مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • قاتل يضاهي الحرب في عدد ضحاياه
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • قاتل يضاهي الحرب في عدد ضحاياه

      عندما بدأت ماريلين البالغة من العمر ٢٣ سنة تفقد وزنها وتشعر بالارهاق،‏ اعتقدت ان للامر علاقة بحبلها الاخير.‏ وكانت تعاني سعالا متواصلا ايضا،‏ فأخبرت طبيبها بذلك.‏ فقال لها ان السبب هو خمج في السبيل التنفُّسي العلوي،‏ ووصف لها مضادات حيوية.‏ ولكن حين بدأت ماريلين تتصبب عرقا اثناء الليل،‏ انتابها قلق شديد.‏ فراجعت طبيبها الذي امر بأن يُصوَّر صدرها بالاشعة السينية.‏

      وبسبب الظل الذي شوهد في صورة الاشعة السينية لزم اتخاذ اجراء عاجل،‏ ولكن لم يكن ممكنا الاتصال بماريلين هاتفيا.‏ قالت ماريلين:‏ «اتصل الطبيب بأمي وقال لها اني مريضة جدا.‏ واتَّفق ان عثرت عليّ امي،‏ فقالت لي ان اذهب الى [الطبيب] فورا.‏ فأرسلني الى المستشفى حيث صُوِّرت مرة اخرى بالاشعة السينية وأبقوني هناك.‏»‏

      صُدمت ماريلين حين علمت انها مسلولة.‏ وظنت انها ستموت،‏ لكنها تعافت بُعيد معالجتها بعقاقير مضادة للسّل.‏

      لا عجب ان تستغرب ماريلين اصابتها بالسّل.‏ فحتى كثيرون من الاخصائيين في مجال الصحة كانوا يعتقدون،‏ حتى وقت قريب،‏ ان السّل قُضي عليه في العالم المتقدم.‏ قالت مساعِدة سريرية في مركز معالجة في لندن:‏ «كنت اعتقد انه قُضي عليه مع الطاعون.‏ ولكن حين اتيت للعمل هنا،‏ وجدت انه لا يزال حيا،‏ وهو ينتشر بسرعة في وسط المدينة المزدحم.‏»‏

      في الاماكن التي سبق ان اختفى السّل فيها،‏ عاد ليظهر من جديد؛‏ وفي الاماكن التي بقي فيها،‏ تفشّى اكثر.‏ وبدلا من القضاء على السّل،‏ صار السّل قاتلا يضارع الحرب والمجاعة.‏ تأملوا في هذا:‏

      ▪ رغم انجازات الطب الحديث المدهشة،‏ اودى السّل بحياة ٢٠٠ مليون شخص تقريبا خلال القرون الماضية.‏

      ▪ ان بليونَي شخص —‏ اي ثلث سكان العالم —‏ مخموجون الآن بعُصيّة السّل،‏ وهي نوع من البكتيريا.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُخمَج شخص آخر بالسّل كل ثانية!‏

      ▪ في سنة ١٩٩٥ بلغ عدد الاشخاص المخموجين بالسّل الكامل النمو ٢٢ مليونا تقريبا.‏ ومات نحو ثلاثة ملايين،‏ ومعظمهم في العالم النامي.‏

      ما دامت هنالك عقاقير فعّالة لمحاربة السّل،‏ لماذا يستمر هذا المرض في ابتلاء الجنس البشري؟‏ هل يتحقَّق الانتصار عليه يوما ما؟‏ وهل هنالك اية طريقة لتحموا انفسكم منه؟‏ ستجيب المقالتان التاليتان عن هذه الاسئلة.‏

  • الانتصار والمأساة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • الانتصار والمأساة

      ‏«تراوحت قصة السّل خلال السنوات الـ‍ ٣٠ الماضية بين الانتصار والمأساة —‏ انتصار العلماء الذين زوَّدوا الوسائل لمكافحة المرض والقضاء عليه اخيرا،‏ ومأساة الفشل السائد في استغلال اكتشافاتهم.‏» —‏ ج.‏ ر.‏ بيڠْنل،‏ ١٩٨٢.‏

      يحصد السّل الناس منذ زمن طويل.‏ فقد اصاب الإنكاويين في پيرو قبل وقت طويل من إبحار الاوروپيين الى اميركا الجنوبية.‏ وهاجم المصريين في الايام التي كان الفراعنة يحكمون فيها بأبَّهتهم.‏ وتُظهر الكتابات القديمة ان السّل تفشى بين الرفعاء والوضعاء على السواء في بابل واليونان والصين قديما.‏

      ومن القرن الـ‍ ١٨ حتى اوائل القرن الـ‍ ٢٠،‏ كان السّل السبب الرئيسي للوفيات في العالم الغربي.‏ وأخيرا،‏ في سنة ١٨٨٢،‏ اعلن رسميا الطبيب الالماني روبرت كوخ انه اكتشف العُصيّة المسبِّبة للمرض.‏ وبعد ثلاث عشرة سنة اكتشف ولهلم رونتجن الاشعة السينية،‏ وهكذا صار ممكنا فحص رئتَي الكائنات البشرية الحية بحثا عن دلائل على آفات سلّيّة.‏ وفي سنة ١٩٢١ انتج العلماء الفرنسيون لقاحا ضد السّل.‏ وهذا اللقاح،‏ الذي سُمّي BCG (‏عُصيّة كالْميت-‏ڠيران)‏ باسم مكتشفَيه،‏ لا يزال اللقاح الوحيد المتوفر لمحاربة هذا المرض.‏ لكنَّ السّل بقي يحصد الناس بشكل مريع.‏

      اخيرا وُجد دواء!‏

      كان الاطباء يرسلون المسلولين الى مصحّات.‏ وغالبا ما كانت هذه المستشفيات تُبنى في الجبال حيث يحظى المرضى بالراحة ويتنشقون هواء منعشا.‏ وفي سنة ١٩٤٤ اكتشف الاطباء في الولايات المتحدة الـ‍ «سترپْتوميسين،‏» اول مضاد حيوي فعّال ضد السّل.‏ وسرعان ما طُوِّرت عقاقير اخرى مضادة للسّل.‏ وأخيرا صار بالامكان معالجة المسلولين،‏ حتى في بيوتهم.‏

      بانخفاض معدلات الخمج،‏ بدا المستقبل زاهرا.‏ فأُقفلت المصحّات،‏ وتوقف تمويل الابحاث المتعلقة بالسّل.‏ وأُهملت البرامج الوقائية،‏ وصار العلماء والاطباء يتطلعون الى تحدّيات طبية جديدة.‏

      مع ان السّل استمر يحصد الناس بكثرة في العالم النامي،‏ كان من المؤكد ان الامور ستتحسن.‏ فقد اصبح السّل في خبر كان.‏ هذا ما ظنّه الناس،‏ لكنهم كانوا مخطئين.‏

      عودة مميتة

      في اواسط الثمانينات،‏ بدأت رحلة العودة المخيفة والمميتة للسّل.‏ وفي نيسان ١٩٩٣ اعلنت منظمة الصحة العالمية ان السّل «حالة عالمية طارئة،‏» مضيفة ان «المرض سيودي بحياة اكثر من ٣٠ مليون شخص في العقد التالي ما لم يُتخذ اجراء فوري لضبط انتشاره.‏» وكان ذلك اول اعلان من هذا النوع في تاريخ منظمة الصحة العالمية.‏

      ومنذ ذلك الحين لم يكبح ايّ «اجراء فوري» انتشار المرض.‏ وفي الحقيقة،‏ ازداد الوضع سوءا.‏ فقد اخبرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا ان عدد الاشخاص الذين ماتوا بالسّل خلال سنة ١٩٩٥ كان اكبر من عدد الذين ماتوا به خلال اية سنة اخرى في التاريخ.‏ وحذّرت منظمة الصحة العالمية ايضا ان نصف بليون شخص قد يصيرون مرضى بالسّل خلال السنوات الـ‍ ٥٠ المقبلة.‏ وسيزداد عدد الاشخاص الذين يقعون ضحية السّل المقاوم لعقاقير متعددة والذي غالبا ما لا يكون هنالك شفاء منه.‏

      ما سبب هذه العودة المميتة؟‏

      احد الاسباب هو انه خلال السنين الـ‍ ٢٠ الماضية،‏ تراجعت او اختفت برامج مكافحة السّل في انحاء كثيرة من العالم.‏ وأدى ذلك الى تأخيرات في تشخيص المرض ومعالجة المصابين به.‏ وأدى ذلك بدوره الى وفيات اكثر وإلى تفشّي المرض.‏

      والسبب الآخر لظهور السّل من جديد هو ازدياد عدد الاشخاص الذين يعانون الفقر وسوء التغذية في المدن المكتظة،‏ وخصوصا في المدن الضخمة في العالم النامي.‏ وفي حين ان السّل لا يقتصر على الفقراء —‏ لأن كل شخص يمكن ان يصاب به —‏ فالمساكن المكتظة وغير الصحيّة تسهّل انتقال الخمج من شخص الى آخر.‏ وفي هذه المساكن تزداد ايضا الاحتمالات ان تكون اجهزة المناعة عند الناس أضعف بكثير من ان تقاوم المرض.‏

      السّل والـ‍ HIV —‏ مشكلة مزدوجة

      احدى المشاكل الرئيسية هي ان السّل يشكّل اتحادا مميتا مع الـ‍ HIV،‏ وهو ڤيروس الأيدز.‏ فمن الاشخاص الذين ماتوا خلال سنة ١٩٩٥ لأسباب مرتبطة بالأيدز،‏ والذين يقدَّر عددهم بمليون شخص،‏ ربما مات الثلث بالسّل.‏ والسبب هو ان الـ‍ HIV يُضعف قدرة الجسم على مقاومة السّل.‏

      ان الخمج بالسّل عند معظم الناس لا يتقدم ابدا الى حد التسبب بمرض.‏ ولماذا؟‏ لأن عُصيّات السّل تبقى مسجونة في خلايا تدعى البلاعم macrophages.‏ والجهاز المناعي عند الشخص يُبقيها محجوزة هناك،‏ وهذا ما تفعله خصوصا اللمفاويات التائية T lymphocytes او الخلايا التائية.‏

      يمكن تشبيه عُصيّات السّل بأصلال موضوعة في سِلال ومُغلق عليها بأغطية مُحكمة.‏ السِّلال هي البلاعم،‏ والاغطية هي الخلايا التائية.‏ لكنَّ ڤيروس الأيدز،‏ عندما يَظهر على المسرح،‏ يُزيل الاغطية عن السِّلال.‏ حينئذ تهرب العُصيّات وتصير حرّة لتفتك بأيّ جزء من الجسم.‏

      لذلك يُحتمل ان يصاب مرضى الأيدز بالسِّل الفاعل اكثر بكثير من الاشخاص الذين ينعمون بأجهزة مناعة سليمة.‏ قال اختصاصي في السّل من اسكتلندا:‏ «ان المصابين بالـ‍ HIV حسّاسون بشكل لا يصدَّق.‏ فقد أُصيب اثنان من المرضى الحاملين الـ‍ HIV بالسّل في عيادة لندنية بعد ان كانا جالسَين في ممر ومُرِّر بجانبهما مريض مسلول على سرير نقّال ذي دواليب.‏»‏

      وهكذا يساهم الأيدز في انتشار وباء السّل.‏ ووفقا لأحد التقديرات،‏ سيؤدي وباء الأيدز بحلول سنة ٢٠٠٠ الى ٤‏,١ مليون حالة سل كان من الممكن تجنبها لولا الاصابة بالأيدز.‏ والعامل المهم في انتشار السّل ليس فقط حسّاسية ضحايا الأيدز الشديدة للمرض بل ايضا امكانية نقل عدوى السّل الى اشخاص آخرين،‏ بمن فيهم غير المصابين بالأيدز.‏

      السّل المقاوم لعقاقير متعددة

      والعامل الاخير الذي يجعل الحرب ضد السّل اصعب هو ظهور سلالات من السّل تقاوم عقاقير متعددة.‏ وهذه السلالات الخارقة تهدِّد بجعل المرض مستعصيا من جديد،‏ كما كانت الحال في الفترة التي سبقت المضادات الحيوية.‏

      وما يدعو الى السخرية هو ان السّل المقاوم لعقاقير متعددة مردّه بشكل رئيسي الى عدم الفعّالية في اعطاء العقاقير المضادة للسّل.‏ فالعلاج الفعّال للسّل يمتد ستة اشهر على الاقل ويتطلب ان يتناول المرضى اربعة عقاقير بانتظام وبدون ايّ تقطّع.‏ وقد يلزم المريض ان يبلع حتى ١٢ حبة في اليوم.‏ وإذا لم يتناول المرضى العقاقير بانتظام او لم يكملوا العلاج،‏ فستتطور سلالات للسّل يصعب او يستحيل قتلها.‏ وهنالك سلالات مقاومة لسبعة من العقاقير الشائعة للسّل.‏

      ومعالجة المرضى المصابين بالسّل المقاوم لعقاقير متعددة ليست صعبة فحسب،‏ بل مكلفة ايضا.‏ فيمكن ان تزيد الكلفة ١٠٠ مرة تقريبا على كلفة معالجة مرضى السّل الآخرين.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ مثلا،‏ يمكن ان تزيد الفاتورة الطبية لمعالجة حالة واحدة على ٠٠٠‏,٢٥٠ دولار!‏

      وتقدِّر منظمة الصحة العالمية ان نحو ١٠٠ مليون شخص حول العالم قد يكونون مصابين بسلالات من السّل مقاومة للعقاقير،‏ وبعضها لا تستطيع اية عقاقير معروفة مضادة للسّل ان تعالجه.‏ وهذه السلالات المميتة معدية كغيرها من السلالات الاكثر شيوعا.‏

      الوقاية والعلاج

      ماذا يُفعل لمواجهة هذه الحالة العالمية الطارئة؟‏ ان الوسيلة الفضلى لمكافحة هذا المرض هي اكتشاف ومعالجة الحالات الخمجية في مرحلة مبكرة.‏ وهذا لا يساعد المرضى فحسب بل يوقف ايضا انتقال المرض الى الآخرين.‏

      حين يُترك السّل دون معالجة،‏ يقتل اكثر من نصف ضحاياه.‏ ولكن حين يُعالَج كما ينبغي،‏ يُشفى المرء منه في كل حالة تقريبا اذا لم يكن سببه سلالة مقاوِمة لعقاقير متعددة.‏

      كما رأينا،‏ تتطلب المعالجة الفعّالة ان يُكمل المرضى كامل مجموعة الجرعات من الادوية.‏ وغالبا ما لا يفعلون ذلك.‏ ولماذا؟‏ لأن السُّعال والحمى والاعراض الاخرى تختفي عادةً بعد اسابيع قليلة من بدء العلاج.‏ لذلك يستنتج مرضى كثيرون انهم شُفوا فيتوقفون عن تناول الادوية.‏

      لمواجهة هذه المشكلة،‏ تروِّج منظمة الصحة العالمية برنامجا يدعى DOTS،‏ وهو يمثِّل الاحرف الاولى لعبارة بالانكليزية تعني «المعالجة القصيرة الامد بالاشراف المباشر.‏» وكما يشير الاسم،‏ يتأكد العاملون في مجال الصحة بالمراقبة ان مرضاهم يبتلعون كل جرعة من الادوية،‏ على الاقل طوال الشهرين الاولين من العلاج.‏ لكنَّ ذلك ليس سهلا دائما لأن كثيرين من المصابين بالسّل يعيشون على هامش المجتمع.‏ وبما انه غالبا ما تكون حياتهم ملآنة بالاضطراب والمشاكل —‏ حتى ان بعضهم مشرَّدون —‏ فلن يكون سهلا التأكد انهم يتناولون ادويتهم.‏

      فهل هنالك اية آمال في الانتصار اخيرا على هذه البليّة التي تصيب الجنس البشري؟‏

  • الانتصار والمأساة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • معلومات عن السّل

      الوصف:‏ السّل مرض يهاجم عادةً الرئتين ويفتك بهما تدريجيا،‏ ولكن يمكن ان يسري في انحاء اخرى من الجسم،‏ وخصوصا الدماغ والكليتين والعظام.‏

      الأعراض:‏ يمكن ان يسبِّب سل الرئتين سُعالا،‏ فقدانا للوزن والشهية،‏ تصبُّبا للعرق اثناء الليل،‏ ضعفا،‏ ضيق نفَس،‏ وآلاما في الصدر.‏

      طريقة التشخيص:‏ يمكن لاختبار السُّلّين (‏التوبركولين)‏ الجلدي ان يُظهر ما اذا كان الشخص مصابا بالعُصيّة.‏ ويمكن لصورة بالاشعة السينية للصدر ان تكشف وجود ضرر في الرئتين،‏ مما يمكن ان يشير الى خمج بسلّ فاعل.‏ والفحص المختبري لقَشَع sputum المريض هو افضل طريقة للتأكد من وجود عُصيّات السّل.‏

      مَن ينبغي فحصه:‏ الذين تَظهر عندهم اعراض السّل والذين اقتربوا مرارا من مسلول —‏ وخصوصا في غرف سيئة التهوية.‏

      التلقيح:‏ لا يوجد سوى لقاح واحد،‏ وهو يعرف باسم BCG.‏ وهو يقي الاولاد من الاصابة الشديدة بالسّل لكنه يكاد لا يؤثر في المراهقين والراشدين.‏ وفي احسن الاحوال يمنح التلقيح الوقاية لفترة ١٥ سنة تقريبا.‏ ولقاح BCG يحمي فقط غير المخموجين؛‏ ولا يفيد المخموجين بالمرض.‏

  • الانتصار والمأساة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • السّل والموضة

      رغم ان هذا قد يبدو غريبا،‏ كان يُنظر الى السّل في القرن الـ‍ ١٩ بطريقة رومنطيقية،‏ اذ كان الناس يعتقدون ان اعراض المرض تعزِّز الميول المرهفة والفنية.‏

      ذكر الكاتب المسرحي والروائي ألكسندر دوما عن اوائل عشرينات القرن الـ‍ ١٩ في المذكّرات التي وضعها:‏ «كانت الموضة ان يعاني المرء آلاما في صدره؛‏ فكل شخص كان مسلولا،‏ وخصوصا الشعراء؛‏ وكان حسنا ان يموت المرء قبل بلوغ الثلاثين من العمر.‏»‏

      ويقال ان الشاعر الانكليزي اللورد بايرون ذكر:‏ «اود ان اموت بالسُّلال [السّل] .‏ .‏ .‏ لأن السيدات جميعهنّ سيقلن:‏ ‹انظرن الى بايرون المسكين،‏ كم يبدو جذابا وهو يُحتضر!‏›»‏

      وكتب المؤلف الاميركي هنري دايڤيد ثورو،‏ الذي مات كما يَظهر بالسّل:‏ «الانحلال والمرض غالبا ما يكونان جميلين،‏ مثل .‏ .‏ .‏ احمرار المحموم من اثر السُّلال.‏»‏

      وتعليقا على هذا الافتتان بالسّل،‏ ذكرت مقالة في مجلة الجمعية الطبية الاميركية (‏بالانكليزية)‏:‏ «هذا التعلُّق المحيِّر بالمرض ساد الاذواق في الموضة؛‏ فكانت النساء يسعين وراء المظهر الشاحب والضعيف،‏ ويستخدمن مستحضرات التجميل المبيِّضة،‏ ويفضّلن الاثواب الرقيقة المصنوعة من الموسْلين —‏ ويشبه ذلك كثيرا التأثير الذي تسعى وراءه عارضات اليوم اللواتي يبدون وكأنهن مصابات بالقَهَم.‏»‏

  • الانتصار والمأساة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • هل من السهل الاصابة بالسّل؟‏

      «لا مكان للاختباء من بكتيريا السّل،‏» كما يحذِّر الدكتور أراتا كوتْشي،‏ مدير البرنامج العالمي للسّل الذي اعدَّته منظمة الصحة العالمية.‏ «فيمكن ان يصاب كل شخص بالسّل بمجرد تنشُّق جرثومة سل قُذفت في الهواء بالسُّعال او العطس.‏ ويمكن لهذه الجراثيم ان تبقى معلّقة في الهواء لساعات؛‏ وحتى لسنين.‏ لذلك نحن جميعا في خطر.‏»‏

      ولكن قبل ان يصير الشخص مريضا بالسّل،‏ يجب ان يحدث امران.‏ اولا،‏ يجب ان يُخمج ببكتيريا السّل.‏ وثانيا،‏ يجب ان يتطوَّر الخمج حتى يصير مرضا.‏

      ومع انه يمكن ان يُخمج المرء من خلال اتصال وجيز بشخص مُعْدٍ بشدة،‏ يُحتمل اكثر بكثير ان ينتشر السّل بواسطة الاتصال المتكرر،‏ كالاتصال الذي يحدث بين اعضاء العائلة العائشين في مكان مكتظ.‏

      ان العُصيّات التي يتنشقها الشخص الذي يُخمج بها تتكاثر في الصدر.‏ لكنَّ الجهاز المناعي في ٩ من كل ١٠ اشخاص يوقف انتشار الخمج،‏ فلا يمرض المخموج.‏ ولكن يمكن ان تنشط العُصيّات الهاجعة احيانا اذا ضعف الجهاز المناعي كثيرا بسبب ڤيروس الـ‍ HIV،‏ الداء السكري،‏ المعالجات الكيميائية للسرطان،‏ او اسباب اخرى.‏

  • حلّ عالمي —‏ هل هو ممكن؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٢
    • حلّ عالمي —‏ هل هو ممكن؟‏

      يوافق الخبراء على القول ان السّل مشكلة عالمية تتطلب حلّا عالميا.‏ فلا بلد قادر على مكافحة السّل وحده،‏ لأن ملايين الاشخاص يعبرون الحدود الدولية كل اسبوع.‏

      ويعتقد كثيرون ان التعاون الدولي يستلزم مساعدة الدول الغنية للدول الفقيرة التي هي الاكثر تأثرا بالسّل.‏ وكما يذكر الدكتور أراتا كوتْشي،‏ «في مصلحة البلدان الغنية ان تساعد البلدان الاقل تقدما على محاربة السّل،‏ وذلك قبل ان تنتقل الحرب الى ارضهم.‏»‏

      لكنَّ البلدان الغنية،‏ التي يكتنفها ما تسمّيه مشاكل وأولويات ملحة اكثر،‏ لم تسارع الى تقديم المساعدة.‏ وغالبا ما تهمل بعض الدول الفقيرة نفسها مسألة الرعاية الصحية،‏ مستخدمة بدلا من ذلك كميات كبيرة من المال لدعم تسلّحها.‏ وبحلول اواسط سنة ١٩٩٦،‏ كان ١٠ في المئة فقط من مرضى العالم يعالَجون باستخدام استراتيجية DOTS،‏ وهذه النسبة اقل من ان تحُول دون تفشّي الوباء.‏

      تلاحظ منظمة الصحة العالمية:‏ «كانت المعرفة والعقاقير الرخيصة لمعالجة السّل موجودة طوال عقود.‏ لذلك يحتاج العالم الآن الى زخم جديد يعطيه اصحاب السلطة والنفوذ والشفقة الذين سيتأكدون ان هذه الادوية تُستعمل بفعّالية حول العالم.‏»‏

      الانتصار المستقبلي

      هل يمكن ان نثق بأصحاب السلطة والنفوذ لكي تُحلّ المشكلة؟‏ كتب المرنم الملهم في الكتاب المقدس:‏ «لا تتكلوا على الرؤساء ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده.‏» فبمَن يمكننا اذًا ان نثق؟‏ تتابع الآية وتقول:‏ «طوبى لمَن اله يعقوب معينه ورجاؤه على الرب الهه الصانع السموات والارض البحر وكل ما فيها.‏» —‏ مزمور ١٤٦:‏٣،‏ ٥،‏ ٦‏.‏

      فيهوه اللّٰه،‏ بصفته مصمِّم الارض وخالقها،‏ عنده القدرة والحكمة على السواء لوضع حدّ للمرض.‏ وهل عنده الشفقة؟‏ يعد يهوه بواسطة نبيِّه الملهم:‏ «أُشفِق على [شعبي] كما يشفق الانسان على ابنه الذي يخدمه.‏» —‏ ملاخي ٣:‏١٧‏.‏

      ويصف السفر الاخير في الكتاب المقدس رؤيا أُعطيت للرسول يوحنا.‏ فقد رأى «شجرة [«أشجار،‏» ع‌ج‏] حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها.‏» وهذه الاشجار الرمزية والثمر الذي تعطيه تمثِّل التدابير الالهية التي ستمكّن البشر الطائعين من العيش الى الابد على الارض.‏ —‏ رؤيا ٢٢:‏٢‏.‏

      وكتب يوحنا بعد ذلك:‏ «ورق الشجرة [«الاشجار،‏» ع‌ج‏] لشفاء الامم.‏» تمثِّل الاوراق الرمزية بركات اللّٰه التي ستؤدي الى شفاء الجنس البشري روحيا وجسديا على السواء.‏ وهكذا يمكننا ان نتيقن ان الانتصار على السّل سيتحقَّق بشكل كامل وأبدي في العالم الجديد البار في ظل حكم اللّٰه.‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة