مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏٥ ص ١٤-‏٢٠
  • ‏«ليميِّز القارئ»‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏«ليميِّز القارئ»‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ‏‹رجسة› عصرية
  • هجوم مستقبلي
  • ‏«الهرب» —‏ كيف؟‏
  • الهرب الى الامان قبل «الضيق العظيم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • ‏«رجسة» تفشل في جلب السلام
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • علامة الايام الاخيرة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • ‏«قل لنا متى يكون هذا؟‏»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏٥ ص ١٤-‏٢٠

‏«ليميِّز القارئ»‏

‏«متى رأيتم الرجسة التي تسبب الخراب .‏ .‏ .‏ قائمة في المكان المقدس .‏ .‏ .‏ فحينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١ ماذا انتج التحذير الذي قدَّمه يسوع في لوقا ١٩:‏٤٣،‏ ٤٤‏؟‏

ان انذارنا بكارثة على وشك الحدوث يمكِّننا من تجنبها.‏ (‏امثال ٢٢:‏٣‏)‏ لذلك تخيَّلوا وضع المسيحيين في اورشليم بعد هجوم الرومان سنة ٦٦ ب‌م.‏ فكان يسوع قد حذَّر ان المدينة ستُحاصَر وتُدمَّر.‏ (‏لوقا ١٩:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ لكنَّ معظم اليهود تجاهلوا هذا التحذير.‏ أما تلاميذه فقد اصغوا اليه.‏ ونتيجة لذلك،‏ خلصوا من الكارثة سنة ٧٠ ب‌م.‏

٢،‏ ٣ لماذا ينبغي ان تهمنا نبوة يسوع المسجلة في متى ٢٤:‏١٥-‏٢١‏؟‏

٢ اعطى يسوع في نبوة لها انطباق علينا اليوم علامة مركبة تشمل الحروب،‏ المجاعات،‏ الزلازل،‏ الاوبئة،‏ واضطهاد المسيحيين الذين يكرزون بملكوت اللّٰه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤-‏١٤؛‏ لوقا ٢١:‏١٠-‏١٩‏)‏ وأعطى يسوع ايضا دليلا يساعد تلاميذه ان يعرفوا ان النهاية قريبة:‏ ‹رجسة تسبب الخراب قائمة في المكان المقدس›.‏ (‏متى ٢٤:‏١٥‏)‏ فلنفحص مجددا هذه الكلمات المهمة لنرى كيف تؤثر في حياتنا الآن وفي المستقبل.‏

٣ بعد اعطاء العلامة،‏ قال يسوع:‏ «متى رأيتم الرجسة التي تسبِّب الخراب،‏ التي تكلم عنها دانيال النبي،‏ قائمة في المكان المقدس (‏ليميِّز القارئ)‏،‏ فحينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال.‏ ومَن كان على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته الامتعة؛‏ ومَن كان في الحقل فلا يعد الى البيت ليأخذ رداءه.‏ الويل للحوامل والمرضعات في تلك الايام!‏ داوموا على الصلاة لكي لا يكون هربكم في شتاء،‏ او في يوم سبت؛‏ لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم».‏ —‏ متى ٢٤:‏١٥-‏٢١‏.‏

٤ ماذا يدل ان متى ٢٤:‏١٥ كان لها إتمام في القرن الاول؟‏

٤ ان الروايتين اللتين كتبهما مرقس ولوقا تزوِّدان تفاصيل اضافية.‏ ففي حين ان متى يستعمل عبارة «قائمة في المكان المقدس»،‏ تقول مرقس ١٣:‏١٤ «قائمة حيث لا ينبغي».‏ وتضيف لوقا ٢١:‏٢٠ كلمات يسوع:‏ «متى رأيتم اورشليم مُحاطة بجيوش معسكِرة،‏ فحينئذ اعرفوا ان خرابها قد اقترب».‏ وهذا ما يساعدنا ان نرى ان الاتمام الاول كان يشمل الهجوم الروماني على اورشليم وهيكلها —‏ مكان مقدس في نظر اليهود ولكن لم يعد المكان المقدس في نظر يهوه —‏ الذي ابتدأ سنة ٦٦ ب‌م.‏ وقد حدث الخراب الكامل عندما دمَّر الرومانيون المدينة وهيكلها سنة ٧٠ ب‌م.‏ فماذا كانت «الرجسة» آنذاك؟‏ وكيف كانت «قائمة في المكان المقدس»؟‏ ان الاجابة عن هذين السؤالين ستساعد على ايضاح الاتمام العصري.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ لماذا كان التمييز لازما لقراء دانيال الاصحاح ٩‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تمت نبوة يسوع عن «الرجسة»؟‏

٥ حث يسوع القراء ان يميِّزوا.‏ قراء ماذا؟‏ على الارجح قراء دانيال الاصحاح ٩‏.‏ فهناك نجد نبوة تدل متى سيظهر المسيَّا وتنبئ انه ‹سيُقطَع› بعد ثلاث سنوات ونصف.‏ تقول النبوة:‏ «على جناح الارجاس مخرَّب [«سيكون الذي يسبِّب الخراب»،‏ ع‌ج‏] حتى يتم ويصبَّ المقضي على المخرّب».‏ (‏امالة الحروف لنا)‏ —‏ دانيال ٩:‏٢٦،‏ ٢٧‏؛‏ انظروا ايضا دانيال ١١:‏٣١‏،‏ ع‌ج؛‏ ١٢:‏١١‏،‏ ع‌ج‏.‏

٦ اعتقد اليهود ان هذه النبوة انطبقت على تنجيس انطيوخوس الرابع للهيكل قبل نحو ٢٠٠ سنة.‏ ولكنَّ يسوع اظهر ان هذا خطأ،‏ وحث على التمييز لأن «الرجسة» كانت ستظهر لاحقا وتقوم في «المكان المقدس».‏ ومن الواضح ان يسوع كان يشير الى الجيوش الرومانية التي كانت ستأتي سنة ٦٦ ب‌م حاملة معها رايات مميَّزة.‏ وهذه الرايات،‏ التي طالما استعملوها،‏ كانت اصناما فعلية ورجسة في نظر اليهود.‏a ولكن متى كانوا ‹سيقومون في المكان المقدس›؟‏ حدث ذلك عندما هاجمت الجيوش الرومانية براياتها اورشليم وهيكلها،‏ اللذين كان اليهود يعتبرونهما مقدسين.‏ حتى ان الرومان ابتدأوا بالحفر عند اساس سور منطقة الهيكل.‏ حقا،‏ ان ما كان رجسا لزمن طويل هو قائم الآن في المكان المقدس!‏ —‏ اشعياء ٥٢:‏١؛‏ متى ٤:‏٥؛‏ ٢٧:‏٥٣؛‏ اعمال ٦:‏١٣‏.‏

‏‹رجسة› عصرية

٧ اية نبوة قالها يسوع تتم في ايامنا؟‏

٧ منذ الحرب العالمية الاولى نشهد إتماما اكبر لعلامة يسوع المسجلة في متى الاصحاح ٢٤‏.‏ ولكن تذكروا كلماته:‏ «متى رأيتم الرجسة التي تسبِّب الخراب .‏ .‏ .‏ قائمة في المكان المقدس .‏ .‏ .‏ فحينئذ ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال».‏ (‏متى ٢٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فلا بد ان لهذا الوجه من النبوة إتماما في ايامنا ايضا.‏

٨ كيف حدَّد شهود يهوه طوال سنوات هوية «الرجسة» في الازمنة العصرية؟‏

٨ ركزت برج المراقبة عدد ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٢١ (‏بالانكليزية)‏ على هذه النبوة في ما يتعلق بالتطورات في الشرق الاوسط،‏ مما يُظهِر ثقة خدام يهوه بأنها ستتم.‏ ثم قالت برج المراقبة جازمة في عددها ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٢٩،‏ الصفحة ٣٧٤ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان كل ما تصبو اليه عصبة الامم هو إبعاد الناس عن اللّٰه والمسيح،‏ لذلك فهي المخرِّب،‏ نتاج الشيطان،‏ والشيء البغيض في نظر اللّٰه».‏ وقد ظهرت «الرجسة» سنة ١٩١٩.‏ وبعد فترة،‏ فسحت العصبة المجال للامم المتحدة.‏ ولطالما شهَّر شهود يهوه هاتين المنظمتين على انهما رجستان في نظر اللّٰه.‏

٩،‏ ١٠ كيف اثَّر فهم سابق للضيق العظيم في نظرتنا للوقت حين تقوم «الرجسة» في المكان المقدس؟‏

٩ اوجزت المقالة السابقة نظرة اوضح لكثير مما جاء في متى الاصحاحين ٢٤ و ٢٥‏.‏ فهل من الملائم ان يكون هنالك توضيح ‹للرجسة القائمة في المكان المقدس›؟‏ يبدو الامر كذلك.‏ فنبوة يسوع تربط بشكل وثيق بين ‹القيام في المكان المقدس› واندلاع ‹الضيق› المنبإ به.‏ لذلك،‏ رغم ان ‹الرجسة› كانت موجودة لزمن طويل،‏ فإن الرابط بين ‹قيامها في المكان المقدس› والضيق العظيم ينبغي ان يؤثر في تفكيرنا.‏ وكيف ذلك؟‏

١٠ فهم شعب اللّٰه في السابق ان المرحلة الاولى من الضيق العظيم ابتدأت سنة ١٩١٤ وأن الجزء النهائي سيكون في معركة هرمجدون.‏ (‏كشف ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏؛‏ قارنوا برج المراقبة عدد ١ نيسان (‏ابريل)‏ ١٩٣٩،‏ الصفحة ١١٠،‏ بالانكليزية.‏)‏ لذلك يمكن ان نفهم لماذا كان هنالك اعتقاد ان «الرجسة» العصرية لا بد انها قامت في المكان المقدس مباشرة بعد الحرب العالمية الاولى.‏

١١،‏ ١٢ اية نظرة معدَّلة للضيق العظيم قدِّمت سنة ١٩٦٩؟‏

١١ ولكن في السنوات الاخيرة صرنا نرى الامور من زاوية مختلفة.‏ فيوم الخميس في ١٠ تموز (‏يوليو)‏ ١٩٦٩ في محفل «السلام على الارض» الاممي في مدينة نيويورك،‏ القى ف.‏ و.‏ فرانز،‏ الذي كان آنذاك نائب رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس،‏ خطابا مثيرا للغاية.‏ وفي مراجعة الفهم السابق لنبوة يسوع،‏ قال الاخ فرانز:‏ «أُعطي الشرح ان ‹الضيق العظيم› كان قد ابتدأ سنة ١٩١٤ ب‌م وأنه لم يُسمح ان يكمل حتى النهاية آنذاك ولكنَّ اللّٰه اوقف الحرب العالمية الاولى في تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٩١٨.‏ ومن ذلك الحين فصاعدا كان اللّٰه يسمح بفترة من النشاط لبقيته الممسوحة من المسيحيين المختارين قبل ان يسمح باستئناف الجزء الاخير من ‹الضيق العظيم› في معركة هرمجدون».‏

١٢ ثم قدِّم شرح معدَّل تعديلا مهما:‏ «بشكل يناظر حوادث القرن الاول،‏ .‏ .‏ .‏ لم يبدأ ‹الضيق العظيم› المرموز اليه سنة ١٩١٤ ب‌م.‏ ولكنَّ ما جاء على نظيرة اورشليم العصرية من سنة ١٩١٤ الى ١٩١٨ كان مجرد ‹بداية الشدائد› .‏ .‏ .‏ ‹فالضيق العظيم› الذي لن يحدث مثله ثانية لا يزال يكمن امامنا،‏ لأنه يعني دمار الامبراطورية العالمية للدين الباطل (‏بما في ذلك العالم المسيحي)‏ ويتبعه ‹حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء› في هرمجدون».‏ وقد عنى ذلك ان الضيق العظيم بكامله كان لا يزال في المستقبل.‏

١٣ لماذا من المنطقي القول ان ‹قيام الرجسة في المكان المقدس› سيكون في المستقبل؟‏

١٣ وكان لذلك تأثير مباشر في تمييز متى تقوم «الرجسة» في المكان المقدس.‏ تذكروا ما حدث في القرن الاول.‏ فقد هاجم الرومان اورشليم سنة ٦٦ ب‌م،‏ ولكنهم انسحبوا فجأة،‏ مما اتاح ‹للجسد›،‏ اي المسيحيين،‏ فرصة الخلاص.‏ (‏متى ٢٤:‏٢٢‏)‏ ووفقا لذلك،‏ نتوقع ان يبدأ الضيق العظيم قريبا،‏ ولكنه سيقصَّر من اجل مختاري اللّٰه.‏ لاحظوا هذه النقطة المهمة:‏ في النموذج القديم،‏ كانت ‹الرجسة القائمة في المكان المقدس› مرتبطة بالهجوم الروماني بقيادة القائد ڠالوس سنة ٦٦ ب‌م.‏ والنظير العصري لهذا الهجوم،‏ اندلاع الضيق العظيم،‏ لا يزال امامنا.‏ لذلك يبدو ان ‹الرجسة التي تسبِّب الخراب›،‏ الموجودة منذ سنة ١٩١٩،‏ ستقوم في المستقبل في المكان المقدس.‏b فكيف سيحدث ذلك؟‏ وكيف يمكن ان يؤثر فينا؟‏

هجوم مستقبلي

١٤،‏ ١٥ كيف يساعدنا الكشف الاصحاح ١٧ على فهم الحوادث التي تسبق هرمجدون؟‏

١٤ يصف سفر الكشف هجوما مدمِّرا في المستقبل على الدين الباطل.‏ ويوجز الاصحاح ١٧ دينونة اللّٰه على «بابل العظيمة،‏ ام العاهرات»،‏ —‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ ويلعب العالم المسيحي دورا رئيسيا ويدَّعي ان هنالك علاقة عهد بينه وبين اللّٰه.‏ (‏قارنوا ارميا ٧:‏٤‏.‏)‏ والاديان الباطلة،‏ بما فيها العالم المسيحي،‏ لها سجل طويل من التعاملات المحرمة مع «ملوك الارض»،‏ ولكنَّ هذه العلاقة ستنتهي بخراب هذه الاديان.‏ (‏كشف ١٧:‏٢،‏ ٥‏)‏ وعلى يدَي مَن؟‏

١٥ يصوِّر الكشف ‹وحشا قرمزيا› يوجد لفترة،‏ يختفي،‏ ثم يعود.‏ (‏كشف ١٧:‏٣،‏ ٨‏)‏ ويدعم حكام العالم هذا الوحش.‏ وتساعدنا التفاصيل المزوَّدة في النبوة على تحديد هوية هذا الوحش المجازي بصفته منظمة سلام تأسست سنة ١٩١٩ باسم عصبة الامم (‏«رجسة»)‏ وتُعرَف الآن بالامم المتحدة.‏ ويظهر الكشف ١٧:‏١٦،‏ ١٧ ان اللّٰه سيضع في قلوب بعض الحكام البشر الذين يلعبون دورا بارزا في هذا ‹الوحش› ان يخربوا الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ ويسم هذا الهجوم اندلاع الضيق العظيم.‏

١٦ اية تطورات جديرة بالملاحظة تحدث في ما يتعلق بالدين؟‏

١٦ بما ان بداية الضيق العظيم لا تزال في المستقبل،‏ فهل ‹القيام في المكان المقدس› لا يزال امامنا ايضا؟‏ على ما يبدو نعم.‏ ففي حين ان «الرجسة» ظهرت في اوائل هذا القرن،‏ وبذلك تكون موجودة طوال عقود،‏ فإنها ستقوم بطريقة مميَّزة «في المكان المقدس» في المستقبل القريب.‏ وتماما كما ان أتباع المسيح لا بد انهم راقبوا ليروا كيف سيحدث ‹القيام في المكان المقدس›،‏ كذلك يفعل المسيحيون العصريون.‏ وصحيح انه يجب ان ننتظر الاتمام الفعلي لنعرف كل التفاصيل،‏ إلا انه من الجدير بالملاحظة انه في بعض البلدان هنالك منذ الآن كراهية واضحة ومتزايدة للدين.‏ وبعض العناصر السياسية،‏ المتحالفة مع المسيحيين السابقين الذين انحرفوا عن الايمان الحقيقي،‏ يروِّجون العداء ضد الدين عامة وضد المسيحيين الحقيقيين خاصة.‏ (‏مزمور ٩٤:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولذلك فإن الدول السياسية ‹تحارب الحمل› حتى في هذا الوقت،‏ وكما يشير الكشف ١٧:‏١٤ سيزداد هذا القتال حدة.‏ وفي حين انهم لا يستطيعون حرفيا ان يضعوا ايديهم على حمل اللّٰه —‏ يسوع المسيح في حالته المجيدة المرفَّعة —‏ فسيستمرون في مقاومة عبّاد اللّٰه الحقيقيين،‏ وخصوصا ‹قدوسيه›.‏ (‏دانيال ٧:‏٢٥‏؛‏ قارنوا روما ٨:‏٢٧؛‏ كولوسي ١:‏٢؛‏ كشف ١٢:‏١٧‏.‏)‏ ولدينا التأكيد الالهي ان الخروف والذين معه سينتصرون.‏ —‏ كشف ١٩:‏١١-‏٢١‏.‏

١٧ ماذا يمكن ان نقول عن قيام «الرجسة» في المكان المقدس،‏ دون ان نكون جازمين في ذلك؟‏

١٧ نحن نعرف ان الخراب هو بانتظار الدين الباطل.‏ فبابل العظيمة هي «سكرى من دم القديسين» وتتصرف كملكة،‏ ولكنَّ دمارها محتوم.‏ والتأثير النجس الذي مارسته على ملوك الارض سيتغير تغييرا جذريا اذ تنقلب هذه العلاقة الى علاقة كراهية عنيفة من جهة ‹القرون العشرة والوحش›.‏ (‏كشف ١٧:‏٦،‏ ١٦؛‏ ١٨:‏٧،‏ ٨‏)‏ وعندما يهجم ‹الوحش القرمزي› على العاهرة الدينية،‏ تكون «الرجسة» قائمة بطريقة مهدِّدة في ما يُدعى المكان المقدس للعالم المسيحي.‏c وهكذا سيبدأ الخراب من العالم المسيحي الخائن،‏ الذي يدَّعي انه مقدس.‏

‏«الهرب» —‏ كيف؟‏

١٨،‏ ١٩ اية اسباب تُعطى للبرهان ان «الهرب الى الجبال» لن يعني تغيير الدين؟‏

١٨ بعد ان انبأ يسوع ‹بقيام الرجسة في المكان المقدس›،‏ حذَّر ذوي التمييز ليتَّخذوا الاجراء.‏ فهل عنى انه عند هذه المرحلة المتأخرة —‏ عندما ‹تقوم الرجسة في المكان المقدس› —‏ سيهرب كثيرون من الدين الباطل الى العبادة الحقة؟‏ ان هذا مستبعد.‏ تأملوا في الاتمام الاول.‏ قال يسوع:‏ «ليبدإ الذين في اليهودية بالهرب الى الجبال.‏ ومَن كان على السطح فلا ينزل،‏ ولا يدخل بيته ليأخذ منه شيئا؛‏ ومَن كان في الحقل فلا يعد الى ما هو وراء ليأخذ رداءه.‏ الويل للحوامل والمرضعات في تلك الايام!‏ داوموا على الصلاة لكي لا يكون ذلك في شتاء».‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٤-‏١٨‏.‏

١٩ لم يقل يسوع ان الذين في اورشليم فقط يلزم ان ينسحبوا،‏ كما لو ان هدفه كان انهم يلزم ان يخرجوا من مركز العبادة اليهودية؛‏ ولم يأتِ تحذيره على ذكر ايّ تغيير في الدين —‏ الهرب من الباطل الى الحق.‏ فتلاميذ يسوع دون شك لم يكونوا بحاجة الى تحذير بشأن الهرب من دين الى آخر؛‏ فقد سبق لهم ان صاروا مسيحيين حقيقيين.‏ والهجوم سنة ٦٦ ب‌م لم يدفع ممارسي الدين اليهودي في اورشليم واليهودية كلها الى هجر هذا الدين واعتناق المسيحية.‏ يقول الپروفسور هاينرخ ڠرِتس ان الذين طاردوا الرومان الهاربين رجعوا الى المدينة:‏ «عاد الغيارى،‏ وهم يهتفون اناشيد حرب بابتهاج،‏ الى اورشليم (‏في ٨ تشرين الاول [اكتوبر])‏،‏ وقلوبهم تخفق بالامل المشرق بالحرية والاستقلال.‏ .‏ .‏ .‏ أفلم يساعدهم اللّٰه برحمة كما ساعد آباءهم؟‏ ولم تكن قلوب الغيارى تخشى المستقبل».‏

٢٠ كيف اتَّبع التلاميذ الاولون تحذير يسوع عن الهرب الى الجبال؟‏

٢٠ فكيف طبَّق آنذاك هذا العدد الصغير نسبيا من المختارين نصيحة يسوع؟‏ بترك اليهودية والهرب الى الجبال عبر الاردن،‏ اظهروا انهم ليسوا جزءا من النظام اليهودي،‏ سياسيا او دينيا.‏ فقد تركوا حقولهم وبيوتهم،‏ حتى دون ان يأخذوا ممتلكاتهم من بيوتهم.‏ وإذ كانوا واثقين بحماية يهوه ودعمه،‏ وضعوا عبادتهم له قبل ايّ شيء آخر قد يبدو مهما.‏ —‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ لوقا ٩:‏٥٧-‏٦٢‏.‏

٢١ ايّ امر لا يجب ان نتوقعه عندما تشن «الرجسة» الهجوم؟‏

٢١ والآن،‏ تأملوا في الاتمام الاعظم.‏ اننا نحث الناس طوال عقود على الخروج من الدين الباطل واعتناق العبادة الحقة.‏ (‏كشف ١٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ وهذا ما قام به الملايين.‏ ونبوة يسوع لا تشير الى انه بعد اندلاع الضيق العظيم ستتحول جموع الى العبادة النقية؛‏ فحتما لم يكن هنالك اهتداء جماعي بين اليهود سنة ٦٦ ب‌م.‏ ومع ذلك،‏ سيكون هنالك حافز قوي ليطبِّق المسيحيون تحذير يسوع ويهربوا.‏

٢٢ ماذا قد يشمل تطبيقنا نصيحة يسوع حول الهرب الى الجبال؟‏

٢٢ لا يمكن في الوقت الحاضر نيل تفاصيل دقيقة حول الضيق العظيم،‏ ولكن يمكن ان نستنتج منطقيا ان هربنا الذي تكلم عنه يسوع لن يكون هربا جغرافيا.‏ فشعب اللّٰه موجودون الآن حول الارض،‏ في كل انحائها تقريبا.‏ ولكن يمكننا ان نكون على يقين انه عندما يكون الهرب ضروريا،‏ يجب على المسيحيين ان يستمروا في المحافظة على الفرق الواضح بينهم وبين منظمات الاديان الباطلة.‏ وتحذير يسوع من رجوع المرء الى بيته لإنقاذ الاردية او الامتعة الاخرى انما هو ذو مغزى ايضا.‏ (‏متى ٢٤:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فقد تكمن امامنا امتحانات لنظرتنا الى الامور المادية؛‏ فهل نعتبرها هي المهمة ام ان الخلاص الذي سيأتي لجميع الذين يقفون الى جانب اللّٰه اهمّ منها؟‏ نعم،‏ قد يشمل هربنا بعض المشقات او الحرمان.‏ فيجب ان نكون مستعدين لفعل كل ما يلزم،‏ كما فعل نظراؤنا في القرن الاول الذين هربوا من اليهودية الى پيريا عبر الاردن.‏

٢٣،‏ ٢٤ (‏أ)‏ اين فقط سنجد الحماية؟‏ (‏ب)‏ كيف ينبغي ان يؤثر فينا تحذير يسوع بشأن ‹الرجسة القائمة في المكان المقدس›؟‏

٢٣ يجب ان نتأكد من بقاء يهوه وهيئته المشبهة بجبل ملجأ لنا.‏ (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٢،‏ ٣؛‏ مزمور ١٨:‏٢؛‏ دانيال ٢:‏٣٥،‏ ٤٤‏)‏ فهناك سنجد الحماية!‏ ولن نتمثَّل بالجموع التي ستهرب الى «المغاور» وتختبئ «في صخور الجبال» —‏ الهيئات والمنظمات البشرية التي قد تبقى فترة وجيزة بعد خراب بابل العظيمة.‏ (‏كشف ٦:‏١٥؛‏ ١٨:‏٩-‏١١‏)‏ ان الازمنة ستصير اصعب كما حدث سنة ٦٦ ب‌م للحبالى اللواتي هربن من اليهودية او لكل مَن اضطر ان يسافر في الشتاء الممطر البارد.‏ ولكن يمكننا ان نتأكد ان اللّٰه سيجعل النجاة ممكنة.‏ فلنقوِّ منذ الآن اتكالنا على يهوه وابنه الذي يحكم الآن ملكا للملكوت.‏

٢٤ وما من سبب ليسيطر الخوف مما سيحصل على حياتنا.‏ فيسوع لم يُرد ان يخاف تلاميذه آنذاك،‏ ولا يريد ان نخاف نحن ايضا الآن او في الايام القادمة.‏ فقد حذَّرنا لكي نتمكن من تهيئة قلوبنا وعقولنا.‏ فالمسيحيون الحقيقيون لن يُعاقَبوا عندما يأتي الدمار على الدين الباطل وباقي هذا النظام الشرير.‏ بل سيكونون ذوي تمييز ويصغون الى التحذير عن ‹الرجسة القائمة في المكان المقدس›.‏ وسيتخذون اجراء حاسما وفقا لإيمانهم غير المتزعزع.‏ فلا ننسَ ابدا ما وعد به يسوع:‏ «الذي يحتمل الى النهاية هو يخلص».‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٣‏.‏

‏[الحواشي]‏

a ‏«كانت الرايات الرومانية تُحفَظ بإكرام ديني في هياكل روما؛‏ وكان توقير هذا الشعب لراياتهم يزداد كلما حققوا انتصارا عسكريا على الامم الاخرى .‏ .‏ .‏ [كانت الراية في نظر الجنود] ربما اقدس شيء على وجه الارض.‏ وكان الجندي الروماني يُقسِم برايته».‏ —‏ دائرة المعارف البريطانية،‏ الطبعة الـ‍ ١١ (‏بالانكليزية)‏.‏

b ينبغي ملاحظة الامر التالي:‏ رغم ان إتمام كلمات يسوع في ٦٦-‏٧٠ ب‌م يمكن ان يساعدنا ان نفهم كيف ستتم في الضيق العظيم،‏ لا يمكن ان يكون الاتمامان متناظرَين كليًّا لأن لهما خلفيتَين مختلفتَين.‏

c انظروا برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٧٥،‏ الصفحات ٧٤١-‏٧٤٤،‏ بالانكليزية.‏

هل تذكرون؟‏

◻ كيف ظهرت «الرجسة التي تسبِّب الخراب» في القرن الاول؟‏

◻ لماذا من المنطقي الاعتقاد ان «الرجسة» العصرية ستقوم في المكان المقدس في المستقبل؟‏

◻ ايّ هجوم ‹للرجسة› منبأ به في الكشف؟‏

◻ ايّ نوع من «الهرب» قد يلزم من جهتنا؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

تُدعى بابل العظيمة «ام العاهرات»‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

الوحش القرمزي في الكشف الاصحاح ١٧ هو «الرجسة» التي اشار اليها يسوع

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

سيشن الوحش القرمزي هجوما مخرِّبا على الدين

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة