-
بداية يوم حاسماعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١٠٥
بداية يوم حاسم
عندما يغادر يسوع اورشليم يوم الاثنين مساء يعود الى بيت عنيا في المنحدر الشرقي لجبل الزيتون. لقد انتهى يومان من خدمته الختامية في اورشليم. ودون شك، يقضي يسوع الليلة مرة اخرى مع صديقه لعازر. هذه هي ليلته الرابعة التي قضاها في بيت عنيا منذ وصوله من اريحا يوم الجمعة.
والآن، باكرا في صباح يوم الثلاثاء، ١١ نيسان قمري، يكون هو وتلاميذه في الطريق من جديد. ويتبيَّن ان هذا هو يوم حاسم في خدمة يسوع، الاكثر انشغالا حتى الآن. انه اليوم الاخير الذي يَظهر فيه في الهيكل. وهو اليوم الاخير لخدمته العلنية قبل محاكمته وتنفيذ الحكم فيه.
يتخذ يسوع وتلاميذه الطريق عينها على جبل الزيتون نحو اورشليم. وبجانب هذه الطريق من بيت عنيا يلاحظ بطرس الشجرة التي لعنها يسوع في الصباح السابق. «يا سيدي انظر،» يهتف، «التينة التي لعنْتَها قد يبست.»
ولكن لماذا قضى يسوع على الشجرة؟ يشير الى السبب عندما يمضي قائلا: «الحق أقول لكم ان كان لكم ايمان ولا تشكّون فلا تفعلون امر التينة فقط بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل [جبل الزيتون الذي عليه يقفون] انتقل وانطرح في البحر فيكون. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه.»
اذًا، بجعل الشجرة تيبس، يزوِّد يسوع تلاميذه درسا منظورا في حاجتهم الى امتلاك الايمان باللّٰه. وكما يذكر: «كل ما تطلبونه حينما تصلّون فآمنوا ان تنالوه فيكون لكم.» يا له من درس مهم ليتعلَّموه، وخصوصا بالنظر الى الامتحانات المروِّعة التي كانت ستأتي قريبا. ولكن هنالك رابط آخر بين جعل شجرة التين تيبس وصفة الايمان.
لأمة اسرائيل، كشجرة التين هذه، مظهر خادع. فمع ان الامة هي في علاقة عهد مع اللّٰه وقد تبدو ظاهريا متقيِّدة بفرائضه، فقد اثبتت انها بدون ايمان، فارغة من الثمر الجيد. وبسبب عدم الايمان فانها في طور رفض ابن اللّٰه الخاص! وهكذا، بجعل شجرة التين غير المثمرة تيبس، يُظهر يسوع على نحو تصويري ماذا ستكون النتيجة النهائية لهذه الامة العديمة الايمان والعديمة الثمر.
بعد قليل يدخل يسوع وتلاميذه اورشليم، وكعادتهم يذهبون الى الهيكل، حيث يبتدئ يسوع بالتعليم. واذ يتذكر رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب دون شك عمل يسوع في اليوم السابق ضد الصرّافين، يتحدَّونه: «بأيّ سلطان تفعل هذا ومن اعطاك هذا السلطان.»
يجيب يسوع قائلا: «وانا ايضا اسألكم كلمة واحدة فإن قلتم لي عنها اقول لكم انا ايضا بأيّ سلطان افعل هذا. معمودية يوحنا من اين كانت. من السماء أم من الناس.»
يبدأ الكهنة والشيوخ بالتشاور في ما بينهم كيف يجيبون. «ان قلنا من السماء يقول لنا فلماذا لم تؤمنوا به. وان قلنا من الناس نخاف من الشعب. لان يوحنا عند الجميع مثل نبي.»
لا يعرف الرؤساء بماذا يردّون. فيجيبون يسوع: «لا نعلم.»
فيقول يسوع ايضا: «ولا انا اقول لكم بأيّ سلطان افعل هذا.» متى ٢١:١٩-٢٧؛ مرقس ١١:١٩-٣٣؛ لوقا ٢٠:١-٨.
▪ ما هو المهم في ما يتعلق بيوم الثلاثاء، ١١ نيسان قمري؟
▪ اي درسين يزوِّدهما يسوع عندما يجعل شجرة التين تيبس؟
▪ كيف يجيب يسوع اولئك الذين يسألون بأيّ سلطان يفعل الامور؟
-
-
يشهَّرون بإيضاحين عن الكرماعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١٠٦
يشهَّرون بإيضاحين عن الكرم
يسوع في الهيكل. وقد اربك قبل قليل القادة الدينيين الذين طلبوا ان يعرفوا بسلطان مَن يفعل الامور. وقبل ان يُفيقوا من ارتباكهم يسأل يسوع: «ماذا تظنون.» ثم بواسطة ايضاح، يُظهر لهم ايّ نوع من الاشخاص هم حقا.
«كان لإنسان ابنان،» يروي يسوع. «فجاء الى الاول وقال يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي. فأجاب وقال ما اريد. ولكنه ندم اخيرا ومضى. وجاء الى الثاني وقال كذلك. فأجاب وقال ها انا يا سيد. ولم يمضِ. فأيّ الاثنين عمل ارادة الأب،» يسأل يسوع.
«الاول،» يجيب خصومه.
لذلك يشرح يسوع: «الحق اقول لكم ان العشارين والزواني يسبقونكم الى ملكوت اللّٰه.» وفي الواقع، رفض العشارون والزواني في البداية ان يخدموا اللّٰه. ولكن بعد ذلك، كالابن الاول، تابوا وخدموه فعلا. ومن جهة اخرى، ادّعى القادة الدينيون، كالابن الثاني، انهم يخدمون اللّٰه، ولكن كما يلاحظ يسوع: «يوحنا [المعمدان] جاءكم في طريق الحق فلم تؤمنوا به. وأمّا العشارون والزواني فآمنوا به. وأنتم اذ رأيتم لم تندموا اخيرا لتؤمنوا به.»
يُظهر يسوع بعد ذلك ان فشل القادة الدينيين هؤلاء ليس في مجرد اهمال خدمة اللّٰه. كلا، بل هم في الواقع رجال اشرار اردياء. «كان انسان رب بيت،» يروي يسوع، «غرس كرما وأحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلّمه الى كرامين وسافر. ولمّا قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين ليأخذ اثماره. فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. ثم ارسل ايضا عبيدا آخرين اكثر من الاولين. ففعلوا بهم كذلك.»
ان ‹العبيد› هم الانبياء الذين ارسلهم ‹رب البيت،› يهوه اللّٰه، الى ‹كرامي كرمه.› وهؤلاء الكرامون هم الممثِّلون القياديون لأمة اسرائيل، الامة التي يحدِّد الكتاب المقدس هويتها بصفتها «كرم» اللّٰه.
وبما ان «الكرامين» يسيئون معاملة ‹العبيد› ويقتلونهم، يشرح يسوع: «فأخيرا ارسل [صاحب الكرم] اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. وأمّا الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث. هلمّوا نقتله ونأخذ ميراثه. فأخذوه وأخرجوه خارج الكرم وقتلوه.»
والآن، اذ يخاطب القادة الدينيين، يسأل يسوع: «متى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين.»
«(لأنهم) اردياء،» يجيب القادة الدينيون، «يهلكهم هلاكا رديّا ويسلِّم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها.»
وهكذا من غير علم ينادون بالدينونة على انفسهم، اذ انهم مشمولون بين «الكرامين» الاسرائيليين لِـ «كرم» يهوه القومي لإسرائيل. والثمر الذي يتوقَّعه يهوه من كرامين كهؤلاء هو الايمان بابنه، المسيّا الحقيقي. ولسبب فشلهم في تزويد ثمر كهذا يحذِّر يسوع: «أمَا قرأتم قط في الكتب [في المزمور ١١٨:٢٢، ٢٣]. الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قِبَل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا. لذلك اقول لكم ان ملكوت اللّٰه يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل اثماره. ومن سقط على هذا الحجر يترضَّض ومن سقط هو عليه يسحقه.»
يدرك الكتبة ورؤساء الكهنة الآن ان يسوع يتكلَّم عليهم، ويريدون ان يقتلوه، «الوارث» الشرعي. وهكذا فإن امتياز الكينونة حكاما في ملكوت اللّٰه يُنزع منهم كأمة، وتُخلق امة جديدة من ‹كرامي الكرم،› امة تنتج اثمارا ملائمة.
ولأن القادة الدينيين يخافون من الجموع، الذين يعتبرون يسوع نبيا، لا يحاولون قتله في هذه المناسبة. متى ٢١:٢٨-٤٦؛ مرقس ١٢:١-١٢؛ لوقا ٢٠:٩-١٩؛ اشعياء ٥:١-٧.
▪ مَن يمثِّل الابنان في ايضاح يسوع الاول؟
▪ في الايضاح الثاني مَن يجري تمثيلهم بِـ ‹رب البيت،› «الكرم،» «الكرامين،» ‹العبيد،› و «الوارث»؟
▪ ماذا سيحدث لـ ‹كرامي الكرم،› ومَن سيحل محلّهم؟
-
-
إيضاح وليمة العرساعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١٠٧
إيضاح وليمة العرس
بواسطة إيضاحين شهَّر يسوع الكتبة ورؤساء الكهنة، وهم يريدون ان يقتلوه. ولكنّ يسوع لم ينتهِ منهم. فيمضي ليذكر لهم إيضاحا آخر ايضا، قائلا:
«يشبه ملكوت السموات انسانا ملكا صنع (وليمة عرس) لابنه. وأرسل عبيده ليدعوا المدعوّين الى (وليمة) العرس فلم يريدوا ان يأتوا.»
ان يهوه اللّٰه هو الملك الذي يُعدّ وليمة عرس لابنه، يسوع المسيح. وأخيرا، ستتَّحد العروس من الأتباع الممسوحين الـ ٠٠٠,١٤٤ بيسوع في السماء. ورعايا الملك هم شعب اسرائيل الذين، عند إدخالهم في عهد الناموس سنة ١٥١٣ قم، نالوا فرصة الصيرورة «مملكة كهنة.» وهكذا، في تلك المناسبة، قُدِّمت لهم في الاصل الدعوة الى وليمة العرس.
ولكنّ الدعوة الاولى لأولئك المدعوّين لم تخرج حتى خريف سنة ٢٩ بم حين بدأ يسوع وتلاميذه (عبيد الملك) بعمل كرازتهم بالملكوت. ولكنّ الاسرائيليين الطبيعيين الذين نالوا هذه الدعوة الصادرة عن العبيد من سنة ٢٩ بم الى سنة ٣٣ بم لم يريدوا ان يأتوا. فأعطى اللّٰه امة المدعوّين فرصة اخرى، كما يسرد يسوع:
«فأرسل ايضا عبيدا آخرين قائلا قولوا للمدعوّين هوذا غدائي أعددته. ثيراني ومسمَّناتي قد ذُبحت وكل شيء معدّ. تعالوا الى (وليمة) العرس.» ان هذه الدعوة الثانية والاخيرة لأولئك المدعوّين ابتدأت يوم الخمسين سنة ٣٣ بم حين سُكب الروح القدس على أتباع يسوع. واستمرت هذه الدعوة حتى سنة ٣٦ بم.
ولكنّ الاغلبية العظمى من الاسرائيليين رفضت ايضا هذه الدعوة بازدراء. «تهاونوا ومضوا،» يقول يسوع، «واحد الى حقله وآخر الى تجارته. والباقون امسكوا عبيده وشتموهم وقتلوهم.» «فلمّا سمع الملك،» يتابع يسوع، «غضب وأرسل جنوده وأهلك اولئك القاتلين وأحرق مدينتهم.» وحدث ذلك سنة ٧٠ بم حين دكّ الرومان اورشليم الى الحضيض وقُتل اولئك القاتلون.
ثم يشرح يسوع ما حدث في تلك الاثناء: «ثم قال [الملك] لعبيده أمّا (وليمة العرس فجاهزة) وأمّا المدعوون فلم يكونوا مستحقين. فاذهبوا الى (الطرق المؤدية الى خارج المدينة) وكل من وجدتموه فادعوه الى (وليمة) العرس.» وفعل العبيد ذلك، «فامتلأ العرس من المتكئين.»
ان عمل جمع الضيوف هذا من الطرق خارج مدينة المدعوّين ابتدأ سنة ٣٦ بم. وقائد المئة الروماني كرنيليوس وعائلته كانوا اول المجموعين غير اليهود غير المختونين. وتجميع غير اليهود هؤلاء، الذين هم جميعا بدلاء لأولئك الذين رفضوا الدعوة في الاصل، قد استمر الى القرن الـ ٢٠.
ويكون خلال القرن الـ ٢٠ ان العرس يصير ممتلئا. ويروي يسوع ما يحدث بعدئذ، قائلا: «فلمّا دخل الملك لينظر المتكئين رأى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس. فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا وليس عليك لباس العرس. فسكت. حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه ويديه وخذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.»
ان الرجل الذي بدون لباس العرس يمثِّل المسيحيين الزائفين للعالم المسيحي. فاللّٰه لم يعترف بهؤلاء قط كأشخاص يملكون إثبات الهوية اللائق كإسرائيليين روحيين. واللّٰه لم يمسحهم قط بالروح القدس كورثة للملكوت. لذلك يُطرحون خارجا الى الظلمة حيث سيعانون الهلاك.
ويختتم يسوع إيضاحه بالقول: «لأن كثيرين يُدعَون وقليلين يُنتخبون.» اجل، كان هنالك كثيرون مدعوّون من امة اسرائيل ليصيروا اعضاء عروس المسيح، ولكنّ قليلين فقط من الاسرائيليين الطبيعيين جرى اختيارهم. ومعظم الضيوف الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين ينالون المكافأة السماوية يتبرهن انهم غير اسرائيليين. متى ٢٢:١-١٤؛ خروج ١٩:١-٦؛ رؤيا ١٤:١-٣.
▪ مَن هم اولئك المدعوّون في الاصل الى وليمة العرس، ومتى قُدِّمت الدعوة لهم؟
▪ متى تخرج الدعوة اولا لأولئك المدعوّين، ومَن هم العبيد المستخدَمون لإصدارها؟
▪ متى تُقدَّم الدعوة الثانية، ومَن يُدعَون بعدئذ؟
▪ مَن يجري تمثيلهم بالرجل الذي بدون لباس العرس؟
▪ مَن هم الكثيرون المدعوّون، والقليلون المنتخَبون؟
-
-
يفشلون في إيقاع يسوع في شركاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١٠٨
يفشلون في إيقاع يسوع في شرك
يسوع يعلِّم في الهيكل، وقد قال لأعدائه الدينيين منذ قليل ثلاثة إيضاحات تشهِّر شرَّهم، فيغضب الفريسيون ويتشاورون ليوقعوه في شركِ قولِ شيءٍ يمكنهم من اجله اعتقاله. فيدبِّرون مكيدة ويرسلون تلاميذهم مع الهيرودسيين ليحاولوا ان يوقعوه.
«يا معلِّم،» يقول هؤلاء الرجال، «نعلم انك صادق وتعلِّم طريق اللّٰه بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر الى وجوه الناس. فقل لنا ماذا تظن. أيجوز ان تُعطى جزية لقيصر أم لا.»
لا ينخدع يسوع بالاطراء. فهو يدرك انه اذا قال، ‹كلا، لا يجوز او يحق دفع هذه الجزية،› يصير مذنبا بالتحريض على العصيان على رومية. ولكن اذا قال، ‹نعم، يجب ان تدفعوا هذه الجزية،› يبغضه اليهود الذين يكرهون عبوديتهم لرومية. لذلك يجيب: «لماذا تجرِّبونني يا مراؤون. أروني معاملة الجزية.»
وعندما يقدِّمون له واحدة يسأل: «لمَن هذه الصورة والكتابة.»
«لقيصر،» يجيبون.
«أعطوا اذًا ما لقيصر لقيصر وما للّٰه للّٰه.» وعندما يسمع هؤلاء الرجال جواب يسوع البارع يتعجَّبون. فيمضون ويتركونه وشأنه.
وإذ يرون فشل الفريسيين في ان يجدوا علَّة على يسوع، يقترب اليه الصدوقيون، الذين يقولون ليس قيامة، ويسألونه: «يا معلِّم قال موسى إن مات احد وليس له اولاد يتزوَّجْ اخوه بامرأته ويُقِمْ نسلا لأخيه. فكان عندنا سبعة إخوة وتزوَّج الاول ومات. وإذ لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه. وكذلك الثاني والثالث الى السبعة. وآخر الكل ماتت المرأة ايضا. ففي القيامة لمَن من السبعة تكون زوجة. فإنها كانت للجميع.»
فيجيب يسوع ويقول: «أليس لهذا تضلون اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة اللّٰه. لأنهم متى قاموا من الاموات لا يزوِّجون ولا يزوَّجون بل يكونون كملائكة في السموات. وأمّا من جهة الاموات انهم يقومون أفما قرأتم في كتاب موسى في امر العلَّيقة كيف كلَّمه اللّٰه قائلا انا إله ابرهيم وإله اسحق وإله يعقوب. ليس هو إله اموات بل إله احياء. فأنتم اذًا تضلون كثيرا.»
ومجدَّدا يندهش الجموع من جواب يسوع. حتى ان قوما من الكتبة يُقِرّون: «يا معلِّم حسنا قلتَ.»
وعندما يرى الفريسيون ان يسوع أبكمَ الصدوقيين يجتمعون اليه معا. وبغية امتحانه اكثر، يسأل واحد من الكتبة بينهم: «يا معلِّم اية وصية هي العظمى في الناموس.»
فيجيب يسوع: «ان اول كل الوصايا هي اسمع يا اسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية الاولى. وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك. ليس وصية اخرى اعظم من هاتين.» وفي الواقع، يضيف يسوع: «بهاتين الوصيتين يتعلَّق الناموس كله والانبياء.»
«جيدا يا معلِّم. بالحق قلتَ،» يوافق الكاتب. «لأنه اللّٰه واحد وليس آخر سواه. ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي افضل من جميع المحرقات والذبائح.»
وإذ يرى ان الكاتب اجاب بعقل، يقول له يسوع: «لست بعيدا عن ملكوت اللّٰه.»
لثلاثة ايام الآن — الاحد، الاثنين، والثلاثاء — يعلِّم يسوع في الهيكل. والناس سمعوه بسرور، ومع ذلك يريد القادة الدينيون ان يقتلوه، لكنّ محاولاتهم حتى الآن قد خابت. متى ٢٢:١٥-٤٠؛ مرقس ١٢:١٣-٣٤؛ لوقا ٢٠:٢٠-٤٠.
▪ اية مكيدة يدبِّرها الفريسيون لإيقاع يسوع في شرك، وماذا كان سينتج لو اعطى جوابا بنعم او لا؟
▪ كيف يحبط يسوع ايضا محاولات الصدوقيين لإيقاعه في شرك؟
▪ اية محاولة اضافية يقوم بها الفريسيون لامتحان يسوع، وماذا تكون النتيجة؟
▪ خلال خدمته الاخيرة في اورشليم، كم يوما يعلِّم يسوع في الهيكل، وبأي تأثير؟
-
-
يسوع يشهِّر مقاوميهاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١٠٩
يسوع يشهِّر مقاوميه
لقد اربك يسوع تماما مقاوميه الدينيين حتى انهم يخافون ان يسألوه عن ايّ شيء اضافي. فيأخذ المبادرة ليفضح جهلهم. «ماذا تظنون في المسيح،» يستفسر. «ابن مَن هو.»
«ابن داود،» يجيب الفريسيون.
وعلى الرغم من ان يسوع لا ينكر ان داود هو سلف المسيح او المسيّا في الجسد، يسأل: «فكيف يدعوه داود بالروح [في المزمور ١١٠] ربًّا قائلا قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع اعداءك موطئا لقدميك. فإنْ كان داود يدعوه ربًّا فكيف يكون ابنه.»
يصمت الفريسيون لأنهم لا يعرفون الهوية الحقيقية للمسيح، او الممسوح. فالمسيّا ليس مجرد متحدِّر بشري من داود، كما يؤمن الفريسيون بوضوح، بل كان موجودا في السماء وكان ارفع مقاما من داود، او ربَّه.
وإذ يلتفت الآن الى الجموع وتلاميذه، يحذِّر يسوع من الكتبة والفريسيين. وبما ان هؤلاء يعلِّمون شريعة اللّٰه، وقد ‹جلسوا على كرسي موسى،› يحثّ يسوع: «كل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.» ولكنه يضيف: «حسب اعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون.»
انهم مراؤون، ويسوع يشهِّرهم تماما باللغة عينها التي شهَّرهم بها فيما كان يتعشّى في بيت فريسي قبل اشهر. «وكل اعمالهم يعملونها،» يقول، «لكي تنظرهم الناس.» وهو يزوِّد امثلة، ملاحظا:
«يعرِّضون (العُلَب المحتوية على آيات التي يلبسونها كواقيات).» وهذه العُلَب الصغيرة نسبيا، التي تُلبس على الجبهة او على الذراع، تحتوي على اربعة اجزاء من الشريعة: خروج ١٣:١-١٠، ١١-١٦؛ وتثنية ٦:٤-٩؛ ١١:١٣-٢١. إلاّ ان الفريسيين يزيدون حجم هذه العُلَب ليعطوا الانطباع انهم غيورون للناموس.
ويتابع يسوع انهم «يعظِّمون اهداب ثيابهم.» ففي العدد ١٥:٣٨-٤٠ يؤمر الاسرائيليون بأن يصنعوا اهدابا في ثيابهم، إلاّ ان الفريسيين يصنعون اهدابهم اكبر مما يصنعها ايّ شخص آخر. فكل شيء يُصنع للتباهي! «ويحبون المتَّكأ الاول،» يعلن يسوع.
ومن المحزن ان تلاميذه تأثَّروا بهذه الرغبة في البروز. لذلك ينصح: «وأمّا انتم فلا تُدعوا سيدي لأن معلِّمكم واحد المسيح وأنتم جميعا اخوة. ولا تَدعوا لكم ابا على الارض لأن اباكم واحد الذي في السموات. ولا تُدعوا معلِّمين لأن معلِّمكم واحد المسيح.» فيجب ان يتحرَّر التلاميذ من الرغبة في ان يكونوا الاول! «اكبركم يكون خادما لكم،» ينصح يسوع.
ثم يتلفَّظ بسلسلة من الويلات على الكتبة والفريسيين، داعيا اياهم تكرارا مرائين. انهم ‹يغلقون ملكوت السموات قدام الناس،› يقول، وهم ‹الذين يأكلون بيوت الارامل ولعلَّة يطيلون الصلاة.›
«ويل لكم ايها القادة العميان،» يقول يسوع. فهو يدين النقص في القيم الروحية لدى الفريسيين، كما هو ظاهر من التمييزات التعسُّفية التي يصنعونها. على سبيل المثال، يقولون، ‹ليس بشيء اذا حلف احد بالهيكل، ولكنّ المرء يلتزم اذا حلف بذهب الهيكل.› فبوضعهم التشديد على ذهب الهيكل اكثر ممّا على القيمة الروحية لمكان العبادة هذا، يكشفون عن عماهم الادبي.
ثم، كما فعل في وقت ابكر، يدين يسوع الفريسيين لانهم يهملون «اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان،» فيما يمنحون انتباها عظيما لتعشير، او دفع عُشر، الحشائش التافهة.
ويدعو يسوع الفريسيين «القادة العميان الذين يُصَفُّون عن البعوضة ويبلعون الجمل.» فهم يُصَفُّون خمرهم من البعوضة لا لمجرد انها حشرة بل لأنها نجسة طقسيا. ومع ذلك، فإن تركهم اثقل الناموس يقارَن بابتلاع جمل، حيوان نجس طقسيا ايضا. متى ٢٢:٤١–٢٣:٢٤؛ مرقس ١٢:٣٥-٤٠؛ لوقا ٢٠:٤١-٤٧؛ لاويين ١١:٤، ٢١-٢٤.
▪ لماذا يصمت الفريسيون عندما يسألهم يسوع عمّا قاله داود في المزمور ١١٠؟
▪ لماذا يعظِّم الفريسيون عُلَبهم المحتوية على آيات والاهداب في ثيابهم؟
▪ اية مشورة يعطيها يسوع لتلاميذه؟
▪ اية تمييزات تعسُّفية يصنعها الفريسيون، وكيف يدينهم يسوع لانهم يهملون القضايا الاثقل؟
-
-
إكمال الخدمة في الهيكلاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١١٠
إكمال الخدمة في الهيكل
يسوع يقوم بظهوره الاخير في الهيكل. وفي الواقع، انه يختتم خدمته العلنية على الارض ما عدا حوادث محاكمته وتنفيذ الحكم فيه بعد ثلاثة ايام. والآن يتابع تعنيفه للكتبة والفريسيين.
وثلاث مرات اضافية يصرخ: «ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون.» اولا، ينادي بالويل عليهم لأنهم ينقّون «خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافا ودعارة.» ولذلك ينصح: «نقِّ اولا داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا.»
ثم يتلفَّظ بالويل على الكتبة والفريسيين لأجل الفساد والنتن الداخليين اللذين يحاولون اخفاءهما بالورع الخارجي. «تشبهون قبورا مبيَّضة،» يقول، «تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة.»
وأخيرا، يَظهر رياؤهم في رغبتهم في بناء المدافن للانبياء وتزيينها ليلفتوا الانتباه الى اعمالهم الخيرية. ومع ذلك، كما يكشف يسوع، فانهم «ابناء قتلة الانبياء.» حقا، ان مَن يجرؤ على فضح ريائهم هو في خطر!
وإذ يتابع، ينطق يسوع بكلمات تشهيره الاقوى. «ايها الحيات اولاد الافاعي،» يقول، «كيف تهربون من دينونة (جهنّا).» فجهنّا هي الوادي المستعمل مرمًى لنفايات اورشليم. وهكذا يقول يسوع انه بسبب مواصلة مسلكهم الشرير سيعاني الكتبة والفريسيون الهلاك الابدي.
وفي ما يتعلَّق بأولئك الذين يرسلهم كممثِّلين له يقول يسوع: «منهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة الى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الارض من دم هابيل الصديق الى دم زكريا بن برخيا [المدعو يهوياداع في أخبار الايام الثانية] الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق اقول لكم ان هذا كله يأتي على هذا الجيل.»
فلأن زكريا عنَّف قادة اسرائيل «فتنوا عليه ورجموه بحجارة بأمر الملك في دار بيت الرب.» ولكن، كما ينبئ يسوع، سيدفع اسرائيل لقاء كل دم زكي سُفك كهذا. وهم يدفعون بعد ٣٧ سنة، في السنة ٧٠ بم، عندما تدمِّر الجيوش الرومانية اورشليم ويهلك اكثر من مليون يهودي.
واذ يتأمَّل يسوع في هذه الحالة المرعبة، يكتئب. «يا اورشليم يا اورشليم،» ينادي مرة اخرى، «كم مرةٍ أردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.»
ثم يضيف يسوع: «انكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب.» وذلك اليوم يكون عند حضور المسيح حين يأتي في ملكوته السماوي ويراه الناس بأعين الايمان.
ينتقل يسوع الآن الى مكان حيث يمكنه ان يراقب الخزانة في الهيكل والجموع تلقي المال فيها. فالأغنياء يلقون كثيرا. ولكنْ بعد ذلك تتقدَّم ارملة فقيرة وتلقي فلسين قيمتهما زهيدة جدا.
وإذ يدعو تلاميذه، يقول يسوع: «الحق اقول لكم ان هذه الارملة الفقيرة قد ألقت اكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة.» ولا بدّ انهم يتساءلون كيف يمكن ان يكون هذا. لذلك يشرح يسوع: «الجميع من فضلتهم ألقوا. وأمّا هذه فمن إعوازها ألقت كل ما عندها كل معيشتها.» وبعد قول هذه الامور يغادر يسوع الهيكل للمرة الاخيرة.
وإذ يتعجَّبون من حجم وجمال الهيكل، يهتف واحد من تلاميذه: «يا معلِّم انظر ما هذه الحجارة وهذه الابنية.» وفعلا، يُقال ان الحجارة طولها اكثر من ٣٥ قدما (١١ م)، عرضها اكثر من ١٥ قدما (٥ م)، وارتفاعها اكثر من ١٠ اقدام (٣ م)!
«أتنظر هذه الابنية العظيمة،» يجيب يسوع. «لا يُترك حجر على حجر لا يُنقض.»
وبعد قول هذه الامور يعبر يسوع ورسله وادي قدرون ويصعدون الى جبل الزيتون. ومن هنا يمكنهم ان يتطلَّعوا الى اسفل الى الهيكل البهي. متى ٢٣:٢٥–٢٤:٣؛ مرقس ١٢:٤١–١٣:٣؛ لوقا ٢١:١-٦؛ ٢ أخبار الايام ٢٤:٢٠-٢٢.
▪ ماذا يفعل يسوع خلال زيارته الاخيرة للهيكل؟
▪ كيف يَظهر رياء الكتبة والفريسيين؟
▪ ما المقصود بـ «دينونة (جهنّا)»؟
▪ لماذا يقول يسوع ان الارملة تبرَّعت اكثر من الاغنياء؟
-
-
علامة الايام الاخيرةاعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١١١
علامة الايام الاخيرة
الآن هو الثلاثاء بعد الظهر. وفيما يسوع جالس على جبل الزيتون ينظر الى الهيكل في الاسفل، يأتي اليه على انفراد بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنا. وهم قلقون بشأن الهيكل، لان يسوع قد أنبأ منذ قليل بأنه لا يُترك فيه حجر على حجر.
ولكنْ يبدو ان المزيد ايضا يجول في اذهانهم فيما يتقدَّمون الى يسوع. فقبل اسابيع قليلة كان قد تكلَّم عن ‹(حضوره)،› الوقت «الذي فيه يُظهَر ابن الانسان.» وفي مناسبة أبكر كان قد اخبرهم عن «(اختتام نظام الاشياء).» وهكذا فإن الرسل يحبون كثيرا ان يعرفوا.
«قل لنا،» يقولون، «متى يكون هذا [الذي يؤدِّي الى دمار اورشليم وهيكلها] وما هي علامة (حضورك واختتام نظام الاشياء).» وفي الواقع، ان سؤالهم هو سؤال من ثلاثة اجزاء. اولا، يريدون ان يعرفوا عن نهاية اورشليم وهيكلها، ثم عن حضور يسوع في سلطة الملكوت، وأخيرا عن نهاية كامل نظام الاشياء.
وفي اجابته المطوَّلة يجيب يسوع عن اجزاء السؤال الثلاثة كلها. ويزوِّد علامة تعيِّن متى ينتهي نظام الاشياء اليهودي؛ ولكنه يزوِّد المزيد. فهو يعطي ايضا علامة تنبِّه تلاميذه المقبلين لكي يعرفوا انهم يعيشون في اثناء حضوره وقرب نهاية كامل نظام الاشياء.
وإذ تمرّ السنون، يلاحظ الرسل اتمام نبوة يسوع. نعم، ان الامور عينها التي أنبأ بها تبدأ بالحدوث في ايامهم. وهكذا فإن المسيحيين الذين يكونون احياء بعدَ ٣٧ سنة، في السنة ٧٠ بم، لا يدركهم بغتة دمار النظام اليهودي مع هيكله.
ولكنّ حضور المسيح واختتام نظام الاشياء لا يحصلان في السنة ٧٠ بم. فحضوره في سلطة الملكوت يحدث بعد ذلك بكثير. ولكنْ متى؟ ان التأمُّل في نبوة يسوع يكشف ذلك.
ينبئ يسوع بأنه ستكون هنالك «حروب وأخبار حروب.» و «تقوم امة على امة،» يقول، وتكون مجاعات وزلازل وأوبئة. وتلاميذه يكونون مبغَضين ويُقتلون. ويقوم انبياء كذبة ويضلّون كثيرين. والاثم يكثر ومحبة الكثيرين تبرد. وفي الوقت عينه، يُكرز ببشارة ملكوت اللّٰه شهادة لجميع الامم.
وعلى الرغم من ان نبوة يسوع يكون لها اتمام محدود قبل دمار اورشليم في السنة ٧٠ بم، فإن اتمامها الرئيسي يحصل في اثناء حضوره واختتام نظام الاشياء. والمراجعة الدقيقة لحوادث العالم منذ السنة ١٩١٤ تكشف ان نبوة يسوع البالغة الاهمية تختبر اتمامها الرئيسي منذ تلك السنة.
والجزء الآخر من العلامة التي يعطيها يسوع هو ظهور «رجسة الخراب.» ففي السنة ٦٦ بم تظهر هذه الرجسة في شكل «جيوش» رومية التي تحيط بأورشليم وتقوِّض جدار الهيكل. ان ‹الرجسة› تقوم حيث لا ينبغي.
وفي اتمام العلامة الرئيسي، الرجسة هي عصبة الامم وخليفتها، الامم المتحدة. وهذه المنظمة للسلام العالمي يَنظر اليها العالم المسيحي كبديل لملكوت اللّٰه. فما أرجس هذا! لذلك، في الوقت المحدَّد، سترتدّ القوى السياسية المقترنة بهيئة الامم على العالم المسيحي (المرموز اليه بأورشليم) وتخرِّبه.
وهكذا ينبئ يسوع: «يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» وفي حين ان دمار اورشليم في السنة ٧٠ بم يكون ضيقا عظيما فعلا، بمقتل اكثر من مليون وفق التقارير، فهو ليس ضيقا اعظم من الطوفان العالمي في ايام نوح. لذلك فإن الاتمام الرئيسي لهذا القسم من نبوة يسوع سيتحقق بعدُ.
الثقة خلال الايام الاخيرة
اذ يقترب يوم الثلاثاء، ١١ نيسان قمري، من نهايته، يتابع يسوع المناقشة مع رسله في ما يتعلق بعلامة حضوره في سلطة الملكوت ونهاية نظام الاشياء. ويحذرهم من اتِّباع المسحاء الكذبة. فستجري محاولات، يقول، «حتى يُضلوا لو امكن المختارين ايضا.» ولكن، كالعقبان البعيدة النظر، سيجتمع هؤلاء المختارون حيث يوجد الطعام الروحي الحقيقي، اي مع المسيح الحقيقي في حضوره غير المنظور. فهم لن يضلوا ويجتمعوا الى مسيح كاذب.
ان المسحاء الكذبة يمكنهم فقط ان يثبتوا وجودهم المنظور. وعلى سبيل التباين، سيكون حضور يسوع غير منظور. وسيحدث ذلك في اثناء فترة مخيفة من التاريخ البشري، كما يقول يسوع: «تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه.» نعم، ان هذه ستكون الفترة الاكثر اسودادا في وجود الجنس البشري. وسيكون ذلك كما لو ان الشمس تظلم خلال النهار، كما لو ان القمر لا يعطي ضوءه في الليل.
«قوات السموات تتزعزع،» يتابع يسوع. وهكذا يشير الى ان السموات الطبيعية ستتخذ مظهرا منذرا بالشر. فالسموات لن تكون مجرد منطقة للطيور، ولكنها ستمتلئ من الطائرات الحربية، الصواريخ، والمسابر الفضائية. ان الخوف والعنف سيفوقان ايّ شيء جرى اختباره في تاريخ الجنس البشري السابق.
ونتيجة لذلك، يقول يسوع، سيكون هنالك «كرب امم بحيرة. البحر والامواج تضج. والناس يُغشى عليهم من خوف وانتظار ما يأتي على المسكونة.» فعلا، ان هذه الفترة الاكثر اسودادا في الوجود البشري ستؤدي الى الوقت الذي فيه، كما يقول يسوع، «تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض.»
ولكن لن ينوح الجميع عندما ‹يأتي ابن الانسان بقوة› ليدمر نظام الاشياء الشرير هذا. ‹فالمختارون،› الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين سيشتركون مع المسيح في ملكوته السماوي، لن ينوحوا، ولا رفقاؤهم ايضا، اولئك الذين دعاهم يسوع سابقا ‹خرافه الاخر.› وعلى الرغم من عيشهم خلال الفترة الاكثر اسودادا في التاريخ البشري، يتجاوب هؤلاء مع تشجيع يسوع: «متى ابتدأت هذه تكون فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب.»
ولكي يتمكن تلاميذه الذين يحيون خلال الايام الاخيرة من تحديد اقتراب النهاية يعطي يسوع هذا المثل: «انظروا الى شجرة التين وكل الاشجار. متى افرخت تنظرون وتعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب. هكذا انتم ايضا متى رأيتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت اللّٰه قريب. الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل.»
لذلك، عندما يرى تلاميذه الاوجه العديدة المختلفة للعلامة تتم، يجب ان يدركوا ان نهاية نظام الاشياء قريبة وأن ملكوت اللّٰه سيزيل قريبا كل شر. وفي الواقع، ان النهاية ستحدث في غضون مدى حياة الناس الذين يرون اتمام جميع الامور التي ينبئ بها يسوع! واذ ينصح اولئك التلاميذ الذين يكونون احياء خلال الايام الاخيرة الخطيرة، يقول يسوع:
«فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم في خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لانه كالفخ يأتي على جميع الجالسين على وجه كل الارض. اسهروا اذًا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان.»
العذارى الحكيمات والجاهلات
كان يسوع يجيب عن طلب رسله علامة لحضوره في سلطة الملكوت. وهو الآن يزوِّد اوجها اضافية للعلامة في ثلاثة امثال او ايضاحات.
واتمام كل ايضاح سيتمكَّن من ملاحظته اولئك الذين يعيشون خلال حضوره. وهو يقدِّم الاول بالكلمات: «حينئذ يشبه ملكوت السموات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس. وكان خمس منهن حكيمات وخمس جاهلات.»
بعبارة «يشبه ملكوت السموات عشر عذارى،» لا يعني يسوع ان نصف الذين يرثون الملكوت السماوي هم اشخاص جهال والنصف حكماء! كلا، ولكنّه يعني انه في ما يتعلق بملكوت السموات هنالك وجه كهذا او ذاك، او ان الامور المتعلقة بالملكوت ستكون امرا كهذا وذاك.
ترمز العذارى العشر الى كل المسيحيين الذين سينالون او الذين يصرِّحون انهم سينالون الملكوت السماوي. وكان في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم ان الجماعة المسيحية خُطبت للعريس المقام، الممجَّد، يسوع المسيح. ولكنّ العرس كان سيحدث في السماء في وقت غير محدَّد في المستقبل.
في الايضاح، تخرج العذارى العشر بهدف استقبال العريس والانضمام الى موكب العرس. وعندما يصل يُضِئْن طريق الموكب بمصابيحهن، مكرِّمات بذلك اياه فيما يجلب عروسه الى البيت المعدّ لها. ولكنّ يسوع يوضح: «الجاهلات . . . اخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا. وأما الحكيمات فأخذن زيتا في آنيتهن مع مصابيحهن. وفيما أبطأ العريس نَعَسْن جميعهن ونِمْن.»
ان ابطاء العريس المطوَّل يشير الى ان حضور المسيح كملك حاكم سيكون في المستقبل البعيد. وأخيرا يأتي الى عرشه في السنة ١٩١٤. وخلال الليل الطويل قبل ذلك تنام كل العذارى. ولكن لا تجري ادانتهن بسبب ذلك. فادانة العذارى الجاهلات تكون بسبب عدم امتلاكهن زيتا لآنيتهن. ويوضح يسوع كيف استيقظت العذارى قبل وصول العريس: «في نصف الليل صار صراخ هوذا العريس مقبل فاخرُجن للقائه. فقامت جميع اولئك العذارى وأصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات أَعطيننا من زيتكن فان مصابيحنا تنطفئ. فأجابت الحكيمات قائلات لعلَّه لا يكفي لنا ولكُنَّ بل اذهبن الى الباعة وابتعن لكُنَّ.»
يرمز الزيت الى ذاك الذي يبقي المسيحيين الحقيقيين مضيئين كأنوار. هذا هو كلمة اللّٰه الموحى بها التي يتمسك بها المسيحيون جيدا، بالاضافة الى الروح القدس الذي يساعدهم على فهم هذه الكلمة. فالزيت الروحي يمكِّن العذارى الحكيمات من ان ينوِّرن في استقبال العريس خلال الموكب الى وليمة العرس. ولكنّ صف العذارى الجاهلات لا يملكون في انفسهم، في آنيتهم، الزيت الروحي اللازم. لذلك يصف يسوع ما يحدث:
«وفيما [العذارى الجاهلات] ذاهبات ليبتعن [زيتا] جاء العريس والمستعدّات دخلن معه الى العرس وأُغلق الباب. اخيرا جاءت بقية العذارى ايضا قائلات يا سيّد يا سيّد افتح لنا. فأجاب وقال الحق اقول لكُنَّ اني ما اعرفكنّ.»
بعد أن يصل المسيح في ملكوته السماوي يستيقظ صف العذارى الحكيمات للمسيحيين الممسوحين الحقيقيين الى امتيازهم لينوِّروا في هذا العالم المظلم كليا في الثَّناء على العريس العائد. ولكنّ اولئك الممثَّلين بالعذارى الجاهلات يكونون غير مستعدين ليزوِّدوا ثناء الاستقبال هذا. لذلك عندما يحين الوقت لا يفتح لهم المسيح الباب الى وليمة العرس في السماء. فهو يتركهم خارجا في سواد ليل العالم الاكثر ظلاما، ليبيدوا مع كل فاعلي الاثم الآخرين. «فاسهروا اذًا،» يختتم يسوع، «لانكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة.»
مثل الوزنات
يتابع يسوع المناقشة مع رسله على جبل الزيتون بإخبارهم مثلا آخر، الثاني في سلسلة من ثلاثة. وقبل بضعة ايام، فيما كان في أريحا، اعطى مثل الأمْناء ليظهر ان الملكوت كان لا يزال في المستقبل البعيد. والمثل الذي يرويه الآن، اذ له عدد من الاوجه المشابهة، يصف في اتمامه النشاطات في اثناء حضور المسيح في سلطة الملكوت. فهو يوضح ان تلاميذه يجب ان يعملوا وهم بعدُ على الارض لكي يزيدوا «امواله.»
يبدأ يسوع: «فذلك [اي، الظروف المرتبطة بالملكوت] اشبه بانسان مسافر، استدعى عبيده وسلَّمهم امواله.» (الترجمة التفسيرية) فيسوع هو الانسان الذي، قبل سفره الى السماء، يسلِّم عبيده — التلاميذ الذين هم في طريقهم الى الملكوت السماوي — امواله. وهذه الاموال ليست ممتلكات مادية، ولكنها تمثِّل حقلا مزروعا عزَّز فيه امكانية الاتيان بمزيد من التلاميذ.
ويسوع يأتمن عبيده على امواله قبل وقت قليل من صعوده الى السماء. وكيف يفعل ذلك؟ بارشادهم بأن يواظبوا على العمل في الحقل المزروع بالكرازة برسالة الملكوت الى اقصى الارض. وكما يقول يسوع: «فأعطى واحدا خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة. كل واحد على قدر طاقته. وسافر للوقت.»
وهكذا وزِّعت الوزنات الثماني — اموال المسيح — على قدر طاقات العبيد، او امكانياتهم الروحية. ورمز العبيد الى صفوف من التلاميذ. وفي القرن الاول، من الواضح ان الصف الذي اخذ الخمس وزنات شمل الرسل. ويتابع يسوع ليروي ان كِلا العبدين اللذين اخذا الوزنات الخمس والوزنتين ضاعفاها بكرازتهما بالملكوت والتلمذة. ولكنّ العبد الذي اخذ الوزنة الواحدة اخفاها في الارض.
«وبعد زمان طويل،» يتابع يسوع، «اتى سيد اولئك العبيد وحاسبهم.» ولم يكن حتى القرن الـ ٢٠، بعد نحو ٩٠٠,١ سنة، ان المسيح عاد للمحاسبة، فكان ذلك حقا «بعد زمان طويل.» ثم يوضح يسوع:
«فجاء الذي اخذ الخمس وزنات وقدَّم خمس وزنات أُخر قائلا يا سيد خمس وزنات سلَّمتني. هوذا خمس وزنات أُخر ربحتها فوقها. فقال له سيده نعمّا ايها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل الى فرح سيدك.» والعبد الذي اخذ وزنتين ضاعف وزنتيه ايضا، ونال المديح والمكافأة نفسها.
ولكن كيف يدخل هذان العبدان الامينان الى فرح سيدهما؟ حسنا، ان فرح سيدهما، يسوع المسيح، هو ذاك الذي لاخذ ملكية الملكوت عندما سافر الى ابيه في السماء. أما بالنسبة الى العبيد الامناء في الازمنة العصرية فلديهم فرح عظيم لانهم مؤتمنون على مسؤوليات اضافية للملكوت، واذ ينهون مسلكهم الارضي سيحصلون على ذروة الفرح بإقامتهم الى الملكوت السماوي. ولكن ماذا عن العبد الثالث؟
«يا سيد عرفت انك انسان قاس،» يتذمَّر هذا العبد. «فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك في الارض. هوذا الذي لك.» لقد رفض العبد عمدا العمل في الحقل المزروع بالكرازة والتلمذة. ولذلك يدعوه السيد «الشرير والكسلان» وينطق بالدينونة: «خذوا منه الوزنة . . . والعبد البطال اطرحوه الى الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الاسنان.» ان اولئك الذين من صف هذا العبد الشرير، اذ يُطرحون خارجا، يُحرمون من كل فرح روحي.
يقدِّم هذا درسا جدّيا لجميع الذين يدَّعون انهم أتباع للمسيح. فاذا كانوا يريدون ان يتمتعوا بمديحه ومكافأته، ويتجنبوا طرحهم الى الظلمة الخارجية والهلاك النهائي، يجب ان يعملوا من اجل زيادة اموال سيدهم السماوي بالاشتراك كاملا في عمل الكرازة. فهل انتم مجتهدون في هذا المجال؟
عندما يجيء المسيح في سلطة الملكوت
لا يزال يسوع مع رسله على جبل الزيتون. واستجابة لطلبهم علامة لحضوره واختتام نظام الاشياء، يخبرهم الآن المثل الاخير في سلسلة من ثلاثة امثال. «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه،» يبدأ يسوع، «فحينئذ يجلس على كرسي مجده.»
لا يستطيع البشر رؤية الملائكة في مجدهم السماوي. ولذلك فان مجيء ابن الانسان، يسوع المسيح، مع الملائكة لا بد ان يكون غير منظور للأعين البشرية. يحدث المجيء في السنة ١٩١٤. ولكن لأي قصد؟ يوضح يسوع: «ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميِّز بعضهم من بعض كما يميِّز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.»
اذ يصف ما سيحدث لأولئك المفروزين الى جانب الرضى، يقول يسوع: «ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.» وخراف هذا المثل لن يحكموا مع المسيح في السماء بل سيرثون الملكوت بمعنى انهم يصيرون رعاياه الارضيين. و «تأسيس العالم» جرى عندما انجب آدم وحواء اولا اولادا يمكنهم الاستفادة من تدبير اللّٰه لفداء الجنس البشري.
ولكن لماذا يُفرز الخراف الى يمين رضى الملك؟ «لاني جعت،» يجيب الملك، «فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم اليَّ.»
بما ان الخراف هم على الارض، فانهم يريدون ان يعرفوا كيف يمكن ان يكونوا قد فعلوا مثل هذه الاعمال الصالحة لملكهم السماوي. «يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك،» يسألون، «او عطشانا فسقيناك. ومتى رأيناك غريبا فآويناك. او عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك.»
«الحق اقول لكم،» يجيب الملك، «بما انكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.» ان اخوة المسيح هم الباقون على الارض من الـ ٠٠٠,١٤٤ الذين سيحكمون معه في السماء. وفعل الخير لهم، يقول يسوع، هو كفعل الخير له.
بعد ذلك، يخاطب الملك الجداء. «اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته. لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني.»
لكنّ الجداء يتشكون: «يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك.» فيُدان الجداء بشكل غير مؤات على الاساس نفسه الذي عليه يُدان الخراف بشكل مؤات. «بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الاصاغر [اخوتي]،» يجيب يسوع، «فبي لم تفعلوا.»
لذلك فان حضور المسيح في سلطة الملكوت، مباشرة قبل نهاية نظام الاشياء الشرير هذا في الضيق العظيم، يكون وقت دينونة. فالجداء ‹يمضون الى قطع ابدي والابرار [الخراف] الى حياة ابدية.› متى ٢٤:٢-٢٥:٤٦؛ ١٣:٤٠، ٤٩؛ مرقس ١٣:٣-٣٧؛ لوقا ٢١:٧-٣٦؛ ١٩:٤٣، ٤٤؛ ١٧:٢٠-٣٠؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥؛ يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ١٤:١-٣.
▪ ما الذي يثير سؤال الرسل، ولكن اي امر آخر يبدو انه يجول في اذهانهم؟
▪ اي جزء من نبوة يسوع يتم في السنة ٧٠ بم، ولكن ماذا لا يحدث آنذاك؟
▪ متى يكون لنبوة يسوع اتمام اول، ولكن متى يكون لها اتمام رئيسي؟
▪ ما هي الرجسة في اتمامَيْها الاول والأخير؟
▪ لماذا لا يكون للضيق العظيم اتمامه الاخير بدمار اورشليم؟
▪ اية احوال عالمية تسم حضور المسيح؟
▪ متى «تنوح جميع قبائل الارض،» ولكن ماذا سيفعل أتباع المسيح؟
▪ ايّ مثل يزوِّده يسوع ليساعد تلاميذه المقبلين على تمييز وقت اقتراب النهاية؟
▪ ايّ نصح يزوِّده يسوع لتلاميذه الذين يكونون احياء خلال الايام الاخيرة؟
▪ من هم المرموز اليهم بالعذارى العشر؟
▪ متى خُطبت الجماعة المسيحية للعريس، ولكن متى يصل العريس ليأخذ عروسه الى وليمة العرس؟
▪ ماذا يمثِّل الزيت، وامتلاكه يمكِّن العذارى الحكيمات من فعل ماذا؟
▪ اين تحدث وليمة العرس؟
▪ اية مكافأة عظيمة تخسرها العذارى الجاهلات، وما هو مصيرهن؟
▪ اي درس يعلّمه مثل الوزنات؟
▪ من هم العبيد، وما هي الاموال التي اؤتُمنوا عليها؟
▪ متى يأتي السيد للمحاسبة، وماذا يجد؟
▪ ما هو الفرح الذي يدخل اليه العبدان الامينان، وماذا يحدث للعبد الثالث، العبد الشرير؟
▪ لماذا لا بد ان يكون حضور المسيح غير منظور، وأي عمل يقوم به في ذلك الوقت؟
▪ بأي معنى يرث الخراف الملكوت؟
▪ متى جرى «تأسيس العالم»؟
▪ على اي اساس يُدان الناس إما كخراف او كجداء؟
-
-
فصح يسوع الاخير قريباعظم انسان عاش على الاطلاق
-
-
الفصل ١١٢
فصح يسوع الاخير قريب
اذ يقترب يوم الثلاثاء، ١١ نيسان قمري، من نهايته، ينتهي يسوع من تعليم الرسل على جبل الزيتون. كم كان يوما حافلا بالعمل وشاقا! والآن، ربما فيما هو عائد الى بيت عنيا لقضاء الليل، يخبر رسله: «تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح وابن الانسان يُسلَّم ليُصلب.»
-