مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «المحكمة»‏
  • المحكمة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • المحكمة
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • ‏«جمعوا السنهدريم»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٦
  • يهوه،‏ «ديَّان كل الارض» العديم المحاباة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • الجماعة
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • هل كانت شريعة اللّٰه للاسرائيليين قديما عادلة وحقّة؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٤
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «المحكمة»‏

المحكمة

يهوه اللّٰه هو خالق الكون والسيد العالي على كل شيء.‏ وبالنسبة الى الخليقة كلها هو القاضي وواضع القوانين والملك،‏ تماما مثلما كان بالنسبة الى الاسرائيليين قديما.‏ (‏اش ٣٣:‏٢٢‏)‏ كما قال عنه الاب الجليل ابراهيم انه قاضي كل الارض.‏ (‏تك ١٨:‏٢٥‏)‏ والقاضي الاسمى يهوه يصف نفسه بأنه طرف في دعوى ضد اسرائيل (‏مي ٦:‏٢‏)‏،‏ وبأنه القاضي الذي يحكم لصالح شعبه في دعوى ضد باقي الشعوب.‏ (‏اش ٣٤:‏٨‏)‏ وهو يستدعي شعبه ليشهدوا في دعوى رفعها عباد الآلهة المزيفة تطال ألوهته.‏ —‏ اش ٤٣:‏٩-‏١٢‏.‏

ايام الآباء الاجلاء:‏ بعد الطوفان صار نوح رأس العائلة،‏ وصنع اللّٰه عهدا معه ومع ابنائه الذين يمثِّلون كل البشر.‏ (‏تك ٩:‏١٢-‏١٦‏)‏ كما اعطاه شرائع اساسية اضافة الى ما كان قد اوصاه به من قبل.‏ (‏تك ٩:‏٣-‏٦‏)‏ وبما ان نوحا كان رأس العائلة،‏ لم تؤثِّر القرارات التي اخذها فيه وفي زوجته فقط،‏ بل ايضا في ابنائه المتزوجين ونسلهم.‏ —‏ تك ٩:‏٢٠-‏٢٧‏.‏

كان رأس العائلة قاضيا لكل اهل بيته بمَن فيهم العبيد،‏ تماما كما ان يهوه اللّٰه،‏ رأس العائلة البشرية،‏ هو القاضي الاعظم.‏ (‏تك ٣٨:‏٢٤‏)‏ وحين تنشأ خلافات بين العائلات،‏ كان رؤوس العائلات يحلُّونها في ما بينهم بسلام اذا كان ذلك ممكنا.‏

تصرَّف يعقوب كقاضٍ لبيته عندما اتاه لابان يتَّهم احدا من عائلته بسرقة ترافيمه.‏ قال له يعقوب:‏ «الذي تجد آلهتك معه لا يعيش».‏ (‏تك ٣١:‏٣٢‏)‏ لكنه لم يكن يعرف ان راحيل هي مَن اخذت الترافيم.‏ وبما ان لابان لم يجد الترافيم،‏ فلم تُتَّهم راحيل بالسرقة.‏ كما قضى يعقوب في مسألة موت ابنه يوسف.‏ فكان اخوة يوسف قد باعوه عبدا الى مصر وقدموا لأبيهم ثوبه المغمَّس بالدم ليبدو كأن حيوانا شرسا قتله.‏ ففحص يعقوب الدليل ثم اصدر الحكم:‏ «وحش شرس .‏.‏.‏ افترس يوسف افتراسا!‏».‏ (‏تك ٣٧:‏٣٣‏)‏ ويهوذا ايضا جلس ليقضي عندما اكتشف ان ثامار حبلى،‏ فحكم عليها بالموت.‏ لكنه فهم انها خدعته لتجعله يفعل امرا كان يجب بحسب الشريعة ان يجبر ابنه شيلة ان يفعله.‏ عندئذ اعلن انها على حق وأنه هو المخطئ.‏ —‏ تك ٣٨:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

لطالما كان يهوه هو القاضي الاسمى بالنسبة الى عباده،‏ وكان رأس العائلة مسؤولا امامه حين يجلس للقضاء.‏ فهذا القاضي الاسمى حكم هو نفسه في قضية آدم وحواء (‏تك ٣:‏٨-‏٢٤‏)‏؛‏ قايين (‏تك ٤:‏٩-‏١٥‏)‏؛‏ البشر ايام الطوفان (‏تك ٦:‏١-‏٣،‏ ١١-‏١٣،‏ ١٧-‏٢١‏)‏؛‏ الذين بنَوا برج بابل (‏تك ١١:‏١-‏٩‏)‏؛‏ سدوم وعمورة (‏تك ١٨:‏٢٠-‏٣٣‏)‏؛‏ وأبيمالك (‏تك ٢٠:‏٣-‏٧‏)‏.‏

تحت الشريعة:‏ بما ان موسى مثَّل يهوه منذ خروج الاسرائيليين من مصر،‏ فقد عمل كقاضٍ للشعب.‏ في البداية حاول ان يعالج كل القضايا التي نشأت،‏ فكان يعمل من الصباح الى المساء من كثرتها.‏ لكنه لاحقا سمع نصيحة يثرون وعيَّن رجالا قادرين ان يحملوا المسؤولية كرؤساء على ألوف ومئات وخمسينات وعشرات.‏ (‏خر ١٨:‏١٣-‏٢٦‏)‏ لا يعني ذلك،‏ حسبما يبدو،‏ انه كان هناك قاضٍ لكل سبعة او ثمانية رجال،‏ بل المقصود ان موسى نظَّم الشعب وعيَّن عليه رؤساء يبتُّون في القضايا الصغيرة كلما كانت هناك حاجة الى ذلك.‏ اما القضايا المعقَّدة او الصعبة،‏ او القضايا التي تؤثر في الشعب ككل،‏ فكانت تُرفَع الى موسى او تُؤخذ الى الكهنة في الخيمة المقدسة.‏

وقد شملت القضايا الصعبة:‏ زوج يشكّ في طهارة زوجته (‏عد ٥:‏١١-‏٣١‏)‏؛‏ جريمة قتل يوجد حولها جدل (‏تث ١٧:‏٨،‏ ٩‏)‏؛‏ وشخص متَّهَم بالتمرُّد دون دليل واضح (‏تث ١٩:‏١٥-‏٢٠‏)‏.‏ وكان الكهنة يعالجون قضايا تشمل جرائم القتل حيث يكون القاتل غير معروف.‏ —‏ تث ٢١:‏١-‏٩‏.‏

لم يكن هناك ترتيب بأن تُرفع القضايا من المحاكم الدنيا الى المحاكم العليا.‏ ولكن اذا لم يتمكن الرؤساء على العشرات ان يقرروا في قضية ما فكانوا يحيلونها الى الرؤساء على الخمسينات،‏ وهؤلاء الى الاعلى،‏ وهلم جرا.‏ او كانوا يحيلونها مباشرة الى الخيمة المقدسة او الى موسى.‏ —‏ خر ١٨:‏٢٦؛‏ تث ١:‏١٧؛‏ ١٧:‏٨-‏١١‏.‏

كان القضاة الذين اختارهم موسى رجالا قادرين ان يحملوا المسؤولية،‏ يستاهلون الثقة،‏ يخافون اللّٰه،‏ ولا يطمعون بربح ما.‏ (‏خر ١٨:‏٢١‏)‏ وكانوا عموما رؤوس عائلات او رؤوس اسباط،‏ اي من شيوخ المدينة التي يعملون فيها قضاة.‏ كما ان اللاويين الذين فرزهم يهوه ليعلِّموا الشريعة،‏ كانت لديهم مسؤولية مهمة اخرى ان يعملوا كقضاة.‏ —‏ تث ١:‏١٥‏.‏

كثيرا ما تحذِّر الشريعة من الظلم في القضاء ومن الرشوة والتحيُّز.‏ (‏خر ٢٣:‏٦-‏٨؛‏ تث ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١٦:‏١٩؛‏ ام ١٧:‏٢٣؛‏ ٢٤:‏٢٣؛‏ ٢٨:‏٢١؛‏ ٢٩:‏٤‏)‏ فما كان يجب ان يتحيَّز القاضي للفقير لمجرد انه فقير،‏ ولا ان يفضِّل الغني على الفقير.‏ (‏لا ١٩:‏١٥‏)‏ وكان عليه ان لا يظلم الارامل واليتامى،‏ لأنه لم يكن لهم مَن يحميهم إلا ابوهم يهوه،‏ قاضيهم وحاميهم.‏ ايضا،‏ كان يجب ان يحفظ حقوق الاجانب ولا يظلمهم.‏ (‏لا ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ خر ٢٢:‏٢١؛‏ ٢٣:‏٩؛‏ تث ١٠:‏١٨؛‏ ٢٤:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٢٧:‏١٩؛‏ مز ٦٨:‏٥‏)‏ والاجانب بدورهم وجب عليهم ان يحترموا الشريعة.‏ (‏لا ١٨:‏٢٦‏)‏ غير ان الرؤساء والقضاة في اسرائيل تغاضوا عن هذه الشرائع والوصايا التي وضعها يهوه.‏ وكان هذا احد الاسباب التي جعلت اللّٰه يدين الشعب.‏ —‏ اش ١:‏٢٣؛‏ حز ٢٢:‏١٢؛‏ ١ صم ٨:‏٣؛‏ مز ٢٦:‏١٠؛‏ عا ٥:‏١٢‏.‏

كان يجب ان يكون القضاة رجالا مستقيمين يحكمون بحسب شريعة يهوه.‏ لذلك مثَّلوا يهوه،‏ وكان الوقوف امامهم بمثابة الوقوف امام يهوه.‏ (‏تث ١:‏١٧؛‏ ١٩:‏١٧؛‏ يش ٧:‏١٩؛‏ ٢ اخ ١٩:‏٦‏)‏ تشير كلمة «جماعة» في معظم الحالات الى الشعب ككل.‏ ولكن عندما يتحدث الكتاب المقدس عن قضايا قضائية تُعرض امام الجماعة،‏ يكون المقصود ممثِّلي الجماعة،‏ اي القضاة،‏ كما في العدد ٣٥:‏١٢،‏ ٢٤،‏ ٢٥ ومتى ١٨:‏١٧‏.‏

كان مقر المحكمة المحلية عند بوابة المدينة.‏ (‏تث ١٦:‏١٨؛‏ ٢١:‏١٩؛‏ ٢٢:‏١٥،‏ ٢٤؛‏ ٢٥:‏٧؛‏ را ٤:‏١‏)‏ والمقصود بكلمة «بوابة» الساحة داخل المدينة قرب البوابة.‏ وهناك كان يجتمع الشعب وتُقرأ عليه الشريعة؛‏ وهناك ايضا كانت تُعلَن الفرائض والاحكام.‏ (‏نح ٨:‏١-‏٣‏)‏ وبما ان كثيرين كانوا يدخلون ويخرجون من البوابة خلال النهار،‏ فكان من السهل ايجاد اشخاص ليشهدوا على المسائل المدنية،‏ مثل شراء وبيع الممتلكات.‏ ايضا،‏ بما ان المحكمة كانت تُعقد امام العموم عند البوابة،‏ فكان ذلك يدفع القضاة ان يكونوا حذرين وعادلين في طريقة معالجتهم للقضية وفي الاحكام التي يصدرونها.‏ ولا شك انه كان يوجد مكان مريح ليجلس فيه القضاة قرب البوابة.‏ (‏اي ٢٩:‏٧‏)‏ وكان صموئيل يتنقَّل بين بيت ايل والجلجال والمصفاة «ويقضي لإسرائيل في جميع تلك الاماكن»،‏ وأيضا في الرامة لأن بيته كان هناك.‏ —‏ ١ صم ٧:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

كان يجب ان يُعامَل القضاة باحترام لأنهم يمثِّلون يهوه.‏ (‏خر ٢٢:‏٢٨؛‏ اع ٢٣:‏٣-‏٥‏)‏ وعندما يقوم الكهنة،‏ او اللاويون في المكان المقدس،‏ او القاضي المعيَّن في تلك الايام (‏مثل موسى او صموئيل)‏ بإعلان حكم،‏ كان على الشعب ان يطيع هذا الحكم.‏ وكل مَن يرفض ان يطبِّقه يجب ان يموت.‏ —‏ تث ١٧:‏٨-‏١٣‏.‏

وإذا حُكم على رجل ان يُضرب بالعصي،‏ يجعله القاضي ينام على وجهه ويُضرَب امامه.‏ (‏تث ٢٥:‏٢‏)‏ وكان العدل يُحقَّق بسرعة.‏ اما اذا كانت المسألة صعبة،‏ فيوضع الشخص تحت الحراسة لبعض الوقت الى ان يُصدر يهوه الحكم.‏ (‏لا ٢٤:‏١٢؛‏ عد ١٥:‏٣٤‏)‏ لم تتضمَّن الشريعة ارشادات تتعلق بالسجن.‏ ولكن لاحقا،‏ عندما تمادى الشعب في عصيان يهوه،‏ وكذلك خلال الفترة التي سيطرت فيها الامم على شعب يهوه،‏ صارت هناك سجون.‏ —‏ ٢ اخ ١٨:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ار ٢٠:‏٢؛‏ ٢٩:‏٢٦؛‏ عز ٧:‏٢٦؛‏ اع ٥:‏١٩؛‏ ١٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

ايام الملوك:‏ بعدما صارت اسرائيل مملكة،‏ صارت القضايا الصعبة تُعرَض إما على الملك او في المكان المقدس.‏ وبحسب التثنية ١٧:‏١٨،‏ ١٩‏،‏ فرضت الشريعة على الملك عندما يجلس على عرشه ان يكتب لنفسه نسخة من الشريعة ويقرأ فيها كل يوم،‏ ليصير قادرا ان يحكم في القضايا الصعبة.‏ وعلى هذا الاساس،‏ جعل النبي ناثان الملك داود يصدر الحكم على نفسه في قضيته مع بثشبع وأوريا الحثي.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏٦‏)‏ ويوآب تصرَّف بدهاء وجعل داود يتخذ قرارا بخصوص ابشالوم حين ارسل اليه امرأة من تقوع لتعرض قضية امامه تتوسط من خلالها لأبشالوم.‏ (‏٢ صم ١٤:‏١-‏٢١‏)‏ وقبل ان يموت داود عيَّن ٠٠٠‏,٦ من اللاويين المؤهلين ليعملوا كعرفاء وقضاة في اسرائيل.‏ (‏١ اخ ٢٣:‏٤‏)‏ كما عُرف الملك سليمان بحكمته في القضاء.‏ وقد اشتهر في القضية التي بتَّها بين عاهرتَين اختلفتا على طفل وادَّعت كل منهما انها امه.‏ (‏١ مل ٣:‏١٦-‏٢٨‏)‏ ويهوشافاط عمل على ردِّ الشعب الى عبادة يهوه وقوَّى النظام القضائي.‏ —‏ ٢ اخ ١٩:‏٥-‏١١‏.‏

مَن كان اعضاء السنهدريم اليهودي؟‏

السنهدريم هو المحكمة اليهودية العليا،‏ وكان مقرُّه في اورشليم.‏ وقد تألف من واحد وسبعين عضوا ودُعي السنهدريم الاعلى.‏ وعندما كان يسوع على الارض،‏ اشتمل الـ‍ ٧١ عضوا على رئيس الكهنة وآخرين كانوا رؤساء كهنة من قبل (‏ربما عاش عدد منهم في نفس الوقت،‏ لأنه خلال حكم الرومان صار رؤساء الكهنة يُعيَّنون في هذا المنصب)‏.‏ كما اشتملوا على افراد من عائلات رؤساء الكهنة،‏ شيوخ،‏ رؤوس الاسباط والعائلات،‏ وعلى كتبة،‏ وكلهم رجال متضلِّعون في الشريعة.‏ (‏اع ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ وكان هؤلاء الرجال من مذهب الفريسيين او من مذهب الصدوقيين.‏ —‏ اع ٢٣:‏٦‏.‏

كان رئيس الكهنة هو مَن يجمع السنهدريم،‏ وهو مَن يترأسه ويدير جلسته.‏ (‏اع ٥:‏١٧،‏ ٢١،‏ ٢٧؛‏ ٧:‏١؛‏ ٢٢:‏٥؛‏ ٢٣:‏٢‏)‏ فعند محاكمة يسوع ترأس رئيس الكهنة قيافا الجلسة،‏ علما ان يسوع أُخذ اولا عند حنَّان ليستجوبه.‏ (‏مت ٢٦:‏٣،‏ ٥٧؛‏ مر ١٤:‏٥٣،‏ ٥٥،‏ ٦٠،‏ ٦٣؛‏ ١٥:‏١؛‏ لو ٢٢:‏٥٤؛‏ يو ١٨:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٩-‏٢٤‏)‏ وعند محاكمة بولس كان حنانيا رئيس الكهنة الذي ترأس السنهدريم.‏ —‏ اع ٢٣:‏٢‏.‏

بحسب التوسِفْتا (‏السنهدريم ٧:‏١)‏ والمِشنا (‏السنهدريم ٤:‏١)‏،‏ كان السنهدريم يجتمع من وقت تقديم ذبيحة الصباح اليومية وحتى وقت ذبيحة المساء.‏ لكنه لم يجتمع ايام السبت ولا ايام الاعياد.‏ وفي القضايا التي يواجه فيها المتَّهَم حكم الاعدام،‏ كان السنهدريم يعقد جلسته خلال النهار،‏ وكان يلزم ان يتوصل الى قرار خلال النهار ايضا.‏ وإذا ثبت ان المتَّهَم مذنب،‏ وجب ان يصدر الحكم في اليوم التالي.‏ بناء على ذلك،‏ ما كان يجب ان تُعقد جلسات المحاكمة في اليوم الذي يسبق سبتا او عيدا.‏ لكنَّ محاكمة يسوع لم تتبع هذا الاجراء.‏

تذكر المِشنا (‏السنهدريم ٤:‏٣)‏:‏ «كانت المقاعد في قاعة السنهدريم مرتَّبة على شكل نصف بيدر مستدير ليتمكن الاعضاء من رؤية واحدهم الآخر.‏ ويقف امامهم القاضيان الكاتبان،‏ واحد على اليمين وواحد على اليسار ويكتبان اقوال المبرِّئين وأقوال المُدينين».‏ —‏ ترجمة ه.‏ دانبي (‏بالانكليزية)‏.‏

بحسب التقليد اليهودي،‏ اسس موسى السنهدريم (‏عد ١١:‏١٦-‏٢٥‏)‏،‏ وبعد العودة من الاسر مباشرة،‏ اعاد عزرا تنظيمه.‏ ولكن ما من دليل تاريخي يدعم الفكرة ان ٧٠ شيخا جلسوا معا كهيئة قضاة لمعالجة القضايا في تلك الايام.‏ انما يبدو ان محكمة السنهدريم اتت الى الوجود خلال حكم اليونان على فلسطين.‏ وفي ايام يسوع،‏ منحت الحكومة الرومانية السنهدريم مقدارا كبيرا من الاستقلالية،‏ وأعطته سلطة مدنية وإدارية.‏ فكان لديه حراس وسلطة لإلقاء القبض على المتَّهَمين وحبسهم.‏ (‏مت ٢٦:‏٤٧؛‏ اع ٤:‏١-‏٣؛‏ ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وحتى اليهود المشتتون اعترفوا بسلطته الدينية.‏ (‏انظر اع ٩:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ ولكن تحت حكم الرومان من الواضح ان السنهدريم بدأ تدريجيا يفقد السلطة القانونية لتنفيذ حكم الاعدام،‏ إلا اذا منحه الحاكم الروماني (‏بروكيوراتور)‏ الاذن بذلك.‏ (‏يو ١٨:‏٣١‏)‏ وبعد دمار اورشليم سنة ٧٠ ب م،‏ أُلغيت محكمة السنهدريم.‏

كان يوجد في اورشليم ايضا محاكم دُنيا يتألف كل منها من ٢٣ عضوا.‏ وبحسب المِشنا (‏السنهدريم ١:‏٦)‏،‏ كانت هناك محاكم دُنيا كهذه في المدن الكبرى الاخرى في كل انحاء فلسطين.‏ ولكن لم يجلس القضاة الـ‍ ٢٣ جميعا ليبتُّوا في كل قضية.‏ فقد اختلف عددهم بحسب خطورة القضية وصعوبة التوصل الى قرار.‏ ايضا كانت هناك محاكم في القرى تألفت من ثلاثة رجال،‏ ومحاكم اخرى تألفت من سبعة من شيوخ القرية.‏

في بعض الاحيان،‏ استُخدمت المجامع ايضا،‏ التي كانت مخصصة بشكل رئيسي للتعليم،‏ لعقد جلسات المحاكم المحلية (‏دُعيت احيانا السنهدريم المحلي)‏.‏ وكانت لديها السلطة لتنفيذ عقوبتَي الجَلد والطرد من المجمع.‏ —‏ مت ١٠:‏١٧؛‏ ٢٣:‏٣٤‏؛‏ مر ١٣:‏٩؛‏ لو ٢١:‏١٢؛‏ يو ٩:‏٢٢؛‏ ١٢:‏٤٢؛‏ ١٦:‏٢‏؛‏ انظر «الامثلة» (‏بعض امثلة يسوع البارزة [٢١])‏.‏

الجماعة المسيحية:‏ صحيح ان الجماعة المسيحية ليست لديها سلطة للحكم في القضايا المدنية،‏ إلا انه يمكنها ان تأخذ اجراء بحق الافراد الذين يكسرون المبادئ ويلزم تأديبهم روحيا،‏ حتى انه يمكنها ان تطردهم من الجماعة.‏ لذلك يقول الرسول بولس للذين يمثِّلون الجماعة ويشرفون عليها انه عليهم ان يحكموا على مَن هم داخل الهيئة.‏ (‏١ كو ٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وفي الرسائل التي كتبها بولس وبطرس الى الجماعات والنظار،‏ قالا للشيوخ انهم يجب ان يبقوا منتبهين لحالة الجماعة الروحية ويساعدوا كل مَن يخطو خطوة خاطئة او غير حكيمة وينصحوه.‏ (‏٢ تي ٤:‏٢؛‏ ١ بط ٥:‏١،‏ ٢‏؛‏ قارن غل ٦:‏١‏.‏)‏ وكل شخص يسبِّب انقسامات او يروِّج بدعا،‏ يجب ان يحذِّروه مرتَين قبل ان تأخذ الجماعة اجراء بحقه.‏ (‏تي ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ اما الذي يستمر في ممارسة الخطية فيجب ان يُطرد من الجماعة.‏ وهذا تأديب له ليفهم ان الجماعة لا يمكنها ان تتساهل في مسلكه الخاطئ.‏ (‏١ تي ١:‏٢٠‏)‏ يوصي بولس الرجال الذين يعملون كقضاة في الجماعة ان يجتمعوا معا ليحققوا في القضية.‏ (‏١ كو ٥:‏١-‏٥؛‏ ٦:‏١-‏٥‏)‏ ولا يجب ان يقبلوا تهمة إلا عندما يكون هناك شاهدان او ثلاثة.‏ كما يجب ان يقيِّموا الادلة دون حكم مسبق ومن دون تحيُّز.‏ —‏ ١ تي ٥:‏١٩،‏ ٢١‏.‏

اوصى يسوع تلاميذه انه اذا اخطأ احدهم بحق الآخر،‏ فعلى الشخصَين المعنيَّين ان يبذلا جهدهما اولا ليبتَّا المسألة في ما بينهما.‏ وإذا فشلت جهودهما وكانت القضية خطيرة،‏ فعليهما ان يلجآ الى الجماعة لحل المسألة (‏اي الى الاشخاص المعيَّنين ليحكموا في الجماعة)‏.‏ ولاحقا،‏ شجَّع بولس المسيحيين ان يحلُّوا مشاكلهم بهذه الطريقة بدل ان يجرُّوا واحدهم الآخر امام محاكم العالم.‏ —‏ مت ١٨:‏١٥-‏١٧؛‏ ١ كو ٦:‏١-‏٨‏؛‏ انظر «الدعوى».‏

المحكمة البشرية:‏ تظهر هذه العبارة في بعض ترجمات الكتاب المقدس في ١ كورنثوس ٤:‏٣ حيث قال بولس:‏ «اما انا فمن اتفه الامور عندي ان أُفحص من قبلكم او من قبل محكمة بشرية [باليونانية أَنثروپينِس إِمِراس‏]».‏ وتعني هذه العبارة اليونانية حرفيا «يوم بشر»،‏ ويُفهم منها انها تشير الى يوم محدَّد،‏ او يوم حدَّده قاضٍ بشري ليعقد محاكمة او ليُصدر حكما.‏

قال بولس ان رجالا مثله ومثل ابلوس وصفا هم بشكل ما جزء من جماعة كورنثوس،‏ اي خدَّام فيها.‏ (‏١ كو ٣:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ إلا ان البعض في هذه الجماعة كانوا ينتقدون بولس.‏ وهذا الموقف كان بسبب كونهم اشخاصا جسديين لا روحيين،‏ وميلهم الى تشكيل بِدَع،‏ واتِّباع بشر بدل المسيح.‏ (‏١ كو ٩:‏١-‏٤‏)‏ لقد دافع بولس ببراعة عن خدمته (‏١ كو ٩:‏٥-‏٢٧‏)‏،‏ ووضع بذلك قاعدة عامة.‏ فلا يجب ان يكون هَمّ المسيحي بشكل رئيسي كيف يحكم عليه البشر،‏ سواء كان هؤلاء من جماعة كورنثوس او من اي محكمة بشرية تُعقد في يوم محدَّد.‏ فبولس كان يهمُّه يوم الحساب الآتي،‏ اي تقييم اللّٰه له (‏بواسطة يسوع)‏.‏ فاللّٰه هو مَن اعطى بولس الوكالة وانتظر منه ان يكون امينا عليها.‏ —‏ ١ كو ١:‏٨؛‏ ٤:‏٢-‏٥؛‏ عب ٤:‏١٣‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة