مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
2023 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania ©
١-٧ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٣٢–٣٣
شجِّع الذين يعانون من القلق
بص «أليهو»
أليهو
لم يكن أليهو محابيا، ولم يغدق الالقاب على اي انسان. وقد ادرك انه، كأيوب، مصنوع من طين وأن القادر على كل شيء هو خالقه. ولم تكن في نية أليهو ان يروّع ايوب، بل تحدث اليه كصديق حقيقي مخاطبا اياه باسمه، امر لم يفعله أليفاز ولا بلدد ولا صوفر. — اي ٣٢:٢١، ٢٢؛ ٣٣:١، ٦.
هل تنظر الى الضعف البشري بمنظار يهوه؟
٨ سَنَكُونُ أَكْثَرَ تَعَاطُفًا إِذَا تَذَكَّرْنَا أَنَّ بَعْضَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا تُضْعِفُهُمُ ٱلظُّرُوفُ ٱلصَّعْبَةُ. فَقَدْ يُعَانُونَ مِنَ ٱلصِّحَّةِ ٱلرَّدِيئَةِ، يَعِيشُونَ فِي عَائِلَةٍ مُنْقَسِمَةٍ، أَوْ تَسْتَوْلِي عَلَيْهِمِ ٱلْكَآبَةُ. وَرُبَّمَا نَجِدُ أَنْفُسَنَا فِي وَضْعٍ مُشَابِهٍ لِوَضْعِهِمْ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ. فَكِّرْ فِي مِثَالِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا فُقَرَاءَ وَضُعَفَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. فَقَبْلَ أَنْ يَدْخُلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، ذَكَّرَهُمْ يَهْوَهُ ‹أَلَّا يُقَسُّوا قُلُوبَهُمْ› نَحْوَ إِخْوَتِهِمِ ٱلْبَائِسِينَ. فَقَدْ تَوَقَّعَ مِنْهُمْ أَنْ يُسَاعِدُوا ٱلْفَقِيرَ وَٱلضَّعِيفَ. — تث ١٥:٧، ١١؛ لا ٢٥:٣٥-٣٨.
٩ عِوَضَ أَنْ نَدِينَ ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا عَصِيبَةً أَوْ نَشُكَّ فِي أَمْرِهِمْ، يَنْبَغِي أَنْ نُزَوِّدَهُمْ بِٱلتَّعْزِيَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (اي ٣٣:٦، ٧؛ مت ٧:١) لِإِيضَاحِ ذٰلِكَ، تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلتَّالِي. حِينَ يُؤْتَى بِسَائِقِ دَرَّاجَةٍ نَارِيَّةٍ أُصِيبَ فِي حَادِثِ سَيْرٍ إِلَى ٱلْمُسْتَشْفَى، هَلْ يُحَاوِلُ ٱلْفَرِيقُ ٱلطِّبِّيُّ أَنْ يُحَدِّدَ مَا إِذَا كَانَ هُوَ ٱلسَّبَبَ فِي ٱلْحَادِثِ؟ كَلَّا، بَلْ يُؤَمِّنُ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلطِّبِّيَّةَ ٱللَّازِمَةَ عَلَى ٱلْفَوْرِ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، حِينَ تُضْعِفُ ٱلْمَشَاكِلُ ٱلشَّخْصِيَّةُ أَخَانَا ٱلْمُؤْمِنَ، يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ أَوْلَوِيَّتُنَا تَزْوِيدَهُ بِٱلدَّعْمِ ٱلرُّوحِيِّ. — اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١٤.
١٠ إِذَا تَأَمَّلْنَا قَلِيلًا فِي ظُرُوفِ إِخْوَتِنَا، فَقَدْ نَرَى بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ مَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ. فَكِّرْ فِي ٱلْأَخَوَاتِ ٱللَّوَاتِي يَحْتَمِلْنَ ٱلْمُقَاوَمَةَ مِنْ عَائِلَاتِهِنَّ لِسَنَوَاتٍ. فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي تَبْذُلُهَا أُمٌّ مُتَوَحِّدَةٌ لِتَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ مَعَ وَلَدِهَا أَوْ أَوْلَادِهَا. وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُرَاهِقِينَ ٱلَّذِينَ يَلْتَصِقُونَ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ؟ إِنَّ جَمِيعَ هٰؤُلَاءِ لَدَيْهِمْ مَحَبَّةٌ حَقِيقِيَّةٌ لِيَهْوَهَ وَهُمْ مُصَمِّمُونَ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لَهُ. حَقًّا، إِنَّ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ ضُعَفَاءَ قَدْ يَكُونُونَ «أَغْنِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ» مَثَلُهُمْ مَثَلُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ ظُرُوفٌ جَيِّدَةٌ. — يع ٢:٥.
متى مناسب ان نتكلم؟
١٧ أَمَّا ٱلرَّجُلُ ٱلرَّابِعُ ٱلَّذِي زَارَ أَيُّوبَ فَكَانَ أَلِيهُو، أَحَدَ أَقْرِبَاءِ إِبْرَاهِيمَ. فَقَدِ ٱسْتَمَعَ لِأَيُّوبَ وَٱلرِّجَالِ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَوَاضِحٌ مِمَّا قَالَهُ لَاحِقًا أَنَّهُ أَصْغَى بِٱنْتِبَاهٍ. فَهُوَ تَعَاطَفَ مَعْ أَيُّوبَ، لٰكِنَّهُ أَعْطَاهُ نَصِيحَةً مُحَدَّدَةً وَصَرِيحَةً سَاعَدَتْهُ أَنْ يُصَحِّحَ تَفْكِيرَهُ. (اي ٣٣:١، ٦، ١٧) وَكَانَ ٱلْأَهَمَّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ تَرْفِيعُ يَهْوَهَ لَا نَفْسِهُ أَوْ أَيِّ شَخْصٍ آخَرَ. (اي ٣٢:٢١، ٢٢؛ ٣٧:٢٣، ٢٤) فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ أَوَّلًا، إِنَّ هُنَاكَ وَقْتًا لِلسُّكُوتِ وَٱلِٱسْتِمَاعِ. (يع ١:١٩) ثَانِيًا، حِينَ نُعْطِي نَصِيحَةً لِأَحَدٍ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُنَا ٱلرَّئِيسِيُّ إِكْرَامَ يَهْوَهَ لَا أَنْفُسِنَا.
١٨ كَمَا رَأَيْنَا، ٱلْقُدْرَةُ عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ هِيَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ. وَنُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُهَا حِينَ نُطَبِّقُ نَصِيحَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ مَتَى نَتَكَلَّمُ وَكَيْفَ. قَالَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ بِوَحْيٍ مِنَ ٱللّٰهِ: «تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي حِينِهَا». (ام ٢٥:١١) فَعِنْدَمَا نَسْتَمِعُ جَيِّدًا لِمَا يَقُولُهُ ٱلْآخَرُونَ وَنُفَكِّرُ قَبْلَ أَنْ نَتَكَلَّمَ، تَكُونُ كَلِمَاتُنَا جَمِيلَةً وَقَيِّمَةً مِثْلَ ٱلتُّفَّاحِ مِنْ ذَهَبٍ. وَسَوَاءٌ كُنَّا نَتَكَلَّمُ كَثِيرًا أَوْ قَلِيلًا، سَيَبْنِي كَلَامُنَا ٱلْآخَرِينَ وَنُفَرِّحُ يَهْوَهَ. (ام ٢٣:١٥؛ اف ٤:٢٩) فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ أَفْضَلَ لِنُظْهِرَ تَقْدِيرَنَا لِيَهْوَهَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ.
جواهر روحية
داوم على الاقتراب الى يهوه
١٠ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱعْتِنَاءُ بِمَظْهَرِنَا. لٰكِنْ يَجِبُ أَلَّا نَسْعَى جَاهِدِينَ لِنَمْحُوَ كُلَّ أَثَرٍ لِلشَّيْخُوخَةِ. فَتِلْكَ ٱلْآثَارُ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ دَلَالَةً عَلَى ٱلنُّضْجِ وَٱلْوَقَارِ وَٱلْجَمَالِ ٱلدَّاخِلِيِّ. مَثَلًا، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ». (ام ١٦:٣١) هٰكَذَا يَرَانَا يَهْوَهُ، وَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى أَنْفُسِنَا مِنْ مِنْظَارِهِ. (اِقْرَأْ ١ بطرس ٣:٣، ٤.) هَلْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ إِذًا أَنْ يُخَاطِرَ ٱلْمَرْءُ وَيَخْضَعَ لِعَمَلِيَّاتٍ جِرَاحِيَّةٍ أَوْ عِلَاجَاتٍ طِبِّيَّةٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ، فَقَطْ كَيْ يُصْبِحَ أَكْثَرَ جَاذِبِيَّةً؟ إِنَّ «فَرَحَ يَهْوَهَ» هُوَ مَصْدَرُ جَمَالِنَا ٱلْحَقِيقِيِّ ٱلَّذِي يُشِعُّ مِنْ دَاخِلِنَا، مَهْمَا بَلَغَ بِنَا ٱلْعُمْرُ وَتَرَدَّتْ صِحَّتُنَا. (نح ٨:١٠) وَنَحْنُ لَنْ نَسْتَعِيدَ جَمَالَ ٱلشَّبَابِ وَٱلصِّحَّةَ ٱلْكَامِلَةَ إِلَّا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. (اي ٣٣:٢٥؛ اش ٣٣:٢٤) حَتَّى يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، لِنَقُمْ بِٱلْخِيَارَاتِ ٱلصَّائِبَةِ وَنَثِقْ بِوُعُودِ يَهْوَهَ. فَهٰذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِحَيَاتِنَا ٱلْآنَ وَيُجَنِّبُنَا صَبَّ ٱهْتِمَامِنَا عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ. — ١ تي ٤:٨.
٨-١٤ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٣٤–٣٥
حين تبدو الحياة ظالمة
ما هي صفات اللّٰه؟
يفعل يهوه دائما ما هو صائب. تقول كلمته: «حاشا للّٰه من فعل الشر، وللقادر على كل شيء من إتيان الظلم!». (ايوب ٣٤:١٠) فأحكام يهوه عادلة، وهذا ما اكده صاحب المزمور حين قال: «انك تدين الشعوب بالاستقامة». (مزمور ٦٧:٤) ولأنه «يرى القلب» فهو لا ينغش بالمظاهر، بل يميِّز الحقيقة دائما ويتخذ القرارات الصحيحة. (١ صموئيل ١٦:٧) اضف الى ذلك ان اللّٰه على علم بكل اعمال الظلم والفساد التي تحصل اليوم. وهو يعد ان الاشرار سوف «ينقرضون من الارض» عما قريب. — امثال ٢:٢٢.
ماذا يزول حين يأتي ملكوت اللّٰه؟
٥ أَيُّ إِجْرَاءٍ سَيَتَّخِذُهُ يَهْوَهُ بِشَأْنِ ٱلْأَشْرَارِ؟ صَحِيحٌ أَنَّهُ أَدَانَ ٱلْعَالَمَ، لٰكِنَّهُ لَمْ يُدِنِ ٱلنَّاسَ إِفْرَادِيًّا بَعْدُ. فَلَا تَزَالُ ٱلْفُرْصَةُ مُتَاحَةً لَهُمْ كَيْ يَتُوبُوا. (اش ٥٥:٧) وَمَا مَصِيرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَمِرُّونَ فِي دَعْمِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ حَتَّى بِدَايَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟ سَيُزِيلُهُمْ يَهْوَهُ جَمِيعًا مِنَ ٱلْأَرْضِ. (اقرإ المزمور ٣٧:١٠.) إِنَّ ٱلنَّاسَ فِي أَيَّامِنَا مُعْتَادُونَ أَنْ يُخْفُوا أَخْطَاءَهُمْ وَيُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ. (اي ٢١:٧، ٩) لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ «عَلَى طُرُقِ ٱلْإِنْسَانِ، وَهُوَ يَرَى كُلَّ خُطُوَاتِهِ. لَيْسَ ظُلْمَةٌ وَلَا قَتَامٌ دَامِسٌ يَسْتَتِرُ فِيهِمَا مُمَارِسُو ٱلْأَذِيَّةِ». (اي ٣٤:٢١، ٢٢) فَكُلُّ مَا يَفْعَلُهُ ٱلْأَشْرَارُ مَكْشُوفٌ لِعَيْنَيِ ٱللّٰهِ، وَلَا شَيْءَ يَخْفَى عَلَيْهِ. لِذَا سَيَزُولُ كُلُّ أَثَرٍ لِلْأَشْرَارِ بَعْدَ هَرْمَجِدُّونَ. — مز ٣٧:١٢-١٥.
هل تشك في يسوع؟
١٩ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فكَثيرونَ يرفُضونَ رِسالَتَنا لِأنَّنا لا نتَدَخَّلُ في السِّياسَة. مَثَلًا، يُريدُ البَعضُ أن نُصَوِّتَ في الانتِخابات. ولكنْ إذا اختَرنا إنسانًا لِيحكُمَ علَينا، فنحن نرفُضُ يَهْوَه. (١ صم ٨:٤-٧) أمَّا آخَرون، فيُريدونَ أن نقومَ بِأعمالٍ خَيرِيَّة، مِثلِ بِناءِ المَدارِسِ والمُستَشفَيات. لِذا يرفُضونَ رِسالَتَنا لِأنَّنا نُرَكِّزُ على التَّبشير، لا على حَلِّ مَشاكِلِ العالَم.
٢٠ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ (إقرأ متى ٧:٢١-٢٣.) تذَكَّرْ أنَّنا يجِبُ أن نُرَكِّزَ على العَمَلِ الَّذي أوْصى بهِ يَسُوع، ولا نلتَهيَ بمَشاكِلِ العالَمِ السِّياسِيَّة والاجتِماعِيَّة. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) طَبعًا، نَحنُ نُحِبُّ النَّاسَ ونهتَمُّ بِمَشاكِلِهِم. لكنَّنا نعرِفُ أنَّ أفضَلَ طَريقَةٍ لِمُساعَدَتِهِم هي أن نُعَلِّمَهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه، ونُساعِدَهُم أن يصيروا أصدِقاءَه.
جواهر روحية
بارِك يهوه بروحك الطوعية
٣ بَعْدَمَا ٱنْتَهَى أَيُّوبُ وَأَصْحَابُهُ ٱلثَّلَاثَةُ مِنَ ٱلْكَلَامِ، سَأَلَ أَلِيهُو أَيُّوبَ: «إِنْ كُنْتَ مُحِقًّا، فَمَاذَا تُعْطِي [ٱللّٰهَ]، وَمِنْ يَدِكَ مَاذَا يَقْبَلُ؟». (اي ٣٥:٧) فَهَلْ كَانَ يُلَمِّحُ أَنَّ جُهُودَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ هِيَ بِلَا فَائِدَةٍ؟ كَلَّا، لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُوَبِّخْهُ مِثْلَمَا فَعَلَ مَعَ ٱلْمُعَزِّينَ ٱلزَّائِفِينَ. فَأَلِيهُو أَشَارَ أَنَّ ٱللّٰهَ كَامِلٌ لَا يَنْقُصُهُ شَيْءٌ. وَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَجْعَلَهُ أَغْنَى أَوْ أَقْوَى مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ. فَهُوَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْنَا بِكُلِّ ٱلْمَهَارَاتِ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ. وَهُوَ يَرَى كَيْفَ نَسْتَخْدِمُهَا.
١٥-٢١ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٣٦–٣٧
لماذا تثق بوعد اللّٰه أن نعيش إلى الأبد؟
هل يمكننا ان نعرف اللّٰه حقا؟
ازلية اللّٰه: يعلِّم الكتاب المقدس ان اللّٰه موجود «من الدهر الى الدهر». (مزمور ٩٠:٢) بكلمات اخرى، اللّٰه لا بداية له ولا نهاية. لذا فإن «عدد سنيه لا يُستقصى» من وجهة نظر بشرية. — ايوب ٣٦:٢٦.
كيف يفيدنا ذلك؟ يعِد اللّٰه كل مَن يعرفونه حقا بحياة ابدية. (يوحنا ١٧:٣) فهل يمكن ان نصدِّق هذا الوعد لو كان اللّٰه نفسه لا يعيش الى الابد؟ ان «ملك الابدية» وحده قادر على اتمام هذا الوعد. — ١ تيموثاوس ١:١٧.
هل تقدِّر عطايا اللّٰه؟
٦ اَلْمَاءُ مَوْجُودٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِشَكْلِهِ ٱلسَّائِلِ لِأَنَّ مَوْقِعَهَا مِثَالِيٌّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلشَّمْسِ. فَلَوْ كَانَتِ ٱلْأَرْضُ أَقْرَبَ قَلِيلًا، لَتَبَخَّرَ ٱلْمَاءُ وَتَحَوَّلَتِ ٱلْأَرْضُ إِلَى كَوْكَبٍ جَافٍّ لَا حَيَاةَ فِيهِ. وَلَوْ كَانَتْ أَبْعَدَ قَلِيلًا، لَتَجَمَّدَ كُلُّ ٱلْمَاءِ وَصَارَتِ ٱلْأَرْضُ كُرَةً جَلِيدِيَّةً ضَخْمَةً. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَوْقِعَ ٱلْمِثَالِيَّ ٱلَّذِي ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ يَسْمَحُ لِلْمَاءِ أَنْ يَقُومَ بِدَوْرَتِهِ وَيَدْعَمَ ٱلْحَيَاةَ. فَٱلشَّمْسُ تُسَخِّنُ ٱلْمَاءَ فِي ٱلْمُحِيطَاتِ وَعَلَى سَطْحِ ٱلْأَرْضِ، فَيَتَبَخَّرُ وَيُشَكِّلُ ٱلْغُيُومَ. وَكُلَّ سَنَةٍ، يَتَبَخَّرُ نَحْوُ ٠٠٠,٥٠٠ كلم٣ مِنَ ٱلْمَاءِ. وَيَبْقَى هٰذَا ٱلْمَاءُ فِي ٱلْغِلَافِ ٱلْجَوِّيِّ حَوَالَيْ ١٠ أَيَّامٍ، ثُمَّ يَتَسَاقَطُ كَأَمْطَارٍ أَوْ ثُلُوجٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، يَعُودُ ٱلْمَاءُ إِلَى ٱلْمُحِيطَاتِ وَٱلْبِحَارِ وَٱلْبُحَيْرَاتِ. وَتَتَكَرَّرُ ٱلدَّوْرَةُ نَفْسُهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَعِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي هٰذِهِ ٱلدَّوْرَةِ ٱلرَّائِعَةِ، نَرَى كَمْ يَهْوَهُ حَكِيمٌ وَقَوِيٌّ. — اي ٣٦:٢٧، ٢٨؛ جا ١:٧.
أبقِ رجاءك قويًّا
١٦ رَجاءُ الحَياةِ الأبَدِيَّة هو هَدِيَّةٌ غالِيَة مِنَ اللّٰه. فنَحنُ ننتَظِرُ بِشَوقٍ مُستَقبَلًا رائِعًا، مُستَقبَلًا أكيدًا. ورَجاؤُنا هو مِثلُ مِرساةٍ تُثَبِّتُنا في وَجهِ الصُّعوبات، الاضطِهاد، وحتَّى المَوت. وهو مِثلُ خوذَةٍ تحمي عَقلَنا، وتُساعِدُنا بِالتَّالي أن نفعَلَ الصَّوابَ ونرفُضَ الخَطَأ. كما يُظهِرُ لنا هذا الرَّجاءُ كم يُحِبُّنا اللّٰه، وبِالنَّتيجَةِ يُقَرِّبُنا إلَيه. فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُبقِيَ رَجاءَنا قَوِيًّا وحَيًّا في ذِهنِنا.
جواهر روحية
بص «الخبَر»
الخبَر
كانت المعلومات والافكار تُنقل من شخص الى آخر بطرق عديدة في اراضي الكتاب المقدس قديما. وإجمالا، كانت الاخبار العادية المحلية والخارجية تُنقل شفهيا. (٢ صم ٣:١٧، ١٩؛ اي ٣٧:٢٠) فكان المسافرون، الذين تنقَّلوا غالبا في قوافل، ينقلون الاخبار من مناطق بعيدة حين يتوقفون ليأكلوا ويشربوا ويؤمِّنوا حاجاتهم الاخرى في المدن او المحطات على طريق القوافل. وبما ان موقع ارض فلسطين كان استراتيجيا بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، فقد كانت القوافل تمر بها في الطريق من وإلى المناطق البعيدة. لذا كان سكانها يعرفون بسهولة الاخبار عن الاحداث المهمة في بلاد اخرى. وغالبا ما كان الشخص يسمع الاخبار المحلية والخارجية في سوق المدينة.
٢٢-٢٨ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٣٨–٣٩
هل تخصِّص الوقت لتتأمل في المخلوقات؟
هل انت مستعد ان تنتظر يهوه؟
٧ حينَ يصِفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ كَيفَ خلَقَ يَهْوَه الأرض، يقولُ إنَّهُ حدَّدَ «مَقاييسَها» وأسَّسَ «قَواعِدَها» ووَضَعَ «حَجَرَ زاوِيَتِها». (اي ٣٨:٥، ٦) حتَّى إنَّهُ أخَذَ وَقتًا لِيتَأمَّلَ في ما عمِلَه. (تك ١:١٠، ١٢) وتخَيَّلْ كَيفَ شعَرَ المَلائِكَةُ كُلَّما خلَقَ يَهْوَه شَيئًا جَديدًا. لا شَكَّ أنَّهُم كانوا مُتَحَمِّسينَ جِدًّا. ففي إحدى المَرَّات، ‹هتَفوا مُبتَهِجين›. (اي ٣٨:٧) فماذا نتَعَلَّم؟ أخَذَ يَهْوَه آلافَ السِّنينَ لِيَخلُقَ بِتَأنِّي الأرضَ والنُّجومَ والكائِناتِ الحَيَّة. ولكنْ حينَ تأمَّلَ في كُلِّ ما عمِلَه، رأى أنَّهُ «جَيِّدٌ جِدًّا». — تك ١:٣١.
القيامة دليل على محبة يهوه وحكمته وصبره
٢ فِي ٱلْبِدَايَةِ، خَلَقَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ يَسُوعَ. ثُمَّ خَلَقَ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ «سَائِرَ ٱلْأَشْيَاءِ»، بِمَا فِي ذٰلِكَ مَلَايِينُ ٱلْمَلَائِكَةِ. (كو ١:١٦) وَقَدْ فَرِحَ يَسُوعُ بِٱلْعَمَلِ مَعْ أَبِيهِ. (ام ٨:٣٠) وَٱلْمَلَائِكَةُ أَيْضًا فَرِحُوا حِينَ رَأَوْا يَهْوَهَ يَخْلُقُ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ، ٱلْعَامِلِ ٱلْمَاهِرِ. فَهُمْ جَمِيعًا ‹هَتَفُوا مُبْتَهِجِينَ› عِنْدَمَا خُلِقَتِ ٱلْأَرْضُ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُمُ ٱبْتَهَجُوا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ حِينَ خَلَقَ يَهْوَهُ بَاقِيَ ٱلْأَشْيَاءِ، وَخَاصَّةً ٱلْبَشَرَ. (اي ٣٨:٧؛ ام ٨:٣١) وَكُلُّ مَا خَلَقَهُ يَهْوَهُ كَانَ دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَحِكْمَتِهِ. — مز ١٠٤:٢٤؛ رو ١:٢٠.
تعلَّمْ عن يهوه من مخلوقاته
٨ يستَحِقُّ ثِقَتَنا. ساعَدَ يَهْوَه أيُّوب أن يزيدَ ثِقَتَهُ به. (أي ٣٢:٢؛ ٤٠:٦-٨) فحينَ تحَدَّثَ معه، شجَّعَهُ أن يتَأمَّلَ في الأشياءِ الَّتي عمِلَها مِثلِ النُّجوم، السَّحاب، والبَرق. وأخبَرَهُ أيضًا عن حَيَواناتٍ مِثلِ الثَّورِ الوَحشِيِّ والحِصان. (أي ٣٨:٣٢-٣٥؛ ٣٩:٩، ١٩، ٢٠) وهكَذا، مِن خِلالِ هذِهِ المَخلوقات، أظهَرَ يَهْوَه لِأيُّوب أنَّ لَدَيهِ قُوَّةً هائِلَة، حِكمَةً عَظيمَة، ومَحَبَّةً فائِقَة. وهكَذا، ساعَدَهُ أن يزيدَ ثِقَتَهُ به. (أي ٤٢:١-٦) بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ نتَأمَّلُ في مَخلوقاتِ يَهْوَه، نرى كم هو أقوى وأحكَمُ مِنَّا، ونتَأكَّدُ بِالتَّالي أنَّهُ سيُنهي مَشاكِلَنا. وهكَذا، نُقَوِّي ثِقَتَنا به.
جواهر روحية
بص «المشترع»
المشترع
يهوه المشترع: يهوه هو في الواقع المشترع الحقيقي الوحيد في الكون. فهو مَن وضع القوانين الفيزيائية التي تتحكم بالخليقة الجامدة (اي ٣٨:٤-٣٨؛ مز ١٠٤:٥-١٩) والخليقة الحيوانية. (اي ٣٩:١-٣٠) الانسان ايضا، بصفته من مخلوقات يهوه، خاضع لقوانينه الفيزيائية؛ وبما ان الانسان مخلوق عاقل قادر ان يحلِّل ويختار بين الصواب والخطإ ويستوعب الامور الروحية، فهو ايضا خاضع لشرائع اللّٰه الاخلاقية. (رو ١٢:١؛ ١ كو ٢:١٤-١٦) اضافة الى ذلك، يضع يهوه الشرائع للمخلوقات الروحانية، اي الملائكة. — مز ١٠٣:٢٠؛ ٢ بط ٢:٤، ١١.
ولا يمكن لقوانين يهوه الفيزيائية ان تُنقض. (ار ٣٣:٢٠، ٢١) ففي كل الكون المنظور والمعروف، قوانينه ثابتة وموثوقة لدرجة ان العلماء، عندما يعرفون هذه القوانين، يمكنهم ان يحسبوا بدقة شديدة حركة القمر والكواكب والاجسام السماوية الاخرى. وكل مَن يخالف القوانين الفيزيائية يعاني من العواقب على الفور. بشكل مشابه، لا يمكن لأحد ان يلغي شرائع اللّٰه الاخلاقية، ولا يقدر ان يتحايل عليها او يخالفها دون عقاب. وهي سارية المفعول تماما مثلها مثل قوانينه الطبيعية، الا ان العقاب على مخالفتها قد لا يأتي فورا. يقول الكتاب المقدس: «اللّٰه لا يُسخر منه. فإن ما يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا». — غل ٦:٧؛ ١ تي ٥:٢٤.
٢٩ كانون الثاني (يناير)–٤ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | أيوب ٤٠–٤٢
دروس من قصة أيوب
«مَن عرف فكر يهوه؟»
٤ بَيْنَمَا نَتَأَمَّلُ فِي أَفْعَالِ يَهْوَهَ، يَلْزَمُ أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱللّٰهِ تِبْعًا لِلْمَقَايِيسِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. وَقَدْ لَمَّحَ يَهْوَهُ إِلَى هذَا ٱلْمَيْلِ بِكَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٥٠:٢١: «ظَنَنْتَ أَنِّي مِثْلُكَ». فَكَمَا قَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ١٧٥ سَنَةً: «لَدَى ٱلْبَشَرِ نَزْعَةٌ إِلَى ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱللّٰهِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِمْ، وَإِلَى ٱعْتِبَارِهِ خَاضِعًا لِلْقَوَانِينِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي يَظُنُّونَ أَنَّ عَلَيْهِمِ ٱتِّبَاعَهَا».
٥ لِذَا، يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْ صَوْغِ نَظْرَتِنَا إِلَى يَهْوَهَ وَفْقَ مَقَايِيسِنَا وَتَفْضِيلَاتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ. وَلِمَاذَا ذلِكَ مُهِمٌّ؟ لِأَنَّ بَعْضَ أَعْمَالِهِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ رُبَّمَا لَا تَبْدُو صَائِبَةً تَمَامًا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِنَا ٱلْمَحْدُودَةِ وَٱلنَّاقِصَةِ. وَقَدْ أَدَّى هذَا ٱلتَّفْكِيرُ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا إِلَى ٱلتَّوَصُّلِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ خَاطِئَةٍ تَتَعَلَّقُ بِتَعَامُلَاتِ يَهْوَهَ مَعَهُمْ. لَاحِظْ مَا قَالَهُ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ: ‹طَرِيقُ يَهْوَهَ لَيْسَتْ مُسْتَقِيمَةً›. فَٱسْمَعُوا يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. أَطَرِيقِي غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ؟ أَلَيْسَتْ طُرُقُكُمْ هِيَ غَيْرَ ٱلْمُسْتَقِيمَةِ؟». — حز ١٨:٢٥.
٦ وَأَحَدُ ٱلْمَفَاتِيحِ لِتَجَنُّبِ ٱلْوُقُوعِ فِي فَخِّ ٱلْحُكْمِ عَلَى يَهْوَهَ وَفْقَ مَقَايِيسِنَا ٱلْخَاصَّةِ هُوَ ٱلِٱعْتِرَافُ أَنَّ نَظْرَتَنَا مَحْدُودَةٌ وَأَنَّهَا فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ مُشَوَّهَةٌ إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ. وَهذَا هُوَ ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي وَجَبَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ أَيُّوبُ. فَخِلَالَ مُعَانَاتِهِ، تَصَارَعَ مَعَ ٱلْيَأْسِ وَصَارَ ٱهْتِمَامُهُ يَتَمَحْوَرُ حَوْلَ ذَاتِهِ. وَهكَذَا، غَابَتْ عَنْ بَالِهِ ٱلْقَضَايَا ٱلْأَكْثَرُ أَهَمِّيَّةً. إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَهُ بِمَحَبَّةٍ أَنْ يُوَسِّعَ آفَاقَهُ. فَقَدْ طَرَحَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ ٧٠ سُؤَالًا لَمْ يَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلْإِجَابَةِ عَنْ أَيٍّ مِنْهَا. وَبِذلِكَ، أَبْرَزَ كَمْ كَانَ فَهْمُهُ مَحْدُودًا. وَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَيُّوبَ؟ تَصَرَّفَ بِتَوَاضُعٍ وَعَدَّلَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ. — اِقْرَأْ ايوب ٤٢:١-٦.
قضية مهمة يواجهها البشر
١٢ وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ يَهْوَهُ قَاسِيًا عِنْدَمَا أَعْطَى أَيُّوبَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟ كَلَّا. وَأَيُّوبُ نَفْسُهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، بَلْ فَهِمَ ٱلْمَشُورَةَ وَقَدَّرَهَا. حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «أَتَرَاجَعُ، وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ». (اي ٤٢:١-٦) كَمَا قَبِلَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ ٱلشَّابُّ أَلِيهُو فِي وَقْتٍ سَابِقٍ. (اي ٣٢:٥-١٠) وَلِأَنَّهُ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ وَعَدَّلَ تَفْكِيرَهُ، عَبَّرَ يَهْوَهُ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْهُ. — اي ٤٢:٧، ٨.
«أُرجُ يهوه»
١٧ أيُّوب هو واحِدٌ فَقَط مِن خُدَّامٍ كَثيرينَ لِيَهْوَه مرُّوا بِمَشاكِلَ كَبيرَة، لكنَّهُم بقوا أقوِياءَ ومَعنَوِيَّاتُهُم عالِيَة. والرَّسولُ بُولُس تحَدَّثَ عن عَدَدٍ كَبيرٍ مِنهُم في رِسالَتِهِ إلى العِبْرَانِيِّين، وسمَّاهُم «سَحابَةً عَظيمَة جِدًّا مِنَ الشُّهود». (عب ١٢:١) فمع أنَّهُم مرُّوا كُلُّهُم بِتَجارِبَ قاسِيَة، احتَمَلوا واجتَهَدوا لِيَبقَوا أُمَناءَ لِيَهْوَه. (عب ١١:٣٦-٤٠) فهل ضاعَ كُلُّ تَعَبِهِم واحتِمالِهِم؟ طَبعًا لا. صَحيحٌ أنَّهُم لم يرَوا كُلَّ وُعودِ اللّٰهِ تتَحَقَّقُ خِلالَ حَياتِهِم، لكنَّهُمُ استَمَرُّوا يرجونَه. ولِأنَّهُم وثِقوا أنَّهُ راضٍ عنهُم، كانوا مُتَأكِّدينَ أنَّهُم سيَرَونَ وُعودَهُ تتَحَقَّق. (عب ١١:٤، ٥) ومِثالُهُم يُشَجِّعُنا أن نظَلَّ دائِمًا نرجو يَهْوَه.
١٨ نَحنُ نعيشُ في عالَمٍ يتَقَدَّمُ مِن سَيِّئٍ إلى أسوَأ. (٢ تي ٣:١٣) وسَنظَلُّ نُواجِهُ تَجارِبَ مِنَ الشَّيْطَان. ولكنْ مَهما كانَتِ التَّحَدِّياتُ الَّتي نمُرُّ بها، فنَحنُ مُصَمِّمونَ أن نجتَهِدَ في خِدمَتِنا لِيَهْوَه، واثِقينَ أنَّنا «ألقَينا رَجاءَنا على اللّٰهِ الحَيّ». (١ تي ٤:١٠) فلْنتَذَكَّرْ إذًا كَيفَ بارَكَ يَهْوَه أيُّوب كَي نزيدَ ثِقَتَنا أنَّهُ «حَنونٌ جِدًّا ورَحيم». (يع ٥:١١) ولْنبقَ أولِياءَ لِيَهْوَه، ونثِقْ أنَّهُ «يُكافِئُ الَّذينَ يجِدُّونَ في طَلَبِه». — إقرإ العبرانيين ١١:٦.
جواهر روحية
بص «الاستهزاء»
الاستهزاء
كان ايوب رجلا امينا حافظ على استقامته في وجه الاستهزاء القاسي. لكن نظرته الى الامور صارت مشوَّهة وارتكب خطأ لزم تصحيحه. قال أليهو: «اي رجل كأيوب، يشرب الهزء كالماء؟». (اي ٣٤:٧) فقد ركَّز ايوب زيادة عن اللزوم على تبرير نفسه بدل اللّٰه، وصار يعظِّم برَّه اكثر من بر اللّٰه. (اي ٣٥:٢؛ ٣٦:٢٤) وحين سخر منه بشدة «رفاقه» الثلاثة، اعتبر ذلك موجَّها اليه شخصيا لا الى اللّٰه. وهكذا صار مثل رجل يستسلم للاستهزاء والسخرية ويفرح بهما، وكأنه يشرب ماء ويتمتع به. ولاحقا، اوضح اللّٰه لأيوب ان هؤلاء المستهزئين كانوا فعليًّا، بعد تحليل الموضوع، يتكلمون بالكذب ضد اللّٰه. (اي ٤٢:٧) بشكل مشابه، قال يهوه للنبي صموئيل حين طالبت امة اسرائيل بملك: «لم يرفضوك انت، بل رفضوني انا ملكا عليهم». (١ صم ٨:٧) وأوضح يسوع لتلاميذه: «تكونون مبغَضين من جميع الامم [لا من اجل اسمكم بل] من اجل اسمي». (مت ٢٤:٩) وحين يُبقي المسيحي هذه الافكار في باله، يستطيع ان يتحمل الاستهزاء بالموقف الصحيح ويستحق مكافأة على احتماله. — لو ٦:٢٢، ٢٣.
٥-١١ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | مزمور ١–٤
خذ موقفًا إلى جانب مملكة اللّٰه
«سأزلزل كل الامم»
٨ ماذا تكونُ رَدَّةُ فِعلِ النَّاسِ حينَ يسمَعونَ هذِهِ الرِّسالَة؟ أغلَبُهُم يرفُضونَها. (إقرإ المزمور ٢:١-٣.) والأُمَمُ الَّتي ينتَمونَ إلَيها ‹ترتَجّ›، أي تنزَعِجُ وتغضَب، ولا تقبَلُ المَلِكَ الَّذي عيَّنَهُ يَهْوَه. مِنَ الواضِحِ إذًا أَنَّها لا تعتَبِرُ الرِّسالَةَ الَّتي نُبَشِّرُ بها عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ‹أخبارًا حُلوَة›. حتَّى إنَّ بَعضَ الحُكوماتِ تحظُرُ عَمَلَ التَّبشير. ومع أنَّ حُكَّامًا كَثيرينَ يدَّعونَ أنَّهُم يخدُمونَ اللّٰه، لا يُريدونَ أن يتَخَلَّوْا عن سُلطَتِهِم. لِذلِك يُقاوِمونَ المَلِكَ الَّذي عيَّنَهُ يَهْوَه بِمُهاجَمَةِ أتباعَه، تَمامًا مِثلَما فعَلَ الحُكَّامُ زَمَنَ يَسُوع. — اع ٤:٢٥-٢٨.
حافِظ على حيادك في عالم منقسم
١١ اَلْمَادِّيَّةُ. إِنَّ تَعَلُّقَنَا بِمُمْتَلَكَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ قَدْ يُغْرِينَا بِكَسْرِ حِيَادِنَا تَحْتَ ٱلتَّجْرِبَةِ. فَفِي مَلَاوِي، وَقَعَ عَدَدٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ وَقْتَمَا تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ فِي سَبْعِينِيَّاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ. تَتَذَكَّرُ أُخْتٌ تُدْعَى رُوث: «لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنْ حَيَاتِهِمِ ٱلْمُرِيحَةِ. فَقَدْ هُجِّرَ بَعْضُهُمْ مَعَنَا، لٰكِنَّهُمُ ٱنْضَمُّوا لَاحِقًا إِلَى ٱلْحِزْبِ ٱلسِّيَاسِيِّ وَعَادُوا إِلَى ٱلْبَلَدِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَتَحَمَّلُوا مَشَقَّاتِ ٱلْحَيَاةِ فِي مُخَيَّمِ ٱللَّاجِئِينَ». بِٱلْمُقَابِلِ، حَافَظَتِ ٱلْأَغْلَبِيَّةُ ٱلسَّاحِقَةُ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى حِيَادِهَا رَغْمَ ٱلضُّغُوطِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ وَخَسَارَةِ جَمِيعِ مُمْتَلَكَاتِهَا. — عب ١٠:٣٤.
جواهر روحية
بص «العُصافة»
العُصافة
الغلاف الرقيق او القشرة التي تحمي الحبوب مثل الشعير والقمح. والكتاب المقدس يتحدث عن العُصافة بطريقة مجازية، لكنه يلمِّح بذلك الى عملية درس الحبوب التي كانت شائعة في الازمنة القديمة. فبعد الحصاد، كانت قشرة الحبوب هذه، غير الصالحة للأكل، بلا فائدة. لذا هي رمز ملائم لشيء خفيف، عديم القيمة، وغير مرغوب فيه، شيء يجب فصله عن ما هو جيد والتخلص منه.
في البداية، كانت عملية درس الحبوب تفصل العُصافة عن الحب. ثم خلال التذرية، كانت العُصافة الخفيفة تطير بعيدا مثل الغبار الذي تحمله الريح. (انظر «التَّذْرية».) وهذا التشبيه يصف بشكل ملائم كيف يزيل يهوه المرتدين من بين شعبه، ويتخلص ايضا من الاشرار والشعوب التي تقاومه. (اي ٢١:١٨؛ مز ١:٤؛ ٣٥:٥؛ اش ١٧:١٣؛ ٢٩:٥؛ ٤١:١٥؛ هو ١٣:٣) فمملكة اللّٰه ستسحق اعداءها كاملا فيصيرون مثل عُصافة تطيِّرها الريح بكل سهولة. — دا ٢:٣٥.
عادة، كانت العُصافة تُجمع وتُحرق كي لا تطير مجددا وتختلط بأكوام الحبوب. بشكل مماثل، انبأ يوحنا المعمدان ان يسوع المسيح سيجمع الحنطة، «اما العُصافة فيحرقها بنار لا تُطفأ» مشيرا بذلك الى تدمير الاشرار المتعصبين دينيا. — مت ٣:٧-١٢؛ لو ٣:١٧؛ انظر «الدِّراس».
١٢-١٨ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | مزمور ٥–٧
إبقَ وليًّا مهما فعل الآخرون
كيف تنال القوة من كلمة اللّٰه؟
٧ هل جرَحَكَ أحَدُ أفرادِ عائِلَتِكَ أو أصدِقائِك؟ لاحِظْ إذًا ما حصَلَ معَ المَلِكِ دَاوُد حينَ خانَهُ ابْنُهُ أَبْشَالُوم، وحاوَلَ أن يأخُذَ المُلكَ مِنه. — ٢ صم ١٥:٥-١٤، ٣١؛ ١٨:٦-١٤.
٨ (١) صلِّ. قَبلَ أن تقرَأَ هذِهِ القِصَّة، أخبِرْ يَهْوَه كَيفَ تشعُرُ بِسَبَبِ ما تتَعَرَّضُ له. (مز ٦:٦-٩) كُنْ مُحَدَّدًا. واطلُبْ مِنهُ أن يُساعِدَكَ كَي تجِدَ مَبادِئَ تُوَجِّهُك.
هل انت مقتنع بالحق؟
٣ وَلِمَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِيمَانُنَا مُؤَسَّسًا عَلَى أُمُورٍ أُخْرَى غَيْرِ مَحَبَّةِ ٱلْإِخْوَةِ؟ لِنَفْتَرِضْ أَنَّ أَخًا، رُبَّمَا شَيْخًا أَوْ فَاتِحًا، ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، أَوْ أَنَّ شَخْصًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ آذَاكَ بِطَرِيقَةٍ مَا. أَوْ لِنَقُلْ إِنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ صَارَ مُرْتَدًّا وَٱدَّعَى أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ مُخْطِئُونَ. فِي حَالِ حَصَلَتْ أُمُورٌ كَهٰذِهِ، هَلْ يَخِيبُ أَمَلُكَ وَتَتَوَقَّفُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ إِذَا بَنَيْتَ إِيمَانَكَ عَلَى تَصَرُّفَاتِ ٱلْآخَرِينَ بَدَلَ عَلَاقَتِكَ بِيَهْوَهَ، يَكُونُ إِيمَانُكَ ضَعِيفًا. فَكَيْ تَبْنِيَ إِيمَانًا قَوِيًّا، يَلْزَمُ أَنْ تَسْتَعْمِلَ مَوَادَّ مَتِينَةً كَحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمَنْطِقِيَّةِ، بَدَلَ أَنْ تَعْتَمِدَ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ وَٱلْأَحَاسِيسِ. فَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَكِّدَ لِنَفْسِكَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ. — رو ١٢:٢.
٤ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَقْبَلُونَ ٱلْحَقَّ «بِفَرَحٍ»، لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ يَضْعُفُ لَاحِقًا أَمَامَ ٱلِٱمْتِحَانِ. (اقرأ متى ١٣:٣-٦، ٢٠، ٢١.) فَرُبَّمَا لَمْ يَعْرِفُوا أَنَّ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ يَسُوعَ يُوَاجِهُونَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً. (مت ١٦:٢٤) أَوْ رُبَّمَا ظَنُّوا أَنَّ حَيَاةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَلِيئَةٌ بِٱلْبَرَكَاتِ وَخَالِيَةٌ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. لٰكِنْ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ، لَا مَهْرَبَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. وَحَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلظُّرُوفُ جَيِّدَةً، قَدْ تَتَغَيَّرُ وَتُخَسِّرُنَا فَرَحَنَا. — مز ٦:٦؛ جا ٩:١١.
جواهر روحية
بص «القبر»
القبر
في روما ٣:١٣ يقتبس الرسول بولس من المزمور ٥:٩، ويشبِّه حلق أو فم الاشرار والمخادعين بـ «قبر مفتوح». فمثلما يمتلئ القبر المفتوح بالجثث والفساد، يمتلئ فمهم بالكلام المميت والفاسد. — قارن مت ١٥:١٨-٢٠.
١٩-٢٥ شباط (فبراير)
كنوز من كلمة اللّٰه | مزمور ٨–١٠
«سأسبِّحك يا يهوه»
قدِّر مكانك في عائلة يهوه
٦ جهَّزَ مَكانًا مُمَيَّزًا لِنسكُنَ فيه. جهَّزَ يَهْوَه الأرضَ لِلبَشَرِ قَبلَ أن يخلُقَهُم بِوَقتٍ طَويل. (اي ٣٨:٤-٦؛ ار ١٠:١٢) ولِأنَّهُ مُحِبٌّ وكَريم، أعطاهُم خَيراتٍ كَثيرَة لِيَفرَحوا بها. (مز ١٠٤:١٤، ١٥، ٢٤) وحينَ تأمَّلَ اللّٰهُ في ما عمِلَه، ‹رَأى أنَّهُ جَيِّد›. (تك ١:١٠، ١٢، ٣١) كما أعطى يَهْوَه البَشَرَ كَرامَةً حينَ ‹سلَّطَهُم› على كُلِّ المَخلوقاتِ في الأرض. (مز ٨:٦) وهو يُريدُ أن يفرَحَ البَشَرُ الكامِلونَ بِالاهتِمامِ بِخَليقَتِهِ إلى الأبَد. فهل تشكُرُ يَهْوَه دائِمًا على هذا الرَّجاءِ البَديع؟
هل تقدِّر عطايا اللّٰه؟
١٠ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ عَطِيَّةَ ٱلْكَلَامِ؟ جَيِّدٌ أَنْ نَشْرَحَ إِيمَانَنَا بِٱللّٰهِ لِلَّذِينَ يَسْتَغْرِبُونَ لِمَ لَا نُؤْمِنُ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ. (مز ٩:١؛ ١ بط ٣:١٥) فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُقْنِعُونَا أَنَّ ٱلْأَرْضَ وَكُلَّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ أَتَتْ بِٱلصُّدْفَةِ. وَلٰكِنْ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا ٱلْآنَ، نُدَافِعُ عَنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ وَنُوضِحُ لِلْمُهْتَمِّينَ لِمَ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ. — مز ١٠٢:٢٥؛ اش ٤٠:٢٥، ٢٦.
هل أنت ‹مثال في الكلام›؟
١٣ رنِّمْ مِن كُلِّ قَلبِك. عِندَما نُرَنِّم، يكونُ هَدَفُنا الأساسِيُّ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه. مَثَلًا، تشعُرُ أُختٌ اسْمُها سَارَة أنَّ صَوتَها لَيسَ جَميلًا. لكنَّها تُريدُ أن تُسَبِّحَ يَهْوَه. لِذلِك لا تتَرَدَّدُ أن تُرَنِّمَ في الاجتِماعات. وماذا يُساعِدُها؟ إنَّها تُحَضِّرُ التَّرانيمَ في البَيت، مِثلَما تُحَضِّرُ باقِيَ أجزاءِ الاجتِماع. فتتَمَرَّنُ علَيها، وترى كَيفَ ترتَبِطُ كَلِماتُها بِالمَواضيعِ الَّتي تُناقَشُ في الاجتِماع. تقول: «يُساعِدُني ذلِك أن أُرَكِّزَ على كَلِماتِ التَّرانيمِ بَدَلَ أن أُرَكِّزَ على صَوتي».
جواهر روحية
بص «الإصبع»
الإصبع
يقول الكتاب المقدس مجازيا ان اللّٰه استعمل ‹اصبعه› او ‹اصابعه› ليقوم بعمل ما، مثل كتابة الوصايا العشر على لوحَي حجر (خر ٣١:١٨؛ تث ٩:١٠)، القيام بعجائب (خر ٨:١٨، ١٩)، وخلق السموات (مز ٨:٣). وعند الحديث عن الاعمال الخلقية، لا بد ان «اصابع» اللّٰه تشير الى الروح القدس، او قوة اللّٰه الفعالة. فرواية الخلق في التكوين تذكر ان قوة اللّٰه الفعالة (رواح، «روح») كانت تروح وتجيء على وجه المياه. (تك ١:٢) لكن الاسفار اليونانية المسيحية تؤكد فهمنا لهذا الاستعمال المجازي. فإنجيل متى يقول ان يسوع اخرج الشياطين «بروح اللّٰه»، في حين يذكر لوقا ان يسوع اخرجها «بإصبع اللّٰه». — مت ١٢:٢٨؛ لو ١١:٢٠.
٢٦ شباط (فبراير)–٣ آذار (مارس)
كنوز من كلمة اللّٰه | مزمور ١١–١٥
تخيَّل نفسك تعيش بسلام في العالم الجديد
نقاط بارزة من السفر الاول للمزامير
١١:٣ — ما هي الأُسس التي انهدمت؟ انها الأُسس نفسها التي يقوم عليها المجتمع البشري: القانون والنظام والعدل. وعندما تختل هذه الأُسس، تسود الفوضى الاجتماعية ولا يُجرى العدل. وفي ظل هذه الظروف، يجب ان يثق «البار» كاملا باللّٰه. — مزمور ١١:٤-٧.
عالم بلا عنف: مجرد حلم مستحيل؟
يعد الكتاب المقدس ان اللّٰه سيطهِّر الارض من العنف قريبا. فعالمنا العنيف اليوم سيزول في «يوم الدينونة وهلاك الناس الكافرين». (٢ بطرس ٣:٥-٧) عندئذ لن يذهب الابرياء ضحية العنف. ولكن كيف نتأكد ان اللّٰه سيتدخل ويستأصل العنف؟
تخبرنا الاسفار المقدسة ان اللّٰه ‹يبغض محب العنف›. (مزمور ١١:٥) فخالقنا يحب السلام والعدل. (مزمور ٣٣:٥؛ ٣٧:٢٨) لذلك لن يتحمل العنفاء الى الابد.
هل تنتظر يهوه بصبر؟
١٥ وَلِمَ ٱنْتَظَرَ دَاوُدُ بِصَبْرٍ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَزْمُورِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي سَأَلَ فِيهِ: «إِلَى مَتَى؟». كَتَبَ: «أَمَّا أَنَا فَعَلَى لُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ [أَيْ، وَلَائِكَ] تَوَكَّلْتُ، فَلْيَفْرَحْ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ. لَأُرَنِّمَنَّ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ كَافَأَنِي». (مز ١٣:٥، ٦) فَدَاوُدُ ٱتَّكَلَ عَلَى وَلَاءِ يَهْوَهَ، تَأَمَّلَ كَيْفَ كَافَأَهُ فِي ٱلْمَاضِي، وَرَجَا خَلَاصَهُ بِفَرَحٍ. لَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ بَرَكَاتِ يَهْوَهَ تَسْتَحِقُّ ٱلصَّبْرَ فِعْلًا.
الملكوت يتمم مشيئة اللّٰه على الارض
١٦ اَلْأَمَانُ. أَخِيرًا سَيَتَحَوَّلُ ٱلْمَشْهَدُ ٱلْمُبْهِجُ فِي إِشَعْيَا ١١:٦-٩ حَقِيقَةً حِينَ يَتِمُّ كَامِلًا وَبِحَرْفِيَّتِهِ. عِنْدَئِذٍ سَيَكُونُ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ وَٱلْأَوْلَادُ فِي مَأْمَنٍ أَيْنَمَا ذَهَبُوا. وَلَنْ يُشَكِّلَ أَيُّ مَخْلُوقٍ، إِنْسَانًا كَانَ أَمْ حَيَوَانًا، خَطَرًا عَلَيْهِمْ. هَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْوَقْتَ حِينَ تُصْبِحُ ٱلْكُرَةُ ٱلْأَرْضِيَّةُ بِكَامِلِهَا بَيْتًا لَكَ، فَتَسْبَحُ فِي أَنْهَارِهَا وَبُحَيْرَاتِهَا وَبِحَارِهَا وَتَقْطَعُ جِبَالَهَا ٱلشَّامِخَةَ وَتَعْبُرُ سُهُولَهَا ٱلْخَضْرَاءَ آمِنًا؟ هَلْ تَرَى نَفْسَكَ نَائِمًا ٱللَّيْلَ بِطُولِهِ قَرِيرَ ٱلْعَيْنِ؟ إِذَّاكَ تَكُونُ قَدْ تَحَقَّقَتْ كَلِمَاتُ حَزْقِيَال ٣٤:٢٥ ٱلَّتِي أَنْبَأَتْ عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَائِلَةً: «يَسْكُنُونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ آمِنِينَ وَيَنَامُونَ فِي ٱلْغَابَاتِ».
جواهر روحية
هل تستمر في اجراء التغييرات؟
١٢ مَعَ ٱلْأَسَفِ، نَحْنُ مُحَاطُونَ بِأُنَاسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ وَصْفُ بُولُسَ. فَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْإِصْرَارَ عَلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِمَقَايِيسَ وَمَبَادِئَ مُعَيَّنَةٍ هُوَ أَمْرٌ عَتِيقُ ٱلطِّرَازِ وَيَدُلُّ عَلَى تَعَصُّبٍ وَتَزَمُّتٍ. كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأَسَاتِذَةِ وَٱلْوَالِدِينَ مُتَسَاهِلُونَ وَيُرَوِّجُونَ لِطَرِيقَةِ تَفْكِيرٍ مُتَحَرِّرَةٍ. فَهُمْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ ٱلصَّوَابَ وَٱلْخَطَأَ أَمْرَانِ نِسْبِيَّانِ. حَتَّى إِنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مُتَدَيِّنُونَ يَشْعُرُونَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ لِفِعْلِ مَا يَجِدُونَهُ صَائِبًا وَلَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِإِطَاعَةِ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعِهِ. (مز ١٤:١) وَمَوْقِفٌ كَهٰذَا يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَٱلشَّخْصُ غَيْرُ ٱلْحَذِرِ قَدْ يَتَبَنَّى ٱلنَّظْرَةَ ذَاتَهَا إِلَى ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، مُعَارِضًا ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلْمُتَّبَعَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ حَتَّى مُتَذَمِّرًا عَلَى أَيِّ شَيْءٍ لَا يُعْجِبُهُ. أَوْ قَدْ لَا يُوَافِقُ تَمَامًا عَلَى مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَوْلَ ٱلتَّسْلِيَةِ، وَٱسْتِخْدَامِ ٱلْإِنْتِرْنِت، وَٱلسَّعْيِ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي.