مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ذبائح رضي عنها اللّٰه
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ذبائح رضي عنها اللّٰه

      ‏«كل رئيس كهنة يُعيَّن ليقدِّم قرابين وذبائح».‏ —‏ عبرانيين ٨:‏٣‏.‏

      ١ لماذا يشعر الناس بحاجة الى الالتفات الى اللّٰه؟‏

      كتب العالم بتاريخ الكتاب المقدس ألْفرد ادرْشايْم:‏ «ان تقديم الذبائح بالنسبة الى الانسان هو ‹حاجة فطرية› تماما كالصلاة؛‏ فالاولى تدل على شعوره حيال نفسه،‏ أما الاخرى فتدل على شعوره حيال اللّٰه».‏ فمنذ دخلت الخطية العالم،‏ جلبت معها مرارة مشاعر الذنب والابتعاد عن اللّٰه والعجز.‏ لذلك صار من اللازم ازالة هذه المشاعر.‏ فمن المفهوم لماذا يشعر الناس بحاجة الى الالتفات الى اللّٰه من اجل المساعدة عندما يكونون في وضع حرج كهذا.‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      ٢ ايّة تقدمات باكرة للّٰه مذكورة في الكتاب المقدس؟‏

      ٢ ان اول تقدمات للّٰه ذُكرَت في الكتاب المقدس هي التي قدَّمها قايين وهابيل.‏ نقرأ:‏ «حدث من بعد ايام ان قايين قدَّم من اثمار الارض قربانا للرب.‏ وقدَّم هابيل ايضا من ابكار غنمه ومن سمانها».‏ (‏تكوين ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ ثم نجد ان نوحا،‏ الذي حفظه اللّٰه من الطوفان العظيم الذي اهلك الجيل الشرير في ايامه،‏ اندفع الى تقديم «محرقات على المذبح» ليهوه.‏ (‏تكوين ٨:‏٢٠‏)‏ وفي عدة مناسبات،‏ فإن وعود اللّٰه وبركاته دفعت ابراهيم،‏ خادم اللّٰه الامين وصديقه،‏ الى ‹بناء مذبح والدعاء باسم الرب›.‏ (‏تكوين ١٢:‏٨؛‏ ١٣:‏٣،‏ ٤،‏ ١٨‏)‏ ولاحقا،‏ واجه ابراهيم اعظم امتحان لإيمانه عندما امره يهوه بتقديم ابنه اسحاق محرقة.‏ (‏تكوين ٢٢:‏١-‏١٤‏)‏ ورغم ان هذه الروايات مختصرة،‏ فإنها تلقي ضوءا على موضوع الذبائح كما سنرى.‏

      ٣ ايّ دور تلعبه الذبائح في العبادة؟‏

      ٣ يتَّضح من روايات الكتاب المقدس هذه وغيرها ان تقديم نوع ما من الذبائح كان جزءا اساسيا من العبادة قبلما اعطى يهوه شرائع محدَّدة تتعلق بها بوقت طويل.‏ وانسجاما مع ذلك،‏ يعرِّف احد المراجع كلمة «ذبيحة» انها «طقس ديني يُقدَّم فيه شيء ما لإله من اجل إقامة علاقة جيدة به،‏ او المحافظة عليها،‏ او استعادتها».‏ لكنَّ ذلك ينشئ اسئلة مهمة اخرى جديرة بأن نتأمل فيها،‏ مثل:‏ لماذا الذبائح لازمة في العبادة؟‏ ايّ نوع من الذبائح مقبول عند اللّٰه؟‏ وأيّ مغزى تحمله الذبائح القديمة لنا اليوم؟‏

      لماذا الذبائح لازمة؟‏

      ٤ ماذا كانت عاقبة خطية آدم وحواء؟‏

      ٤ ارتكب آدم خطيته عن قصد.‏ فأخْذه وأكْله من ثمر شجرة معرفة الخير والشر كانا عصيانا عمديا.‏ وعقوبة هذا العصيان كانت الموت،‏ كما كان اللّٰه قد اوضح:‏ «يوم تأكل منها موتا تموت».‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ وقد دفع آدم وحواء لاحقا اجرة الخطية:‏ الموت.‏ —‏ تكوين ٣:‏١٩؛‏ ٥:‏٣-‏٥‏.‏

      ٥ لماذا اخذ يهوه المبادرة لمصلحة ذرية آدم،‏ وماذا فعل من اجلهم؟‏

      ٥ ولكن ماذا عن ذرية آدم؟‏ بما انهم ورثوا الخطية والنقص من آدم،‏ فهم معرَّضون الآن للابتعاد عن اللّٰه واليأس والموت كالزوجين البشريين الاولين.‏ (‏روما ٥:‏١٤‏)‏ لكنَّ يهوه هو اله محبة في المرتبة الاولى،‏ وليس فقط اله عدل وقدرة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٦‏)‏ لذلك يأخذ المبادرة ليرأب هذا الصدع.‏ فبعد ان يذكر الكتاب المقدس ان «اجرة الخطية هي موت»،‏ يتابع قائلا:‏ «أما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا».‏ —‏ روما ٦:‏٢٣‏.‏

      ٦ ما هي مشيئة يهوه بشأن الضرر الناتج عن خطية آدم؟‏

      ٦ ولاحقا،‏ ليصون يهوه اللّٰه هذه العطية،‏ زوَّد شيئا يمكن ان يغطي الخسارة الناتجة عن تعدي آدم.‏ بالعبرانية،‏ كانت الكلمة كَفَر في البداية تعني على الارجح «غطّى» او ربما «ازال» وتُترجَم ايضا «التكفير».‏a وبكلمات اخرى،‏ زوَّد يهوه وسيلة مناسبة لتغطية الخطية الموروثة من آدم وإزالة الضرر الناتج لكي يتحرر المؤهلون لنيل هذه العطية من إدانة الخطية والموت.‏ —‏ روما ٨:‏٢١‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ ايّ رجاء زوَّده حكم اللّٰه على الشيطان؟‏ (‏ب)‏ ايّ ثمن يجب دفعه من اجل تحرير الجنس البشري من الخطية والموت؟‏

      ٧ جرى التلميح الى رجاء التحرر من عبودية الخطية والموت مباشرة بعدما اخطأ الزوجان البشريان الاولان.‏ قال يهوه عندما اعلن حكمه على الشيطان،‏ الذي كان ممثَّلا بالحية:‏ «اضع عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها.‏ هو يسحق رأسكِ وأنتِ تسحقين عقِبه».‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وبهذه النبوة،‏ لاح بصيص امل لكل الذين سيؤمنون بهذا الوعد.‏ ولكن هنالك ثمن يجب دفعه من اجل التحرير.‏ فالنسل لن يأتي ببساطة ويهلك الشيطان؛‏ فكان يجب ان يُسحق عقِبه،‏ اي انه كان يجب ان يموت ولكن لفترة محدودة.‏

      ٨ (‏أ)‏ كيف تبيّن ان قايين لم يبلغ ما كان متوقعا منه؟‏ (‏ب)‏ لماذا كانت ذبيحة هابيل مقبولة في نظر اللّٰه؟‏

      ٨ لا شك ان آدم وحواء فكَّرا مليًّا في هوية النسل الموعود به.‏ فعندما ولدت حواء ابنها البكر قايين،‏ اعلنت:‏ «اقتنيت رجلا من عند الرب».‏ (‏تكوين ٤:‏١‏)‏ فهل فكرت ربما بأن ابنها سيكون النسل؟‏ سواء فكَّرت بذلك ام لا،‏ فقايين لم يبلغ ما كان متوقعا منه،‏ وكذلك تقدمته.‏ أما اخوه هابيل فقد آمن بوعد اللّٰه واندفع الى تقديم بعض ابكار غنمه كذبيحة ليهوه.‏ نقرأ:‏ «بالايمان قدَّم هابيل للّٰه ذبيحة اعظم قيمة من قايين،‏ وبالايمان شُهد له بأنه بار».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٤‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ بماذا آمن هابيل،‏ وكيف عبَّر عن ذلك؟‏ (‏ب)‏ ماذا انجزت تقدمة هابيل؟‏

      ٩ لم يكن ايمان هابيل مجرد اقتناع بأن اللّٰه موجود،‏ فلا بدّ ان قايين كان مقتنعا بذلك ايضا.‏ لكنَّ هابيل آمن بوعد اللّٰه بنسل سيجلب الخلاص للبشر الامناء.‏ ورغم انه لم يُكشَف له كيف سيُنجَز ذلك،‏ جعله وعد اللّٰه يدرك انه لا بد من سحق عقِب شخص ما.‏ نعم،‏ من الواضح انه استنتج انه لا بد ان يُسفك دم،‏ وهذا هو مفهوم الذبيحة.‏ فقدَّم هابيل عطية تشمل الحياة والدم الى مصدر الحياة،‏ على الارجح كعربون لتوقه الشديد ولتوقعه تحقيق وعد يهوه.‏ وهذا التعبير عن الايمان هو ما جعل يهوه يرضى عن تقدمة هابيل.‏ وما فعله اظهر الى حد ما المعنى الحقيقي للذبيحة التي هي وسيلة يمكن ان يقترب بواسطتها البشر الخطاة الى اللّٰه لنيل رضاه.‏ —‏ تكوين ٤:‏٤؛‏ عبرانيين ١١:‏١،‏ ٦‏.‏

      ١٠ كيف جرى ايضاح مغزى الذبائح عندما طلب يهوه من ابراهيم ان يقدِّم اسحاق؟‏

      ١٠ جرى ايضاح مغزى الذبيحة عندما امر يهوه ابراهيم ان يقدِّم ابنه اسحاق محرقة.‏ ورغم ان هذه الذبيحة لم تقدَّم فعليا،‏ فقد كانت رمزا الى ما سيفعله يهوه لاحقا:‏ تقديم ابنه،‏ مولوده الوحيد،‏ كأعظم ذبيحة على الاطلاق من اجل إنجاز مشيئته للبشر.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وبذبائح وتقدمات الشريعة الموسوية،‏ وضع يهوه نماذج نبوية ليعلِّم شعبه المختار ماذا يجب ان يفعلوا لينالوا الغفران لخطاياهم وليرسِّخوا رجاءهم بالخلاص.‏ فماذا يمكن ان نتعلم من هذه الذبائح؟‏

      الذبائح المقبولة عند يهوه

      ١١ ايّ فئتين من التقدمات كان رئيس الكهنة يقدِّمهما في اسرائيل،‏ ولأيّ قصد؟‏

      ١١ يقول الرسول بولس:‏ «كل رئيس كهنة يعيَّن ليقدِّم قرابين وذبائح».‏ (‏عبرانيين ٨:‏٣‏)‏ لاحظوا ان بولس يقسم التقدمات التي كان يقدِّمها رئيس الكهنة في اسرائيل القديمة الى فئتين:‏ ‹القرابين› و ‹الذبائح›،‏ او ‹الذبائح عن الخطايا›.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١‏)‏ يقدِّم الناس الهدايا عامة للتعبير عن العاطفة والتقدير،‏ وكذلك لتنمية الصداقة ولنيل الرضى او القبول.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٢٠؛‏ امثال ١٨:‏١٦‏)‏ لذلك يمكن اعتبار القرابين التي تأمر بها الشريعة انها هدايا مقدَّمة للّٰه لنيل قبوله ورضاه.‏b والتعديات على الشريعة تطلبت التعويض،‏ لذلك كانت تُقدَّم ‹الذبائح عن الخطايا›.‏ ويزوِّد الپانتاتيُك،‏ وخصوصا اسفار الخروج واللاويين والعدد،‏ الكثير من المعلومات التي تتعلق بمختلف انواع الذبائح والتقدمات.‏ وفي حين انه من الصعب جدا استيعاب وتذكر كل التفاصيل،‏ تستحق بعض النقاط الرئيسية المتعلقة بمختلف انواع الذبائح انتباهنا.‏

      ١٢ اين يمكن ان نجد في الكتاب المقدس وصفا عاما للذبائح،‏ او التقدمات،‏ في الشريعة؟‏

      ١٢ قد نلاحظ انه في اللاويين الاصحاحات ١ الى ٧‏،‏ توصف خمسة انواع رئيسية من التقدمات:‏ المحرقة،‏ تقدمة الحبوب،‏ ذبيحة السلامة،‏ ذبيحة الخطية،‏ وذبيحة الاثم؛‏ وتُذكر كل منها على حدة رغم ان البعض منها كان يُقدَّم معا.‏ ونلاحظ ايضا ان هذه التقدمات توصف مرتين في هذه الاصحاحات وذلك لهدفين.‏ المرة الاولى هي في اللاويين ١:‏٢ الى ٦:‏٧‏،‏ حيث يُذكَر بالتفصيل ما يجب تقديمه على المذبح.‏ والمرة الثانية في اللاويين ٦:‏٨ الى ٧:‏٣٦‏،‏ حيث يجري إظهار الحصص المخصَّصة للكهنة والحصص المخصَّصة للذي يقدِّم الذبيحة.‏ ثم في العدد الاصحاحين ٢٨ و ٢٩‏،‏ نجد ما يمكن ان يُعتبَر جدولا مفصَّلا،‏ يذكر ماذا يجب تقديمه يوميا،‏ اسبوعيا،‏ شهريا،‏ وفي الاعياد السنوية.‏

      ١٣ صِفوا التقدمات التي كانت تُقدَّم طوعا كقرابين للّٰه.‏

      ١٣ كانت المحرقات،‏ تقدمات الحبوب،‏ وذبائح السلامة بين التقدمات المقدمة طوعا الى اللّٰه كقرابين او كوسيلة للاقتراب اليه لنيل رضاه.‏ ويعتقد بعض العلماء ان التعبير العبراني المنقول الى «محرقة» يعني «تقدمة صعود» او «تقدمة صاعدة».‏ وهذا ملائم،‏ لأنه في المحرقة،‏ كان الحيوان المذبوح يُحرَق على المذبح وكانت رائحة ذكية،‏ او رائحة سرور،‏ تصعد الى اللّٰه في السماء.‏ وكان الوجه المميَّز للمحرقة انه بعد رش الدم حول المذبح،‏ كان الحيوان يُقدَّم كله الى اللّٰه.‏ وكان الكهنة يوقدون «الجميع على المذبح محرقة وقود رائحة سرور للرب».‏ —‏ لاويين ١:‏٣،‏ ٤،‏ ٩؛‏ تكوين ٨:‏٢١‏.‏

      ١٤ كيف كانت تقدمة الحبوب تُقدَّم؟‏

      ١٤ توصف تقدمة الحبوب في اللاويين الاصحاح ٢‏.‏ فكانت تقدمة طوعية تتألف من دقيق،‏ يوضع معه عادة الزيت،‏ ويُضاف اليه اللُّبان.‏ «يقبض منها [الكاهن] ملء قبضته من دقيقها وزيتها مع كل لُبانها ويوقد الكاهن تذكارها على المذبح وقود رائحة سرور للرب».‏ (‏لاويين ٢:‏٢‏)‏ كان اللُّبان احد مكوِّنات البخور المقدس الذي كان يُحرَق على مذبح البخور في المسكن والهيكل.‏ (‏خروج ٣٠:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ ومن الواضح ان هذا ما كان يفكر فيه الملك داود عندما قال:‏ «لتستقم صلاتي كالبخور قدامك ليكن رفع يديَّ كذبيحة مسائية [«كتقدمة الحبوب المسائية»،‏ ع‌ج‏]».‏ —‏ مزمور ١٤١:‏٢‏.‏

      ١٥ ماذا كان القصد من ذبيحة السلامة؟‏

      ١٥ والتقدمة الطوعية الاخرى كانت «ذبيحة السلامة [«الشركة»،‏ ع‌ج‏]»،‏ الموصوفة في اللاويين الاصحاح ٣‏.‏ فبالعبرانية،‏ تشير الكلمة «سلامة» الى اكثر من مجرد غياب الحرب او الاضطرابات.‏ يقول كتاب دروس في الانظمة الموسوية (‏بالانكليزية)‏:‏ ‏«هذا ما تشير اليه في الكتاب المقدس،‏ وتشير ايضا الى حالة السلام او العلاقة السلمية باللّٰه،‏ الازدهار،‏ الابتهاج،‏ والسعادة».‏ وهكذا،‏ فإن ذبيحة السلامة لم تكن تقدَّم لضمان السلام مع اللّٰه،‏ كأنما لإرضائه،‏ بل للتعبير عن الشكر او للاحتفال بحالة السلام مع اللّٰه التي يتمتع بها الذين ينالون رضاه.‏ فالكهنة والذي يقدِّم الذبيحة كانوا يتقاسمون الذبيحة بعد تقديم الدم والشحم ليهوه.‏ (‏لاويين ٣:‏١٧؛‏ ٧:‏١٦-‏٢١؛‏ ١٩:‏٥-‏٨‏)‏ فبطريقة رمزية كان مقدِّم الذبيحة والكهنة ويهوه اللّٰه يتشاركون في الوجبة،‏ مما يشير الى العلاقة السلمية بينهم.‏

      ١٦ (‏أ)‏ ماذا كان القصد من ذبيحة الخطية وذبيحة الاثم؟‏ (‏ب)‏ كيف اختلف هذان النوعان من الذبائح عن المحرقة؟‏

      ١٦ كانت ذبيحة الخطية وذبيحة الاثم الذبيحتين المقدَّمتين لطلب غفران الخطية او للتكفير عن التعديات على الشريعة.‏ ورغم ان هذين النوعين من الذبائح شملا ايضا الحرق على المذبح،‏ فهما يختلفان عن المحرقات.‏ فالحيوان لم يكن يقدَّم للّٰه كله،‏ بل اجزاء معيَّنة منه والشحم فقط.‏ أما الباقي فكان يجري التخلص منه خارج المحلة او يأخذه الكهنة احيانا.‏ وهذا الفرق مهم.‏ فالمحرقة كانت تُقدَّم كقربان للّٰه لتتيح الاقتراب اليه.‏ لذلك كانت تُقدَّم بكاملها للّٰه وحده.‏ ومن المثير للاهتمام ان المحرقة كانت تسبقها عادة ذبيحة خطية،‏ او ذبيحة اثم،‏ مما يدل ان غفران الخطية لازم ليكون قربان الخاطئ مقبولا عند اللّٰه.‏ —‏ لاويين ٨:‏١٤،‏ ١٨؛‏ ٩:‏٢،‏ ٣؛‏ ١٦:‏٣،‏ ٥‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ لماذا جرى تزويد ذبيحة الخطية،‏ وأيّ قصد خدمته ذبائح الاثم؟‏

      ١٧ كانت ذبيحة الخطية تُقبَل فقط عن الخطية المرتكبة سهوا ضد الشريعة،‏ الخطية الناتجة عن الضعفات الجسدية.‏ «اذا اخطأت نفس سهوا في شيء من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها»،‏ فعلى الخاطئ ان يقدِّم ذبيحة خطية حسب مركزه.‏ (‏لاويين ٤:‏٢،‏ ٣،‏ ٢٢،‏ ٢٧‏)‏ أما الخطاة غير التائبين فكانوا يُقطَعون؛‏ ولم يكن من الممكن تقديم ذبائح عنهم.‏ —‏ خروج ٢١:‏١٢-‏١٥؛‏ لاويين ١٧:‏١٠؛‏ ٢٠:‏٢،‏ ٦،‏ ١٠؛‏ عدد ١٥:‏٣٠؛‏ عبرانيين ٢:‏٢‏.‏

      ١٨ يجري ايضاح مغزى وهدف ذبيحة الاثم في اللاويين الاصحاحين ٥ و ٦‏.‏ فقد يخطئ الشخص سهوا،‏ لكنَّ خطيته قد تشمل تعدي حقوق رفيقه الانسان او يهوه اللّٰه ويجب التعويض او تصحيح الخطإ.‏ وتُذكر عدة انواع من الخطايا.‏ فالبعض هو خطايا شخصية (‏٥:‏٢-‏٦‏)‏،‏ البعض خطايا في «اقداس الرب» (‏٥:‏١٤-‏١٦‏)‏،‏ والبعض خطايا ناتجة عن الرغبات الخاطئة او الضعفات الجسدية ولكنها ليست سهوا بمعنى مطلق.‏ (‏٦:‏١-‏٣‏)‏ وبالاضافة الى الاعتراف بخطايا كهذه،‏ طُلب من المذنب التعويض حيث يلزم ثم تقديم ذبيحة اثم ليهوه.‏ —‏ لاويين ٦:‏٤-‏٧‏.‏

      شيء افضل سيأتي

      ١٩ لماذا لم تنل اسرائيل رضى اللّٰه،‏ رغم حيازتها الشريعة والذبائح؟‏

      ١٩ أُعطيت الشريعة الموسوية،‏ بذبائحها وتقدماتها العديدة،‏ للاسرائيليين لتمكِّنهم من الاقتراب الى اللّٰه لنيل واستعادة رضاه وبركته حتى يأتي النسل الموعود به.‏ وقد عبَّر الرسول بولس،‏ وهو يهودي طبيعي،‏ عن هذه الفكرة كما يلي:‏ «الشريعة صارت لنا مربيًا يقودنا الى المسيح،‏ لكي نتبرر بالايمان».‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٤‏)‏ ومن المؤسف ان اسرائيل كأمة لم تتجاوب مع هذه التربية بل اساءت استعمال هذا الامتياز.‏ فصارت كثرة ذبائحهم كريهة في نظر يهوه الذي قال:‏ «اتَّخَمتُ من محرقات كباش وشحم مسمَّنات.‏ وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسَرّ».‏ —‏ اشعياء ١:‏١١‏.‏

      ٢٠ ماذا حدث سنة ٧٠ ب‌م للشريعة وذبائحها؟‏

      ٢٠ سنة ٧٠ ب‌م،‏ انتهى نظام الاشياء اليهودي مع هيكله وكهنوته.‏ بعدئذ،‏ لم تعد الذبائح التي نصت عليها الشريعة ممكنة.‏ فهل يعني ذلك ان الذبائح،‏ التي هي جزء لا يتجزأ من الشريعة،‏ لم تعد تحمل مغزى لعبّاد اللّٰه اليوم؟‏ هذا ما سنعالجه في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يوضح كتاب بصيرة في الاسفار المقدسة (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك:‏ «تحمل كلمة ‹التكفير›،‏ كما هي مستعملة في الكتاب المقدس،‏ الفكرة الاساسية لـ‍ ‹التغطية› او ‹الاستبدال›،‏ والشيء الذي يُقدَّم كبديل،‏ او ك‍ ‹تغطية›،‏ لشيء آخر يجب ان يكون نسخة طبق الاصل له.‏ .‏ .‏ .‏ للتكفير بشكل ملائم عمّا خسره آدم،‏ كان يجب تزويد ذبيحة خطية لها القيمة نفسها التي لحياة بشرية كاملة».‏

      b ان الكلمة العبرانية المترجمة تكرارا «تقدمة» هي قُربان.‏ وقد اوضح مرقس ان «قربان» تعني «عطية مكرسة للّٰه» في معرض كلامه عن ادانة يسوع لممارسة لاأخلاقية كان يقوم بها الكتبة والفريسيون.‏ —‏ مرقس ٧:‏١١‏.‏

  • ذبائح التسبيح التي ترضي يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٠ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ذبائح التسبيح التي ترضي يهوه

      ‏«قرِّبوا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه».‏ —‏ روما ١٢:‏١‏.‏

      ١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن القيمة النسبية للذبائح تحت الشريعة الموسوية؟‏

      ‏«حيث ان للشريعة ظل الخيرات الآتية،‏ لا جوهر الاشياء عينه،‏ لا يقدر الناس البتة بالذبائح نفسها التي يقدمونها بلا انقطاع سنة بعد سنة ان يجعلوا الذين يقتربون كاملين».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١‏)‏ يؤكد الرسول بولس هنا وبجملة واضحة واحدة ان كل الذبائح المقدَّمة تحت الشريعة الموسوية لم تكن لها قيمة دائمة في ما يتعلق بخلاص الانسان.‏ —‏ كولوسي ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٢ لماذا محاولة فهم المعلومات المفصَّلة في الكتاب المقدس عن التقدمات والذبائح في الشريعة ليست هباء؟‏

      ٢ فهل يعني هذا ان لا قيمة لمعلومات الپانتاتيُك عن التقدمات والذبائح للمسيحيين اليوم؟‏ على مدى ما يزيد على السنة،‏ قرأ مؤخرا المنخرطون في مدرسة الخدمة الثيوقراطية في جماعات شهود يهوه حول العالم الاسفار الخمسة الاولى من الكتاب المقدس.‏ وقد بذل البعض جهدهم لقراءة وفهم كل التفاصيل.‏ فهل ذهبت جهودهم هباء؟‏ طبعا لا،‏ لأن «كل ما كُتب من قبل كُتب لإرشادنا،‏ حتى باحتمالنا وبالتعزية من الاسفار المقدسة يكون لنا رجاء».‏ (‏روما ١٥:‏٤‏)‏ اذًا ينشأ السؤال:‏ ايّ «ارشاد» و«تعزية» يمكن ان نستمدهما من هذه المعلومات الموجودة في الشريعة عن التقدمات والذبائح؟‏

      لإرشادنا وتعزيتنا

      ٣ اية حاجة اساسية لدينا؟‏

      ٣ رغم انه ليس مطلوبا منا تقديم ذبائح حرفية كما نصّت عليها الشريعة،‏ فنحن لا نزال بحاجة ماسة الى ما انجزته الذبائح الى حد ما للاسرائيليين:‏ غفران خطايانا والتمتع برضى اللّٰه.‏ ولكن بما اننا لم نعد نقدِّم ذبائح حرفية،‏ فكيف يمكننا جني هذه الفوائد؟‏ قال بولس بعد الاشارة الى الفوائد المحدودة للذبائح الحيوانية:‏ «عندما يدخل [يسوع] الى العالم يقول:‏ ‹«ذبيحة وتقدمة لم ترد،‏ ولكنك هيأت لي جسدا.‏ لم ترضَ بمحرقات وذبيحة خطية».‏ ثم قلت:‏ «ها أنا آت (‏في درج الكتاب مكتوب عني)‏ لأفعل مشيئتك،‏ يا اللّٰه»›».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٥-‏٧‏.‏

      ٤ كيف يطبِّق بولس المزمور ٤٠:‏٦-‏٨ على يسوع المسيح؟‏

      ٤ اقتبس بولس من المزمور ٤٠:‏٦-‏٨‏،‏ وأشار الى ان يسوع لم يأتِ لتكون ‹الذبيحة والتقدمة›،‏ ‹المحرقات وذبائح الخطية›،‏ ابدية.‏ فبحلول وقت كتابة بولس،‏ لم يعد اللّٰه يرضى عنها كلها.‏ بالاحرى،‏ فإن يسوع اتى بجسد هيأه ابوه السماوي،‏ جسد يماثل من جميع النواحي الجسد الذي هيأه اللّٰه عندما خلق آدم.‏ (‏تكوين ٢:‏٧؛‏ لوقا ١:‏٣٥؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٢،‏ ٤٥‏)‏ وكان يسوع ابن اللّٰه الكامل و «نسل» المرأة،‏ كما هو منبأ به في التكوين ٣:‏١٥‏.‏ وكان سيتَّخذ الخطوات ‹لسحق رأس الشيطان›،‏ رغم انه كان ‹سيُسحق عقبه›.‏ وهكذا،‏ صار يسوع الوسيلة التي زوَّدها يهوه لخلاص الجنس البشري،‏ الامر الذي تاق اليه رجال الايمان منذ ايام هابيل.‏

      ٥،‏ ٦ اية طريقة اسمى للاقتراب الى اللّٰه متاحة للمسيحيين؟‏

      ٥ يقول بولس وهو يتحدث عن هذا الدور الخصوصي الذي لعبه يسوع:‏ «ذاك الذي لم يعرف خطية،‏ جعله [اللّٰه] خطية من اجلنا،‏ لنصير نحن برّ اللّٰه بواسطته».‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢١‏)‏ ان العبارة «جعله خطية» يمكن ترجمتها ايضا «جعله ذبيحة خطية».‏ يقول الرسول يوحنا:‏ «هو ذبيحة استرضاء تكفيرية عن خطايانا،‏ وليس عن خطايانا فقط،‏ بل عن خطايا العالم كله ايضا».‏ (‏١ يوحنا ٢:‏٢‏)‏ لذلك،‏ في حين انه كانت للاسرائيليين وسيلة اقتراب وقتية الى اللّٰه بواسطة ذبائحهم،‏ يملك المسيحيون اساسا اسمى للمجيء الى اللّٰه:‏ ذبيحة يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٦؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٨‏)‏ فإذا مارسنا الايمان بذبيحة يسوع الفدائية التي زوَّدها اللّٰه وأطعناه،‏ يمكننا نحن ايضا نيل غفران لخطايانا والتمتع برضى اللّٰه وبركته.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ أفلا يعزينا ذلك؟‏ ولكن كيف يمكن ان نبرهن اننا نؤمن بالذبيحة الفدائية؟‏

      ٦ بعدما اوضح الرسول بولس ان للمسيحيين اساسا اسمى للاقتراب الى اللّٰه،‏ يذكر،‏ كما نقرأ في العبرانيين ١٠:‏٢٢-‏٢٥‏،‏ ثلاث طرائق لنبرهن اننا نؤمن بتدبير اللّٰه الحبي ونقدِّره.‏ ورغم ان حضّ بولس كان موجَّها بشكل رئيسي الى الذين لهم «طريق الدخول الى الموضع المقدس»،‏ اي المسيحيين الممسوحين الذين لديهم دعوة سماوية،‏ فلا شك ان كل البشر يلزم ان يصغوا الى كلمات بولس الموحى بها اذا ارادوا الاستفادة من ذبيحة الاسترضاء التكفيرية التي قدَّمها يسوع.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏١٩‏.‏

      قدِّموا ذبائح طاهرة غير مدنَّسة

      ٧ (‏أ)‏ كيف تعكس العبرانيين ١٠:‏٢٢ ما كان يجري عند تقديم الذبيحة؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان يجب فعله للتأكد ان الذبيحة مقبولة عند اللّٰه؟‏

      ٧ اولا يحثّ بولس المسيحيين:‏ «لنقترب بقلوب صادقة في تمام يقين الايمان،‏ وقلوبنا مرشوشة من ضمير شرير وأجسادنا مغسولة بماء طاهر».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٢‏)‏ ان الاسلوب المستخدَم هنا يعكس بوضوح ما كان يجري عند تقديم ذبيحة نموذجية تحت الشريعة.‏ وهذا ملائم لأنه كان يجب ان تكون الذبيحة طاهرة غير مدنَّسة ومقدَّمة بدافع صائب لكي تكون مقبولة.‏ والحيوان المقدَّم ذبيحة كان من البقر او الغنم،‏ اي من الحيوانات الطاهرة،‏ وكان «صحيحا» دون عيب.‏ وإذا كانت الذبيحة من الطيور،‏ وجب ان تكون من الترغل او افراخ اليمام.‏ وإذا توفرت هذه الشروط،‏ كان «يُرضى عليه للتكفير عنه».‏ (‏لاويين ١:‏٢-‏٤،‏ ١٠،‏ ١٤‏،‏ ع‌ج؛‏ ٢٢:‏١٩-‏٢٥‏)‏ وتقدمة الحبوب لم تكن لتشمل الخمير الذي يرمز الى الفساد،‏ ولا العسل الذي كان على الارجح عصير الفاكهة،‏ وهو عامل مساعد على التخمر.‏ وعندما كانت الذبائح الحيوانية او تقدمات الحبوب تُقدَّم على المذبح،‏ كان يُضاف اليها الملح الذي هو مادة حافظة.‏ —‏ لاويين ٢:‏١١-‏١٣‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ماذا كان مطلوبا من مقدِّم التقدمة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نتأكد ان عبادتنا مقبولة عند يهوه؟‏

      ٨ وماذا عن مقدِّم الذبيحة؟‏ نصّت الشريعة ان يكون كل مَن يأتي امام يهوه طاهرا غير مدنَّس.‏ وكلّ من تنجس لأيّ سبب،‏ كان عليه اولا ان يقدِّم ذبيحة خطية او ذبيحة اثم لاستعادة موقفه الطاهر امام يهوه لكي تكون المحرقة او ذبيحة السلامة التي يقدِّمها مقبولة عند اللّٰه.‏ (‏لاويين ٥:‏١-‏٦،‏ ١٥،‏ ١٧‏)‏ فهل نقدِّر اهمية المحافظة دائما على موقف طاهر امام يهوه؟‏ اذا اردنا ان تكون عبادتنا مقبولة عند اللّٰه،‏ يجب ان نصحِّح بسرعة اية تعديات على شرائع اللّٰه.‏ ويجب ان نستعمل بسرعة وسيلة اللّٰه للمساعدة:‏ «شيوخ الجماعة» و ‹ذبيحة الاسترضاء التكفيرية عن خطايانا›،‏ يسوع المسيح.‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٤؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٩ ما هو الفرق الرئيسي بين الذبائح المقدَّمة ليهوه وتلك المقدَّمة للآلهة الباطلة؟‏

      ٩ كان التشديد على عدم النجاسة من ايّ نوع في الواقع الفرق الرئيسي بين الذبائح المقدَّمة ليهوه وتلك التي قدَّمتها الامم المحيطة بإسرائيل للآلهة الباطلة.‏ قال احد المراجع في التعليق على هذا الوجه المميِّز للذبائح في الشريعة الموسوية:‏ «قد نلاحظ انه لا وجود للعرافة او الكهانة،‏ الاهتياج الديني الجنوني،‏ تشويه الذات او البغاء المقدس.‏ وكانت شعائر الخصب الشهوانية التي ترافقها العربدة ممنوعة كليًّا؛‏ ولا وجود للذبائح البشرية ولا الذبائح المقدَّمة للاموات».‏ كل ذلك يلفت الانتباه الى واقع واحد:‏ ان يهوه قدوس،‏ ولا يجيز او يوافق على الخطية او الفساد من ايّ نوع كان.‏ (‏حبقوق ١:‏١٣‏)‏ ووجب ان تكون العبادة والذبائح المقدَّمة له طاهرة غير مدنَّسة جسديا وأدبيا وروحيا.‏ —‏ لاويين ١٩:‏٢؛‏ ١ بطرس ١:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١٠ ايّ فحص ذاتي ينبغي ان نقوم به انسجاما مع حض بولس المسجل في روما ١٢:‏١،‏ ٢‏؟‏

      ١٠ نظرا الى ذلك،‏ يجب ان نفحص انفسنا في كل مجالات الحياة لنتأكد ان خدمتنا ليهوه مقبولة عنده.‏ ولا ينبغي ان نفكر ابدا انه لا يهم ما نفعل في حياتنا الشخصية ما دمنا نشترك الى حدّ ما في الاجتماعات والخدمة المسيحية.‏ ولا ينبغي ان نشعر ايضا ان الاشتراك في النشاطات المسيحية يعفينا بطريقة ما من إطاعة شرائع اللّٰه في مجالات اخرى من حياتنا.‏ (‏روما ٢:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فلا يمكننا ان نتوقع نيل بركة اللّٰه ورضاه اذا سمحنا لأيّ شيء نجس او مدنَّس في نظره بأن يلوِّث تفكيرنا وتصرفاتنا.‏ تذكروا كلمات بولس:‏ «اناشدكم،‏ ايها الاخوة،‏ برأفات اللّٰه ان تقرِّبوا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مقبولة عند اللّٰه،‏ خدمة مقدسة بقوتكم العقلية.‏ وكفوا عن مشاكلة نظام الاشياء هذا،‏ بل غيِّروا شكلكم بتغيير ذهنكم،‏ لتتبيَّنوا بالاختبار ما هي مشيئة اللّٰه الصالحة المقبولة الكاملة».‏ —‏ روما ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      قدِّموا ذبائح تسبيح من كل قلبكم

      ١١ ماذا تشمل عبارة ‹الاعلان جهرا› المذكورة في العبرانيين ١٠:‏٢٣‏؟‏

      ١١ ثم يلفت بولس الانتباه،‏ وهو يكتب الى العبرانيين،‏ الى وجه مهم من العبادة الحقة:‏ «لنتمسك بإعلان رجائنا جهرا من دون تقلب،‏ لأن الذي وعد امين».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٣‏)‏ ان عبارة ‹الاعلان جهرا› تعني حرفيا «الاعتراف»،‏ ويتكلم بولس ايضا عن «ذبيحة تسبيح».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ وهذا ما يذكِّرنا بنوع الذبيحة التي قدَّمها رجال مثل هابيل ونوح وإبراهيم.‏

      ١٢،‏ ١٣ بماذا كان الاسرائيلي يعترف عند تقديم المحرقة،‏ وماذا يمكن ان نفعل لنعكس الروح نفسها؟‏

      ١٢ كان الاسرائيلي يقدِّم المحرقة «عن اختيار امام يهوه».‏ (‏لاويين ١:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبهذه الذبيحة،‏ كان يصنع طوعا اعلانا جهريا،‏ او اعترافا،‏ بأن يهوه يغدق بركاته ولطفه الحبي على شعبه.‏ تذكروا ان الوجه المميَّز للمحرقة هو ان التقدمة كلها كانت تلتهمها النار على المذبح —‏ رمز ملائم الى التخصيص الكامل ليهوه.‏ وعلى نحو مماثل،‏ نبرهن عن ايماننا بالذبيحة الفدائية وعن شكرنا على هذا التدبير عندما نقدِّم ليهوه طوعا ومن كل قلبنا «ذبيحة تسبيح .‏ .‏ .‏ اي ثمر شفاه».‏

      ١٣ في حين ان المسيحيين لا يقدِّمون ذبائح حرفية،‏ سواء أكانت حيوانية ام نباتية،‏ فلديهم مسؤولية الشهادة ببشارة الملكوت وجلب تلاميذ ليسوع المسيح.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فهل تنتهزون الفرص للاشتراك في اعلان بشارة ملكوت اللّٰه جهرا لكي يعرف اشخاص اكثر الامور الرائعة التي يخبئها اللّٰه للبشر الطائعين؟‏ هل تصرفون وقتكم وتبذلون جهدكم طوعا في تعليم المهتمين ومساعدتهم على الصيرورة تلاميذ ليسوع المسيح؟‏ ان اشتراكنا بغيرة في الخدمة يسرّ اللّٰه،‏ تماما كرائحة السرور للمحرقة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏

      ابتهجوا برفقة اللّٰه والناس

      ١٤ كيف تناظر كلمات بولس في العبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥ فكرة ذبيحة السلامة؟‏

      ١٤ وأخيرا،‏ يلفت بولس الانتباه الى علاقتنا بالرفقاء المسيحيين فيما نعبد اللّٰه.‏ «لنراعِ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة،‏ غير متخلين عن اجتماعنا،‏ كما هو من عادة البعض،‏ بل مشجعين بعضنا بعضا،‏ وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ان عبارات «للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة»،‏ «اجتماعنا»،‏ و «مشجعين بعضنا بعضا» تذكِّرنا كلها بما كانت تنجزه ذبيحة السلامة (‏الشركة)‏ في اسرائيل لشعب اللّٰه.‏

      ١٥ ايّ تناظر هنالك بين ذبيحة السلامة والاجتماعات المسيحية؟‏

      ١٥ ان الكلمة العبرانية المترجمة «سلامة» تُستعمل هنا بصيغة الجمع،‏ مما قد يشير الى ان الاشتراك في هذه الذبائح ينتج السلام مع اللّٰه والسلام مع الرفقاء العبّاد.‏ يعلِّق احد العلماء على هذه الذبيحة:‏ «لا شك انها كانت مناسبة للرفقة السارة مع اله العهد،‏ التي كان خلالها يتنازل ليحل ضيفا على الاسرائيليين ليشاركهم في الذبيحة،‏ هو الذي لطالما كان مضيفهم».‏ وهذا ما يذكِّرنا بوعد يسوع:‏ «حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي،‏ فهناك اكون في وسطهم».‏ (‏متى ١٨:‏٢٠‏)‏ فكل مرة نحضر اجتماعا مسيحيا،‏ نستفيد من المشاركة البنّاءة،‏ من الارشاد المشجِّع،‏ ومن فكرة وجود الرب يسوع المسيح معنا.‏ وهذا ما يجعل الاجتماع المسيحي مناسبة مفرحة ومقوية للايمان.‏

      ١٦ ماذا يجعل الاجتماعات المسيحية مفرحة جدا كذبيحة السلامة قديما؟‏

      ١٦ في ذبيحة السلامة،‏ كان كل الشحم —‏ الذي حول الاحشاء والكليتين وزيادة الكبد والخاصرتين بالاضافة الى ألية الخروف —‏ يُقدَّم ليهوه بالحرق،‏ اذ يوقد على المذبح.‏ (‏لاويين ٣:‏٣-‏١٦‏)‏ كان الشحم يُعتبر اغنى وأفضل جزء من الحيوان.‏ وتقديمه على المذبح يرمز الى اعطاء افضل ما لدى الشخص ليهوه.‏ فما يجعل الاجتماعات المسيحية مفرحة خصوصا هو تقديم التسبيح ليهوه وليس فقط نيل الارشاد.‏ وهذا ممكن اذا بذلنا جهودنا المتواضعة انما الدؤوبة في الاشتراك في الترنيم من كل القلب،‏ الاصغاء بانتباه،‏ والتعليق حيثما امكن.‏ هتف صاحب المزمور:‏ «هللويا.‏ غنوا للرب ترنيمة جديدة تسبيحته في جماعة الاتقياء».‏ —‏ مزمور ١٤٩:‏١‏.‏

      وفرة من البركات من يهوه في انتظارنا

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ اية ذبائح عظيمة قدَّمها سليمان عند تدشين الهيكل في اورشليم؟‏ (‏ب)‏ اية بركات نالها الشعب من جراء الاحتفال بتدشين الهيكل؟‏

      ١٧ عند تدشين الهيكل في اورشليم في الشهر السابع من سنة ١٠٢٦ ق‌م،‏ قدَّم الملك سليمان «ذبائح [«عظيمة»،‏ ع‌ج‏] امام الرب»،‏ تتألف من «المحرقات والتقدمات [«وتقدمات الحبوب»،‏ ع‌ج‏] وشحم ذبائح السلامة».‏ وبالاضافة الى تقدمات الحبوب،‏ قُدِّم آنذاك ما مجموعه ٠٠٠‏,٢٢ من البقر و ٠٠٠‏,١٢٠ من الغنم كذبيحة.‏ —‏ ١ ملوك ٨:‏٦٢-‏٦٥‏.‏

      ١٨ فهل يمكنكم ان تتخيلوا مقدار العمل والنفقات التي تطلبها هذا الاحتفال الضخم؟‏ لكن من الواضح ان البركات التي نالها الاسرائيليون فاقت كثيرا الكلفة.‏ فعندما انتهى الاحتفال،‏ «صرف [سليمان] الشعب فباركوا الملك وذهبوا الى خيمهم فرحين وطيِّبي القلوب لأجل كل الخير الذي عمل الرب لداود عبده ولإسرائيل شعبه».‏ (‏١ ملوك ٨:‏٦٦‏)‏ حقا،‏ كما عبَّر سليمان عن ذلك:‏ «بركة الرب هي تُغْني ولا يزيد معها تعبا».‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

      ١٩ ماذا يمكن ان نفعل لنيل بركات عظيمة من يهوه الآن وإلى الابد؟‏

      ١٩ في ايامنا،‏ حلّ «جوهر الاشياء عينه» محل «ظل الخيرات الآتية».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏١‏)‏ فيسوع المسيح،‏ في دور رئيس الكهنة العظيم المرموز اليه،‏ سبق فدخل السماء عينها وقدَّم قيمة دمه للتكفير عن كل الذين يمارسون الايمان بذبيحته.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٤-‏٢٦‏)‏ وعلى اساس هذه الذبيحة العظيمة وبتقديم ذبائح تسبيحنا الطاهرة غير المدنَّسة للّٰه من كل القلب،‏ يمكننا نحن ايضا ان نكون «فرحين وطيِّبي القلوب» وأن نتطلع الى البركات الوافرة من يهوه.‏ —‏ ملاخي ٣:‏١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة