هل تعرف شافان وعائلته؟‏

هل سبق ان لاحظت الاشارات الى شافان وبعض افراد عائلته ذات النفوذ اثناء قراءتك للكتاب المقدس؟‏ مَن كانوا؟‏ ماذا فعلوا؟‏ وأية دروس نتعلمها منهم؟‏

يتحدث الكتاب المقدس للمرة الاولى عن «شافان بن اصليا بن مشلام» في معرض الكلام عن ردّ يوشيا للعبادة الحقة نحو سنة ٦٤٢ ق‌م.‏ (‏٢ ملوك ٢٢:‏٣‏)‏ وفي السنوات الـ‍ ٣٦ التالية،‏ اي حتى دمار اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ نتعرّف بأبنائه الاربعة،‏ اخيقام،‏ العاسة،‏ جمريا،‏ ويازنيا.‏ (‏انظر الجدول.‏)‏ توضح دائرة المعارف اليهودية (‏بالانكليزية)‏:‏ «تولّت عائلة شافان مناصب ادارية رفيعة [في مملكة يهوذا] وشغلت منصب كاتب الملك من زمن يوشيا الى السبي».‏ ان مراجعة ما يقوله الكتاب المقدس عن شافان وعائلته ستساعدنا ان نفهم كيف ايّدوا النبي ارميا وعبادة يهوه الحقة.‏

وقد كان البعض من ذرية شافان على اتصال وثيق بالنبي ارميا.‏

اخيقام وجدليا

كما ذكرنا آنفا،‏ يُذكَر اخيقام بن شافان للمرة الاولى في معرض الحديث عن الوفد الذي أُرسِل الى النبية خلدة.‏ يقول احد المراجع:‏ «رغم ان الكتاب المقدس العبراني لا يذكر رتبة اخيقام،‏ من الواضح انه كان رفيع المنصب».‏

وبعد نحو ١٥ سنة من تلك الحادثة،‏ تعرضت حياة ارميا للخطر.‏ فعندما حذر الشعبَ ان يهوه ينوي تدمير اورشليم،‏ ‹امسكه الكهنة والانبياء وكل الشعب قائلين تموت موتا›.‏ فماذا حدث بعد ذلك؟‏ تتابع الرواية:‏ «لكنَّ يد اخيقام بن شافان كانت مع ارميا حتى لا يُدفع ليد الشعب ليقتلوه».‏ (‏ارميا ٢٦:‏١-‏٢٤‏)‏ وماذا يبيِّن ذلك؟‏ يذكر قاموس انكور للكتاب المقدس (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا تبيِّن هذه الحادثة مدى نفوذ اخيقام فحسب،‏ بل تدل ايضا انه كان،‏ كغيره من عائلة شافان،‏ يحب ارميا».‏

بعد ٢٠ سنة تقريبا،‏ إثر دمار اورشليم على ايدي البابليين في سنة ٦٠٧ ق‌م وأخذ معظم شعبها الى السبي،‏ عُيِّن جدليا بن اخيقام واليا على اليهود الباقين في الارض.‏ فهل اهتم بإرميا كغيره من عائلة شافان؟‏ يقول سجل الكتاب المقدس:‏ «فجاء ارميا الى جدليا بن اخيقام الى المصفاة وأقام عنده».‏ وبعد اشهر قليلة،‏ قُتِل جدليا.‏ ثم انتقل اليهود الباقون الى مصر،‏ آخذين ارميا معهم.‏ —‏ ارميا ٤٠:‏٥-‏٧؛‏ ٤١:‏١،‏ ٢؛‏ ٤٣:‏٤-‏٧‏.‏

جمريا وميخايا

لعب جمريا بن شافان وميخايا حفيد شافان دورا بارزا في الاحداث المذكورة في ارميا الاصحاح ٣٦‏.‏ ففي السنة الخامسة للملك يهوياقيم،‏ نحو سنة ٦٢٤ ق‌م،‏ قرأ باروخ في السفر كلام ارميا في بيت يهوه،‏ «في مخدع جمريا بن شافان».‏ وهكذا،‏ «سمع ميخايا بن جمريا بن شافان كل كلام الرب من السفر».‏ —‏ ارميا ٣٦:‏٩-‏١١‏.‏

أبلغ ميخايا اباه وكل الرؤساء الآخرين عن الدرج،‏ فأرادوا سماع ما يقوله.‏ وماذا كان ردّ فعلهم؟‏ «كان لما سمعوا كل الكلام انهم خافوا ناظرين بعضهم الى بعض وقالوا لباروخ إخبارا نخبر الملك بكل هذا الكلام».‏ وقبل التحدث الى الملك،‏ اوصوا باروخ:‏ «اذهب واختبئ انت وإرميا ولا يعلم انسان اين انتما».‏ —‏ ارميا ٣٦:‏١٢-‏١٩‏.‏

كما كان متوقعا،‏ رفض الملك الرسالة التي يحتويها الدرج فمزّقه وأحرقه الجزء تلو الجزء.‏ إلا ان بعض الرؤساء،‏ بمن فيهم جمريا بن شافان،‏ «ترجوا الملك ان لا يحرق الدرج فلم يسمع لهم».‏ (‏ارميا ٣٦:‏٢١-‏٢٥‏)‏ ويذكر كتاب ارميا —‏ دليل آثاري (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان جمريا مؤيدا قويا لإرميا في بلاط الملك يهوياقيم».‏

العاسة ويازنيا

في سنة ٦١٧ ق‌م،‏ استولت بابل على مملكة يهوذا.‏ وأُخِذ الى بابل آلاف اليهود،‏ «كل الرؤساء وجميع جبابرة البأس .‏ .‏ .‏ وجميع الصناع والاقيان»،‏ بمن فيهم النبي حزقيال.‏ وأصبح متنيا الملك الجديد والتابع لبابل بعد ان غيَّر البابليون اسمه الى صدقيا.‏ (‏٢ ملوك ٢٤:‏١٢-‏١٧‏)‏ ولاحقا،‏ ارسل صدقيا وفدا الى بابل يضم العاسة بن شافان.‏ فعهد ارميا الى العاسة برسالة مهمة من يهوه الى المسبيين اليهود.‏ —‏ ارميا ٢٩:‏١-‏٣‏.‏

وهكذا،‏ يشير سجل الكتاب المقدس ان شافان،‏ ثلاثة من ابنائه،‏ واثنين من حفدائه استخدموا مناصبهم ذات النفوذ لدعم العبادة الحقة وتأييد النبي الامين ارميا.‏ ولكن ماذا عن ابن شافان،‏ يازنيا؟‏ لقد تورّط كما يبدو في العبادة الصنمية على خلاف الافراد الآخرين في عائلة شافان.‏ ففي السنة السادسة لسبي حزقيال في بابل،‏ او نحو سنة ٦١٢ ق‌م،‏ شاهد النبي رؤيا تصوِّر ٧٠ رجلا يقدِّمون البخور للاصنام في هيكل اورشليم.‏ وكان بينهم يازنيا،‏ وهو الشخص الوحيد المذكور بالاسم،‏ الامر الذي يمكن ان يشير الى كونه فردا بارزا في هذه المجموعة.‏ (‏حزقيال ٨:‏١،‏ ٩-‏١٢‏)‏ ويبرهن مثال يازنيا ان نشوء المرء في عائلة تقية لا يضمن صيرورته عابدا امينا ليهوه.‏ فكل فرد مسؤول عن مسلكه الخاص.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٠‏.‏

تاريخية شافان وعائلته

عندما لعب شافان وعائلته دورا في الاحداث التي دارت في اورشليم،‏ كان استخدام الاختام قد اصبح شائعا في يهوذا.‏ فقد استُخدِمت للتوقيع على الوثائق او للشهادة على صحتها.‏ كما صُنِعت من احجار كريمة،‏ معدن،‏ عاج،‏ او زجاج.‏ وكان يُنقَش عليها عادة اسم مالك الختم،‏ اسم ابيه،‏ وأحيانا لقبه.‏

وُجِدَت مئات الدمغات لأختام عبرانية في مواد صلصالية.‏ ذكر الپروفسور نَمان أفيڠاد،‏ عالِم في دراسة النقوش العبرانية القديمة:‏ «ان نقوش الاختام هي المصدر الوحيد للنقوش العبرانية الذي يذكر اشخاصا معروفين من الكتاب المقدس».‏ فهل وُجِدَت اية نقوش لأختام تعود الى شافان او افراد عائلته؟‏ نعم،‏ يظهر اسما شافان وابنه جمريا على الختم المصوَّر في الصفحتين ١٩ و ٢١.‏

ويقول العلماء ايضا ان هنالك دمغات اختام ربما تشير الى اربعة افراد آخرين من العائلة —‏ اصليا والد شافان؛‏ اخيقام بن شافان؛‏ جمريا بن شافان؛‏ وجدليا الذي يبدو ان دمغة ختم تشير اليه بصفته الشخص «الذي على البيت».‏ ويُعتبَر الختم الرابع خاصّا بجدليا حفيد شافان،‏ على الرغم من عدم ذكر ابيه اخيقام.‏ ويشير لقبه في دمغة الختم انه كان احد اعلى الرسميين في الدولة.‏

ماذا نتعلم؟‏

يا لَلمثال الرائع الذي يرسمه شافان وعائلته في استخدام مناصبهم ذات النفوذ لتأييد العبادة الحقة وإرميا الامين كليهما!‏ بإمكاننا نحن ايضا ان نستخدم مواردنا ونفوذنا لتأييد هيئة يهوه ورفقائنا العباد.‏

انه لَأمر مغنٍ ومقوٍّ للايمان ألّا نقرأ الكتاب المقدس قانونيا فحسب،‏ بل ان نفحصه ايضا بدقة ونتعرف الى شهود قدماء ليهوه كشافان وأفراد من عائلته.‏ فهم ينتمون ايضا الى ‹السحابة العظيمة من الشهود›،‏ الذين يمكننا الاقتداء بهم.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١‏.‏

‏[الرسم/‏الصورة في الصفحة ٢١]‏

‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

سلسلة نسب شافان

مشلام

↓

اصليا

↓

شافان

↓ ↓ ↓ ↓

اخيقام العاسة جمريا يازنيا

↓ ↓

جدليا ميخايا

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

ناشد جمريا وآخرون يهوياقيم ان لا يحرق درج ارميا

‏[الصورة في الصفحة ٢٢]‏

كان يازنيا احد افراد عائلة شافان،‏ غير انه شوهد في رؤيا وهو يعبد الاصنام

‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٩]‏

‏y‏t‏i‏r‏o‏h‏t‏u‏A‏ ‏s‏e‏i‏t‏i‏u‏q‏i‏t‏n‏A‏ ‏l‏e‏a‏r‏s‏I‏ ‏y‏s‏e‏t‏r‏u‏o‏C‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢١]‏

‏y‏t‏i‏r‏o‏h‏t‏u‏A‏ ‏s‏e‏i‏t‏i‏u‏q‏i‏t‏n‏A‏ ‏l‏e‏a‏r‏s‏I‏ ‏y‏s‏e‏t‏r‏u‏o‏C