مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «بُطْرُس»‏
  • بُطْرُس

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بُطْرُس
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • يُوحَنّا
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • تعلّمَ الغفران من سيده
    اقتد بإيمانهم
  • تعلم الغفران من سيِّده
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • الرسول،‏ ١
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «بُطْرُس»‏

بُطْرُس

‏[صخرة]:‏

تلميذ ليسوع المسيح أُطلقت عليه خمسة اسماء مختلفة في الاسفار المقدسة.‏ فاسمه العبراني يُنقل الى «شمعون»،‏ واليوناني الى «سمعان» (‏اسم من جذر عبراني،‏ معناه «سمع،‏ اصغى»)‏.‏ وهو يُدعى ايضا «بطرس» (‏اسم يوناني لم يحمله احد سواه في الاسفار المقدسة)‏،‏ الذي يقابله في الارامية «صفا» (‏ربما يرتبط بالكلمة العبرانية كيفيم [صخور] المستخدمة في اي ٣٠:‏٦؛‏ ار ٤:‏٢٩‏)‏.‏ كما انه حمل الاسم المركب «سمعان بطرس».‏ —‏ اع ١٥:‏١٤؛‏ مت ١٠:‏٢؛‏ ١٦:‏١٦؛‏ يو ١:‏٤٢‏.‏

كان بطرس ابن يوحنا،‏ او يونان.‏ (‏مت ١٦:‏١٧؛‏ يو ١:‏٤٢‏)‏ ويُذكر انه سكن اولا في بيت صيدا (‏يو ١:‏٤٤‏)‏ ثم في كفرناحوم (‏لو ٤:‏​٣١،‏ ٣٨‏)‏،‏ وهما مدينتان واقعتان على الشواطئ الشمالية لبحر الجليل.‏ وقد عمل هو وأخوه اندراوس في صيد السمك،‏ ومعهما كما يتضح يعقوب ويوحنا ابنا زبدي «اللذان كانا شريكي سمعان».‏ (‏لو ٥:‏​٧،‏ ١٠؛‏ مت ٤:‏​١٨-‏٢٢؛‏ مر ١:‏​١٦-‏٢١‏)‏ وهكذا،‏ لم يكن بطرس يعمل في الصيد بمفرده بل كان شريكا في مشروع كبير.‏ وصحيح ان القادة اليهود اعتبروا بطرس ويوحنا ‹انسانين غير متعلمين وعاميين›،‏ لكن ذلك لا يعني انهما كانا أميين او انهما لم يتلقيا اي تعليم مدرسي.‏ ففي ما يتعلق بالكلمة أغرامّاتوس التي وُصفا بها،‏ يذكر قاموس الكتاب المقدس لمحرره هايستنڠز (‏١٩٠٥،‏ المجلد ٣،‏ ص ٧٥٧)‏ ان هذه الكلمة عند اليهود تعني «مَن لم يتلقَّ التدريب في الاسفار المقدسة على يد الربانيين».‏ —‏ قارن يو ٧:‏​١٤،‏ ١٥؛‏ اع ٤:‏١٣‏.‏

يُشار الى بطرس على انه كان متزوجا.‏ وفي سنوات لاحقة على الاقل،‏ يبدو ان زوجته رافقته في مهماته الارسالية (‏او بعض منها)‏،‏ شأنها في ذلك شأن زوجات رسل آخرين.‏ (‏١ كو ٩:‏٥‏)‏ وكانت حماته تمكث معه في البيت الذي عاش فيه مع اخيه اندراوس.‏ —‏ مر ١:‏​٢٩-‏٣١‏.‏

الخدمة مع يسوع:‏ كان بطرس احد تلاميذ يسوع الاولين،‏ وقد جاء به الى يسوع اندراوس الذي كان تلميذا ليوحنا المعمِّد.‏ (‏يو ١:‏​٣٥-‏٤٢‏)‏ وفي تلك المناسبة،‏ اطلق عليه يسوع الاسم صفا (‏بطرس)‏ (‏يو ١:‏٤٢؛‏ مر ٣:‏١٦‏)‏،‏ اسم نبوي على الارجح.‏ فيسوع،‏ الذي استطاع ان يدرك ان نثنائيل رجل «لا خداع فيه»،‏ كان بإمكانه ان يميز ايضا اي شخص هو بطرس.‏ وقد اعرب بطرس بالفعل عن صفات يوصَف بها الصخر،‏ وخصوصا بعد موت يسوع وقيامته،‏ اذ عمل على مد رفقائه المسيحيين بالقوة.‏ —‏ يو ١:‏​٤٧،‏ ٤٨؛‏ ٢:‏٢٥؛‏ لو ٢٢:‏٣٢‏.‏

في وقت لاحق وفي شمال الجليل،‏ تلقّى بطرس وأخوه اندراوس ورفيقاهما يعقوب ويوحنا دعوة يسوع الى اتباعه والصيرورة «صيادي ناس».‏ (‏يو ١:‏​٣٥-‏٤٢؛‏ مت ٤:‏​١٨-‏٢٢؛‏ مر ١:‏​١٦-‏١٨‏)‏ كان يسوع قد اختار مركب بطرس ليتحدث منه الى الجموع على الشاطئ.‏ بعد ذلك،‏ جعل يسوع التلاميذ يحظون بصيد عجائبي للسمك،‏ مما دفع بطرس الذي اعرب عن ارتيابه في بادئ الامر الى السقوط خوفا امام يسوع.‏ ثم ترك بطرس ورفقاؤه الثلاثة عملهم دون تردد ليتبعوا يسوع.‏ (‏لو ٥:‏​١-‏١١‏)‏ وبعد مرور نحو سنة على صيرورته تلميذا،‏ اصبح بطرس بين الـ‍ ١٢ الذين اختيروا ليكونوا «رسلا» او ‹مرسَلين›.‏ —‏ مر ٣:‏​١٣-‏١٩‏.‏

اختار يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا عدة مرات من بين الرسل ليرافقوه في مناسبات خصوصية.‏ فقد شهدوا حادثة التجلي (‏مت ١٧:‏​١،‏ ٢؛‏ مر ٩:‏٢؛‏ لو ٩:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وإقامة ابنة يايرس (‏مر ٥:‏​٢٢-‏٢٤،‏ ٣٥-‏٤٢‏)‏،‏ كما انهم كانوا مع يسوع خلال المحنة التي مر بها في بستان جتسيماني.‏ (‏مت ٢٦:‏​٣٦-‏٤٦؛‏ مر ١٤:‏​٣٢-‏٤٢‏)‏ وهؤلاء الرسل الثلاثة،‏ بالاضافة الى اندراوس،‏ هم تحديدا مَن سألوا يسوع عن دمار اورشليم وعن حضوره المستقبلي واختتام نظام الاشياء.‏ (‏مر ١٣:‏​١-‏٣؛‏ مت ٢٤:‏٣‏)‏ ومع ان بطرس يُذكر مع اخيه اندراوس في القوائم التي تتضمن اسماء الرسل،‏ فإن سجل الاحداث يقرنه مرات اكثر بيوحنا،‏ سواء قبل موت يسوع وقيامته او بعد ذلك.‏ (‏لو ٢٢:‏٨؛‏ يو ١٣:‏٢٤؛‏ ٢٠:‏٢؛‏ ٢١:‏٧؛‏ اع ٣:‏١؛‏ ٨:‏١٤‏؛‏ قارن اع ١:‏١٣؛‏ غل ٢:‏٩‏.‏)‏ ولكن ليس معروفا هل مرد ذلك الى الصداقة والعلاقة الحميمة بينهما او الى ان يسوع عينهما للعمل معا.‏ —‏ قارن مر ٦:‏٧‏.‏

ترد في روايات الاناجيل اقوال لبطرس اكثر مما لأي من الرسل الـ‍ ١١ الآخرين.‏ فواضح انه كان شخصا مفعما بالحيوية،‏ لا خجولا او مترددا.‏ ولا شك ان ذلك جعله سبّاقا الى الكلام او التعبير عن نفسه في الوقت الذي لزم فيه آخرون الصمت.‏ كما كان يطرح اسئلة دفعت يسوع الى توضيح الامثال والاسهاب في شرحها.‏ (‏مت ١٥:‏١٥؛‏ ١٨:‏٢١؛‏ ١٩:‏​٢٧-‏٢٩؛‏ لو ١٢:‏٤١؛‏ يو ١٣:‏​٣٦-‏٣٨‏؛‏ قارن مر ١١:‏​٢١-‏٢٥‏.‏)‏ وقد تكلم أحيانا باندفاع،‏ وأيضا بتهور.‏ وهو الذي شعر لدى مشاهدته رؤيا التجلي انه يجب قول امر ما.‏ (‏مر ٩:‏​١-‏٦؛‏ لو ٩:‏٣٣‏)‏ فحين علّق بشيء من الارتباك انه جيد ان يكونوا هناك وعرض ان ينصبوا ثلاث خيام،‏ كان يقترح على ما يبدو ألا تنتهي الرؤيا (‏اذ كان موسى وإيليا قد بدأا يفارقان يسوع)‏ بل ان تستمر.‏ وفي ليلة الفصح الاخير،‏ عارض بطرس بشدة في البدء ان يغسل له يسوع رجليه،‏ غير انه بعدما وُبِّخ اراد ان يغسل له يسوع رأسه ويديه ايضا.‏ (‏يو ١٣:‏​٥-‏١٠‏)‏ ولكن يلاحَظ ان تعابير بطرس من حيث الاساس تنبع من اهتمام وتفكير تتجلى فيهما الحيوية،‏ فضلا عن اقترانهما بعاطفة قوية.‏ وبما انها مذكورة في سجل الكتاب المقدس،‏ فهذا دليل على انها ذات قيمة حتى لو كشفت احيانا بعض الضعفات البشرية عند المتكلم.‏

وهكذا،‏ حين عثر تلاميذ كثيرون بتعاليم يسوع وتخلوا عنه،‏ تكلم بطرس نيابة عن كل الرسل مؤكدا تصميمهم على البقاء مع ربهم الذي عنده «كلام الحياة الابدية،‏ .‏ .‏ .‏ قدوس اللّٰه».‏ (‏يو ٦:‏​٦٦-‏٦٩‏)‏ وبعدما اجاب الرسل عموما عن سؤال يسوع بشأن ما يقوله الناس عن هويته،‏ عبّر بطرس مجددا عن الاقتناع الراسخ:‏ «انت المسيح ابن اللّٰه الحي».‏ لأجل ذلك اكد له يسوع انه مبارك،‏ قائلا:‏ «يا لسعادتك».‏ —‏ مت ١٦:‏​١٣-‏١٧‏.‏

لأن بطرس كان سباقا الى الكلام،‏ غالبا ما كان يقوَّم ويوبَّخ ويُنتهر.‏ فرغم انه تصرف بدافع الشعور بالرأفة والحنان،‏ اخطأ حين تجرأ وأخذ يسوع جانبا وابتدأ ينتهره لأنه تنبأ بما سيعانيه في المستقبل وبموته بصفته المسيا.‏ فأدار يسوع ظهره له داعيا اياه المقاوم،‏ او الشيطان،‏ الذي يدفع التفكير البشري في منحى يتعارض مع افكار اللّٰه الموجودة في النبوات.‏ (‏مت ١٦:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ ولكن من الجدير بالملاحظة ان يسوع ‹نظر الى التلاميذ الآخرين› عند انتهار بطرس،‏ مظهرا على الارجح انه عرف ان بطرس كان يعبّر عن آرائهم ايضا.‏ (‏مر ٨:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وعندما تجرأ بطرس وتكلم نيابة عن يسوع بشأن دفع ضريبة معينة،‏ ساعده يسوع بلطف على ادراك الحاجة الى التفكير مليا قبل التكلم.‏ (‏مت ١٧:‏​٢٤-‏٢٧‏)‏ كما اعرب بطرس عن ثقة مفرطة بالنفس وشعور بالتفوق على الـ‍ ١١ الآخرين حين ذكر انه حتى لو عثر الرسل بما يصيب يسوع فهو لن يعثر ابدا،‏ وأنه مستعد ان يُسجن ويموت ايضا مع يسوع.‏ صحيح ان جميع التلاميذ اكدوا الامر نفسه،‏ لكن بطرس كان اول من فعل ذلك و «بأكثر تشديد».‏ عندئذ انبأ يسوع ان بطرس سينكره ثلاث مرات.‏ —‏ مت ٢٦:‏​٣١-‏٣٥؛‏ مر ١٤:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ لو ٢٢:‏​٣٣،‏ ٣٤‏.‏

لم يكن بطرس رجل اقوال فحسب،‏ بل رجل افعال ايضا.‏ وقد اعرب عن روح المبادرة والشجاعة وعن تعلق شديد بربه يسوع.‏ فحين بحث يسوع قبل بزوغ الفجر عن مكان خلاء ليصلي،‏ سرعان ما اقتاد سمعان مجموعة اشخاص ‹ليسعوا في اثره›.‏ (‏مر ١:‏​٣٥-‏٣٧‏)‏ كما طلب بطرس من يسوع ان يأمره بالمشي على المياه التي اهاجتها العاصفة لكي يلاقيه،‏ وقد مشى مسافة قبل ان يستسلم للشك ويبدأ بالغرق.‏ —‏ مت ١٤:‏​٢٥-‏٣٢‏.‏

في بستان جتسيماني وفي الليلة الاخيرة من حياة يسوع الارضية،‏ حظي بطرس ومعه يعقوب ويوحنا بامتياز مرافقة يسوع الى المكان الذي اخذ يصلي فيه بحرارة.‏ لكن بطرس،‏ مثل الرسولين الآخرين،‏ استسلم للنوم جراء التعب والحزن.‏ ولا شك انه بسبب قول بطرس سابقا بأكثر تشديد انه مصمم على البقاء الى جانب يسوع،‏ كان هو بالتحديد من خاطبه يسوع حين قال:‏ «أهكذا لم تستطيعوا ان تسهروا معي ساعة واحدة؟‏».‏ (‏مت ٢٦:‏​٣٦-‏٤٥؛‏ لو ٢٢:‏​٣٩-‏٤٦‏)‏ فبطرس لم يتمكن من ‹المواظبة على الصلاة›،‏ وقد حصد عواقب ذلك.‏

حين رأى التلاميذ ان الرعاع موشكون على اخذ يسوع،‏ سألوا ان كان عليهم مقاتلتهم.‏ لكن بطرس تصرف من تلقاء ذاته دون انتظار جواب يسوع وقطع اذن احدهم بضربة سيف (‏مع ان هذا الصياد اراد على الارجح ان يتسبب بأذى اكبر)‏؛‏ وقد وبخه يسوع على ذلك.‏ (‏مت ٢٦:‏​٥١،‏ ٥٢؛‏ لو ٢٢:‏​٤٩-‏٥١؛‏ يو ١٨:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ ورغم ان بطرس تخلى عن يسوع على غرار التلاميذ الآخرين،‏ استمر يتبع «عن بعد» الرعاع الذين اعتقلوه؛‏ وقد تنازعه كما يبدو خوفه على حياته واهتمامه العميق بما سيحل بيسوع.‏ —‏ مت ٢٦:‏​٥٧،‏ ٥٨‏.‏

تمكن بطرس من الدخول مباشرة الى فناء مقر رئيس الكهنة،‏ وذلك بمساعدة تلميذ آخر لحق به او رافقه الى هناك كما يتضح.‏ (‏يو ١٨:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ لكن بطرس لم ينزوِ بهدوء في احدى الزوايا المظلمة،‏ بل تقدّم وأخذ يستدفئ بالنار.‏ فتمكن آخرون على ضوء النار ان يعرفوا انه احد رفقاء يسوع،‏ وقد زادت لهجته الجليلية من شكوكهم حياله.‏ وحين اتهموه بذلك،‏ انكر ثلاث مرات حتى معرفته بيسوع،‏ وأخذ يلعن وهو ينكره بشدة.‏ وفي مكان ما في المدينة صاح الديك مرة ثانية،‏ «فالتفت [يسوع] ونظر الى بطرس».‏ فخرج بطرس،‏ وإذ لم يملك نفسه انفجر بالبكاء.‏ (‏مت ٢٦:‏​٦٩-‏٧٥؛‏ مر ١٤:‏​٦٦-‏٧٢؛‏ لو ٢٢:‏​٥٤-‏٦٢؛‏ يو ١٨:‏​١٧،‏ ١٨‏؛‏ انظر «صياح الديك»؛‏ «القَسَم».‏)‏ لكن تضرع يسوع من اجله في وقت سابق استُجيب،‏ فلم يتلاشَ ايمانه كاملا.‏ —‏ لو ٢٢:‏​٣١،‏ ٣٢‏.‏

عقب موت يسوع وقيامته،‏ طلب الملاك من النساء اللواتي ذهبن الى القبر ان يحملن رسالة الى ‹تلاميذه وإلى بطرس›.‏ (‏مر ١٦:‏​١-‏٧؛‏ مت ٢٨:‏​١-‏١٠‏)‏ فأوصلت مريم المجدلية الرسالة الى بطرس ويوحنا اللذين اخذا يركضان باتجاه القبر،‏ وقد تقدم يوحنا بطرس في الركض.‏ وفي حين ان يوحنا توقف امام القبر مكتفيا بالنظر الى الداخل،‏ دخل بطرس القبر على الفور ثم تبعه يوحنا.‏ (‏يو ٢٠:‏​١-‏٨‏)‏ وقبلما تراءى يسوع للتلاميذ كمجموعة،‏ تراءى لبطرس.‏ ولا بد ان ذلك،‏ بالاضافة الى ان الملاك ذكره بالاسم،‏ اكد لبطرس التائب ان انكاره يسوع ثلاث مرات لم يؤدِّ الى قطع علاقته بالرب الى الابد.‏ —‏ لو ٢٤:‏٣٤؛‏ ١ كو ١٥:‏٥‏.‏

قبل ان يُظهر يسوع نفسه للتلاميذ عند بحر الجليل (‏طبرية)‏،‏ كان بطرس المفعم بالنشاط قد ذكر انه ذاهب للصيد،‏ فانضم الآخرون اليه.‏ وحين عرف يوحنا لاحقا يسوع وهو على الشط،‏ اندفع بطرس يسبح الى هناك تاركا الآخرين يحضرون المركب الى البر؛‏ وحين طلب يسوع بعد ذلك سمكا ليأكل،‏ جذب بطرس الشبكة الى الشاطئ.‏ (‏يو ٢١:‏​١-‏١٣‏)‏ في هذه المناسبة،‏ سأل يسوع ثلاث مرات بطرس (‏الذي كان قد انكر الرب ثلاث مرات)‏ ان كان يحبه،‏ وأوكل اليه ‹رعاية خرافه›.‏ كما انبأ بالطريقة التي سيموت بها بطرس،‏ مما جعل هذا الاخير يسأل لدى رؤيته الرسول يوحنا:‏ «يا رب،‏ وهذا ماذا سيفعل؟‏».‏ فقوّم يسوع مرة اخرى وجهة نظره،‏ مشددا على اهمية ‹اتباعه› دون الاكتراث بما يفعله الآخرون.‏ —‏ يو ٢١:‏​١٥-‏٢٢‏.‏

خدمته لاحقا:‏ بعدما ‹عاد› بطرس،‏ متعافيا من سقطته في شرك الخوف التي نجمت بشكل رئيسي عن الثقة المفرطة بالنفس (‏قارن ام ٢٩:‏٢٥‏)‏،‏ توجب عليه ان ‹يقوي اخوته› اتماما لحض المسيح (‏لو ٢٢:‏٣٢‏)‏ وأن يقوم بعمل رعاية الخراف.‏ (‏يو ٢١:‏​١٥-‏١٧‏)‏ انسجاما مع ذلك،‏ نلاحظ ان بطرس ساهم بشكل بارز في النشاط الذي قام به التلاميذ بعد صعود يسوع الى السماء.‏ فقبل يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ طرح بطرس المسألة المتعلقة باستبدال يهوذا الخائن،‏ مقدما ادلة من الاسفار المقدسة تدعم هذا الاجراء.‏ وقد عمل المجتمعون بموجب توصيته.‏ (‏اع ١:‏​١٥-‏٢٦‏)‏ وفي يوم الخمسين ايضا،‏ وبتوجيه من روح قدس،‏ تكلم بطرس كناطق بلسان الرسل واستخدم اول ‹المفاتيح› التي اعطاه اياها يسوع،‏ ممهدا الطريق امام اليهود كي يصيروا اعضاء في الملكوت.‏ —‏ اع ٢:‏​١-‏٤١‏؛‏ انظر «المفتاح».‏

ظل بطرس شخصا بارزا في الجماعة المسيحية الباكرة بعد يوم الخمسين.‏ فمن بين الرسل الاصليين يؤتى على ذكره هو ويوحنا فقط في سفر الاعمال،‏ بالاضافة الى ما يرد بإيجاز عن مقتل «يعقوب اخي يوحنا» الذي تمتع معهما بمعاشرة لصيقة جدا ليسوع.‏ (‏اع ١٢:‏٢‏)‏ كما انه برز بشكل خصوصي في صنع العجائب على ما يبدو.‏ (‏اع ٣:‏​١-‏٢٦؛‏ ٥:‏​١٢-‏١٦‏؛‏ قارن غل ٢:‏٨‏.‏)‏ وبمساعدة الروح القدس خاطب بجرأة رؤساء اليهود الذين اعتقلوه هو ويوحنا (‏اع ٤:‏​١-‏٢١‏)‏،‏ وتكلم ايضا في مناسبة اخرى امام السنهدريم كناطق بلسان جميع الرسل،‏ معلنا بثبات تصميمهم على ‹اطاعة اللّٰه حاكما› لا الناس الذين يقاومون مشيئته.‏ (‏اع ٥:‏​١٧-‏٣١‏)‏ لا شك ان بطرس شعر باكتفاء عظيم لأنه تمكن من اظهار تغيير في موقفه منذ الليلة التي انكر فيها يسوع،‏ ولأنه استطاع ايضا احتمال الجَلد من قبل الرؤساء.‏ (‏اع ٥:‏​٤٠-‏٤٢‏)‏ وقبل اعتقاله مرة ثانية،‏ أُوحي اليه ان يشهّر رياء حنانيا وسفيرة وأن يعلن دينونة اللّٰه عليهما.‏ —‏ اع ٥:‏​١-‏١١‏.‏

إثر استشهاد استفانوس،‏ وبعد ان كان فيلبس (‏المبشر)‏ قد ساعد وعمّد عددا من المؤمنين في السامرة،‏ ذهب بطرس ويوحنا الى هناك ليمكّنا اولئك المؤمنين من نيل الروح القدس.‏ فاستخدم بطرس في السامرة ثاني ‹مفاتيح الملكوت›.‏ وفي طريق عودة هذين الرسولين الى اورشليم،‏ ‹بشّرا› قرى كثيرة للسامريين.‏ (‏اع ٨:‏​٥-‏٢٥‏)‏ ومن الواضح ان بطرس ذهب مجددا في مهمة ارسالية،‏ وأثناء قيامه بهذه المهمة شفى في لدة اينياس الذي كان مشلولا منذ ثماني سنين وأقام دوركاس في يافا.‏ (‏اع ٩:‏​٣٢-‏٤٣‏)‏ وفي يافا نال بطرس توجيها ليستخدم ثالث ‹مفاتيح الملكوت›،‏ فتوجه الى قيصرية كي يكرز لكرنيليوس وأقاربه وأصدقائه،‏ مما ادى الى صيرورتهم اول المؤمنين الامميين غير المختونين الذين نالوا الروح القدس كورثة للملكوت.‏ ولدى عودته الى اورشليم واجه اشخاصا عارضوا ما قام به،‏ لكنهم اذعنوا بعدما قدم بطرس الدليل على ان ما فعله كان بتوجيه سماوي.‏ —‏ اع ١٠:‏١–‏١١:‏١٨‏؛‏ قارن مت ١٦:‏١٩‏.‏

يُحتمل انه نحو هذه السنة عينها (‏٣٦ ب‌م)‏ زار بولس اورشليم لأول مرة كمهتدٍ ورسول مسيحي.‏ فذهب ‹لزيارة صفا [بطرس]› وأمضى معه ١٥ يوما.‏ ورأى ايضا يعقوب (‏اخا يسوع غير الشقيق)‏،‏ لكنه لم يلتقِ ايا من الرسل الاصليين الآخرين.‏ —‏ غل ١:‏​١٨،‏ ١٩‏؛‏ انظر «‏الرسول،‏ ١‏» (‏الرسولية في الجماعة)‏.‏

وفقا للادلة المتوفرة،‏ قتل هيرودس اغريباس الاول الرسول يعقوب سنة ٤٤ ب‌م؛‏ ولما رأى ان ذلك ارضى القادة اليهود،‏ قبض على بطرس ايضا.‏ (‏اع ١٢:‏​١-‏٤‏)‏ فواظبت الجماعة على «الصلاة بحرارة» من اجل بطرس الى ان انقذه ملاك يهوه من السجن (‏ومن الموت المحتمل)‏.‏ وبعدما روى بطرس للذين كانوا في بيت يوحنا مرقس كيف أُطلق سراحه بشكل عجائبي،‏ طلب ان يخبروا «يعقوب والاخوة» بذلك؛‏ ثم «سافر الى موضع آخر».‏ —‏ اع ١٢:‏​٥-‏١٧‏؛‏ قارن يو ٧:‏١؛‏ ١١:‏​٥٣،‏ ٥٤‏.‏

يُؤتى على ذكر بطرس مجددا في رواية سفر الاعمال حين اجتمع «الرسل والشيوخ» في اورشليم للنظر في مسألة ختان المهتدين من اصل اممي،‏ وقد حدث ذلك على الارجح سنة ٤٩ ب‌م.‏ فبعدما حصل جدال كثير،‏ قام بطرس وأدلى بشهادة تتعلق بتعاملات اللّٰه مع المؤمنين من اصل اممي.‏ عندئذ،‏ «سكت الجمهور كله»،‏ دليلا على ان بطرس استعمل حججا قوية وأنه كان على الارجح موضع احترام.‏ وكان مرتقيا منصة الشهادة امام الجمهور،‏ مثل بولس وبرنابا اللذين أدليا بشهادتيهما من بعده.‏ (‏اع ١٥:‏​١-‏٢٩‏)‏ ومن الواضح ان بولس كان يشير الى هذه الفترة حين وصف بطرس ويعقوب ويوحنا بأنهم ‹اخوة معتبرون› وبأنهم «اعمدة» في الجماعة.‏ —‏ غل ٢:‏​١،‏ ٢،‏ ٦-‏٩‏.‏

يتضح من السجل ككل ان بطرس لم يمارس اية سلطة على الرسل على اساس مكانة تمتع بها او منصب تقلده،‏ مع انه كان دون شك شخصا بارزا جدا ومحترما.‏ وهكذا عندما اثمر عمل فيلبس في السامرة قام الرسل،‏ الذين كانوا يعملون كهيئة على ما يبدو،‏ ‹بإرسال بطرس ويوحنا› في مهمة الى هناك،‏ كما تذكر الرواية.‏ (‏اع ٨:‏١٤‏)‏ فبطرس لم يبقَ في اورشليم بشكل دائم،‏ كما لو ان وجوده ضروري لتوجيه الجماعة المسيحية توجيها لائقا.‏ (‏اع ٨:‏٢٥؛‏ ٩:‏٣٢؛‏ ١٢:‏١٧‏؛‏ انظر ايضا «‏الشيخ‏»؛‏ «الناظر».‏)‏ وقد عمل بنشاط في انطاكية بسورية حين كان بولس هناك.‏ وذات مرة،‏ وجد بولس انه من الضروري توبيخ بطرس (‏صفا)‏ «وجها لوجه .‏ .‏ .‏ امام الجميع» لأنه خجل ان يأكل مع المسيحيين الامميين ويعاشرهم،‏ وذلك بسبب وجود بعض المسيحيين من اصل يهودي الذين كانوا قد اتوا من عند يعقوب في اورشليم.‏ —‏ غل ٢:‏​١١-‏١٤‏.‏

يمكن ايجاد مزيد من المعلومات عن المسألة المتعلقة بمركز بطرس في الجماعة المسيحية تحت «الصخر».‏ والفكرة القائلة ان بطرس كان في روما وأنه ترأس الجماعة هناك لا يدعمها سوى تقليد مشكوك فيه،‏ وهي لا تنسجم مع الاشارات الموجودة في الاسفار المقدسة.‏ ولمعلومات تتعلق بهذه النقطة،‏ وبإقامة بطرس في بابل،‏ وبكون هذه المدينة المكان الذي كتب منه رسالتيه،‏ انظر «بطرس،‏ رسالتا».‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة