مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كَرْب في البستان
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • الفصل ١١٧

      كَرْب في البستان

      عندما ينتهي يسوع من الصلاة يرنِّم هو ورسله الـ‍ ١١ الامناء ترانيم تسبيح ليهوه.‏ وبعد ذلك ينزلون من العلية،‏ يخرجون في ظلمة الليل الباردة،‏ ويتجهون عائدين عبر وادي قدرون نحو بيت عنيا.‏ ولكن،‏ في الطريق،‏ يتوقفون في بقعة مفضَّلة،‏ بستان جثسيماني.‏ وهذه تقع في جبل الزيتون او قربه.‏ وكثيرا ما اجتمع يسوع مع رسله هنا بين اشجار الزيتون.‏

      واذ يترك ثمانية من الرسل —‏ ربما قرب مدخل البستان —‏ يوصيهم:‏ «اجلسوا ههنا حتى امضي واصلّي هناك.‏» وبعد ذلك يأخذ الثلاثة الآخرين —‏ بطرس،‏ يعقوب،‏ ويوحنا —‏ ويتقدَّم الى مكان ابعد في البستان.‏ ويشعر يسوع بالحزن والكآ‌بة.‏ «نفسي حزينة جدا حتى الموت،‏» يقول لهم.‏ «امكثوا ههنا واسهروا معي.‏»‏

      اذ يتقدَّم يسوع قليلا يقع على الارض واذ يخرّ على وجهه يبتدئ يصلّي بلجاجة:‏ «يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكأس.‏ ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت.‏» فماذا يعني؟‏ ولماذا هو ‹حزين جدا حتى الموت›؟‏ هل يتراجع عن قراره ان يموت ويزوِّد الفدية؟‏

      كلا على الاطلاق!‏ فيسوع لا يلتمس ان يُعفى من الموت.‏ حتى ان فكرة تجنُّب الموت الفدائي،‏ التي اقترحها بطرس ذات مرة،‏ بغيضة لديه.‏ وبالاحرى،‏ انه في كَرْب لانه يخاف ان تجلب الطريقة التي سيموت بها قريبا —‏ كمجرم حقير —‏ العار على اسم ابيه.‏ وهو يشعر الآن بأنه في ساعات قليلة سيجري تعليقه على خشبة كأسوإ انواع الاشخاص —‏ مجدِّف على اللّٰه!‏ هذا ما يجعله يكتئب.‏

      بعد الصلاة باسهاب،‏ يرجع يسوع ويجد الرسل الثلاثة نياما.‏ واذ يخاطب بطرس،‏ يقول:‏ «أهكذا ما قدرتم ان تسهروا معي ساعة واحدة.‏ اسهروا وصلّوا لئلا تدخلوا في تجربة.‏» ولكن،‏ اذ يعترف بالضغط الذي كانوا تحته وتأخر الساعة،‏ يقول:‏ «أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف.‏»‏

      بعد ذلك يمضي يسوع ثانية ويطلب ان يجيز اللّٰه عنه «هذه الكأس،‏» اي حصة او مشيئة يهوه المعيَّنة له.‏ وعندما يرجع يجد ايضا الثلاثة نياما في حين كان يجب ان يصلّوا لئلا يدخلوا في تجربة.‏ وعندما يكلِّمهم يسوع لا يعرفون بماذا يجيبونه.‏

      وأخيرا،‏ مرة ثالثة،‏ يبتعد يسوع نحو رمية حجر،‏ وعلى ركبتين جاثيتين،‏ وبصراخ شديد ودموع،‏ يصلّي:‏ «يا ابتاه ان شئت ان تجيز عني هذه الكأس.‏» يشعر يسوع بقوة بآ‌لام شديدة بسبب العار الذي سيجلبه موته كمجرم على اسم ابيه.‏ وأن يُتَّهم كمجدِّف —‏ كشخص يلعن اللّٰه —‏ هو تقريبا اكثر من ان يحتمله!‏

      ومع ذلك،‏ يواصل يسوع الصلاة:‏ «ليكن لا ما اريد انا بل ما تريد انت.‏» يُخضِع يسوع طوعا مشيئته لتلك التي للّٰه.‏ وعندئذ يظهر ملاك من السماء ويقوّيه ببعض الكلمات المشجِّعة.‏ وعلى الارجح،‏ يخبر الملاك يسوع بأنه يحظى بابتسامة رضى ابيه.‏

      ولكن،‏ يا له من ثقل على كتفي يسوع!‏ فحياته الابدية الخاصة وتلك التي لكامل الجنس البشري تبقى معلَّقة.‏ والضغط العاطفي هائل.‏ لذلك يواصل يسوع الصلاة بأشد لجاجة،‏ ويصير عرقه كقطرات دم اذ تنزل على الارض.‏ «مع ان ذلك ظاهرة نادرة جدا،‏» تلاحظ مجلة الجمعية الطبية الاميركية،‏ «فان العرق الدامي .‏ .‏ .‏ قد يحدث في حالات عاطفية شديدة.‏»‏

      بعدئذ يرجع يسوع للمرة الثالثة الى رسله،‏ ومرة اخرى يجدهم نياما.‏ انهم منهوكون من الحزن الشديد.‏ «ناموا الآن واستريحوا،‏» يهتف.‏ «يكفي.‏ قد اتت الساعة.‏ هوذا ابن الانسان يُسلَّم الى ايدي الخطاة.‏ قوموا لنذهب.‏ هوذا الذي يسلِّمني قد اقترب.‏»‏

      وفيما هو يتكلم يقترب يهوذا الاسخريوطي يرافقه جمع غفير،‏ حاملين مشاعل ومصابيح وأسلحة.‏ متى ٢٦:‏​٣٠،‏ ٣٦-‏٤٧؛‏ ١٦:‏٢١-‏٢٣؛‏ مرقس ١٤:‏​٢٦،‏ ٣٢-‏٤٣؛‏ لوقا ٢٢:‏٣٩-‏٤٧؛‏ يوحنا ١٨:‏١-‏٣؛‏ عبرانيين ٥:‏٧‏.‏

      ▪ بعد مغادرة العلية،‏ الى اين يقود يسوع الرسل،‏ وماذا يفعل هناك؟‏

      ▪ فيما يسوع يصلّي،‏ ماذا يفعل الرسل؟‏

      ▪ لماذا يسوع في كَرْب،‏ وأي شيء يطلبه من اللّٰه؟‏

      ▪ الى ماذا تشير صيرورة عرق يسوع كقطرات دم؟‏

  • التسليم والايقاف
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • الفصل ١١٨

      التسليم والايقاف

      انها بعد منتصف الليل بكثير حين يقود يهوذا جمعا غفيرا من الجند،‏ رؤساء الكهنة،‏ الفريسيين،‏ وآخرين الى بستان جثسيماني.‏ فقد وافق الكهنة ان يدفعوا ليهوذا ٣٠ قطعة من الفضة ليسلِّم يسوع.‏

      في وقت ابكر،‏ عندما صُرف يهوذا من وجبة الفصح،‏ من الواضح انه ذهب مباشرة الى رؤساء الكهنة.‏ وللوقت جمع هؤلاء خدامهم،‏ بالاضافة الى مجموعة من الجند.‏ وربما قادهم يهوذا اولا الى حيث كان يسوع ورسله قد احتفلوا بالفصح.‏ واذ اكتشفوا انهم غادروا،‏ تبع الجمع الغفير يهوذا حاملين اسلحة ومصابيح ومشاعل الى خارج اورشليم والى عبر وادي قدرون.‏

      واذ يقود يهوذا الموكب صعودا الى جبل الزيتون،‏ يشعر يقينا بأنه يعرف اين يجد يسوع.‏ فخلال الاسبوع الماضي،‏ فيما كان يسوع والرسل يسافرون ذهابا وايابا بين بيت عنيا واورشليم،‏ كثيرا ما توقفوا في بستان جثسيماني ليستريحوا ويتحادثوا.‏ أما الآن،‏ اذ يكون يسوع مخفيا على الارجح في الظلام تحت اشجار الزيتون،‏ فكيف سيحدِّد الجند هويته؟‏ وربما لم يروه من قبل قط.‏ لذلك يزوِّد يهوذا علامة،‏ قائلا:‏ «الذي اقبِّله هو هو.‏ أمسكوه وامضوا به بحرص.‏»‏

      يقود يهوذا الجمع الغفير الى البستان،‏ فيرى يسوع مع رسله،‏ ويذهب مباشرة اليه.‏ «السلام يا سيدي،‏» يقول ويقبِّله برقَّة كبيرة.‏

      ‏«يا صاحب لماذا جئت،‏» يردّ يسوع بسرعة.‏ ثم،‏ اذ يجيب عن سؤاله الخاص،‏ يقول:‏ «يا يهوذا أبقبلة تسلّم ابن الانسان.‏» ولكن يكفي ذلك مسلّمه!‏ فيتقدَّم يسوع الى ضوء المشاعل والمصابيح المشتعلة ويسأل:‏ «مَن تطلبون.‏»‏

      ‏«يسوع الناصري،‏» يأتي الجواب.‏

      ‏«انا هو،‏» يجيب يسوع،‏ فيما يقف بشجاعة امامهم جميعا.‏ واذ يندهشون من جرأته ولا يعرفون ماذا يتوقعون،‏ يرجع الرجال الى الوراء ويسقطون على الارض.‏

      ‏«قد قلت لكم اني انا هو،‏» يتابع يسوع بهدوء.‏ «فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون.‏» وقبل وقت قصير في العلية،‏ كان يسوع قد قال لابيه في الصلاة انه حفظ رسله الامناء ولم يُفقد منهم احد «إلا ابن الهلاك.‏» ولذلك،‏ لكي تتم كلمته،‏ يطلب أن يدَعوا أتباعه يذهبون.‏

      واذ يستعيد الجند رباطة جأشهم،‏ ويقفون،‏ ويبتدئون يوثقون يسوع،‏ يدرك الرسل ما هو على وشك الحدوث.‏ «يا رب أنضرب بالسيف،‏» يسألون.‏ وقبل ان يجيب يسوع،‏ يستعمل بطرس واحدا من السيفين اللذين جلبهما الرسل،‏ ويهاجم مَلْخُس،‏ عبد رئيس الكهنة.‏ فتخطئ ضربة بطرس رأس العبد ولكنها تقطع اذنه اليمنى.‏

      ‏«دعوا الى هذا،‏» يقول يسوع متدخلا.‏ واذ يلمس اذن مَلْخُس،‏ يُبرئ الجرح.‏ ثم يعلِّم درسا مهما،‏ آمرا بطرس:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون.‏ أتظن اني لا استطيع الآن ان اطلب الى ابي فيقدّم لي اكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة.‏»‏

      ان يسوع مستعد لان يجري ايقافه،‏ لانه يوضح:‏ «كيف تكمَّل الكتب أنه هكذا ينبغي ان يكون.‏» ويضيف:‏ «الكأس التي اعطاني الآب ألا اشربها.‏» فهو على اتفاق تام مع مشيئة اللّٰه لاجله!‏

      ثم يخاطب يسوع الجمع.‏ «كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني،‏» يسأل.‏ «كل يوم كنت اجلس معكم أعلِّم في الهيكل ولم تمسكوني.‏ وأما هذا كله فقد كان لكي تكمَّل كتب الانبياء.‏»‏

      عند ذلك يقبض الجند والقائد وخدام اليهود على يسوع ويوثقونه.‏ واذ يرون ذلك،‏ يترك الرسل يسوع ويهربون.‏ ولكنّ شابا —‏ وربما التلميذ مرقس —‏ يبقى بين الجمع.‏ وربما كان في البيت حيث احتفل يسوع بالفصح وبعد ذلك تبع الجمع من هناك.‏ ولكنه الآن يُعرف،‏ فتُصنع محاولة للقبض عليه.‏ أما هو فيترك وراءه إزاره ويهرب بثياب خفيفة.‏ متى ٢٦:‏٤٧-‏٥٦؛‏ مرقس ١٤:‏٤٣-‏٥٢؛‏ لوقا ٢٢:‏٤٧-‏٥٣؛‏ يوحنا ١٧:‏١٢؛‏ ١٨:‏٣-‏٢١‏.‏

      ▪ لماذا يشعر يهوذا يقينا بأنه سيجد يسوع في بستان جثسيماني؟‏

      ▪ كيف يُظهر يسوع الاهتمام برسله؟‏

      ▪ اي اجراء يتخذه بطرس دفاعا عن يسوع،‏ ولكن ماذا يقول يسوع لبطرس عن ذلك؟‏

      ▪ كيف يكشف يسوع انه على اتفاق تام مع مشيئة اللّٰه لاجله؟‏

      ▪ عندما يترك الرسل يسوع مَن يبقى،‏ وماذا يحدث له؟‏

  • اخذُه الى حنّان،‏ ثم الى قيافا
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • الفصل ١١٩

      اخذُه الى حنّان،‏ ثم الى قيافا

      يسوع،‏ الموثَق كمجرم رديء،‏ يُساق الى حنّان،‏ رئيس الكهنة السابق ذي السلطة.‏ كان حنّان رئيس الكهنة عندما اذهل يسوع وهو غلام في الـ‍ ١٢ من العمر المعلمين الربانيين في الهيكل.‏ وفي ما بعد خدم بعض ابناء حنّان كرؤساء كهنة،‏ وحاليا يشغل صهره قيافا هذا المركز.‏

      يُساق يسوع اولا على الارجح الى بيت حنّان بسبب بروز رئيس الكهنة هذا لفترة طويلة في الحياة الدينية اليهودية.‏ وهذا التوقّف لرؤية حنّان يتيح الوقت لرئيس الكهنة قيافا لعقد المجمع،‏ المحكمة العليا اليهودية ذات الـ‍ ٧١ عضوا،‏ فضلا عن تجميع شهود زور.‏

      والآن يسأل رئيس الكهنة حنّان يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه.‏ لكنّ يسوع يجيب:‏ «انا كلَّمت العالم علانية.‏ انا علَّمت كل حين في المجمع وفي الهيكل حيث يجتمع اليهود دائما.‏ وفي الخفاء لم اتكلَّم بشيء.‏ لماذا تسألني انا.‏ اسأل الذين قد سمعوا ماذا كلَّمتهم.‏ هوذا هؤلاء يعرفون ماذا قلت انا.‏»‏

      عندئذ يلطم يسوعَ واحد من الخدام واقف قربه،‏ قائلا:‏ «أهكذا تجاوب رئيس الكهنة.‏»‏

      ‏«ان كنت قد تكلمت رديّا،‏» يجيب يسوع،‏ «فاشهد على الرديّ وان حسنا فلماذا تضربني.‏» بعد هذا التبادل،‏ يرسل حنّان يسوعَ موثقا الى قيافا.‏

      والآن يبدأ جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة،‏ نعم،‏ كامل المجمع،‏ بالتجمّع.‏ وكما يتضح فان مكان اجتماعهم هو بيت قيافا.‏ ان اجراء محاكمة كهذه في ليلة الفصح هو بوضوح ضد الشريعة اليهودية.‏ ولكنّ هذا لا يثني القادة الدينيين عن قصدهم الشرير.‏

      قبل اسابيع،‏ عندما اقام يسوع لعازر،‏ كان اعضاء المجمع قد قرروا في ما بينهم انه يجب ان يموت.‏ وقبل يومين فقط،‏ يوم الاربعاء،‏ تشاورت السلطات الدينية لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه.‏ تصوَّروا،‏ لقد حُكم عليه في الواقع قبل محاكمته!‏

      والجهود الآن جارية لايجاد شهود يزوِّدون دليل زور لكي تُقام قضية ضد يسوع.‏ ولكن لا يمكن ايجاد شهود تتفق شهادتهم.‏ وأخيرا،‏ يتقدَّم اثنان ويؤكدان:‏ «نحن سمعناه يقول اني انقض هذا الهيكل المصنوع بالايادي وفي ثلاثة ايام أبني آخر غير مصنوع بأيادٍ.‏»‏

      ‏«أما تجيب بشيء،‏» يسأل قيافا.‏ «ماذا يشهد به هؤلاء عليك.‏» أما يسوع فيبقى ساكتا.‏ وحتى في هذه التهمة الباطلة،‏ ولخزي المجمع،‏ لا يستطيع الشهود ان يجعلوا رواياتهم تتفق.‏ ولذلك يجرِّب رئيس الكهنة وسيلة مختلفة.‏

      يعرف قيافا مقدار حساسية اليهود تجاه ايّ واحد يدّعي انه ابن اللّٰه.‏ ففي مناسبتين سابقتين دعوا يسوع بغير رويَّة مجدِّفا يستحق الموت،‏ اذ تخيَّلوا قبلا على نحو خاطئ انه يدّعي كونه مساويا للّٰه.‏ فيطلب قيافا الآن بمكر:‏ «أستحلفك باللّٰه الحي ان تقول لنا هل انت المسيح ابن اللّٰه.‏»‏

      بصرف النظر عما يفكِّر فيه اليهود،‏ فان يسوع هو ابن اللّٰه حقا.‏ والبقاء ساكتا يمكن ان يُفسَّر انكارا لكونه المسيح.‏ لذلك يجيب يسوع بشجاعة:‏ «انا هو.‏ وسوف تبصرون ابن الانسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء.‏»‏

      عند ذلك يمزِّق قيافا ثيابه في عرض مثير ويهتف:‏ «قد جدَّف.‏ ما حاجتنا بعد الى شهود.‏ ها قد سمعتم تجديفه.‏ ماذا ترون.‏»‏

      ‏«انه مستوجب الموت،‏» يعلن المجمع.‏ ثم يبدأون بالاستهزاء به،‏ ويقولون اشياء كثيرة عليه مجدِّفين.‏ ويلطمون وجهه ويبصقون فيه.‏ وآخرون يغطّون كامل وجهه ويلكمونه ويقولون بتهكّم:‏ «تنبّأ لنا ايها المسيح من ضربك.‏» ان هذا التصرف المؤذي وغير القانوني يحدث في اثناء ليلة المحاكمة.‏ متى ٢٦:‏٥٧-‏٦٨؛‏ ٢٦:‏​٣،‏ ٤؛‏ مرقس ١٤:‏٥٣-‏٦٥؛‏ لوقا ٢٢:‏​٥٤،‏ ٦٣-‏٦٥؛‏ يوحنا ١٨:‏١٣-‏٢٤؛‏ ١١:‏٤٥-‏٥٣؛‏ ١٠:‏٣١-‏٣٩؛‏ ٥:‏١٦-‏١٨‏.‏

      ▪ الى اين يُساق يسوع اولا،‏ وماذا يحصل له هناك؟‏

      ▪ الى اين يؤخذ يسوع ثانيا،‏ ولأي قصد؟‏

      ▪ كيف يتمكَّن قيافا من جعل المجمع يعلن ان يسوع يستحق الموت؟‏

      ▪ اي تصرف مؤذ وغير قانوني يحدث في اثناء المحاكمة؟‏

  • انكار في الدار
    اعظم انسان عاش على الاطلاق
    • الفصل ١٢٠

      انكار في الدار

      بعد تركهما يسوع في بستان جثسيماني وهربهما خوفا مع باقي الرسل،‏ يتوقف بطرس ويوحنا عن هربهما.‏ وربما يلحقان يسوع حين يؤخذ الى بيت حنّان.‏ وعندما يرسله حنّان الى رئيس الكهنة قيافا يتبعه بطرس ويوحنا من بعيد،‏ ممزَّقَين كما يبدو بين الخوف على حياتهما واهتمامهما العميق بما سيحدث لمعلِّمهما.‏

      واذ يصلان الى مسكن قيافا الفسيح،‏ يتمكن يوحنا من الدخول الى الدار،‏ لانه معروف عند رئيس الكهنة.‏ وأما بطرس فيبقى واقفا عند الباب خارجا.‏ ولكنّ يوحنا يعود بسرعة ويكلِّم البوابة،‏ احدى الجواري،‏ فيُسمح لبطرس بالدخول.‏

      والآن هنالك برد،‏ وكان عبيد وخدام رئيس الكهنة قد اضرموا جمرا.‏ فينضم بطرس اليهم ليستدفئ فيما ينتظر نهاية محاكمة يسوع.‏ وهناك،‏ في ضوء النار،‏ تتفرس فيه البوابة التي ادخلته.‏ «وأنت كنت مع يسوع الجليلي،‏» تهتف.‏

      واذ يضطرب عند تحديد هويته،‏ ينكر بطرس قدامهم جميعا معرفته يسوع.‏ «لست ادري ولا افهم ما تقولين،‏» يقول.‏

      عند ذلك يخرج بطرس الى قرب الدهليز.‏ وهناك تراه فتاة اخرى وتقول ايضا لاولئك الواقفين:‏ «وهذا كان مع يسوع الناصري.‏» فينكره بطرس مرة ثانية بقسم:‏ «اني لست اعرف الرجل.‏»‏

      يبقى بطرس في الدار،‏ محاولا ألا يلفت النظر قدر المستطاع.‏ وربما في تلك اللحظة يفزعه صياح الديك في ظلمة الصباح الباكر.‏ في هذه الاثناء تكون محاكمة يسوع جارية،‏ ومن الواضح انها تُدار في قسم من البيت اعلى من الدار.‏ ولا شك ان بطرس والآخرين الذين ينتظرون في الاسفل يرون مجيء وذهاب مختلف الشهود الذين يجري ادخالهم للشهادة.‏

      مضى نحو ساعة منذ حُدِّدت مؤخرا هوية بطرس بصفته رفيقا ليسوع.‏ والآن يجيء اليه عدد من القيام ويقولون:‏ «حقا انت ايضا منهم فان لغتك تظهرك.‏» وواحد من الفريق هو نسيب مَلْخُس،‏ الذي قطع بطرس اذنه.‏ «أما رأيتك انا معه في البستان،‏» يقول.‏

      ‏«اني لا اعرف الرجل،‏» يؤكِّد بطرس باحتداد.‏ وبالحقيقة،‏ يحاول ان يقنعهم بأنهم جميعا مخطئون اذ يلعن ويحلف على القضية،‏ مستنزلا في الواقع الشر على نفسه ان لم يكن يقول الحقيقة.‏

      وفيما يقوم بطرس بهذا الانكار الثالث يصيح الديك.‏ وفي هذه اللحظة يلتفت يسوع،‏ الذي خرج كما يبدو الى الشرفة التي تطلّ على الدار،‏ وينظر اليه.‏ وفي الحال يتذكَّر بطرس ما قاله يسوع منذ ساعات قليلة فقط في العلية:‏ «قبل ان يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات.‏» واذ يسحقه ثقل خطيته،‏ يخرج بطرس الى خارج ويبكي بكاء مرا.‏

      فكيف يمكن ان يحدث ذلك؟‏ وكيف يمكن لبطرس،‏ بعد ان كان متأكِّدا جدا من قوته الروحية،‏ ان ينكر معلِّمه ثلاث مرات في تعاقب سريع؟‏ لا شك ان الظروف فاجأت بطرس دون ان يدري.‏ فالحقيقة تُحرَّف،‏ ويسوع يوصف كمجرم حقير.‏ وما هو صواب يبدو خاطئا،‏ والبريء مذنبا.‏ لذلك،‏ بسبب ضغوط المناسبة،‏ يخسر بطرس اتزانه.‏ وفجأة يتشوَّش شعوره اللائق بالولاء؛‏ ولتعاسته يُشِلّه خوف الانسان.‏ فنرجو ان لا يحدث ذلك لنا ابدا!‏ متى ٢٦:‏​٥٧،‏ ٥٨،‏ ٦٩-‏٧٥؛‏ مرقس ١٤:‏​٣٠،‏ ٥٣،‏ ٥٤،‏ ٦٦-‏٧٢؛‏ لوقا ٢٢:‏٥٤-‏٦٢؛‏ يوحنا ١٨:‏١٥-‏١٨،‏ ٢٥-‏٢٧‏.‏

      ▪ كيف يدخل بطرس ويوحنا الى دار رئيس الكهنة؟‏

      ▪ فيما يكون بطرس ويوحنا في الدار،‏ ماذا يجري في البيت؟‏

      ▪ كم مرة يصيح الديك،‏ وكم مرة ينكر بطرس معرفته المسيح؟‏

      ▪ ماذا يعني ان يلعن بطرس ويحلف؟‏

      ▪ ماذا يجعل بطرس ينكر انه يعرف يسوع؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة