مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما هو قصد اللّٰه للأرض؟‏
    ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏
    • الفصل الثالث

      ما هو قصد اللّٰه للأرض؟‏

      • ما هو قصد اللّٰه للجنس البشري؟‏

      • كيف جرى تحدي اللّٰه؟‏

      • كيف ستكون الحياة على الارض في المستقبل؟‏

      ١ ما هو قصد اللّٰه للأرض؟‏

      ان قصد اللّٰه للأرض رائع حقا.‏ فيهوه يريد ان تمتلئ الارض بأشخاص سعداء وأصحاء.‏ يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه ‹غرس جنة في عدن› وإنه ‹أنبت كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل›.‏ وبعد ان خلق الرجل والمرأة الاولين،‏ آدم وحواء،‏ وضعهما في هذا الموطن الجميل وقال لهما:‏ «أثمرا واكثرا واملأا الارض وأخضعاها».‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ ٢:‏٨،‏ ٩،‏ ١٥‏)‏ اذًا،‏ ان قصد اللّٰه هو ان ينجب البشر الاولاد،‏ يوسّعوا الجنة لتشمل كل الارض،‏ ويعتنوا بالحيوانات.‏

      ٢ (‏أ)‏ ما الذي يؤكد لنا ان قصد اللّٰه للأرض سيتمّ؟‏ (‏ب)‏ بحسب الكتاب المقدس،‏ مَن هم الاشخاص الذين سيعيشون الى الابد؟‏

      ٢ فهل تعتقد ان قصد يهوه اللّٰه ان يعيش البشر على ارض فردوسية سيتحقق في يوم من الايام؟‏ يقول اللّٰه:‏ «قد تكلّمتُ بذلك .‏ .‏ .‏ وسأفعله».‏ (‏اشعيا ٤٦:‏٩-‏١١؛‏ ٥٥:‏١١‏)‏ نعم،‏ ان اللّٰه سيحقق قصده لا محالة!‏ فهو يقول انه «لم يخلقها [الارض] باطلا،‏ إنما للسكن صوَّرها».‏ (‏اشعيا ٤٥:‏١٨‏)‏ وأي نوع من الناس يرغب يهوه ان يسكنوا الارض؟‏ وكم من الوقت يريد ان يحيوا عليها؟‏ يجيب الكتاب المقدس:‏ ‏«الابرار يرثون الارض،‏ ويسكنونها الى الابد».‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٣ اية احوال محزنة تعمّ الارض اليوم،‏ وأي سؤال ينشأ؟‏

      ٣ من الواضح ان هذا الوعد لم يتحقق حتى الآن.‏ فالناس في يومنا هذا يمرضون ويموتون،‏ كما انهم يتحاربون ويقتلون بعضهم بعضا.‏ فلا بد ان خللا ما قد حدث.‏ طبعا لم يكن قصد اللّٰه ان تصبح حالة الارض كما هي عليه اليوم.‏ فماذا حدث اذًا،‏ ولماذا لم يتمّ قصد اللّٰه؟‏ لا يمكننا ايجاد الجواب في ايّ كتاب تاريخي وضعه الانسان لأن أصل المشكلة نشأ في السماء.‏

      نشأة عدو

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ من الذي تكلم مع حواء بواسطة حيّة؟‏ (‏ب)‏ كيف يتحوّل شخص فاضل ونزيه الى لصّ؟‏

      ٤ يخبرنا اول سفر من الكتاب المقدس عن مقاوم للّٰه ظهر في جنة عدن.‏ ويُدعى هذا العدو «الحيّة»،‏ مع انه ليس حيوانا حرفيا.‏ ويحدد آخر سفر من الكتاب المقدس هويته بأنه «المدعو ابليس والشيطان،‏ الذي يضل المسكونة كلها».‏ ويُسمى ايضا «الحيّة الاولى».‏ (‏تكوين ٣:‏١؛‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ فقد استخدم هذا الملاك القوي،‏ او المخلوق الروحاني غير المنظور،‏ حيّة للتكلم مع حواء،‏ تماما كما ان المؤدي الماهر يخدع الناس ويجعلهم يظنون ان صوته صادر من دمية يحملها.‏ ولا شك ان هذا المخلوق الروحاني القوي كان موجودا عندما اسس اللّٰه الارض وجهزها لتصبح موطنا للبشر.‏ —‏ ايوب ٣٨:‏٤،‏ ٧‏.‏

      ٥ ولكن اذا كانت مخلوقات يهوه جميعها كاملة،‏ فمن صنع «ابليس» او «الشيطان»؟‏ يمكننا القول بكل بساطة ان احد ابناء اللّٰه الروحانيين الاقوياء جعل من نفسه شيطانا.‏ وهل يُعقل ذلك؟‏ فكّر مثلا في رجل كان في الماضي فاضلا ونزيها لكنه تحوّل الى لصّ.‏ فكيف يحدث ذلك؟‏ لربما سمح هذا الشخص لرغبة خاطئة ان تنمو في قلبه.‏ وإذ داوم على التفكير فيها،‏ اصبحت قوية جدا.‏ وعندما سنحت له الفرصة،‏ انقاد لهذه الرغبة الخاطئة التي استحوذت على تفكيره.‏ ‏—‏ اقرأ يعقوب ١:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٦ كيف اصبح احد ابناء اللّٰه الروحانيين الاقوياء الشيطان ابليس؟‏

      ٦ هذا ما حصل مع الشيطان ابليس.‏ فلا شك انه سمع اللّٰه يقول لآدم وحواء ان ينجبا الاولاد ويملأا الارض بنسلهما.‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ ولا بد انه فكر في نفسه قائلا:‏ ‹ماذا يمنع ان يعبدني كل هؤلاء الناس بدل ان يعبدوا اللّٰه؟‏›.‏ وهكذا نمت في قلبه رغبة خاطئة.‏ وفي النهاية،‏ انقاد لرغبته وخدع حواء مخبرا اياها اكاذيب عن اللّٰه.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٣:‏١-‏٥‏.‏)‏ فأصبح بالتالي «ابليس» اي «المفتري».‏ وبات يُعرف ايضا بـ‍ «الشيطان» اي «المقاوم».‏

      ٧ (‏أ)‏ لماذا مات آدم وحواء؟‏ (‏ب)‏ لماذا يكبر جميع المتحدرين من آدم ويموتون؟‏

      ٧ تمكن الشيطان ابليس،‏ بواسطة اكاذيبه وخداعه،‏ ان يدفع آدم وحواء الى عصيان اللّٰه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏٦‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ حصل ما حذرهما اللّٰه منه في حال خالفا وصيته،‏ اذ ماتا في النهاية.‏ (‏تكوين ٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وبما ان آدم اصبح ناقصا نتيجة خطيته،‏ ورث جميع المتحدرين منه الخطية والنقص.‏ ‏(‏اقرأ روما ٥:‏١٢‏.‏)‏ لفهم هذه الفكرة بشكل اوضح،‏ تخيل قالبا لصنع الحلوى.‏ اذا كان القالب مبعوجا،‏ فماذا يحدث لكل الحلوى المصنوعة فيه؟‏ تكون كلها مبعوجة،‏ او بكلمات اخرى فيها عيب او نقص ما.‏ على نحو مماثل،‏ ورث كل البشر هذا «الانبعاج» او النقص عن آدم،‏ لذلك يكبر جميع البشر ويموتون.‏ —‏ روما ٣:‏٢٣‏.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ ما هو التحدي الذي طرحه الشيطان؟‏ (‏ب)‏ لمَ لم يقضِ اللّٰه على العصاة في الحال؟‏

      ٨ عندما جعل الشيطان آدم وحواء يخطئان الى اللّٰه،‏ كان في الواقع يقود حركة تمرد.‏ فقد تحدى الشيطان طريقة يهوه في الحكم.‏ فكأنه كان يقول:‏ ‹اللّٰه حاكم شرير.‏ فهو يكذب ويحرم رعاياه امورا جيدة.‏ والبشر ليسوا بحاجة الى حكم اللّٰه.‏ فباستطاعتهم ان يقرروا هم بأنفسهم الصواب والخطأ.‏ كما انهم سيكونون افضل حالا اذا كانوا خاضعين لحكمي›.‏ فكيف واجه اللّٰه هذا التحدي المُهين؟‏ قد يعتقد البعض انه كان على اللّٰه بكل بساطة ان يميت المتمردين العصاة.‏ ولكن هل كان ذلك سيحسم تحدي الشيطان؟‏ وهل يزود الدليل على ان طريقة اللّٰه في الحكم هي الفضلى؟‏

      ٩ بما ان عدل يهوه كامل،‏ فهو لم يقضِ على العصاة في الحال.‏ بل قرر السماح للوقت بأن يحسم تحدي الشيطان ابليس ويبرهن انه كذاب.‏ لذلك قرر اللّٰه ان يدع البشر يحكمون انفسهم لبعض الوقت تحت تأثير الشيطان.‏ وسيناقش الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب لماذا اختار يهوه هذا الحل،‏ ولماذا سمح بمرور كل هذا الوقت قبل ان يبتّ هذه القضية.‏ ولكن لنفكر الآن في ما يلي:‏ هل كان آدم وحواء مصيبين عندما صدّقا الشيطان مع انه لم يبرهن لهما انه يريد خيرهما؟‏ وهل كانا محقين حين صدّقا ان يهوه،‏ الذي اعطاهما كل ما يملكان،‏ إله قاسٍ وكاذب؟‏ هل كنت انت ستتصرف بطريقة مماثلة لو كنت مكانهما؟‏

      ١٠ كيف يمكنك ان تقف الى جانب يهوه وتعطي جوابا على تحدي الشيطان؟‏

      ١٠ يحسن بنا ان نتأمل في هذه الاسئلة لأن كل واحد منا يواجه قضايا مماثلة في حياته اليومية.‏ وأمامك انت ايضا فرصة لتقف الى جانب يهوه في هذه القضية وتعطي جوابا على تحدي الشيطان.‏ فيمكنك ان تقبل يهوه حاكما لك وتساهم في اظهار كذب الشيطان.‏ (‏مزمور ٧٣:‏٢٨‏؛‏ اقرإ الامثال ٢٧:‏١١‏.‏)‏ ولكن،‏ من المؤسف ان اشخاصا قلائل بين بلايين الناس العائشين على الارض اليوم يقومون بهذا الخيار،‏ مما يثير سؤالا مهما:‏ هل يعلّم الكتاب المقدس حقا ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟‏

      من هو حاكم هذا العالم؟‏

      يد الشيطان ممدودة وهو يعرض علی يسوع كل حكومات وممالك العالم

      هل كان بإمكان الشيطان ان يعرض على يسوع كل ممالك العالم لو لم يكن فعلا حاكمها؟‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف تكشف احدى التجارب التي تعرّض لها يسوع ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟‏ (‏ب)‏ اي أدلة اخرى تبيّن ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟‏

      ١١ لم يشك يسوع مطلقا في ان الشيطان هو حاكم هذا العالم.‏ ففي احدى المرات،‏ تمكن الشيطان بطريقة عجائبية ان يُري يسوع «جميع ممالك العالم ومجدها».‏ ثم وعده قائلا:‏ «أعطيك هذه جميعها إن خررت وقمت بعمل عبادة لي».‏ (‏متى ٤:‏٨،‏ ٩؛‏ لوقا ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ فكر قليلا:‏ هل كان هذا العرض سيشكِّل تجربة مغرية ليسوع لو لم يكن الشيطان فعلا حاكم هذه الممالك؟‏ كما ان يسوع لم ينفِ ان جميع حكومات العالم هي ملك للشيطان،‏ وهو امر كان سيفعله بالتأكيد لو لم يكن الشيطان القوة المسيطرة عليها.‏

      ١٢ طبعا،‏ يهوه هو الإله القادر على كل شيء وخالق الكون المذهل.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١‏)‏ ولكن لا يذكر الكتاب المقدس مطلقا ان حاكم هذا العالم هو يهوه اللّٰه او يسوع المسيح.‏ على العكس،‏ اشار يسوع الى ان الشيطان هو «حاكم هذا العالم».‏ (‏يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ١٤:‏٣٠؛‏ ١٦:‏١١‏)‏ ويذكر الكتاب المقدس ايضا ان الشيطان ابليس هو «إله نظام الاشياء هذا».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ كما ان الرسول المسيحي يوحنا كتب عن هذا المقاوم او الشيطان قائلا ان ‹العالم كله هو تحت سلطة الشرير›.‏ —‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      كيف سينتهي عالم الشيطان

      ١٣ لماذا هنالك حاجة الى عالم جديد؟‏

      ١٣ سنة بعد سنة،‏ تزداد احوال العالم خطورة.‏ فأينما تطلعنا،‏ نرى جيوشا متحاربة،‏ سياسيين فاسدين،‏ قادة دينيين مرائين،‏ ومجرمين قساة.‏ وكل هذه الامور تؤكد ان اصلاح العالم بأسره بات مستحيلا.‏ ويكشف الكتاب المقدس ان الوقت المعين ليزيل اللّٰه العالم الشرير في حرب هرمجدون قد اصبح وشيكا.‏ وحينئذ سيُستبدل عالمنا هذا بعالم جديد بار.‏ —‏ رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١٤ مَن اختاره اللّٰه ليكون حاكم ملكوته،‏ وأية نبوات تتحدث عن هذا الامر؟‏

      ١٤ اختار يهوه اللّٰه يسوع المسيح ليكون حاكم ملكوته او حكومته السماوية.‏ فقد انبأ الكتاب المقدس منذ زمن بعيد:‏ «يولد لنا ولد،‏ ويُعطى لنا ابن،‏ وتكون الرئاسة على كتفه.‏ ويُدعى .‏ .‏ .‏ رئيس السلام.‏ لنموّ رئاسته وللسلام لا نهاية».‏ (‏اشعيا ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ وقد اشار يسوع الى هذه الحكومة حين علّم اتباعه ان يصلّوا قائلين:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وكما سنرى في الفصول اللاحقة من هذا الكتاب،‏ سيزيل ملكوت اللّٰه قريبا كل حكومات العالم ويحلّ محلها.‏ ‏(‏اقرأ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏)‏ وعندئذ سيحوّل ملكوت اللّٰه السماوي الارض الى فردوس.‏

      عالم جديد قريب!‏

      اناس يغنّون،‏ يعزفون علی آلات موسيقية،‏ ويستمتعون بالحياة في العالم الجديد

      ١٥ ما هي ‹الارض الجديدة›؟‏

      ١٥ يؤكد لنا الكتاب المقدس:‏ «ننتظر بحسب وعده [اللّٰه] سمٰوات جديدة وأرضا جديدة،‏ فيها يسكن البِر».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ اشعيا ٦٥:‏١٧‏)‏ احيانا يستخدم الكتاب المقدس كلمة «الارض» للدلالة على الناس الذين يعيشون على الارض.‏ (‏تكوين ١١:‏١‏)‏ لذلك تشير عبارة ‹ارض جديدة بارة› الى مجتمع مؤلف من اشخاص نالوا رضى اللّٰه.‏

      ١٦ اي هبة لا تُقدر بثمن سيمنحها اللّٰه لمَن يرضى عنهم،‏ وماذا علينا ان نفعل لننالها؟‏

      ١٦ لقد وعد يسوع ان مَن يرضى عنهم اللّٰه سينالون هبة قيّمة في العالم الجديد القادم،‏ «حياة ابدية».‏ (‏مرقس ١٠:‏٣٠‏)‏ افتح من فضلك كتابك المقدس الى يوحنا ٣:‏١٦ ويوحنا ١٧:‏٣ واقرأ عن الامور التي قال يسوع انه ينبغي ان نفعلها لننال الحياة الابدية.‏ ثم تأمل في ما يذكره الكتاب المقدس عن البركات التي سينعم بها مَن يكونون مستحقين الحصول على هذه الهبة القيّمة من اللّٰه في الارض الفردوسية المقبلة.‏

      ١٧،‏ ١٨ ما الذي يؤكد لنا ان السلام والامن سيعمّان الارض كلها؟‏

      ١٧ الشر،‏ الحرب،‏ الجريمة،‏ والعنف،‏ كلها ستزول من الارض.‏ «لا يكون الشرير .‏ .‏ .‏ اما الحلماء فيرثون الارض».‏ (‏مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وسيعمّ السلام لأن اللّٰه ‹سيُسكّن الحروب إلى أقصى الارض›.‏ (‏مزمور ٤٦:‏٩؛‏ اشعيا ٢:‏٤‏)‏ عندئذ «يزهر .‏ .‏ .‏ البارّ،‏ وكثرة السلام الى أن يزول القمر»،‏ اي الى الابد!‏ —‏ مزمور ٧٢:‏٧‏.‏

      ١٨ سيسكن عباد يهوه على الارض آمنين.‏ في ازمنة الكتاب المقدس،‏ عاش الاسرائيليون بأمان ما داموا طائعين للّٰه.‏ (‏لاويين ٢٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ سينعم عباد يهوه بالأمان في الفردوس.‏ فما اروع هذا الرجاء!‏ ‏—‏ اقرأ اشعيا ٣٢:‏١٨؛‏ ميخا ٤:‏٤‏.‏

      ١٩ لماذا نحن واثقون انه،‏ في عالم اللّٰه الجديد،‏ ستكون هنالك وفرة من الطعام؟‏

      ١٩ لن يعاني الناس نقصا في الطعام.‏ فقد رنم صاحب المزمور:‏ «تكون وفرة من القمح في الارض،‏ وعلى رؤوس الجبال فيض».‏ (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ وسيبارك يهوه اللّٰه عباده الابرار،‏ و «الارض تعطي غلتها».‏ —‏ مزمور ٦٧:‏٦‏.‏

      ٢٠ لماذا نحن متأكدون ان الارض كلها ستتحول الى فردوس؟‏

      ٢٠ ستصبح الارض كلها فردوسا.‏ فستزيِّن البيوت الجديدة والحدائق الجميلة كل الاراضي التي تسبَّب البشر الخطاة في الماضي بإهلاكها او تدميرها.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٦٥:‏٢١-‏٢٤؛‏ رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ وبمرور الوقت،‏ ستتسع الاراضي التي تحولت الى فردوس حتى تصبح جميع انحاء كوكبنا جميلة ومثمرة كما كانت جنة عدن في الماضي.‏ ونحن واثقون ان اللّٰه ‹سيفتح يده فيشبع رغبة كل حيّ›.‏ —‏ مزمور ١٤٥:‏١٦‏.‏

      ٢١ ماذا يُظهر ان البشر والحيوانات سيعيشون معا بسلام؟‏

      ٢١ سيعيش البشر والحيوانات معا بسلام.‏ فالحيوانات البرية والأليفة ستأكل معا.‏ حتى ان الطفل الصغير لن يخشى الحيوانات التي تُعتبر اليوم خطرة.‏ ‏—‏ اقرأ اشعيا ١١:‏٦-‏٩؛‏ ٦٥:‏٢٥‏.‏

      ٢٢ ماذا سيحلّ بالمرض؟‏

      ٢٢ سيزول كل اثر للمرض.‏ عندما يحكم يسوع في ملكوت اللّٰه السماوي،‏ سيشفي الامراض على نطاق اوسع وأشمل من العجائب التي صنعها عندما كان على الارض.‏ (‏متى ٩:‏٣٥؛‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢؛‏ يوحنا ٥:‏٥-‏٩‏)‏ عندئذ «لا يقول ساكن:‏ ‹انا مريض›».‏ —‏ اشعيا ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢٣ لماذا ستملأ القيامة قلبنا بالفرح؟‏

      ٢٣ سيُقام احباؤنا من الموت وأمامهم الرجاء الّا يموتوا مجددا.‏ فكل الراقدين في الموت الذين هم في ذاكرة يهوه سيعودون الى الحياة.‏ نعم،‏ «سوف تكون قيامة للابرار والاثمة».‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏؛‏ اقرأ يوحنا ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ٢٤ ما هو شعورك حيال رجاء العيش في الفردوس على الارض؟‏

      ٢٤ يا للمستقبل المشرق الذي ينتظر كل مَن يختار ان يتعلم عن خالقنا العظيم،‏ يهوه اللّٰه،‏ ويخدمه!‏ لقد كان يسوع يشير الى الفردوس الارضي المقبل عندما وعد فاعل السوء الذي كان معلقا بجانبه:‏ «ستكون معي في الفردوس».‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ ومن الحيوي ان نتعلّم المزيد عن يسوع المسيح الذي بدونه لن ننال مطلقا كل هذه البركات.‏

      ما يعلّمه الكتاب المقدس

      • قصْد اللّٰه ان يحوِّل الارض الى فردوس سيتمّ لا محالة.‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏١٨؛‏ ٥٥:‏١١‏.‏

      • الشيطان هو حاكم هذا العالم الآن.‏ —‏ يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ١ يوحنا ٥:‏١٩‏.‏

      • في العالم الجديد القادم،‏ سيغدق اللّٰه بركات كثيرة على البشر.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩‏.‏

  • ما هو ملكوت اللّٰه؟‏
    ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟‏
    • الفصل الثامن

      ما هو ملكوت اللّٰه؟‏

      • ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن ملكوت اللّٰه؟‏

      • ماذا سينجز ملكوت اللّٰه؟‏

      • متى سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟‏

      ١ اي صلاة شهيرة سنتأمل فيها؟‏

      ملايين الاشخاص حول العالم يعرفون الصلاة التي يدعوها كثيرون «الأبانا» او الصلاة الربانية.‏ ويشير كلا الاسمين الى الصلاة الشهيرة التي علّمها يسوع المسيح لتلاميذه كنموذج.‏ ان هذه الصلاة تحمل الكثير من المعاني،‏ وتأمُّلنا في الطِّلْبات الثلاث الاولى الواردة فيها سيزيد معرفتنا لما يعلّمه الكتاب المقدس حقا.‏

      ٢ اي طِلْبات ثلاث علّم يسوع تلاميذه ان يصلّوا من اجلها؟‏

      ٢ في بداية هذه الصلاة النموذجية،‏ علّم يسوع سامعيه قائلا:‏ «صلّوا أنتم هكذا:‏ ‹أبانا الذي في السمٰوات،‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأتِ ملكوتك.‏ لتكُنْ مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض›».‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ فما معنى هذه الطِّلْبات الثلاث؟‏

      ٣ اي امور يجب ان نعرفها عن ملكوت اللّٰه؟‏

      ٣ لقد تعلّمنا في الفصول السابقة الكثير عن اسم اللّٰه،‏ يهوه.‏ كما ناقشنا الى حد ما مشيئة اللّٰه،‏ اذ تأملنا في ما فعله للجنس البشري وفي ما سيفعله في المستقبل.‏ ولكن إلامَ كان يسوع يشير عندما علّمنا ان نصلي:‏ «ليأتِ ملكوتك»؟‏ ما هو ملكوت اللّٰه؟‏ كيف سيقدّس إتيانه اسم اللّٰه؟‏ وكيف يرتبط إتيان الملكوت بإتمام مشيئة اللّٰه؟‏

      ما هو الملكوت

      ٤ ما هو ملكوت اللّٰه،‏ ومَن هو ملِكه؟‏

      ٤ ملكوت اللّٰه هو حكومة اقامها يهوه اللّٰه واختار هو ملِكها.‏ ومن هو هذا الملك الذي اختاره اللّٰه ليرأس ملكوته؟‏ انه يسوع المسيح.‏ ويسوع المتوَّج ملكا هو اعظم من كل الحكام البشر،‏ فهو يُدعى «ملك السائدين كملوك وربّ السائدين كأرباب».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٥‏)‏ وفي وسعه ان يفعل الخير للبشر اكثر من اي حاكم بشري مهما كان صالحا.‏

      ٥ اين هو مقرّ ملكوت اللّٰه،‏ وعلامَ سيملك؟‏

      ٥ وأين هو مقرّ هذه الحكومة،‏ ملكوت اللّٰه؟‏ للاجابة عن هذا السؤال،‏ علينا اولا ان نعرف اين هو يسوع.‏ أتذْكر اننا تعلّمنا ان يسوع مات على خشبة الآلام ثم أُقيم،‏ وبعيد ذلك صعد الى السماء؟‏ (‏اعمال ٢:‏٣٣‏)‏ لذلك،‏ فإن ملكوت اللّٰه لا بد ان يكون مقرّه في السماء.‏ ولهذا السبب يدعوه الكتاب المقدس:‏ ‹المملكة السماوية›.‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٨‏)‏ ومع ان ملكوت اللّٰه مقرّه في السماء،‏ فهو سيملك من هناك على الارض.‏ ‏—‏ اقرإ الرؤيا ١١:‏١٥‏.‏

      ٦،‏ ٧ ما الذي يجعل يسوع ملكا لا نظير له؟‏

      ٦ ولماذا يُعتبر يسوع ملكا لا نظير له؟‏ احد الاسباب هو انه لن يرى الموت ابدا.‏ ففي مقارنة بين يسوع والملوك البشر،‏ يصف الكتاب المقدس يسوع بأنه «وحده له الخلود،‏ هو الساكن في نور لا يُدنى منه».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٦‏)‏ وهذا يعني ان كل ما سينجزه يسوع من الخير سيدوم الى الابد.‏ ونحن واثقون تماما انه سيحقق امورا كثيرة تعود بفوائد جمّة على البشر.‏

      ٧ تأمل في ما انبأ به الكتاب المقدس عن يسوع:‏ «يحلّ عليه روح يهوه،‏ روح الحكمة والفهم،‏ روح المشورة والقدرة،‏ روح المعرفة ومخافة يهوه،‏ وتكون متعته في مخافة يهوه.‏ فلا يقضي بحسب ما ينظره بعينيه،‏ ولا يوبّخ بحسب ما يسمعه بأذنيه.‏ إنما يقضي بالبر للمساكين،‏ ويوبّخ بالاستقامة لمنفعة الحلماء في الأرض».‏ (‏اشعيا ١١:‏٢-‏٤‏)‏ تَعِد هذه الكلمات بأن يسوع سيكون ملكا بارا ورؤوفا في حكمه على البشر العائشين على الارض.‏ أفلا ترغب ان تكون من رعايا هذا الملك؟‏

      ٨ مَن سيحكم مع يسوع؟‏

      ٨ إليك حقيقة اخرى عن ملكوت اللّٰه:‏ لن يحكم يسوع وحده،‏ بل سيكون له معاونون.‏ فقد قال الرسول بولس لتيموثاوس:‏ «إن بقينا نحتمل،‏ فسنملك أيضا معه».‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٢‏)‏ نعم،‏ لقد اختار اللّٰه تيموثاوس وبولس وغيرهما من الامناء ليحكموا مع يسوع في الملكوت السماوي.‏ ولكن كم عدد هؤلاء الذين سيحظون بهذا الامتياز؟‏

      ٩ كم عدد الذين سيحكمون مع يسوع،‏ ومتى بدأ اللّٰه باختيارهم؟‏

      ٩ كما ورد في الفصل السابع من هذا الكتاب،‏ أُعطي الرسول يوحنا رؤيا شاهد فيها ‹الحمل [يسوع المسيح] واقفا على جبل صهيون [مقرّ مُلكه في السماء]،‏ ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسمه واسم أبيه مكتوبا على جباههم›.‏ فمن هم هؤلاء المئة والأربعة والأربعون ألفا؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ «هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب.‏ هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة للّٰه وللحمل».‏ (‏رؤيا ١٤:‏١،‏ ٤‏)‏ اذًا،‏ انهم أتباع مخلصون ليسوع المسيح اختيروا خصوصا ليحكموا معه في السماء.‏ فبعد قيامتهم من الموت الى الحياة السماوية،‏ «سيملكون على الأرض» مع يسوع.‏ (‏رؤيا ٥:‏١٠‏)‏ ومنذ ايام الرسل،‏ بدأ اللّٰه باختيار مسيحيين امناء لإكمال هذا العدد البالغ مئة وأربعة وأربعين ألفا.‏

      ١٠ لماذا التدبير ان يتولى يسوع والمئة والأربعة والأربعون ألفا الحكم على الجنس البشري هو تدبير ينمّ عن المحبة؟‏

      ١٠ ان التدبير ان يتولى يسوع والمئة والأربعة والأربعون ألفا الحكم على الجنس البشري هو تدبير ينمّ حقا عن محبة عظيمة.‏ فيسوع عاش كإنسان على الارض واختبر الألم.‏ لذلك استطاع بولس ان يقول عن يسوع:‏ «ان رئيس الكهنة الذي لنا ليس غير قادر ان يتعاطف معنا في ضعفاتنا،‏ بل قد امتُحن في كل شيء مثلنا،‏ إلَّا انه بلا خطية».‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٥؛‏ ٥:‏٨‏)‏ ومعاونوه ايضا عانوا الالم وتحملوا المشقات اثناء حياتهم كبشر.‏ كما حاربوا النقص وكابدوا شتى الامراض.‏ وهذا الامر يجعلهم قادرين دون شك على تفهُّم المشاكل التي يواجهها البشر.‏

      ماذا سينجز ملكوت اللّٰه؟‏

      ١١ لماذا قال يسوع ان تلاميذه يجب ان يصلّوا ان تتم مشيئة اللّٰه في السماء؟‏

      ١١ عندما قال يسوع ان تلاميذه يجب ان يصلّوا ان يأتي ملكوت اللّٰه،‏ ذكر ايضا ان صلاتهم ينبغي ان تشمل الطِّلْبة ان تتم مشيئة اللّٰه «كما في السماء كذلك على الأرض».‏ ان السماء هي مسكن اللّٰه،‏ ولطالما تمم الملائكة الامناء مشيئة اللّٰه في السماء.‏ لكننا رأينا في الفصل الثالث من هذا الكتاب ان ملاكا شريرا توقف عن اتمام مشيئة اللّٰه ودفع آدم وحواء الى الخطية.‏ (‏سنناقش في الفصل العاشر المزيد من المعلومات حول ما يعلّمه الكتاب المقدس عن هذا الملاك الشرير المعروف بالشيطان ابليس.‏)‏ وبما انه سُمح للشيطان وللمخلوقات الروحانية الملائكية التي اختارت اتِّباعه والمدعوة ابالسة بالبقاء في السماء فترة من الوقت،‏ لم يكن كل مَن في السماء في تلك الفترة يتممون مشيئة اللّٰه.‏ لكنّ الوضع كان سيتغير عندما يتسلم ملكوت اللّٰه الحكم.‏ فالملك المتوَّج حديثا،‏ يسوع المسيح،‏ كان سيشنّ حربا على الشيطان.‏ ‏—‏ اقرإ الرؤيا ١٢:‏٧-‏٩‏.‏

      ١٢ اي حدثين مهمين تصفهما الآية في الرؤيا ١٢:‏١٠‏؟‏

      ١٢ تصف الكلمات النبوية التالية ما حدث:‏ «وسمعتُ صوتا عاليا في السماء يقول:‏ ‹الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكوته وسلطة مسيحه،‏ لأنه قد طُرح متّهم إخوتنا،‏ [الشيطان] الذي يتّهمهم نهارا وليلا أمام إلهنا!‏›».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ هل لاحظتَ ان هذه الآية تتناول حدثين مهمين؟‏ الاول بداية حكم ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع المسيح،‏ والثاني طرْد الشيطان من السماء الى الارض.‏

      ١٣ ما كانت نتيجة طرد الشيطان من السماء؟‏

      ١٣ وما كانت نتائج هذين الحدثين؟‏ يخبرنا الكتاب المقدس بما حدث في السماء:‏ «لذلك تهلَّلي،‏ أيتها السموات والساكنون فيها!‏».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ نعم،‏ لقد فرح الملائكة الامناء لأنه،‏ بطرد الشيطان وأبالسته،‏ لم يبقَ في السماء سوى ملائكة امناء ليهوه اللّٰه.‏ وعمّ السمٰوات سلام وانسجام لا يعكر صفوهما شيء.‏ وصارت مشيئة اللّٰه اليوم قيد الاتمام في السماء.‏

      مشاهد تصوِّر المعاناة،‏ الحرب،‏ الجريمة،‏ والتلوث

      طرْد الشيطان وأبالسته من السماء جلب الويلات على الارض،‏ لكن هذه المشاكل ستنتهي قريبا

      ١٤ ماذا حصل نتيجة طرد الشيطان الى الارض؟‏

      ١٤ ولكن ماذا عن الارض؟‏ يتابع الكتاب المقدس:‏ «ويل للأرض والبحر،‏ لأن إبليس قد نزل إليكما،‏ وبه غضب عظيم،‏ عالما ان له زمانا قصيرا!‏».‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢‏)‏ لقد غضب الشيطان لأنه طُرد من السماء ولم يبقَ له سوى زمان قصير.‏ وقد دفعه غضبه هذا الى انزال المصائب او ‹الويلات› بالارض‏.‏ وسنتعلّم المزيد عن هذه ‹الويلات› في الفصل التالي.‏ ولكن،‏ اذا كان الشيطان يسبب الويل على الارض بعد طرحه من السماء،‏ فكيف سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟‏

      ١٥ ما هي مشيئة اللّٰه للأرض؟‏

      ١٥ هل تذكر ما هي مشيئة اللّٰه للأرض؟‏ كما تعلّمنا في الفصل الثالث‏،‏ اظهر اللّٰه في عدن ان مشيئته هي ان تتحول الارض الى فردوس يعيش فيه بشر ابرار ليس للموت سلطان عليهم.‏ غير ان الشيطان دفع آدم وحواء الى الخطية،‏ وهذا أثّر في اتمام مشيئة اللّٰه للأرض لكنه لم يغيرها.‏ فما زال قصد يهوه هو ان ‹يرث الأبرار الأرض،‏ ويسكنوها الى الأبد›.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٩‏)‏ وهذا ما سينجزه ملكوت اللّٰه.‏ ولكن كيف؟‏

      ١٦،‏ ١٧ ماذا تخبرنا دانيال ٢:‏٤٤ عن ملكوت اللّٰه؟‏

      ١٦ تأمل في النبوة المذكورة في دانيال ٢:‏٤٤ التي تقول:‏ «في أيام هؤلاء الملوك،‏ يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض أبدا.‏ ومُلكها لا يترك لشعب آخر.‏ فتسحق وتفني كل هذه الممالك،‏ وهي تثبت إلى الدهر».‏ فماذا نتعلّم من هذه النبوة عن ملكوت اللّٰه؟‏

      ١٧ تخبرنا هذه النبوة اولا ان ملكوت اللّٰه يتأسس «في أيام هؤلاء الملوك»،‏ اي حين تكون ممالك اخرى ما زالت قائمة.‏ وهي تذكر ايضا ان الملكوت سيدوم الى الابد،‏ ولن تطيح به حكومة اخرى او تحلّ محله.‏ كما تتحدث هذه النبوة عن حرب بين ملكوت اللّٰه وممالك العالم،‏ حرب سيخرج منها الملكوت منتصرا.‏ وهكذا لن يبقى في النهاية سوى حكومة واحدة يخضع لها كل البشر.‏ وعندئذ سيعيشون في ظل افضل حكومة على الاطلاق.‏

      ١٨ ما اسم الحرب النهائية بين ملكوت اللّٰه وحكومات هذا العالم؟‏

      ١٨ يذكر الكتاب المقدس امورا عديدة عن الحرب الاخيرة بين ملكوت اللّٰه وحكومات هذا العالم.‏ مثلا،‏ يخبرنا انه مع اقتراب النهاية،‏ ستنشر الارواح الشريرة اكاذيب لتخدع «ملوك المسكونة بأسرها».‏ وهدفها؟‏ ‹جمْعهم [الملوك] الى حرب اليوم العظيم،‏ يوم اللّٰه القادر على كل شيء›.‏ فملوك الارض كلها سيجتمعون الى «الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون».‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ وبسبب ما تذكره هذه الآية،‏ تسمى الحرب النهائية بين الحكومات البشرية وملكوت اللّٰه حرب هرمجدون.‏

      ١٩،‏ ٢٠ ما الذي يَحُول دون اتمام مشيئة اللّٰه على الارض في وقتنا الحالي؟‏

      ١٩ وما الذي سيحققه ملكوت اللّٰه في حرب هرمجدون؟‏ فكِّر مجددا في مشيئة اللّٰه للأرض.‏ كان قصد يهوه اللّٰه ان تتحول الارض الى فردوس وتمتلئ ببشر ابرار كاملين يخدمونه.‏ ولكن ما الذي يَحُول دون حدوث ذلك في وقتنا الحالي؟‏ الامر الاول هو اننا خطاة،‏ وجميعنا نمرض ونموت.‏ ولكن،‏ كما تعلّمنا في الفصل الخامس‏،‏ مات يسوع من اجلنا لكي نتمكن من العيش الى الابد.‏ وهذا واضح،‏ كما تتذكر،‏ من الكلمات المسجلة في انجيل يوحنا:‏ «إن اللّٰه احبّ العالم كثيرا حتى انه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكيلا يهلك كل من يمارس الإيمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏ —‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٢٠ والامر الثاني هو ان اناسا عديدين اشرار.‏ فهم يكذبون ويغشون ويرتكبون الفساد الادبي.‏ كما انهم يرفضون فعل مشيئة اللّٰه.‏ هؤلاء الاشرار سيهلكون في حرب هرمجدون.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٣٧:‏١٠‏.‏)‏ والامر الآخر الذي يَحُول دون اتمام مشيئة اللّٰه على الارض هو ان الحكومات لا تشجع الناس على فعل هذه المشيئة.‏ فالكثير من هذه الحكومات حكومات غير فعالة،‏ وحشية،‏ او فاسدة.‏ وهذا ينسجم مع ما يقوله الكتاب المقدس بصراحة:‏ «يتسلط انسان على انسان لأذيته».‏ —‏ جامعة ٨:‏٩‏.‏

      ٢١ كيف سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟‏

      ٢١ بعد هرمجدون،‏ سيكون الجنس البشري خاضعا لحكومة واحدة،‏ ملكوت اللّٰه.‏ وهذه الحكومة ستتمم مشيئة اللّٰه وتجلب اروع البركات.‏ على سبيل المثال،‏ ستقضي على الشيطان وأبالسته.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١-‏٣‏)‏ كما ستُطبق قوة ذبيحة يسوع،‏ فتُبعِد شبح المرض والموت عن البشر الامناء الذين سيتمكنون من العيش الى الابد في ظل حكم الملكوت.‏ ‏(‏اقرإ الرؤيا ٢٢:‏١-‏٣‏.‏)‏ كما ستتحول الارض الى فردوس.‏ وهكذا سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض ويقدّس اسم اللّٰه.‏ وماذا يعني ذلك؟‏ انه يعني ان كل البشر الاحياء الذين يعيشون تحت حكم ملكوت اللّٰه سيكرمون في النهاية اسم يهوه.‏

      متى سيحقق ملكوت اللّٰه كل ذلك؟‏

      ٢٢ ما الذي يؤكد ان ملكوت اللّٰه لم يأتِ عندما كان يسوع على الارض،‏ ولا بعد قيامته مباشرة؟‏

      ٢٢ بما ان يسوع اوصى اتباعه وهو بعدُ على الارض ان يصلّوا «ليأتِ ملكوتك»،‏ فمن الواضح ان الملكوت لم يأتِ في ذلك الزمن.‏ وهل أتى الملكوت عندما صعد يسوع الى السماء؟‏ كلا،‏ لأن بطرس وبولس كليهما قالا انه بعد قيامة يسوع،‏ تمت فيه النبوة المذكورة في المزمور ١١٠:‏١‏:‏ «قال يهوه لربّي:‏ ‹اجلس عن يميني الى ان اضع اعداءك موطئا لقدميك›».‏ (‏اعمال ٢:‏٣٢-‏٣٥؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ اذًا،‏ كانت هنالك فترة انتظار.‏

      في ظل حكم الملكوت،‏ ستكون مشيئة اللّٰه كما في السماء كذلك على الارض

      ٢٣ (‏أ)‏ متى بدأ ملكوت اللّٰه يحكم؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيتناول الفصل التالي؟‏

      ٢٣ وكم كانت ستدوم فترة الانتظار هذه؟‏ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين،‏ استطاع بعض تلاميذ الكتاب المقدس المخلصين ان يميّزوا تدريجيا طول هذه الفترة وتوصلوا الى انها ستنتهي سنة ١٩١٤.‏ ‏(‏للحصول على معلومات اضافية حول هذا التاريخ،‏ انظر الملحق بعنوان «‏١٩١٤ —‏ سنة مهمة نبويا في الكتاب المقدس‏».‏)‏ وتؤكد الاحداث العالمية التي بدأت سنة ١٩١٤ صحة فهم تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء.‏ وهكذا يبين اتمام نبوة الكتاب المقدس انه سنة ١٩١٤ اصبح المسيح ملكا وبدأ ملكوت اللّٰه السماوي يحكم.‏ اذًا،‏ نحن نعيش اليوم في ‹الزمن القصير›‏ المتبقي للشيطان.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢؛‏ مزمور ١١٠:‏٢‏)‏ ويمكننا القول بثقة انه عمّا قريب سيتدخل الملكوت ليتمم مشيئة اللّٰه على الارض.‏ فهل تعتبر هذا الامر خبرا مفرحا؟‏ وهل تؤمن ان هذا ما سيحدث فعلا؟‏ سيساعدك الفصل التالي ان تدرك ان الكتاب المقدس يعلّم ذلك حقا.‏

      ما يعلّمه الكتاب المقدس

      • ملكوت اللّٰه حكومة سماوية ملِكها يسوع المسيح،‏ وسيعاونه في الحكم مئة وأربعة وأربعون ألفا اختيروا من الجنس البشري.‏ —‏ رؤيا ١٤:‏١،‏ ٤‏.‏

      • بدأ الملكوت حكمه سنة ١٩١٤،‏ وقد طُرد الشيطان من السماء الى الارض.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩‏.‏

      • قريبا سيُهلك ملكوت اللّٰه الحكومات البشرية،‏ وستتحول الارض الى فردوس.‏ —‏ رؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة