مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٠ ١/‏١٠ ص ١٥-‏٢٠
  • داوموا على طلب الملكوت وبر اللّٰه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • داوموا على طلب الملكوت وبر اللّٰه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الصلوات التي تسرُّ اللّٰه
  • اكنزوا كنزا سماويا
  • الايمان الذي يبدِّد القلق
  • بلوغ ملكوت اللّٰه وبره
  • البِر ليس بالتقاليد الشفهية
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • كونوا عاملين بالكلمة،‏ لا سامعين فقط
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • الشريعة الشفهية —‏ لماذا دُوِّنت؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • الموعظة الشهيرة على الجبل
    يسوع:‏ الطريق والحق والحياة
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
ب٩٠ ١/‏١٠ ص ١٥-‏٢٠

داوموا على طلب الملكوت وبر اللّٰه

‏«لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه كلها تزاد لكم.‏» —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

١ و ٢ الى ماذا حوَّل الكتبة والفريسيون الاعمال التي هي بحد ذاتها صالحة،‏ وأي تحذير اعطاه يسوع لأتباعه؟‏

طلب الكتبة والفريسيون البِر بطريقتهم الخاصة،‏ التي لم تكن طريقة اللّٰه.‏ وليس ذلك فحسب،‏ بل عندما كانوا ينجزون اعمالا هي بحد ذاتها صالحة كانوا يحوِّلونها الى انجازات ريائية لكي يراها الناس.‏ فكانوا يخدمون،‏ ليس اللّٰه،‏ بل غرورهم.‏ وحذَّر يسوع تلاميذه من هذا التمثيل قائلا:‏ «احترزوا من ان (‏تمارسوا بِركم)‏ قدام الناس لكي ينظروكم.‏ وإلا فليس لكم اجر عند ابيكم الذي في السموات.‏» —‏ متى ٦:‏١‏.‏

٢ يقدِّر يهوه اولئك الذين يعطون الفقراء —‏ ولكن ليس اولئك الذين يعطون كالفريسيين.‏ ويسوع حذَّر تلاميذه من التمثل بهم:‏ «فمتى صنعت صدقة فلا تصوِّت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الازقة لكي يمجَّدوا من الناس.‏ الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.‏» —‏ متى ٦:‏٢‏.‏

٣ (‏أ)‏ بأي طريقة دُفع للكتبة والفريسيين كاملا لقاء عطائهم؟‏ (‏ب)‏ كيف كان موقف يسوع من العطاء مختلفا؟‏

٣ ان الكلمة اليونانية التي تقابل «استوفوا» (‏اپيخو‏)‏ كانت تعبيرا يَظهر غالبا في إيصالات العمل.‏ واستعمالها في الموعظة على الجبل يشير الى انهم «نالوا اجرهم،‏» اي «وقَّعوا إيصال اجرهم:‏ حقهم في نيل اجرهم جرى الحصول عليه،‏ تماما كما لو انهم أَعطوا إيصالا لقاءه.‏» (‏القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد،‏ لواضعه و.‏ أ.‏ ڤاين)‏ فكانت العطايا للفقراء تقدَّم علانية في الشوارع.‏ وفي المجامع كانت تُعلَن اسماء المتبرعين.‏ واولئك الذين يقدمون مبالغ كبيرة كان يجري اكرامهم على نحو خصوصي بالجلوس الى جانب الربانيين في اثناء العبادة.‏ فكانوا يعطون لكي يراهم الناس؛‏ والناس يرونهم ويمجدونهم؛‏ لذلك تمكَّنوا من ختم الإيصال لقاء الاجر الذي يأتي من عطائهم «مدفوعا كاملا.‏» وكم كان موقف يسوع مختلفا!‏ أعطِ «في الخفاء.‏ فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية.‏» —‏ متى ٦:‏٣،‏ ٤؛‏ امثال ١٩:‏١٧‏.‏

الصلوات التي تسرُّ اللّٰه

٤ لماذا تسبَّبت صلوات الفريسيين بأن يدعو يسوع هؤلاء الناس مرائين؟‏

٤ يقدِّر يهوه الصلوات الموجَّهة اليه —‏ ولكن ليس كما صلَّى الفريسيون.‏ قال يسوع لأتباعه:‏ «متى صلَّيت فلا تكن كالمرائين.‏ فإنهم يحبون ان يصلُّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يَظهروا للناس.‏ الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.‏» (‏متى ٦:‏٥‏)‏ كانت للفريسيين صلوات كثيرة تُتلى يوميا،‏ في اوقات محدَّدة،‏ بصرف النظر عن المكان الذي يكونون فيه.‏ ونظريا،‏ كان يجب ان يقدِّموها على انفراد.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ دبَّروا عمدا ان يكونوا «في زوايا الشوارع،‏» ظاهرين للناس المارّين في الاتجاهات الاربعة،‏ عندما تأتي ساعة الصلاة.‏

٥ (‏أ)‏ اية ممارسات اضافية جعلت صلوات الفريسيين تمضي دون ان يسمعها اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية امور وضعها يسوع اولا في صلاته النموذجية،‏ وهل الناس اليوم على انسجام مع ذلك؟‏

٥ وفي عرض للقداسة الباطلة كانوا «لعلة يطيلون الصلوات.‏» (‏لوقا ٢٠:‏٤٧‏)‏ قال احد التقاليد الشفهية:‏ «اناس التقوى القدماء اعتادوا ان ينتظروا ساعة قبل قول تِفيلاّه [الصلاة].‏» (‏مِشْناه)‏ وبحلول ذلك الوقت لا بد ان كل شخص كان يرى تقواهم ويتعجب منها!‏ لم تصل مثل هذه الصلوات الى اعلى من رؤوسهم.‏ فيسوع قال ان نصلّي على انفراد،‏ دون تكرار باطل،‏ وأعطاهم نموذجا بسيطا.‏ (‏متى ٦:‏٦-‏٨؛‏ يوحنا ١٤:‏٦،‏ ١٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٢‏)‏ وصلاة يسوع النموذجية وضعت الامور الاولى اولا:‏ «ابانا الذي في السموات.‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك.‏» (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ قليلون من الناس اليوم يعرفون اسم اللّٰه،‏ وأقل بالحري يرغبون في تقديسه.‏ انهم بذلك يجعلونه الها دون اسم.‏ ليأت ملكوت اللّٰه؟‏ يعتقد كثيرون انه هنا،‏ في داخلهم.‏ وقد يصلّون من اجل فعل مشيئته،‏ إلا ان معظمهم يفعلون مشيئتهم الخاصة.‏ —‏ امثال ١٤:‏١٢‏.‏

٦ لماذا دان يسوع الاصوام اليهودية بصفتها دون مغزى؟‏

٦ والصوم مقبول عند يهوه —‏ ولكن ليس كما قام به الفريسيون.‏ فكما مع تصدُّق وصلاة الكتبة والفريسيين،‏ رفض يسوع ايضا صومهم بصفته دون مغزى:‏ «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين.‏ فإنهم يغيِّرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين.‏ الحق اقول لكم انهم قد استوفوا اجرهم.‏» (‏متى ٦:‏١٦‏)‏ فتقاليدهم الشفهية اشارت الى ان الفريسيين في اثناء الاصوام ما كانوا ليغتسلوا ولا ليدَّهنوا بل كانوا ينثرون الرماد على رؤوسهم.‏ وحين لا يكونون صائمين،‏ كان اليهود قانونيا يغتسلون ويدهنون اجسادهم بالزيت.‏

٧ (‏أ)‏ كيف لزم ان يسلك أتباع يسوع عندما يصومون؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بالصوم،‏ ماذا اراد يهوه في يوم اشعياء؟‏

٧ وعن الصوم قال يسوع لأتباعه:‏ «ادهن رأسك واغسل وجهك.‏ لكي لا تَظهر للناس صائما بل لأبيك.‏» (‏متى ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وفي يوم اشعياء وجد اليهود المرتدّون مسرَّة في صومهم،‏ اذ ذلَّلوا انفسهم،‏ حنوا رؤوسهم،‏ وجلسوا على المِسْح والرماد.‏ ولكنّ يهوه اراد ان يحرِّروا المظلومين،‏ يطعموا الجائعين،‏ يأووا التائهين،‏ ويكسوا العراة.‏ —‏ اشعياء ٥٨:‏٣-‏٧‏.‏

اكنزوا كنزا سماويا

٨ ماذا جعل الكتبةَ والفريسيين لا يتمكنون من رؤية كيفية نيل رضى اللّٰه،‏ وأي مبدإ،‏ اوضحه بولس في ما بعد،‏ تغاضوا عنه؟‏

٨ في سعيهم وراء البِر لم يتمكن الكتبة والفريسيون من رؤية كيفية نيل رضى اللّٰه وركَّزوا على إعجاب الناس.‏ فصاروا مهتمين جدا بتقاليد الناس بحيث وضعوا جانبا كلمة اللّٰه المكتوبة.‏ وجعلوا قلوبهم على المركز الارضي بدلا من الكنز السماوي.‏ وتجاهلوا حقيقة بسيطة كتبها بعد سنوات فريسي صار مسيحيا:‏ «وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس عالمين انكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث.‏» —‏ كولوسي ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

٩ اي أخطار يمكن ان تهدِّد الكنز الارضي،‏ ولكن ماذا يبقي الكنز الحقيقي آمنا؟‏

٩ يهتم يهوه بتعبُّدكم له،‏ لا بحسابكم المصرفي.‏ ويعرف ان قلبكم يكون حيث يكون كنزكم.‏ فهل يمكن ان يُفسد الصدأ والسوس كنزكم؟‏ وهل يمكن ان ينقب السارقون في جدران الطين ويسرقونه؟‏ او في هذه الازمنة العصرية لعدم الاستقرار الاقتصادي،‏ هل يمكن ان يجعل التضخم المالي قوته الشرائية تتضاءل او هل يمكن ان يبيده انهيار سوق الاوراق المالية؟‏ وهل تتسبَّب نسبة الجريمة المرتفعة بسرقة كنزكم؟‏ ليس اذا كان مكنوزا في السماء.‏ وليس اذا كانت عينكم —‏ السراج الذي يضيء جسدكم كله —‏ بسيطة،‏ مركَّزة في ملكوت اللّٰه وبره.‏ فالاموال لها طريقة للاختفاء.‏ «لا تتعب لكي تصير غنيا.‏ كُفَّ عن فطنتك.‏ هل تُطيِّر عينيك نحوه وليس هو.‏ لأنه انما يصنع لنفسه اجنحة.‏ كالنسر يطير نحو السماء.‏» (‏امثال ٢٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ فلماذا الأَرَق بسبب الغنى؟‏ «وفر الغني لا يريحه حتى ينام.‏» (‏جامعة ٥:‏١٢‏)‏ واذكروا تحذير يسوع:‏ «لا تقدرون ان تخدموا اللّٰه والمال.‏» —‏ متى ٦:‏١٩-‏٢٤‏.‏

الايمان الذي يبدِّد القلق

١٠ لماذا من المهم جدا ان يكون ايمانكم باللّٰه بدلا من الممتلكات المادية،‏ وأي مشورة اعطاها يسوع؟‏

١٠ يريد يهوه ان يكون ايمانكم به،‏ لا بالممتلكات المادية.‏ «بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لأنه يجب ان الذي يأتي الى اللّٰه يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وقال يسوع:‏ «متى كان لأحد كثير فليست حياته من امواله.‏» (‏لوقا ١٢:‏١٥‏)‏ فالملايين في البنك لا تجعل الرئتين السقيمتين تواظبان على العمل او القلب المتعَب يواظب على النَبْض.‏ «لذلك اقول لكم،‏» تابع يسوع في موعظته على الجبل:‏ «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون.‏ ولا لاجسادكم بما تلبسون.‏ أليست الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.‏» —‏ متى ٦:‏٢٥‏.‏

١١ اين وجد يسوع الكثير من امثاله،‏ وكيف يَظهر ذلك في الموعظة على الجبل؟‏

١١ كان يسوع يتقن الامثال الشفهية.‏ لقد فكَّر فيها حيثما تطلَّع.‏ فرأى امرأة تضع سراجا على المنارة وحوَّل ذلك الى مثَل.‏ ورأى راعيا يفرز الخراف من الجداء؛‏ فصار ذلك مثَلا.‏ ورأى اولادا يلعبون في السوق؛‏ فصار ذلك مثَلا.‏ هكذا كانت الحال في الموعظة على الجبل.‏ فاذ تكلم عن القلق بشأن الحاجات الجسدية،‏ رأى مثَلين في الطيور المتنقلة والزنابق الكاسية لجوانب التلال.‏ هل تزرع الطيور وتحصد؟‏ لا.‏ وهل تغزل الزنابق وتحبك؟‏ لا.‏ فاللّٰه صنعها؛‏ وهو يعتني بها.‏ لكنكم افضل من الطيور والزنابق.‏ (‏متى ٦:‏٢٦،‏ ٢٨-‏٣٠‏)‏ لقد بذل ابنه من اجلكم،‏ وليس من اجلها.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

١٢ (‏أ)‏ هل عنى المثَلان عن الطيور والازهار ان تلاميذ يسوع لا يلزم ان يعملوا؟‏ (‏ب)‏ اية مسألة كان يسوع يثبتها في ما يتعلق بالعمل والايمان؟‏

١٢ لم يكن يسوع هنا يقول لأتباعه انه لا يلزم ان يعملوا لتغذية وكسو انفسهم.‏ (‏انظروا جامعة ٢:‏٢٤؛‏ افسس ٤:‏٢٨؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏)‏ ففي صباح الربيع هذا،‏ كانت الطيور مشغولة اذ تجمع الطعام،‏ تتودَّد،‏ تبني الاعشاش،‏ تجلس على البيض،‏ وتُطعم صغارها.‏ كانت تعمل ولكن دون ان تقلق.‏ والازهار كانت ايضا مشغولة اذ تدفع جذورها في التربة بحثا عن الماء والمعادن وترسل اوراقها بالغةً نور الشمس.‏ فكان يلزم ان يكتمل نموها وتزهر وترمي بزورها قبل ان تموت.‏ كانت تعمل ولكن دون ان تقلق.‏ فاللّٰه يصنع تدبيرا للطيور والزنابق.‏ ‹أفليس بالحري جدا يصنع تدبيرا لكم انتم يا قليلي الايمان؟‏› —‏ متى ٦:‏٣٠‏.‏

١٣ (‏أ)‏ لماذا كان مناسبا ان يستعمل يسوع مقياس الذراع عند التكلم عن زيادة مدة حياة المرء؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان تطيلوا حياتكم ملايين لا نهاية لها من الاميال،‏ اذا جاز التعبير؟‏

١٣ فليكن لكم ايمان.‏ لا تقلقوا.‏ فالقلق لا يغيِّر شيئا.‏ «ومَن منكم اذا اهتم،‏» سأل يسوع،‏ «يقدر ان يزيد على (‏مدة حياته)‏ ذراعا واحدة.‏» (‏متى ٦:‏٢٧‏)‏ ولكن لماذا يربط يسوع مقياس المسافة الطبيعي،‏ الذراع،‏ بمقياس الزمن في مدة الحياة؟‏ ربما لان الكتاب المقدس يشبِّه تكرارا مدة حياة البشر برحلة،‏ مستعملا عبارات مثل «طريق الخطاة،‏» «سبيل الصديقين،‏» ‹طريق رحب الى الهلاك،‏› و ‹طريق ضيِّق الى الحياة.‏› (‏مزمور ١:‏١؛‏ امثال ٤:‏١٨؛‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فالقلق بشأن الحاجات اليومية لا يمكن ان يطيل حياة المرء حتى جزءا ضئيلا،‏ «ذراعا واحدة،‏» اذا جاز القول.‏ ولكنْ هنالك طريقة لإطالة حياتكم ملايين لا نهاية لها من الاميال،‏ اذا جاز التعبير.‏ ليس بالقلق والقول:‏ «ماذا نأكل،‏» او «ماذا نشرب،‏» او «ماذا نلبس،‏» بل بامتلاك الايمان وفعل ما يقول يسوع ان نفعله:‏ «لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه كلها تزاد لكم.‏» —‏ متى ٦:‏٣١-‏٣٣‏.‏

بلوغ ملكوت اللّٰه وبره

١٤ (‏أ)‏ ما هو محور الموعظة على الجبل؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة خاطئة طلب الكتبة والفريسيون الملكوت والبر؟‏

١٤ في عبارته الافتتاحية لموعظته على الجبل تكلم يسوع عن ملكوت السموات بأنه لاولئك الشاعرين بحاجتهم الروحية.‏ وفي عبارته الرابعة قال ان الجياع والعطاش الى البر سيُشبَعون.‏ وهنا يضع يسوع الملكوت وبر يهوه كليهما في المكان الاول.‏ فهما محور الموعظة على الجبل.‏ وهما استجابة لحاجات كل الجنس البشري.‏ ولكن بأية وسيلة يصير ممكنا بلوغ ملكوت اللّٰه وبر اللّٰه؟‏ وكيف نستمر في طلبهما؟‏ ليس بالطريقة التي قام بها الكتبة والفريسيون.‏ فقد طلبوا الملكوت والبر بواسطة الناموس الموسوي،‏ الذي ادَّعوا انه يشمل التقاليد الشفهية،‏ لانهم كانوا يؤمنون بأن الناموس المكتوب والتقاليد الشفهية على السواء اعطاها اللّٰه لموسى في جبل سيناء.‏

١٥ (‏أ)‏ بحسب اليهود،‏ متى نشأت تقاليدهم الشفهية،‏ وكيف رفَّعوها فوق الناموس الموسوي المكتوب؟‏ (‏ب)‏ متى بدأت هذه التقاليد حقا،‏ وبأي تأثير في الناموس الموسوي؟‏

١٥ وتقليدهم المتعلق بذلك قال:‏ «نال موسى الناموس [الحاشية،‏ «‹الناموس الشفهي›»] من سيناء وسلَّمه الى يشوع،‏ ويشوع الى الشيوخ،‏ والشيوخ الى الانبياء؛‏ والانبياء سلَّموه الى رجال المجمع الكبير.‏» وعلى مر الوقت رُفِّع ناموسهم الشفهي حتى فوق الناموس المكتوب:‏ «[اذا] تعدى كلمات الناموس [المكتوب]،‏ لا يكون ملوما،‏» ولكن اذا «زاد على كلمات الكتبة [التقاليد الشفهية]،‏ يكون ملوما.‏» (‏مِشْناه)‏ ان تقاليدهم الشفهية لم تبدأ في سيناء.‏ وفي الواقع،‏ بدأت تتراكم بسرعة قبل المسيح بنحو قرنين.‏ فزادوا على الناموس الموسوي المكتوب،‏ انقصوا منه،‏ وأبطلوه.‏ —‏ قارنوا تثنية ٤:‏٢؛‏ ١٢:‏٣٢‏.‏

١٦ كيف يأتي بر اللّٰه الى الجنس البشري؟‏

١٦ ان بر اللّٰه يأتي ليس بواسطة الناموس بل بدونه:‏ «لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرر امامه.‏ لأنّ بالناموس معرفة الخطية.‏ وأما الآن فقد ظهر بر اللّٰه بدون الناموس مشهودا له من الناموس والانبياء.‏ بر اللّٰه بالايمان بيسوع المسيح.‏» (‏رومية ٣:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وهكذا فان بر اللّٰه يأتي بالايمان بالمسيح يسوع —‏ وذلك كان «مشهودا له من الناموس والانبياء» بوفرة.‏ فالنبوات المسيّانية تمت بيسوع.‏ وهو ايضا تمَّم الناموس؛‏ وجرت ازالته بتسميره بخشبة آلامه.‏ —‏ لوقا ٢٤:‏٢٥-‏٢٧،‏ ٤٤-‏٤٦؛‏ كولوسي ٢:‏١٣،‏ ١٤؛‏ عبرانيين ١٠:‏١‏.‏

١٧ بحسب الرسول بولس،‏ كيف كان اليهود يجهلون بر اللّٰه؟‏

١٧ ولذلك كتب الرسول بولس عن فشل اليهود في طلب البر:‏ «لأني اشهد لهم ان لهم غيرة للّٰه ولكن ليس حسب المعرفة.‏ لأنهم اذ كانوا يجهلون بر اللّٰه ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يُخضَعوا لبر اللّٰه.‏ لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن.‏» (‏رومية ١٠:‏٢-‏٤‏)‏ وكتب بولس ايضا عن المسيح يسوع:‏ «لانه جعل الذي لم يعرف خطيةً خطيةً لاجلنا لنصير نحن بر اللّٰه فيه.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٢١‏.‏

١٨ كيف اعتُبر ‹المسيح المصلوب› من التقليديين اليهود،‏ الفلاسفة اليونان،‏ و «المدعوين»؟‏

١٨ واليهود اعتبروا المسيّا الذي يوشك ان يموت انه ضعف.‏ والفلاسفة اليونان سخروا من مسيّا كهذا بصفته جهالة.‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ فالامر هو كما صرَّح بولس:‏ «ان اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة.‏ ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة.‏ وأما للمدعوين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة اللّٰه وحكمة اللّٰه.‏ لان جهالة اللّٰه احكم من الناس.‏ وضعف اللّٰه اقوى من الناس.‏» (‏١ كورنثوس ١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ فالمسيح يسوع هو ظهور قوة اللّٰه وحكمته وهو وسيلة اللّٰه للبر والحياة الابدية من اجل البشر الطائعين.‏ «ليس بأحد غيره الخلاص.‏ لأنْ ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.‏» —‏ اعمال ٤:‏١٢‏.‏

١٩ ماذا ستُظهر المقالة التالية؟‏

١٩ ستُظهر المقالة التالية انه اذا اردنا النجاة من الهلاك وبلوغ الحياة الابدية فلا بد ان نداوم على طلب ملكوت اللّٰه وبره.‏ وذلك لا بد من القيام به ليس فقط بسماع اقوال يسوع بل ايضا بالعمل بها.‏

اسئلة المراجعة

▫ الى ماذا حوَّل المتدينون اليهود صدقاتهم،‏ صلواتهم،‏ وأصوامهم؟‏

▫ اين هو المكان الآمن لتكنزوا كنزكم؟‏

▫ لماذا يجب ان نتجنب القلق بشأن حاجاتنا المادية؟‏

▫ اي ادعاء باطل صنعه اليهود بشأن منشإ تقاليدهم الشفهية؟‏

▫ بأية وسيلة يأتي ملكوت اللّٰه وبره؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

كان الفريسيون يحبون ان يصلُّوا قائمين في زوايا الشوارع،‏ حيث يمكن ان يراهم الناس

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة