مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١٥/‏٨ ص ١٤-‏١٩
  • العيش بإيمان بوعود اللّٰه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • العيش بإيمان بوعود اللّٰه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • يهوه يحدّ من تعاملاته مع البشر
  • اللّٰه يعمل من اجل إتمام مشيئته
  • اللّٰه يعرف المستقبل مسبقا
  • مشروع بناء ضخم
  • يهوه يدعم العمل
  • لا تغيِّروا اقتناعكم!‏
  • ‏‹سار مع اللّٰه›‏
    اقتد بإيمانهم
  • ‏‹سار مع اللّٰه›‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • حُفظ «سالما مع سبعة آخرين»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • ايمان نوح يحكم على العالم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١٥/‏٨ ص ١٤-‏١٩

العيش بإيمان بوعود اللّٰه

‏«انا اللّٰه وليس آخر.‏ الاله وليس مثلي.‏ مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يُفعل».‏ —‏ اشعياء ٤٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

١،‏ ٢ ما هما الرأيان المختلفان في تدخل اللّٰه في شؤون الارض؟‏

الى ايّ حدّ يتدخل اللّٰه في شؤون الارض؟‏ تختلف الآراء في هذا الموضوع.‏ وأحدها هو انه لا يتدخل مطلقا.‏ فقد خلق البشر،‏ ولكن مذّاك لا يساعدنا إما لأنه لا يريد او لأنه غير قادر.‏ ووفقا لهذه النظرة،‏ انه كأب يُجلِس ابنه على دراجة جديدة،‏ يثبِّتها،‏ ويدفعها ليبدأ ابنه السير في الطريق.‏ بعدئذ يذهب الاب،‏ فيصير الصبي وحده،‏ مما قد يعرِّضه للوقوع.‏ وسواء وقع او لم يقع،‏ فقد صارت المسألة خارجة عن نطاق سيطرة الاب.‏

٢ أما الرأي الآخر فهو ان اللّٰه يوجِّه مباشرة كل وجه من اوجه حياتنا وأنه يتدخل مباشرة في كل حادثة تجري في كل خليقته.‏ ولكن اذا كان ذلك صحيحا،‏ فقد يستنتج البعض ان اللّٰه لا يسبِّب الامور الجيدة فحسب بل الجريمة والمآ‌سي التي تبتلي البشر ايضا.‏ ان معرفة الحقيقة عن تعاملات اللّٰه ستساعدنا ان نعرف ماذا يجب ان نتوقع منه.‏ كما انها تقوي ايماننا بالاتمام الاكيد لوعوده.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏١‏.‏

٣ (‏أ)‏ كيف نعرف ان يهوه هو اله قصد؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجري التحدث عن يهوه انه ‹يصوِّر› او ‹يصوغ› قصده؟‏

٣ يهوه هو اله قصد.‏ وهذا الامر جوهري في مسألة تدخُّل اللّٰه في شؤون البشر.‏ وهذا ما يدل عليه اسمه.‏ فاسم «يهوه» يعني «يصيِّر».‏ فبإجراء تدريجي،‏ يصيِّر يهوه نفسه متمِّم كل وعوده.‏ لذلك يجري التحدث عنه انه ‹يصوِّر›،‏ او يصوغ،‏ قصده المتعلق بحوادث او اجراءات مستقبلية.‏ (‏٢ ملوك ١٩:‏٢٥؛‏ اشعياء ٤٦:‏١١‏)‏ ويشتق هذان التعبيران من الكلمة العبرانية ياتسار،‏ المتعلقة بالكلمة التي تعني «فخاري».‏ (‏ارميا ١٨:‏٤‏)‏ فكما يصوغ الفخاري الماهر كتلة الطين لتصير زهرية جميلة،‏ يمكن ان يصوغ،‏ او يدير،‏ يهوه الامور لإتمام مشيئته.‏ —‏ افسس ١:‏١١‏.‏

٤ كيف اعدّ اللّٰه الارض لسكنى البشر؟‏

٤ مثلا،‏ قصد اللّٰه ان تكون الارض مكانا رائع الجمال يسكنه بشر كاملون وطائعون.‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ وقبل ان يخلق يهوه الرجل والمرأة الاولين بوقت طويل،‏ اعدّ لهما الارض بمحبة.‏ والاصحاحان الافتتاحيان من سفر التكوين يصفان كيف عمل يهوه النهار والليل،‏ البرّ والبحر.‏ ثم خلق النبات والحياة الحيوانية.‏ وإعداد الارض هذا لسكنى البشر استلزم عدة آلاف من السنين.‏ وقد أُكمل هذا المشروع بنجاح.‏ وابتدأ الرجل والمرأة الاولان حياتهما في عدن،‏ فردوس مبهج مجهَّز كاملا لكي يتمتعا بالحياة فيه.‏ (‏تكوين ١:‏٣١‏)‏ وهكذا تدخل يهوه مباشرة في شؤون الارض،‏ اذ صاغ اعماله تدريجيا ليتمم قصده السامي.‏ فهل غيَّر توسع العائلة البشرية تدخله؟‏

يهوه يحدّ من تعاملاته مع البشر

٥،‏ ٦ لماذا يحدّ اللّٰه من تعاملاته مع البشر؟‏

٥ ان يهوه لا يوجِّه ويتحكم في كل شاردة وواردة من نشاط البشر رغم انه يملك القدرة على فعل ذلك.‏ وأحد الاسباب لذلك هو ان البشر خُلقوا على صورة اللّٰه،‏ بإرادة حرة،‏ احرارا ادبيا.‏ فيهوه لا يجبرنا على اطاعة اوامره؛‏ كما اننا لسنا أُلعوبة في يده.‏ (‏تثنية ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ يشوع ٢٤:‏١٥‏)‏ ورغم انه يعتبرنا مسؤولين ان نقدِّم حسابا له عن اعمالنا،‏ فقد سمح لنا بمحبة ان نتمتع بمقدار كبير من الحرية لتقرير كيف ندير حياتنا.‏ —‏ روما ١٤:‏١٢؛‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

٦ والسبب الآخر لعدم توجيه اللّٰه كل ما يحدث يتعلق بالقضية التي انشأها الشيطان في عدن.‏ فقد تحدى سلطان يهوه وعرض على حواء ما بدا انه فرصة للاستقلال —‏ عرض وافقت عليه هي اولا ولاحقا زوجها آدم.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ عندئذ،‏ سمح اللّٰه للبشر بأن يحكموا انفسهم فترة من الوقت ليثبت هل تحدي الشيطان صائب.‏ لذلك لا يمكن لوم اللّٰه على الاخطاء التي يرتكبها البشر اليوم.‏ كتب موسى عن الاشخاص المتمردين:‏ «لقد تصرفوا بشكل مخرب من تلقاء انفسهم؛‏ انهم ليسوا اولاده [اللّٰه]،‏ والعيب هو عيبهم».‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٥‏،‏ ع‌ج‏.‏

٧ ما هو قصد يهوه للارض والبشر؟‏

٧ ولكن في حين ان يهوه سمح بحرية الاختيار والتجارب في الحكم المستقل،‏ إلا انه لم يتبنَّ سياسة عدم التدخل في شؤون الارض،‏ مما كان سيفقدنا الامل بأن يتمِّم وعوده.‏ ورغم ان آدم وحواء تمرَّدا على سلطان اللّٰه،‏ لم يغيِّر يهوه قصده الحبي للارض والبشر.‏ فسيحوِّل الارض دون شك الى فردوس آهل بأشخاص كاملين،‏ طائعين،‏ وسعداء.‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ ويصف سجل الكتاب المقدس من التكوين حتى الكشف كيف عمل يهوه تدريجيا ولا يزال يعمل لإنجاز قصده.‏

اللّٰه يعمل من اجل إتمام مشيئته

٨ ماذا كان يشمل جلب الاسرائيليين الى ارض الموعد؟‏

٨ من خلال تعاملات يهوه مع امة اسرائيل،‏ اظهر انه سينجز قصده.‏ مثلا،‏ اكَّد يهوه لموسى انه سينقذ الاسرائيليين من مصر ويجلبهم الى ارض الموعد،‏ ارض تفيض لبنا وعسلا.‏ (‏خروج ٣:‏٨‏)‏ وكان هذا إعلانا مهمًّا ومطمئنا.‏ فكان سيشمل إطلاق هؤلاء الاسرائيليين —‏ البالغ عددهم مع عشرائهم نحو ثلاثة ملايين —‏ من امة جبارة قاومت خروجهم بشراسة.‏ (‏خروج ٣:‏١٩‏)‏ والارض التي سيُجلبون اليها كانت تسكنها امم قوية ستقاومهم بشراسة ايضا.‏ (‏تثنية ٧:‏١‏)‏ وفي الوسط كانت هنالك برية حيث سيكون الاسرائيليون بحاجة الى الطعام والماء.‏ وكانت هذه فرصة ليُظهر يهوه قدرته الفائقة وألوهيته.‏ —‏ لاويين ٢٥:‏٣٨‏.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لماذا استطاع يشوع ان يشهد ان وعود اللّٰه موثوق بها؟‏ (‏ب)‏ كم مهم هو ان نثق بقدرة اللّٰه على مكافأة خدامه الامناء؟‏

٩ لقد اخرج اللّٰه الاسرائيليين من مصر بواسطة سلسلة من الاعمال الجبارة.‏ اولا،‏ جلب عشر ضربات مهلكة على امة مصر.‏ ثم شقّ البحر الاحمر،‏ مما مكَّن الاسرائيليين من الهرب في حين هلك الجيش المصري الذي كان يلاحقهم.‏ (‏مزمور ٧٨:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٤٣-‏٥١‏)‏ بعدئذ،‏ اعتنى بالاسرائيليين خلال السنوات الـ‍ ٤٠ التي قضوها في البرية،‏ اذ اطعمهم المنّ،‏ زوَّدهم الماء،‏ حتى انه حرص ألا تبلى ثيابهم وتتورم ارجلهم.‏ (‏تثنية ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ وبعد دخول الاسرائيليين ارض الموعد،‏ جعلهم ينتصرون على اعدائهم.‏ وكان يشوع،‏ الذي كان ايمانه راسخا بوعود يهوه،‏ شاهد عيان على كل هذه الامور.‏ لذلك استطاع ان يقول بثقة للشيوخ في ايامه:‏ «تعلمون بكل قلوبكم وكل انفسكم انه لم تسقط كلمة واحدة من جميع الكلام الصالح الذي تكلم به الرب عنكم.‏ الكل صار لكم».‏ —‏ يشوع ٢٣:‏١٤‏.‏

١٠ تماما كيشوع قديما،‏ يثق المسيحيون اليوم كل الثقة ان اللّٰه مستعد وقادر ان يعمل لمصلحة الذين يخدمونه.‏ وهذا الاقتناع جوهري لإيماننا.‏ كتب الرسول بولس:‏ «بدون ايمان يستحيل ارضاؤه،‏ لأنه يجب على الذي يقترب الى اللّٰه ان يؤمن بأنه .‏ .‏ .‏ يكافئ الذين يجدّون في طلبه».‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٦‏.‏

اللّٰه يعرف المستقبل مسبقا

١١ ايّ عاملَين يمكِّنان اللّٰه من إتمام وعوده؟‏

١١ رأينا حتى الآن انه في حين يسمح اللّٰه بالارادة الحرة والحكم البشري المستقل،‏ فهو يملك القدرة والرغبة في العمل من اجل إنجاز قصده.‏ ولكن هنالك عامل آخر يساهم في الاتمام الاكيد لوعود اللّٰه،‏ وهو ان يهوه قادر ان يعرف المستقبل مسبقا.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏٩‏)‏ قال اللّٰه بفم نبيه:‏ «اذكروا الاوليات منذ القديم لأني انا اللّٰه وليس آخر.‏ الاله وليس مثلي.‏ مخبر منذ البدء بالاخير ومنذ القديم بما لم يُفعل قائلا رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي».‏ (‏اشعياء ٤٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فالمزارع الخبير يعرف متى وأين يزرع البذور،‏ ولكن قد يظل هنالك شك في ما سيحدث.‏ لكنَّ «ملك الابدية» لديه معرفة دقيقة تجعله يعرف مسبقا متى وأين بالتحديد ينبغي ان يعمل من اجل إنجاز قصده.‏ —‏ ١ تيموثاوس ١:‏١٧‏.‏

١٢ كيف استخدم يهوه المعرفة المسبقة في ايام نوح؟‏

١٢ تأملوا كيف استخدم اللّٰه المعرفة المسبقة في ايام نوح.‏ بسبب الشر الواسع الانتشار الذي كان قد ملأ الارض،‏ قرَّر اللّٰه ان يهلك الجنس البشري المتمرد.‏ فعيَّن لذلك وقتا،‏ بعد ١٢٠ سنة.‏ (‏تكوين ٦:‏٣‏)‏ وعند تحديد الوقت،‏ اخذ يهوه في الاعتبار اكثر من إهلاك الاشرار،‏ الامر الذي يمكنه فعله في ايّ وقت.‏ فجدول مواعيده اتاح ايضا الفرصة لحفظ الابرار.‏ (‏قارنوا تكوين ٥:‏٢٩‏.‏)‏ فاللّٰه بحكمته كان يعرف مسبقا متى يعيِّن وقت العمل الذي سيؤدي الى هذه النتيجة.‏ وقد اعطى معلومات تفصيلية وافية لنوح.‏ فكان نوح سيبني فلكا «لخلاص اهل بيته»،‏ وكان الاشرار سيُهلَكون بطوفان عالمي.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٧؛‏ تكوين ٦:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ١٩‏.‏

مشروع بناء ضخم

١٣،‏ ١٤ لماذا كان بناء الفلك تعيينا صعبا؟‏

١٣ تأملوا في هذا التعيين من وجهة نظر نوح.‏ فلأن نوحا كان رجل اللّٰه،‏ عرف ان في مقدور يهوه إهلاك الاشرار.‏ ولكن قبل تنفيذ ذلك،‏ كان هنالك عمل يجب إنجازه،‏ عمل يتطلب الايمان.‏ فبناء الفلك كان مشروعا ضخما.‏ وكان اللّٰه قد حدَّد قياساته.‏ فكان الفلك اطول من بعض الملاعب الرياضية العصرية وبارتفاع مبنى من خمسة طوابق.‏ (‏تكوين ٦:‏١٥‏)‏ وكان البناؤون عديمي الخبرة وقليلين.‏ ولم تكن لديهم الادوات والمعدات المتطورة المتوفرة اليوم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ بما ان نوحا لم تكن لديه قدرة يهوه على معرفة المستقبل مسبقا،‏ فلم تكن له اية وسيلة لمعرفة اية حالات ستنشأ على مرّ السنين قد تسهِّل مشروع البناء او تعيقه.‏ وعلى الارجح،‏ تأمل نوح في اسئلة عديدة:‏ كيف كانت ستُجمع مواد البناء؟‏ كيف سيجمع الحيوانات؟‏ اية اطعمة هي لازمة وما هي كميتها؟‏ متى بالضبط سيأتي الطوفان المنبأ به؟‏

١٤ ثم كانت هنالك الاحوال الاجتماعية.‏ فكان الشر متفشيا.‏ فالنفيليم الجبابرة —‏ الذرية الهجينة التي انجبها الملائكة الاشرار من النساء —‏ كانوا يملأون الارض عنفا.‏ (‏تكوين ٦:‏١-‏٤،‏ ١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإضافة الى ذلك،‏ لم يكن بناء الفلك مشروعا يُنجز في الخفاء.‏ فكان الناس سيتساءلون ماذا يفعل نوح وكان هو سيخبرهم.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ فهل كان يُتوقع ان يوافقوه الرأي؟‏ حتما لا!‏ فقبل سنوات،‏ اعلن اخنوخ الامين هلاك الاشرار.‏ ورسالته لم تكن شعبية على الاطلاق،‏ حتى ان اللّٰه «اخذه»،‏ او قصَّر حياته،‏ كما يبدو لئلا يقتله اعداؤه.‏ (‏تكوين ٥:‏٢٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٥؛‏ يهوذا ١٤،‏ ١٥‏)‏ ولم يكن على نوح ان يعلن رسالة غير شعبية مماثلة فقط،‏ بل كان عليه ان يبني فلكا ايضا.‏ وكان بناء الفلك سيخدم كمذكِّر قوي بأمانة نوح في وجه الاشرار المعاصرين له!‏

١٥ لماذا كان نوح على ثقة بأنه يستطيع إنجاز تعيينه؟‏

١٥ كان نوح يعرف ان اللّٰه الكليّ القدرة قد دعم وبارك المشروع.‏ أفلم يعيِّن يهوه نفسه هذا العمل؟‏ وكان يهوه قد اكَّد لنوح انه سيدخل مع عائلته فلكا أُكمل بناؤه وأنهم سينجون من الطوفان العالمي.‏ حتى ان اللّٰه شدَّد على حتمية حدوث ذلك بإقامة عهد معهم.‏ (‏تكوين ٦:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وقد عرف نوح على الارجح ان يهوه توقع وقيَّم كل ما شمله ذلك التعيين قبل إعطائه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ عرف نوح ان يهوه لديه القدرة على التدخل لمساعدته حين يلزم.‏ فإيمان نوح هو ما دفعه الى العمل.‏ وكان نوح،‏ كإبراهيم المتحدر منه،‏ «مقتنعا تماما بأن ما وعد [اللّٰه] به هو قادر ايضا ان يفعله».‏ —‏ روما ٤:‏٢١‏.‏

١٦ كيف تقوى ايمان نوح فيما كان الفلك قيد البناء؟‏

١٦ فيما كانت تمرّ السنون والفلك يُبنى،‏ تقوى ايمان نوح.‏ وقد حُلَّت المشاكل المتعلقة بالبناء والتنظيم وجرى التغلب على المحن.‏ وما من مقاومة تمكنت من ايقاف العمل.‏ ولمست عائلة نوح دعم يهوه وحمايته.‏ وفيما تابع نوح عمله،‏ فإن ‹نوعية ايمانه الممتحَنة انشأت احتمالا›.‏ (‏يعقوب ١:‏٢-‏٤‏)‏ وأخيرا أُكمل الفلك،‏ اتى الطوفان،‏ ونجا نوح وعائلته.‏ لقد رأى نوح إتمام وعود اللّٰه،‏ كما حدث ليشوع لاحقا،‏ وكوفئ ايمانه.‏

يهوه يدعم العمل

١٧ اية تناظرات هنالك بين ايامنا وأيام نوح؟‏

١٧ انبأ يسوع ان ايامنا ستناظر ايام نوح.‏ فقد قرَّر اللّٰه مرة اخرى ان يهلك الاشرار وعيَّن وقتا لذلك.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٦-‏٣٩‏)‏ وهيأ ايضا تدبيرا لحفظ الابرار.‏ وفي حين ان نوحا كان عليه ان يبني فلكا،‏ على خدام اللّٰه اليوم ان يعلنوا مقاصد يهوه،‏ يعلِّموا كلمته،‏ ويتلمذوا.‏ —‏ متى ٢٨:‏١٩‏.‏

١٨،‏ ١٩ كيف نعرف ان يهوه يدعم الكرازة بالبشارة؟‏

١٨ لو لم يكن يهوه مع نوح ليدعمه لما بُني الفلك.‏ (‏قارنوا مزمور ١٢٧:‏١‏.‏)‏ وبشكل مماثل،‏ دون دعم يهوه،‏ لم تكن المسيحية الحقيقية لتستمر في البقاء،‏ ولم تكن لتزدهر ايضا.‏ وهذا ما ادركه في القرن الاول غماليئيل،‏ فريسي محترم ومعلِّم للشريعة.‏ فعندما اراد السنهدريم اليهودي القضاء على الرسل،‏ حذَّر غماليئيل هذا المجمع قائلا:‏ «لا تتعرضوا لهؤلاء الناس،‏ بل دعوهم وشأنهم (‏لأنه إنْ كان هذا المخطط او هذا العمل من الناس،‏ فسوف يُنقَض؛‏ ولكن إنْ كان من اللّٰه،‏ فلن تقدروا ان تنقضوه)‏».‏ —‏ اعمال ٥:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

١٩ والنجاح الذي لاقاه عمل التبشير في القرن الاول ولا يزال يلاقيه اليوم يُظهِر ان هذا العمل ليس من الناس بل من اللّٰه.‏ وستناقش المقالة التالية بعض الظروف والتطورات المثيرة التي ساعدت على إنجاح هذا العمل على نطاق واسع كهذا.‏

لا تغيِّروا اقتناعكم!‏

٢٠ مَن يدعموننا ونحن نكرز بالبشارة؟‏

٢٠ رغم اننا نعيش في «ازمنة حرجة»،‏ يمكننا ان نكون على يقين ان يهوه يمسك بزمام الامور.‏ فهو يدعم شعبه وهم يعملون لإكمال الكرازة بالبشارة قبل ان يحين وقت يهوه المعيَّن لإنهاء نظام الاشياء الشرير هذا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏)‏ ويهوه يدعونا ان نكون ‹عمّالا› معه.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٩‏)‏ ويؤكَّد لنا ايضا ان المسيح يسوع هو معنا في هذا العمل وأنه يمكننا الاعتماد على دعم الملائكة وتوجيههم.‏ —‏ متى ٢٨:‏٢٠؛‏ كشف ١٤:‏٦‏.‏

٢١ ايّ اقتناع ينبغي ألا نغيِّره ابدا؟‏

٢١ لقد أُنقذ نوح وعائلته من مياه الطوفان لأنهم مارسوا الايمان بوعود يهوه.‏ والذين يمارسون ايمانا مماثلا اليوم سيُنقذون من «الضيق العظيم» القادم.‏ (‏كشف ٧:‏١٤‏)‏ نحن نعيش في وقت مثير جدا،‏ وتكمن امامنا احداث بالغة الاهمية.‏ فقريبا،‏ سيتَّخذ يهوه الاجراء ليجلب سموات جديدة مجيدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ فلا تغيِّروا ابدا اقتناعكم انه مهما قال اللّٰه فهو قادر ايضا ان يفعله.‏ —‏ روما ٤:‏٢١‏.‏

نقاط للتذكر

◻ لماذا لا يتحكم يهوه في كل شاردة وواردة من نشاط البشر؟‏

◻ كيف ظهرت قدرة يهوه على إتمام قصده في تعاملاته مع اسرائيل؟‏

◻ كيف تبيَّنت قدرة يهوه على معرفة المستقبل في ايام نوح؟‏

◻ اية ثقة يمكن ان تكون لدينا بوعود اللّٰه؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة