بناه الشيطان والذي يجب تدميره.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٧؛‏ رؤيا ٢١:‏١‏)‏ ان سيناريو الضربات يُظهِر ان ثلث الارض،‏ العالم المسيحي،‏ تلذعه الحرارة اللافحة لسخط يهوه.‏ وأفراده البارزون —‏ الواقفون مثل اشجار في وسطه —‏ تحرقهم المناداة بدينونة يهوه المضادة.‏ ومئات ملايين اعضاء كنائسه جميعهم،‏ اذا استمروا في دعم دين العالم المسيحي،‏ يصيرون مثل نصال العشب الملذوعة،‏ اذ يذبلون روحيا في عيني اللّٰه.‏ —‏ قارنوا مزمور ٣٧:‏​١،‏ ٢‏.‏a

      ١٨ كيف نودي برسالة دينونة يهوه في محفل سيدر پوينت للسنة ١٩٢٢؟‏

      ١٨ وكيف تُسلَّم رسالة الدينونة هذه؟‏ عموما ليس بوسائل الاعلام العالمية،‏ التي هي جزء من العالم وغالبا ما تعيِّر «عبد» اللّٰه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ لقد نودي بها بطريقة لافتة في التجمع التاريخي الثاني لشعب اللّٰه في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في ١٠ ايلول ١٩٢٢.‏ وهؤلاء تبنَّوا بإجماع وحماسة قرارا بعنوان «تحدٍّ لقادة العالم».‏ وبعبارات صريحة،‏ قدَّم للارض الرمزية العصرية انذارا،‏ كما يلي:‏ «لذلك ندعو امم الارض،‏ حكامهم وقادتهم،‏ وجميع رجال دين كل الكنائس في كل طوائف الارض،‏ أتباعهم وحلفاءهم،‏ التجارة الكبيرة وكبار السياسيين،‏ ان يقدِّموا برهانهم تبريرا للموقف الذي اتخذوه بأنهم يقدرون ان يؤسسوا السلام والازدهار على الارض ويجلبوا السعادة للناس؛‏ وإذ يفشلون في ذلك،‏ ندعوهم ان يصغوا الى الشهادة التي نقدِّمها كشهود للرب،‏ ثم ليقولوا ما اذا كانت شهادتنا صحيحة ام لا».‏

      ١٩ اية شهادة تتعلق بملكوت اللّٰه سلَّمها شعب اللّٰه الى العالم المسيحي؟‏

      ١٩ فأية شهادة قدَّمها هؤلاء المسيحيون؟‏ هذه:‏ «نحن نعتقد ونعلن أنّ ملكوت المسيّا هو العلاج التام لكل أسقام الجنس البشري وسيجلب السلام للارض والمشيئة الصالحة للناس،‏ مشتهى كل الامم؛‏ أنّ اولئك الذين يذعنون طوعا لحكمه البار الذي ابتدأ الآن سيبارَكون بسلام،‏ حياة،‏ حرية دائمة وسعادة لامتناهية».‏ وفي هذه الاوقات الفاسدة،‏ اذ تفشل تماما الحكومات البشرية الصنع،‏ وخصوصا تلك التي في العالم المسيحي،‏ في حل مشاكل العالم،‏ يدوّي تبويق التحدّي هذا بقوة اعظم ايضا مما في سنة ١٩٢٢.‏ فما أصحَّ ان ملكوت اللّٰه في يدي مسيحه الغالب هو الرجاء الوحيد والاوحد للجنس البشري!‏

      ٢٠ (‏أ)‏ بأية وسيلة بَوَّقت جماعة المسيحيين الممسوحين برسائل الدينونة في ١٩٢٢ وبعدها؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتج في العالم المسيحي من نفخة البوق الاولى؟‏

      ٢٠ من خلال القرارات،‏ النشرات،‏ الكراريس،‏ الكتب،‏ المجلات،‏ والمحاضرات،‏ فان هذه المناداة وتلك اللاحقة بَوَّقت بها جماعة المسيحيين الممسوحين.‏ ان نفخة البوق الاولى انتجت ضرب العالم المسيحي كما لو كان بالماء المتصلِّب لبرَد ساحق.‏ لقد كُشف عن ذنب سفكه الدم،‏ بسبب مشاركته في حروب القرن العشرين،‏ وأُظهر انه يستحق التعبير الناري لغضب يهوه.‏ ان صف يوحنا،‏ مع الدعم اللاحق من الجمع الكثير،‏ يستمر في ترديد صدى نفخة البوق الاولى،‏ جاذبا الانتباه الى نظرة يهوه الى العالم المسيحي بصفته مستحقا الدمار.‏ —‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٥‏.‏

      ما يشبه جبلا متَّقدا

      ٢١ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك الثاني في بوقه؟‏

      ٢١ ‏«ونفخ الملاك الثاني في بوقه.‏ فطُرح في البحر ما يشبه جبلا عظيما متَّقدا بنار.‏ فصار ثلث البحر دما،‏ ومات ثلث المخلوقات التي في البحر التي لها نفوس،‏ وتحطم ثلث المراكب».‏ (‏رؤيا ٨:‏​٨،‏ ٩ ‏)‏ فماذا يمثِّل هذا المشهد المرعب؟‏

      ٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ اي قرار اتى دون شك نتيجة للتبويق في البوق الثاني؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّله «ثلث البحر»؟‏

      ٢٢ يمكننا ان نفهم ذلك على نحو افضل بمقابلته بخلفية محفل شعب يهوه،‏ المنعقد في لوس انجلوس،‏ كاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في ١٨-‏٢٦ آب ١٩٢٣.‏ فالخطاب البارز بعد ظهر يوم السبت الذي قدَّمه ج.‏ ف.‏ رذرفورد كان عن الموضوع «الخراف والجداء».‏ وحُدِّدت هوية «الخراف» بوضوح بصفتهم الاشخاص الميالين الى البر الذين سيرثون الحيِّز الارضي لملكوت اللّٰه.‏ والقرار الذي تبع لفت الانتباه الى رياء «رجال الدين المرتدّين و ‹وجوه رعاياهم›،‏ الذين هم رجال عالميون ذوو نفوذ مالي وسياسي قوي».‏ ودعا «حشود محبي السلام والنظام في الكنائس في كل الطوائف .‏ .‏ .‏ ان ينسحبوا من الانظمة الاكليريكية الاثيمة التي يلقِّبها الرب بـ‍ ‹بابل›» وأن يستعدوا «لنيل بركات ملكوت اللّٰه».‏

      ٢٣ اتى هذا القرار دون شك نتيجة للتبويق في البوق الثاني.‏ واولئك الذين يتجاوبون في الوقت المناسب مع هذه الرسالة ينفصلون عن الذين وصفهم اشعيا بهذه الكلمات:‏ «أما الاشرار فكالبحر الهائج الذي لا يمكن ان يسكن،‏ ومياهه تقذف عشبا وحمأة».‏ (‏اشعيا ٥٧:‏٢٠؛‏ ١٧:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وهكذا يمثِّل «البحر» جيدا البشرية المضطربة،‏ غير المستقرة،‏ والمتمردة التي ترتجّ هيجانا وثورانا.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٣:‏١‏.‏)‏ وسيأتي الوقت حين لا يكون هذا «البحر» من بعد.‏ (‏رؤيا ٢١:‏١‏)‏ وفي هذه الاثناء،‏ مع النفخ في البوق الثاني،‏ يتلفظ يهوه بالدينونة ضد ثلثه —‏ الجزء العنيد الذي هو في حيِّز العالم المسيحي نفسه.‏

      ٢٤ ماذا تمثِّله الكتلة الجبلية المتَّقدة التي طُرحت في البحر؟‏

      ٢٤ ان كتلة شبيهة بالجبل عظيمة متَّقدة بالنار تُطرح في هذا «البحر».‏ وفي الكتاب المقدس،‏ غالبا ما ترمز الجبال الى الحكومات.‏ مثلا،‏ يصوَّر ملكوت اللّٰه كجبل.‏ (‏دانيال ٢:‏​٣٥،‏ ٤٤‏)‏ وبابل الخربة صارت «جبلا محرَقا».‏ (‏ارميا ٥١:‏٢٥‏)‏ لكنَّ الكتلة الجبلية التي يشاهدها يوحنا لا تزال متَّقدة.‏ وطرْحها في البحر يمثِّل جيدا كيف انه،‏ خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها،‏ صارت مسألة الحكم قضية متَّقدة بين الجنس البشري،‏ وخصوصا في بلدان العالم المسيحي.‏ ففي ايطاليا ادخل موسوليني الفاشية.‏ واعتنقت المانيا نازية هتلر،‏ فيما جرَّبت بلدان اخرى اشكالا مختلفة من الاشتراكية.‏ وفي روسيا حدث تغيير جذري،‏ حيث انتجت الثورة البُلشڤية الدولة الشيوعية الاولى،‏ مع النتيجة ان القادة الدينيين للعالم المسيحي فقدوا السلطة والنفوذ في ما كان سابقا احد معاقلهم.‏

      ٢٥ كيف استمر الحكم في ان يكون قضية متَّقدة بعد الحرب العالمية الثانية؟‏

      ٢٥ وضعت الحرب العالمية الثانية حدّا للتجربتين الفاشية والنازية،‏ لكنَّ الحكم استمر في ان يكون قضية ملتهبة،‏ والبحر البشري استمر يرتجّ وينتج حكومات ثورية جديدة.‏ وفي العقود التي تلت السنة ١٩٤٥ أُقيمت هذه في اماكن عديدة،‏ كالصين،‏ ڤيتنام،‏ كوبا،‏ ونيكاراڠوا.‏ وفي اليونان فشلت تجربة ديكتاتورية عسكرية.‏ وفي كمپوتشيا (‏كمبوديا)‏ اسفر انحراف الى الشيوعية الاصولية عن مليوني وفاة واكثر مبلَّغ بها.‏

      ٢٦ كيف يستمر ‹الجبل المتَّقد بنار› في صنع امواج في بحر الجنس البشري؟‏

      ٢٦ وهذا ‹الجبل المتَّقد بنار› استمرّ في صنع امواج في بحر الجنس البشري.‏ فالصراعات على الحكم بُلِّغ بها في افريقيا،‏ الاميركتين،‏ آسيا،‏ وجزر الپاسيفيك.‏ والكثير من هذه الصراعات جرى في بلدان العالم المسيحي او حيث صار مرسلو العالم المسيحي فعّالين.‏ حتى ان الكهنة الكاثوليك الرومانيين انضموا وقاتلوا كأعضاء في فرق حرب العصابات الشيوعية.‏ وفي الوقت نفسه،‏ عملت مجموعات انجيلية پروتستانتية في اميركا الوسطى على مواجهة ما يدعونه «العطش [الشيوعي] الرديء والقاسي للسلطة».‏ ولكن لم يقدر ايّ من هذه الاضطرابات في بحر الجنس البشري ان يجلب السلام والامن.‏ —‏ قارنوا اشعيا ٢٥:‏​١٠-‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٣‏.‏

      ٢٧ (‏أ)‏ كيف صار «ثلث البحر» كالدم؟‏ (‏ب)‏ كيف مات «ثلث المخلوقات التي في البحر» وكيف ستصير حال «ثلث المراكب»؟‏

      ٢٧ تُظهِر نفخة البوق الثانية ان اولئك الافراد من الجنس البشري الذين تورطوا في نزاعات ثورية على الحكم عوض الاذعان لملكوت اللّٰه هم مذنبون بسفك الدم.‏ والعالم المسيحي خصوصا،‏ «ثلث البحر»،‏ صار كالدم.‏ فكل الاشياء الحية فيه هي ميتة في عيني اللّٰه.‏ ولا يقدر ايّ من المنظمات الراديكالية العائمة كمراكب في هذا الثلث من البحر ان يتجنب تحطُّم السفينة الاخير.‏ فكم نكون سعداء بأن ملايين الناس المشبَّهين بالخراف يصغون الآن الى الدعوة المشبَّهة بالبوق الى الانفصال عن اولئك الذين لا يزالون يتمرغون في القومية الضيقة وذنب سفك الدم لهذا البحر!‏

      نجم يسقط من السماء

      ٢٨ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك الثالث في بوقه؟‏

      ٢٨ ‏«ونفخ الملاك الثالث في بوقه.‏ فسقط من السماء نجم عظيم متَّقد كسراج،‏ وسقط على ثلث الانهار وعلى ينابيع المياه.‏ واسم النجم يُدعى افسنتين.‏ فتحوّل ثلث المياه الى افسنتين،‏ ومات كثيرون من الناس من المياه،‏ لأنها صارت مرّة».‏ (‏رؤيا ٨:‏​١٠،‏ ١١ ‏)‏ مرة اخرى،‏ تساعدنا اجزاء اخرى من الكتاب المقدس ان نرى كيف ينطبق هذا السفر في يوم الرب.‏

      ٢٩ ماذا يمثِّل ‹النجم العظيم المتَّقد كسراج›،‏ ولماذا؟‏

      ٢٩ سبق ان عرفنا رمز النجم في رسائل يسوع الى الجماعات السبع،‏ حيث ترمز النجوم السبعة الى الشيوخ في الجماعات.‏b (‏رؤيا ١:‏٢٠‏)‏ و «النجوم» الممسوحة،‏ مع كل الآخرين من الممسوحين،‏ يسكنون الاماكن السماوية بمعنى روحي منذ خُتموا بالروح القدس كعربون لميراثهم السماوي.‏ (‏افسس ٢:‏​٦،‏ ٧‏)‏ إلا ان الرسول بولس حذَّر انه من بين مثل هؤلاء الافراد المشبَّهين بالنجوم سيخرج اشخاص مرتدّون،‏ يدسون البدع،‏ يضلّون الرعية.‏ (‏اعمال ٢٠:‏​٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وعدم امانة كهذا كان سيؤدي الى ارتداد عظيم،‏ وهؤلاء الشيوخ الساقطون يؤلِّفون انسان التعدي على الشريعة المركَّب الذي يرفِّع نفسه الى مركز شبيه بإله بين الجنس البشري.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وقد تمَّت تحذيرات بولس عندما ظهر رجال دين العالم المسيحي في المشهد العالمي.‏ ان هذا الفريق يمثَّل جيدا برمز «نجم عظيم متَّقد كسراج».‏

      ٣٠ (‏أ)‏ عندما جرى التكلم الى ملك بابل بصفته شخصا ساقطا من السماء،‏ ماذا عنى ذلك؟‏ (‏ب)‏ الى ماذا يمكن ان يشير السقوط من السماء؟‏

      ٣٠ يرى يوحنا هذا النجم الخصوصي يسقط من السماء.‏ كيف؟‏ ان اختبارات ملك قديم تساعدنا على الفهم.‏ فإذ تكلَّم الى ملك بابل،‏ قال اشعيا:‏ «كيف سقطتَ من السماء ايها النيِّر،‏ ابن الفجر!‏ كيف قُطعْتَ الى الارض يا من اوهنتَ الامم!‏».‏ (‏اشعيا ١٤:‏١٢‏)‏ تمَّت هذه النبوة عندما قلبت جيوش كورش بابل،‏ وانحدر ملكها بشدة من السيادة العالمية الى الهزيمة المخزية.‏ وهكذا فإن السقوط من السماء يمكن ان يشير الى خسارة مركز رفيع والسقوط في العار.‏

      ٣١ (‏أ)‏ متى سقط رجال دين العالم المسيحي من المركز «السماوي»؟‏ (‏ب)‏ كيف تحوَّلت المياه التي يقدِّمها رجال الدين الى «افسنتين»،‏ وبأية نتيجة لكثيرين؟‏

      ٣١ عندما ارتدّ رجال دين العالم المسيحي عن المسيحية الحقة،‏ سقطوا من المركز «السماوي» الرفيع الذي يصفه بولس في افسس ٢:‏​٦،‏ ٧‏.‏ وعوض تقديم مياه الحق العذبة،‏ قدَّموا ‹افسنتينا›،‏ اكاذيب مُرَّة كنار الهاوية،‏ المطهر،‏ الثالوث،‏ والقضاء والقدر؛‏ وأيضا،‏ قادوا الامم الى الحرب،‏ اذ فشلوا في بنائهم كخدام ذوي آداب للّٰه.‏ والنتيجة؟‏ تسميم روحي لاولئك الذين صدَّقوا الاكاذيب.‏ وحالتهم شابهت تلك التي للاسرائيليين غير الامناء في ايام ارميا،‏ الذين قال لهم يهوه:‏ «ها انا اطعمهم افسنتينا،‏ وأسقيهم ماء مسموما؛‏ لأنه من انبياء اورشليم خرج الارتداد الى كل الارض».‏ —‏ ارميا ٩:‏١٥؛‏ ٢٣:‏١٥‏.‏

      ٣٢ متى صار سقوط العالم المسيحي من السموات الروحية ظاهرا،‏ وكيف صار اوضح؟‏

      ٣٢ وهذا السقوط من السموات الروحية صار ظاهرا في السنة ١٩١٩ عندما أُقيمت البقية الصغيرة من المسيحيين الممسوحين على مصالح الملكوت عوضا عن رجال دين العالم المسيحي.‏ (‏متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏)‏ ومن السنة ١٩٢٢ صار هذا السقوط اوضح عندما جدَّد فريق المسيحيين هذا حملته ليشهِّر بصراحة فشل رجال دين العالم المسيحي.‏

      ٣٣ اي تشهير لرجال دين العالم المسيحي صُنع في محفل ١٩٢٤ في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية؟‏

      ٣٣ والبارز في هذا الخصوص كان المناداة التي جرت في ما وصفته مجلة العصر الذهبي بأنه «اكبر محفل لتلاميذ الكتاب المقدس عُقد على مرّ العصور».‏ وقد عُقد هذا المحفل في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ في ٢٠-‏٢٧ تموز ١٩٢٤.‏ ولا شك انه بتوجيه الملاك الذي بوَّق في البوق الثالث جرى تبني قرار قوي هناك ولاحقا وُزِّعت ٥٠ مليون نسخة بشكل نشرات.‏ وقد نُشرت تحت العنوان الاكليريكيون متَّهَمون.‏ وقدَّم عنوان فرعي القضية:‏ «نسل الموعد ضد نسل الحية».‏ والاتِّهام نفسه شهَّر بقسوة رجال دين العالم المسيحي في قضايا كاتخاذهم ألقابا دينية طنانة،‏ جعلهم العمالقة التجاريين والسياسيين المحترفين وجوهَ رعيتهم،‏ رغبتهم في التألق امام الناس،‏ ورفضهم الكرازة للناس برسالة ملكوت المسيّا.‏ وشدَّد على ان كل مسيحي منتذر معطى من اللّٰه مهمة المناداة بـ‍ ‹يوم انتقام لالهنا،‏ وتعزية كل النائحين›.‏ —‏ اشعيا ٦١:‏٢‏.‏

      ٣٤،‏ ٣٥ (‏أ)‏ ماذا يحدث لسلطة ونفوذ رجال الدين منذ بدأ الملاك الثالث ينفخ في بوقه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يخبئه المستقبل لرجال دين العالم المسيحي؟‏

      ٣٤ منذ بدأ الملاك الثالث ينفخ في بوقه،‏ كان مركز هيمنة رجال الدين بين الجنس البشري يفلت منهم الى حد ان قليلين جدا منهم،‏ في الفترة الحاضرة،‏ يحتفظون بالسلطات الشبيهة بإله التي تمتعوا بها في القرون السابقة.‏ وبسبب كرازة شهود يهوه،‏ تدرك اعداد كبيرة من الناس ان عقائد كثيرة يعلِّمها رجال الدين هي سمّ روحي —‏ «افسنتين».‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن سلطة رجال الدين في اوروپا الشمالية تبدَّدت تقريبا،‏ فيما تقلِّص الحكومة في بلدان اخرى نفوذهم على نحو صارم.‏ وفي الأجزاء الكاثوليكية من اوروپا وفي الاميركتين لطَّخ تصرف رجال الدين الشائن في الشؤون المالية،‏ السياسية،‏ والادبية سمعتهم.‏ ومن الآن فصاعدا،‏ لا يمكن لموقفهم إلا ان يصير اسوأ،‏ لانهم سيختبرون قريبا المصير نفسه ككل الدينيين الزائفين.‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٢١؛‏ ١٩:‏٢‏.‏

      ٣٥ ان ضرب يهوه للعالم المسيحي لم ينتهِ بعد.‏ تأملوا في ما يحدث بعد النفخ في البوق الرابع.‏

      ظلام!‏

      ٣٦ ماذا يحدث بعد ان ينفخ الملاك الرابع في بوقه؟‏

      ٣٦ ‏«ونفخ الملاك الرابع في بوقه.‏ فضرب بقوة ثلث الشمس وثلث القمر وثلث النجوم،‏ حتى يظلم ثلثها والنهار لا يضيء ثلثه،‏ والليل كذلك».‏ (‏رؤيا ٨:‏١٢ ‏)‏ ان الضربة التاسعة على مصر كانت ضربة ظلام حرفي.‏ (‏خروج ١٠:‏​٢١-‏٢٩‏)‏ ولكن ما هو هذا الظلام الرمزي الذي يأتي ليضرب الناس؟‏

      ٣٧ كيف وصف الرسولان بطرس وبولس الحالة الروحية للذين هم خارج الجماعة المسيحية؟‏

      ٣٧ قال الرسول بطرس للرفقاء المؤمنين انهم كانوا في الظلمة،‏ بطريقة روحية،‏ قبل ان يصيروا مسيحيين.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وبولس ايضا استعمل الكلمة «ظلمة» ليصف الحالة الروحية لأولئك الذين هم خارج الجماعة المسيحية.‏ (‏افسس ٥:‏٨؛‏ ٦:‏١٢؛‏ كولوسي ١:‏١٣؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٤،‏ ٥‏)‏ ولكن ماذا عن اولئك الذين هم في العالم المسيحي الذين يدَّعون الايمان باللّٰه والذين يقولون انهم يقبلون يسوع مخلِّصا لهم؟‏

      ٣٨ اي واقع عن «نور» العالم المسيحي بوَّق به الملاك الرابع؟‏

      ٣٨ قال يسوع ان المسيحيين الحقيقيين يُعرفون من ثمارهم وان كثيرين ممن يدَّعون انهم أتباعه يكونون ‹متعدين على الشريعة›.‏ (‏متى ٧:‏​١٥-‏٢٣‏)‏ ولا احد ممن ينظرون الى ثمار ثلث العالم الذي يشغله العالم المسيحي يمكن ان ينكر انه يتلمَّس طريقه في ظلام روحي دامس.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ انه الاكثر استحقاقا للَّوم لادعائه انه مسيحي.‏ لذلك من الملائم ان يبوِّق الملاك الرابع بالواقع ان «نور» العالم المسيحي هو في الواقع ظلام،‏ ومصادره ‹للنور› هي بابلية —‏ غير مسيحية.‏ —‏ مرقس ١٣:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏​٣،‏ ٤‏.‏

      ٣٩ (‏أ)‏ كيف وصف القرار الذي جرى تبنيه في المحفل سنة ١٩٢٥ نور العالم المسيحي الزائف؟‏ (‏ب)‏ اي تشهير اضافي جرى القيام به في سنة ١٩٥٥؟‏

      ٣٩ وانسجاما مع هذه المناداة السماوية،‏ اجتمع جمع هائل من شعب اللّٰه في محفل في ولاية إندياناپولِس،‏ إنديانا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في ٢٩ آب ١٩٢٥،‏ وتبنى للنشر قرارا صريحا بعنوان «رسالة رجاء».‏ ومرة اخرى،‏ وُزِّع نحو ٥٠ مليون نسخة بعدد من اللغات.‏ وقد وصف النور الزائف الذي يمنحه اتحاد الاستغلاليين التجاريين،‏ القادة السياسيين،‏ ورجال الدين،‏ بأنه نتيجة له «سقط الناس في الظلام».‏ وأشار الى ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الحقيقي لنيل «بركات السلام،‏ الازدهار،‏ الصحة،‏ الحياة،‏ الحرية،‏ والسعادة الابدية».‏ لقد استلزم شجاعة من الفرقة الصغيرة من المسيحيين الممسوحين ان ينادوا برسائل كهذه ضد المنظمة العملاقة للعالم المسيحي.‏ لكنهم بثبات،‏ من وقت باكر من عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ الى الآن،‏ يفعلون ذلك.‏ وفي وقت متأخر اكثر،‏ في السنة ١٩٥٥،‏ جرى القيام بتشهير اضافي لصف رجال الدين بواسطة التوزيع العالمي النطاق بلغات كثيرة لكراس بعنوان العالم المسيحي أم المسيحية —‏ ايهما هو «نور العالم»؟‏ واليوم،‏ اصبح رياء العالم المسيحي واضحا بحيث يمكن لكثيرين في العالم ان يروه هم بأنفسهم.‏ لكنَّ شعب يهوه لم يتوقفوا عن تشهيره لما هو عليه:‏ مملكة ظلام.‏

      عُقاب طائر

      ٤٠ ماذا اظهرت نفخات الابواق الاربع ان العالم المسيحي هو؟‏

      ٤٠ ان نفخات الابواق الاربع الاولى هذه ادَّت حقا الى كشف الحالة الخربة والمميتة للعالم المسيحي.‏ فجزؤه من «الارض» شُهِّر بأنه يستحق دينونة يهوه.‏ والحكومات الثورية التي تبرز في بلدانه وفي اماكن اخرى تبيَّن انها غير ملائمة للحياة الروحية.‏ وقد كُشفت الحالة الساقطة لرجال دينه،‏ وشُهِّر الظلام العام لحالته الروحية لكي يراه الجميع.‏ حقا،‏ ان العالم المسيحي هو الجزء الاكثر ملامة من نظام اشياء الشيطان.‏

      ٤١ في اثناء توقف في سلسلة النفخ في الابواق،‏ ماذا يرى يوحنا ويسمع؟‏

      ٤١ ماذا يوجد بعدُ لإظهاره؟‏ قبل ان نجد الجواب عن هذا السؤال،‏ هنالك توقف وجيز في سلسلة النفخ في الابواق.‏ ويوحنا يصف ما يراه بعد ذلك:‏ ‏«ونظرت،‏ فسمعت عقابا طائرا في وسط السماء يقول بصوت عال:‏ ‹ويل،‏ ويل،‏ ويل للساكنين على الارض مما بقي من نفخات ابواق الملائكة الثلاثة الموشكين ان ينفخوا في ابواقهم!‏›».‏ —‏ رؤيا ٨:‏١٣‏.‏

      ٤٢ ماذا يمكن ان يمثِّله العُقاب الطائر،‏ وما هي رسالته؟‏

      ٤٢ عُقاب طائر عاليا في وسط السماء،‏ بحيث يمكن للناس في منطقة واسعة ان يروه.‏ وله على نحو استثنائي نظر حادّ ويمكنه ان يرى امامه مسافة كبيرة.‏ (‏ايوب ٣٩:‏٢٩‏)‏ ان واحدا من المخلوقات الحية الكروبية حول عرش اللّٰه صُوِّر كعُقاب طائر.‏ (‏رؤيا ٤:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وسواء كان هذا الكروبَ او خادما آخر للّٰه بعيد النظر،‏ فإنه بصوت عظيم يعلن رسالة دينامية:‏ «ويل،‏ ويل،‏ ويل».‏ فلينتبه سكان الارض فيما تُسمع نفخات الابواق الثلاث الباقية،‏ وكلٌّ منها مرتبط بأحد هذه الويلات.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a بالتباين،‏ تظهر الرؤيا ٧:‏١٦ ان الجمع الكثير لا يختبرون الحر اللافح لسخط يهوه.‏

      b في حين ان النجوم السبعة في يد يسوع اليمنى يمثِّلون النظار الممسوحين في الجماعة المسيحية،‏ فإن الشيوخ في معظم الجماعات الـ‍ ٠٠٠‏,‏١٠٠ تقريبا في العالم اليوم هم من الجمع الكثير.‏ (‏رؤيا ١:‏١٦؛‏ ٧:‏٩‏)‏ فما هو وضعهم؟‏ بما انهم ينالون تعيينهم بواسطة الروح القدس عن طريق صف العبد الامين الفطين الممسوح،‏ يمكن القول ان هؤلاء هم تحت يد السيطرة اليمنى ليسوع لأنهم ايضا رعاته المعاونون.‏ (‏اشعيا ٦١:‏​٥،‏ ٦؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ وهم يدعمون «النجوم السبعة» لأنهم يخدمون حيث يكون الاخوة الممسوحون المؤهَّلون غير متوافرين.‏

  • ضربات يهوه على العالم المسيحي
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • ‏[الجدول في الصفحة ١٣٩]‏

      مياه العالم المسيحي التي أُظهر انها افسنتين

      معتقدات ومواقف العالم المسيحي ما يقوله الكتاب المقدس حقا

      اسم اللّٰه الشخصي غير مهم:‏ صلّى يسوع من اجل تقديس اسم اللّٰه.‏

      ‏«ان استعمال ايّ اسم علم قال بطرس:‏ «كل مَن يدعو باسم

      للّٰه الواحد الاوحد .‏ .‏ .‏ غير يهوه يخلص».‏ (‏اعمال ٢:‏٢١‏؛‏

      لائق كاملا بالايمان العام للكنيسة يوئيل ٢:‏٣٢؛‏ متى ٦:‏٩؛‏ خروج ٦:‏٣‏؛‏

      المسيحية».‏ (‏مقدمة الترجمة رؤيا ٤:‏١١؛‏ ١٥:‏٣؛‏ ١٩:‏٦‏)‏

      القانونية المنقحة‏)‏

      اللّٰه ثالوث:‏ «الآب هو اللّٰه،‏ الكتاب المقدس يقول ان يهوه

      الابن هو اللّٰه،‏ والروح هو اعظم من يسوع وهو اله

      القدس هو اللّٰه،‏ ومع ذلك ورأس المسيح.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢٨؛‏ ٢٠:‏١٧‏؛‏

      ليس هنالك ثلاثة آلهة بل ١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ الروح القدس هو

      اله واحد».‏ (‏دائرة المعارف قوة اللّٰه الفعّالة.‏ (‏متى ٣:‏١١‏؛‏

      الكاثوليكية‏،‏ طبعة ١٩١٢)‏ لوقا ١:‏٤١؛‏ اعمال ٢:‏٤‏)‏

      النفس البشرية خالدة:‏ الانسان هو نفس.‏ عند الموت

      ‏«عندما يموت الانسان فإن تتوقف النفس عن التفكير

      نفسه وجسده ينفصلان.‏ او الشعور وتعود الى التراب

      جسده .‏ .‏ .‏ ينحلّ .‏ .‏ .‏ الذي منه صُنعت.‏ (‏تكوين ٢:‏٧؛‏ ٣:‏١٩‏؛‏

      لكنَّ النفس البشرية لا مزمور ١٤٦:‏​٣،‏ ٤؛‏ جامعة ٣:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ٩:‏​٥،‏ ١٠‏؛‏

      تموت».‏ (‏ماذا يحدث بعد حزقيال ١٨:‏​٤،‏ ٢٠‏)‏

      الموت،‏ مطبوعة كاثوليكية

      رومانية)‏

      الاشرار يُعاقَبون بعد اجرة الخطية هي موت،‏ لا

      الموت في الهاوية:‏ حياة في العذاب.‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏

      ‏«وفقا للمعتقد المسيحي يرقد الاموات في حالة اللاوعي

      التقليدي،‏ الهاوية هي مكان في الهاوية (‏هادِس،‏ شيول)‏،‏

      كرب وألم لا ينتهيان».‏ منتظرين القيامة.‏ (‏مزمور ٨٩:‏٤٨‏؛‏

      ‏(‏دائرة معارف الكتاب يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١١:‏​٢٤،‏ ٢٥‏؛‏

      العالمي،‏ طبعة ١٩٨٧)‏ رؤيا ٢٠:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏

      ‏«اللقب وسيطة [مؤنث الوسيط الوحيد بين اللّٰه

      وسيط] يُطبَّق على سيدتنا والناس هو يسوع.‏

      العذراء».‏ (‏دائرة المعارف (‏يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥‏؛‏

      الكاثوليكية الجديدة،‏ عبرانيين ٩:‏١٥؛‏ ١٢:‏٢٤‏)‏

      طبعة ١٩٦٧)‏

      الاطفال يجب ان يُعمَّدوا:‏ المعمودية هي لاولئك الذين

      ‏«من البداية منحت الكنيسة تتلمذوا وتعلَّموا ان يطيعوا

      الاطفالَ سرّ المعمودية وصايا يسوع.‏ وللتأهل للمعمودية،‏

      المقدس.‏ ليس فقط ان هذه يجب ان يفهم الشخص كلمة

      الممارسة اعتُبرت مقبولة،‏ اللّٰه ويمارس الايمان.‏ (‏متى ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏؛‏

      بل عُلِّم ايضا انها ضرورية لوقا ٣:‏​٢١-‏٢٣؛‏ اعمال ٨:‏​٣٥،‏ ٣٦‏)‏

      على نحو مطلق للخلاص».‏

      ‏(‏دائرة المعارف الكاثوليكية

      الجديدة،‏ طبعة ١٩٦٧)‏

      معظم الكنائس مُقسَّمة الى كل مسيحيي القرن الاول كانوا

      صف عامة الشعب وصف خداما وشاركوا في الكرازة بالبشارة.‏

      رجال الدين،‏ الذين يخدمون (‏اعمال ٢:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ روما ١٠:‏​١٠-‏١٣‏؛‏

      العامة.‏ ويُعطى رجال الدين (‏روما ١٦:‏١‏)‏ والمسيحي يجب ان

      عادة راتبا مقابل خدمتهم ‹يُعطي مجانا›،‏ لا مقابل راتب.‏

      ويرفَّعون فوق العامة (‏متى ١٠:‏​٧،‏ ٨‏)‏ لقد منع يسوع

      بواسطة ألقاب مثل بصرامة استعمال ألقاب دينية.‏

      ‏«محترَم»،‏ «أب»،‏ او (‏متى ٦:‏٢؛‏ ٢٣:‏​٢-‏١٢‏؛‏

      ‏«نيافته».‏ ١ بطرس ٥:‏​١-‏٣‏)‏

      التماثيل،‏ الايقونات،‏ والصلبان المسيحيون يجب ان يهربوا من

      مستعملة في العبادة:‏ كل نوع من الصنمية،‏ بما في

      ‏«تماثيل .‏ .‏ .‏ المسيح،‏ امّ ذلك ما يُسمى عبادة نسبية.‏

      اللّٰه العذراء،‏ والقديسين الآخرين،‏ (‏خروج ٢٠:‏​٤،‏ ٥؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٤‏؛‏

      يجب ان .‏ .‏ .‏ تُحفظ في ١ يوحنا ٥:‏٢١‏)‏ وهم يعبدون اللّٰه

      الكنائس وأن يجري تقديم لا بالعيان وانما بالروح والحق.‏

      الاحترام والاكرام المناسبين (‏يوحنا ٤:‏​٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٧‏)‏

      لها».‏ (‏بيان مجمع تْرَنْت

      ‏[١٥٤٥-‏١٥٦٣])‏

      اعضاء الكنائس يتعلَّمون ان يسوع كرز بملكوت اللّٰه،‏ لا

      مقاصد اللّٰه سوف تنجَز عن بنظام سياسي،‏ بصفته الرجاء للجنس

      طريق السياسة.‏ والكردينال البشري.‏ (‏متى ٤:‏٢٣؛‏ ٦:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ لقد

      الراحل سپِلْمان صرَّح:‏ «هنالك رفض التورط في السياسات.‏ (‏يوحنا ٦:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏

      طريق واحد الى السلام .‏ .‏ .‏ ولم تكن مملكته جزءا من هذا العالم؛‏

      الطريق العام للديموقراطية».‏ لهذا السبب،‏ لم يكن أتباعه جزءا

      ومواضيع الاخبار تتحدث عن من العالم.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٦؛‏ ١٧:‏١٦‏)‏

      تورط الدين في السياسات ويعقوب حذَّر من صداقة العالم.‏

      العالمية (‏وحتى في العصيان (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏

      المسلَّح)‏ وعن دعمه للامم المتحدة

      بوصفها «الرجاء الاخير للوفاق

      والسلام».‏

  • الويل الاول —‏ جراد
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٢

      الويل الاول —‏ جراد

      ١ مَن يتمِّمون المهمة عندما يبوِّق الملائكة في الابواق،‏ وماذا تعلن نفخة البوق الخامسة؟‏

      يتهيَّأ الملاك الخامس للنفخ في بوقه.‏ فأربعة ابواق سماوية كان قد بُوِّق فيها،‏ وأربع ضربات وُجِّهت الى ثلث الارض الذي يعتبره يهوه الاكثر ملامة —‏ العالم المسيحي.‏ وقد كُشفت حالته المريضة على نحو مميت.‏ وبينما يبوِّق الملائكة في الابواق،‏ يتمِّم المعلنون البشر المهمة على الارض.‏ والآن ها هو البوق الملائكي الخامس على وشك اعلان الويل الاول،‏ المخيف اكثر ايضا مما جرى سابقا.‏ انه يتعلق بضربة جراد مروِّعة.‏ ولكن،‏ دعونا اولا نفحص آيات اخرى تساعدنا على فهم هذه الضربة على نحو افضل.‏

      ٢ اي سفر للكتاب المقدس يصف ضربة جراد مماثلة لتلك التي يراها يوحنا،‏ وماذا كان اثرها في اسرائيل القديمة؟‏

      ٢ ان سفر يوئيل للكتاب المقدس،‏ المكتوب خلال القرن التاسع ق‌م،‏ يصف ضربة حشرات،‏ بما فيها الجراد،‏ مماثلة لتلك التي يراها يوحنا.‏ (‏يوئيل ٢:‏​١-‏١١،‏ ٢٥ )‏a فكانت ستسبب ازعاجا كثيرا لاسرائيل المرتدَّة ولكنها ستؤدي ايضا الى توبة اليهود افراديا ورجوعهم الى رضى يهوه.‏ (‏يوئيل ٢:‏​٦،‏ ١٢-‏١٤‏)‏ وعندما يحين ذلك الوقت،‏ كان يهوه سيسكب روحه على «شتى البشر» فيما تسبق آيات مخيفة وعجائب مرعبة ‹مجيء يوم يهوه العظيم والمخوف›.‏ —‏ يوئيل ٢:‏​١١،‏ ٢٨-‏٣٢‏.‏

      ضربة القرن الاول

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ متى كان هنالك اتمام ليوئيل الاصحاح ٢‏،‏ وكيف؟‏ (‏ب)‏ كيف كانت هنالك ضربة كسرب جراد في القرن الاول ب‌م،‏ ولكم من الوقت استمر الضرب؟‏

      ٣ كان هنالك اتمام ليوئيل الاصحاح ٢ في القرن الاول.‏ ففي ذلك الحين،‏ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ حدث ان الروح القدس سُكب،‏ ماسحا المسيحيين الاولين ومانحا اياهم القوة للتكلم «عن عظائم اللّٰه» بألسنة كثيرة.‏ ونتيجة لذلك،‏ اجتمع جمع غفير.‏ وخاطب الرسول بطرس اولئك المشاهدين المشدوهين،‏ مقتبسا من يوئيل ٢:‏​٢٨،‏ ٢٩ وموضحا انهم كانوا يشهدون اتمامها.‏ (‏اعمال ٢:‏​١-‏٢١‏)‏ ولكن،‏ لا يوجد سجل عن ضربة حشرات حرفية في ذلك الوقت،‏ مسبِّبة الازعاج للبعض وقائدة الآخرين الى التوبة.‏

      ٤ وهل كانت هنالك ضربة مجازية في خلال تلك الايام؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ لقد اتت نتيجة كرازة لا تتوقف للمسيحيين الممسوحين حديثا.‏b فبواسطتهم،‏ دعا يهوه اولئك اليهود الذين يصغون الى التوبة والتمتع ببركات منه.‏ (‏اعمال ٢:‏​٣٨-‏٤٠؛‏ ٣:‏١٩‏)‏ والافراد الذين تجاوبوا نالوا رضاه الى درجة ملحوظة.‏ أما بالنسبة الى الذين رفضوا الدعوة فقد صار مسيحيو القرن الاول كسرب جراد مخرِّب.‏ واذ بدأوا في اورشليم،‏ انتشروا في كل اليهودية والسامرة.‏ وسريعا كانوا في كل مكان،‏ معذِّبين اليهود غير المؤمنين بالمناداة جهرا بقيامة يسوع،‏ مع كل ما يتضمنه ذلك.‏ (‏اعمال ١:‏٨؛‏ ٤:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ٥:‏​١٧-‏٢١،‏ ٢٨،‏ ٢٩،‏ ٤٠-‏٤٢؛‏ ١٧:‏​٥،‏ ٦؛‏ ٢١:‏​٢٧-‏٣٠‏)‏ واستمر هذا الضرب حتى ‹اليوم المخوف› في سنة ٧٠ ب‌م،‏ عندما جلب يهوه الجيوش الرومانية على اورشليم ليدمروها.‏ وفقط اولئك المسيحيون الذين دعوا بايمان باسم يهوه خلصوا.‏ —‏ يوئيل ٢:‏٣٢؛‏ اعمال ٢:‏​٢٠،‏ ٢١؛‏ امثال ١٨:‏١٠‏.‏

      ضربة الجراد اليوم

      ٥ كيف كان لنبوة يوئيل اتمام منذ السنة ١٩١٩؟‏

      ٥ منطقيا،‏ يمكننا ان نتوقع ان يكون لنبوة يوئيل اتمام اخير في وقت النهاية.‏ وكم تبيَّن ان ذلك صحيح!‏ ففي محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ١-‏٨ ايلول ١٩١٩،‏ نشَّط سكب بارز لروح يهوه شعبه الى تنظيم حملة عالمية للكرازة.‏ ومن بين جميع المدَّعين المسيحية،‏ هم وحدهم،‏ اذ اعترفوا ان يسوع قد تُوِّج ملكا سماويا،‏ لم يوفِّروا جهدا في نشر هذه البشارة على نطاق واسع.‏ وشهادتهم التي لا تتوقف،‏ اتماما للنبوة،‏ صارت كضربة معذِّبة للعالم المسيحي المرتدّ.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٣-‏٨،‏ ١٤؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ ماذا رأى يوحنا عندما نفخ الملاك الخامس في بوقه؟‏ (‏ب)‏ الى مَن يرمز هذا ‹النجم›،‏ ولماذا؟‏

      ٦ وسفر الرؤيا،‏ المكتوب بعد ٢٦ سنة تقريبا من دمار اورشليم،‏ يصف ايضا هذه الضربة.‏ وماذا يضيف الى وصف يوئيل؟‏ دعونا نتابع السجل،‏ كما يخبر يوحنا:‏ ‏«ونفخ الملاك الخامس في بوقه.‏ فرأيت نجما قد سقط من السماء الى الارض،‏ وأعطي مفتاح حفرة المهواة».‏ (‏رؤيا ٩:‏١ ‏)‏ ان هذا ‹النجم› مختلف عن ذاك الذي في الرؤيا ٨:‏١٠ الذي رآه يوحنا وهو يسقط.‏ فهو يرى «نجما قد سقط من السماء» ولديه الآن تعيين يتعلق بهذه الارض.‏ فهل هذا شخص روحاني ام جسدي؟‏ ان ماسك «مفتاح حفرة المهواة» هذا يوصف لاحقا بأنه يطرح الشيطان في «المهواة».‏ (‏رؤيا ٢٠:‏​١-‏٣‏)‏ ولذلك لا بد انه شخص روحاني قوي.‏ وفي الرؤيا ٩:‏١١‏،‏ يخبرنا يوحنا ان الجراد له «ملك،‏ هو ملاك المهواة».‏ فلا بد ان يشير كلا العددين الى الفرد نفسه،‏ لان الملاك الذي يمسك مفتاح المهواة يكون منطقيا ملاك المهواة.‏ ولا بد ان يرمز النجم الى ملك يهوه المعيَّن،‏ لان المسيحيين الممسوحين يعترفون فقط بالملك الملائكي الواحد،‏ يسوع المسيح.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٥‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ماذا يحدث عندما تُفتح «حفرة المهواة»؟‏ (‏ب)‏ ما هي «المهواة»،‏ ومَن قضوا وقتا قصيرا فيها؟‏

      ٧ يتابع السجل:‏ ‏«ففتح حفرة المهواة،‏ فصعد دخان من الحفرة كدخان اتون عظيم،‏ فأظلمت الشمس والهواء من دخان الحفرة.‏ وخرج من الدخان جراد على الارض،‏ فأعطي سلطة كالسلطة التي لعقارب الارض».‏ (‏رؤيا ٩:‏​٢،‏ ٣‏)‏ حسب الاسفار المقدسة،‏ «المهواة» هي مكان خمول،‏ وحتى مكان موت.‏ (‏قارنوا روما ١٠:‏٧؛‏ رؤيا ١٧:‏٨؛‏ ٢٠:‏​١،‏ ٣‏.‏)‏ والفرقة الصغيرة لاخوة يسوع قضت وقتا قصيرا في «مهواة» خمول نسبي كهذه عند نهاية الحرب العالمية الاولى (‏١٩١٨-‏١٩١٩)‏.‏ ولكن عندما سكب يهوه روحه على خدامه التائبين في السنة ١٩١٩،‏ اندفعوا الى مواجهة تحدّي العمل الموضوع امامهم.‏

      ٨ كيف يكون ان اطلاق الجراد يرافقه «دخان» كثير؟‏

      ٨ كما يلاحظ يوحنا،‏ ان اطلاق الجراد يرافقه دخان كثير «كدخان اتون عظيم».‏c وهكذا كان في السنة ١٩١٩.‏ فقد أَظلمت الحالة بالنسبة الى العالم المسيحي والى العالم عموما.‏ (‏قارنوا يوئيل ٢:‏​٣٠،‏ ٣١‏.‏)‏ فإطلاق هذا الجراد،‏ صف يوحنا،‏ كان في الواقع هزيمة لرجال دين العالم المسيحي الذين خططوا وتآ‌مروا ليقتلوا عمل الملكوت نهائيا والذين رفضوا الآن ملكوت اللّٰه.‏ والدليل على الحجاب الكثيف الشبيه بالدخان بدأ يغطّي العالم المسيحي المرتدّ اذ أُعطيت فرقة الجراد هذه سلطة الهية وشرعت في ممارستها في المناداة برسائل دينونة قوية.‏ و «شمس» العالم المسيحي —‏ مظهره للانارة —‏ عانت كسوفا،‏ و «الهواء» صار كثيفا بإعلانات الدينونة الالهية اذ أُظهر ان «حاكم سلطة الهواء» لهذا العالم هو اله العالم المسيحي.‏ —‏ افسس ٢:‏٢؛‏ يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      هذا الجراد المعذِّب!‏

      ٩ اية ارشادات قتالية تسلَّمها الجراد؟‏

      ٩ وأية ارشادات قتالية تسلَّمها هذا الجراد؟‏ يخبر يوحنا:‏ ‏«وقيل له ألا يضر نبت الارض ولا شيئا اخضر ولا شجرة ما،‏ إلا الناس الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم.‏ وأُعطي ألا يقتلهم،‏ بل ان يُعذَّبوا خمسة اشهر،‏ وكان عذابهم كعذاب عقرب إذا لسعت انسانا.‏ في تلك الأيام سيطلب الناس الموت ولا يجدونه مطلقا،‏ ويشتهون ان يموتوا ولكن الموت يهرب منهم».‏ —‏ رؤيا ٩:‏​٤‏-‏٦‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ضد مَن تُوجَّه الضربة بشكل رئيسي،‏ وبأي اثر فيهم؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من العذاب هو ذو علاقة؟‏ (‏انظروا ايضا الحاشية.‏)‏

      ١٠ لاحظوا ان هذه الضربة ليست موجَّهة اولا ضد الناس او الاشخاص البارزين بينهم —‏ ‹نبت وأشجار الارض›.‏ (‏قارنوا رؤيا ٨:‏٧‏.‏)‏ فالجراد يجب ان يضر الناس فقط الذين ليس لهم ختم اللّٰه على جباههم،‏ الذين يدَّعون في العالم المسيحي انهم مختومون لكنَّ سجلهم يكذِّب هذا الادعاء.‏ (‏افسس ١:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وهكذا وُجِّهت الاقوال المعذِّبة لهذا الجراد العصري اولا ضد القادة الدينيين للعالم المسيحي.‏ وكم تعذَّب بالتأكيد هؤلاء الناس المغرورون عند سماع اعلان ذلك جهرا انهم لم يفشلوا فقط في قيادة رعيتهم الى السماء بل انهم هم انفسهم لن يذهبوا الى هناك!‏d حقا،‏ لقد كانت قضية «اعمى يقود اعمى»!‏ —‏ متى ١٥:‏١٤‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ لكم من الوقت تكون للجراد سلطة لتعذيب اعداء اللّٰه،‏ ولماذا ليس ذلك وقتا قصيرا حقا؟‏ (‏ب)‏ الى اي حد يكون العذاب قاسيا؟‏

      ١١ يدوم العذاب خمسة اشهر.‏ وهل ذلك وقت قصير نسبيا؟‏ ليس بالنسبة الى الجراد الحرفي.‏ فالخمسة اشهر تصف مدى حياة احدى هذه الحشرات.‏ لذلك،‏ طوال حياتهم،‏ يداوم الجراد العصري على لسع اعداء اللّٰه.‏ واكثر من ذلك،‏ فإن العذاب قاس جدا بحيث يطلب الناس ان يموتوا.‏ صحيح انه ليس لدينا سجل بأن ايّا من الذين لسعهم الجراد حاول فعليا ان يقتل نفسه.‏ ولكنَّ التعبير يساعدنا ان نتصوَّر شدة العذاب —‏ كما لو انه بهجوم غير متوقف من العقارب.‏ انه كالألم الذي انبأ به ارميا لاولئك الاسرائيليين غير الامناء الذين كان المنتصرون البابليون سيشتِّتونهم والذين بالنسبة اليهم كان الموت سيصير افضل من الحياة.‏ —‏ ارميا ٨:‏٣‏؛‏ انظروا ايضا جامعة ٤:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      ١٢ لماذا يُعطى الجراد ان يعذِّب القادة الدينيين للعالم المسيحي،‏ بمعنى روحي،‏ ولكن ان لا يقتلهم؟‏

      ١٢ ولماذا يُعطى ان يعذِّب هؤلاء بمعنى روحي،‏ لا ان يقتلهم؟‏ هذا هو ويل اوَّلي في تشهير اكاذيب العالم المسيحي وفشله،‏ ولكن لاحقا فقط،‏ فيما يتقدَّم يوم الرب،‏ ستعلَن كاملا حالته الروحية الشبيهة بالموت.‏ فسيُقتل ثلث الناس في اثناء ويل ثانٍ.‏ —‏ رؤيا ١:‏١٠؛‏ ٩:‏​١٢،‏ ١٨؛‏ ١١:‏١٤‏.‏

      جراد مجهَّز للمعركة

      ١٣ اي مظهر هنالك للجراد؟‏

      ١٣ يا للمظهر اللافت للنظر الذي لهذا الجراد!‏ يصفه يوحنا:‏ ‏«وكان شكل الجراد شبيها بخيل مهيأة للمعركة،‏ وعلى رؤوسه كتيجان شبه الذهب،‏ ووجوهه كوجوه الناس،‏ وكان له شعر كشعر النساء.‏ وأسنانه كأسنان الاسود،‏ وكان له دروع كدروع من حديد.‏ وصوت اجنحته كصوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة».‏ —‏ رؤيا ٩:‏​٧‏-‏٩‏.‏

      ١٤ لماذا لاءم وصف يوحنا للجراد فريق المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩؟‏

      ١٤ يمثِّل ذلك جيدا الفريق ذا الولاء من المسيحيين المعاد احياؤهم في السنة ١٩١٩.‏ فكالخيل،‏ كانوا مستعدين للحرب،‏ تواقين ليقاتلوا من اجل الحق بالطريقة التي يصفها الرسول بولس.‏ (‏افسس ٦:‏​١١-‏١٣؛‏ ٢ كورنثوس ١٠:‏٤‏)‏ وعلى رؤوسهم يرى يوحنا ما يشبه تيجان الذهب.‏ وليس لائقا ان تكون لهم تيجان حقيقية لأنهم لا يشرعون في الحكم وهم لا يزالون على الارض.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٨؛‏ رؤيا ٢٠:‏٤‏)‏ ولكن في السنة ١٩١٩ كان لهم مظهر ملكي.‏ فقد كانوا اخوة الملك،‏ وتيجانهم السماوية كانت محفوظة لهم شرط ان يستمروا امناء الى النهاية.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٤‏.‏

      ١٥ على ماذا يدل كون الجراد (‏أ)‏ له دروع من حديد؟‏ (‏ب)‏ له وجوه كوجوه الناس؟‏ (‏ج)‏ له شعر كشعر النساء؟‏ (‏د)‏ له اسنان كأسنان الاسود؟‏ (‏ه‍ )‏ يُحدث كثيرا من الضجيج؟‏

      ١٥ في الرؤيا،‏ للجراد دروع من حديد ترمز الى البر الذي لا ينثلم.‏ (‏افسس ٦:‏​١٤-‏١٨‏)‏ وله ايضا وجوه كوجوه الناس،‏ وهذه الصورة تشير الى صفة المحبة،‏ لان الانسان صُنع على صورة اللّٰه،‏ الذي هو محبة.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦؛‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦‏)‏ وشعره طويل كشعر النساء مما يمثِّل جيدا الخضوع لملكه،‏ ملاك المهواة.‏ وأسنانه تشبه اسنان الاسود.‏ والاسد يستعمل اسنانه ليمزِّق اللحم.‏ ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ كان صف يوحنا مرة اخرى قادرا على فهم الطعام الروحي القوي،‏ وخصوصا الحقائق عن ملكوت اللّٰه الذي يحكمه «الاسد الذي من سبط يهوذا»،‏ يسوع المسيح.‏ وكما ان الاسد يرمز الى الشجاعة،‏ كذلك كانت الشجاعة الكبيرة لازمة لاستيعاب هذه الرسالة الفعّالة على نحو مؤثر،‏ لاصدارها في مطبوعات،‏ ولتوزيعها حول الكرة الارضية.‏ وهذا الجراد المجازي احدث كثيرا من الضجيج،‏ مثل «صوت مركبات خيل كثيرة تجري الى المعركة».‏ وعلى غرار مسيحيي القرن الاول لا ينوي ان يبقى هادئا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏​٧-‏١٥؛‏ رؤيا ٥:‏٥‏.‏

      ١٦ ما هو المغزى في ان الجراد له «اذناب وحُمَات مثل العقارب»؟‏

      ١٦ وهذه الكرازة تشمل اكثر من الكلمة المقولة!‏ ‏«ايضا له اذناب وحُمَات مثل العقارب،‏ وفي اذنابه سلطته ان يؤذي الناس خمسة اشهر».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٠ ‏)‏ فماذا يمكن ان يعني ذلك؟‏ اذ يشرعون في عملهم للملكوت،‏ يقول شهود يهوه من خلال كلامهم ومطبوعاتهم عبارات موثوقا بها،‏ مؤسسة على كلمة اللّٰه.‏ ولرسالتهم حُمَة شبيهة بتلك التي للعقرب لانها تحذِّر من يوم انتقام يهوه المقترب.‏ (‏اشعيا ٦١:‏٢‏)‏ وقبل ان ينهي الجيل الحاضر للجراد الروحي مدى حياته،‏ سيُكمَل عمله المعيَّن من اللّٰه لاعلان احكام يهوه —‏ لأذية جميع المجدِّفين العُنُد.‏

      ١٧ (‏أ)‏ ماذا أُعلن في محفل تلاميذ الكتاب المقدس للسنة ١٩١٩ مما يشدِّد لسعة شهادتهم؟‏ (‏ب)‏ كيف تعذَّب رجال الدين،‏ وكيف تصرَّفوا تجاوبا مع ذلك؟‏

      ١٧ ان فرقة الجراد هذه امتلأت فرحا عندما أُعلنت مجلة جديدة،‏ العصر الذهبي،‏ في محفلهم للسنة ١٩١٩.‏ وقد كانت مجلة نصف شهرية،‏ مصمَّمة لتشديد لسعة شهادتهم.‏e وعددها رقم ٢٧ في ٢٩ ايلول ١٩٢٠،‏ شهَّر نفاق رجال الدين في اضطهاد تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة في اثناء فترة ١٩١٨-‏١٩١٩.‏ وفي خلال عشرينات وثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عذَّبت العصر الذهبي رجال الدين بمزيد من المقالات والرسوم الكاريكاتورية اللاسعة التي شهَّرت عبثهم الماكر بالسياسة،‏ وخصوصا اتفاقيات هيئة الكهنوت الكاثوليكية المصنوعة مع الدكتاتوريَّين الفاشي والنازي.‏ وتجاوبا مع ذلك،‏ فإن رجال الدين ‹اختلقوا المتاعب بمرسوم› ونظَّموا عنف الرعاع ضد شعب اللّٰه.‏ —‏ مزمور ٩٤:‏٢٠‏.‏

      تقديم الانذار لحكام العالم

      ١٨ اي عمل كان يجب على الجراد ان يقوم به،‏ وماذا حدث تجاوبا مع نفخة البوق الخامسة؟‏

      ١٨ ان الجراد العصري كان لديه عمل ليقوم به.‏ فبشارة الملكوت كان يجب الكرازة بها.‏ والاخطاء كان يجب تشهيرها.‏ والخراف الضالة كان يجب العثور عليها.‏ وفيما شرع الجراد في هذه المهمات،‏ أُجبر العالم على التنبُّه والتفطُّن.‏ وإطاعة لنفخات ابواق الملائكة،‏ يستمر صف يوحنا في تشهير العالم المسيحي بصفته مستحقا احكام يهوه المضادة.‏ وتجاوبا مع البوق الخامس،‏ جرى التشديد على وجه خصوصي من هذه الاحكام في محفل لتلاميذ الكتاب المقدس في لندن،‏ انكلترا،‏ ٢٥-‏٣١ ايار ١٩٢٦.‏ وهذا ابرز قرارا،‏ «شهادة لحكام العالم»،‏ وخطابا عاما في قاعة ألبرت الملكية عن «لماذا تترنح القوى العالمية —‏ العلاج»،‏ والنص الكامل لهذين كليهما طُبع في صحيفة لندنية رئيسية في اليوم التالي.‏ ولاحقا،‏ وزَّعت فرقة الجراد في كل العالم،‏ كنشرة،‏ ٥٠ مليون نسخة من ذلك القرار —‏ عذاب فعلا لرجال الدين!‏ وبعد سنوات،‏ كان الناس في انكلترا لا يزالون يتكلمون عن هذا التشهير اللاسع.‏

      ١٩ اية اداة قتال اضافية نالها الجراد الرمزي،‏ وماذا كانت لديها لتقوله عن البيان الرسمي في لندن؟‏

      ١٩ في هذا المحفل،‏ نال الجراد الرمزي اداة قتال اضافية،‏ كتابا جديدا على نحو بارز بعنوان الانقاذ.‏ وقد تضمَّن مناقشة مؤسسة على الاسفار المقدسة للعلامة تبرهن ان ‹الولد الذكر›،‏ الذي يمثِّل حكومة هي ملكوت المسيح السماوي،‏ وُلد في السنة ١٩١٤.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣-‏١٤؛‏ رؤيا ١٢:‏​١-‏١٠‏)‏ وبعد ذلك،‏ اقتبس من البيان الرسمي المنشور في لندن في السنة ١٩١٧ والموقَّع من قبل ثمانية رجال دين،‏ وُصفوا بأنهم «بين الكارزين الاعظم للعالم».‏ لقد مثَّلوا الطوائف الپروتستانتية الرئيسية —‏ المعمدانية،‏ الجماعية،‏ المشيخية،‏ الاسقفية،‏ والمنهجية.‏ وهذا البيان نادى بأن «الازمة الحاضرة تشير الى نهاية ازمنة الامم» وأن «استعلان الرب يمكن توقعه في اية لحظة».‏ نعم،‏ ان رجال الدين هؤلاء ادركوا علامة حضور يسوع!‏ ولكن هل ارادوا ان يفعلوا شيئا بشأن ذلك؟‏ يخبرنا الكتاب الانقاذ:‏ «ان الجزء الاكثر جدارة بالملاحظة من المسألة هو ان الرجال انفسهم الذين وقَّعوا البيان الرسمي انكروه في ما بعد ورفضوا الدليل الذي يبرهن اننا في نهاية العالم وفي يوم الحضور الثاني للرب».‏

      ٢٠ (‏أ)‏ اي اختيار قام به رجال الدين في ما يتعلق بفرقة الجراد وملكها؟‏ (‏ب)‏ مَن يقول يوحنا انه على فرقة الجراد،‏ وما هو اسمه؟‏

      ٢٠ عوضا عن اعلان ملكوت اللّٰه القادم،‏ اختار رجال دين العالم المسيحي البقاء مع عالم الشيطان.‏ وهم لا يريدون ايّ دور مع فرقة الجراد وملكها،‏ الذي في ما يتعلق به يلاحظ يوحنا الآن:‏ ‏«وعليه ملك،‏ هو ملاك المهواة.‏ اسمه بالعبرانية ابدون [يعني «دمار»]‏‏،‏ وله باليونانية اسم أبوليون [يعني «مدمِّر»]‏‏».‏ (‏رؤيا ٩:‏١١ ‏)‏ وبصفته «ملاك المهواة» و ‹مدمِّرا›،‏ اطلق يسوع حقا ويلا ضاربا على العالم المسيحي.‏ ولكنَّ المزيد سيتبع!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a قارنوا يوئيل ٢:‏​٤،‏ ٥،‏ ٧ (‏حيث توصف الحشرات كخيل،‏ شعب،‏ ورجال،‏ وكصانعة صوتا كصوت المركبات)‏ بالرؤيا ٩:‏​٧-‏٩‏؛‏ وأيضا،‏ قارنوا يوئيل ٢:‏​٦،‏ ١٠ (‏التي تصف الاثر الموجع لضربة الحشرات)‏ بالرؤيا ٩:‏​٢‏،‏ ٥ ‏.‏

      b انظروا المقالة «متَّحدين تجاه الامم في وادي القضاء» في عدد ١ تموز ١٩٦٢ من برج المراقبة.‏

      c لاحظوا ان هذه الآية لا يمكن استعمالها للبرهان على انه كانت هنالك نار في المهواة،‏ كما لو ان المهواة هي نوع من نار الهاوية.‏ فيوحنا يقول انه رأى دخانا كثيفا ك‍ ،‏ او مثل،‏ دخان اتون عظيم.‏ (‏رؤيا ٩:‏٢‏)‏ وهو لا يخبر عن رؤية لُهُب فعلية في المهواة.‏

      d الكلمة اليونانية المستعملة هنا تأتي من الجذر باسانيزو،‏ الذي يُستعمل احيانا للعذاب الحرفي؛‏ ولكن،‏ يمكن استعماله ايضا للعذاب العقلي.‏ مثلا،‏ في ٢ بطرس ٢:‏٨ نقرأ ان لوطا كان «يعذِّب نفسه البارة» بسبب الشر الذي رآه في سدوم.‏ والقادة الدينيون للعصر الرسولي اختبروا العذاب العقلي على الرغم من انه،‏ طبعا،‏ لسبب مختلف جدا.‏

      e هذه المجلة سُمِّيت من جديد التعزية في ١٩٣٧ واستيقظ!‏ في ١٩٤٦.‏

  • الويل الثاني —‏ جيوش الخيالة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٢٣

      الويل الثاني —‏ جيوش الخيالة

      ١ على الرغم من جهود رجال الدين لسحق الجراد،‏ ماذا يحدث،‏ والى ماذا يشير اتيان ويلين ايضا؟‏

      ان اجتياح الجراد الرمزي للعالم المسيحي،‏ من السنة ١٩١٩ فصاعدا،‏ يسبِّب لرجال الدين انزعاجا كثيرا.‏ وقد حاولوا سحق الجراد،‏ لكنه استمر يتقدَّم بشكل اقوى من ايّ وقت مضى.‏ (‏رؤيا ٩:‏٧‏)‏ وذلك ليس كل شيء!‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«مضى الويل الواحد.‏ وهوذا يأتي ويلان آخران بعد هذه الامور».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٢ ‏)‏ فثمة ضربات تعذيب اضافية مخزَّنة للعالم المسيحي.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يحدث عندما ينفخ الملاك السادس في بوقه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمثِّله ‹الصوت الواحد الآتي من قرون المذبح الذهبي›؟‏ (‏ج)‏ لماذا يجري ذكر اربعة ملائكة؟‏

      ٢ ما هو مصدر الويل الثاني؟‏ يكتب يوحنا:‏ ‏«ونفخ الملاك السادس في بوقه.‏ فسمعت صوتا واحدا آتيا من قرون المذبح الذهبي الذي امام اللّٰه يقول للملاك السادس الذي معه البوق:‏ ‹فُكَّ الملائكة الاربعة المقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات›».‏ (‏رؤيا ٩:‏​١٣،‏ ١٤ ‏)‏ ان اطلاق الملائكة هو استجابة للصوت الآتي من قرون المذبح الذهبي.‏ هذا هو مذبح البخور الذهبي،‏ ومرتين سابقا اقترن بخور الجامات الذهبية من هذا المذبح بصلوات القديسين.‏ (‏رؤيا ٥:‏٨؛‏ ٨:‏​٣،‏ ٤‏)‏ لذلك يمثِّل هذا الصوت الواحد الصلوات المتَّحدة للقديسين على الارض.‏ انهم يلتمسون ان يُنقَذوا هم انفسهم من اجل خدمة نشيطة اضافية بصفتهم «مرسَلي» يهوه،‏ اذ يكون هذا المعنى الاساسي للكلمة اليونانية المترجمة هنا «ملائكة».‏ ولماذا هنالك اربعة ملائكة؟‏ يبدو ان هذا العدد الرمزي يشير الى انهم سيكونون منظَّمين بحيث يغطّون الارض بكاملها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏١؛‏ ٢٠:‏٨‏.‏

      ٣ كيف كان الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات»؟‏

      ٣ وكيف كان هؤلاء الملائكة «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات»؟‏ كان نهر الفرات في الازمنة القديمة الحدود الشمالية الشرقية للارض التي وعد يهوه بها ابراهيم.‏ (‏تكوين ١٥:‏١٨؛‏ تثنية ١١:‏٢٤‏)‏ وكما يظهر،‏ كان الملائكة مقيَّدين عند حدود ارضهم المعطاة من اللّٰه،‏ او حيِّز نشاطهم الارضي،‏ محجوزين عن الدخول كاملا في الخدمة التي اعدَّها يهوه لهم.‏ وكان الفرات ايضا مقترنا على نحو بارز بمدينة بابل،‏ وبعد سقوط اورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ قضى الاسرائيليون الطبيعيون ٧٠ سنة في السبي هناك،‏ «مقيَّدين عند النهر العظيم،‏ نهر الفرات».‏ (‏مزمور ١٣٧:‏١‏)‏ والسنة ١٩١٩ وجدت الاسرائيليين الروحيين مقيَّدين بقيد مماثل،‏ مكتئبين وسائلين يهوه الارشاد.‏

      ٤ اية مهمة هنالك لدى الاربعة الملائكة،‏ وكيف أُنجزت؟‏

      ٤ لسعادتنا،‏ يتمكن يوحنا من ان يخبر:‏ ‏«ففُكَّ الملائكة الاربعة،‏ المهيأون للساعة واليوم والشهر والسنة،‏ ليقتلوا ثلث الناس».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٥ ‏)‏ يهوه هو حافظ دقيق للوقت.‏ فلديه جدول وقت وهو ملتزم به.‏ لذلك يُطلَق هؤلاء المرسَلون تماما حسب البرنامج وفي الوقت المعيَّن لانجاز ما يجب عليهم فعله.‏ تصوَّروا فرحهم بالخروج من العبودية في السنة ١٩١٩،‏ مستعدين للعمل!‏ فلديهم مهمة لا ان يعذِّبوا فقط بل اخيرا ان «يقتلوا ثلث الناس».‏ وهذا مرتبط بالضربات التي اعلنتها نفخات البوق الاربع الاولى،‏ التي اصابت ثلث الارض،‏ البحر،‏ المخلوقات في البحر،‏ الينابيع والانهار،‏ ومصادر النور السماوية.‏ (‏رؤيا ٨:‏​٧-‏١٢‏)‏ ويذهب الاربعة الملائكة الى ابعد من ذلك.‏ فهم ‹يقتلون›،‏ مشهِّرين الى التمام الحالة الميتة روحيا للعالم المسيحي.‏ والاعلانات المبوَّق بها،‏ المصنوعة من السنة ١٩٢٢ فصاعدا والمستمرة الى الوقت الحاضر،‏ قد انجزت ذلك.‏

      ٥ في ما يتعلق بالعالم المسيحي،‏ كيف تردَّد صدى صوت نفخة البوق السادسة في السنة ١٩٢٧؟‏

      ٥ اذكروا ان الملاك السماوي قد نفخ الآن في البوق السادس.‏ وتجاوبا مع ذلك،‏ عُقد السادس من سلسلة المحافل الاممية السنوية لتلاميذ الكتاب المقدس في تورونتو،‏ اونتاريو،‏ كندا.‏ والبرنامج هناك يوم الاحد في ٢٤ تموز ١٩٢٧ جرى بثُّه على الهواء عن طريق سلسلة من ٥٣ محطة راديو،‏ اوسع شبكة اذاعية حتى ذلك الوقت.‏ وخرجت تلك الرسالة المقولة الى حضور من ملايين كثيرة على الارجح.‏ اولا،‏ قرار قوي شهَّر العالم المسيحي بصفته ميتا روحيا وقدَّم الدعوة:‏ «في ساعة الحيرة هذه يدعو يهوه اللّٰه الشعوب ان يهجروا ويتركوا ‹العالم المسيحي› او ‹المسيحية المنظَّمة› الى الابد وأن يتحوَّلوا عنه كاملا .‏ .‏ .‏ ؛‏ [فلتقدِّم] الشعوب تعبد واخلاص قلبهم كليا ليهوه اللّٰه ولملكه وملكوته».‏ و «حرية للشعوب» كان عنوان الخطاب العام الذي تبع.‏ وألقى ذلك ج.‏ ف.‏ رذرفورد بأسلوبه الدينامي المعتاد الذي يتوافق مع «النار والدخان والكبريت» التي يلاحظها يوحنا بعد ذلك في الرؤيا.‏

      ٦ كيف يصف يوحنا جيوش الخيالة التي يراها بعد ذلك؟‏

      ٦ ‏«وكان عدد جيوش الخيالة مئتي ألف ألف:‏ انا سمعت عددهم.‏ هكذا رأيت الخيل في الرؤيا،‏ والجالسين عليها:‏ لهم دروع حمراء نارية وزرقاء ياقوتية وصفراء كبريتية،‏ ورؤوس الخيل كرؤوس الاسود،‏ ومن افواهها يخرج نار ودخان وكبريت.‏ بهذه الضربات الثلاث قُتل ثلث الناس،‏ من النار والدخان والكبريت التي خرجت من افواهها».‏ —‏ رؤيا ٩:‏​١٦-‏١٨‏.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ تحت التوجيه المرشِد لمَن يرعد الخيالة؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق يشبه الخيالة الجراد الذي سبقهم؟‏

      ٧ كما يظهر،‏ يرعد هؤلاء الخيالة تحت التوجيه المرشد للملائكة الاربعة.‏ فيا له من مشهد مخيف!‏ تصوَّروا ردَّ فعلكم لو كنتم هدفا لهجوم خيالة كهذا!‏ فمنظرها يوقع الرعب في قلبكم.‏ ولكن،‏ هل لاحظتم كيف ان الخيالة يشبهون الجراد الذي سبقهم؟‏ فالجراد كان مثل الخيل؛‏ والخيالة يمتطون الخيل.‏ اذًا،‏ الاثنان مشمولان بحرب ثيوقراطية.‏ (‏امثال ٢١:‏٣١‏)‏ وكانت للجراد اسنان كأسنان الاسود؛‏ والخيل التي يركبها الخيالة لها رؤوس كرؤوس الاسود.‏ لذلك،‏ كلاهما مرتبطان بالاسد الشجاع الذي من سبط يهوذا،‏ يسوع المسيح،‏ الذي هو قائدهم،‏ آمرهم،‏ ومثالهم.‏ —‏ رؤيا ٥:‏٥؛‏ امثال ٢٨:‏١‏.‏

      ٨ ان الجراد والخيالة كليهما يشاركان في عمل يهوه للدينونة.‏ فالجراد انبثق من الدخان الذي دلّ على الويل والنار المدمِّرة للعالم المسيحي؛‏ ومن افواه الخيل يخرج نار،‏ دخان،‏ وكبريت.‏ وللجراد دروع من حديد،‏ مشيرة الى ان قلوبهم جرت حمايتها بالاخلاص الثابت للبر؛‏ والخيالة يرتدون دروعا ملوَّنة بالاحمر،‏ الازرق،‏ والاصفر عاكسة نار،‏ دخان،‏ وكبريت رسائل الدينونة المميتة التي تتدفق من افواه الخيل.‏ (‏قارنوا تكوين ١٩:‏​٢٤،‏ ٢٨؛‏ لوقا ١٧:‏​٢٩،‏ ٣٠‏.‏)‏ وللجراد اذناب مثل العقارب للتعذيب؛‏ والخيل لها اذناب تشبه الحيَّات للقتل.‏ ويبدو ان ما بدأه الجراد سيتابعه الخيالة بشدة اعظم الى التمام.‏

      ٩ الى ماذا يرمز الخيالة؟‏

      ٩ اذًا،‏ الى ماذا يرمز هؤلاء الخيالة؟‏ تماما كما بدأ صف يوحنا الممسوح المناداة الشبيهة بالبوق بدينونة يهوه للانتقام الالهي على العالم المسيحي،‏ مع السلطة ان يلسع ‹بحُماته ويؤذي›،‏ كذلك نتوقع ان يُستخدم الفريق الحي نفسه في ‹القتل›،‏ اي في التعريف ان العالم المسيحي ورجال دينه هم موتى تماما روحيا،‏ مطروحون من قبل يهوه وجاهزون لـ‍ ‹اتون نار› الدمار الابدي.‏ وفي الواقع،‏ بابل العظيمة كلها يجب ان تزول.‏ ‏(‏رؤيا ٩:‏​٥،‏ ١٠؛‏ ١٨:‏​٢،‏ ٨؛‏ متى ١٣:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ ولكن،‏ تمهيدا لدمارها،‏ يستعمل صف يوحنا «سيف الروح،‏ اي كلمة اللّٰه» في تشهير حالة العالم المسيحي الشبيهة بالموت.‏ والاربعة الملائكة وراكبو الخيل يعطون التوجيه لهذا القتل المجازي لـ‍ «ثلث الناس».‏ (‏افسس ٦:‏١٧؛‏ رؤيا ٩:‏​١٥،‏ ١٨‏)‏ وهذا يشير الى التنظيم اللائق والتوجيه الثيوقراطي تحت اشراف الرب يسوع المسيح فيما تُسرع فرقة المنادين بالملكوت التي توحي بالرهبة الى القتال.‏

      مئتَا ألف ألف

      ١٠ بأي معنى هنالك مئتَا ألف ألف من الخيالة؟‏

      ١٠ كيف يمكن ان يكون هنالك مئتَا ألف ألف من هؤلاء الخيالة؟‏ فهذا الرقم يساوي ٢٠٠ مليون.‏a ومن المفرح ان هنالك الآن ملايين من المنادين بالملكوت،‏ لكنَّ عددهم اقل بكثير من مئات الملايين!‏ ولكن اذكروا كلمات موسى في عدد ١٠:‏٣٦‏:‏ «عُد يا يهوه الى ربوات ألوف اسرائيل».‏ (‏قارنوا تكوين ٢٤:‏٦٠‏.‏)‏ وهذا يعني،‏ حرفيا،‏ ‹عُد الى عشرات ملايين اسرائيل›.‏ ولكنَّ اسرائيل كانت تُعدّ فقط بنحو مليونين الى ثلاثة ملايين في ايام موسى.‏ اذًا،‏ ماذا كان موسى يقول؟‏ لا شك انه كان يفكِّر ان الاسرائيليين يجب ان يكونوا غير معدودين «كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر»،‏ بدلا من ان يكونوا محصَين.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٧؛‏ ١ أخبار الايام ٢٧:‏٢٣‏)‏ لذلك استعمل الكلمة التي تقابل «ربوة» ليشير الى عدد كبير ولكن غير محدَّد.‏ وهكذا ينقل الكتاب المقدس الانكليزي الجديد هذا العدد:‏ «ابقَ،‏ يا ربَّ ألوف اسرائيل التي لا تُحصى».‏ ويتَّفق ذلك مع التعريف الثاني للكلمة التي تقابل «ربوة» الموجود في القواميس اليونانية والعبرانية:‏ «حشد لا يُعدّ»،‏ «حشد».‏ —‏ قاموس ثاير اليوناني-‏الانكليزي الجديد للعهد الجديد؛‏ القاموس العبراني والانكليزي للعهد القديم لجسينيوس،‏ ترجمه ادوارد روبنسون.‏

      ١١ لكي يصير صف يوحنا مئتَي ألف ألف حتى بمعنى رمزي،‏ الى ماذا يحتاجون؟‏

      ١١ غير ان افراد صف يوحنا الذين لا يزالون على الارض يُعدُّون بأقل من ٠٠٠‏,‏١٠.‏ فكيف يمكن تشبيههم بألوف لا تحصى من الخيالة؟‏ لكي يصيروا مئتَي ألف ألف،‏ حتى بمعنى رمزي،‏ ألا يحتاجون الى تعزيزات؟‏ هذا ما يحتاجون اليه،‏ وبلطف يهوه غير المستحق،‏ هذا ما يحصلون عليه!‏ فمن اين تأتي هذه؟‏

      ١٢،‏ ١٣ اية تطورات تاريخية من ١٩١٨ الى ١٩٣٥ اشارت الى مصدر التعزيزات؟‏

      ١٢ من ١٩١٨ الى ١٩٢٢،‏ شرع صف يوحنا يقدِّم للبشرية المتضايقة التوقُّع السعيد ان «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا».‏ وفي السنة ١٩٢٣ أُعلن ايضا ان خراف متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٤ سيرثون الحياة على الارض في ظل ملكوت اللّٰه.‏ وقُدِّم رجاء مماثل في الكراس حرية للشعوب،‏ الذي صدر في المحفل الاممي في السنة ١٩٢٧.‏ وفي وقت باكر من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ أُظهر ان صف يهوناداب المستقيم و «الرجال الذين يتنهدون ويئنون» على حالة العالم المسيحي الروحية المؤسفة يتطابقون مع الخراف الرمزيين الذين لديهم آمال حياة ارضية.‏ (‏حزقيال ٩:‏٤؛‏ ٢ ملوك ١٠:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ واذ وجَّهت مثل هؤلاء الى ‹مدن الملجإ› العصرية،‏ ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٣٤:‏ «ان الذين هم من صف يوناداب يسمعون صوت بوق اللّٰه ويصغون الى التحذير بالهرب الى هيئة اللّٰه ومعاشرة شعب اللّٰه،‏ وهناك يجب ان يبقوا».‏ —‏ عدد ٣٥:‏٦‏.‏

      ١٣ وفي السنة ١٩٣٥ دُعي افراد صف يوناداب هذا على نحو خصوصي الى حضور محفل شهود يهوه في واشنطن،‏ دي سي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهناك،‏ يوم الجمعة في ٣١ ايار،‏ قدَّم ج.‏ ف.‏ رذرفورد خطابه الشهير «الجمع الكثير» الذي اظهر فيه بوضوح ان هذا الفريق للرؤيا ٧:‏٩ هو خراف متى ٢٥:‏٣٣ نفسهم —‏ فريق منتذر برجاء ارضي.‏ وكبشير بالامور العتيدة،‏ اعتمد في ذلك المحفل ٨٤٠ شاهدا جديدا،‏ ومعظمهم من الجمع الكثير.‏b

      ١٤ هل يكون للجمع الكثير دور في الهجوم الرمزي للخيالة،‏ وأي تصميم جرى التعبير عنه في السنة ١٩٦٣؟‏

      ١٤ وهل كان لهذا الجمع الكثير دور في هجوم الخيالة الذي بدأ بالتقدم في السنة ١٩٢٢ والذي نال تشديدا خصوصيا في محفل تورونتو في السنة ١٩٢٧؟‏ بالتأكيد كان لهم دور تحت توجيه الاربعة الملائكة،‏ صف يوحنا الممسوح.‏ وفي محفل «البشارة الابدية» حول العالم للسنة ١٩٦٣،‏ انضموا الى صف يوحنا في قرار مثير.‏ وهذا اعلن ان العالم «يواجه زلزلة من الاضطراب العالمي لم يَعرف لها مثيل،‏ وكل مؤسساته السياسية وبابل الدينية العصرية التي له ستتزعزع كاملا».‏ وجرى التعبير عن التصميم «اننا سنستمر في ان نعلن لجميع الشعوب دون محاباة ‹البشارة الابدية› عن ملكوت اللّٰه المسيّاني وعن احكامه التي هي كضربات على اعدائه والتي ستنفَّذ من اجل تحرير جميع الاشخاص الذين يرغبون في عبادة اللّٰه الخالق على نحو مقبول بالروح والحق».‏ وقد تبنَّى هذا القرار بحماسة في ٢٤ محفلا حول الارض المجموع العام لـ‍ ٩٧٧‏,‏٤٥٤ من المجتمعين،‏ الذين كان اكثر من ٩٥ في المئة منهم من الجمع الكثير.‏

      ١٥ (‏أ)‏ في السنة ٢٠٠٥ شكَّل الجمع الكثير اية نسبة مئوية من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل؟‏ (‏ب)‏ كيف تعبِّر صلاة يسوع في يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١ عن وحدة الجمع الكثير مع صف يوحنا؟‏

      ١٥ يستمر الجمع الكثير في اعلان وحدته التامة مع صف يوحنا في سكب الضربات على العالم المسيحي.‏ وفي السنة ٢٠٠٥ شكَّل هذا الجمع الكثير اكثر من ٨‏,‏٩٩ في المئة من قوة العمل التي يستخدمها يهوه في الحقل.‏ وأعضاؤه هم منسجمون قلبيا مع صف يوحنا،‏ الذين من اجلهم صلَّى يسوع في يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١‏:‏ «لست اطلب من اجل هؤلاء فقط،‏ بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي من خلال كلمة هؤلاء،‏ لكي يكونوا جميعهم واحدا،‏ كما انك انت،‏ ايها الآب،‏ في اتحاد بي وأنا في اتحاد بك،‏ ليكونوا هم ايضا في اتحاد بنا،‏ لكي يؤمن العالم انك ارسلتني».‏ واذ يأخذ صف يوحنا الممسوح القيادة تحت رئاسة يسوع،‏ يشترك الجمع الكثير الغيور معهم في هجوم الخيالة الاكثر تخريبا في كل التاريخ البشري!‏c

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يصف يوحنا افواه وأذناب الخيل الرمزية؟‏ (‏ب)‏ كيف تُعَدُّ افواه شعب يهوه للخدمة؟‏ (‏ج)‏ ماذا يتطابق مع الواقع ان «اذنابها تشبه الحيَّات»؟‏

      ١٦ هؤلاء الخيالة يحتاجون الى معدّات للحرب.‏ وكم زوَّد يهوه هذه على نحو رائع!‏ يصف يوحنا ذلك:‏ ‏«فإن سلطة الخيل هي في افواهها وفي اذنابها،‏ فأذنابها تشبه الحيَّات ولها رؤوس،‏ وبها تضر».‏ (‏رؤيا ٩:‏١٩ ‏)‏ عيَّن يهوه خدامه المنتذرين المعتمدين لهذه الخدمة.‏ وبواسطة مدرسة الخدمة الثيوقراطية والاجتماعات الجماعية والمدارس الاخرى يعلِّمهم كيف يكرزون بالكلمة،‏ بحيث يتمكَّنون من التكلم بسلطة بـ‍ «لسان المتعلمين».‏ لقد جعل كلامه في افواههم وأرسلهم ليعلنوا احكامه «علانية ومن بيت الى بيت».‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٢؛‏ اشعيا ٥٠:‏٤؛‏ ٦١:‏٢؛‏ ارميا ١:‏​٩،‏ ١٠؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٠‏)‏ ان صف يوحنا والجمع الكثير يتركون وراءهم رسالة لاسعة،‏ تتطابق مع ‹الاذناب›،‏ في آلاف الملايين من الكتب المقدسة،‏ الكتب،‏ الكراسات،‏ والمجلات الموزَّعة على مرّ السنين.‏ وبالنسبة الى خصومهم الذين يجري إشعارهم بـ‍ ‹الضرر› الآتي من يهوه،‏ تبدو جيوش الخيالة هذه حقا مثل مئتَي ألف ألف.‏ —‏ قارنوا يوئيل ٢:‏​٤-‏٦‏.‏

      ١٧ هل لشهود يهوه ايّ دور في هجوم الخيالة في البلدان حيث لا يمكن توزيع المطبوعات لأن العمل محظور؟‏ أَوضحوا.‏

      ١٧ ان القسم الغيور جدا من هؤلاء الخيالة يتألف من الاخوة في البلدان حيث يكون عمل شهود يهوه تحت الحظر.‏ وكخراف وسط ذئاب،‏ يجب ان يكون هؤلاء «حذرين كالحيَّات،‏ وأبرياء كالحمام».‏ وإطاعة ليهوه،‏ لا يمكنهم ان يكفوا عن التكلم بما رأوه وسمعوه.‏ (‏متى ١٠:‏١٦؛‏ اعمال ٤:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٢‏)‏ وبما ان لديهم القليل او لا شيء من المواد المطبوعة لتوزيعها جهرا،‏ هل يجب ان نستنتج انهم لا يشتركون في هجوم الخيالة؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فلديهم افواههم وسلطتهم من يهوه ليستخدموها في التعبير عن حق الكتاب المقدس.‏ وهذا يفعلونه،‏ على نحو غير رسمي وبإقناع،‏ مؤسِّسين دروسا في الكتاب المقدس و ‹رادّين كثيرين الى البر›.‏ (‏دانيال ١٢:‏٣‏)‏ ومع انهم ربما لا يلسعون بأذنابهم بمعنى ترك مطبوعات فعّالة على نحو مؤثر وراءهم،‏ تخرج من افواههم نار،‏ دخان،‏ وكبريت رمزية فيما يشهدون بلباقة وتمييز عن يوم تبرئة يهوه المقترب.‏

      ١٨ بكم لغة وحتى ايّ عدد وزَّع هؤلاء الخيالة الرسالة الضاربة في شكل مطبوع؟‏

      ١٨ وفي الاماكن الاخرى،‏ تستمر مطبوعات الملكوت في تشهير العقائد والطرق البابلية للعالم المسيحي،‏ جالبة عليه الضرر المستحَق بطريقة مجازية.‏ وباستعمال اساليب طباعة حديثة،‏ كان هؤلاء الخيالة الكثيرون في السنين الـ‍ ٦٨ قبل ٢٠٠٥ قادرين،‏ بأكثر من ٤٥٠ لغة من لغات الارض،‏ على توزيع بلايين الكتب المقدسة،‏ الكتب،‏ المجلات،‏ والكراسات —‏ اكثر بمرات كثيرة من مئتَي ألف ألف حرفية.‏ فيا لها من لسعة وجَّهتها تلك الاذناب!‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ على الرغم من ان العالم المسيحي كان الهدف المحدَّد للرسائل الضاربة،‏ كيف تجاوب البعض في البلدان الابعد بكثير من العالم المسيحي؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف يوحنا ردَّ فعل الناس عموما؟‏

      ١٩ لقد قصد يهوه ان ‹تقتل› هذه الرسالة الضاربة «ثلث الناس».‏ لذلك فإن هدفها المحدَّد كان العالم المسيحي.‏ لكنها بلغت بلدانا ابعد بكثير من العالم المسيحي،‏ بما فيها بلدان كثيرة حيث رياء اديان العالم المسيحي معروف جيدا.‏ وهل اقترب الناس في هذه البلدان الى يهوه اكثر نتيجة رؤية ضرب هذه الهيئة الدينية الفاسدة؟‏ كثيرون اقتربوا!‏ فقد كان هنالك تجاوب سريع بين الناس الودعاء والمحبوبين الذين يعيشون في مناطق خارج دائرة نفوذ العالم المسيحي المباشرة.‏ ولكن في ما يتعلق بالناس عموما،‏ يصف يوحنا ردَّ فعلهم:‏ ‏«وأما باقي الناس الذين لم يُقتلوا بهذه الضربات فلم يتوبوا عن اعمال ايديهم،‏ بحيث لا يعبدون الشياطين وأصنام الذهب والفضة والنحاس والحجر والخشب،‏ التي لا تستطيع ان ترى او تسمع او تمشي،‏ ولم يتوبوا عن قتلهم ولا عن ممارساتهم الارواحية ولا عن عهارتهم ولا عن سرقاتهم».‏ (‏رؤيا ٩:‏​٢٠،‏ ٢١ ‏)‏ فلن يكون هنالك اهتداء عالمي لاشخاص غير تائبين كهؤلاء.‏ وكل الذين يثابرون على طرقهم الشريرة لا بد ان يواجهوا دينونة مضادة من يهوه في يوم تبرئته العظيم.‏ ولكن «كل من يدعو باسم يهوه ينجو».‏ —‏ يوئيل ٢:‏٣٢؛‏ مزمور ١٤٥:‏٢٠؛‏ اعمال ٢:‏​٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٢٠ ان ما ناقشناه الآن هو جزء من الويل الثاني.‏ وهنالك مزيد سيأتي قبل ان يتطوَّر هذا الويل،‏ كما سنرى في الفصلين التاليين.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a تعليق على سفر الرؤيا،‏ بواسطة هنري باركلي سويت،‏ يذكر في ما يتعلق بالعدد «مئتَي ألف ألف»:‏ «ان هذه الاعداد الكبيرة تمنعنا من طلب اتمام حرفي،‏ والوصف الذي يتبع يدعم هذا الاستنتاج».‏

      b انظروا الصفحات السابقة ١١٩-‏١٢٦؛‏ ايضا التبرئة،‏ الكتاب الثالث،‏ الذي اصدره شهود يهوه سنة ١٩٣٢،‏ الصفحتين ٨٣،‏ ٨٤.‏

      c خلافا للجراد،‏ لم تلبس جيوش الخيالة التي رآها يوحنا «كتيجان شبه الذهب».‏ (‏رؤيا ٩:‏٧‏)‏ وهذا ينسجم مع الواقع ان الجمع الكثير،‏ الذي يشكِّل اليوم الجزء الاكبر من الخيالة،‏ لا يرجو الحكم في ملكوت اللّٰه السماوي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة