مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١٥/‏٩ ص ١٩-‏٢٤
  • استعمال يهوه ‹للجهالة› ليخلِّص المؤمنين

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • استعمال يهوه ‹للجهالة› ليخلِّص المؤمنين
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الخلل الاساسي في الحكمة العالمية
  • الكرازة بالملكوت —‏ متصفة بالجهالة ام عملية؟‏
  • ‏«عند الهالكين جهالة»‏
  • ‏‹صائرين جهالا للصيرورة حكماء›‏
  • ‏«الحكمة الحقيقية تصرخ»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏ ٢٠٢٢
  • ‏‹يا لعمق حكمة اللّٰه!‏›‏
    اقترب الى يهوه
  • ‏«طوبى للانسان الذي يجد الحكمة»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠١
  • هل «الحكمة التي من فوق» تعمل في حياتك؟‏
    اقترب الى يهوه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١٥/‏٩ ص ١٩-‏٢٤

استعمال يهوه ‹للجهالة› ليخلِّص المؤمنين

‏«اذ كان العالم في حكمة اللّٰه لم يعرف اللّٰه (‏بحكمته)‏ استحسن اللّٰه ان يخلِّص المؤمنين بجهالة الكرازة.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏٢١‏.‏

١ بأي معنى يستعمل يهوه «الجهالة،‏» وكيف نعرف ان العالم بحكمته لم يعرف اللّٰه؟‏

ماذا؟‏ هل يستعمل يهوه الجهالة؟‏ في الواقع لا!‏ ولكن يمكنه ان يستعمل وهو يستعمل ما يَظهر جهالة بالنسبة الى العالم.‏ وهو يفعل ذلك لكي يخلِّص الناس الذين يعرفونه ويحبونه.‏ فالعالم،‏ بحكمته،‏ لا يمكن ان يعرف اللّٰه.‏ وقد اوضح يسوع المسيح ذلك عندما قال في الصلاة:‏ «ايها الآب البار انّ العالم لم يعرفك.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏٢٥‏.‏

٢ كيف يمكن ان يبدو ان طرق يهوه وطرق العالم تسير في خطين متوازيين،‏ ولكن ما هي الوقائع؟‏

٢ تدل كلمات يسوع على ان طرق يهوه تختلف عن تلك التي للعالم.‏ فبحسب الظاهر،‏ قد يَظهر ان قصد اللّٰه وذاك الذي لهذا العالم يسيران في خطين متوازيين.‏ وقد يبدو ان اهداف هذا العالم تحوز بركة اللّٰه.‏ على سبيل المثال،‏ يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه سيقيم حكومة بارة تجلب حياة في سلام،‏ سعادة،‏ وازدهار للجنس البشري على الارض.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ متى ٦:‏١٠‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يعلن العالم بصوت عالٍ قصده ان يمنح الناس السلام،‏ الازدهار،‏ والحكومة الصالحة بواسطة ما يُدعى بنظام عالمي جديد.‏ ولكنَّ مقاصد اللّٰه وتلك التي للعالم ليست الشيء نفسه.‏ فقصد يهوه هو تبرئة نفسه بصفته المتسلِّط الاسمى في الكون.‏ وهذا ما سيفعله بواسطة حكومة سماوية تزيل كل الحكومات الارضية.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رؤيا ٤:‏١١؛‏ ١٢:‏١٠‏)‏ وهكذا ليس لدى اللّٰه ايّ شيء مشترك مع هذا العالم.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ ولذلك يتكلم الكتاب المقدس عن نوعين من الحكمة —‏ «حكمة اللّٰه» و«حكمة .‏ .‏ .‏ العالم.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

الخلل الاساسي في الحكمة العالمية

٣ على الرغم من ان حكمة العالم قد تبدو مؤثرة،‏ لماذا لن يكون ابدا النظام العالمي الجديد الذي يَعِد به الانسان مشبعا؟‏

٣ بالنسبة الى الذين لا توجِّههم حكمة اللّٰه،‏ تبدو حكمة العالم مؤثرة.‏ فهنالك فلسفات عالمية تبدو رفيعة المقام تأسر العقل.‏ والآلاف من مؤسسات التعليم العالي تنقل معلومات مما يعتبره كثيرون اعظم عقول الجنس البشري.‏ والمكتبات الواسعة تزخر بالمعرفة المكوَّمة طوال قرون من الخبرة البشرية.‏ ولكن على الرغم من ذلك،‏ فان النظام العالمي الجديد الذي يقترحه الحكام العالميون لا يمكن ان يكون إلا حكما من اناس ناقصين ملطَّخين بالخطية مائتين.‏ ولذلك سيكون هذا النظام ناقصا،‏ مكرِّرا الكثير من الاخطاء الفادحة الماضية وغير مشبع ابدا كل حاجات الجنس البشري.‏ —‏ رومية ٣:‏١٠-‏١٢؛‏ ٥:‏١٢‏.‏

٤ لأي شيء يخضع النظام العالمي الجديد المقترَح،‏ وبأية نتيجة؟‏

٤ ان النظام العالمي الجديد الذي يقترحه الانسان ليس خاضعا فقط للضعف البشري بل ايضا لتأثير المخلوقات الروحانية الشريرة —‏ نعم،‏ الشيطان ابليس وأبالسته.‏ فالشيطان قد اعمى اذهان الناس لئلا يؤمنوا بـ‍ «انجيل مجد المسيح.‏» (‏٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤؛‏ افسس ٦:‏١٢‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ يتألم العالم من اضطراب بعد آخر.‏ فيحارب ويبذل دمه في محاولته الوخيمةِ العاقبة لحكم نفسه دون مساعدة اللّٰه ودون اعتبار للمشيئة الالهية.‏ (‏ارميا ١٠:‏٢٣؛‏ يعقوب ٣:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وهكذا،‏ كما قال الرسول بولس،‏ «العالم .‏ .‏ .‏ لم يعرف اللّٰه (‏بحكمته)‏.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏٢١‏.‏

٥ ما هو الخلل الاساسي في حكمة هذا العالم؟‏

٥ فما هو اذًا الخلل الاساسي في حكمة هذا العالم،‏ بما في ذلك خططه لنظام عالمي جديد؟‏ هو ان العالم يتجاهل ما لا يمكن ابدا تجاهله بنجاح —‏ السلطان الاسمى ليهوه اللّٰه.‏ فهو يرفض بعجرفة ان يعترف بالسلطان الالهي.‏ والعالم يترك يهوه عن قصد خارج كل مشاريعه ويتَّكل على قدرته وبرامجه الخاصة.‏ (‏قارنوا دانيال ٤:‏٣١-‏٣٤؛‏ يوحنا ١٨:‏٣٧‏.‏)‏ ويوضح الكتاب المقدس ان «بدء الحكمة مخافة (‏يهوه)‏.‏» (‏امثال ٩:‏١٠؛‏ مزمور ١١١:‏١٠‏)‏ ومع ذلك،‏ لم يتعلم العالم بعدُ حتى هذا المطلب الاساسي للحكمة.‏ اذًا،‏ دون دعم الهي،‏ كيف يمكنه ان ينجح؟‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏١‏.‏

الكرازة بالملكوت —‏ متصفة بالجهالة ام عملية؟‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ الذين توجِّههم حكمة اللّٰه يكرزون بماذا،‏ ولكن كيف يعتبرهم العالم؟‏ (‏ب)‏ بحسب حكمة مَن يكرز رجال دين العالم المسيحي،‏ وبأية نتيجة؟‏

٦ ومن ناحية اخرى،‏ يعرب الذين يعرفون اللّٰه عن حكمة اللّٰه ويختارون ان توجِّههم.‏ وهم كما انبأ يسوع مسبقا،‏ يكرزون «ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فهل كرازة كهذه عملية الآن،‏ في حين تمتلئ ارضنا من النزاع،‏ التلوث،‏ الفقر،‏ والمعاناة البشرية؟‏ بالنسبة الى الحكماء العالميين تبدو مثل هذه الكرازة بملكوت اللّٰه مجرد جهالة،‏ تفتقر الى الكينونة عملية.‏ فهم يعتبرون الكارزين بملكوت اللّٰه مجرد قواقع تلتصق ببدن سفينة الدولة فتُثقلها وتبطئ تقدُّمها نحو الحكومة السياسية المثالية.‏ ويدعمهم في ذلك رجال دين العالم المسيحي،‏ الذين يكرزون بحسب حكمة هذا العالم ولا يخبرون الناس بما يلزم ان يعرفوه عن عالم اللّٰه الجديد وحكومة ملكوته،‏ مع ان ذلك كان تعليم المسيح الرئيسي.‏ —‏ متى ٤:‏١٧؛‏ مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٧ لفت المؤرخ ه‍.‏ ج.‏ وَلْز الانتباه الى فشل رجال دين العالم المسيحي هذا.‏ لقد كتب:‏ «جديرة بالملاحظة هي الشهرة الواسعة التي منحها يسوع للتعليم بما دعاه ملكوت السموات،‏ وعدم اهميته النسبية في منهج وتعليم معظم الكنائس المسيحية.‏» ولكن،‏ اذا كان الناس في هذا الجيل سيكسبون الحياة،‏ يجب ان يسمعوا اولا عن ملكوت اللّٰه المؤسس،‏ ولهذه الغاية يجب ان يكرز احد بالبشارة عنه.‏ —‏ رومية ١٠:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٨ لماذا الكرازة ببشارة اللّٰه هي الامر العملي اكثر لفعله اليوم،‏ ولكن اي مسلك سيكون دون نفع دائم؟‏

٨ ان الكرازة ببشارة اللّٰه اذًا هي الامر العملي اكثر لفعله اليوم.‏ والامر هو كذلك لأن رسالة الملكوت تزوِّد رجاء حقيقيا يملأ قلوب البشر بالسعادة خلال هذه الايام الاخيرة حين «تأتي ازمنة صعبة.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ رومية ١٢:‏١٢؛‏ تيطس ٢:‏١٣‏)‏ وفيما تكون الحياة في هذا العالم غير اكيدة وقصيرة،‏ ستكون الحياة في عالم اللّٰه الجديد ابدية،‏ يصحبها الفرح،‏ الوفرة،‏ والسلام هنا على الارض.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤،‏ ١١‏)‏ وكما قال يسوع المسيح،‏ «ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.‏ او ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه.‏» فاذا خسر شخص الحق في الحياة في عالم اللّٰه الجديد،‏ فما نفع هذا العالم الذي يمضي؟‏ ان المتعة الحالية لفرد كهذا بالامور المادية هي بلا جدوى،‏ باطلة،‏ وزائلة.‏ —‏ متى ١٦:‏٢٦؛‏ جامعة ١:‏١٤؛‏ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

٩ (‏أ)‏ عندما طلب التأجيلَ رجلٌ دُعي ان يكون احد أتباع يسوع،‏ ماذا نصحه يسوع ان يفعل؟‏ (‏ب)‏ كيف يجب ان يؤثر فينا جواب يسوع؟‏

٩ قال رجل دعاه يسوع ان يكون احد أتباعه:‏ «ائذن لي ان امضي اولا وأدفن ابي.‏» فماذا نصحه يسوع ان يفعل؟‏ اذ عرف ان الرجل يؤجل العمل الاكثر حيوية لكي ينتظر حتى يعيش والداه بقية حياتهما الطبيعية،‏ اجاب يسوع:‏ «دعِ الموتى يدفنون موتاهم وأما انت فاذهب ونادِ بملكوت اللّٰه.‏» (‏لوقا ٩:‏٥٩،‏ ٦٠‏)‏ ان الذين يظهرون الحكمة بإطاعة المسيح لا يمكنهم ان يتحوَّلوا عن اتمام تفويضهم للكرازة برسالة الملكوت.‏ فالحكمة الالهية تجعلهم مدركين ان هذا العالم وحكامه محكوم عليهم بالهلاك.‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ ومؤيدو سلطان اللّٰه يعرفون ان الرجاء الحقيقي الوحيد للجنس البشري يكمن في التدخل والحكم الالهيين.‏ (‏زكريا ٩:‏١٠‏)‏ ولذلك فيما لا يؤمن اولئك الذين يملكون حكمة هذا العالم بملكوت اللّٰه ولا يريدون هذه الحكومة السماوية،‏ يفعل الناس الذين تقودهم الحكمة الالهية ما يجلب الفائدة الحقيقية لرفقائهم البشر،‏ مُعِدِّين اياهم للحياة الابدية في عالم يهوه الجديد الموعود به.‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

‏«عند الهالكين جهالة»‏

١٠ (‏أ)‏ عندما اهتدى شاول الطرسوسي،‏ اي عمل تبنَّى،‏ وكيف اعتبره؟‏ (‏ب)‏ بماذا كان اليونانيون القدماء معروفين،‏ ولكن كيف اعتبر اللّٰه حكمتهم؟‏

١٠ ان شاول الطرسوسي،‏ الذي صار بولس رسول يسوع المسيح،‏ تبنَّى هذا العمل المنقذ الحياة.‏ فهل من المنطقي التفكير ان يسوع المسيح عندما هدى شاول كان يعيِّنه لينهمك في نشاط متصف بالجهالة؟‏ لم يعتقد بولس ذلك.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٦‏)‏ وفي ذلك الوقت كان اليونانيون يُعتبرون الشعب الاكثر ميلا الى التفكير في العالم.‏ وقد افتخروا بفلاسفتهم العظماء ورجالهم الحكماء.‏ ومع ان بولس تكلم اليونانية،‏ فهو لم يتَّبع الفلسفة والتعليم اليونانيين.‏ ولماذا؟‏ لأن حكمة لهذا العالم كهذه انما هي جهالة عند اللّٰه.‏a لقد طلب بولس الحكمة الالهية التي دفعته الى الكرازة بالبشارة من بيت الى بيت.‏ والكارز الاعظم في كل الازمان،‏ يسوع المسيح،‏ كان قد رسم المثال وأرشده ليقوم بالعمل عينه.‏ —‏ لوقا ٤:‏٤٣؛‏ أعمال ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢٦:‏١٥-‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏١٦‏.‏

١١ من حيث الجوهر،‏ ماذا قال بولس عن تفويضه للكرازة وحكمة العالم؟‏

١١ يقول بولس هذا الامر عن تفويضه ليكرز:‏ «المسيح .‏ .‏ .‏ يرسلني .‏ .‏ .‏ لأُبشِّر.‏ لا بحكمة كلام لئلا يتعطَّل صليب المسيح.‏ فإن كلمة الصليب [ذبيحة يسوع الفدائية] عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهي قوة اللّٰه.‏ لأنه مكتوب سأُبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء.‏ اين الحكيم [كالفيلسوف].‏ اين الكاتب.‏ اين مُباحِث هذا الدهر.‏ ألم يجهِّل اللّٰه حكمة هذا العالم.‏ لأنه اذ كان العالم في حكمة اللّٰه لم يعرف اللّٰه (‏بحكمته)‏ استحسن اللّٰه ان يخلِّص المؤمنين بجهالة الكرازة.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏١٧-‏٢١‏.‏

١٢ ماذا ينجز يهوه بواسطة «جهالة الكرازة،‏» وكيف سيتجاوب اولئك الذين يريدون «الحكمة التي من فوق»؟‏

١٢ ومهما بدا الامر غير معقول،‏ فإن الذين يدعوهم العالم جهالا هم انفسهم الذين يستخدمهم يهوه ككارزين له.‏ نعم،‏ بواسطة جهالة خدمة هؤلاء الكارزين،‏ يخلِّص اللّٰه اولئك الذين يؤمنون.‏ ويرتِّب يهوه الامور بحيث لا يمكن للكارزين بهذه ‹الجهالة،‏› ان يمجِّدوا انفسهم،‏ ولا يمكن للبشر الآخرين ان يمجِّدوا بحقّ اولئك الذين سمعوا بواسطتهم البشارة.‏ والامر هو كذلك لكي «لا يفتخر كل ذي جسد امام [اللّٰه].‏» (‏١ كورنثوس ١:‏٢٨-‏٣١؛‏ ٣:‏٦،‏ ٧‏)‏ صحيح ان الكارز يلعب دورا مهما،‏ ولكنَّ الرسالة التي فُوِّض اليه ان يكرز بها هي ما يعمل على تخليص الشخص اذا آمن بها.‏ وأولئك الذين يريدون «الحكمة التي من فوق» لن يحتقروا رسالة الكارز لأنه يبدو جاهلا ووضيعا،‏ يجري اضطهاده،‏ ويذهب من بيت الى بيت.‏ وعوض ذلك،‏ سيحترم الودعاء المنادي بالملكوت بصفته كارزا مفوَّضا من يهوه وآتيا باسم اللّٰه.‏ وسيعلِّقون اهمية كبيرة على الرسالة التي يجلبها الكارز بكلمة الفم وبالصفحة المطبوعة.‏ —‏ يعقوب ٣:‏١٧؛‏ ١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏.‏

١٣ (‏أ)‏ كيف نظر اليهود واليونانيون الى الكرازة بالمسيح مصلوبا؟‏ (‏ب)‏ من اية فِرَق من الناس لم يُدعَ كثيرون ان يكونوا أتباعا ليسوع،‏ ولماذا؟‏

١٣ واذ يتابع مناقشته لطرق اللّٰه،‏ يقول بولس:‏ «لان اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة.‏ ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة.‏ وأما للمدعوِّين يهودا ويونانيين فبالمسيح قوة اللّٰه وحكمة اللّٰه.‏ لأن جهالة اللّٰه احكم من الناس.‏ وضعف اللّٰه اقوى من الناس.‏ فانظروا دعوتكم ايها الاخوة أنْ ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء بل اختار اللّٰه جهَّال العالم ليخزي الحكماء.‏ واختار اللّٰه ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء.‏» —‏ ١ كورنثوس ١:‏٢٢-‏٢٧‏؛‏ قارنوا اشعياء ٥٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

١٤ (‏أ)‏ اذا سُئلوا عن اوراق اعتمادهم،‏ فإلى ماذا يشير شهود يهوه؟‏ (‏ب)‏ لماذا رفض بولس ان يرضي اليونانيين بأي عرض لحكمة العالم؟‏

١٤ عندما كان يسوع على الارض،‏ سأل اليهودُ آية من السماء.‏ (‏متى ١٢:‏٣٨،‏ ٣٩؛‏ ١٦:‏١‏)‏ ولكنَّ يسوع رفض ان يعطي اية آية.‏ وعلى نحو مماثل،‏ لا يبرز شهود يهوه اليوم اية اوراق اعتماد شبيهة بآ‌يات.‏ ولكنهم يشيرون الى تفويضهم للكرازة بالبشارة،‏ كما هو مسجَّل في آيات الكتاب المقدس مثل اشعياء ٦١:‏١،‏ ٢؛‏ مرقس ١٣:‏١٠؛‏ ورؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏ واليونانيون القدماء كانوا يطلبون حكمة،‏ تعليما عاليا في امور هذا العالم.‏ وفيما كان بولس مثقَّفا بحكمة هذا العالم،‏ رفض ان يرضي اليونانيين بأيّ عرض لها.‏ (‏أعمال ٢٢:‏٣‏)‏ فتكلم وكتب باليونانية العامية التي لعامة الشعب،‏ بدلا من اليونانية التقليدية.‏ قال بولس للكورنثيين:‏ «لما اتيت اليكم ايها الاخوة اتيت ليس بسمو الكلام او الحكمة مناديا لكم بشهادة اللّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ كلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١-‏٥‏.‏

١٥ بماذا يذكِّر بطرس المستهزئين بالبشارة،‏ وكيف تكون الحالة الحاضرة شبيهة بتلك التي لايام نوح؟‏

١٥ والمستهزئون في هذه الايام الاخيرة ببشارة عالم اللّٰه الجديد القادم وبالنهاية المقتربة لهذا العالم يذكِّرهم الرسول بطرس بأن العالم في ايام نوح «فاض عليه الماء فهلك.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٣-‏٧‏)‏ واذ واجه النهاية المفجعة،‏ ماذا فعل نوح؟‏ يفكِّر فيه اناس كثيرون كمجرد بانٍ للفلك.‏ ولكنَّ بطرس يقول ان اللّٰه عندما جلب الطوفان على العالم القديم،‏ «حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر.‏‏» (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وبحكمتهم العالمية،‏ لا شك ان اولئك الفجار الذين عاشوا قبل الطوفان هزأوا بما كرز به نوح ودعوه جاهلا،‏ غير واقعي،‏ وعاجزا عن القيام بأمور عملية.‏ واليوم،‏ يواجه المسيحيون الحقيقيون حالة مماثلة،‏ لان يسوع قارن جيلنا بذاك الذي لايام نوح.‏ ولكن على الرغم من المستهزئين فإن الكرازة ببشارة الملكوت هي اكثر من مجرد كلام.‏ فكالكرازة التي قام بها نوح،‏ انها تعني الخلاص للكارز ولأولئك الذين يسمعونه!‏ —‏ متى ٢٤:‏٣٧-‏٣٩؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٦‏.‏

‏‹صائرين جهالا للصيرورة حكماء›‏

١٦ ماذا سيحدث لحكمة هذا العالم في هرمجدون،‏ ومَن سينجون الى عالم اللّٰه الجديد؟‏

١٦ قريبا،‏ في هرمجدون،‏ سيبيد يهوه اللّٰه كل «حكمة الحكماء».‏ وسيرفض كل «فهم الفهماء» الذين تكهَّنوا بكيفية جَلْب نظامهم العالمي الجديد احوالا افضل للجنس البشري.‏ و«قتال ذلك اليوم العظيم يوم اللّٰه القادر على كل شيء» سيرمِّد كل سَفْسطات،‏ فلسفات،‏ وحكمة هذا العالم.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏١٩؛‏ رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦‏)‏ والاشخاص الوحيدون الذين سينجون من تلك الحرب ويكسبون الحياة في عالم اللّٰه الجديد هم اولئك الذين يطيعون ما يدعوه هذا العالم جهالة —‏ نعم،‏ بشارة ملكوت يهوه المجيدة.‏

١٧ كيف يصير شهود يهوه ‹جهَّالا،‏› وماذا يصمِّم الكارزون بالبشارة الذين للّٰه على فعله؟‏

١٧ ان شهود يهوه،‏ الذين يقودهم روحه،‏ لا يستحون بأن يكرزوا بما يدعوه العالم جهالة.‏ وعوض ان يحاولوا ان يكونوا حكماء عالميا،‏ يصيرون ‹جهَّالا.‏› كيف؟‏ بالقيام بعمل الكرازة بالملكوت لكي يكونوا حكماء،‏ كما كتب بولس:‏ «إن كان احد يظنّ انه حكيم بينكم في هذا الدهر فليصرْ جاهلا لكي يصير حكيما.‏» (‏١ كورنثوس ٣:‏١٨-‏٢٠‏)‏ فالكارزون بالبشارة الذين ليهوه يعرفون القيمة المنقذة الحياة لرسالتهم وسيستمرون في الكرازة بها دون توقُّف حتى نهاية هذا العالم وحكمته في حرب هرمجدون.‏ وقريبا،‏ سيبرِّئ يهوه اللّٰه سلطانه الكوني ويجلب الحياة الابدية لكل الذين يؤمنون ويعملون الآن بحسب «جهالة الكرازة.‏»‏

‏[الحاشية]‏

a على الرغم من كل المناقشات والمباحثات الفلسفية للرجال الحكماء في اليونان القديمة،‏ تُظهِر كتاباتهم انهم لم يجدوا اساسا حقيقيا للرجاء.‏ يوضح الپروفسوران ج.‏ ر.‏ س.‏ ستيرِت وسامْيَل أنْڠِس:‏ «ما من مؤلَّفات ادبية تحتوي على مقدار اكبر من المراثي الحزينة على مآ‌سي الحياة،‏ زوال الحب،‏ خداع الرجاء،‏ وقسوة الموت.‏» —‏ قاموس فَنك وواڠنَلز «القانوني» الجديد للكتاب المقدس،‏ ١٩٣٦،‏ الصفحة ٣١٣.‏

ما هي اجوبتكم؟‏

◻ اي نوعين من الحكمة هنالك؟‏

◻ ما هو الخلل الاساسي في حكمة العالم؟‏

◻ لماذا الكرازة بالبشارة هي الامر العملي اكثر لفعله؟‏

◻ ماذا سيحدث قريبا لكل حكمة العالم؟‏

◻ لماذا لا يستحي شهود يهوه بأن يكرزوا بما يدعوه العالم جهالة؟‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٣]‏

اليونانيون كانوا يطلبون حكمة عالمية وكثيرا ما اعتبروا كرازة بولس جهالة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة