مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • شهود يهوه —‏ التحدّي الجراحي/‏الاخلاقي
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • لا يشعر الشهود بأن الكتاب المقدس يعلِّق مباشرة على زرع الاعضاء؛‏ ولذلك فإن القرارات المتعلقة بزرع القرنية،‏ الكلية،‏ او نسيج آخر يجب ان يتخذها الشاهد الفرد.‏

      الجراحة الرئيسية ممكنة

      مع ان الجراحين تجنبوا في اغلب الاحيان معالجة الشهود اذ ظهر ان موقفهم من استعمال منتجات الدم «يكبِّل يدي الطبيب،‏» فإن كثيرين من الاطباء اختاروا الآن ان ينظروا الى الوضع كمجرد مضاعفة اضافية تتحدّى مهارتهم.‏ وبما ان الشهود لا يعترضون على سوائل الاستبدال الغَرَوانية colloid او البِلَّوْرانية crystalloid‏،‏ ولا على المِكواة الكهربائية electrocautery‏،‏ التخدير الخافض للضغط،‏٣ او هبوط الحرارة hypothermia‏،‏ فقد جرى استخدام هذه بنجاح.‏ والاستعمالات الحالية والعتيدة للـ‍ hetastarch‏،‏٤ الحقنات الوريدية ذات الجرعات الكبيرة لدِكستران الحديد،‏٥و٦ و «المِبضع الصوتي» sonic scalpel٧ يُرجى النجاح لها ولا يوجد اعتراض ديني عليها.‏ وأيضا اذا ثبت ان بديل الدم المُفَلْوَر (‏Fluosol-DA‏)‏ الذي جرى تطويره حديثا آمِن وفعال،‏٨ فلن يتضارب استعماله مع معتقدات الشهود.‏

      في السنة ١٩٧٧ اخبر اوت وكولي٩ عن ٥٤٢ عملية قلبية وعائية أُنجزت للشهود دون نقل دم واستنتجا ان القيام بهذا الاجراء ممكن «بخطر منخفض على نحو مقبول.‏» واستجابة لطلبنا قام كولي مؤخرا بمراجعة احصائية لـ‍ ٠٢٦‏,‏١ عملية،‏ ٢٢ ٪ منها لقاصرين،‏ وحدَّد «ان خطر الجراحة في مرضى فريق شهود يهوه لم يكن فعليا اعلى مما للآخرين.‏» وعلى نحو مماثل،‏ ابلغ مايكل إ.‏ دبغي،‏ الدكتور في الطب،‏ «انه في الغالبية العظمى للحالات [التي تشمل الشهود] لا يكون خطر العملية بدون استعمال نقل الدم اكبر مما في المرضى الذين نستعمل لهم نقل الدم» (‏اتصال شخصي،‏ آذار ١٩٨١)‏.‏ وتسجل المطبوعات ايضا عمليات جراحية رئيسية ناجحة في المسالك البولية١٠ وجراحة العظام.‏١١ ويكتب ج.‏ دين ماكيوِن MacEwen‏،‏ الدكتور في الطب،‏ وج.‏ ريتشارد بُوِين Bowen‏،‏ الدكتور في الطب،‏ ان التثبيت الخلفي للفقرات posterior spinal fusion «قد أُنجز بنجاح لـ‍ ٢٠ [شاهدا] قاصرا» (‏معلومات غير منشورة،‏ آب ١٩٨١)‏.‏ ويضيفان:‏ «يحتاج الجراح ان يوطِّد فلسفة احترام حق المريض في رفض نقل الدم ولكن ان يُنجز مع ذلك الاجراءات الجراحية بطريقة تسمح بالامان للمريض.‏»‏

      ويخبر هربزمن١٢ عن نجاح في حالات،‏ بما فيها بعض الحالات التي تتعلق بالاحداث،‏ «بفقدان دم هائل بسبب الرضّ.‏» ويعترف بأن «الشهود هم الى حد ما في ظرف غير مؤات عندما يصل الامر الى متطلبات الدم.‏ ولكن من الواضح جدا ايضا اننا نملك بدائل للاستبدال الدموي.‏» واذ لاحظ ان جراحين كثيرين شعروا بالاحجام عن قبول الشهود كمرضى بسبب «الخوف من العواقب القانونية،‏» اظهر ان ذلك ليس همّا وجيها.‏

      الهموم القانونية والقاصرون

      يوقِّع الشهود حالا استمارة الجمعية الطبية الاميركية التي تعفي الاطباء والمستشفيات من المسؤولية،‏١٣ ويحمل معظم الشهود بطاقة تنبيه طبي مؤرخة وموقَّعة من شاهدين ومعدَّة باستشارة سلطات طبية وقانونية.‏ وهاتان الوثيقتان مُلزِمتان للمريض (‏او وضعه)‏ وتقدِّمان الحماية للاطباء،‏ لان القاضي وارن برڠر رأى ان ملاحقة سوء السلوك المهني «ستبدو غير مدعومة» حيث جرى توقيع تنازل كهذا.‏ وكذلك،‏ اذ علَّق على ذلك في تحليل لِـ‍ «المعالجة الطبية القسرية والحرية الدينية،‏» كتب پارِس١٤ يقول:‏ «أخبر مُعلِّق تفحَّص المطبوعة،‏ ‹لم استطع ان اجد ايّ اساس للبيان بأن الطبيب سيجلب على نفسه مسؤولية .‏ .‏ .‏ اجرامية .‏ .‏ .‏ بفشله في فرض نقل الدم على المريض الرافض.‏› ويبدو ان المخاطرة هي نتاج فكر قانوني خصب اكثر منه امكانية واقعية.‏»‏

      وتقدِّم العناية بالقاصرين الهمّ الاعظم،‏ مما يُسفر في اغلب الاحيان عن اجراء قانوني ضد الوالدين بمقتضى تشريعات اهمال الاولاد.‏ ولكن يَشك في مثل هذه الاجراءات الاطباء والمحامون الكثيرون الملمّون بدعاوى الشهود،‏ الذين يعتقدون ان الآباء الشهود ينشدون العناية الطبية الجيدة لاولادهم.‏ واذ لا يرغب الشهود في التملّص من مسؤوليتهم الابوية او نقلها الى قاضٍ او طرف ثالث آخر،‏ يحثون على منح الاعتبار لمبادئ العائلة الدينية.‏ وكتب١٥ الدكتور ا.‏ د.‏ كيلي،‏ امين السر السابق للجمعية الطبية الكندية ان «والدي القاصرين وأقرب انسباء المرضى غير الواعين لهم الحق في تفسير ارادة المريض.‏ .‏ .‏ .‏ لا تعجبني اجراءات المحكمة الصورية التي اجتمعت في الساعة ٠٠:‏٢ بعد منتصف الليل لنزع ولد من رعاية والده.‏»‏

      من البديهي ان تكون للآباء كلمة في رعاية اولادهم كما عندما تجري مواجهة احتمالات الخطر والفائدة للجراحة،‏ الاشعة او المعالجة الكيميائية.‏ ولاسباب ادبية تتجاوز قضية خطر نقل الدم،‏١٦ يطلب الوالدون الشهود ان يجري استعمال مداواة غير محرَّمة دينيا.‏ وهذا يتفق مع المبدإ الطبي لمعالجة «الشخص ككل،‏» دون التغاضي عن الضرر النفسي الاجتماعي الدائم الممكن لاجراءٍ متعدٍّ ينتهك معتقدات العائلة الاساسية.‏ وفي اغلب الاحيان،‏ تقبل الآن مراكز كبيرة في انحاء البلد لها خبرة مع الشهود نقل المرضى من المؤسسات غير الراغبة في معالجة الشهود،‏ حتى في حالات طب الاطفال.‏

      تحدّي الطبيب

      قد يبدو،‏ على نحو مفهوم،‏ ان الاعتناء بشهود يهوه يشكِّل مأزقا للطبيب الذي وقف نفسه لحفظ الحياة والصحة باستخدام كل الوسائل التقنية الموجودة تحت تصرفه.‏ وفي افتتاحية تقدَّمت سلسلة من المقالات عن الجراحة الرئيسية للشهود اعترف هارڤي،‏١٧ «انني اجد تلك المعتقدات التي قد تتعارض مع عملي مزعجة.‏» لكنه اضاف:‏ «ولعلنا ننسى بسهولة كبيرة ان الجراحة حرفة تعتمد على الاساليب التقنية الشخصية للافراد.‏ والتقنية يمكن تحسينها.‏»‏

      وقد تنبَّه الپروفسور بولوكي١٨ لتقرير مزعج بأن احد المستشفيات الاكثر انشغالا،‏ التي تعالج الرضوض trauma في مقاطعة داد،‏ فلوريدا،‏ لديه «سياسة شاملة تقضي برفض معالجة» الشهود.‏ وأوضح ان «معظم الاجراءات الجراحية لهذا الفريق من المرضى تقترن بخطر اقل من المعتاد.‏» وأضاف:‏ «مع ان الجراحين قد يشعرون بأنهم يُحرمون اداة من ادوات الطب الحديث .‏ .‏ .‏ فإنني مقتنع بأنهم سيتعلَّمون الكثير باجراء العمليات لهؤلاء المرضى.‏»‏

      وعوض اعتبار المريض الشاهد مشكلة،‏ يقبل عدد اكبر فاكبر من الاطباء الوضع كتحدٍّ طبي.‏ وفي مواجهة التحدّي طوَّروا مقياسا من الممارسة لاجل هذا الفريق من المرضى مقبولا في العديد من المراكز الطبية في ارجاء البلد.‏ ويزوِّد هؤلاء الاطباء في الوقت عينه العناية الفضلى للخير العام للمريض.‏ وكما لاحظ ڠاردنر وغيره١٩‏:‏ «مَن سيستفيد اذا شُفي داء المريض الجسماني ولكن جرى التساهل في الحياة الروحية مع اللّٰه،‏ كما يراها هو،‏ مما يؤدي الى حياة بلا معنى وربما اسوأ من الموت نفسه.‏»‏

      يدرك الشهود انه،‏ من الناحية الطبية،‏ يبدو ان اقتناعهم الذي يتمسكون به بثبات يضيف درجة من الخطر وقد يعقِّد العناية بهم.‏ وبناء على ذلك،‏ يُظهرون اجمالا تقديرا غير عادي للعناية التي ينالونها.‏ واضافة الى حيازتهم العناصر الحيوية للايمان العميق وارادة قوية للعيش،‏ يتعاونون بسرور مع الاطباء والهيئة الطبية.‏ وهكذا يتَّحد المريض والطبيب كلاهما في مواجهة هذا التحدّي الفريد.‏

      المراجع

      Brooklyn,‎ NY,‎ Watchtower Bible and Tract Society,‎ 1977,‎ pp.‎ 1-64.‎ Jehovah’s Witnesses and the Question of Blood.‎ 1.‎

      1978;99 )June 15(:29-31.‎ The Watchtower 2.‎

      1978;239:181.‎ JAMA 3.‎ Hypotensive anesthesia facilitates hip surgery,‎ MEDICAL NEWS.‎

      1981;23:16.‎ Med Lett Drugs Ther 4.‎ Hetastarch )Hespan(—a new plasma expander.‎

      1980;243:1726-1731.‎ JAMA 5.‎ Hamstra RD,‎ Block MH,‎ Schocket AL:Intravenous iron dextran in clinical medicine.‎

      1980;2:647-654.‎ Contemp Orthop 6.‎ Lapin R: Major surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

      1981;22:1,‎30.‎ Med Trib 7.‎ Fuerst ML: ‘Sonic scalpel’ spares vessels.‎

      1980;243:719-724.‎ JAMA 8.‎ Gonzáles ER: The saga of ‘artificial blood’: Fluosol a special boon to Jehovah’s Witnesses.‎

      1977;238:1256-1258.‎ JAMA 9.‎ Ott DA,‎ Cooley DA: Cardiovascular surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

      1972;72:2524-2527.‎ NY State J Med 10.‎ Roen PR,‎ Velcek F: Extensive urologic surgery without blood transfusion.‎

      1980;2:655-658.‎ Contemp Orthop 11.‎ Nelson CL,‎ Martin K,‎ Lawson N,‎ et al: Total hip replacement without transfusion.‎

      1980;12:73-76.‎ Emerg Med 12.‎ Herbsman H: Treating the Jehovah’s Witness.‎

      Chicago,‎ American Medical Association,‎ 1976,‎ p.‎ 83.‎ Medicolegal Forms With Legal Analysis.‎ 13.‎

      1975;10:1-35.‎ Univ San Francisco Law Rev ?14.‎ Paris JJ: Compulsory medical treatment and religious freedom: Whose law shall prevail

      1967;96:432.‎ Can Med Assoc J 15.‎ Kelly AD: Aequanimitas

      1981;245:1120.‎ JAMA 16.‎ Kolins J: Fatalities from blood transfusion.‎

      1980;2:629.‎ Contemp Orthop 17.‎ Harvey JP: A question of craftsmanship.‎

      1981;51:25-26.‎ Miami Med 18.‎ Bolooki H: Treatment of Jehovah’s Witnesses: Example of good care.‎

      1976;76:765-766.‎ NY State J Med 19.‎ Gardner B,‎ Bivona J,‎ Alfonso A,‎ et al: Major surgery in Jehovah’s Witnesses.‎

  • الدم:‏ اختيار مَن وضمير مَن؟‏
    كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏
    • الملحق

      الدم:‏ اختيار مَن وضمير مَن؟‏

      بقلم ج.‏ لووِل ديكسون،‏ دكتور في الطب

      مُعاد طبعها باذن مجلة الطب لولاية نيويورك New York State Journal of Medicine‏،‏ ١٩٨٨؛‏ ٨٨:‏٤٦٣-‏٤٦٤،‏ حقوق الطبع للجمعية الطبية لولاية نيويورك.‏

      يأخذ الاطباء على انفسهم تطبيق معرفتهم،‏ مهاراتهم،‏ وخبرتهم في محاربة المرض والموت.‏ ولكن،‏ ماذا إن رفض مريض معالجة موصى بها؟‏ سيحدث ذلك على الارجح اذا كان المريض شاهدا ليهوه وكانت المعالجة دما كاملا،‏ كريَّات دم حُمرا مجمَّعة،‏ پلازما،‏ او صُفيحات.‏

      عندما يصل الامر الى استعمال الدم يمكن ان يشعر الطبيب بأن اختيار المريض للمعالجة غير الدموية سيكبِّل ايدي الهيئة الطبية المخلصة.‏ ومع ذلك،‏ يجب ان لا ينسى المرء ان هنالك مرضى غير شهود يهوه يختارون في اغلب الاحيان ان لا يتبعوا توصيات طبيبهم.‏ واستنادا الى اپلبوم وروث،‏١ فإن ١٩ ٪ من المرضى في مستشفيات التعليم رفضوا معالجة او اجراء واحدا على الاقل،‏ مع ان ١٥ ٪ من حالات الرفض هذه «كانت على نحو محتمل تشكل خطرا على الحياة.‏»‏

      والنظرة العامة ان «الطبيب يعرف اكثر» تجعل معظم المرضى يذعنون لمهارة طبيبهم ومعرفته.‏ ولكن كم يكون خطرا على نحو يصعب ادراكه ان يعمل الطبيب وكأن هذه العبارة واقع علمي وأن يعالج المرضى وفق ذلك.‏ صحيح ان تدريبنا،‏ إجازتنا،‏ وخبرتنا الطبية تعطينا امتيازات بارزة في الميدان الطبي.‏ ولكن لمرضانا حقوق.‏ وكما ندرك على الارجح،‏ فإن القانون (‏وحتى الدستور)‏ يعطي وزنا اكبر للحقوق.‏

      على جدران معظم المستشفيات يرى المرء «وثيقة حقوق المريض» معروضة.‏ وأحد هذه الحقوق هو الموافقة المؤسسة على معلومات،‏ التي يمكن ان تُدعى بدقة اكثر الاختيار المؤسس على معلومات.‏ فبعد ان يجري اعلام المريض بالنتائج المحتمَلة لشتى المعالجات (‏او لعدم المعالجة)‏،‏ فإنه سيذعن لاختياره هو.‏ وفي مستشفى البرت آينشتاين في برونكس،‏ نيويورك،‏ ذكرت سياسة اولية بخصوص نقل الدم وشهود يهوه:‏ «ان ايّ مريض راشد غير عديم الاهلية له الحق في رفض المعالجة مهما كان رفض كهذا ضارا بصحته.‏»‏٢

      وفي حين قد يُعرب الاطباء عن الهموم ازاء المبادئ الاخلاقية او المسؤولية،‏ شدَّدت المحاكم على اولوية اختيار المريض.‏٣ وقد ذكرت محكمة استئناف نيويورك ان «حق المريض في تقرير مجرى معالجته [هو] فوق كل شيء .‏ .‏ .‏ ولا يمكن الاعتبار ان الطبيب ينتهك مسؤولياته القانونية او المهنية عندما يكرم حق مريض راشد كامل الاهلية في رفض المعالجة الطبية.‏»‏٤ ولاحظت هذه المحكمة ايضا ان «الاستقامة الاخلاقية للمهنة الطبية،‏ مع انها مهمة،‏ لا يمكن ان ترجح على حقوق الفرد الجوهرية المؤكَّدة هنا.‏ وحاجات ورغبات الفرد،‏ لا مطالب المؤسَّسة،‏ هي التي تكون فوق كل شيء.‏»‏٥

      عندما يرفض شاهد الدم يمكن ان يشعر الاطباء بأوجاع الضمير لتوقُّع فعل ما يبدو انه اقل من الحد الاقصى.‏ ولكنّ ما يطلب الشاهد من الاطباء ذوي الضمير الحي ان يفعلوه هو تزويد افضل عناية بديلة ممكنة في هذه الظروف.‏ ونحن في احيان كثيرة لا بد ان نبدِّل مداواتنا لتتكيَّف مع الظروف،‏ كفَرْط ضغط الدم،‏ ألِرجيا شديدة للمضادات الحيوية،‏ او عدم توافر معدّات غالية معيَّنة.‏ ومع المريض الشاهد،‏ يُطلَب من الاطباء ان يدبِّروا المشكلة الطبية او الجراحية بانسجام مع اختيار المريض وضميره،‏ قراره الادبي/‏الديني ان يُمتنع عن الدم.‏

      تُظهر تقارير عديدة عن عمليات جراحية رئيسية لمرضى شهود انه يمكن لكثيرين من الاطباء،‏ بضمير صالح وبنجاح،‏ ان يتكيَّفوا مع طلب عدم استعمال الدم.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٨١،‏ راجع كولي ٠٢٦‏,‏١ عملية قلبية وعائية،‏ ٢٢ ٪ منها لقاصرين.‏ وحدَّد «ان خطر الجراحة في مرضى فريق شهود يهوه لم يكن فعليا اعلى مما للآخرين.‏»‏٦ وأخبر كمبوريس٧ عن عمليات رئيسية لشهود،‏ بعضهم كان قد «حُرِم المعالجة الجراحية اللازمة على نحو مُلِحّ بسبب رفضهم قبول الدم.‏» وقال:‏ «نال كل المرضى تأكيدات قبل المعالجة ان معتقداتهم الدينية ستُحترَم مهما كانت الظروف في غرفة العمليات.‏ ولم تكن هنالك آثار غير مؤاتية لهذه السياسة.‏»‏

      عندما يكون المريض شاهدا ليهوه،‏ وراء مسألة الاختيار،‏ يبرز الضمير في الصورة.‏ ولا يسع المرء ان يفكر فقط في ضمير الطبيب.‏ فماذا عن ضمير المريض؟‏ ينظر شهود يهوه الى الحياة بصفتها عطية اللّٰه الممثَّلة بالدم.‏ وهم يؤمنون بوصية الكتاب المقدس ان المسيحيين يجب ان ‹يمتنعوا عن الدم› (‏اعمال ١٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏.‏٨ ولذلك،‏ اذا انتهك الطبيب بطريقة ابوية مثل هذه الاقتناعات الدينية العميقة للمريض والتي يتمسَّك بها لأمد طويل،‏ يمكن ان تكون النتيجة مأساوية.‏ وقد لاحظ البابا يوحنا بولس الثاني ان ارغام احد على انتهاك ضميره «هو اوجع ضربة تنزل بالكرامة البشرية.‏ ومن ناحية معيَّنة،‏ انه اسوأ من إنزال الموت الجسدي،‏ او القتل.‏»‏٩

      وفي حين يرفض شهود يهوه الدم لاسباب دينية،‏ يختار عدد اكبر فاكبر من المرضى غير الشهود تجنُّب الدم بسبب مخاطر كالايدز،‏ التهاب الكبد اللا A واللا B‏،‏ وردود الفعل المناعية.‏ ويمكننا ان نقدِّم لهم آراءنا في ما اذا كانت مخاطر كهذه تبدو طفيفة بالمقارنة مع الفوائد.‏ ولكنّ المريض،‏ كما توضح الجمعية الطبية الاميركية،‏ هو «الحَكَم الاخير في ما اذا كان سيوكِل امره الى الحظ بالمعالجة او العملية الموصى بها من الطبيب او سيجازف بالعيش من دونها.‏ هذا هو الحق الطبيعي للفرد،‏ الذي يعترف به القانون.‏»‏١٠

      وبالنسبة الى هذا الامر اثار ماكلين١١ قضية الخطر/‏الفائدة في ما يتعلق بشاهد «جازف بالنزف حتى الموت دون نقل دم.‏» قال تلميذ طبي:‏ «كانت عمليات تفكيره سليمة.‏ وماذا تفعلون عندما تكون المعتقدات الدينية ضد مصدر المعالجة الوحيد؟‏» وفكَّر ماكلين:‏ «يمكن ان نعتقد اعتقادا قويا جدا ان هذا الرجل يقترف خطأ.‏ ولكنّ شهود يهوه يؤمنون بأن نقل الدم اليهم .‏ .‏ .‏ [يمكن ان] يُنتج لعنة ابدية.‏ نحن مدرَّبون على القيام بتحاليل الخطر-‏الفائدة في الطب ولكن اذا وزنتم اللعنة الابدية مقابل الحياة الباقية على الارض يتَّخذ التحليل وجهة نظر مختلفة.‏»‏١١

      وڤِرسيللو ودوپري١٢ في هذا العدد من المجلة يشيران الى In re Osborne لابراز الاهتمام بضمان امن العيال،‏ ولكن كيف جرى حل تلك القضية؟‏ كانت تتعلق بأب لولدين قاصرين مصاب على نحو شديد.‏ وقرَّرت المحكمة انه اذا مات فسيعتني الاقرباء ماديا وروحيا بولديه.‏ وهكذا،‏ كما في حالات حديثة اخرى،‏١٣ لم تجد المحكمة مصلحة للولاية قاهِرة تبرِّر تجاوز اختيار المريض للمعالجة؛‏ ولم يجرِ تفويض التدخُّل القضائي لاجازة معالجة يَعترض عليها بشدة.‏١٤ وبالمعالجة البديلة تعافى المريض واستمر في الاعتناء بعائلته.‏

      أليس صحيحا انه يمكن تدبُّر الغالبية الساحقة للحالات التي جابهها الاطباء،‏ او على الارجح سيجابهونها،‏ بدون دم؟‏ ان ما درسناه ونعرفه على نحو افضل يتعلق بالمشاكل الطبية،‏ ولكنّ المرضى هم كائنات بشرية لا يمكن تجاهل قيَمهم وأهدافهم الفردية.‏ وهم يعرفون على نحو افضل ما يتعلق بأولوياتهم الخاصة،‏ آدابهم الخاصة وضميرهم الخاص،‏ مما يعطي الحياة معنى بالنسبة اليهم.‏

      ان احترام الضمائر الدينية للمرضى الشهود قد يتحدّى مهاراتنا.‏ ولكن اذ نواجه هذا التحدّي نشدِّد على الحريات الثمينة التي نعزّها جميعا.‏ وكما كتب جون ستُوارت مِيل على نحو ملائم:‏ «ما مِن مجتمع لا تُحترم فيه،‏ بالاجمال،‏ هذه الحريات يكون حرا مهما كان شكل حكومته .‏ .‏ .‏ كل فرد هو الوصي المناسب على صحته الخاصة،‏ سواء كان ذلك جسديا،‏ او عقليا وروحيا.‏ والبشر يكونون الرابح الاكبر اذ يحتملون بعضهم بعضا على العيش كما يبدو حسنا لانفسهم،‏ عوضا عن ان يُرغموا كل فرد على العيش كما يبدو حسنا للباقين.‏»‏١٥

      ‏[المراجع]‏

      1983; 250:1296-1301.‎ JAMA 1.‎ Appelbaum PS,‎ Roth LH: Patients who refuse treatment in medical hospitals.‎

      1988; 18)1(:15-20.‎ Hastings Cent Rep 2.‎ Macklin R: The inner workings of an ethics committee: Latest battle over Jehovah’s Witnesses.‎

      478 So 2d 1033 )Miss 1985(.‎ In re Brown,‎ ;(1986) 297 179 Cal App 3d 1127,‎ 225 Cal Rptr Bouvia v Superior Court,‎ 3.‎

      438 NYS 2d 266,‎ 273,‎ 420 NE 2d 64,‎ 71 )NY 1981(.‎ In re Storar,‎ 4.‎

      504 NYS 2d 74,‎ 80 n 6,‎ 495 NE 2d 337,‎ 343 n 6 )NY 1986(.‎ Rivers v Katz,‎ 5.‎

      1981; 246:2471-2472.‎ JAMA 6.‎ Dixon JL,‎ Smalley MG: Jehovah’s Witnesses.‎ The surgical/ethical challenge.‎

      1987; 53:350-356.‎ Am Surg 7.‎ Kambouris AA: Major abdominal operations on Jehovah’s Witnesses.‎

      Brooklyn,‎ NY,‎ Watchtower Bible and Tract Society,‎ 1977,‎ pp 1-64.‎ Jehovah’s Witnesses and the Question of Blood.‎ 8.‎

      January 11,‎ 1982,‎ p A9.‎ NY Times,‎ 9.‎ Pope denounces Polish crackdown.‎

      Chicago,‎ American Medical Association,‎ 1973,‎ p 24.‎ Medicolegal Forms with Legal Analysis.‎ :10.‎ Office of the General Counsel

      January 23,‎ 1984,‎ pp B1,‎ B3.‎ NY Times,‎ 11.‎ Kleiman D: Hospital philosopher confronts decisions of life.‎

      1988; 88:493-494.‎ NY State J Med 12.‎ Vercillo AP,‎ Duprey SV: Jehovah’s Witnesses and the transfusion of blood products.‎

      383 Mass 331,‎ 446 NE 2d 395 )1983(.‎ Taft v Taft,‎ ;(1986) 837 117 AD 2d 44,‎ 501 NYS 2d Randolph v City of New York,‎ ;(1987) (500 So 2d 679 )Fla Dist Ct App Wons v Public Health Trust,‎ 13.‎

      294 A 2d 372 )DC Ct App 1972(.‎ In re Osborne,‎ 14.‎

      Chicago,‎ Encyclopaedia Britannica,‎ Inc,‎ 1952,‎ vol 43,‎ p 273.‎ Great Books of the Western World.‎ :(15.‎ Mill JS: On liberty,‎ in Adler MJ )ed

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة