مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٤ ١٥/‏٢ ص ٢٦-‏٢٩
  • الانتقال —‏ عقيدة ايمانية اعلنها اللّٰه؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الانتقال —‏ عقيدة ايمانية اعلنها اللّٰه؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تطوُّر العقيدة
  • ما تقوله الاسفار المقدسة حقا
  • مريم —‏ من نساء الايمان
  • ‏«هوذا أَمَة يهوه!‏»‏
    اقتد بإيمانهم
  • كيف نستفيد من مثال مريم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • هل مريم هي ام اللّٰه؟‏
    انت تسأل والكتاب المقدس يجيب
  • مريم (‏ام يسوع)‏
    المباحثة من الاسفار المقدسة
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
ب٩٤ ١٥/‏٢ ص ٢٦-‏٢٩

الانتقال —‏ عقيدة ايمانية اعلنها اللّٰه؟‏

الانتقال —‏ عقيدة ان مريم،‏ ام يسوع،‏ صعدت الى السماء في الجسد —‏ عزيز على قلوب الملايين من الكاثوليك الرومانيين.‏ يقول المؤرخ جورج وليام دوڠلاس:‏ «انتقال مريم العذراء،‏ او اخذها الى السماء،‏ جرى توقيره [لزمن طويل] بصفته اعظم اعيادها وأحد الاحتفالات الرئيسية للسنة الكنسية.‏»‏

مع ذلك،‏ يعترف اللاهوتيون الكاثوليك ان الكتاب المقدس لا يتحدث عن مريم انها صعدت صعودا كهذا الى السماء.‏ حقا،‏ يدرك كاثوليك قليلون ان هذه العقيدة العزيزة كانت موضع جدال ومناقشة حادة طوال قرون.‏ فكيف اذًا صارت الكنيسة تقبل انتقال مريم كعقيدة ايمانية؟‏a وهل هنالك ايّ سبب لاعتباره مُعلنا من اللّٰه؟‏ ان الاجابة عن هذين السؤالين ليست نظرية فقط.‏ فلها معانٍ ضمنية عميقة لأيّ من محبي الحق.‏

تطوُّر العقيدة

قد يدهشكم ان تعرفوا انه في القرون الاولى،‏ بعد موت يسوع،‏ كانت فكرة انتقال مريم الى السماء غير مألوفة تماما لتفكير المسيحيين.‏ ويكتب اللاهوتي الكاثوليكي جان ڠالو في لو سِرڤاتوري رومانو:‏ «في البداية،‏ لم ترتبط ذكرى موت مريم بالمجتمع المسيحي.‏»‏

ولكن بعد ان صار تعليم الثالوث عقيدة كنسية رسمية،‏ بدأ إعطاء مريم دورا مهما على نحو متزايد.‏ فابتُدئ يُطبَّق عليها عبارات تفيض حماسة مثل «ام اللّٰه،‏» «حُبل بها بلا دنس،‏» «الوسيطة،‏» و «ملكة السماء.‏» ويحاجّ اللاهوتي ڠالو انه بمرور الوقت «لم يعد يستطيع صمت التقليد الباكر عن موت مريم ان يجلب كاملا الاكتفاء لاولئك المسيحيين الذين اعترفوا بكمال مريم وأرادوا ان يوقِّروها.‏ وهكذا،‏ تشكَّلت قصص تصف الانتقال،‏ كانت من نتاج الخيال الشعبي.‏»‏

ونحو القرن الرابع ب‌م،‏ ابتُدئ ما يدعى اپوكريفا الانتقال يُتداول.‏ وقد اعطت هذه النصوص روايات وهمية لصعود مريم المزعوم الى السماء.‏ خذوا،‏ مثلا،‏ النص المدعو «نوم ام اللّٰه المقدسة.‏» فهو لم يُنسب الا الى الرسول يوحنا،‏ ولكنه أُلِّف على الارجح بعد ٤٠٠ سنة تقريبا من موت يوحنا.‏ واستنادا الى هذه الرواية غير المنطقية،‏ اجتمع عجائبيا الى مريم رسل المسيح،‏ حيث رأوها تشفي العمي،‏ الصمّ،‏ والعرج.‏ وأخيرا،‏ كما يجري الادِّعاء هنا،‏ سمع الرسل الرب يقول لمريم:‏ «هوذا من الآن ينتقل جسدك الغالي الى الفردوس،‏ وتصير روحك المقدسة في السموات في ديار ابي في بهاء ساطع،‏ حيث السلام وفرح الملائكة القديسين،‏ ومن ثم البقاء.‏»‏

فكيف تجاوب المؤمنون مع كتابات كهذه؟‏ يشرح مؤيد العقيدة المريمية رنيه لورانتان:‏ «كانت ردود الفعل متنوعة جدا.‏ فالاسرع في التصديق يُخدعون،‏ دون تأمل اضافي،‏ بالمظهر الخلاب للقصة الجميلة.‏ والآخرون يحتقرون هذه الروايات غير الثابتة،‏ التي غالبا ما تكون متناقضة ودون مرجع.‏» وهكذا كافحت نظرية الانتقال لتصير مقبولة رسميا.‏ وما زاد التشويش هو واقع ان ذخائر جسد مريم المزعومة جرى توقيرها في بعض الاماكن.‏ وكان من الصعب التوفيق بين هذا والاعتقاد ان جسدها اللحمي قد أُخذ الى السماء.‏

في القرن الـ‍ ١٣،‏ اكد توما الاكويني،‏ مثل لاهوتيين آخرين كثيرين،‏ انه لا يمكن تحديد الانتقال كعقيدة ايمانية،‏ نظرا الى ان «الاسفار المقدسة لا تعلِّمه.‏» ومع ذلك،‏ استمرت شعبية المعتقد تنمو،‏ وازدادت صور انتقال مريم المزعوم التي رسمها فنانون مشهورون مثل رافاييل،‏ كوريدجو،‏ تيتيان،‏ كاراتشي،‏ وروبنز.‏

وبقيت القضية دون بتّ حتى وقت حديث جدا.‏ واستنادا الى اليسوعي جُوزِپيه فيلوڠراسي،‏ في وقت متأخر،‏ في النصف الاول من قرننا،‏ استمر العلماء الكاثوليك ينشرون «دراسات ومناقشات غير مؤيِّدة دائما» لنظرية الانتقال.‏ وحتى البابوات،‏ مثل ليو الثالث عشر،‏ پيوس العاشر،‏ وبنيديكت الخامس عشر،‏ «كانوا متحفظين بشأن المسألة.‏» ولكن في ١ تشرين الثاني ١٩٥٠،‏ اتخذت الكنيسة اخيرا موقفا محدَّدا.‏ فأعلن البابا پيوس الثاني عشر:‏ «نحن نحدِّده كعقيدة ايمانية اعلنها اللّٰه ان ام اللّٰه الخالية من الدنس،‏ مريم البتول دائما،‏ عندما انتهى مسلك حياتها الارضية،‏ أُخذَت في الجسد والروح الى المجد السماوي.‏» —‏ ‎Munificentissimus Deus.‏

ولم يعد الايمان برحلة مريم في الجسد الى السماء اختياريا بين الكاثوليك —‏ انه الآن عقيدة ايمانية كنسية.‏ وأعلن البابا پيوس الثاني عشر انه «اذا تجرَّأ ايّ شخص .‏ .‏ .‏ ان ينكر ما حدّدناه او يضعه عمدا موضع الشك،‏ فليعلم انه قصَّر عن بلوغ مقياس الايمان الالهي والكاثوليكي.‏»‏

ما تقوله الاسفار المقدسة حقا

ولكن على ايّ اساس اتخذت الكنيسة هذا الموقف الجريء؟‏ ادَّعى البابا پيوس الثاني عشر ان العقيدة الايمانية للانتقال لها «اساسها الجوهري في الاسفار المقدسة.‏» وبين الآيات التي غالبا ما يُشار اليها كبرهان على انتقال مريم لوقا ١:‏٢٨،‏ ٤٢‏.‏ يقول هذان العددان عن مريم:‏ «السلام عليك يا ممتلئة نعمة الرب معك مباركة انت في النساء .‏ .‏ .‏ ومباركة ثمرة بطنك.‏» (‏الترجمة اليسوعية‏)‏ ويحاجّ مؤيِّدو الانتقال انه بسبب كون مريم «ممتلئة نعمة،‏» لا بد ان الموت لم يغلبها.‏ ولكونها «مباركة» مثل ‹ثمرة بطنها،‏› لا بد ان تكون لها امتيازات مساوية لتلك التي ليسوع —‏ بما فيها صعوده السماوي.‏ فهل تعتقدون ان ذلك هو حجة سليمة؟‏

اولا،‏ يقول علماء اللغة ان العبارة «ممتلئة نعمة» هي ترجمة غير دقيقة وان العبارة اليونانية الاصلية التي استعملها لوقا تُنقل بدقة اكثر الى «هدف رضى اللّٰه.‏» لذلك ينقل الكتاب المقدس الاورشليمي الكاثوليكي لوقا ١:‏٢٨ الى:‏ «ابتهجي،‏ ايتها المرضي عنها كثيرا!‏» فليس هنالك سبب للاستنتاج ان مريم أُخذت جسديا الى السماء لمجرد انها «مرضي عنها كثيرا» من اللّٰه.‏ وجرى التحدث على نحو مماثل عن الشهيد المسيحي الاول،‏ استفانوس،‏ في الترجمة اليسوعية انه كان مرضيا عنه كثيرا،‏ او «مملوءًا نعمة» —‏ ولم تُنسب اليه اية قيامة جسدية.‏ —‏ اعمال ٦:‏٨‏.‏

ولكن ألم تكن مريم مباركة او مرضيا عنها؟‏ بلى،‏ ولكن بشكل مثير للاهتمام،‏ كانت تُعتبر المرأة المدعوة ياعيل قديما في ايام قضاة اسرائيل ‹مباركة بين النساء.‏› (‏قضاة ٥:‏٢٤‏،‏ يس‏)‏ وبالتأكيد لا يجادل احد ان ياعيل ايضا أُخذت جسديا الى السماء.‏ والى جانب ذلك،‏ فإن فكرة الانتقال بكاملها مؤسسة على فرضية ان يسوع نفسه صعد الى السماء في الجسد.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يقول ان يسوع ‹أُحيي،‏› او اقيم،‏ «في الروح.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٨‏؛‏ قارنوا ١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏.‏)‏ ويقول الرسول بولس ايضا ان «لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٤٢-‏٥٠‏.‏

صحيح ان الكتاب المقدس يتحدث عن قيامة سماوية لمسيحيين امناء ممسوحين بالروح.‏ ولكنَّ ١ تسالونيكي ٤:‏١٣-‏١٧ توضح ان هذه القيامة ما كانت لتبدأ حتى «مجيء الرب،‏» خلال الايام الاخيرة من هذا العصر الشرير.‏ وحتى ذلك الوقت،‏ كانت مريم ستبقى راقدة في الموت،‏ مع آلاف المسيحيين الامناء الآخرين.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥١،‏ ٥٢‏.‏

مريم —‏ من نساء الايمان

كونوا على ثقة بأنه بقولنا ما ورد آنفا لا نقصد التقليل من احترام مريم.‏ دون شك،‏ كانت مريم امرأة مثالية —‏ امرأة ايمانها جدير بأن يُتَمثَّل به.‏ فقد قبلت فورا مسؤولية وامتياز ان تصير ام يسوع،‏ بالاضافة الى كل المحن والتضحيات التي تنتج.‏ (‏لوقا ١:‏٣٨؛‏ ٢:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وربَّت هي ويوسف يسوعَ بحكمة الهية.‏ (‏لوقا ٢:‏٥١،‏ ٥٢‏)‏ وبقيت مع يسوع خلال معاناته على الخشبة.‏ (‏يوحنا ١٩:‏٢٥-‏٢٧‏)‏ وكتلميذة امينة،‏ بقيت بطاعة في اورشليم واختبرت سكب روح اللّٰه في يوم الخمسين.‏ —‏ اعمال ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ٢:‏١-‏٤‏.‏

والنظرة المشوَّهة الى مريم لا تكرم الخالق ولا مريم.‏ فالعقيدة الايمانية للانتقال تخدم دعم ادعاء لا اساس له ان مريم هي شفيعة عند اللّٰه.‏ ولكن هل ايَّد يسوع في وقت من الاوقات تعليما كهذا؟‏ على الضد من ذلك،‏ قال:‏ «انا هو الطريق والحق والحياة.‏ ليس احد يأتي الى الآب الا بي.‏ ان سألتم شيئا باسمي فاني افعله.‏» (‏يوحنا ١٤:‏٦،‏ ١٤‏؛‏ قارنوا اعمال ٤:‏١٢‏.‏)‏ نعم،‏ ان يسوع المسيح وحده،‏ وليس مريم،‏ هو الذي يشفع لنا الى الخالق.‏ وبواسطة يسوع —‏ وليس مريم —‏ يجب ان نقترب الى معطي حياتنا من اجل ‹العون في حينه.‏› —‏ عبرانيين ٤:‏١٦‏.‏

قد يكون قبول الحق عن مريم مؤلما للبعض.‏ فعلى الاقل،‏ يمكن ان يعني هجر عقائد أُومِن بها لزمن طويل وأفكار عزيزة.‏ ولكن رغم ان ذلك مؤلم احيانا،‏ فإن الحق ‹يحرِّر المرء› اخيرا.‏ (‏يوحنا ٨:‏٣٢‏)‏ وقد قال يسوع ان اباه يطلب اولئك الذين يعبدونه «بالروح والحق.‏» (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ وهذه الكلمات هي تحدٍّ بالنسبة الى الكاثوليك المخلصين.‏

‏[الحاشية]‏

a العقيدة الايمانية في الكاثوليكية،‏ بعكس المعتقد البسيط،‏ يُقال انها حقيقة صاغها وأعطاها صيغة دينية إما مجمع مسكوني او «التعليم الكنسي الرسمي المعصوم» للبابا.‏ وبين العقائد التي حدّدتها الكنيسة الكاثوليكية على هذا النحو،‏ فإن انتقال مريم هو الاحدث.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٧]‏

هل ماتت مريم؟‏

هل ماتت فعلا مريم قبل صعودها المزعوم الى السماء؟‏ يجد اللاهوتيون الكاثوليك انهم يواجهون معضلة لاهوتية في هذه المسألة.‏ وتشير Nuovo dizionario di teologia انه «من الصعب نسب امتياز الاعفاء من الموت الى مريم،‏ الامر الذي لم يكن حتى للمسيح.‏» ومن ناحية اخرى فإن القول ان مريم ماتت ينشئ قضية عويصة على نحو مساوٍ.‏ ويقدم اللاهوتي كاري بورِسِن الملاحظة ان «الموت هو عقوبة الخطية الاصلية،‏ التي،‏ بحسب [عقيدة «الحبل بلا دنس»]،‏ لم تؤثر في مريم.‏» اذًا،‏ على ايّ اساس ماتت؟‏ لا عجب ان البابا پيوس الثاني عشر تجنب بانتباه قضية موت مريم بكاملها عند تحديد العقيدة الايمانية للانتقال.‏

ولسعادتنا،‏ ان تعليم الكتاب المقدس خالٍ من تشويش كهذا.‏ فهو لا يعلِّم في ايّ مكان —‏ او حتى يلمِّح الى —‏ ان مريم كانت من نتاج «الحبل بلا دنس.‏» على الضد من ذلك،‏ فهو يشير الى ان مريم كانت مخلوقا بشريا ناقصا بحاجة الى الفداء.‏ ولهذا السبب،‏ بعد ولادة يسوع،‏ ذهبت الى الهيكل وقدَّمت للّٰه ذبيحة خطية.‏ (‏لاويين ١٢:‏١-‏٨؛‏ لوقا ٢:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وككل البشر الناقصين الآخرين،‏ ماتت مريم اخيرا.‏ —‏ رومية ٣:‏٢٣؛‏ ٦:‏٢٣‏.‏

تقف هذه الحقيقة البسيطة في تباين تام مع الاسئلة الباقية دون جواب التي تنشئها العقيدة الايمانية للانتقال.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦]‏

‏‹انتقال العذراء،‏› رسمها تيتيان (‏نحو ١٤٨٨-‏١٥٧٦)‏

‏[مصدر الصورة]‏

Giraudon/Art Resource,‎ N.‎Y.‎

‏[الصورة في الصفحة ٢٨]‏

بجلب ذبيحة خطية الى الهيكل بعد ولادة يسوع،‏ اعلنت مريم انها خاطئة بحاجة الى الفداء

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة