مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «التبرير»‏
  • التبرير

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • التبرير
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • متبررين كصديق للّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • البِر
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • متبررين «للحياة»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • جِدوا المسرّة في برّ يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٢
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «التبرير»‏

التبرير

ان الفعل العبراني صاذيق (‏المرتبط بالكلمة صيذيق التي تُترجم الى «بر» وتعني بشكل رئيسي «استقامة»)‏ يُنقل احيانا الى «برَّر» (‏خر ٢٣:‏٧؛‏ تث ٢٥:‏١‏)‏،‏ فيما تُنقل صيغة الاسم الى «تبرير».‏ ويمكن ان يُنقل هذا الفعل ايضا الى «برَّأ» و «اعتبر بريئا».‏ وفي الاسفار اليونانية المسيحية حيث نجد توضيحا كاملا لمسألة التبرير،‏ فإن الكلمات الاصلية (‏ديكايوو [فعل]،‏ ديكايوما و ديكايوسيس [اسمان])‏ تحمل من حيث الاساس فكرة إعفاء الشخص من اي ذنب او تهمة،‏ اعتباره غير مذنب،‏ وبالتالي تبرئته ومعاملته على هذا الاساس.‏ —‏ انظر معجم يوناني–‏انكليزي للعهد الجديد لواضعه و.‏ بوير (‏تنقيح ف.‏ و.‏ غينغريتش و ف.‏ دانكر)‏ ١٩٧٩،‏ ص ١٩٧،‏ ١٩٨؛‏ ايضا معجم يوناني–‏انكليزي تحرير ه‍.‏ ليدل و ر.‏ سكوت،‏ (‏تنقيح ه‍.‏ جونز)‏ اوكسفورد ١٩٦٨،‏ ص ٤٢٩.‏

بناء على ذلك،‏ اوضح الرسول بولس ان اللّٰه ‹يكون بارًّا [احدى صيغ ديكايوو‏]› في كلامه ويغلب اذا حاكمه منتقدوه.‏ (‏رو ٣:‏٤‏)‏ وقال يسوع ان «الحكمة تتبرَّر بأعمالها» وإن الانسان ‹بكلامه يتبرَّر [اي يُعتبَر بلا لوم،‏ وهي احدى صيغ ديكايوو‏] وبكلامه يُحكم عليه› حين يُحاسَب في يوم الحساب.‏ (‏مت ١١:‏١٩؛‏ ١٢:‏٣٦،‏ ٣٧‏)‏ وذكر يسوع ايضا ان جابي الضرائب المتواضع الذي صلَّى بتوبة في الهيكل،‏ «نزل .‏ .‏ .‏ الى بيته بارًّا اكثر» من الفريسي المتبجِّح الذي كان يصلِّي في الوقت نفسه.‏ (‏لو ١٨:‏٩-‏١٤؛‏ ١٦:‏١٥‏)‏ هذا وكتب الرسول بولس ان الذي مات «أُعفي [احدى صيغ ديكايوو‏] من الخطية» اذ دفع اجرتها بالموت.‏ —‏ رو ٦:‏٧،‏ ٢٣‏.‏

ولكن فضلا عن الاستعمالات اعلاه،‏ تُستخدم هذه الكلمات اليونانية بمعنى خصوصي في الاشارة الى عمل يقوم به اللّٰه ليبرِّئ المرء من الذنب (‏اع ١٣:‏٣٨،‏ ٣٩؛‏ رو ٨:‏٣٣‏)‏،‏ وتشير ايضا الى اعتبار اللّٰه شخصا ما كاملا في استقامته ومستأهلا الحق في الحياة،‏ كما سيتبين لاحقا.‏

في ازمنة ما قبل المسيحية:‏ كان آدم في البداية كاملا،‏ مستقيما،‏ ابنا بشريا للّٰه.‏ (‏لو ٣:‏٣٨‏)‏ وقد كان بارًّا لأن اللّٰه خلقه،‏ والخالق نفسه اعتبره ‹حسنا جدا›.‏ (‏تك ١:‏٣١‏)‏ إلا انه لم يحافظ على استقامته امام اللّٰه فصار مذنبا هو وذريته من بعده.‏ —‏ تك ٣:‏١٧-‏١٩؛‏ رو ٥:‏١٢‏.‏

مع ذلك،‏ كان بين المتحدرين منه رجال ايمان ‹ساروا مع اللّٰه› امثال نوح،‏ وأخنوخ،‏ وأيوب.‏ (‏تك ٥:‏٢٢؛‏ ٦:‏٩؛‏ ٧:‏١؛‏ اي ١:‏١،‏ ٨؛‏ ٢:‏٣‏)‏ ويقول السجل ان ابراهيم آمن باللّٰه و «تبرَّر»،‏ اي اعتُبر بلا لوم.‏ ويذكر ايضا ان راحاب التي عاشت في اريحا برهنت عن ايمانها بالاعمال،‏ وبالتالي ‹تبررت› اذ حُفظت حياتها حين دُمِّرت مدينة اريحا.‏ (‏يع ٢:‏٢١-‏٢٣،‏ ٢٥‏)‏ وتجدر الملاحظة انه في رسالة يعقوب (‏الفصل المشار اليه هنا)‏ وأيضا في رسالة بولس الى روما (‏رو ٤:‏٣-‏٥،‏ ٩-‏١١‏)‏ حيث يقتبس التكوين ١٥:‏٦‏،‏ يُذكر ان ايمان ابراهيم «حُسب له .‏ .‏ .‏ برًّا».‏ ويمكن فهم هذه العبارة من خلال التأمل في معنى الفعل اليوناني لوغيزوماي المترجم «حَسِب».‏

بأي معنى ‹يُحسب› المرء بارًّا؟‏ في الازمنة القديمة،‏ غالبا ما استُخدم الفعل اليوناني لوغيزوماي في العمليات الحسابية عند الاشارة الى ما يُسجَّل في الجانب المدين للحساب وكذلك الجانب الدائن.‏ وفي الكتاب المقدس،‏ يُستعمل هذا الفعل بمعنى «اعتبر،‏ حسب،‏ اضاف الى رصيد،‏ وأخذ في الحسبان».‏ لذا تذكر ١ كورنثوس ١٣:‏٥ ان المحبة «لا تحفظ حسابا [احدى صيغ لوغيزوماي‏] بالأذية».‏ (‏قارن ٢ تي ٤:‏١٦‏.‏)‏ واقتبس بولس كلمات داود حين قال:‏ «سعيد هو الانسان الذي لن يحسب يهوه خطيته ابدا».‏ (‏رو ٤:‏٨‏)‏ كما اوضح للذين ينظرون الى الامور بحسب قيمتها الظاهرية ان عليهم تقييمها تقييما صحيحا،‏ اي رؤية الجانب المدين والجانب الدائن في دفتر الحسابات اذا جاز التعبير.‏ (‏٢ كو ١٠:‏٢،‏ ٧،‏ ١٠-‏١٢‏)‏ وفي الوقت عينه،‏ حرص بولس ‹لكيلا يُضيف احد الى رصيده [احدى صيغ لوغيزوماي‏]› في الخدمة اكثر مما يستحق.‏ —‏ ٢ كو ١٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

وقد تعني ايضا الكلمة لوغيزوماي:‏ «اعتبر او قيَّم او حسب او صنَّف او احصى (‏ضمن مجموعة او صفٍّ او نوع)‏».‏ (‏١ كو ٤:‏١‏)‏ لذلك قال يسوع انه ‹سيُحصى [احدى صيغ لوغيزوماي‏] مع المتعدِّين على الشريعة›،‏ اي يُحسب او يُصنَّف بينهم او واحدا منهم.‏ (‏لو ٢٢:‏٣٧‏)‏ وفي رسالة بولس الى روما،‏ تحدَّث عن الاغلف الذي يحفظ الشريعة قائلا ان ‹غلفه يُحسَب ختانا›،‏ اي يُعَدّ او يُعتبر ختانا.‏ (‏رو ٢:‏٢٦‏)‏ كما شجع المسيحيين:‏ «احسبوا انفسكم انكم اموات من جهة الخطية،‏ ولكنكم احياء للّٰه بالمسيح يسوع».‏ (‏رو ٦:‏١١‏)‏ هذا وإن المسيحيين الممسوحين الذين من الامم ‹حُسبوا نسل› ابراهيم،‏ مع انهم لم يتحدروا منه.‏ —‏ رو ٩:‏٨‏.‏

كيف اعتُبر ابراهيم بارًّا قبل موت المسيح؟‏

ان ايمان ابراهيم المقرون بالاعمال «حُسب [اعتُبر،‏ او نُسب،‏ او عُدَّ] له .‏ .‏ .‏ برًّا».‏ (‏رو ٤:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ طبعا،‏ لا يعني ذلك ان ابراهيم وغيره من رجال الايمان في ازمنة ما قبل المسيحية كانوا كاملين وبلا خطية.‏ ولكن بما انهم آمنوا بالوعد عن ‹النسل› وجاهدوا لاتِّباع وصايا اللّٰه،‏ فلم يُصنَّفوا بين غير الابرار الذين يفتقرون الى رضى اللّٰه مثل سائر البشر.‏ (‏تك ٣:‏١٥؛‏ مز ١١٩:‏٢،‏ ٣‏)‏ فيهوه بمحبة اعتبرهم بلا ذنب مقارنة بالبشر المبعَدين عنه.‏ (‏مز ٣٢:‏١،‏ ٢؛‏ اف ٢:‏١٢‏)‏ وهكذا استطاع على اساس ايمانهم ان يتعامل معهم رغم نقصهم ويباركهم دون ان يخالف مقاييس عدله الكاملة.‏ (‏مز ٣٦:‏١٠‏)‏ إلا ان هؤلاء الاشخاص كانوا يدركون حاجتهم الى الفداء من الخطية وينتظرون وقت اللّٰه المعيَّن لتزويد هذا الفداء.‏ —‏ مز ٤٩:‏٧-‏٩؛‏ عب ٩:‏٢٦‏.‏

‏«عمل تبرير واحد» قام به يسوع المسيح:‏ تُظهر الاسفار المقدسة ان يسوع المسيح كان انسانا كاملا خلال حياته على الارض (‏١ بط ١:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وأنه حافظ على كماله اذ تمسك باستقامته ورسَّخها تحت الامتحان.‏ وقد انسجم ذلك مع قصد اللّٰه ان «يكمِّل بالآلام» الوكيل الرئيسي للخلاص.‏ (‏عب ٢:‏١٠‏)‏ وهذا يعني ان يسوع كُمِّل في الطاعة والاستقامة وأصبح مؤهلا لتولِّي منصبه كرئيس كهنة اللّٰه للخلاص،‏ حسبما يوضح بولس في العبرانيين ٥:‏٧-‏١٠‏.‏ وإذ انهى مسلكه الارضي دون عيب على الاطلاق،‏ اعتبره اللّٰه بارًّا.‏ وهكذا كان يسوع الانسان الوحيد الذي بجدارته بقي ثابتا تحت الامتحان ولم يتزعزع عن برِّه امام اللّٰه.‏ و ‹بعمل التبرير [احدى صيغ ديكايوما‏] الواحد› هذا،‏ اي ببقائه مستقيما كاملا خلال كل مسلك حياته المنزَّه عن الخطية،‏ بما فيه تقديم نفسه فدية،‏ زوَّد يسوع الاساس لتبرئة الذين يؤمنون به.‏ —‏ رو ٥:‏١٧-‏١٩؛‏ ٣:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ٤:‏٢٥‏.‏

في الجماعة المسيحية:‏ بمجيء ابن اللّٰه الفادي المنتظَر،‏ توفَّر عامل جديد يمكن ان يستند اليه اللّٰه في تعاملاته مع خدامه البشر.‏ فأتباع يسوع المسيح المدعوون ليكونوا اخوته الروحيين،‏ على رجاء ان يصيروا شركاءه في الميراث في المملكة السماوية (‏رو ٨:‏١٧‏)‏،‏ يبرِّئهم اللّٰه في البداية على اساس ايمانهم بيسوع المسيح.‏ (‏رو ٣:‏٢٤،‏ ٢٨‏)‏ وهذا قرار قضائي يتخذه يهوه اللّٰه القاضي الاسمى.‏ لذلك لا يمكن لأحد ان «يرفع شكوى» امامه على مختاريه هؤلاء.‏ (‏رو ٨:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ ولكن لمَ يتخذ اللّٰه هذا الاجراء حيالهم؟‏

يهوه كامل وقدوس (‏اش ٦:‏٣‏)‏؛‏ وانسجاما مع قداسته،‏ ينبغي للذين يقبلهم ابناء له ان يكونوا كاملين.‏ (‏تث ٣٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ ويسوع المسيح،‏ اول ابناء اللّٰه،‏ برهن انه كامل،‏ «ولي،‏ بلا خبث،‏ غير مدنَّس،‏ منفصل عن الخطاة».‏ (‏عب ٧:‏٢٦‏)‏ إلا ان اتباعه اختيروا من بني آدم الذي انجب بسبب الخطية عائلة يشوبها النقص.‏ (‏رو ٥:‏١٢؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٢‏)‏ وعليه،‏ لم يكن اتباع يسوع في البداية ابناء للّٰه،‏ حسبما تُظهر يوحنا ١:‏١٢،‏ ١٣‏.‏ لكن يهوه اللّٰه هيَّأ بفضل هبته تدبير «التبني» كي يقبل على اساسه الذين خصَّهم بهذا الامتياز ويدخلهم في علاقة روحية معه ويضمَّهم الى ابنائه.‏ (‏رو ٨:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١ يو ٣:‏١‏)‏ بناء على ذلك،‏ فإن الاساس الذي يضعه اللّٰه لتبنِّيهم هو تبريرهم بواسطة ذبيحة المسيح الفدائية التي يؤمنون بها،‏ معفيا اياهم من كل ذنب ناجم عن الخطية.‏ (‏رو ٥:‏١،‏ ٢،‏ ٨-‏١١؛‏ يو ١:‏١٢‏)‏ وهكذا ‹يُحسبون›،‏ او يُعتبرون،‏ ابرارا تماما اذ تُغفر كل خطاياهم ولا تُقيَّد ضدهم.‏ —‏ رو ٤:‏٦-‏٨؛‏ ٨:‏١،‏ ٢؛‏ عب ١٠:‏١٢،‏ ١٤‏.‏

بناء على ذلك،‏ تبرير هؤلاء المسيحيين هو اهم بكثير من تبرير ابراهيم (‏وغيره من خدام يهوه ما قبل المسيحية)‏ الذي ناقشناه سابقا.‏ فقد كتب التلميذ يعقوب عن الحد الذي وصل اليه تبرير ابراهيم:‏ «تمَّت الآية التي تقول:‏ ‹آمن ابراهيم بيهوه،‏ فحُسب له ذلك برًّا›،‏ ودُعي ‹صديق يهوه›».‏ (‏يع ٢:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ اذًا نظرا الى ايمان ابراهيم،‏ بُرِّر كصديق للّٰه،‏ لا كابن له «وُلد ثانية» برجاء العيش في السماء.‏ (‏يو ٣:‏٣‏)‏ فالاسفار المقدسة توضح انه قبل مجيء المسيح،‏ لم يكن قد فُتح المجال امام البشر ان يكونوا ابناء للّٰه او يرجوا الحياة في السماء.‏ —‏ يو ١:‏١٢،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ ٢ تي ١:‏١٠؛‏ ١ بط ١:‏٣؛‏ ١ يو ٣:‏١‏.‏

ومن الواضح ان هؤلاء المسيحيين لا يتمتعون بالكمال الجسدي مع انهم بلا لوم في نظر اللّٰه.‏ (‏١ يو ١:‏٨؛‏ ٢:‏١‏)‏ وما داموا يرجون الحياة في السماء،‏ فهم فعليا ليسوا بحاجة الآن الى هذا الكمال.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٢-‏٤٤،‏ ٥٠؛‏ عب ٣:‏١؛‏ ١ بط ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ ولكن بما انهم بُرِّروا،‏ اي «حُسب» او نُسب لهم برٌّ،‏ فقد تحققت مطالب اللّٰه للعدل.‏ وإذ تبناهم اللّٰه،‏ صار بإمكانه ان يدخلهم في «العهد الجديد» الذي اصبح ساري المفعول بدم يسوع المسيح.‏ (‏لو ٢٢:‏٢٠؛‏ مت ٢٦:‏٢٨‏)‏ وهؤلاء الابناء الروحيون المتبنَّون الذين أُدخلوا في العهد الجديد مع اسرائيل الروحي ‹يعتمدون في موت المسيح›،‏ ويموتون في آخر الامر مثله.‏ —‏ رو ٦:‏٣-‏٥؛‏ في ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

ومع ان يهوه يغفر خطايا هؤلاء المسيحيين الناجمة عن الضعف والنقص البشريَّين،‏ ثمة صراع يدور في داخلهم،‏ حسبما توضح رسالة بولس الى اهل روما (‏رو ٧:‏٢١-‏٢٥‏)‏.‏ انه بين شريعة ذهنهم المتجدد (‏رو ١٢:‏٢؛‏ اف ٤:‏٢٣‏)‏ او «شريعة اللّٰه»،‏ وبين «شريعة الخطية» الكائنة في اعضائهم.‏ والسبب هو ان اجسادهم ليست كاملة،‏ مع انهم حُسبوا بلا لوم وغُفرت خطاياهم.‏ وهذا الصراع يمتحن استقامتهم امام اللّٰه.‏ ولكن في وسعهم ان يفوزوا به بمساعدة روح اللّٰه ودعم رئيس كهنتهم الرحيم يسوع المسيح.‏ (‏رو ٧:‏٢٥؛‏ عب ٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ولتحقيق هذه الغاية،‏ يلزم ان يمارسوا الايمان بذبيحة المسيح الفدائية ويستمروا في اتِّباعه،‏ وبالتالي يحافظون على استقامتهم في عيني اللّٰه.‏ (‏قارن رؤ ٢٢:‏١١‏.‏)‏ وهكذا ‹يجعلون دعوتهم واختيارهم اكيدَين›.‏ (‏٢ بط ١:‏١٠؛‏ رو ٥:‏١،‏ ٩؛‏ ٨:‏٢٣-‏٣٤؛‏ تي ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ اما اذا مارسوا الخطية وابتعدوا عن الايمان فيخسرون موقفهم المقبول امام اللّٰه كأشخاص مستقيمين لأنهم «يعلِّقون ابن اللّٰه ثانية على الخشبة ويعرِّضونه للخزي».‏ (‏عب ٦:‏٤-‏٨‏)‏ وأمثال هؤلاء مصيرهم الهلاك.‏ (‏عب ١٠:‏٢٦-‏٣١،‏ ٣٨،‏ ٣٩‏)‏ لذلك تحدَّث يسوع عن الخطية التي لا تُغتفر،‏ كما ميَّز الرسول يوحنا بين الخطية التي «لا تؤدي الى الموت» والتي «تؤدي الى الموت».‏ —‏ مت ١٢:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ١ يو ٥:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

جدير بالذكر ان يسوع المسيح،‏ بعدما حافظ على امانته حتى الموت،‏ ‹أُحيي في الروح› ومُنح الخلود وعدم الفساد.‏ (‏١ بط ٣:‏١٨؛‏ ١ كو ١٥:‏٤٢،‏ ٤٥؛‏ ١ تي ٦:‏١٦‏)‏ وبذلك «بُرِّر في الروح»،‏ اي شهد له اللّٰه انه مستقيم بعد قيامته،‏ (‏١ تي ٣:‏١٦؛‏ رو ١:‏٢-‏٤‏)‏ وجلس عن يمين اللّٰه في السموات.‏ (‏عب ٨:‏١؛‏ في ٢:‏٩-‏١١‏)‏ وأتباع المسيح الامناء ينتظرون قيامة كهذه (‏رو ٦:‏٥‏)‏ حين يصيرون من ‹طبيعة الهية›.‏ —‏ ٢ بط ١:‏٤‏.‏

ابرار آخرون:‏ في احد امثال يسوع عن وقت مجيئه في مجد مملكة السموات،‏ وصف المشبهين بالخراف انهم «ابرار».‏ (‏مت ٢٥:‏٣١-‏٤٦‏)‏ لكنَّ اللافت بحسب المثل ان هؤلاء «الابرار» مختلفون عن الذين يدعوهم المسيح «اخوتي».‏ (‏مت ٢٥:‏٣٤،‏ ٣٧،‏ ٤٠،‏ ٤٦‏؛‏ قارن عب ٢:‏١٠،‏ ١١‏.‏)‏ فهؤلاء المشبهون بالخراف يقدِّمون المساعدة ‹لإخوة› المسيح الروحيين معربين بذلك عن ايمانهم بالمسيح نفسه،‏ لذلك ينالون بركة اللّٰه ويُدعون ‹ابرارا›.‏ وعلى غرار ابراهيم،‏ يُعتبرون بلا لوم كأصدقاء للّٰه.‏ (‏يع ٢:‏٢٣‏)‏ وموقفهم البار هذا سيؤدي الى خلاصهم حين يذهب ‹الجداء الى قطع ابدي›.‏ —‏ مت ٢٥:‏٤٦‏.‏

وثمة فكرة مماثلة ترد في الرؤيا ٧:‏٣-‏١٧‏.‏ فهذه الآيات تتكلم عن «جمع كثير» لا عدد له مختلف عن «المختومين» الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ (‏قارن اف ١:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ٢ كو ٥:‏١‏.‏)‏ وما يدل ان اللّٰه يعتبر اعضاء هذا ‹الجمع الكثير› بلا لوم هو انهم «غسلوا حللهم وبيَّضوها بدم الحمل».‏ —‏ رؤ ٧:‏١٤‏.‏

إلا ان اعضاء ‹الجمع الكثير› هؤلاء الذين ينجون من «الضيق العظيم» لم يُبرَّروا بعد للحياة،‏ اي لا يستاهلون بعد الحق في الحياة الابدية على الارض.‏ فعليهم ان يستمروا في الاخذ من «ينابيع مياه الحياة» فيما يرشدهم الحمل المسيح يسوع.‏ وينبغي ان يداوموا على ذلك خلال حكم المسيح الالفي.‏ (‏رؤ ٧:‏١٧؛‏ ٢٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وإذا برهنوا عن ولائهم ليهوه خلال الامتحان الاخير في نهاية الالف سنة،‏ تُحفظ اسماؤهم الى الابد في كتاب اللّٰه للحياة.‏ وبذلك يصبحون اخيرا بكل معنى الكلمة ابرارا،‏ اي مستقيمين وبلا لوم،‏ في نظر يهوه.‏ —‏ رؤ ٢٠:‏٧،‏ ٨‏؛‏ انظر «‏الحياة‏» (‏اشجار الحياة)‏.‏

اللّٰه بار في كل اعماله:‏ من الواضح ان اللّٰه لا ينتهك ابدا مقاييسه للبر والعدل في تعاملاته مع البشر الناقصين.‏ فهو لا يعتبر البشر الناقصين بلا لوم بناء على صفاتهم وجدارتهم متغاضيا بذلك عن الخطية.‏ (‏مز ١٤٣:‏١،‏ ٢‏)‏ يشرح الرسول بولس:‏ «الجميع اخطأوا وليس في وسعهم ان يعكسوا مجد اللّٰه.‏ وهي هبة ان يتبرروا بنعمته بالفداء الذي تم بالمسيح يسوع.‏ وقد جعله اللّٰه ذبيحة مصالحة تكفِّر عن الخطايا من خلال الايمان بدمه.‏ وقد كان ذلك للاعراب عن بر اللّٰه،‏ لأن الخطايا التي حدثت في الماضي غفرها اللّٰه فيما كان يُظهر حلمه.‏ لقد اراد ان يعرب عن بره في الوقت الحاضر،‏ فيكون بارا حتى عندما يبرِّر من له ايمان بيسوع».‏ (‏رو ٣:‏٢٣-‏٢٦‏)‏ اذًا،‏ زوَّد اللّٰه بفضل هبته ترتيبا شرعيا على اساس ذبيحة المسيح كي يغفر خطايا الذين يمارسون الايمان دون ان يتخلى عن عدله وبرِّه.‏

محاولات تبرير النفس:‏ بما ان اللّٰه هو الوحيد الذي يقرِّر هل الشخص بلا لوم،‏ فلا جدوى من محاولات هذا الشخص ان يبرِّر نفسه،‏ اي يُظهر انه مستقيم،‏ على اساس صفاته الجيدة او لأن الآخرين يعتبرونه بلا لوم.‏ فأيوب،‏ مع انه لم يتَّهم اللّٰه بأي سوء،‏ وُبِّخ لأنه «برَّر نفسه دون اللّٰه».‏ (‏اي ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ ووبَّخ يسوع بطريقة غير مباشرة الرجل المتضلع من الشريعة الذي سأله عن الطريق الى الحياة الابدية،‏ لأنه حاول تبرير ذاته.‏ (‏لو ١٠:‏٢٥-‏٣٧‏)‏ كما دان يسوع الفريسيين لأنهم سعوا الى تبرير انفسهم امام الناس.‏ (‏لو ١٦:‏١٥‏)‏ وأظهر الرسول بولس ان لا احد من البشر يمكن ان يُعتبر بلا لوم لأنه حاول ان يبرِّر نفسه بتطبيق الشريعة الموسوية.‏ فكل البشر خطاة ناقصون.‏ (‏رو ٣:‏١٩-‏٢٤؛‏ غل ٣:‏١٠-‏١٢‏)‏ بالمقابل،‏ اكد ان الايمان بالمسيح يسوع هو الاساس الصحيح للتبرير.‏ (‏رو ١٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ ورسالة يعقوب تكمِّل كلمات بولس مظهرة ان ايمانا كهذا يحيا بالأعمال التي تنم عن الايمان،‏ لا بأعمال الشريعة،‏ كما صحَّ في حالتَي ابراهيم وراحاب.‏ —‏ يع ٢:‏٢٤،‏ ٢٦‏.‏

في ايام بولس،‏ عمد اشخاص ادَّعوا باطلا انهم رسل الى التشكيك ظلما في رسولية بولس وأعماله المسيحية،‏ محاولين بالتالي اجتذاب جماعة كورنثوس الى صفِّهم.‏ (‏٢ كو ١١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ لكن بولس،‏ عالمًا انه وكيل امين للمسيح،‏ ذكر انه لا يأبه بحكم البشر الذين اقاموا،‏ من غير حق بتاتا،‏ ما يشبه «محكمة بشرية» بنيَّة ادانته.‏ حتى انه لم يتكل على حكمه الخاص على نفسه،‏ بل اتكل على حكم يهوه.‏ (‏١ كو ٤:‏١-‏٤‏)‏ وهكذا وُضع المبدأ ان البشر لا يقدرون ان يحكموا هل الشخص بار ام لا،‏ إلا اذا استند حكمهم على الاسفار المقدسة.‏ فعلى الشخص ان يتأمل في كلمة اللّٰه ويسمح لها ان تفحصه.‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ ولكن اذا نال احد توبيخا مؤسسا بشكل واضح على كلمة اللّٰه من قِبل اخ مسيحي،‏ ولا سيما شيخ في الجماعة،‏ ينبغي ألّا يرفض التوبيخ محاولا تبرير نفسه.‏ (‏ام ١٢:‏١؛‏ عب ١٢:‏١١؛‏ ١٣:‏١٧‏)‏ وإذا طُلب من شخص يتولى مركز مسؤولية ان يحكم في مسألة او خلاف و ‹برَّر الشرير لأجل رشوة›،‏ فهو ينال دينونة من عند اللّٰه.‏ —‏ اش ٥:‏٢٣؛‏ يع ٢:‏٨،‏ ٩‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة