-
ما هو قصد اللّٰه للأرض؟ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟
-
-
الفصل الثالث
ما هو قصد اللّٰه للأرض؟
ما هو قصد اللّٰه للجنس البشري؟
كيف جرى تحدي اللّٰه؟
كيف ستكون الحياة على الارض في المستقبل؟
١ ما هو قصد اللّٰه للأرض؟
ان قصد اللّٰه للأرض رائع حقا. فيهوه يريد ان تمتلئ الارض بأشخاص سعداء وأصحاء. يقول الكتاب المقدس ان اللّٰه ‹غرس جنة في عدن› وإنه ‹أنبت كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل›. وبعد ان خلق الرجل والمرأة الاولين، آدم وحواء، وضعهما في هذا الموطن الجميل وقال لهما: «أثمرا واكثرا واملأا الارض وأخضعاها». (تكوين ١:٢٨؛ ٢:٨، ٩، ١٥) اذًا، ان قصد اللّٰه هو ان ينجب البشر الاولاد، يوسّعوا الجنة لتشمل كل الارض، ويعتنوا بالحيوانات.
٢ (أ) ما الذي يؤكد لنا ان قصد اللّٰه للأرض سيتمّ؟ (ب) بحسب الكتاب المقدس، مَن هم الاشخاص الذين سيعيشون الى الابد؟
٢ فهل تعتقد ان قصد يهوه اللّٰه ان يعيش البشر على ارض فردوسية سيتحقق في يوم من الايام؟ يقول اللّٰه: «قد تكلّمتُ بذلك . . . وسأفعله». (اشعيا ٤٦:٩-١١؛ ٥٥:١١) نعم، ان اللّٰه سيحقق قصده لا محالة! فهو يقول انه «لم يخلقها [الارض] باطلا، إنما للسكن صوَّرها». (اشعيا ٤٥:١٨) وأي نوع من الناس يرغب يهوه ان يسكنوا الارض؟ وكم من الوقت يريد ان يحيوا عليها؟ يجيب الكتاب المقدس: «الابرار يرثون الارض، ويسكنونها الى الابد». — مزمور ٣٧:٢٩؛ رؤيا ٢١:٣، ٤.
٣ اية احوال محزنة تعمّ الارض اليوم، وأي سؤال ينشأ؟
٣ من الواضح ان هذا الوعد لم يتحقق حتى الآن. فالناس في يومنا هذا يمرضون ويموتون، كما انهم يتحاربون ويقتلون بعضهم بعضا. فلا بد ان خللا ما قد حدث. طبعا لم يكن قصد اللّٰه ان تصبح حالة الارض كما هي عليه اليوم. فماذا حدث اذًا، ولماذا لم يتمّ قصد اللّٰه؟ لا يمكننا ايجاد الجواب في ايّ كتاب تاريخي وضعه الانسان لأن أصل المشكلة نشأ في السماء.
نشأة عدو
٤، ٥ (أ) من الذي تكلم مع حواء بواسطة حيّة؟ (ب) كيف يتحوّل شخص فاضل ونزيه الى لصّ؟
٤ يخبرنا اول سفر من الكتاب المقدس عن مقاوم للّٰه ظهر في جنة عدن. ويُدعى هذا العدو «الحيّة»، مع انه ليس حيوانا حرفيا. ويحدد آخر سفر من الكتاب المقدس هويته بأنه «المدعو ابليس والشيطان، الذي يضل المسكونة كلها». ويُسمى ايضا «الحيّة الاولى». (تكوين ٣:١؛ رؤيا ١٢:٩) فقد استخدم هذا الملاك القوي، او المخلوق الروحاني غير المنظور، حيّة للتكلم مع حواء، تماما كما ان المؤدي الماهر يخدع الناس ويجعلهم يظنون ان صوته صادر من دمية يحملها. ولا شك ان هذا المخلوق الروحاني القوي كان موجودا عندما اسس اللّٰه الارض وجهزها لتصبح موطنا للبشر. — ايوب ٣٨:٤، ٧.
٥ ولكن اذا كانت مخلوقات يهوه جميعها كاملة، فمن صنع «ابليس» او «الشيطان»؟ يمكننا القول بكل بساطة ان احد ابناء اللّٰه الروحانيين الاقوياء جعل من نفسه شيطانا. وهل يُعقل ذلك؟ فكّر مثلا في رجل كان في الماضي فاضلا ونزيها لكنه تحوّل الى لصّ. فكيف يحدث ذلك؟ لربما سمح هذا الشخص لرغبة خاطئة ان تنمو في قلبه. وإذ داوم على التفكير فيها، اصبحت قوية جدا. وعندما سنحت له الفرصة، انقاد لهذه الرغبة الخاطئة التي استحوذت على تفكيره. — اقرأ يعقوب ١:١٣-١٥.
٦ كيف اصبح احد ابناء اللّٰه الروحانيين الاقوياء الشيطان ابليس؟
٦ هذا ما حصل مع الشيطان ابليس. فلا شك انه سمع اللّٰه يقول لآدم وحواء ان ينجبا الاولاد ويملأا الارض بنسلهما. (تكوين ١:٢٧، ٢٨) ولا بد انه فكر في نفسه قائلا: ‹ماذا يمنع ان يعبدني كل هؤلاء الناس بدل ان يعبدوا اللّٰه؟›. وهكذا نمت في قلبه رغبة خاطئة. وفي النهاية، انقاد لرغبته وخدع حواء مخبرا اياها اكاذيب عن اللّٰه. (اقرإ التكوين ٣:١-٥.) فأصبح بالتالي «ابليس» اي «المفتري». وبات يُعرف ايضا بـ «الشيطان» اي «المقاوم».
٧ (أ) لماذا مات آدم وحواء؟ (ب) لماذا يكبر جميع المتحدرين من آدم ويموتون؟
٧ تمكن الشيطان ابليس، بواسطة اكاذيبه وخداعه، ان يدفع آدم وحواء الى عصيان اللّٰه. (تكوين ٢:١٧؛ ٣:٦) ونتيجة لذلك، حصل ما حذرهما اللّٰه منه في حال خالفا وصيته، اذ ماتا في النهاية. (تكوين ٣:١٧-١٩) وبما ان آدم اصبح ناقصا نتيجة خطيته، ورث جميع المتحدرين منه الخطية والنقص. (اقرأ روما ٥:١٢.) لفهم هذه الفكرة بشكل اوضح، تخيل قالبا لصنع الحلوى. اذا كان القالب مبعوجا، فماذا يحدث لكل الحلوى المصنوعة فيه؟ تكون كلها مبعوجة، او بكلمات اخرى فيها عيب او نقص ما. على نحو مماثل، ورث كل البشر هذا «الانبعاج» او النقص عن آدم، لذلك يكبر جميع البشر ويموتون. — روما ٣:٢٣.
٨، ٩ (أ) ما هو التحدي الذي طرحه الشيطان؟ (ب) لمَ لم يقضِ اللّٰه على العصاة في الحال؟
٨ عندما جعل الشيطان آدم وحواء يخطئان الى اللّٰه، كان في الواقع يقود حركة تمرد. فقد تحدى الشيطان طريقة يهوه في الحكم. فكأنه كان يقول: ‹اللّٰه حاكم شرير. فهو يكذب ويحرم رعاياه امورا جيدة. والبشر ليسوا بحاجة الى حكم اللّٰه. فباستطاعتهم ان يقرروا هم بأنفسهم الصواب والخطأ. كما انهم سيكونون افضل حالا اذا كانوا خاضعين لحكمي›. فكيف واجه اللّٰه هذا التحدي المُهين؟ قد يعتقد البعض انه كان على اللّٰه بكل بساطة ان يميت المتمردين العصاة. ولكن هل كان ذلك سيحسم تحدي الشيطان؟ وهل يزود الدليل على ان طريقة اللّٰه في الحكم هي الفضلى؟
٩ بما ان عدل يهوه كامل، فهو لم يقضِ على العصاة في الحال. بل قرر السماح للوقت بأن يحسم تحدي الشيطان ابليس ويبرهن انه كذاب. لذلك قرر اللّٰه ان يدع البشر يحكمون انفسهم لبعض الوقت تحت تأثير الشيطان. وسيناقش الفصل الحادي عشر من هذا الكتاب لماذا اختار يهوه هذا الحل، ولماذا سمح بمرور كل هذا الوقت قبل ان يبتّ هذه القضية. ولكن لنفكر الآن في ما يلي: هل كان آدم وحواء مصيبين عندما صدّقا الشيطان مع انه لم يبرهن لهما انه يريد خيرهما؟ وهل كانا محقين حين صدّقا ان يهوه، الذي اعطاهما كل ما يملكان، إله قاسٍ وكاذب؟ هل كنت انت ستتصرف بطريقة مماثلة لو كنت مكانهما؟
١٠ كيف يمكنك ان تقف الى جانب يهوه وتعطي جوابا على تحدي الشيطان؟
١٠ يحسن بنا ان نتأمل في هذه الاسئلة لأن كل واحد منا يواجه قضايا مماثلة في حياته اليومية. وأمامك انت ايضا فرصة لتقف الى جانب يهوه في هذه القضية وتعطي جوابا على تحدي الشيطان. فيمكنك ان تقبل يهوه حاكما لك وتساهم في اظهار كذب الشيطان. (مزمور ٧٣:٢٨؛ اقرإ الامثال ٢٧:١١.) ولكن، من المؤسف ان اشخاصا قلائل بين بلايين الناس العائشين على الارض اليوم يقومون بهذا الخيار، مما يثير سؤالا مهما: هل يعلّم الكتاب المقدس حقا ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟
من هو حاكم هذا العالم؟
هل كان بإمكان الشيطان ان يعرض على يسوع كل ممالك العالم لو لم يكن فعلا حاكمها؟
١١، ١٢ (أ) كيف تكشف احدى التجارب التي تعرّض لها يسوع ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟ (ب) اي أدلة اخرى تبيّن ان الشيطان هو حاكم هذا العالم؟
١١ لم يشك يسوع مطلقا في ان الشيطان هو حاكم هذا العالم. ففي احدى المرات، تمكن الشيطان بطريقة عجائبية ان يُري يسوع «جميع ممالك العالم ومجدها». ثم وعده قائلا: «أعطيك هذه جميعها إن خررت وقمت بعمل عبادة لي». (متى ٤:٨، ٩؛ لوقا ٤:٥، ٦) فكر قليلا: هل كان هذا العرض سيشكِّل تجربة مغرية ليسوع لو لم يكن الشيطان فعلا حاكم هذه الممالك؟ كما ان يسوع لم ينفِ ان جميع حكومات العالم هي ملك للشيطان، وهو امر كان سيفعله بالتأكيد لو لم يكن الشيطان القوة المسيطرة عليها.
١٢ طبعا، يهوه هو الإله القادر على كل شيء وخالق الكون المذهل. (رؤيا ٤:١١) ولكن لا يذكر الكتاب المقدس مطلقا ان حاكم هذا العالم هو يهوه اللّٰه او يسوع المسيح. على العكس، اشار يسوع الى ان الشيطان هو «حاكم هذا العالم». (يوحنا ١٢:٣١؛ ١٤:٣٠؛ ١٦:١١) ويذكر الكتاب المقدس ايضا ان الشيطان ابليس هو «إله نظام الاشياء هذا». (٢ كورنثوس ٤:٣، ٤) كما ان الرسول المسيحي يوحنا كتب عن هذا المقاوم او الشيطان قائلا ان ‹العالم كله هو تحت سلطة الشرير›. — ١ يوحنا ٥:١٩.
كيف سينتهي عالم الشيطان
١٣ لماذا هنالك حاجة الى عالم جديد؟
١٣ سنة بعد سنة، تزداد احوال العالم خطورة. فأينما تطلعنا، نرى جيوشا متحاربة، سياسيين فاسدين، قادة دينيين مرائين، ومجرمين قساة. وكل هذه الامور تؤكد ان اصلاح العالم بأسره بات مستحيلا. ويكشف الكتاب المقدس ان الوقت المعين ليزيل اللّٰه العالم الشرير في حرب هرمجدون قد اصبح وشيكا. وحينئذ سيُستبدل عالمنا هذا بعالم جديد بار. — رؤيا ١٦:١٤-١٦.
١٤ مَن اختاره اللّٰه ليكون حاكم ملكوته، وأية نبوات تتحدث عن هذا الامر؟
١٤ اختار يهوه اللّٰه يسوع المسيح ليكون حاكم ملكوته او حكومته السماوية. فقد انبأ الكتاب المقدس منذ زمن بعيد: «يولد لنا ولد، ويُعطى لنا ابن، وتكون الرئاسة على كتفه. ويُدعى . . . رئيس السلام. لنموّ رئاسته وللسلام لا نهاية». (اشعيا ٩:٦، ٧) وقد اشار يسوع الى هذه الحكومة حين علّم اتباعه ان يصلّوا قائلين: «ليأتِ ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض». (متى ٦:١٠) وكما سنرى في الفصول اللاحقة من هذا الكتاب، سيزيل ملكوت اللّٰه قريبا كل حكومات العالم ويحلّ محلها. (اقرأ دانيال ٢:٤٤.) وعندئذ سيحوّل ملكوت اللّٰه السماوي الارض الى فردوس.
عالم جديد قريب!
١٥ ما هي ‹الارض الجديدة›؟
١٥ يؤكد لنا الكتاب المقدس: «ننتظر بحسب وعده [اللّٰه] سمٰوات جديدة وأرضا جديدة، فيها يسكن البِر». (٢ بطرس ٣:١٣؛ اشعيا ٦٥:١٧) احيانا يستخدم الكتاب المقدس كلمة «الارض» للدلالة على الناس الذين يعيشون على الارض. (تكوين ١١:١) لذلك تشير عبارة ‹ارض جديدة بارة› الى مجتمع مؤلف من اشخاص نالوا رضى اللّٰه.
١٦ اي هبة لا تُقدر بثمن سيمنحها اللّٰه لمَن يرضى عنهم، وماذا علينا ان نفعل لننالها؟
١٦ لقد وعد يسوع ان مَن يرضى عنهم اللّٰه سينالون هبة قيّمة في العالم الجديد القادم، «حياة ابدية». (مرقس ١٠:٣٠) افتح من فضلك كتابك المقدس الى يوحنا ٣:١٦ ويوحنا ١٧:٣ واقرأ عن الامور التي قال يسوع انه ينبغي ان نفعلها لننال الحياة الابدية. ثم تأمل في ما يذكره الكتاب المقدس عن البركات التي سينعم بها مَن يكونون مستحقين الحصول على هذه الهبة القيّمة من اللّٰه في الارض الفردوسية المقبلة.
١٧، ١٨ ما الذي يؤكد لنا ان السلام والامن سيعمّان الارض كلها؟
١٧ الشر، الحرب، الجريمة، والعنف، كلها ستزول من الارض. «لا يكون الشرير . . . اما الحلماء فيرثون الارض». (مزمور ٣٧:١٠، ١١) وسيعمّ السلام لأن اللّٰه ‹سيُسكّن الحروب إلى أقصى الارض›. (مزمور ٤٦:٩؛ اشعيا ٢:٤) عندئذ «يزهر . . . البارّ، وكثرة السلام الى أن يزول القمر»، اي الى الابد! — مزمور ٧٢:٧.
١٨ سيسكن عباد يهوه على الارض آمنين. في ازمنة الكتاب المقدس، عاش الاسرائيليون بأمان ما داموا طائعين للّٰه. (لاويين ٢٥:١٨، ١٩) وعلى نحو مماثل، سينعم عباد يهوه بالأمان في الفردوس. فما اروع هذا الرجاء! — اقرأ اشعيا ٣٢:١٨؛ ميخا ٤:٤.
١٩ لماذا نحن واثقون انه، في عالم اللّٰه الجديد، ستكون هنالك وفرة من الطعام؟
١٩ لن يعاني الناس نقصا في الطعام. فقد رنم صاحب المزمور: «تكون وفرة من القمح في الارض، وعلى رؤوس الجبال فيض». (مزمور ٧٢:١٦) وسيبارك يهوه اللّٰه عباده الابرار، و «الارض تعطي غلتها». — مزمور ٦٧:٦.
٢٠ لماذا نحن متأكدون ان الارض كلها ستتحول الى فردوس؟
٢٠ ستصبح الارض كلها فردوسا. فستزيِّن البيوت الجديدة والحدائق الجميلة كل الاراضي التي تسبَّب البشر الخطاة في الماضي بإهلاكها او تدميرها. (اقرأ اشعيا ٦٥:٢١-٢٤؛ رؤيا ١١:١٨) وبمرور الوقت، ستتسع الاراضي التي تحولت الى فردوس حتى تصبح جميع انحاء كوكبنا جميلة ومثمرة كما كانت جنة عدن في الماضي. ونحن واثقون ان اللّٰه ‹سيفتح يده فيشبع رغبة كل حيّ›. — مزمور ١٤٥:١٦.
٢١ ماذا يُظهر ان البشر والحيوانات سيعيشون معا بسلام؟
٢١ سيعيش البشر والحيوانات معا بسلام. فالحيوانات البرية والأليفة ستأكل معا. حتى ان الطفل الصغير لن يخشى الحيوانات التي تُعتبر اليوم خطرة. — اقرأ اشعيا ١١:٦-٩؛ ٦٥:٢٥.
٢٢ ماذا سيحلّ بالمرض؟
٢٢ سيزول كل اثر للمرض. عندما يحكم يسوع في ملكوت اللّٰه السماوي، سيشفي الامراض على نطاق اوسع وأشمل من العجائب التي صنعها عندما كان على الارض. (متى ٩:٣٥؛ مرقس ١:٤٠-٤٢؛ يوحنا ٥:٥-٩) عندئذ «لا يقول ساكن: ‹انا مريض›». — اشعيا ٣٣:٢٤؛ ٣٥:٥، ٦.
٢٣ لماذا ستملأ القيامة قلبنا بالفرح؟
٢٣ سيُقام احباؤنا من الموت وأمامهم الرجاء الّا يموتوا مجددا. فكل الراقدين في الموت الذين هم في ذاكرة يهوه سيعودون الى الحياة. نعم، «سوف تكون قيامة للابرار والاثمة». — اعمال ٢٤:١٥؛ اقرأ يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
٢٤ ما هو شعورك حيال رجاء العيش في الفردوس على الارض؟
٢٤ يا للمستقبل المشرق الذي ينتظر كل مَن يختار ان يتعلم عن خالقنا العظيم، يهوه اللّٰه، ويخدمه! لقد كان يسوع يشير الى الفردوس الارضي المقبل عندما وعد فاعل السوء الذي كان معلقا بجانبه: «ستكون معي في الفردوس». (لوقا ٢٣:٤٣) ومن الحيوي ان نتعلّم المزيد عن يسوع المسيح الذي بدونه لن ننال مطلقا كل هذه البركات.
-
-
ما هو ملكوت اللّٰه؟ماذا يعلّم الكتاب المقدس حقا؟
-
-
الفصل الثامن
ما هو ملكوت اللّٰه؟
ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن ملكوت اللّٰه؟
ماذا سينجز ملكوت اللّٰه؟
متى سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟
١ اي صلاة شهيرة سنتأمل فيها؟
ملايين الاشخاص حول العالم يعرفون الصلاة التي يدعوها كثيرون «الأبانا» او الصلاة الربانية. ويشير كلا الاسمين الى الصلاة الشهيرة التي علّمها يسوع المسيح لتلاميذه كنموذج. ان هذه الصلاة تحمل الكثير من المعاني، وتأمُّلنا في الطِّلْبات الثلاث الاولى الواردة فيها سيزيد معرفتنا لما يعلّمه الكتاب المقدس حقا.
٢ اي طِلْبات ثلاث علّم يسوع تلاميذه ان يصلّوا من اجلها؟
٢ في بداية هذه الصلاة النموذجية، علّم يسوع سامعيه قائلا: «صلّوا أنتم هكذا: ‹أبانا الذي في السمٰوات، ليتقدس اسمك. ليأتِ ملكوتك. لتكُنْ مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض›». (متى ٦:٩-١٣) فما معنى هذه الطِّلْبات الثلاث؟
٣ اي امور يجب ان نعرفها عن ملكوت اللّٰه؟
٣ لقد تعلّمنا في الفصول السابقة الكثير عن اسم اللّٰه، يهوه. كما ناقشنا الى حد ما مشيئة اللّٰه، اذ تأملنا في ما فعله للجنس البشري وفي ما سيفعله في المستقبل. ولكن إلامَ كان يسوع يشير عندما علّمنا ان نصلي: «ليأتِ ملكوتك»؟ ما هو ملكوت اللّٰه؟ كيف سيقدّس إتيانه اسم اللّٰه؟ وكيف يرتبط إتيان الملكوت بإتمام مشيئة اللّٰه؟
ما هو الملكوت
٤ ما هو ملكوت اللّٰه، ومَن هو ملِكه؟
٤ ملكوت اللّٰه هو حكومة اقامها يهوه اللّٰه واختار هو ملِكها. ومن هو هذا الملك الذي اختاره اللّٰه ليرأس ملكوته؟ انه يسوع المسيح. ويسوع المتوَّج ملكا هو اعظم من كل الحكام البشر، فهو يُدعى «ملك السائدين كملوك وربّ السائدين كأرباب». (١ تيموثاوس ٦:١٥) وفي وسعه ان يفعل الخير للبشر اكثر من اي حاكم بشري مهما كان صالحا.
٥ اين هو مقرّ ملكوت اللّٰه، وعلامَ سيملك؟
٥ وأين هو مقرّ هذه الحكومة، ملكوت اللّٰه؟ للاجابة عن هذا السؤال، علينا اولا ان نعرف اين هو يسوع. أتذْكر اننا تعلّمنا ان يسوع مات على خشبة الآلام ثم أُقيم، وبعيد ذلك صعد الى السماء؟ (اعمال ٢:٣٣) لذلك، فإن ملكوت اللّٰه لا بد ان يكون مقرّه في السماء. ولهذا السبب يدعوه الكتاب المقدس: ‹المملكة السماوية›. (٢ تيموثاوس ٤:١٨) ومع ان ملكوت اللّٰه مقرّه في السماء، فهو سيملك من هناك على الارض. — اقرإ الرؤيا ١١:١٥.
٦، ٧ ما الذي يجعل يسوع ملكا لا نظير له؟
٦ ولماذا يُعتبر يسوع ملكا لا نظير له؟ احد الاسباب هو انه لن يرى الموت ابدا. ففي مقارنة بين يسوع والملوك البشر، يصف الكتاب المقدس يسوع بأنه «وحده له الخلود، هو الساكن في نور لا يُدنى منه». (١ تيموثاوس ٦:١٦) وهذا يعني ان كل ما سينجزه يسوع من الخير سيدوم الى الابد. ونحن واثقون تماما انه سيحقق امورا كثيرة تعود بفوائد جمّة على البشر.
٧ تأمل في ما انبأ به الكتاب المقدس عن يسوع: «يحلّ عليه روح يهوه، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقدرة، روح المعرفة ومخافة يهوه، وتكون متعته في مخافة يهوه. فلا يقضي بحسب ما ينظره بعينيه، ولا يوبّخ بحسب ما يسمعه بأذنيه. إنما يقضي بالبر للمساكين، ويوبّخ بالاستقامة لمنفعة الحلماء في الأرض». (اشعيا ١١:٢-٤) تَعِد هذه الكلمات بأن يسوع سيكون ملكا بارا ورؤوفا في حكمه على البشر العائشين على الارض. أفلا ترغب ان تكون من رعايا هذا الملك؟
٨ مَن سيحكم مع يسوع؟
٨ إليك حقيقة اخرى عن ملكوت اللّٰه: لن يحكم يسوع وحده، بل سيكون له معاونون. فقد قال الرسول بولس لتيموثاوس: «إن بقينا نحتمل، فسنملك أيضا معه». (٢ تيموثاوس ٢:١٢) نعم، لقد اختار اللّٰه تيموثاوس وبولس وغيرهما من الامناء ليحكموا مع يسوع في الملكوت السماوي. ولكن كم عدد هؤلاء الذين سيحظون بهذا الامتياز؟
٩ كم عدد الذين سيحكمون مع يسوع، ومتى بدأ اللّٰه باختيارهم؟
٩ كما ورد في الفصل السابع من هذا الكتاب، أُعطي الرسول يوحنا رؤيا شاهد فيها ‹الحمل [يسوع المسيح] واقفا على جبل صهيون [مقرّ مُلكه في السماء]، ومعه مئة وأربعة وأربعون ألفا لهم اسمه واسم أبيه مكتوبا على جباههم›. فمن هم هؤلاء المئة والأربعة والأربعون ألفا؟ يخبرنا يوحنا: «هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب. هؤلاء اشتروا من بين الناس باكورة للّٰه وللحمل». (رؤيا ١٤:١، ٤) اذًا، انهم أتباع مخلصون ليسوع المسيح اختيروا خصوصا ليحكموا معه في السماء. فبعد قيامتهم من الموت الى الحياة السماوية، «سيملكون على الأرض» مع يسوع. (رؤيا ٥:١٠) ومنذ ايام الرسل، بدأ اللّٰه باختيار مسيحيين امناء لإكمال هذا العدد البالغ مئة وأربعة وأربعين ألفا.
١٠ لماذا التدبير ان يتولى يسوع والمئة والأربعة والأربعون ألفا الحكم على الجنس البشري هو تدبير ينمّ عن المحبة؟
١٠ ان التدبير ان يتولى يسوع والمئة والأربعة والأربعون ألفا الحكم على الجنس البشري هو تدبير ينمّ حقا عن محبة عظيمة. فيسوع عاش كإنسان على الارض واختبر الألم. لذلك استطاع بولس ان يقول عن يسوع: «ان رئيس الكهنة الذي لنا ليس غير قادر ان يتعاطف معنا في ضعفاتنا، بل قد امتُحن في كل شيء مثلنا، إلَّا انه بلا خطية». (عبرانيين ٤:١٥؛ ٥:٨) ومعاونوه ايضا عانوا الالم وتحملوا المشقات اثناء حياتهم كبشر. كما حاربوا النقص وكابدوا شتى الامراض. وهذا الامر يجعلهم قادرين دون شك على تفهُّم المشاكل التي يواجهها البشر.
ماذا سينجز ملكوت اللّٰه؟
١١ لماذا قال يسوع ان تلاميذه يجب ان يصلّوا ان تتم مشيئة اللّٰه في السماء؟
١١ عندما قال يسوع ان تلاميذه يجب ان يصلّوا ان يأتي ملكوت اللّٰه، ذكر ايضا ان صلاتهم ينبغي ان تشمل الطِّلْبة ان تتم مشيئة اللّٰه «كما في السماء كذلك على الأرض». ان السماء هي مسكن اللّٰه، ولطالما تمم الملائكة الامناء مشيئة اللّٰه في السماء. لكننا رأينا في الفصل الثالث من هذا الكتاب ان ملاكا شريرا توقف عن اتمام مشيئة اللّٰه ودفع آدم وحواء الى الخطية. (سنناقش في الفصل العاشر المزيد من المعلومات حول ما يعلّمه الكتاب المقدس عن هذا الملاك الشرير المعروف بالشيطان ابليس.) وبما انه سُمح للشيطان وللمخلوقات الروحانية الملائكية التي اختارت اتِّباعه والمدعوة ابالسة بالبقاء في السماء فترة من الوقت، لم يكن كل مَن في السماء في تلك الفترة يتممون مشيئة اللّٰه. لكنّ الوضع كان سيتغير عندما يتسلم ملكوت اللّٰه الحكم. فالملك المتوَّج حديثا، يسوع المسيح، كان سيشنّ حربا على الشيطان. — اقرإ الرؤيا ١٢:٧-٩.
١٢ اي حدثين مهمين تصفهما الآية في الرؤيا ١٢:١٠؟
١٢ تصف الكلمات النبوية التالية ما حدث: «وسمعتُ صوتا عاليا في السماء يقول: ‹الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكوته وسلطة مسيحه، لأنه قد طُرح متّهم إخوتنا، [الشيطان] الذي يتّهمهم نهارا وليلا أمام إلهنا!›». (رؤيا ١٢:١٠) هل لاحظتَ ان هذه الآية تتناول حدثين مهمين؟ الاول بداية حكم ملكوت اللّٰه برئاسة يسوع المسيح، والثاني طرْد الشيطان من السماء الى الارض.
١٣ ما كانت نتيجة طرد الشيطان من السماء؟
١٣ وما كانت نتائج هذين الحدثين؟ يخبرنا الكتاب المقدس بما حدث في السماء: «لذلك تهلَّلي، أيتها السموات والساكنون فيها!». (رؤيا ١٢:١٢) نعم، لقد فرح الملائكة الامناء لأنه، بطرد الشيطان وأبالسته، لم يبقَ في السماء سوى ملائكة امناء ليهوه اللّٰه. وعمّ السمٰوات سلام وانسجام لا يعكر صفوهما شيء. وصارت مشيئة اللّٰه اليوم قيد الاتمام في السماء.
طرْد الشيطان وأبالسته من السماء جلب الويلات على الارض، لكن هذه المشاكل ستنتهي قريبا
١٤ ماذا حصل نتيجة طرد الشيطان الى الارض؟
١٤ ولكن ماذا عن الارض؟ يتابع الكتاب المقدس: «ويل للأرض والبحر، لأن إبليس قد نزل إليكما، وبه غضب عظيم، عالما ان له زمانا قصيرا!». (رؤيا ١٢:١٢) لقد غضب الشيطان لأنه طُرد من السماء ولم يبقَ له سوى زمان قصير. وقد دفعه غضبه هذا الى انزال المصائب او ‹الويلات› بالارض. وسنتعلّم المزيد عن هذه ‹الويلات› في الفصل التالي. ولكن، اذا كان الشيطان يسبب الويل على الارض بعد طرحه من السماء، فكيف سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟
١٥ ما هي مشيئة اللّٰه للأرض؟
١٥ هل تذكر ما هي مشيئة اللّٰه للأرض؟ كما تعلّمنا في الفصل الثالث، اظهر اللّٰه في عدن ان مشيئته هي ان تتحول الارض الى فردوس يعيش فيه بشر ابرار ليس للموت سلطان عليهم. غير ان الشيطان دفع آدم وحواء الى الخطية، وهذا أثّر في اتمام مشيئة اللّٰه للأرض لكنه لم يغيرها. فما زال قصد يهوه هو ان ‹يرث الأبرار الأرض، ويسكنوها الى الأبد›. (مزمور ٣٧:٢٩) وهذا ما سينجزه ملكوت اللّٰه. ولكن كيف؟
١٦، ١٧ ماذا تخبرنا دانيال ٢:٤٤ عن ملكوت اللّٰه؟
١٦ تأمل في النبوة المذكورة في دانيال ٢:٤٤ التي تقول: «في أيام هؤلاء الملوك، يقيم إله السماء مملكة لن تنقرض أبدا. ومُلكها لا يترك لشعب آخر. فتسحق وتفني كل هذه الممالك، وهي تثبت إلى الدهر». فماذا نتعلّم من هذه النبوة عن ملكوت اللّٰه؟
١٧ تخبرنا هذه النبوة اولا ان ملكوت اللّٰه يتأسس «في أيام هؤلاء الملوك»، اي حين تكون ممالك اخرى ما زالت قائمة. وهي تذكر ايضا ان الملكوت سيدوم الى الابد، ولن تطيح به حكومة اخرى او تحلّ محله. كما تتحدث هذه النبوة عن حرب بين ملكوت اللّٰه وممالك العالم، حرب سيخرج منها الملكوت منتصرا. وهكذا لن يبقى في النهاية سوى حكومة واحدة يخضع لها كل البشر. وعندئذ سيعيشون في ظل افضل حكومة على الاطلاق.
١٨ ما اسم الحرب النهائية بين ملكوت اللّٰه وحكومات هذا العالم؟
١٨ يذكر الكتاب المقدس امورا عديدة عن الحرب الاخيرة بين ملكوت اللّٰه وحكومات هذا العالم. مثلا، يخبرنا انه مع اقتراب النهاية، ستنشر الارواح الشريرة اكاذيب لتخدع «ملوك المسكونة بأسرها». وهدفها؟ ‹جمْعهم [الملوك] الى حرب اليوم العظيم، يوم اللّٰه القادر على كل شيء›. فملوك الارض كلها سيجتمعون الى «الموضع الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون». (رؤيا ١٦:١٤، ١٦) وبسبب ما تذكره هذه الآية، تسمى الحرب النهائية بين الحكومات البشرية وملكوت اللّٰه حرب هرمجدون.
١٩، ٢٠ ما الذي يَحُول دون اتمام مشيئة اللّٰه على الارض في وقتنا الحالي؟
١٩ وما الذي سيحققه ملكوت اللّٰه في حرب هرمجدون؟ فكِّر مجددا في مشيئة اللّٰه للأرض. كان قصد يهوه اللّٰه ان تتحول الارض الى فردوس وتمتلئ ببشر ابرار كاملين يخدمونه. ولكن ما الذي يَحُول دون حدوث ذلك في وقتنا الحالي؟ الامر الاول هو اننا خطاة، وجميعنا نمرض ونموت. ولكن، كما تعلّمنا في الفصل الخامس، مات يسوع من اجلنا لكي نتمكن من العيش الى الابد. وهذا واضح، كما تتذكر، من الكلمات المسجلة في انجيل يوحنا: «إن اللّٰه احبّ العالم كثيرا حتى انه بذل الابن، مولوده الوحيد، لكيلا يهلك كل من يمارس الإيمان به، بل تكون له حياة ابدية». — يوحنا ٣:١٦.
٢٠ والامر الثاني هو ان اناسا عديدين اشرار. فهم يكذبون ويغشون ويرتكبون الفساد الادبي. كما انهم يرفضون فعل مشيئة اللّٰه. هؤلاء الاشرار سيهلكون في حرب هرمجدون. (اقرإ المزمور ٣٧:١٠.) والامر الآخر الذي يَحُول دون اتمام مشيئة اللّٰه على الارض هو ان الحكومات لا تشجع الناس على فعل هذه المشيئة. فالكثير من هذه الحكومات حكومات غير فعالة، وحشية، او فاسدة. وهذا ينسجم مع ما يقوله الكتاب المقدس بصراحة: «يتسلط انسان على انسان لأذيته». — جامعة ٨:٩.
٢١ كيف سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض؟
٢١ بعد هرمجدون، سيكون الجنس البشري خاضعا لحكومة واحدة، ملكوت اللّٰه. وهذه الحكومة ستتمم مشيئة اللّٰه وتجلب اروع البركات. على سبيل المثال، ستقضي على الشيطان وأبالسته. (رؤيا ٢٠:١-٣) كما ستُطبق قوة ذبيحة يسوع، فتُبعِد شبح المرض والموت عن البشر الامناء الذين سيتمكنون من العيش الى الابد في ظل حكم الملكوت. (اقرإ الرؤيا ٢٢:١-٣.) كما ستتحول الارض الى فردوس. وهكذا سيتمم الملكوت مشيئة اللّٰه على الارض ويقدّس اسم اللّٰه. وماذا يعني ذلك؟ انه يعني ان كل البشر الاحياء الذين يعيشون تحت حكم ملكوت اللّٰه سيكرمون في النهاية اسم يهوه.
متى سيحقق ملكوت اللّٰه كل ذلك؟
٢٢ ما الذي يؤكد ان ملكوت اللّٰه لم يأتِ عندما كان يسوع على الارض، ولا بعد قيامته مباشرة؟
٢٢ بما ان يسوع اوصى اتباعه وهو بعدُ على الارض ان يصلّوا «ليأتِ ملكوتك»، فمن الواضح ان الملكوت لم يأتِ في ذلك الزمن. وهل أتى الملكوت عندما صعد يسوع الى السماء؟ كلا، لأن بطرس وبولس كليهما قالا انه بعد قيامة يسوع، تمت فيه النبوة المذكورة في المزمور ١١٠:١: «قال يهوه لربّي: ‹اجلس عن يميني الى ان اضع اعداءك موطئا لقدميك›». (اعمال ٢:٣٢-٣٥؛ عبرانيين ١٠:١٢، ١٣) اذًا، كانت هنالك فترة انتظار.
في ظل حكم الملكوت، ستكون مشيئة اللّٰه كما في السماء كذلك على الارض
٢٣ (أ) متى بدأ ملكوت اللّٰه يحكم؟ (ب) ماذا سيتناول الفصل التالي؟
٢٣ وكم كانت ستدوم فترة الانتظار هذه؟ خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، استطاع بعض تلاميذ الكتاب المقدس المخلصين ان يميّزوا تدريجيا طول هذه الفترة وتوصلوا الى انها ستنتهي سنة ١٩١٤. (للحصول على معلومات اضافية حول هذا التاريخ، انظر الملحق بعنوان «١٩١٤ — سنة مهمة نبويا في الكتاب المقدس».) وتؤكد الاحداث العالمية التي بدأت سنة ١٩١٤ صحة فهم تلاميذ الكتاب المقدس هؤلاء. وهكذا يبين اتمام نبوة الكتاب المقدس انه سنة ١٩١٤ اصبح المسيح ملكا وبدأ ملكوت اللّٰه السماوي يحكم. اذًا، نحن نعيش اليوم في ‹الزمن القصير› المتبقي للشيطان. (رؤيا ١٢:١٢؛ مزمور ١١٠:٢) ويمكننا القول بثقة انه عمّا قريب سيتدخل الملكوت ليتمم مشيئة اللّٰه على الارض. فهل تعتبر هذا الامر خبرا مفرحا؟ وهل تؤمن ان هذا ما سيحدث فعلا؟ سيساعدك الفصل التالي ان تدرك ان الكتاب المقدس يعلّم ذلك حقا.
-