‹يَهْوَهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ›
«يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِي يَقْتَرِبُ إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ كَائِنٌ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ». — عب ١١:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٥، ١٣٤
١، ٢ (أ) مَا عَلَاقَةُ ٱلْمَحَبَّةِ بِٱلْإِيمَانِ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
نَحْنُ نُحِبُّ يَهْوَهَ «لِأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا». (١ يو ٤:١٩) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُعَبِّرُ فِيهَا عَنْ مَحَبَّتِهِ ٱلرَّقِيقَةِ هِيَ وَعْدُهُ أَنْ يُبَارِكَ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْفِيَاءَ. وَكُلَّمَا زَادَتْ مَحَبَّتُنَا لِإِلٰهِنَا، قَوِيَ إِيمَانُنَا بِهِ وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّهُمْ. — اقرإ العبرانيين ١١:٦.
٢ وَمَنْحُ ٱلْبَرَكَاتِ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنْ شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ وَتَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْبَشَرِ. لِذَا لَا يَكْتَمِلُ إِيمَانُنَا بِهِ مَا لَمْ نَقْتَنِعْ تَمَامًا أَنَّهُ يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجْتَهِدُونَ لِيَعْبُدُوهُ. فَكَلِمَتُهُ تَقُولُ إِنَّ «ٱلْإِيمَانَ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». (عب ١١:١) إِذًا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ أَنْ نَنْتَظِرَ بِثِقَةٍ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَعِدُنَا بِهَا ٱللّٰهُ. وَلٰكِنْ مَا فَائِدَةُ أَنْ نَمْتَلِكَ رَجَاءً بِٱلْمُكَافَأَةِ؟ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ فِي ٱلْمَاضِي؟ وَكَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ؟ لِنَرَ مَعًا.
يَهْوَهُ يَعِدُ خُدَّامَهُ بِٱلْبَرَكَاتِ
٣ أَيُّ وَعْدٍ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ فِي مَلَاخِي ٣:١٠؟
٣ يُلْزِمُ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ نَفْسَهُ بِمُكَافَأَةِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. لِذَا يَدْعُونَا أَنْ نَسْعَى لِلْحُصُولِ عَلَى بَرَكَتِهِ قَائِلًا: «‹اِمْتَحِنُونِي . . .›، يَقُولُ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ، ‹إِنْ كُنْتُ لَا أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى ٱلسَّمٰوَاتِ وَأَسْكُبُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لَا يَكُونَ بَعْدُ عَوَزٌ›». (مل ٣:١٠) وَحِينَ نَقْبَلُ دَعْوَتَهُ هٰذِهِ، نُظْهِرُ شُكْرَنَا وَتَقْدِيرَنَا ٱلْعَمِيقَ لَهُ.
٤ لِمَ فِي وِسْعِنَا أَنْ نُصَدِّقَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣؟
٤ يَسُوعُ أَيْضًا أَكَّدَ لِتَلَامِيذِهِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَدْعَمُهُمْ إِذَا وَضَعُوا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ. (اقرأ متى ٦:٣٣.) وَكَانَ وَاثِقًا مِمَّا قَالَهُ لِأَنَّهُ يَعْرِفُ سِجِلَّ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَ فِي ٱلصِّدْقِ وَإِتْمَامِ ٱلْوُعُودِ، فَكَلَامُهُ لَا يَفْشَلُ أَبَدًا. (اش ٥٥:١١) نَحْنُ بِدَوْرِنَا إِذَا آمَنَّا بِيَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، نَثِقُ بِوَعْدِهِ حِينَ قَالَ: «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ». (عب ١٣:٥) وَهٰذَا ٱلْوَعْدُ ٱلْإِلٰهِيُّ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُصَدِّقَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣.
أَخْبَرَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُكَافِئُهُمْ عَلَى تَضْحِيَاتِهِمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.)
٥ لِمَ ٱلْجَوَابُ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ يُقَوِّي إِيمَانَنَا؟
٥ فِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، سَأَلَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ يَسُوعَ: «قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ، فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟». (مت ١٩:٢٧) وَبَدَلَ أَنْ يَغْضَبَ يَسُوعُ مِنْ سُؤَالِهِ، أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُكَافِئُهُمْ عَلَى تَضْحِيَاتِهِمْ. فَٱلرُّسُلُ ٱلْأُمَنَاءُ وَآخَرُونَ أَيْضًا سَيَحْكُمُونَ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَلٰكِنْ حَتَّى فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ يُكَافِئُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ. قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي، يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً». (مت ١٩:٢٩) فَلَدَى كُلِّ أَتْبَاعِ يَسُوعَ آبَاءٌ وَأُمَّهَاتٌ وَإِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ وَأَوْلَادٌ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهٰذِهِ ٱلْبَرَكَةُ هِيَ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ مِنْ أَيِّ تَضْحِيَةٍ يُقَدِّمُونَهَا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ.
«مِرْسَاةٌ لِلنَّفْسِ»
٦ لِمَ يَعِدُ يَهْوَهُ بِمُكَافَأَتِنَا؟
٦ إِنَّ وَعْدَ يَهْوَهَ بِمُكَافَأَتِنَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَثْبُتَ وَنَحْتَمِلَ فِي وَجْهِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي تَمْتَحِنُ ٱسْتِقَامَتَنَا. فَإِلَى جَانِبِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى بَرَكَاتٍ أَعْظَمَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (١ تي ٤:٨) لِذَا فَإِنَّ ثِقَتَنَا ٱلتَّامَّةَ أَنَّ يَهْوَهَ «يُكَافِئُ ٱلَّذِينَ يَجِدُّونَ فِي طَلَبِهِ» تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى ثَابِتِينَ فِي ٱلْإِيمَانِ. — عب ١١:٦.
٧ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلرَّجَاءُ مِرْسَاةَ ٱلسَّفِينَةِ؟
٧ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ، لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ». (مت ٥:١٢) فَبَعْضُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ سَيَنَالُونَ مُكَافَأَةَ ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ. أَمَّا آخَرُونَ فَأَمَامَهُمْ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَهُوَ أَيْضًا رَجَاءٌ يَمْلَأُ ٱلْقَلْبَ فَرَحًا وَسُرُورًا. (مز ٣٧:١١؛ لو ١٨:٣٠) وَسَوَاءٌ كُنَّا نَأْمَلُ ٱلْعَيْشَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَإِنَّ رَجَاءَنَا «مِرْسَاةٌ لِلنَّفْسِ، وَهُوَ أَكِيدٌ وَثَابِتٌ». (عب ٦:١٧-٢٠) فَمِثْلَمَا تُثَبِّتُ ٱلْمِرْسَاةُ ٱلسَّفِينَةَ خِلَالَ ٱلْعَوَاصِفِ، يُسَاعِدُنَا رَجَاؤُنَا ٱلْأَكِيدُ أَنْ نَبْقَى ثَابِتِينَ عَاطِفِيًّا وَعَقْلِيًّا وَرُوحِيًّا؛ إِنَّهُ يُعْطِينَا ٱلْقُوَّةَ لِنَحْتَمِلَ ٱلصُّعُوبَاتِ.
٨ كَيْفَ يُخَفِّفُ ٱلرَّجَاءُ شُعُورَنَا بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ؟
٨ وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ ٱلرَّائِعُ يُخَفِّفُ شُعُورَنَا بِٱلْهَمِّ وَٱلْقَلَقِ. فَوُعُودُ ٱللّٰهِ هِيَ مِثْلُ بَلْسَمٍ يُدَاوِي قُلُوبَنَا ٱلْمُتْعَبَةَ. وَكَمْ نَرْتَاحُ حِينَ ‹نُلْقِي عَلَى يَهْوَهَ عِبْئَنَا› عَالِمِينَ أَنَّهُ سَيَدْعَمُنَا وَيُقَوِّينَا! (مز ٥٥:٢٢) فَلَدَيْنَا كُلُّ ٱلثِّقَةِ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ «مَا يَفُوقُ جِدًّا كُلَّ مَا نَسْأَلُ أَوْ نَتَخَيَّلُ وَأَكْثَرَ». (اف ٣:٢٠) تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ: يَهْوَهُ لَنْ يَفْعَلَ ‹مَا يَفُوقُ كُلَّ مَا نَسْأَلُ› فَقَطْ، بَلْ ‹مَا يَفُوقُهُ جِدًّا وَأَكْثَرَ›!
٩ مَاذَا يَضْمَنُ لَنَا بَرَكَةَ يَهْوَهَ؟
٩ وَلٰكِنْ كَيْ نَنَالَ ٱلْمُكَافَأَةَ مِنْ يَهْوَهَ، يَلْزَمُ أَنْ نُؤْمِنَ بِهِ إِيمَانًا قَوِيًّا وَنُطِيعَ كُلَّ إِرْشَادَاتِهِ. قَالَ مُوسَى لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ: «يَهْوَهُ يُبَارِكُكَ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي يُعْطِيكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ إِيَّاهَا مِيرَاثًا لِتَمْتَلِكَهَا، إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِ يَهْوَهَ إِلٰهِكَ لِتَحْرِصَ أَنْ تَعْمَلَ بِجَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْوَصَايَا ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ. وَيُبَارِكُكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ كَمَا وَعَدَكَ». (تث ١٥:٤-٦) فَهَلْ نَثِقُ تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُنَا إِذَا وَاصَلْنَا خِدْمَتَهُ بِأَمَانَةٍ؟ لَا شَكَّ أَنَّ لَدَيْنَا أَسْبَابًا كَثِيرَةً لِنُؤْمِنَ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ.
يَهْوَهُ كَافَأَ خُدَّامَهُ فِي ٱلْمَاضِي
١٠، ١١ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ يُوسُفَ؟
١٠ كُتِبَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لِمَنْفَعَتِنَا. فَفِيهِ نَقْرَأُ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ ٱلْعَدِيدَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. (رو ١٥:٤) وَيُوسُفُ مِثَالٌ بَارِزٌ عَلَى ذٰلِكَ. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ تَآمَرَ عَلَيْهِ إِخْوَتُهُ، وَلَاحِقًا ٱتَّهَمَتْهُ زَوْجَةُ سَيِّدِهِ ظُلْمًا. فَوَجَدَ نَفْسَهُ مَسْجُونًا فِي مِصْرَ. وَلٰكِنْ هَلْ نَسِيَهُ إِلٰهُهُ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَيَهْوَهُ «كَانَ مَعَ يُوسُفَ، وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا حُبِّيًّا . . . وَمَهْمَا فَعَلَ كَانَ يَهْوَهُ يُنْجِحُهُ». (تك ٣٩:٢١-٢٣) وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ، ٱنْتَظَرَ يُوسُفُ إِلٰهَهُ بِصَبْرٍ.
١١ بَعْدَ سَنَوَاتٍ، أَخْرَجَهُ فِرْعَوْنُ مِنَ ٱلسِّجْنِ وَعُيِّنَ ٱلْحَاكِمَ ٱلثَّانِيَ فِي مِصْرَ. (تك ٤١:١، ٣٧-٤٣) ثُمَّ صَارَ لَدَيْهِ وَلَدَانِ، وَدَعَا «ٱسْمَ ٱلْبِكْرِ مَنَسَّى، قَائِلًا: ‹لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ أَنْسَانِي كُلَّ شَقَائِي وَكُلَّ بَيْتِ أَبِي›. وَدَعَا ٱسْمَ ٱلثَّانِي أَفْرَايِمَ، قَائِلًا: ‹لِأَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ جَعَلَنِي مُثْمِرًا فِي أَرْضِ عَنَائِي›». (تك ٤١:٥١، ٥٢) فَيُوسُفُ بَقِيَ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ، لِذَا نَالَ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً وَٱسْتَطَاعَ أَنْ يُخَلِّصَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَٱلْمِصْرِيِّينَ مِنَ ٱلْمَجَاعَةِ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ وَٱلْمُكَافَآتِ. — تك ٤٥:٥-٩.
١٢ مَاذَا سَاعَدَ يَسُوعَ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا خِلَالَ ٱلْمِحَنِ؟
١٢ مِثَالٌ آخَرُ هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلَّذِي ظَلَّ طَائِعًا لِلّٰهِ خِلَالَ ٱمْتِحَانَاتِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا. وَيَهْوَهُ كَافَأَهُ عَلَى ذٰلِكَ. فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا؟ تُجِيبُ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ». (عب ١٢:٢) فَيَسُوعُ فَرِحَ كَثِيرًا لِأَنَّهُ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُقَدِّسَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ. كَمَا نَالَ رِضَى أَبِيهِ وَحَصَلَ عَلَى ٱمْتِيَازَاتٍ رَائِعَةٍ عَدِيدَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «جَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللّٰهِ»، وَيَذْكُرُ فِي آيَةٍ أُخْرَى: «رَفَّعَهُ ٱللّٰهُ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِٱلِٱسْمِ ٱلَّذِي يَعْلُو كُلَّ ٱسْمٍ آخَرَ». — في ٢:٩.
تَعَبُنَا لَا يَضِيعُ مَعَ يَهْوَهَ
١٣، ١٤ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِخِدْمَتِهِ؟
١٣ لَا شَكَّ أَنَّ أَيَّ جُهْدٍ نَبْذُلُهُ لِنَخْدُمَ يَهْوَهَ هُوَ ثَمِينٌ فِي نَظَرِهِ. فَهُوَ يَتَفَهَّمُ مَخَاوِفَنَا وَقِلَّةَ ثِقَتِنَا بِأَنْفُسِنَا. وَيَتَعَاطَفُ مَعَنَا حِينَ تُتْعِبُنَا ٱلِٱلْتِزَامَاتُ ٱلْمَادِّيَّةُ، أَوْ تَمْنَعُنَا صِحَّتُنَا أَوْ مَشَاعِرُنَا مِنْ خِدْمَتِهِ كَمَا نُحِبُّ. فِعْلًا، فِي وِسْعِنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً مُطْلَقَةً أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ كُلَّ مَا يَفْعَلُهُ خُدَّامُهُ كَيْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ لَهُ. — اقرإ العبرانيين ٦:١٠، ١١.
١٤ وَلَا نَنْسَ أَيْضًا أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱلِٱقْتِرَابَ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ» وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ سَيَهْتَمُّ بِمَشَاكِلِنَا. (مز ٦٥:٢) فَيَهْوَهُ هُوَ «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ وَإِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ». لِذٰلِكَ لَنْ يَبْخَلَ عَلَيْنَا أَبَدًا بِٱلدَّعْمِ ٱلْعَاطِفِيِّ وَٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي نَحْتَاجُ إِلَيْهِ، مُسْتَخْدِمًا رُبَّمَا رُفَقَاءَنَا ٱلْعُبَّادَ. (٢ كو ١:٣) وَهُوَ يَتَأَثَّرُ كَثِيرًا حِينَ يَرَانَا نَتَعَاطَفُ بَعْضُنَا مَعَ بَعْضٍ. فَكَلِمَتُهُ تَقُولُ: «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ يُقْرِضُ يَهْوَهَ، وَعَنْ صَنِيعِهِ يُجَازِيهِ». (ام ١٩:١٧؛ مت ٦:٣، ٤) فَعِنْدَمَا نَنْدَفِعُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا إِلَى دَعْمِ إِخْوَتِنَا خِلَالَ ضِيقَاتِهِمْ، نَكُونُ كَمَا لَوْ أَنَّنَا نُدَيِّنُ يَهْوَهَ. وَهُوَ يَعِدُ أَنْ يُكَافِئَنَا عَلَى لُطْفِنَا هٰذَا.
مُكَافَآتٌ ٱلْيَوْمَ . . . وَإِلَى ٱلْأَبَدِ
١٥ أَيُّ مُكَافَآتٍ تَتَطَلَّعُ إِلَيْهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٥ يَتَقَوَّى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِرَجَائِهِمْ أَنْ يَنَالُوا ‹تَاجَ ٱلْبِرِّ ٱلَّذِي يُكَافِئُهُمْ بِهِ ٱلرَّبُّ، ٱلدَّيَّانُ ٱلْبَارُّ›. (٢ تي ٤:٧، ٨) لٰكِنَّنَا لَسْنَا أَقَلَّ قِيمَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ إِذَا لَمْ يَكُنْ رَجَاؤُنَا سَمَاوِيًّا. فَٱلْمَلَايِينُ مِنْ ‹خِرَافِ يَسُوعَ ٱلْأُخَرِ› يَنْتَظِرُونَ بِشَوْقٍ مُكَافَأَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ عَلَى ٱلْأَرْضِ حَيْثُ «يَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ». — يو ١٠:١٦؛ مز ٣٧:١١.
١٦ كَيْفَ تُطَمْئِنُنَا ٱلْكَلِمَاتُ فِي ١ يُوحَنَّا ٣:١٩، ٢٠؟
١٦ أَحْيَانًا نَشْعُرُ أَنَّنَا نُقَصِّرُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، أَوْ نَتَسَاءَلُ إِذَا كَانَ رَاضِيًا عَنْ جُهُودِنَا. وَرُبَّمَا نُفَكِّرُ أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ مِنْهُ أَيَّ مُكَافَأَةٍ. وَلٰكِنْ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا إِطْلَاقًا أَنَّ «ٱللّٰهَ أَعْظَمُ مِنْ قُلُوبِنَا وَيَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ». (اقرأ ١ يوحنا ٣:١٩، ٢٠.) فَهُوَ يُكَافِئُنَا عَلَى كُلِّ جُهْدٍ نَبْذُلُهُ فِي خِدْمَتِهِ، مَهْمَا بَدَا تَافِهًا فِي نَظَرِنَا، إِذَا كَانَ نَابِعًا مِنْ قَلْبٍ مَلِيءٍ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ. — مر ١٢:٤١-٤٤.
١٧ كَيْفَ يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ؟
١٧ وَيُبَارِكُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ حَتَّى فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ نِظَامِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ. فَهُوَ يُزَوِّدُنَا بِٱلْفَهْمِ ٱلرُّوحِيِّ وَيُوَفِّرُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ ضِمْنَ مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا ٱلْعَالَمِيِّ. (اش ٥٤:١٣) فَإِتْمَامًا لِوَعْدِ يَسُوعَ، نَحْنُ ٱلْيَوْمَ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَةٍ مُحِبَّةٍ مُؤَلَّفَةٍ مِنْ إِخْوَةٍ وَأَخَوَاتٍ رُوحِيِّينَ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ. (مر ١٠:٢٩، ٣٠) كَمَا أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِسَلَامِ ٱلْعَقْلِ وَٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى، وَهِيَ بَرَكَاتٌ لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ. — في ٤:٤-٧.
١٨، ١٩ كَيْفَ يَلْمُسُ خُدَّامُ يَهْوَهَ مُكَافَآتِ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ؟
١٨ وَيَلْمُسُ خُدَّامُ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ كَيْفَ يُكَافِئُهُمْ أَبُوهُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ. تَقُولُ بِيَانْكَا مِنْ أَلْمَانِيَا: «مَا مِنْ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ عَنْ شُكْرِي لِيَهْوَهَ. فَهُوَ يُسَاعِدُنِي أَنْ أَتَغَلَّبَ عَلَى هُمُومِي وَيَقِفُ إِلَى جَانِبِي يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ. إِنَّ ٱلْعَالَمَ يَغْرَقُ فِي ٱلْفَوْضَى وَٱلظُّلْمَةِ، أَمَّا أَنَا فَأَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ بَيْنَ ذِرَاعَيْ يَهْوَهَ حِينَ أَخْدُمُهُ وَأَكُونُ قَرِيبَةً مِنْهُ. وَكُلَّ مَرَّةٍ أُضَحِّي فِيهَا مِنْ أَجْلِهِ، يُعْطِينِي أَضْعَافًا مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ».
١٩ هٰذِهِ أَيْضًا مَشَاعِرُ بَاوْلَا، شَاهِدَةٍ عُمْرُهَا ٧٠ سَنَةً تَعِيشُ فِي كَنَدَا. فَهِيَ مُصَابَةٌ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ فِي عَمُودِهَا ٱلْفِقْرِيِّ. تَقُولُ: «إِذَا كَانَتْ حَرَكَةُ جِسْمِي مَحْدُودَةً فَهٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّ خِدْمَتِي مَحْدُودَةٌ. فَأَنَا أُبَشِّرُ بِوَاسِطَةِ ٱلْهَاتِفِ وَبِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ أَيْضًا. كَمَا أَنِّي أَحْتَفِظُ بِدَفْتَرٍ، سَمَّيْتُهُ ‹دَفْتَرَ ٱلِٱحْتِمَالِ›، فِيهِ آيَاتٌ وَأَفْكَارٌ مِنْ مَطْبُوعَاتِنَا أَقْرَأُهَا مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ كَيْ أُشَجِّعَ نَفْسِي. فَٱلتَّثَبُّطُ مُؤَقَّتٌ إِذَا رَكَّزْنَا عَلَى وُعُودِ يَهْوَهَ. فَهُوَ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا أَنْ يُسَاعِدَنَا مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا». صَحِيحٌ أَنَّ وَضْعَنَا قَدْ يَكُونُ مُخْتَلِفًا عَنْ بِيَانْكَا وَبَاوْلَا، وَلٰكِنْ لِنَنْتَبِهْ مِثْلَهُمَا لِلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُكَافِئُنَا بِهَا يَهْوَهُ نَحْنُ وَمَنْ حَوْلَنَا. فِعْلًا، كَمْ مُفِيدٌ أَنْ نَتَأَمَّلَ كَيْفَ يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ!
٢٠ مَاذَا نَنَالُ إِذَا وَاصَلْنَا خِدْمَةَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ؟
٢٠ لَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَبَدًا أَنَّ صَلَوَاتِنَا مِنَ ٱلْقَلْبِ «لَهَا مُكَافَأَةٌ عَظِيمَةٌ». فَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّنَا ‹سَنَنَالُ إِتْمَامَ ٱلْوَعْدِ بَعْدَ أَنْ نَكُونَ قَدْ فَعَلْنَا مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ›. (عب ١٠:٣٥، ٣٦) فَلْنُوَاصِلْ إِذًا تَقْوِيَةَ إِيمَانِنَا وَخِدْمَةَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ سَيُكَافِئُنَا عَلَى كُلِّ جُهُودِنَا. — اقرأ كولوسي ٣:٢٣، ٢٤.