‏‹باسم الروح القدس›‏

‏«فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمِّدوهم باسم .‏ .‏ .‏ الروح القدس.‏» —‏ متى ٢٨:‏١٩‏.‏

١ اية عبارة جديدة استعملها يوحنا المعمدان في ما يتعلق بالروح القدس؟‏

في السنة ٢٩ من عصرنا الميلادي،‏ كان يوحنا المعمدان نشيطا في اسرائيل اذ كان يُعِدُّ الطريق للمسيَّا،‏ وفي خلال خدمته،‏ اعلن امرا جديدا بشأن الروح القدس.‏ طبعا،‏ عرف اليهود مسبقا ما قالته الاسفار العبرانية عن الروح.‏ ولكنَّهم ربما فوجئوا عندما قال يوحنا:‏ «انا اعمِّدكم بماء للتوبة.‏ ولكن الذي يأتي بعدي .‏ .‏ .‏ سيعمِّدكم بالروح القدس.‏» (‏متى ٣:‏١١‏)‏ لقد كانت ‹المعمودية بالروح القدس› عبارة جديدة.‏

٢ اية عبارة جديدة تتعلق بالروح القدس استعملها يسوع؟‏

^٢ ان الذي يأتي كان يسوع.‏ وخلال حياته الارضية،‏ لم يعمِّد يسوع في الواقع ايّ شخص بالروح القدس،‏ على الرغم من انه تكلم عن الروح مرات كثيرة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اشار بعد قيامته الى الروح القدس بطريقة جديدة اخرى ايضا.‏ فقال لتلاميذه:‏ «فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.‏» (‏متى ٢٨:‏١٩‏)‏ ان عبارة «باسم» تعني «اعترافا بـ‍ .‏» ومعمودية الماء اعترافا بالآب،‏ الابن،‏ والروح القدس كانت ستصير مختلفة عن المعمودية بالروح القدس.‏ وكانت ايضا عبارة جديدة في ما يتعلق بالروح القدس.‏

معتمدون بالروح القدس

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ متى حدثت المعموديات الاولى بالروح القدس؟‏ (‏ب)‏ بصرف النظر عن تعميدهم،‏ كيف عمل الروح القدس تجاه تلاميذ يسوع في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

^٣ أما بالنسبة الى المعمودية بالروح القدس،‏ فقد وعد يسوع تلاميذه قبل صعوده بقليل:‏ «ستتعمَّدون بالروح القدس ليس بعد هذه الايام بكثير.‏» (‏اعمال ١:‏٥،‏ ٨‏)‏ وبعد ذلك بوقت قصير،‏ جرى اتمام هذا الوعد.‏ فنزل الروح القدس على نحو ١٢٠ تلميذا مجتمعين في عليَّة في اورشليم فيما انجز يسوع،‏ من السماء،‏ معمودياته الاولى بالروح القدس.‏ (‏اعمال ٢:‏١-‏٤،‏ ٣٣‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ صار التلاميذ جزءًا من جسد المسيح الروحي.‏ وكما يوضح الرسول بولس،‏ ‹جميعهم بروح واحد ايضا اعتمدوا الى جسد واحد.‏› (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٣‏)‏ وفي الوقت عينه،‏ جرى مسحهم ليكونوا ملوكا وكهنة مقبلين في ملكوت اللّٰه السماوي.‏ (‏افسس ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٢؛‏ رؤيا ٢٠:‏٦‏)‏ وخدم الروح القدس ايضا كختم وعربون اوَّليَّين لذلك الميراث المقبل المجيد،‏ لكنَّ ذلك لم يكن كل ما في الامر.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

^٤ فقبل سنوات قليلة،‏ قال يسوع لنيقوديموس:‏ «إنْ كان احد لا يولد (‏ثانية)‏ لا يقدر ان يرى ملكوت اللّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ إنْ كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر ان يدخل ملكوت اللّٰه.‏» (‏يوحنا ٣:‏٣،‏ ٥‏)‏ والآن فإن ١٢٠ انسانا وُلدوا ثانية.‏ وبواسطة الروح القدس،‏ جرى تبنِّيهم كأبناء روحيين للّٰه،‏ اخوة للمسيح.‏ (‏يوحنا ١:‏١١-‏١٣؛‏ رومية ٨:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وكل نشاطات الروح القدس هذه هي بطريقتها الخاصة المميَّزة اكثر روعة من العجائب.‏ وفضلا عن ذلك،‏ على خلاف العجائب التي تحدث مرة واحدة،‏ لم ينقطع الروح القدس بعد موت الرسل لكنه استمر في ان يكون فعَّالا بهذه الطريقة حتى يومنا.‏ وهو امتياز شهود يهوه ان يوجد بينهم آخر اعضاء جسد المسيح المعتمدين بالروح،‏ وهؤلاء يخدمون بصفتهم «العبد الامين الحكيم» ليزوِّدوا الطعام الروحي في حينه.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

معتمدون «باسم .‏ .‏ .‏ الروح القدس»‏

٥،‏ ٦ كيف أدَّت المعموديات الاولى بالروح القدس الى معموديات الماء؟‏

^٥ ولكن ماذا بشأن معمودية الماء الموعود بها باسم الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس؟‏ ان اولئك التلاميذ الاوَّلين الذين اعتمدوا بالروح لم يخضعوا لمعمودية ماء كهذه.‏ فكانوا قد نالوا معمودية يوحنا بالماء،‏ وبما ان ذلك كان مقبولا لدى يهوه في ذلك الوقت المعيَّن،‏ لم يكن يلزمهم ان يعتمدوا من جديد.‏ ولكن في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ نال جمع كبير من الاشخاص معمودية الماء الجديدة.‏ فكيف حدث ذلك؟‏

^٦ ان معمودية الـ‍ ١٢٠ بالروح القدس رافقتها ضجة عالية اجتذبت الجموع.‏ وبُهت هؤلاء اذ سمعوا التلاميذ يتكلمون بألسنة،‏ اي بلغات غريبة فهمها اولئك الموجودون.‏ وأوضح الرسول بطرس ان هذه العجيبة كانت دليلا على ان روح اللّٰه قد سُكب من قِبل يسوع،‏ الذي أُقيم من الاموات وكان الآن جالسا عن يمين اللّٰه في السماء.‏ وشجع بطرس سامعيه:‏ «ليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان اللّٰه جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربًّا ومسيحا.‏» ثم اختتم بالقول:‏ «توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.‏» فتجاوب نحو ٠٠٠‏,٣ نسمة.‏ —‏ اعمال ٢:‏٣٦،‏ ٣٨،‏ ٤١‏.‏

٧ بأية طريقة يكون الـ‍ ٠٠٠‏,٣ المعتمدون في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م قد اعتمدوا باسم الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس؟‏

^٧ هل يمكن ان يقال ان هؤلاء اعتمدوا باسم (‏اعترافا بـ‍)‏ الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس؟‏ نعم.‏ فعلى الرغم من ان بطرس لم يقل لهم ان يعتمدوا باسم الآب،‏ فإنهم قد اعترفوا مسبقا بيهوه بصفته الرب المتسلط،‏ اذ كانوا يهودا طبيعيين،‏ اعضاء في امة منتذرة له.‏ قال بطرس:‏ ‹اعتمدوا على اسم الابن.‏› ولذلك عنت معموديتهم اعترافهم بيسوع كرب ومسيح.‏ فكانوا الآن تلاميذه وقبلوا ان يكون غفران الخطايا من ذلك الحين فصاعدا بواسطته.‏ وأخيرا،‏ كانت المعمودية اعترافا بالروح القدس،‏ وجرى الخضوع لها استجابة للوعد انهم كانوا سينالون الروح كعطية.‏

٨ (‏أ)‏ بالاضافة الى معمودية الماء،‏ اية معمودية اخرى نالها المسيحيون الممسوحون؟‏ (‏ب)‏ مَن الى جانب الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ ينالون معمودية الماء باسم الروح القدس؟‏

^٨ واولئك الذين اعتمدوا بالماء في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م اعتمدوا ايضا بالروح،‏ اذ مُسحوا كملوك وكهنة مقبلين في الملكوت السماوي.‏ وبحسب سفر الرؤيا،‏ هنالك فقط ٠٠٠‏,١٤٤ من هؤلاء.‏ ولذلك يبلغ عدد الذين اعتمدوا بالروح القدس و‹خُتموا› اخيرا كوَرَثة للملكوت ٠٠٠‏,١٤٤ فقط.‏ (‏رؤيا ٧:‏٤؛‏ ١٤:‏١‏)‏ ولكن،‏ يجري تعميد كل التلاميذ الجدد بالماء —‏ مهما كان رجاؤهم —‏ باسم الآب،‏ الابن،‏ والروح القدس.‏ (‏متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ على ماذا اذًا تدل المعمودية باسم الروح القدس ضمنيا بالنسبة الى كل المسيحيين،‏ سواء كانوا من «القطيع الصغير» او من ‹الخراف الاخر›؟‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ قبل الاجابة عن ذلك،‏ دعونا نلاحظ بعض نشاطات الروح في العصر المسيحي.‏

ثمر الروح

٩ اي نشاط للروح القدس مهم بالنسبة الى كل المسيحيين؟‏

^٩ ان احد النشاطات المهمة للروح القدس هو مساعدتنا على تطوير الشخصيات المسيحية.‏ صحيح انه بسبب النقص لا يمكننا ان نتجنب ارتكاب الخطية.‏ (‏رومية ٧:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ولكن عندما نتوب باخلاص،‏ يغفر لنا يهوه على اساس ذبيحة المسيح.‏ (‏متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ رومية ٧:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يتوقَّع يهوه منا ان نقاوم مَيلنا الى الخطية،‏ والروح القدس يساعدنا على فعل ذلك.‏ «اسلكوا بالروح،‏» قال بولس،‏ «فلا تكمِّلوا شهوة الجسد.‏» (‏غلاطية ٥:‏١٦‏)‏ وتابع بولس ليظهر ان الروح يمكن ان ينتج فينا افضل الصفات.‏ فكتب:‏ «ثمر الروح .‏ .‏ .‏ هو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة (‏ضبط نفس)‏.‏» —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٠ كيف يجري تطوير ثمر الروح في المسيحي؟‏

^١٠ وكيف يجعل الروح ثمرا كهذا ممكنا في المسيحي؟‏ لا يحدث ذلك آليًّا لمجرد اننا مسيحيون منتذرون ومعتمدون.‏ فيجب ان نعمل على ذلك.‏ ولكن اذا عاشرنا مسيحيين آخرين يعربون عن هذه الصفات،‏ اذا صلَّينا الى اللّٰه من اجل ان يساعدنا روحه على تطوير صفات معيَّنة،‏ واذا تجنَّبنا المعاشرات الرديئة ودرَسنا الكتاب المقدس من اجل المشورة والامثلة الحسنة،‏ فحينئذ ينمو فينا ثمر الروح.‏ —‏ امثال ١٣:‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣؛‏ غلاطية ٥:‏٢٤-‏٢٦؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

معيَّنون بالروح القدس

١١ بأية طريقة يجري تعيين الشيوخ بالروح القدس؟‏

^١١ قدَّم بولس،‏ عندما كان يخاطب الشيوخ في افسس،‏ نشاطا آخر للروح القدس عندما قال:‏ «فاحترزوا اذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها (‏نظارا)‏ لترعوا (‏جماعة)‏ اللّٰه التي اقتناها (‏بدم ابنه الخاص)‏.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٢٨‏)‏ نعم،‏ يجري تعيين نظار او شيوخ الجماعات بالروح القدس.‏ بأية طريقة؟‏ بأنه يجب على الشيوخ المعيَّنين ان يبلغوا المؤهلات الموجزة في الكتاب المقدس الموحى به.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏١٣؛‏ تيطس ١:‏٥-‏٩‏)‏ ويمكنهم ان يطوِّروا هذه المؤهلات فقط بمساعدة الروح القدس.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ ان هيئة الشيوخ التي توصي بشيخ جديد تصلّي من اجل ارشاد الروح القدس لتميِّز ما اذا كان يبلغ المؤهلات ام لا.‏ والتعيين الفعلي يجري القيام به تحت اشراف العبد الامين الحكيم الممسوح بالروح.‏

كونوا موجَّهين بالروح القدس

١٢ كيف يمكن ان يؤثر فينا الروح من خلال الكتاب المقدس؟‏

^١٢ يعترف المسيحيون ان الاسفار المقدسة كُتبت تحت تأثير الروح القدس.‏ ولذلك ينقِّبون فيها عن الحكمة الموحى بها بالروح،‏ تماما كما فعل شهود يهوه قبل المسيحية.‏ (‏امثال ٢:‏١-‏٩‏)‏ فيقرأونها،‏ يتأملون فيها ويدَعونها توجِّه حياتهم.‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ وبذلك تجري مساعدتهم من الروح لكي ‹يفحصوا اعماق اللّٰه.‏› (‏١ كورنثوس ٢:‏١٠،‏ ١٣؛‏ ٣:‏١٩‏)‏ وتوجيه خدام اللّٰه بهذه الطريقة هو نشاط مهم لروح اللّٰه في زمننا.‏

١٣،‏ ١٤ ماذا استعمل يسوع ليعالج المشاكل في الجماعة،‏ وكيف يفعل الامر عينه اليوم؟‏

^١٣ وبالاضافة الى ذلك،‏ في سفر الرؤيا،‏ ارسل يسوع المقام رسائل الى سبع جماعات في آسيا الصغرى.‏ (‏رؤيا،‏ الاصحاحان ٢ و ٣‏)‏ وفيها كشف انه تفحَّص الجماعات وأدرك حالتها الروحية.‏ فوجد بعضها يرسم مثالا حسنا في الايمان.‏ وفي اخرى،‏ سمح الشيوخ لروح الطائفية،‏ الفساد الادبي،‏ والفتور بأن تفسد الرعية.‏ والجماعة في ساردس،‏ باستثناء اشخاص امناء قليلين،‏ كانت ميتة روحيا.‏ (‏رؤيا ٣:‏١،‏ ٤‏)‏ فكيف عالج يسوع هذه المشاكل؟‏ بالروح القدس.‏ فعند اعطاء المشورة للسبع الجماعات،‏ اختُتمت رسائل يسوع في كل حالة بالعبارة:‏ «مَن له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس.‏» —‏ رؤيا ٢:‏٧،‏ ١١،‏ ١٧،‏ ٢٩؛‏ ٣:‏٦،‏ ١٣،‏ ٢٢‏.‏

^١٤ واليوم ايضا،‏ يتفحَّص يسوع الجماعات.‏ وعندما يدرك المشاكل،‏ لا يزال يعالجها بواسطة الروح القدس.‏ فيمكن ان يساعدنا الروح على ادراك المشاكل والتغلُّب عليها من خلال قراءتنا للكتاب المقدس مباشرة.‏ ويمكن ان تأتي المساعدة ايضا من خلال مطبوعات الكتاب المقدس التي يصدرها العبد الامين الحكيم الممسوح بالروح.‏ او يمكن ان تأتي من الشيوخ المعيَّنين بالروح في الجماعة.‏ ومهما كانت الحال،‏ سواء كانت المشورة للافراد او للجماعة ككل،‏ هل نصغي الى كلمات يسوع:‏ «مَن له أُذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس»؟‏

الروح وعمل الكرازة

١٥ كيف عمل الروح تجاه يسوع في ما يتعلق بعمل الكرازة؟‏

^١٥ في احدى المناسبات عندما كرز يسوع في مجمع في الناصرة،‏ اظهر نشاطا آخر ايضا للروح.‏ يخبرنا السجل:‏ «ولمَّا فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه روح الرب عليَّ لانه مسحني لابشِّر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للمأسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية.‏ فابتدأ يقول لهم إنه اليوم قد تمَّ هذا المكتوب في مسامعكم.‏» (‏لوقا ٤:‏١٧،‏ ١٨،‏ ٢١؛‏ اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏)‏ نعم،‏ كان يسوع ممسوحا بالروح القدس ليكرز بالبشارة.‏

١٦ في القرن الاول،‏ كيف كان الروح القدس يرتبط كثيرا بالكرازة بالبشارة؟‏

^١٦ وقبل موته بوقت قصير،‏ انبأ يسوع بأن أتباعه كانوا سينجزون حملة كرازية عظيمة.‏ قال:‏ «ينبغي ان يُكرز اولا بالانجيل في جميع الامم.‏» (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ كان لهذه الكلمات اتمام اوّليّ في القرن الاول،‏ والدور الذي لعبه الروح القدس كان جديرا بالملاحظة.‏ فالروح القدس هو الذي وجَّه فيلبس ان يكرز للخصي الحبشي.‏ والروح القدس وجَّه بطرس الى كرنيليوس،‏ والروح القدس وجَّه ان يجري ارسال بولس وبرنابا كرسولَين من انطاكية.‏ وفي ما بعد،‏ عندما اراد بولس ان يكرز في آسيا وبثينية،‏ منعه الروح القدس بطريقة ما.‏ فقد اراد اللّٰه ان ينتقل عمل الشهادة الى اوروپا.‏ —‏ اعمال ٨:‏٢٩؛‏ ١٠:‏١٩؛‏ ١٣:‏٢؛‏ ١٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٧ كيف يكون الروح القدس اليوم مرتبطا بعمل الكرازة؟‏

^١٧ والروح القدس اليوم ايضا يرتبط كثيرا بعمل الكرازة.‏ وفي اتمام اضافي لاشعياء ٦١:‏١،‏ ٢‏،‏ مسح روح يهوه اخوة يسوع ليكرزوا.‏ وفي الاتمام الاخير لمرقس ١٣:‏١٠‏،‏ كرز هؤلاء الممسوحون،‏ بمساعدة الجمع الكثير،‏ بالبشارة حرفيا في «جميع الامم.‏» (‏رؤيا ٧:‏٩‏)‏ والروح يدعمهم جميعا في ذلك.‏ وكما في القرن الاول،‏ يفتح مقاطعات ويوجِّه التقدُّم العام للعمل.‏ وهو يقوِّي الافراد،‏ مساعدا اياهم على التغلب على الخجل وتطوير مهاراتهم التعليمية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ قال يسوع لتلاميذه:‏ «تساقون امام ولاة وملوك من اجلي شهادة لهم وللامم.‏ فمتى اسلموكم فلا تهتموا كيف او بما تتكلمون .‏ .‏ .‏ لأنْ لستم انتم المتكلمين بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم.‏» —‏ متى ١٠:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١٨،‏ ١٩ بأية طريقة ينضم الروح الى العروس في دعوة الودعاء القلب لكي ‹يأخذوا ماء حياة مجانا›؟‏

^١٨ في سفر الرؤيا،‏ يشدِّد الكتاب المقدس ايضا على ارتباط الروح القدس بعمل الكرازة.‏ فهنا يذكر الرسول يوحنا:‏ «الروح والعروس يقولان تعال.‏ ومَن يسمع فليقل تعال.‏ ومَن يعطش فليأت.‏ ومَن يُرِد فليأخذ ماء حياة مجانا.‏» (‏رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ ان العروس،‏ الممثَّلة بالباقين من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين لا يزالون على الارض،‏ يدعون الجميع ان يأخذوا من ماء الحياة مجانا.‏ ولكن لاحظوا ان الروح القدس ايضا يقول «تعال.‏» بأية طريقة؟‏

^١٩ بأن الرسالة التي يكرز بها صف العروس —‏ الذي يساعده اليوم الجمع الكثير من الخراف الاخر —‏ تأتي من الكتاب المقدس المكتوب تحت تأثير الروح القدس المباشر.‏ وبأن الروح نفسه فتح قلوب وعقول صف العروس ليفهم الكلمة الموحى بها ويوضحها للآخرين.‏ واولئك الذين يعتمدون كتلاميذ جدد ليسوع المسيح يُسرُّون بالأخذ من ماء الحياة مجانا.‏ ويثيرهم التعاون مع الروح والعروس في القول «تعال» لآخرين ايضا.‏ واليوم،‏ يشترك اكثر من اربعة ملايين مع الروح في هذا العمل.‏

العيش وفقا لمعموديتكم

٢٠،‏ ٢١ كيف يمكننا ان نحيا وفقا لمعموديتنا باسم الروح القدس،‏ وكيف يجب ان ننظر الى هذه المعمودية؟‏

^٢٠ المعمودية باسم الروح القدس هي اعلان جهري اننا نعترف بالروح القدس ونقرُّ بالدور الذي يلعبه في مقاصد يهوه.‏ وتدل ضمنا اننا سنتعاون مع الروح،‏ غير فاعلين ايّ شيء لٕاعاقة عمله بين شعب يهوه.‏ وهكذا نعترف بالعبد الامين الحكيم ونتعاون معه.‏ ونتعاون مع ترتيب الشيوخ في الجماعة.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧،‏ ١٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏١-‏٤‏)‏ ونحيا بالحكمة الروحية،‏ لا الجسدية،‏ ونسمح للروح بأن يصوغ شخصيتنا،‏ جاعلا اياها شبيهة اكثر بالمسيح.‏ (‏رومية ١٣:‏١٤‏)‏ وننضم من قلب كامل الى الروح والعروس في القول «تعال» للملايين الذين يمكن ان يتجاوبوا بعد.‏

^٢١ يا له من امر جدّي ان نعتمد ‹باسم الروح القدس›!‏ ولكن،‏ يا للبركات التي يمكن ان تنتج!‏ فليستمرَّ عدد الذين يعتمدون على هذا النحو في الازدياد.‏ ولنستمرَّ جميعا في العيش وفقا لمعنى هذه المعمودية،‏ فيما نخدم يهوه ونستمر في ان نكون «حارين في الروح.‏» —‏ رومية ١٢:‏١١‏.‏

ماذا تذكرون بشأن الروح القدس؟‏

▫ بأية طرائق كان الروح القدس فعَّالا في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م؟‏

▫ كيف يمكننا ان ننتج ثمر الروح؟‏

▫ بأية طريقة يجري تعيين الشيوخ بالروح القدس؟‏

▫ كيف يعالج يسوع المشاكل في الجماعة بواسطة الروح القدس؟‏

▫ كيف يرتبط الروح كثيرا بعمل الكرازة؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

كانت المعمودية التي بشَّر بها بطرس ايضا باسم الآب والروح القدس

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

الروح يرتبط كثيرا بالكرازة بالبشارة