مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «مَرْيَم»‏
  • مَرْيَم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • مَرْيَم
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • كيف نستفيد من مثال مريم؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٩
  • ‏«هوذا أَمَة يهوه!‏»‏
    اقتد بإيمانهم
  • ‏«هوذا أَمَة يهوه!‏»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • ‏‹كانت تتفكر في قلبها›‏
    اقتد بإيمانهم
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «مَرْيَم»‏

مَرْيَم

‏[ربما معناه:‏ متمردة]:‏

١-‏ ابنة عمرام ويوكابد زوجته (‏كلاهما من سبط لاوي)‏،‏ وأخت موسى وهارون.‏ (‏عد ٢٦:‏٥٩؛‏ ١ اخ ٦:‏​١-‏٣‏)‏ ومع انها لا تُذكر بالاسم،‏ فلا شك انها هي التي يشار اليها بكلمة «اخته»،‏ اي اخت موسى التي اخذت تراقبه لترى ما سيحل به حين كان طفلا موضوعا في سفط بين القصب على ضفة نهر النيل.‏ (‏خر ٢:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وبعدما وجدت ابنة فرعون الطفل و «حنّت» عليه وأدركت انه «من اولاد العبرانيين»،‏ سألتها مريم هل تدعو امرأة من العبرانيات لترضعه.‏ فأمرتها ابنة فرعون ان تفعل.‏ وهكذا «ذهبت الصبية ودعت امّ الولد» (‏يوكابد)‏ التي استُخدمت اثر ذلك لتعتني بموسى الى ان يكبر.‏ —‏ خر ٢:‏​٥-‏١٠‏.‏

تقود نساء اسرائيل في الترنيم:‏ بعد عدة سنوات،‏ وعقب رؤية انتصار يهوه على جيش فرعون عند البحر الاحمر،‏ ولدى سماع ترنيم موسى ورجال اسرائيل،‏ قادت «مريم النبية» نساء اسرائيل حين رقصن بفرح وفي ايديهن دفوف.‏ وأخذت تجيب المرنمين الذين يقودهم موسى قائلة:‏ «رنموا ليهوه لأنه قد تعالى جدا.‏ الفرس وراكبه رماهما في البحر».‏ —‏ خر ١٥:‏​١،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏

تتذمر على موسى:‏ عندما كان الاسرائيليون في البرية،‏ تكلمت مريم وهارون على موسى بسبب زوجته الكوشية.‏ فربما نشأت عند مريم وهارون رغبة تنم عن غيرة،‏ رغبة في تولي سلطة اكبر نظرا الى المكانة البارزة التي تمتع بها موسى والتأثير الذي كان له في الشعب.‏ لذا كانا يقولان:‏ «أبموسى وحده تكلم يهوه؟‏ ألم يتكلم بنا ايضا؟‏».‏ لكن يهوه كان يسمع،‏ وقد أمر فجأة موسى ومريم وهارون بأن يذهبوا الى خيمة الاجتماع.‏ وهناك ذكّر اللّٰه المتذمرَين ان اخاهما موسى هو خادمه الذي يتكلم اليه،‏ لا بطريقة غير مباشرة بل «فما الى فم».‏ ثم سأل يهوه مريم وهارون:‏ «لماذا لم تخافا ان تتكلما على خادمي موسى؟‏»،‏ وحمي غضبه عليهما.‏ ثم ابتعدت السحابة من فوق الخيمة،‏ «وإذا بمريم برصاء كالثلج».‏ عندئذ التمس هارون الرحمة وتوسط موسى لها،‏ فسمح يهوه بأن ترجع مريم الى المخيم بعد إذلالها بالحجر عليها سبعة ايام.‏ —‏ عد ١٢:‏​١-‏١٥‏.‏

بما ان مريم وحدها ضُربت بالبرص،‏ فقد يُستنتج انها هي مَن حرض على السلوك الخاطئ في تلك المناسبة.‏ (‏انظر «‏هارُون‏».‏)‏ وربما كانت خطية التذمر على موسى التي ارتكبتها اعظم من خطية هارون،‏ ولعلها كانت قضية غيرة امرأة من اخرى (‏لأنهما بدأا يتكلمان على موسى بسبب زوجته الكوشية)‏؛‏ اثناء ذلك،‏ وقف هارون الى جانب اخته لا زوجة اخيه.‏ وبما ان مريم كانت تُعتبر نبية،‏ فربما كان يُنظر اليها بصفتها المرأة الابرز في اسرائيل.‏ لذلك خشيت ان ينتقص وجود زوجة موسى من مكانتها.‏ ولكن بصرف النظر عن كل هذه الاحتمالات،‏ ورغم انه لم يلق بمريم وهارون كليهما ان يتذمرا،‏ كان من الخطإ ان تتذمر مريم بشكل خاص على موسى،‏ لأن اللّٰه عين ان تكون المرأة خاضعة للرجل.‏ (‏١ كو ١١:‏٣؛‏ ١ تي ٢:‏​١١-‏١٤‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ استُخدم تصرف مريم الخاطئ كمثال تحذيري عندما امر موسى الشعب في نهاية الرحلة في البرية ان يذعنوا لإرشادات الكهنة المتعلقة بالبرص،‏ وحثهم ان يتذكروا ما فعله يهوه بمريم عند خروجهم من مصر.‏ —‏ تث ٢٤:‏​٨،‏ ٩‏.‏

ماتت مريم ودُفنت في قادِش في برية صين قبيل موت هارون.‏ (‏عد ٢٠:‏​١،‏ ٢٨‏)‏ وبعد قرون ذكّر يهوه،‏ بواسطة نبيه ميخا،‏ بالامتياز الذي تمتعت به مريم وأخواها عندما خرج اسرائيل من مصر.‏ فقد قال:‏ «اني اصعدتك من ارض مصر،‏ وفديتك من بيت العبودية،‏ وأرسلت امامك موسى وهارون ومريم».‏ —‏ مي ٦:‏٤‏.‏

٢-‏ شخص متحدر من يهوذا.‏ —‏ ١ اخ ٤:‏​١،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

٣-‏ امّ يسوع وابنة هالي،‏ مع ان سلسلة النسب في سفر لوقا تذكر ان يوسف زوج مريم هو «ابن هالي».‏ تذكر دائرة معارف مكلنتوك وسترونغ (‏١٨٨١،‏ المجلد ٣،‏ ص ٧٧٤ ]بالانكليزية[)‏:‏ «من المعروف ان اليهود كانوا يحسبون الذكور فقط عند تنظيم سلاسل انسابهم.‏ وإذا تتابع نسل الجد ليصل الى الحفيد من خلال الابنة،‏ يحذفون اسمها ويحسبون الصهر ابنا لجد الحفيد من جهة امه (‏عد ٢٦:‏٣٣؛‏ ٢٧:‏​٤-‏٧‏)‏».‏ ولا شك ان هذا السبب هو ما جعل المؤرخ لوقا يقول ان يوسف هو «ابن هالي».‏ —‏ لو ٣:‏٢٣‏.‏

كانت مريم من سبط يهوذا ومتحدرة من داود.‏ لذا يمكن القول عن ابنها يسوع انه «تحدر من نسل داود بحسب الجسد».‏ (‏رو ١:‏٣‏)‏ وقد امتلك يسوع من خلال ابيه بالتبني،‏ يوسف المتحدر من داود،‏ حقا شرعيا في عرش داود؛‏ كما امتلك من خلال امه،‏ بصفته «نسل» و «اصل» داود،‏ الحق الوراثي الطبيعي في «عرش داود ابيه».‏ —‏ مت ١:‏​١-‏١٦؛‏ لو ١:‏٣٢؛‏ اع ١٣:‏​٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢ تي ٢:‏٨؛‏ رؤ ٥:‏٥؛‏ ٢٢:‏١٦‏.‏

يذكر التقليد ان زوجة هالي،‏ اي امّ مريم،‏ تدعى حنة،‏ وأن اخت حنة انجبت بنتا اسمها أليصابات التي هي امّ يوحنا المعمدان.‏ وإذا كان هذا التقليد صحيحا،‏ فهذا يعني ان أليصابات هي ابنة خالة مريم.‏ وتؤكد الاسفار المقدسة نفسها وجود قرابة بين مريم وأليصابات التي كانت «من بنات هارون» من سبط لاوي.‏ (‏لو ١:‏​٥،‏ ٣٦‏)‏ فضلا عن ذلك،‏ يظن البعض ان سالومة زوجة زبدي،‏ التي كان ابناها يعقوب ويوحنا من رسل يسوع،‏ هي اخت مريم.‏ —‏ مت ٢٧:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ مر ١٥:‏٤٠؛‏ ١٦:‏١؛‏ يو ١٩:‏٢٥‏.‏

يزورها ملاك:‏ نحو بداية سنة ٢ ق‌م،‏ ارسل اللّٰه الملاك جبرائيل الى العذراء مريم في بلدة الناصرة.‏ وقد وجَّه اليها تحية استثنائية جدا قائلا:‏ «طاب يومك،‏ ايتها المنعم عليها،‏ يهوه معك».‏ وعندما قال انها ستحبل وتلد ابنا تدعوه يسوع،‏ سألته مريم التي كانت آنذاك مخطوبة ليوسف:‏ «كيف يكون هذا،‏ وأنا ليس لي علاقة زوجية برجل؟‏».‏ فأوضح الملاك:‏ «روح قدس يأتي عليك،‏ وقدرة العلي تظللك.‏ لذلك ايضا يدعى المولود قدوسا،‏ ابن اللّٰه».‏ وإذ ابتهجت بالحدث المرتقب،‏ اجابت بحشمة وتواضع لائقين:‏ «هوذا أمَة يهوه!‏ ليكن لي كما اعلنت».‏ —‏ لو ١:‏​٢٦-‏٣٨‏.‏

ولتقوية ايمان مريم استعدادا لهذا الحدث البالغ الاهمية،‏ قيل لها ان نسيبتها أليصابات حبلت في شيخوختها وبلغت الشهر السادس من حملها،‏ وإنها لم تعد عاقرا بفضل قوة يهوه العجائبية.‏ فذهبت مريم لزيارتها،‏ وحين دخلت بيتها ارتكض الجنين فرحا في رحم أليصابات.‏ عندئذ هنأت هذه الاخيرة مريم قائلة:‏ «مباركة انت بين النساء،‏ ومباركة ثمرة رحمك!‏».‏ (‏لو ١:‏​٣٦،‏ ٣٧،‏ ٣٩-‏٤٥‏)‏ فاندفعت مريم الى التفوه بكلمات ملهمة تمجد يهوه على صلاحه.‏ —‏ لو ١:‏​٤٦-‏٥٥‏.‏

رجعت مريم الى الناصرة بعدما اقامت نحو ثلاثة اشهر عند أليصابات في تلال اليهودية.‏ (‏لو ١:‏٥٦‏)‏ وعندما علم يوسف انها حامل (‏على الارجح اباحت هي اليه بذلك)‏،‏ نوى ان يطلقها سرا بدلا من تعريضها للتشهير العلني.‏ (‏اعتُبر المخطوبون كأنهم متزوجون،‏ وكان يلزم اجراء طلاق لفسخ الخطبة.‏)‏ لكن ملاك يهوه تراءى ليوسف وكشف له ان الذي حُبل به فيها هو من روح قدس.‏ عندئذ اذعن يوسف للوصية الالهية وتزوج مريم،‏ «ولم تكن له علاقة زوجية بها الى ان ولدت ابنا،‏ ودعا اسمه يسوع».‏ —‏ مت ١:‏​١٨-‏٢٥‏.‏

تلد يسوع في بيت لحم:‏ تتوالى احداث هذه القصة ويُصدر القيصر اوغسطس مرسوما يُلزم فيه كل شخص بأن يكتتب في مسقط رأسه.‏ وقد صدر المرسوم في ذلك الوقت بتدبير الهي،‏ اذ كان لا بد ان تتم النبوة المتعلقة بمكان ولادة يسوع.‏ (‏مي ٥:‏٢‏)‏ وهكذا اخذ يوسف مريم،‏ التي كان ‹حملها قد ثقل›،‏ في رحلة شاقة تناهز الـ‍ ١٥٠ كلم (‏٩٣ ميلا)‏ من بيتهما في الناصرة شمالا الى بيت لحم جنوبا.‏ وبما انه لم يكن لهما موضع في النزل،‏ وُلد الطفل في احوال وضيعة للغاية وأُضجع في مذود.‏ وقد حدث ذلك على الارجح نحو ١ تشرين الاول سنة ٢ ق‌م.‏ —‏ لو ٢:‏​١-‏٧‏؛‏ انظر الصورتين في المجلد ٢،‏ ص X‏؛‏ «‏يسوع المسيح‏».‏

بعد سماع صوت ملاك يقول:‏ «وُلد لكم اليوم مخلص،‏ هو المسيح الرب،‏ في مدينة داود»،‏ اسرع رعاة الى بيت لحم.‏ وهناك وجدوا العلامة:‏ طفل مريم ‹مقمط ومُضجَع في مذود›.‏ فأخبروا العائلة السعيدة ما كانت الجوقة الملائكية العظيمة قد رنمته:‏ «المجد للّٰه في الاعالي،‏ وعلى الارض السلام بين اناس الرضى».‏ وكانت مريم «تحفظ كل هذا الكلام،‏ متفكرة فيه في قلبها».‏ —‏ لو ٢:‏​٨-‏٢٠‏.‏

في اليوم الثامن اخذت مريم ابنها ليُختن اطاعة لشريعة يهوه.‏ وفي اليوم الـ‍ ٤٠ اتت هي وزوجها بالطفل الى الهيكل في اورشليم لتقريب الذبيحة الموصى بها.‏ وقد امرت الشريعة بأن تكون الذبيحة حملا وفرخ يمام او ترغلة؛‏ وإن لم يكن في وسع العائلة ان تقدم شاة،‏ لزم ان تقرب زوج ترغل او فرخي يمام.‏ وبما ان مريم قربت إما «زوج ترغل او فرخي يمام»،‏ فمن الواضح ان يوسف لم يكن ميسور الحال.‏ (‏لو ٢:‏​٢١-‏٢٤؛‏ لا ١٢:‏​١-‏٤،‏ ٦،‏ ٨‏)‏ وقد رأى الطفلَ رجلٌ بار يدعى سمعان،‏ فسبّح يهوه لأنه سمح له برؤية المخلص قبل ان يموت بسبب شيخوخته.‏ ثم التفت الى مريم وقال:‏ «وأنتِ سيجوز في نفسك سيف طويل».‏ لم يعنِ هذا انها ستُطعن بسيف حرفي،‏ بل انها ستقاسي الالم والعذاب نتيجة موت ابنها المنبإ به على خشبة الآلام.‏ —‏ لو ٢:‏​٢٥-‏٣٥‏.‏

تعود الى الناصرة:‏ في وقت لاحق حذر ملاكٌ يوسف من مكيدة دبرها هيرودس الكبير لقتل الصغير،‏ وأمره بأن يهرب بيسوع الى مصر.‏ (‏مت ٢:‏​١-‏١٨‏)‏ وبعد موت هيرودس،‏ عادت العائلة واستقرت في الناصرة،‏ حيث انجبت مريم في السنين التالية اولادا آخرين:‏ اربعة بنين على الاقل وعددا من البنات.‏ —‏ مت ٢:‏​١٩-‏٢٣؛‏ ١٣:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ مر ٦:‏٣‏.‏

كان من عادة مريم ان ترافق يوسف كل سنة في رحلة الى اورشليم من اجل الاحتفال السنوي بعيد الفصح،‏ قاطعين مسافة ١٥٠ كلم (‏٩٣ ميلا)‏ تقريبا،‏ رغم ان الشريعة لم تُلزم النساء بالحضور.‏ (‏خر ٢٣:‏١٧؛‏ ٣٤:‏٢٣‏)‏ وفي احدى هذه الرحلات،‏ نحو سنة ١٢ ب‌م،‏ اكتشفت العائلة في طريق عودتها،‏ بعد مسيرة يوم من اورشليم،‏ ان الصبي يسوع مفقود.‏ فعاد ابواه على الفور الى اورشليم وأخذا يبحثان عنه.‏ وبعد ثلاثة ايام وجداه في الهيكل يسمع للمعلمين ويسألهم.‏ فصاحت مريم:‏ «يا ولدي،‏ لماذا فعلت بنا هكذا؟‏ هوذا ابوك وأنا كنا في كرب نفتش عنك».‏ فأجاب يسوع:‏ «لماذا تفتشان عني؟‏ ألم تعلما انني لا بد ان اكون في بيت ابي؟‏».‏ لا شك ان العثور على ابن اللّٰه في الهيكل هو امر منطقي،‏ فهناك يستطيع ان يتلقى الارشاد من الاسفار المقدسة.‏ وقد كانت مريم «تحفظ باعتناء كل هذا الكلام في قلبها».‏ —‏ لو ٢:‏​٤١-‏٥١‏.‏

تبين ان هذا الصبي يسوع،‏ البالغ من العمر ١٢ سنة،‏ يملك معرفة مذهلة تفوق ما يُتوقع من ولد في سنه.‏ فقد «كان كل الذين يسمعونه مبهوتين من فهمه وأجوبته».‏ (‏لو ٢:‏٤٧‏)‏ غير ان المعرفة والفهم اللذين امتلكهما يسوع في الاسفار المقدسة كانا نتيجة تدريب ابويه الممتاز.‏ فلا بد ان مريم ويوسف دأبا على تعليم الصبي وتدريبه.‏ وقد ربّياه «في تأديب يهوه وتوجيهه الفكري» ونمّيا فيه التقدير لعادة الذهاب الى المجمع كل سبت.‏ —‏ لو ٤:‏١٦؛‏ اف ٦:‏٤‏.‏

يسوع احترمها وأحبها:‏ لم يعامل يسوع مريم معاملة مميزة جدا بعد معموديته.‏ فلم يخاطبها مستعملا كلمة ‹امي› بل كلمة «امرأة».‏ (‏يو ٢:‏٤؛‏ ١٩:‏٢٦‏)‏ ولا يُقصد ابدا بهذه الكلمة التقليل من الاحترام كما يمكن ان توحي للبعض.‏ فالكلمة المستعملة بهذه الطريقة في اللغة الالمانية،‏ مثلا،‏ يُقصد بها «سيدة».‏ وصحيح ان مريم كانت امّ يسوع بحسب الجسد،‏ ولكن منذ ولادته بالروح وقت معموديته،‏ صار بشكل رئيسي ابن اللّٰه الروحي وصارت ‹امه› «اورشليم العليا».‏ (‏غل ٤:‏٢٦‏)‏ وشدد يسوع على ذلك عندما قاطعته مريم وأولادها الآخرون فيما كان يعلّم،‏ طالبين منه ان يخرج الى حيث هم واقفون.‏ فقد اظهر ان مَن يعتبرهم فعليا امه وأقرب اقربائه هم الاشخاص الذين ينتمون الى عائلته الروحية،‏ وأن المسائل الروحية لها الاولوية فوق الاهتمامات الجسدية.‏ —‏ مت ١٢:‏​٤٦-‏٥٠؛‏ مر ٣:‏​٣١-‏٣٥؛‏ لو ٨:‏​١٩-‏٢١‏.‏

عندما نفدت الخمر في عرس في قانا الجليل وقالت مريم ليسوع:‏ «ليس عندهم خمر»،‏ اجابها قائلا:‏ «ما لي ولك يا امرأة؟‏ لم تأتِ ساعتي بعد».‏ (‏يو ٢:‏​١-‏٤‏)‏ استخدم يسوع هنا جملة استفهامية قديمة ترد ثماني مرات في الاسفار العبرانية (‏يش ٢٢:‏٢٤؛‏ قض ١١:‏١٢؛‏ ٢ صم ١٦:‏١٠؛‏ ١٩:‏٢٢؛‏ ١ مل ١٧:‏١٨؛‏ ٢ مل ٣:‏١٣؛‏ ٢ اخ ٣٥:‏٢١؛‏ هو ١٤:‏٨‏)‏ وست مرات في الاسفار اليونانية.‏ (‏مت ٨:‏٢٩؛‏ مر ١:‏٢٤؛‏ ٥:‏٧؛‏ لو ٤:‏٣٤؛‏ ٨:‏٢٨؛‏ يو ٢:‏٤‏)‏ فالسؤال «ما لي ولك؟‏» يعني:‏ «ماذا يجمع بيني وبينك؟‏» او «ماذا يجمعك بي؟‏» او «ما شأني بك؟‏».‏ وفي كل مرة يُستعمل فيها هذا السؤال،‏ يُقصد به الاعتراض على الشيء المقترح او المحتمل حدوثه.‏ وهكذا،‏ صاغ يسوع بمحبة توبيخه الرقيق باستعمال هذا السؤال،‏ مظهرا لأمه انه لا يأخذ التوجيهات منها بل من صاحب السلطان الاسمى الذي ارسله.‏ (‏١ كو ١١:‏٣‏)‏ وقد فهمت مريم الحساسة والمتواضعة الفكرة على الفور وقبلت التقويم.‏ فتراجعت وتركت يسوع يأخذ القيادة،‏ قائلة للخدم:‏ «مهما يقل لكم فافعلوا».‏ —‏ يو ٢:‏٥‏.‏

كانت مريم واقفة عند خشبة الآلام حين عُلق يسوع.‏ فيسوع بالنسبة اليها هو اكثر من ابن محبوب؛‏ انه المسيا،‏ ربها ومخلصها،‏ وابن اللّٰه.‏ ويبدو ان مريم كانت ارملة في ذلك الوقت.‏ وبما ان يسوع هو البكر في عائلة يوسف،‏ فقد تمم مسؤوليته حين طلب من الرسول يوحنا،‏ ابن خالته على الارجح،‏ ان يأخذ مريم الى بيته ويعتني بها كما لو كانت امه.‏ (‏يو ١٩:‏​٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ولكن لماذا لم يعهد يسوع بها الى احد اخوته من امه؟‏ لا يُذكر ان ايا منهم كان حاضرا آنذاك.‏ كما انهم لم يكونوا قد آمنوا بعد بيسوع،‏ الذي اعتبر ان العلاقة الروحية اهم من العلاقة الجسدية.‏ —‏ يو ٧:‏٥؛‏ مت ١٢:‏​٤٦-‏٥٠‏.‏

تلميذة امينة:‏ يُظهر الكتاب المقدس في آخر ذكر لمريم انها امرأة ايمان وتعبُّد استمرت تعاشر المؤمنين الآخرين معاشرة لصيقة بعد صعود يسوع الى السماء.‏ فقد اجتمع الرسل الـ‍ ١١ ومريم وآخرون في علية وكانوا «يداومون معا على الصلاة».‏ —‏ اع ١:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

٤-‏ اخت مرثا ولعازر.‏ وقد اكن يسوع مودة خصوصية لأصدقائه هؤلاء واعتاد ان يزورهم في بيت عنيا التي تبعد نحو ١٥ غلوة (‏٨‏,٢ كلم؛‏ ٧‏,١ ميل)‏ عن جبل الهيكل في اورشليم وتقع عند المنحدر الشرقي لجبل الزيتون.‏ (‏يو ١١:‏١٨‏)‏ وفي احدى زياراته في السنة الثالثة لخدمته،‏ كانت مرثا منشغلة اكثر من اللازم بتوفير الراحة الجسدية له تعبيرا عن حسن ضيافتها.‏ اما مريم فأعربت عن نوع آخر من الضيافة.‏ فقد «جلست عند قدمي الرب تسمع كلامه».‏ وعندما اشتكت مرثا لأن اختها لا تساعدها،‏ مدح يسوع مريم وقال:‏ «مريم اختارت النصيب الصالح،‏ ولن يُنزع منها».‏ —‏ لو ١٠:‏​٣٨-‏٤٢‏.‏

تشهد اقامة لعازر:‏ بعد اشهر قليلة من الزيارة المذكورة آنفا لهذه العائلة،‏ مرض لعازر وأشرف على الموت.‏ فأرسلت مريم ومرثا في طلب يسوع الذي كان على الارجح في پيريا شرق الاردن.‏ ولكن لما وصل يسوع،‏ كان لعازر ميتا منذ اربعة ايام.‏ وعندما عُلم بمجيئه،‏ سارعت مرثا الى استقباله فيما بقيت مريم «جالسة في البيت».‏ ثم عادت مرثا من اطراف القرية وهمست الى اختها المفجوعة قائلة:‏ «المعلم حاضر وهو يدعوك».‏ فقامت سريعا للقائه،‏ وقالت باكية عند قدميه:‏ «يا رب،‏ لو كنت هنا،‏ لما مات اخي»،‏ مستعملةً نفس الكلمات التي تفوهت بها اختها مرثا حين لاقت يسوع اولا.‏ وحين رأى السيد دموع مريم ودموع اليهود الذين معها،‏ أنَّ وأخذ يبكي.‏ ثم صنع العجيبة المذهلة،‏ اقامة لعازر من الموت.‏ عندئذ «آمن به كثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم [ليعزوها]».‏ —‏ يو ١١:‏​١-‏٤٥‏.‏

تدهن يسوع بالزيت:‏ قبل خمسة ايام من فصح يسوع الاخير،‏ استُضيف يسوع وتلاميذه مجددا في بيت عنيا،‏ وهذه المرة في بيت سمعان الابرص حيث كانت مريم وعائلتها حاضرين.‏ وراحت مرثا تقدم العشاء،‏ اما مريم فبقيت تركز انتباهها على ابن اللّٰه.‏ وفيما كان يسوع متكئا،‏ «اخذت مريم منًا من زيت عطر،‏ ناردين خالص كثير الثمن» (‏ما يناهز اجر سنة)‏ وسكبته على رأسه وقدميه.‏ ومع ان هذا التصرف الناجم عن المحبة والاعتبار ليسوع لم يلقَ عموما التقدير في ذلك الوقت،‏ فقد كان في الواقع تهيئة لموت يسوع ودفنه الوشيكين.‏ وكما في السابق،‏ انتقد الآخرون مريم على تصرفها الذي ينم عن المحبة،‏ وهنا ايضا دافع يسوع عنها وعبّر عن جزيل التقدير لمحبتها وإخلاصها.‏ قال:‏ «حيثما يُكرز بالبشارة في العالم كله،‏ يُخبَر ايضا بما فعلته هذه المرأة،‏ تذكارا لها».‏ —‏ مت ٢٦:‏​٦-‏١٣؛‏ مر ١٤:‏​٣-‏٩؛‏ يو ١٢:‏​١-‏٨‏.‏

لا يجب ان يُخلط بين دَهن مريم ليسوع في الحادثة المذكورة اعلاه،‏ كما اوردها متى ومرقس ويوحنا،‏ وبين الدَّهن المذكور في لوقا ٧:‏​٣٦-‏٥٠‏.‏ صحيح انه توجد بعض التشابهات بين الحادثتين،‏ لكنهما مختلفتان في امور اخرى.‏ فالحادثة الاسبق التي ذكرها لوقا،‏ حدثت في مقاطعة الجليل الشمالية،‏ اما الثانية فوقعت في الجنوب في بيت عنيا باليهودية.‏ كما ان الحادثة الاولى جرت في بيت فريسي،‏ في حين جرت الثانية في بيت سمعان الابرص.‏ والمرأة غير المذكورة بالاسم التي دهنت يسوع في الحادثة الاولى كان معروفا عموما انها «خاطئة»،‏ اي على الارجح بغيّ،‏ اما المرأة في الحادثة الثانية فهي مريم اخت مرثا.‏ وقد فصلت بين الحادثتين فترة تزيد على السنة.‏

يزعم بعض النقاد ان يوحنا ناقض متى ومرقس حين قال ان العطر سُكب على قدمي يسوع لا على رأسه.‏ (‏مت ٢٦:‏٧؛‏ مر ١٤:‏٣؛‏ يو ١٢:‏٣‏)‏ وتعليقا على متى ٢٦:‏٧ يقول ألبرت بارنز:‏ «لا يوجد تناقض هنا.‏ فمن المرجح انها سكبته على رأسه وقدميه على السواء.‏ وقد سجّل متى ومرقس الامر الذي قامت به اولا.‏ اما يوحنا،‏ الذي كان احد اسباب كتابة انجيله تسجيل الاحداث التي لم يذكرها متى ومرقس،‏ فيروي ان الزيت سُكب ايضا على قدمي المخلص.‏ وكان سكب الزيت على الرأس امرا شائعا.‏ اما سكبه على القدمين فكان تعبيرا عن التواضع الشديد والتعلق بالمخلص،‏ الامر الذي جعله جديرا بالذكر».‏ —‏ ملاحظات بارنز حول العهد الجديد،‏ ١٩٧٤.‏

٥-‏ مريم المجدلية.‏ ولقب «المجدلية» (‏نسبة الى مجدل)‏ الذي يميزها عن غيرها يعود اصله على الارجح الى بلدة مجدل (‏انظر «‏مَجَدان‏»)‏ على الساحل الغربي لبحر الجليل،‏ عند منتصف المسافة تقريبا بين كفرناحوم وطبرية.‏ لا يذكر السجل ان يسوع زار يوما هذه البلدة،‏ مع انه قضى وقتا طويلا في المنطقة المحيطة.‏ وليس مؤكدا ان هذه البلدة هي مسقط رأس مريم او مكان اقامتها.‏ وبما ان لوقا يقول انها «مريم التي تدعى المجدلية»،‏ يظن البعض انه كان يشير الى شيء خصوصي.‏ —‏ لو ٨:‏٢‏.‏

طرد يسوع سبعة شياطين من مريم المجدلية،‏ وهذا سبب كاف لتؤمن بأنه المسيا وتبرهن عن ايمانها من خلال الخدمات المميزة التي قدمتها وإخلاصها اللافت.‏ يؤتى على ذكر مريم هذه للمرة الاولى عند الحديث عن سنة يسوع الكرازية الثانية حين كان هو ورسله ‹مسافرين من مدينة الى مدينة ومن قرية الى قرية،‏ يكرزون ويبشرون بملكوت اللّٰه›.‏ فقد كانت هي ويونا،‏ زوجة القيّم على شؤون هيرودس،‏ وسوسنة ونساء اخر يواظبن على خدمة حاجات يسوع ورسله من ممتلكاتهن.‏ —‏ لو ٨:‏​١-‏٣‏.‏

وأبرز ذكر لمريم المجدلية يرد في رواية موت يسوع وقيامته.‏ فعندما سيق يسوع حمَل اللّٰه الى الذبح،‏ كانت هي بين النساء اللواتي «نظرن من بعيد» لرؤية تعليق يسوع على خشبة الآلام واللواتي سبق ان «رافقن يسوع من الجليل ليخدمنه».‏ وكانت معها عند تعليقه مريم امّ يسوع وسالومة وكذلك «مريم الاخرى» (‏رقم ٦)‏.‏ —‏ مت ٢٧:‏​٥٥،‏ ٥٦،‏ ٦١؛‏ مر ١٥:‏٤٠؛‏ يو ١٩:‏٢٥‏.‏

بعد دفن يسوع،‏ ذهبت مريم المجدلية ونساء اخر ليهيئن اطيابا وزيتا عطرا قبل ابتداء السبت عند مغيب الشمس.‏ وبعد السبت،‏ عند بزوغ فجر اليوم الاول من الاسبوع،‏ جلبت مريم والنساء الاخر الزيت العطر الى القبر.‏ (‏مت ٢٨:‏١؛‏ مر ١٥:‏٤٧؛‏ ١٦:‏​١،‏ ٢؛‏ لو ٢٣:‏​٥٥،‏ ٥٦؛‏ ٢٤:‏١‏)‏ لكن مريم رأت القبر مفتوحا،‏ وقد بدا فارغا.‏ حينئذ هرعت لتبلغ بطرس ويوحنا بالخبر المفاجئ،‏ فركضا الى القبر.‏ (‏يو ٢٠:‏​١-‏٤‏)‏ وعندما عادت مريم الى القبر،‏ كان بطرس ويوحنا قد غادرا.‏ فنظرت الى الداخل وفوجئت برؤية ملاكين بلباس ابيض.‏ ثم التفتت الى الوراء فرأت يسوع واقفا.‏ غير انها ظنته البستاني،‏ فسألته عن مكان الجسد لكي تتولى الاهتمام به.‏ وعندما اجاب قائلا:‏ «مريم!‏»،‏ عرفته على الفور واندفعت الى معانقته وهي تقول:‏ ‏«رابوني!‏».‏ ولكن لم يكن لدى يسوع متسع من الوقت لتعابير المودة البشرية هذه.‏ فالوقت الباقي الذي سيقضيه معهم كان قصيرا.‏ وكان على مريم ان تسرع لتخبر التلاميذ الآخرين ان يسوع قام وأنه سيصعد،‏ كما قال،‏ «الى ابي وأبيكم وإلى الهي وإلهكم».‏ —‏ يو ٢٠:‏​١١-‏١٨‏.‏

٦-‏ «مريم الاخرى».‏ وقد كانت زوجة كلوبا (‏حلفى)‏ (‏انظر «‏كِلُوبا‏»)‏ وأمّ يعقوب الصغير ويوسي.‏ (‏مت ٢٧:‏​٥٦،‏ ٦١؛‏ يو ١٩:‏٢٥‏)‏ يذكر التقليد،‏ دون اي دعم من الاسفار المقدسة،‏ ان كلوبا كان اخا يوسف ابي يسوع بالتبني.‏ وإذا كان ذلك صحيحا،‏ تكون مريم هذه زوجة عم يسوع ويكون ابناها ابني عمه.‏

لم تكن مريم فقط بين النساء «اللواتي رافقن يسوع من الجليل ليخدمنه» بل شاهدت ايضا تعليقه على خشبة الآلام.‏ (‏مت ٢٧:‏٥٥؛‏ مر ١٥:‏​٤٠،‏ ٤١‏)‏ وقد بقيت هي ومريم المجدلية قليلا خارج قبره في ذلك الوقت الاليم —‏ بعد ظهر اليوم الواقع فيه ١٤ نيسان القمري.‏ (‏مت ٢٧:‏٦١‏)‏ وفي اليوم الثالث،‏ جاءتا مع اخريات الى القبر حاملات اطيابا وزيتا عطرا لدهن جسد يسوع،‏ وقد فوجئن حين وجدن القبر مفتوحا.‏ ثم اوضح ملاك ان المسيح قام من الموت،‏ وأمرهن قائلا:‏ «اذهبن وقلن لتلاميذه».‏ (‏مت ٢٨:‏​١-‏٧؛‏ مر ١٦:‏​١-‏٧؛‏ لو ٢٤:‏​١-‏١٠‏)‏ وفي الطريق ظهر يسوع المقام لمريم هذه والاخريات.‏ —‏ مت ٢٨:‏​٨،‏ ٩‏.‏

٧-‏ امّ يوحنا مرقس نسيب برنابا.‏ (‏اع ١٢:‏١٢؛‏ كو ٤:‏١٠‏)‏ كانت الجماعة المسيحية الباكرة في اورشليم تجتمع في بيتها.‏ وكان ابنها مرقس على علاقة وثيقة بالرسول بطرس الذي ساهم دون شك مساهمة كبيرة في نموه الروحي،‏ وذلك لأن بطرس اشار اليه بعبارة «مرقس ابني».‏ (‏١ بط ٥:‏١٣‏)‏ عندما أُخرج بطرس من سجن هيرودس،‏ جاء مباشرة الى بيت مريم «حيث كان كثيرون مجتمعين ويصلون».‏ ولا بد ان البيت كان كبير الحجم؛‏ كما يدل وجود جارية ان مريم هذه كانت امرأة ميسورة.‏ (‏اع ١٢:‏​١٢-‏١٧‏)‏ وربما كانت ارملة اذ يقال ان بطرس ذهب الى بيت مريم لا الى بيت زوجها.‏ —‏ اع ١٢:‏١٢‏.‏

٨-‏ مريم التي في روما.‏ وقد سلّم بولس عليها في رسالته الى روما ومدحها لأنها «كدّت كثيرا» في سبيل الجماعة في روما.‏ —‏ رو ١٦:‏٦‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة