مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «التواضع»‏
  • التواضع

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • التواضع
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • لماذا يجب ان نلبس الاتضاع؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • لننم التواضع الحقيقي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٥
  • يسوع قدوة في التواضع
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٢
  • يهوه يكشف مجده للمتواضعين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٤
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «التواضع»‏

التواضع

عكس الكبرياء والعجرفة؛‏ اتضاع العقل.‏ ليس دليل ضعف بل هو موقف عقلي يرضي يهوه.‏

في الاسفار العبرانية،‏ تشتق كلمة «تواضع» من جذر (‏عاناه‏)‏ يعني «عُذِّب؛‏ أُذلَّ؛‏ ظُلم».‏ والكلمات المشتقة من هذا الجذر تُترجم الى «تواضع»،‏ «حِلم»،‏ «عذاب»،‏ وغيرها.‏ وثمة فعلان عبرانيان آخران مرتبطان بكلمة «تواضع» هما كاناع (‏حرفيا:‏ اخضع [نفسه])‏ و شافيل (‏حرفيا:‏ كان او صار وضيعا)‏.‏ وفي الاسفار اليونانية المسيحية،‏ تُترجم الكلمة تاپِينوفروسينِه الى «تواضع» و «اتضاع عقلي».‏ وهي مؤلفة من الكلمتين تاپِينوو التي تعني «وَضَعَ (‏خَفَضَ)‏» و فرِن التي تعني «العقل».‏

ينمي الشخص موقفا متواضعا بالتأمل في علاقته باللّٰه والناس على ضوء الكتاب المقدس وبتطبيق المبادئ التي يتعلمها.‏ والكلمة العبرانية هيثراپّيس المترجمة الى فعل الامر «تذلَّلْ» تعني حرفيا «دُسْ نفسك».‏ وكاتب الامثال الحكيم استعمل هذه الكلمة في محلها حين اعطى النصيحة التالية:‏ «يا ابني،‏ ان كفلت قريبك .‏ .‏ .‏ ووقعت في شرك اقوال فمك .‏ .‏ .‏ فافعل هذا .‏ .‏ .‏ اذ قد صرت في يد قريبك:‏ اذهب تذلَّلْ [دُسْ نفسك] وألحَّ على قريبك .‏ .‏ .‏ نجِّ نفسك».‏ (‏ام ٦:‏​١-‏٥‏)‏ بكلمات اخرى،‏ تخلَّصْ من الكبرياء،‏ اعترف بغلطك،‏ قوِّم الامور،‏ واطلب المغفرة.‏ وقد نصح يسوع اتباعه ان يتواضعوا امام اللّٰه مثل الولد ويخدموا اخوتهم بدل ان يسعوا الى البروز.‏ —‏ مت ١٨:‏٤؛‏ ٢٣:‏١٢‏.‏

يتعلم الشخص التواضع ايضا حين يمر بتجارب تحط من كبريائه وتذلُّه.‏ مثلا،‏ اخبر يهوه الاسرائيليين قديما انه ذلَّلهم حين سيَّرهم ٤٠ سنة في البرية ليمتحنهم ويعرف ما في قلبهم،‏ وليعلِّمهم انه «ليس بالخبز وحده يحيا الانسان،‏ بل بكل قول يخرج من فم يهوه يحيا الانسان».‏ (‏تث ٨:‏​٢،‏ ٣‏)‏ ولا شك ان كثيرين من الاسرائيليين استفادوا من هذه التجربة القاسية وتعلَّموا التواضع.‏ (‏قارن لا ٢٦:‏٤١؛‏ ٢ اخ ٧:‏١٤؛‏ ١٢:‏​٦،‏ ٧‏.‏)‏ وفي حال رفض شخص او امة ان يتواضعوا او يقبلوا التأديب بتواضع،‏ فسيُذلُّون في الوقت المناسب.‏ —‏ ام ١٥:‏​٣٢،‏ ٣٣؛‏ اش ٢:‏١١؛‏ ٥:‏١٥‏.‏

يرضي اللّٰه:‏ التواضع صفة قيِّمة جدا في عيني يهوه.‏ فمع انه ليس مدينا للبشر بشيء،‏ فهو بنعمته مستعد ان يرحم الذين يتواضعون امامه ويعطيهم حظوة.‏ فهؤلاء يُظهرون انهم لا يثقون بأنفسهم او يفتخرون بذاتهم،‏ بل يتكلون عليه هو ويريدون ان يعملوا مشيئته.‏ ذكر بالوحي التلميذ المسيحي يعقوب:‏ «يقاوم اللّٰه المتكبرين،‏ اما المتواضعون فيعطيهم نعمة».‏ والرسول بطرس ذكر الفكرة نفسها ايضا.‏ —‏ يع ٤:‏٦؛‏ ١ بط ٥:‏٥‏.‏

حتى الذين ارتكبوا في الماضي اعمالا سيئة جدا،‏ اذا تواضعوا امام يهوه من كل قلبهم والتمسوا رحمته يسمع لهم.‏ وهذا ما يوضحه مثال منسى ملك يهوذا.‏ فقد شجَّع سكان يهوذا وأورشليم على العبادة الباطلة وأغواهم «ليفعلوا اسوأ من الامم التي افناها يهوه من امام بني اسرائيل».‏ ولكن بعدما سمح يهوه لملك اشور ان يأسره،‏ «تواضع جدا امام اله آبائه.‏ وصلَّى اليه فاستجاب له وسمع التماسه الرضى وردَّه الى اورشليم الى مُلكه،‏ فعرف منسى ان يهوه هو اللّٰه».‏ وهكذا تعلَّم درسا في التواضع.‏ —‏ ٢ اخ ٣٣:‏​٩،‏ ١٢،‏ ١٣‏؛‏ قارن ١ مل ٢١:‏​٢٧-‏٢٩‏.‏

يتيح نيل الارشاد الصائب:‏ من يتواضع امام اللّٰه ينال الارشاد منه.‏ عزرا مثلا كان لديه مسؤولية ثقيلة ان يقود اكثر من ٥٠٠‏,١ رجل،‏ فضلا عن الكهنة والنثينيم والنساء والاولاد،‏ في طريق العودة من بابل الى اورشليم.‏ وبما انهم كانوا يحملون كمية كبيرة من الذهب والفضة لتجميل الهيكل في اورشليم،‏ احتاجوا الى الحماية.‏ لكن عزرا لم يطلب من الملك الفارسي مرافقة عسكرية،‏ مُظهرا بالتالي انه لا يتكل على قوة البشر.‏ فقد سبق وقال للملك:‏ «ان يد الهنا على جميع طالبيه للخير».‏ لذلك نادى بصوم بين الشعب كي يتذللوا امام يهوه.‏ فطلبوا المساعدة منه،‏ وهو استجاب لهم وحماهم من كمين الاعداء.‏ وهكذا اكملوا رحلتهم الخطرة بسلام.‏ (‏عز ٨:‏​١-‏١٤،‏ ٢١-‏٣٢‏)‏ والنبي دانيال ايضا نال حظوة عند اللّٰه حين كان في الاسر البابلي.‏ فقد ارسل اللّٰه اليه ملاكا في رؤيا لأنه تذلل امامه طلبا للارشاد والفهم.‏ —‏ دا ١٠:‏١٢‏.‏

والتواضع يوجِّه الشخص في الطريق الصحيح ويجلب له المجد لأن اللّٰه هو الذي يرفع انسانا ويضع آخر.‏ (‏مز ٧٥:‏٧‏)‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «قبل التحطم يتشامخ قلب الانسان،‏ وقبل المجد التواضع».‏ (‏ام ١٨:‏١٢؛‏ ٢٢:‏٤‏)‏ فمن يطلب المجد بالتكبر يسقط،‏ مثل عزيا ملك يهوذا.‏ فهو اجترأ وقام بواجبات كهنوتية لا تحق له.‏ يقول السجل: «لما قوي،‏ تكبر قلبه حتى الهلاك،‏ وخان يهوه الهه ودخل هيكل يهوه ليحرق البخور على مذبح البخور».‏ وحين غضب على الكهنة لأنهم قوَّموه،‏ ضُرب بالبرص.‏ (‏٢ اخ ٢٦:‏​١٦-‏٢١‏)‏ فعدم التواضع ضلل عزيا،‏ ما ادى الى سقوطه.‏

يعين في وقت الشدة‏:‏ يساعد التواضع الى حد كبير في مواجهة الشدائد.‏ فحين تحل المصيبة،‏ يمكِّن التواضع الشخص من الصمود والاحتمال وإكمال خدمته للّٰه.‏ على سبيل المثال،‏ واجه الملك داود شدائد كثيرة.‏ فالملك شاول لاحقه وكأنه مجرم خارج عن القانون.‏ لكن داود لم يتذمر قط على اللّٰه او يرفِّع نفسه على مسيح يهوه.‏ (‏١ صم ٢٦:‏​٩،‏ ١١،‏ ٢٣‏)‏ وحين اخطأ الى يهوه في علاقته الفاسدة مع بثشبع ونال توبيخا صارما من نبي اللّٰه ناثان،‏ تواضع امام اللّٰه.‏ (‏٢ صم ١٢:‏​٩-‏٢٣‏)‏ وبعد فترة،‏ اعرب عن التواضع حين راح رجل بنياميني اسمه شمعي يسبُّه علنا وأراد القائد العسكري ابيشاي ان يقتل هذا الرجل لأنه اهان الملك.‏ فهو ردَّ على ابيشاي:‏ «هوذا ابني الذي خرج من احشائي يطلب نفسي،‏ فكم بالاحرى الآن هذا البنياميني؟‏ .‏ .‏ .‏ لعل يهوه يرى بعينه،‏ ويردُّ لي يهوه صلاحا عوض لعنته هذا اليوم».‏ (‏٢ صم ١٦:‏​٥-‏١٣‏)‏ ولاحقا،‏ عدَّ داود الشعب خلافا لمشيئة يهوه.‏ تذكر الرواية:‏ «وضرب داود قلبه بعدما عدَّ الشعب.‏ فقال داود ليهوه:‏ ‹لقد اخطأت جدا في ما فعلت.‏ .‏ .‏ .‏ انحمقت جدا›».‏ (‏٢ صم ٢٤:‏​١،‏ ١٠‏)‏ ومع انه نال عقابه،‏ لم يُعزَل من منصبه كملك.‏ فتواضعه لعب دورا كبيرا في استعادته رضى يهوه.‏

من صفات اللّٰه:‏ التواضع صفة من صفات يهوه اللّٰه.‏ واللّٰه ليس متواضعا لأنه ادنى من غيره او خاضع لأحد.‏ بالاحرى،‏ انه يعرب عن التواضع للخطاة الوضعاء عندما يظهِر لهم رحمة ورأفة عظيمة.‏ ومجرد تعامله مع الخطاة وتقديم ابنه ذبيحة عن خطايا البشر هما تعبير عن تواضعه.‏ اضف الى ذلك ان يهوه اللّٰه يحتمل الشر منذ ٠٠٠‏,٦ سنة تقريبا،‏ ما اتاح للبشر ان يأتوا الى الوجود رغم خطية ابيهم آدم.‏ وبفضل نعمته،‏ اظهر الرحمة لذرية آدم اذ اعطاهم فرصة العيش الى الابد.‏ (‏رو ٨:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ حقا،‏ ان ما فعله يهوه،‏ اضافة الى صفاته الرائعة الاخرى،‏ يبيِّن انه يتحلى بالتواضع!‏

لمس الملك داود تواضع اللّٰه واعتبره نعمة لا يستحقها.‏ فبعدما خلَّصه يهوه من يد كل اعدائه،‏ رنم قائلا:‏ «تعطيني ترس خلاصك،‏ وتواضعك يعظِّمني».‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٣٦؛‏ مز ١٨:‏٣٥‏)‏ ومع ان يهوه يجلس بمجد عظيم على عرشه الرفيع في اعلى السموات،‏ تصح فيه هذه الكلمات:‏ «مَن مثل يهوه الهنا،‏ الساكن في العلاء؟‏ الذي ينحني لينظر الى السماء والارض،‏ المقيم المسكين من التراب،‏ الرافع الفقير من حفرة الرماد،‏ ليُجلسه مع اشراف،‏ مع اشراف شعبه».‏ —‏ مز ١١٣:‏​٥-‏٨‏.‏

تواضع يسوع المسيح:‏ حين كان يسوع المسيح على الارض،‏ رسم اعظم مثال في التواضع كخادم للّٰه.‏ ففي الليلة التي سبقت موته،‏ اخذ منشفة وتمنطق بها ثم غسل ونشَّف اقدام رسله الاثني عشر.‏ وهذه الخدمة كان العبيد والخدم عموما يقومون بها.‏ (‏يو ١٣:‏​٢-‏٥،‏ ١٢-‏١٧‏)‏ ويسوع سبق وقال لتلاميذه:‏ «مَن رفع نفسه وُضع ومن وضع نفسه رُفع».‏ (‏مت ٢٣:‏١٢؛‏ لو ١٤:‏١١‏)‏ والرسول بطرس،‏ الذي كان حاضرا تلك الليلة،‏ لم ينسَ مثال يسوع الذي عاش بحسب كلامه.‏ لذلك نصح رفاقه المؤمنين لاحقا:‏ «تمنطقوا جميعكم باتضاع العقل بعضكم نحو بعض .‏ .‏ .‏ تواضعوا اذًا تحت يد اللّٰه القديرة ليرفعكم في حينه».‏ —‏ ١ بط ٥:‏​٥،‏ ٦‏.‏

والرسول بولس ايضا شجع المسيحيين ان يكون لديهم «الموقف العقلي» نفسه الذي كان لدى يسوع المسيح.‏ فقد اشار الى مركزه الرفيع الى جانب ابيه يهوه في السماء قبل مجيئه الى الارض،‏ وذكر كيف اخلى نفسه طوعا وأخذ هيئة عبد وصار في شبه الناس.‏ ثم اضاف:‏ «بل انه [اي يسوع]،‏ اذ وجد نفسه في الهيئة انسانا،‏ وضع نفسه وصار طائعا حتى الموت،‏ الموت على خشبة آلام».‏ وكلمات يسوع عن المكافأة التي يحصل عليها المتواضع صحت فيه شخصيا.‏ فقد اكمل بولس:‏ «من اجل هذا ايضا رفَّعه اللّٰه الى مركز اعلى وأنعم عليه بالاسم الذي يعلو كل اسم آخر».‏ —‏ في ٢:‏​٥-‏١١‏.‏

واللافت هو ان المسيح،‏ رغم المركز السامي الذي يتولاه حين يستخدم ‹كل السلطة المعطاة له في السماء وعلى الارض› ليحقق مشيئة اللّٰه على الارض (‏مت ٢٨:‏١٨؛‏ ٦:‏١٠‏)‏،‏ سيبقى متواضعا في نهاية حكمه الالفي.‏ فالاسفار المقدسة تذكر:‏ «متى أُخضع للابن كل شيء،‏ فحينئذ سيخضع هو نفسه ايضا للذي اخضع له كل شيء،‏ ليكون اللّٰه كل شيء للكل».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

وقال يسوع المسيح عن نفسه:‏ «اني وديع ومتضع القلب».‏ (‏مت ١١:‏٢٩‏)‏ وحين قدَّم نفسه للشعب في اورشليم بصفته ملكهم،‏ تمم النبوة التي قالت عنه:‏ «هوذا ملكك يأتي اليك.‏ هو بار مخلص،‏ متواضع وراكب على حمار،‏ على حمار ابن اتان».‏ (‏زك ٩:‏٩؛‏ يو ١٢:‏​١٢-‏١٦‏)‏ وعندما يشن من عرشه السماوي السامي حربا ضد اعداء اللّٰه،‏ يُعطى هذا الامر النبوي:‏ «ببهائك انجح؛‏ واركب من اجل الحق والتواضع والبر».‏ (‏مز ٤٥:‏٤‏)‏ وكل هذا يعطي المتواضعين سببا ليبتهجوا حتى لو سحقهم المتفاخرون والمتكبرون وأساءوا معاملتهم.‏ وهم يتعزون بكلمات النبي صفنيا:‏ «اطلبوا يهوه،‏ يا جميع حلماء الارض الذين فعلوا حكمه.‏ اطلبوا البر،‏ اطلبوا الحلم.‏ لعلكم تُسترون في يوم غضب يهوه».‏ —‏ صف ٢:‏٣‏.‏

قال يهوه للاسرائيليين قبل دمار اورشليم:‏ «حينئذ انزع من وسطك المبتهجين بتكبر،‏ فلا تعودين بعد الى التكبر في جبلي المقدس.‏ وأبقي في وسطك شعبا متواضعا خاشعا،‏ فيحتمون باسم يهوه».‏ (‏صف ٣:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وكلماته هذه التي اكد فيها للمتواضعين انه سيتدخل لصالحهم في وقته المعيَّن كانت بمثابة تحذير وطمأنة لهم.‏ وفي المستقبل ايضا،‏ سيؤدي التواضع الى خلاص كثيرين كما هو مكتوب:‏ «تخلِّص الشعب المتواضع،‏ اما عيناك فعلى المتكبرين،‏ لتضعهم».‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٢٨‏)‏ فهذه الكلمات تؤكد لنا ان الملك يسوع المسيح،‏ الذي يركب من اجل الحق والتواضع والبر،‏ سينجِّي شعبه الذي يتواضع امامه وأمام ابيه يهوه.‏

التواضع صفة ضرورية للمسيحيين:‏ بعدما نصح الرسول بولس رفاقه المسيحيين ان يلبسوا الشخصية «التي تتجدد بالمعرفة الدقيقة وفق صورة الذي خلقها»،‏ اوصاهم:‏ «اذًا،‏ كمختاري اللّٰه القدوسين والمحبوبين،‏ البسوا عواطف الحنان والرأفة،‏ واللطف،‏ واتضاع العقل،‏ والوداعة،‏ وطول الاناة».‏ (‏كو ٣:‏​١٠،‏ ١٢‏)‏ وحين اخبرهم عن مثال المسيح الرائع،‏ نصحهم ان يعملوا ‏‹باتضاع عقلي معتبرين ان الآخرين [من خدام اللّٰه] يفوقونهم›.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ ومرة اخرى،‏ ناشد المسيحيين:‏ «فكِّروا في الآخرين كما تفكرون في انفسكم.‏ لا تهتموا بالامور الشامخة،‏ بل ميلوا الى الامور الوضيعة.‏ لا تكونوا فطنين في عيون انفسكم».‏ —‏ رو ١٢:‏١٦‏.‏

بصورة مماثلة،‏ قال بولس للمسيحيين في مدينة كورنثوس:‏ «مع انني حر من الجميع،‏ جعلت نفسي عبدا للجميع،‏ لأربح اكبر عدد منهم.‏ فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود،‏ وللذين تحت الشريعة كأني تحت الشريعة،‏ مع انني شخصيا لست تحت الشريعة،‏ لأربح الذين تحت الشريعة.‏ صرت للذين بلا شريعة كأني بلا شريعة،‏ مع انني لست بلا شريعة اللّٰه،‏ بل تحت شريعة المسيح،‏ لأربح الذين بلا شريعة.‏ صرت للضعفاء ضعيفا،‏ لأربح الضعفاء.‏ صرت لشتى الناس كل شيء،‏ لأخلِّص بعضا منهم بأية وسيلة».‏ (‏١ كو ٩:‏​١٩-‏٢٢‏)‏ ولا شك ان فعل هذا يتطلب تواضعا حقيقيا.‏

يؤدي الى السلام:‏ التواضع يعزز السلام.‏ فالمتواضع لا يتشاجر مع اخوته المسيحيين كي يحصل على «حقوقه» المزعومة.‏ وقد اوضح الرسول بولس انه حر ان يفعل ما يشاء،‏ ومع ذلك لا يفعل الا ما هو للبنيان.‏ وفي حال كانت اعماله ستجرح ضمير اخيه،‏ فهو يمتنع عنها.‏ —‏ رو ١٤:‏​١٩-‏٢١؛‏ ١ كو ٨:‏​٩-‏١٣؛‏ ١٠:‏​٢٣-‏٣٣‏.‏

بالاضافة الى ذلك،‏ يحافظ المتواضع على السلام لأنه يطبِّق نصيحة يسوع ان يسامح الذين يخطئون اليه.‏ (‏مت ٦:‏​١٢-‏١٥؛‏ ١٨:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ وحين يسيء هو الى احد،‏ يطيع الوصية ان يذهب الى المُساء اليه ويعترف بخطئه ويطلب المغفرة.‏ (‏مت ٥:‏​٢٣،‏ ٢٤‏)‏ او حين يفاتحه المُساء اليه بالمسألة،‏ وحدها المحبة المقترنة بالتواضع تدفعه ان يعترف بخطئه ويقوِّم الامور بسرعة.‏ (‏مت ١٨:‏١٥؛‏ لو ١٧:‏٣‏؛‏ قارن لا ٦:‏​١-‏٧‏.‏)‏ والنتيجة التي يؤدي اليها التواضع تفوق بأشواط الشعور بالذل.‏ فتواضعه يحقق السلام بين الافراد وفي الهيئة وينمي في داخله هذه الصفة القيِّمة ويقوِّيها اكثر فأكثر.‏

يلعب دورا مهما في وحدة الجماعة‏:‏ يساعد التواضع المسيحيين ان يكونوا قانعين بما عندهم ويحافظوا على فرحهم واتزانهم.‏ ووحدة اعضاء الجماعة المسيحية،‏ التي وصفها الرسول بولس في كورنثوس الاولى الاصحاح ١٢‏،‏ تعتمد على الطاعة والتواضع والاذعان لترتيبات اللّٰه التنظيمية.‏ مثلا،‏ في حين يقال للذكور في الجماعة:‏ «إن ابتغى احد ان يكون ناظرا،‏ فهو يشتهي عملا حسنا»،‏ يُنصحون ايضا الا يسعوا بطموح جامح لنيل مراكز مسؤولية،‏ مثل مسؤولية التعليم في الجماعة لأن المعلمين ‹ينالون دينونة اعظم›.‏ —‏ ١ تي ٣:‏١؛‏ يع ٣:‏١‏.‏

والجميع،‏ رجالا ونساء،‏ يلزم ان يذعنوا للذين يأخذون القيادة وينتظروا يهوه ليمنحهم تعيينا او مسؤولية ما لأنه هو الذي يرفع من يشاء.‏ (‏مز ٧٥:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وقد اعرب البعض من بني قورح اللاويين عن هذا الموقف بالقول:‏ «اخترت الوقوف على العتبة في بيت الهي على السكن في خيام الاشرار».‏ (‏مز ٨٤:‏١٠‏)‏ وتنمية هذا التواضع الحقيقي تتطلب الوقت.‏ ففي الحديث عن مؤهلات الناظر،‏ تذكر الاسفار المقدسة انه لا يجب تعيين شخص اهتدى حديثا «لئلا ينتفخ بالكبرياء فيسقط في الدينونة التي صدرت على ابليس».‏ —‏ ١ تي ٣:‏٦‏.‏

التواضع الزائف:‏ تحذِّر الاسفار المقدسة المسيحيين من ان يكون تواضعهم ظاهريا فقط.‏ فكل من يُسرُّ بالتواضع الزائف يصبح «منتفخا باطلا من عقليته الجسدية».‏ فهو،‏ بعكس من يملك تواضعا حقيقيا،‏ يظن ان ملكوت اللّٰه او الدخول اليه يعتمد على ما يأكله او يشربه او يمتنع عن اكله او شربه.‏ وفي حين يظهر الكتاب المقدس ان لا خطأ في اكل او شرب شيء ما او الامتناع عن ذلك لدواعٍ صحية او بسبب الضمير،‏ لا يجب ان يظن احد ان رضى اللّٰه يعتمد على الاكل او الشرب او لمس اشياء معيَّنة او حفظ ايام دينية.‏ فشخص كهذا يكون لأعماله «مظهر حكمة في تديُّن شخصي زائد وتواضع زائف،‏ في قهر للجسد».‏ وفي الحقيقة،‏ هذه الاعمال «لا قيمة لها في مكافحة اشباع رغبات الجسد».‏ —‏ كو ٢:‏​١٨،‏ ٢٣؛‏ رو ١٤:‏١٧؛‏ غل ٣:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

والتواضع الزائف يؤدي الى التكبر.‏ فقد يظن الشخص انه بار بجدارته.‏ او قد يشعر ان تظاهره بالتواضع يوصله دائما الى غايته،‏ غير مدرك انه لا يقدر ان يخدع يهوه.‏ وإذا لم يكبح كبرياءه،‏ فسيوضع في الوقت المناسب ويُذَل،‏ ما قد يؤدي به في النهاية الى التحطم.‏ —‏ ام ١٨:‏١٢؛‏ ٢٩:‏٢٣‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة