مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٤ ١٥/‏١١ ص ١٠-‏١٤
  • ايوب قد احتمل —‏ ونحن ايضا نستطيع ذلك!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ايوب قد احتمل —‏ ونحن ايضا نستطيع ذلك!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • قضية بالغة الاهمية
  • الشيطان يهاجم!‏
  • مأساة اعظم تحلّ
  • القضية تزداد حدّة
  • ثلاثة مخادعين متعجرفين
  • متَّهِمو ايوب يهاجمون
  • نستطيع ان نحتمل
  • استقامة ايوب — لماذا هي جديرة جدا بالملاحظة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • ‏«لا انزع استقامتي عني»‏
    اقتدِ بإيمانهم
  • ايوب كرَّم اسم يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • سفر الكتاب المقدس رقم ١٨:‏ ايوب
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
ب٩٤ ١٥/‏١١ ص ١٠-‏١٤

ايوب قد احتمل —‏ ونحن ايضا نستطيع ذلك!‏

‏«ها نحن نطوِّب (‏الذين يحتملون)‏.‏» —‏ يعقوب ٥:‏١١‏.‏

١ ماذا قال احد المسيحيين المسنين عن محنه؟‏

‏‹ابليس يتعقبني!‏ اشعر كما شعر ايوب!‏› بهذه الكلمات عبَّر أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان عن مشاعره لصديق حميم في المركز الرئيسي لشهود يهوه.‏ لقد انهى الاخ ماكميلان مسلكه الارضي بعمر ٨٩ سنة في ٢٦ آب ١٩٦٦.‏ وكان يعرف ان السمعة الحسنة للخدمة الامينة لمسيحيين ممسوحين مثله «تتبعهم.‏» (‏رؤيا ١٤:‏١٣‏)‏ حقا،‏ سيستمرون دون انقطاع في خدمة يهوه بالقيامة الى الحياة الخالدة في السماء.‏ وقد ابتهج اصدقاء الاخ ماكميلان لحصوله على هذه المكافأة.‏ ولكن في سنواته الاخيرة على الارض اكتنفته محن متنوعة،‏ بما فيها مشاكل صحية جعلته يدرك بوضوح محاولات الشيطان ان يكسر استقامته امام اللّٰه.‏

٢،‏ ٣ مَن كان ايوب؟‏

٢ عندما قال الاخ ماكميلان انه يشعر كما شعر ايوب،‏ كان يشير الى رجل احتمل امتحانات عظيمة للايمان.‏ كان ايوب يعيش في «ارض عوص،‏» على الارجح في شمالي شبه جزيرة العرب.‏ وكمتحدر من سام بن نوح،‏ كان عابدا ليهوه.‏ ويبدو ان امتحانات ايوب حدثت في وقت ما بين موت يوسف والوقت الذي فيه برهن موسى عن استقامته.‏ وخلال هذه الفترة لم يكن احد على الارض معادلا لأيوب في التعبد التقوي.‏ وقد نظر يهوه الى ايوب بصفته رجلا بلا لوم ومستقيما ويتقي اللّٰه.‏ —‏ ايوب ١:‏١،‏ ٨‏.‏

٣ وإذ كان ايوب «اعظم بني المشرق،‏» كان لديه الكثير من الخدام،‏ وكان عدد مواشيه يبلغ ٥٠٠‏,١١.‏ لكنَّ الغنى الروحي كان ذا اهمية قصوى بالنسبة اليه.‏ وكالآباء الاتقياء اليوم،‏ كان ايوب على الارجح يعلِّم بنيه السبعة وبناته الثلاث عن يهوه.‏ وحتى عندما لم يعودوا يعيشون في بيته،‏ عمل ككاهن للعائلة بتقديم ذبائح عنهم،‏ في حال اخطأوا.‏ —‏ ايوب ١:‏٢-‏٥‏.‏

٤ (‏أ)‏ لماذا يجب ان يفكِّر المسيحيون المضطهَدون في ايوب؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة عن ايوب سنعالجها؟‏

٤ ان ايوب شخص يجب ان يفكِّر فيه المسيحيون المضطهَدون ليتقووا من اجل الاحتمال الصبور.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «ها نحن نطوِّب (‏الذين يحتملون)‏.‏ قد سمعتم (‏باحتمال)‏ ايوب ورأيتم عاقبة الرب.‏ لأن الرب كثير الرحمة ورأوف.‏» (‏يعقوب ٥:‏١١‏)‏ وكأيوب،‏ يحتاج أتباع يسوع الممسوحون و‹الجمع الكثير› في الوقت الحاضر الى الاحتمال لاجتياز امتحانات الايمان بنجاح.‏ (‏رؤيا ٧:‏١-‏٩‏)‏ فأيّة محن احتملها ايوب؟‏ لماذا حدثت؟‏ وكيف يمكننا ان نستفيد من اختباراته؟‏

قضية بالغة الاهمية

٥ ماذا كان يحدث في السماء دون علم ايوب؟‏

٥ دون علم ايوب،‏ كانت ستثار قضية عظمى في السماء.‏ ففي احد الايام «جاء بنو اللّٰه ليمثلوا امام الرب.‏» (‏ايوب ١:‏٦‏)‏ وكان ابن اللّٰه الوحيد،‏ الكلمة،‏ حاضرا.‏ (‏يوحنا ١:‏١-‏٣‏)‏ وكان حاضرا ايضا الملائكة الابرار و«ابناء اللّٰه» الملائكيون العصاة.‏ (‏تكوين ٦:‏١-‏٣‏)‏ وكان الشيطان هناك،‏ لأن طرده من السماء لم يكن ليحدث إلّا بعد تأسيس الملكوت سنة ١٩١٤.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١-‏١٢‏)‏ وفي ايام ايوب،‏ كان الشيطان سينشئ قضية ملحّة.‏ فقد كان على وشك ان يضع موضع الشك صواب سلطان يهوه على كل خلائقه.‏

٦ ماذا كان الشيطان يحاول ان يفعل،‏ وكيف افترى على يهوه؟‏

٦ «من اين جئت،‏» سأل يهوه.‏ فأجاب الشيطان:‏ «من الجولان في الارض ومن التمشي فيها.‏» (‏ايوب ١:‏٧‏)‏ لقد كان يلتمس مَن يبتلعه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ وبكسر استقامة الافراد الذين يخدمون يهوه،‏ كان الشيطان سيحاول ان يبرهن ان لا احد يطيع اللّٰه كاملا بدافع المحبة.‏ وإذ تابع يهوه مناقشة القضية،‏ سأل الشيطانَ:‏ «هل جعلتَ قلبك على عبدي ايوب.‏ لأنه ليس مثله في الارض.‏ رجل (‏بلا لوم)‏ ومستقيم يتَّقي اللّٰه ويحيد عن الشر.‏» (‏ايوب ١:‏٨‏)‏ فقد كان ايوب يبلغ المقاييس الالهية التي كانت تأخذ نقائصه بعين الاعتبار.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ لكنَّ الشيطان اجاب:‏ «هل مجانا يتَّقي ايوب اللّٰه.‏ أليس انك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له من كل ناحية.‏ باركتَ اعمال يديه فانتشرت مواشيه في الارض.‏» (‏ايوب ١:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبذلك افترى ابليس على يهوه ملمِّحا الى انه لا احد يحبه ويعبده لِما هو عليه بل انه يرشو الخلائق لتخدمه.‏ وادّعى الشيطان ان ايوب يخدم اللّٰه من اجل فائدة انانية،‏ وليس بدافع المحبة.‏

الشيطان يهاجم!‏

٧ بأية طريقة تحدى ابليس اللّٰه،‏ وكيف تجاوب يهوه؟‏

٧ «ولكن،‏» قال الشيطان،‏ «ابسط يدك الآن ومسّ كل ما له فإنه في وجهك يجدِّف عليك.‏» فكيف كان اللّٰه سيتجاوب مع هذا التحدي المهين؟‏ قال يهوه:‏ «هوذا كل ما له في يدك.‏ وإنما اليه لا تمدّ يدك.‏» كان ابليس قد قال ان كل ما امتلكه ايوب كان يُبارَك،‏ يزداد،‏ ويُسيَّج حوله.‏ وكان اللّٰه سيسمح بأن يتألم ايوب،‏ رغم ان جسده لم يكن ليُمسّ.‏ فترك الشيطان الاجتماع عاقدا العزم على الشر.‏ —‏ ايوب ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٨ (‏أ)‏ اية خسارة مادية لحقت بأيوب؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت الحقيقة عن «نار اللّٰه»؟‏

٨ وفورا ابتدأ الهجوم الشيطاني.‏ فأوصل احد خدام ايوب هذه الاخبار السيئة اليه:‏ «البقر كانت تحرث والاتن ترعى بجانبها فسقط عليها السبئيون وأخذوها وضربوا الغلمان بحد السيف.‏» (‏ايوب ١:‏١٣-‏١٥‏)‏ لقد نُزع سياج الحماية من حول ممتلكات ايوب.‏ وعلى الفور تقريبا،‏ استُعملت قوة ابليسية مباشرة،‏ اذ اخبره خادم آخر:‏ «نار اللّٰه سقطت من السماء فأحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم.‏» (‏ايوب ١:‏١٦‏)‏ فكم كان شيطانيا جعل الامر يبدو وكأن اللّٰه هو المسؤول عن حلول كارثة كهذه حتى بخدامه!‏ وبما ان البرق هو من السماء،‏ كان يمكن ان يُلام يهوه بسهولة،‏ ولكن فعليا كانت النار من مصدر ابليسي.‏

٩ كيف اثَّر الافلاس الاقتصادي في علاقة ايوب باللّٰه؟‏

٩ وإذ واصل الشيطان الهجوم،‏ اخبره خادم آخر ان الكلدانيين قد اخذوا جِمال ايوب وقتلوا الغلمان الآخرين جميعهم.‏ (‏ايوب ١:‏١٧‏)‏ ورغم ان ايوب افلس بذلك اقتصاديا،‏ لم يفسد ذلك علاقته باللّٰه.‏ فهل يمكنكم ان تتحملوا خسارة مادية عظيمة دون كسر استقامتكم ليهوه؟‏

مأساة اعظم تحلّ

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ ماذا حدث لأولاد ايوب العشرة؟‏ (‏ب)‏ بعد موت اولاد ايوب المأساوي،‏ كيف نظر الى يهوه؟‏

١٠ لم ينتهِ ابليس من الهجوم على ايوب.‏ فقد اخبر ايضا خادم آخر:‏ «بنوك وبناتك كانوا يأكلون ويشربون خمرا في بيت اخيهم الاكبر وإذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الاربع فسقط على الغلمان فماتوا ونجوت انا وحدي لأخبرك.‏» (‏ايوب ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ان الشخص المزوَّد بمعلومات خاطئة قد يقول ان الخراب الذي سبَّبته الريح هو ‹عمل اللّٰه.‏› لكنَّ القوة الابليسية كانت قد اصابت ايوب في نقطة حساسة بشكل خصوصي.‏

١١ اذ المَّ الحزن بأيوب،‏ «مزَّق جبَّته وجزَّ شعر رأسه وخرَّ على الارض وسجد.‏» ومع ذلك،‏ اصغوا الى كلماته.‏ «الرب اعطى والرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا.‏» وتضيف الرواية:‏ «في كل هذا لم يخطئ ايوب ولم ينسب للّٰه جهالة.‏» (‏ايوب ١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ لقد هُزم الشيطان مرة اخرى.‏ فماذا اذا اصابنا الثكل والحزن كخدام للّٰه؟‏ ان التعبد غير الاناني ليهوه والثقة به يمكن ان يجعلانا قادرين على الاحتمال كمحافظين على الاستقامة،‏ تماما كما احتمل ايوب.‏ ودون شك،‏ يمكن ان يستمد الممسوحون ورفقاؤهم ذوو الرجاء الارضي التعزيةَ والقوة من هذه الرواية عن احتمال ايوب.‏

القضية تزداد حدّة

١٢،‏ ١٣ ماذا طلب الشيطان في اجتماع آخر في السماء،‏ وكيف تجاوب اللّٰه؟‏

١٢ سرعان ما عقد يهوه اجتماعا آخر في الديار السماوية.‏ وكان ايوب قد صار رجلا معدِما بلا اولاد مضروبا من اللّٰه كما يبدو،‏ لكنَّ استقامته كانت كاملة.‏ وطبعا،‏ لم يكن الشيطان ليقرّ ان تُهَمه ضد اللّٰه وأيوب باطلة.‏ والآن،‏ فإن «ابناء اللّٰه» هم على وشك سماع الحجج والحجج المضادة فيما كان يهوه يحاور ابليس ليحسم القضية.‏

١٣ وإذ يطلب يهوه ايضاحا من الشيطان يسأل:‏ «من اين جئت.‏» والجواب؟‏ «من الجولان في الارض ومن التمشي فيها.‏» ومجدَّدا يلفت يهوه الانتباه الى خادمه ايوب الذي هو بلا لوم ومستقيم ويتَّقي اللّٰه،‏ والذي كان لا يزال متمسكا باستقامته.‏ فأجاب ابليس:‏ «جلد بجلد وكل ما للانسان يعطيه لأجل نفسه.‏ ولكن ابسط الآن يدك ومسّ عظمه ولحمه فإنه في وجهك يجدِّف عليك.‏» لذلك قال اللّٰه:‏ «ها هو في يدك ولكن احفظ نفسه.‏» (‏ايوب ٢:‏٢-‏٦‏)‏ وإذ لمَّح الشيطان ان يهوه لم ينزع بعدُ كل اسوار الحماية،‏ طلب ان يمسّ عظم ايوب ولحمه.‏ ولم يكن ليُسمح لابليس بقتل ايوب؛‏ ولكنَّ الشيطان علم ان المرض الجسدي كان سيؤلمه ويجعل الامر يبدو وكأنه يكابد عقابا من اللّٰه على خطايا سرية.‏

١٤ بماذا ضرب الشيطان ايوب،‏ ولماذا لم يكن باستطاعة ايّ انسان ان يريح المتألم؟‏

١٤ اذ انصرف الشيطان من هذا الاجتماع،‏ شرع في العمل بلذة شيطانية.‏ فضرب ايوب «بقرح رديء من باطن قدمه الى هامته.‏» فيا للشقاء العظيم الذي احتمله ايوب وهو جالس في الرماد ويحتك بقطعة من الخزف!‏ (‏ايوب ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ ولم يكن ايّ طبيب بشري قادرا ان يريحه من هذا المرض المؤلم،‏ الكريه،‏ والمخزي كثيرا،‏ وذلك لأن قوة شيطانية هي التي سبَّبته.‏ ويهوه فقط كان قادرا ان يشفي ايوب.‏ فإذا كنتم خادما للّٰه يعاني مرضا،‏ فلا تنسوا ابدا ان اللّٰه يستطيع مساعدتكم على الاحتمال ويستطيع اعطاءكم الحياة في عالم جديد خالٍ من الامراض.‏ —‏ مزمور ٤١:‏١-‏٣؛‏ اشعياء ٣٣:‏٢٤‏.‏

١٥ على فعل ماذا حثَّت زوجة ايوب زوجها،‏ وماذا كان ردّ فعله؟‏

١٥ وأخيرا،‏ قالت زوجة ايوب:‏ «انت متمسك بعد (‏باستقامتك؟‏ العن)‏ اللّٰه ومت.‏» وتشير ‹الاستقامة› الى التعبد الذي هو بلا لوم،‏ ويمكن ان تكون قد تكلَّمت بتهكّم لتجعل ايوب يلعن اللّٰه.‏ لكنه اجاب:‏ «تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات.‏ أالخير نقبل من عند اللّٰه والشر لا نقبل.‏» وحتى خدعة الشيطان هذه لم تنجح،‏ اذ يجري اخبارنا:‏ «في كل هذا لم يخطئ ايوب بشفتيه.‏» (‏ايوب ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ افترضوا ان اعضاء مقاومين من العائلة قالوا اننا نرهق انفسنا بحماقة بالمساعي المسيحية وحثّونا على الارتداد عن يهوه اللّٰه.‏ كأيوب،‏ نستطيع احتمال امتحان كهذا لأننا نحب يهوه ونرغب في تسبيح اسمه القدوس.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١،‏ ٢؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٥‏.‏

ثلاثة مخادعين متعجرفين

١٦ مَن اتوا كما يُفترض ليعزّوا ايوب،‏ ولكن كيف ادارهم الشيطان؟‏

١٦ وفي ما تبيَّن اخيرا انه خطة شيطانية اخرى،‏ اتى ‹الاصحاب› الثلاثة ليعزّوا ايوب كما يُفترض.‏ وكان احدهم أليفاز،‏ وهو على الارجح متحدر من ابرهيم بواسطة عيسو.‏ ولأن أليفاز كانت له اولوية التكلم،‏ فعلى الارجح كان هو الاكبر سنا.‏ وكان موجودا ايضا بِلدد،‏ متحدر من شوح الذي كان احد ابناء ابرهيم من قطورة.‏ والثالث كان صوفر،‏ المدعو النعماتي لتحديد عائلته او مكان اقامته،‏ ربما في شمالي غربي شبه جزيرة العرب.‏ (‏ايوب ٢:‏١١؛‏ تكوين ٢٥:‏١،‏ ٢؛‏ ٣٦:‏٤،‏ ١١‏)‏ وكالذين يحاولون جعل شهود يهوه يرتدّون عن اللّٰه اليوم،‏ حاول هذا الثلاثي،‏ اذ اداره الشيطان،‏ جعل ايوب يعترف بأنه مذنب بالتُّهَم الباطلة ويكسر استقامته.‏

١٧ ماذا فعل الثلاثي الزائر،‏ وماذا لم يفعلوا سبعة ايام وسبع ليالٍ؟‏

١٧ قدَّم الثلاثي عرضا مخادعا علنيا للتعاطف بالبكاء،‏ تمزيق ثيابهم،‏ وتذرية تراب فوق رؤوسهم.‏ لكنهم جلسوا مع ايوب بعد ذلك سبعة ايام وسبع ليالٍ دون ان يتفوَّهوا بكلمة تعزية واحدة!‏ (‏ايوب ٢:‏١٢،‏ ١٣؛‏ لوقا ١٨:‏١٠-‏١٤‏)‏ وقد كان هؤلاء المخادعون المتعجرفون الثلاثة خالين من الروحيات بحيث لم يكن لديهم ايّ شيء معزٍّ ليقولوه عن يهوه ووعوده.‏ لكنهم كانوا يصلون الى استنتاجات خاطئة ويستعدون ليستعملوها ضد ايوب حالما يكونون قد عملوا بموجب شكلية الحزن العلني.‏ ومن المثير للاهتمام انه قبل انتهاء الصمت الذي دام سبعة ايام،‏ جلس الشاب اليهو على بُعد يمكِّنه من سماع المحادثات.‏

١٨ لماذا طلب ايوب السلام في الموت؟‏

١٨ اخيرا قطع ايوب حبل الصمت.‏ ولأنه لم يستمد التعزية من الثلاثي الزائر،‏ لعن يوم ولادته وتساءل لماذا أُطيلت حياته الشقية.‏ والآن اذ صار معوِزا،‏ ثاكلا،‏ ومريضا بمرض خطير،‏ طلب السلام في الموت،‏ حتى دون ان يتصوَّر انه يستطيع امتلاك الفرح الحقيقي يوما قبل موته.‏ ولكنَّ اللّٰه لم يكن ليدع ايوب يُمسّ الى درجة الموت.‏ —‏ ايوب ٣:‏١-‏٢٦‏.‏

متَّهِمو ايوب يهاجمون

١٩ من اية نواحٍ اتَّهم أليفاز ايوبَ باطلا؟‏

١٩ تكلَّم أليفاز اولا في كلٍّ من جولات المناظرة الثلاث التي امتحنت استقامة ايوب اكثر.‏ ففي خطبته الاولى،‏ سأل أليفاز:‏ «اين أُبيدَ المستقيمون.‏» واستنتج انه لكي يكابد ايوب عقابا من اللّٰه لا بد ان يكون قد فعل شرا.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاحان ٤،‏ ٥‏)‏ وفي خطبته الثانية،‏ سخر أليفاز من حكمة ايوب وسأل:‏ «ماذا تعرفه ولا نعرفه نحن.‏» ولمَّح أليفاز ان ايوب كان يحاول ان يظهر انه اسمى من القادر على كل شيء.‏ وفي اختتام هجومه الثاني،‏ نعت ايوب بأنه مذنب بالارتداد،‏ الرشوة،‏ والخداع.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاح ١٥‏)‏ وفي خطبته الاخيرة،‏ اتَّهم أليفاز ايوبَ باطلا بجرائم عديدة —‏ الابتزاز،‏ حرمان المحتاجين من الخبز والماء،‏ وظلم الارامل واليتامى.‏ —‏ ايوب،‏ الاصحاح ٢٢‏.‏

٢٠ ماذا كانت طبيعة هجومات بِلدد على ايوب؟‏

٢٠ كان لبِلدد الدور الثاني في الكلام في كلٍّ من جولات المناظرة الثلاث،‏ وكان عادة يتَّبع المحور العام الذي يضعه أليفاز.‏ وكانت خُطَب بِلدد اقصر ولكن لاذعة اكثر.‏ حتى انه اتَّهم اولاد ايوب بارتكاب خطإ وبذلك استحقوا الموت.‏ وبحجة خاطئة،‏ استعمل هذا الايضاح:‏ كما يجف البردي والحلفاء ويموتان دون ماء،‏ هكذا هي حال «كل الناسين اللّٰه.‏» وهذه العبارة صحيحة،‏ لكنها لا تنطبق على ايوب.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاح ٨‏)‏ وصنَّف بِلدد بلايا ايوب بأنها بلايا تأتي على الاشرار.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاح ١٨‏)‏ وفي خطبته الثالثة القصيرة،‏ حاجَّ بِلدد ان الانسان هو «رِمَّة» و«دود» ولذلك هو نجس امام اللّٰه.‏ —‏ ايوب،‏ الاصحاح ٢٥‏.‏

٢١ بماذا اتَّهم صوفر ايوب؟‏

٢١ كان صوفر ثالث المتكلمين في المناظرة.‏ وعموما اتَّبع تسلسل حججه ذاك الذي لأليفاز وبِلدد.‏ فاتَّهم صوفر ايوبَ بأنه شرير وحثَّه على التخلص من ممارساته الخاطئة.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاحان ١١،‏ ٢٠‏)‏ وبعد جولتين توقف صوفر عن الكلام.‏ فلم يكن لديه شيء ليضيفه في الجولة الثالثة.‏ ولكنَّ ايوب اجاب بجرأة متَّهميه خلال كل المناظرة.‏ مثلا،‏ قال عند احدى المراحل:‏ «معزُّون متعبون كلكم.‏ هل من نهاية لكلام فارغ.‏» —‏ ايوب ١٦:‏٢،‏ ٣‏.‏

نستطيع ان نحتمل

٢٢،‏ ٢٣ (‏أ)‏ كما في قضية ايوب،‏ كيف يمكن ان يشرع ابليس في محاولة كسر استقامتنا امام يهوه اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ رغم ان ايوب احتمل امتحانات متنوعة،‏ ماذا يمكن ان نسأل عن موقفه؟‏

٢٢ يمكن ان نواجه كأيوب اكثر من محنة في وقت واحد،‏ ويمكن ان يستعمل الشيطان التثبط او عوامل اخرى في محاولاته لكسر استقامتنا.‏ وقد يحاول ان يحوِّلنا عن يهوه اذا كنا نواجه مشاكل اقتصادية.‏ وإذا مات شخص نحبه او تدهورت صحتنا،‏ قد يحاول الشيطان ان يجعلنا نلوم اللّٰه.‏ وكأصحاب ايوب،‏ قد يتَّهمنا ايضا شخص ما باطلا.‏ وكما اشار الاخ ماكميلان،‏ يمكن ان ‹يتعقبنا› الشيطان،‏ ولكننا نستطيع ان نحتمل.‏

٢٣ كما لاحظنا الى الآن،‏ كان ايوب يحتمل محنه المتنوعة.‏ ولكن،‏ هل كان يحتمل بشِق النفس؟‏ وهل كان فعلا منسحق الروح؟‏ لنرَ ما اذا كان ايوب قد فقد الامل كليا.‏

كيف تجيبون؟‏

◻ اية قضية عظمى اثارها الشيطان في ايام ايوب؟‏

◻ بأية وسائل جُرِّب ايوب الى الحد الاقصى؟‏

◻ «اصحاب» ايوب الثلاثة اتَّهموه بماذا؟‏

◻ كما في قضية ايوب،‏ كيف يمكن ان يحاول الشيطان كسر استقامتنا امام يهوه؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة