-
كيف ستقفون امام كرسي القضاء؟برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
كيف ستقفون امام كرسي القضاء؟
«ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.» — متى ٢٥:٣١.
١-٣ ايّ سبب لدينا لنرجو العدل؟
‹مذنب ام بريء؟› سؤال يطرحه كثيرون عندما يسمعون تقارير عن قضية قضائية. وقد يحاول القضاة وأعضاء هيئة المحلَّفين ان يكونوا مستقيمين، ولكن هل يسود العدل عادةً؟ ألم تسمعوا بإجراءات قضائية ظالمة وغير عادلة؟ ومثل هذا الظلم ليس امرا غير مألوف كما نرى في مثل يسوع الموجود في لوقا ١٨:١-٨.
٢ مهما كان اختباركم مع العدل البشري، فلاحظوا استنتاج يسوع: «أفلا ينصف اللّٰه مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا . . . اقول لكم انه ينصفهم سريعا. ولكن متى جاء ابن الانسان ألعله يجد الايمان على الارض.»
٣ نعم، سيحرص يهوه على ان ينال خدَّامه العدل اخيرا. ويسوع ايضا مشمول بذلك وخصوصا الآن لأننا نعيش في «الايام الاخيرة» للنظام الشرير الحاضر. وسيستخدم يهوه عما قريب ابنه القوي لمحو الشر من الارض. (٢ تيموثاوس ٣:١؛ ٢ تسالونيكي ١:٧، ٨؛ رؤيا ١٩:١١-١٦) ويمكن ان ننال بصيرة في دور يسوع من احد الامثال الاخيرة التي اعطاها والذي غالبا ما يدعى مثل الخراف والجداء.
٤ كيف كنا نفهم توقيت مثل الخراف والجداء، ولكن لماذا سنعير المثل انتباهنا الآن؟ (امثال ٤:١٨)
٤ لطالما فهمنا ان المثل يصف جلوس يسوع كملك سنة ١٩١٤ وإصداره الاحكام منذ ذلك الحين — الحياة الابدية للذين يبرهنون انهم كالخراف، والموت الدائم للجداء. لكنَّ اعادة النظر في المثل تشير الى فهم معدَّل لتوقيته ومدلوله. وهذا التحسين يعزِّز اهمية عملنا الكرازي ومغزى تجاوب الناس. ولكي نرى اساس هذا الفهم الاعمق للمثل، لنتأمل في ما يظهره الكتاب المقدس عن يهوه ويسوع كملكَين وقاضيَين على السواء.
يهوه بصفته القاضي الاسمى
٥، ٦ لماذا من الملائم ان نعتبر يهوه ملكا وقاضيا على السواء؟
٥ يحكم يهوه الكون بسلطة على الجميع. وبما انه ليست له بداية ولا نهاية فهو «ملك الدهور.» (١ تيموثاوس ١:١٧؛ مزمور ٩٠:٢، ٤؛ رؤيا ١٥:٣) وله سلطة سنّ الشرائع، او القوانين، وتنفيذها. لكنَّ سلطته تشمل كونه قاضيا. تقول اشعياء ٣٣:٢٢: «الرب قاضينا. الرب شارعنا. الرب ملكنا هو يخلِّصنا.»
٦ عرف خدَّام اللّٰه لزمن طويل يهوه بصفته القاضي في الدعاوى والقضايا. مثلا، بعدما وزن «ديَّان كل الارض» الدليل على شر سدوم وعمورة، حكم بأن السكان يستحقون الهلاك ونفَّذ ايضا هذا الحكم البار. (تكوين ١٨:٢٠-٣٣؛ ايوب ٣٤:١٠-١٢) وكم هو مطَمئِن دون شك ان نعرف ان يهوه قاضٍ بار يمكنه دائما ان ينفِّذ احكامه!
٧ كيف عمل يهوه كقاضٍ في التعامل مع اسرائيل؟
٧ في اسرائيل القديمة كان يهوه احيانا يصدر احكاما مباشرة. أمَا كان يعزِّيكم آنذاك ان تعرفوا ان قاضيا كاملا يحكم في القضايا؟ (لاويين ٢٤:١٠-١٦؛ عدد ١٥:٣٢-٣٦؛ ٢٧:١-١١) وقد زوَّد اللّٰه ايضا ‹احكاما› كانت جيدة بجملتها كمقاييس للقضاء. (لاويين ٢٥:١٨، ١٩؛ نحميا ٩:١٣؛ مزمور ١٩:٩، ١٠؛ ١١٩:٧، ٧٥، ١٦٤؛ ١٤٧:١٩، ٢٠) انه «ديَّان كل الارض،» ولذلك نتأثَّر جميعا بهذا الواقع. — عبرانيين ١٢:٢٣.
٨ اية رؤيا ذات علاقة رآها دانيال؟
٨ لدينا شهادة «شاهد عيان» تدعم هذه المسألة. فقد مُنح النبي دانيال رؤيا عن حيوانات ضارية رمزت الى حكومات او امبراطوريات. (دانيال ٧:١-٨، ١٧) وأضاف: «وُضعت عروش وجلس القديم الايام. لباسه ابيض كالثلج.» (دانيال ٧:٩) لاحظوا ان دانيال رأى عروشا «وجلس القديم الايام [يهوه].» اسألوا نفسكم، ‹هل كان دانيال هنا يشهد ان اللّٰه صار ملكا؟›
٩ ما هو المعنى الاول ‹للجلوس› على العرش؟ أَعطوا امثلة.
٩ عندما نقرأ ان شخصا «جلس» على العرش قد نفكِّر في صيرورته ملكا لأن الكتاب المقدس يستخدم احيانا لغة كهذه. مثلا: «عند تملُّك [زمري] وجلوسه على كرسيه . . .» (١ ملوك ١٦:١١؛ ٢ ملوك ١٠:٣٠؛ ١٥:١٢؛ ارميا ٣٣:١٧) وقالت نبوة مسيَّانية: «يجلس ويتسلَّط على كرسيه.» اذًا، ان ‹يجلس على كرسي› يمكن ان يعني ان يصير ملكا. (زكريا ٦:١٢، ١٣) ويوصَف يهوه بملك يجلس على عرش. (١ ملوك ٢٢:١٩؛ اشعياء ٦:١؛ رؤيا ٤:١-٣) انه «ملك الدهور.» ومع ذلك، اذ يظهر وجها جديدا من السلطان، يمكن ان يُقال انه صار ملكا، كما لو انه يجلس على عرشه من جديد. — ١ أخبار الايام ١٦:١، ٣١؛ اشعياء ٥٢:٧؛ رؤيا ١١:١٥-١٧؛ ١٥:٣؛ ١٩:١، ٢، ٦.
١٠ ماذا كان عمل الملوك الاسرائيليين الرئيسي؟ أَوضحوا.
١٠ ولكن اليكم نقطة رئيسية: كان عمل الملوك القدماء الرئيسي سماع القضايا وإصدار الاحكام. (امثال ٢٩:١٤) تذكَّروا الحكم الحكيم الذي اصدره سليمان عندما طالبت امرأتان بالولد نفسه. (١ ملوك ٣:١٦-٢٨؛ ٢ أخبار الايام ٩:٨) وأحد أبنية حكمه كان «رواق الكرسي حيث يقضي،» ويدعى ايضا «رواق القضاء.» (١ ملوك ٧:٧) وقد وُصفت اورشليم بالمكان الذي فيه «استوت الكراسي للقضاء.» (مزمور ١٢٢:٥) فمن الواضح ان ‹الجلوس على الكرسي› يمكن ان يعني ايضا ممارسة سلطة قضائية. — خروج ١٨:١٣؛ امثال ٢٠:٨.
١١، ١٢ (أ) ما هو مغزى جلوس يهوه المذكور في دانيال الاصحاح ٧؟ (ب) كيف تؤكِّد آيات اخرى ان يهوه يجلس للقضاء؟
١١ لنعُد الآن الى المشهد الذي رأى فيه دانيال ‹القديم الايام يجلس.› تضيف دانيال ٧:١٠: «فجلس الدِّين وفُتحت الاسفار.» نعم، جلس القديم الايام ليصدر الحكم المتعلق بالسيادة العالمية وليقضي ان ابن الانسان يستحق ان يحكم. (دانيال ٧:١٣، ١٤) ثم نقرأ انه ‹جاء القديم الايام وأُعطي الدِّين للقديسين،› الذين قُضي انهم اهل ليحكموا مع ابن الانسان. (دانيال ٧:٢٢) وأخيرا «يجلس الدِّين» ويُصدر حكما مضادا على الدولة العالمية الاخيرة. — دانيال ٧:٢٦.a
١٢ وهكذا فإن رؤية دانيال للّٰه ‹يجلس على الكرسي› عنت مجيئه لاصدار الحكم. رنَّم داود في وقت ابكر: «اقمتَ [يا يهوه] حقي ودعواي. جلستَ على الكرسي قاضيا عادلا.» (مزمور ٩:٤، ٧) وكتب يوئيل: «تنهض وتصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس [انا يهوه] لاحاكم جميع الامم.» (يوئيل ٣:١٢؛ قارنوا اشعياء ١٦:٥.) ويسوع وبولس كلاهما وُجدا في اوضاع قضائية جلس فيها انسان لسماع القضية وإصدار الحكم.b — يوحنا ١٩:١٢-١٦؛ اعمال ٢٣:٣؛ ٢٥:٦.
مركز يسوع
١٣، ١٤ (أ) ايّ تأكيد كان لدى شعب اللّٰه بأن يسوع سيصير ملكا؟ (ب) متى جلس يسوع على عرشه، وبأيّ معنى حكم من السنة ٣٣ بم فصاعدا؟
١٣ يهوه هو ملك وقاضٍ على السواء. وماذا عن يسوع؟ قال الملاك الذي اعلن ولادته: «يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه. . . . ولا يكون لملكه نهاية.» (لوقا ١:٣٢، ٣٣) كان يسوع سيصير الوارث الدائم للمُلك الداودي. (٢ صموئيل ٧:١٢-١٦) وكان سيحكم من السماء، لأن داود قال: «قال (يهوه) لربي [يسوع] اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. يرسل (يهوه) قضيب عزِّك من صهيون. تسلَّط في وسط اعدائك.» — مزمور ١١٠:١-٤.
١٤ ومتى يكون ذلك؟ لم يحكم يسوع كملك عندما كان بشرا. (يوحنا ١٨:٣٣-٣٧) وفي السنة ٣٣ بم مات، أُقيم، وصعد الى السماء. تقول عبرانيين ١٠:١٢: «أما هذا فبعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين اللّٰه.» فأية سلطة نالها يسوع؟ «اجلسه [اللّٰه] عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة . . . وإياه جعل رأسا فوق كل شيء (للجماعة).» (افسس ١:٢٠-٢٢) ولأنه كانت ليسوع آنذاك سلطة ملكية على المسيحيين، تمكَّن بولس من ان يكتب ان يهوه «انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته.» — كولوسي ١:١٣؛ ٣:١.
١٥، ١٦ (أ) لماذا نقول ان يسوع لم يصِر ملكا لملكوت اللّٰه سنة ٣٣ بم؟ (ب) متى ابتدأ يسوع يحكم في ملكوت اللّٰه؟
١٥ لكنَّ يسوع لم يعمل في ذلك الوقت كملك وقاضٍ على الامم. فقد كان جالسا الى جانب اللّٰه، منتظرا الوقت ليعمل كملك لملكوت اللّٰه. كتب عنه بولس: «لمَن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.» — عبرانيين ١:١٣.
١٦ نشر شهود يهوه ادلة كثيرة تظهر ان فترة انتظار يسوع انتهت سنة ١٩١٤ عندما صار حاكما لملكوت اللّٰه في السموات غير المنظورة. تقول الرؤيا ١١:١٥، ١٨: «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.» «وغضبت الامم فأتى غضبك.» نعم، عبَّرت الامم عن الغضب احداها نحو الاخرى خلال الحرب العالمية الاولى. (لوقا ٢١:٢٤) والحروب، الزلازل، الاوبئة، النقص في الاغذية، وما الى ذلك من الامور التي نراها منذ السنة ١٩١٤ تؤكِّد ان يسوع يحكم الآن في ملكوت اللّٰه وأن نهاية العالم الاخيرة قريبة. — متى ٢٤:٣-١٤.
١٧ اية نقاط رئيسية اسَّسناها حتى الآن؟
١٧ وما يلي مراجعة وجيزة: يمكن ان يُقال ان اللّٰه يجلس على العرش كملك، ولكن بمعنى آخر يمكن ان يجلس على عرشه ليقضي. وفي السنة ٣٣ بم جلس يسوع عن يمين اللّٰه، وهو الآن ملك الملكوت. ولكن هل يخدم يسوع، الذي يحكم الآن ملكا، كقاضٍ ايضا؟ ولماذا ينبغي ان يهمَّنا ذلك، وخصوصا في هذا الوقت؟
١٨ ايّ دليل هنالك على ان يسوع سيكون قاضيا ايضا؟
١٨ اختار يهوه، الذي له الحق في تعيين القضاة، يسوع قاضيا يبلغ مقاييسه. وقد اظهر يسوع ذلك عندما تحدث عن الاشخاص الذين يصيرون احياء روحيا: «الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن.» (يوحنا ٥:٢٢) ولكنَّ دور يسوع القضائي يتجاوز هذا النوع من الدينونة لأنه ديَّان الاحياء والاموات. (اعمال ١٠:٤٢؛ ٢ تيموثاوس ٤:١) اعلن بولس ذات مرة: «اقام [اللّٰه] يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل [يسوع] قد عيَّنه مقدِّما للجميع ايمانا اذ اقامه.» — اعمال ١٧:٣١؛ مزمور ٧٢:٢-٧.
١٩ لماذا يصحّ ان نتكلم عن يسوع بصفته جالسا كقاضٍ؟
١٩ فهل يبرِّر ذلك استنتاجنا ان يسوع يجلس على عرش مجيد في دور محدَّد كقاضٍ؟ نعم. قال يسوع للرسل: «في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.» (متى ١٩:٢٨) ومع ان يسوع هو الآن ملك الملكوت، فإن نشاطه الاضافي المذكور في متى ١٩:٢٨ سيشمل جلوسه على العرش ليدين خلال الحكم الالفي. وفي ذلك الوقت سيدين كل الجنس البشري، الابرار والاثمة. (اعمال ٢٤:١٥) ومن المساعد ان نتذكَّر ذلك اذ نحوِّل انتباهنا الى احد امثال يسوع التي تتعلق بزمننا وبحياتنا.
ماذا يقول المثل؟
٢٠، ٢١ ماذا سأل رسل يسوع في ما يتعلق بزمننا، مما يؤدي الى ايّ سؤال؟
٢٠ قُبيل موت يسوع سأله رسله: «متى يكون هذا وما هي علامة (حضورك) وانقضاء الدهر.» (متى ٢٤:٣) فأنبأ يسوع بتطورات مهمة على الارض قبل ان «يأتي المنتهى.» وقُبيل هذا المنتهى ‹ستبصر الامم ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.› — متى ٢٤:١٤، ٢٩، ٣٠.
٢١ ولكن كيف ستكون حال الناس في تلك الامم عندما يجيء ابن الانسان في مجده؟ فلنكتشف ذلك من مثل الخراف والجداء، الذي يبدأ بالكلمات: «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع امامه جميع الشعوب.» — متى ٢٥:٣١، ٣٢.
٢٢، ٢٣ اية نقاط تدل ان اتمام مثل الخراف والجداء لم يبدأ سنة ١٩١٤؟
٢٢ هل ينطبق هذا المثل على الوقت الذي فيه جلس يسوع في سلطته الملكية سنة ١٩١٤، كما كنا نفهم لزمن طويل؟ تتحدث متى ٢٥:٣٤ عنه كملك، لذلك من المنطقي ان يكون انطباق المثل من بعد ان صار يسوع ملكا في السنة ١٩١٤. ولكن اية دينونة قام بها بُعيد ذلك؟ لم تكن دينونة «جميع الشعوب.» وبالاحرى، حوَّل انتباهه الى اولئك الذين يدَّعون انهم يؤلِّفون «بيت اللّٰه.» (١ بطرس ٤:١٧) وانسجاما مع ملاخي ٣:١-٣ فإن يسوع، بصفته رسول يهوه، افتقد قضائيا المسيحيين الممسوحين الباقين على الارض. وكان الوقت قد حان ايضا لإصدار الحكم على العالم المسيحي، الذي ادَّعى باطلا انه «بيت اللّٰه.»c (رؤيا ١٧:١، ٢؛ ١٨:٤-٨) ولكن لا شيء يدل ان يسوع في السنة ١٩١٤، او منذ ذلك الحين، جلس ليدين الناس من جميع الشعوب بشكل نهائي كخراف او جداء.
٢٣ وإذا حلَّلنا نشاط يسوع في المثل، نراه يدين جميع الشعوب بشكل نهائي. ولا يظهر المثل ان دينونة كهذه ستمتد سنين كثيرة، كما لو ان كل شخص مات خلال هذه العقود الماضية حُكم بأنه يستحق الموت الابدي او الحياة الابدية. ويبدو ان غالبية الذين ماتوا في العقود الاخيرة ذهبوا الى المدفن العام للجنس البشري. (رؤيا ٦:٨؛ ٢٠:١٣) لكنَّ المثل يصف الوقت الذي فيه يدين يسوع «جميع الشعوب» الاحياء آنذاك والذين يواجهون تنفيذ حكمه القضائي.
٢٤ متى سيتمّ مثل الخراف والجداء؟
٢٤ بكلمات اخرى، يشير المثل الى المستقبل حين يأتي ابن الانسان في مجده. فسيجلس ليدين الناس العائشين آنذاك. ودينونته ستكون مؤسسة على ما اظهروا انهم عليه. وفي ذلك الوقت سيكون ‹التمييز بين الصدّيق والشرير› قد ثبت بوضوح. (ملاخي ٣:١٨) وإصدار الحكم وتنفيذه الفعليّان سيُنجَزان في وقت محدود. وسيصدر يسوع احكاما بارة مؤسسة على ما اتَّضح عن الافراد. — انظروا ايضا ٢ كورنثوس ٥:١٠.
٢٥ ماذا تصف متى ٢٥:٣١ في التحدث عن ابن الانسان جالسا على عرش مجيد؟
٢٥ اذًا، يعني ذلك ان ‹جلوس يسوع على كرسي مجده› من اجل الدينونة، المذكور في متى ٢٥:٣١، ينطبق على وقت مستقبلي حين يجلس هذا الملك القوي لإصدار الحكم وتنفيذه في الامم. نعم، يمكن مقارنة مشهد الدينونة الذي يشمل يسوع في متى ٢٥:٣١-٣٣، ٤٦ بالمشهد في دانيال الاصحاح ٧ حيث يجلس الملك الحاكم، القديم الايام، لانجاز دوره كقاضٍ.
٢٦ ايّ شرح جديد للمثل يصير واضحا؟
٢٦ يدل فهم مثل الخراف والجداء بهذه الطريقة على ان اصدار الحكم في الخراف والجداء هو في المستقبل. وسيحدث بعد ابتداء ‹الضيق› المذكور في متى ٢٤:٢٩، ٣٠ و ‹مجيء› ابن الانسان ‹في مجده.› (قارنوا مرقس ١٣:٢٤-٢٦.) وحينئذ، باقتراب كامل النظام الشرير من نهايته، سيعقد يسوع جلسة يُصدر فيها الحكم وينفِّذه. — يوحنا ٥:٣٠؛ ٢ تسالونيكي ١:٧-١٠.
٢٧ ايّ امر ينبغي ان نهتم بمعرفته عن مثل يسوع الاخير؟
٢٧ يوضح ذلك فهمنا لتوقيت مثل يسوع، الذي يُظهر متى سيُدان الخراف والجداء. ولكن كيف يؤثر ذلك فينا نحن الذين نكرز بغيرة ببشارة الملكوت؟ (متى ٢٤:١٤) هل يقلِّل ذلك من اهمية عملنا، ام يضع علينا مسؤولية اكبر؟ فلنرَ في المقالة التالية كيف نتأثر بذلك.
-
-
اي مستقبل هنالك للخراف والجداء؟برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
اي مستقبل هنالك للخراف والجداء؟
«يميِّز بعضهم من بعض كما يميِّز الراعي الخراف من الجداء.» — متى ٢٥:٣٢.
١، ٢ لماذا ينبغي ان يسترعي مثل الخراف والجداء اهتمامنا؟
كان يسوع المسيح دون شك اعظم معلِّم على الارض. (يوحنا ٧:٤٦) وأحد اساليبه التعليمية كان استخدام الامثال او الايضاحات. (متى ١٣:٣٤، ٣٥) وكانت هذه بسيطة انما فعَّالة في نقل الحقائق الروحية والنبوية العميقة.
٢ وفي مثل الخراف والجداء اشار يسوع الى وقت سيعمل فيه بصفة خصوصية: «ومتى جاء ابن الانسان في مجده و . . .» (متى ٢٥:٣١) ينبغي ان يسترعي هذا المثل اهتمامنا، لأنه به يختتم يسوع جوابه عن السؤال: «ما هي علامة (حضورك) وانقضاء الدهر.» (متى ٢٤:٣) ولكن ماذا يعني ذلك لنا؟
٣ في وقت ابكر من محاضرته، ماذا قال يسوع انه سيتطور مباشرة بعد ابتداء الضيق العظيم؟
٣ انبأ يسوع بحدوث تطورات مدهشة «للوقت بعد» ابتداء الضيق العظيم، تطورات ننتظرها. وقال انه حينئذ تظهر «علامة ابن الانسان.» وهذا سيؤثِّر بعمق في «جميع قبائل الارض» الذين «يبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.» وسيرافق ابنَ الانسان «ملائكتُه.» (متى ٢٤:٢١، ٢٩-٣١)a وماذا عن مثل الخراف والجداء؟ تضعه الكتب المقدسة العصرية في الاصحاح ٢٥، ولكنه جزء من جواب يسوع يمنح تفاصيل اضافية عن مجيئه بمجد ويركِّز على دينونته «جميع الشعوب.» — متى ٢٥:٣٢.
الشخصيات في المثل
٤ اية ملاحظة افتتاحية يقدِّمها مثل الخراف والجداء عن يسوع، ومَن يُذكَر ايضا؟
٤ يبتدئ يسوع المثل بقوله: «ومتى جاء ابن الانسان.» من المرجح انكم تعرفون مَن هو «ابن الانسان.» فكثيرا ما طبَّق كتبة الاناجيل هذا التعبير على يسوع. وحتى يسوع نفسه فعل ذلك، مفكِّرا دون شك في رؤيا دانيال عن شخص «مثل ابن انسان» يقترب الى القديم الايام ليأخذ «سلطانا ومجدا وملكوتا.» (دانيال ٧:١٣، ١٤؛ متى ٢٦:٦٣، ٦٤؛ مرقس ١٤:٦١، ٦٢) وفي حين ان يسوع هو الشخص الرئيسي في هذا المثل، إلا انه ليس وحده. ففي وقت ابكر من هذه المحاضرة، كما هو مقتبَس في متى ٢٤:٣٠، ٣١، قال انه عندما ‹يأتي› ابن الانسان «بقوة ومجد كثير،» سيقوم ملائكته بدور حيوي. وبشكل مماثل، يُظهر مثل الخراف والجداء الملائكة مع يسوع حين «يجلس على كرسي مجده» ليدين. (قارنوا متى ١٦:٢٧.) ولكنَّ القاضي وملائكته هم في السماء، لذلك هل يجري التحدث عن البشر في المثل؟
٥ كيف يمكن ان نحدِّد هوية «اخوة» يسوع؟
٥ تكشف نظرة الى المثل عن ثلاث فرق يلزم ان نحدِّد هويتها. فبالاضافة الى الخراف والجداء، يضيف ابن الانسان الفريق الثالث الذي هويته مهمة جدا لتحديد هوية الخراف والجداء. ويدعو يسوع هذا الفريق الثالث اخوته الروحيين. (متى ٢٥:٤٠، ٤٥) ويجب ان يكونوا عبَّادا حقيقيين، لأن يسوع قال: «مَن يصنع مشيئة ابي . . . هو اخي وأختي وأمي.» (متى ١٢:٥٠؛ يوحنا ٢٠:١٧) وبشكل وثيق الصلة بالموضوع اكثر، كتب بولس عن مسيحيين هم جزء من «نسل ابراهيم» وأبناء للّٰه. ودعى هؤلاء «اخوة» يسوع و«شركاء الدعوة السماوية.» — عبرانيين ٢:٩–٣:١؛ غلاطية ٣:٢٦، ٢٩.
٦ مَن هم «اصاغر» اخوة يسوع؟
٦ لماذا ذكر يسوع «اصاغر» اخوته؟ تردِّد هذه الكلمات ما سمعه الرسل يقول في وقت ابكر. فعند مقارنة يوحنا المعمدان، الذي مات قبل يسوع ولذلك كان رجاؤه ارضيا، بأولئك الذين يبلغون الحياة السماوية، قال يسوع: «لم يقُم . . . اعظم من يوحنا المعمدان. ولكنَّ الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه.» (متى ١١:١١) قد يكون بعض الذاهبين الى السماء بارزين في الجماعة، كالرسل، والآخرون اقل بروزا، ولكنهم جميعا اخوة يسوع الروحيون. (لوقا ١٦:١٠؛ ١ كورنثوس ١٥:٩؛ افسس ٣:٨؛ عبرانيين ٨:١١) وهكذا، حتى اذا بدا البعض قليلي الاهمية على الارض، فهم اخوته وينبغي ان يُعاملوا وفقا لذلك.
مَن هم الخراف والجداء؟
٧، ٨ ماذا قال يسوع عن الخراف، ولذلك ماذا يمكن ان نستنتج عنهم؟
٧ نقرأ في ما يتعلق بإدانة الخراف: «يقول [يسوع] للذين عن يمينه تعالوا يا مبارَكي ابي رِثوا الملكوت المعَدّ لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني. عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم اليَّ. فيجيبه الابرار حينئذ قائلين. يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك. او عطشانا فسقيناك. ومتى رأيناك غريبا فآويناك. او عريانا فكسوناك. ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.» — متى ٢٥:٣٤-٤٠.
٨ من الواضح ان الخراف الذين يُحكم بأنهم يستحقون ان يكونوا عن يمين اكرام يسوع ورضاه يمثِّلون صفًّا من البشر. (افسس ١:٢٠؛ عبرانيين ١:٣) فماذا فعلوا ومتى؟ يقول يسوع انهم بلطف، باحترام، وبسخاء اطعموه، سقوه، وكسوه، مساعدين اياه عندما كان مريضا او محبوسا. وعندما يقول الخراف انهم لم يفعلوا ذلك بيسوع شخصيا، يوضح انهم دعموا اخوته الروحيين، بقية المسيحيين الممسوحين، وبهذا المعنى فعلوا ذلك به.
٩ لماذا لا ينطبق المثل خلال الحكم الالفي؟
٩ لا ينطبق المثل خلال الحكم الالفي، لأن الممسوحين لن يكونوا آنذاك بشرا يعانون الجوع، العطش، المرض، او السجن. ولكنَّ كثيرين منهم اختبروا احوالا كهذه خلال اختتام نظام الاشياء هذا. فمنذ طُرح الشيطان الى الارض جعل البقية هدفا خصوصيا لغضبه، جالبا عليهم السخرية، العذاب، والموت. — رؤيا ١٢:١٧.
١٠، ١١ (أ) لماذا غير منطقي ان نفكِّر ان الخراف يشملون كل الذين يُحسنون الى اخوة يسوع؟ (ب) مَن يمثِّلهم الخراف بشكل ملائم؟
١٠ هل يقصد يسوع ان كل مَن يعمل احسانا بسيطا لأحد اخوته، كتقديم قطعة خبز او كأس ماء، يصير اهلا لأن يكون واحدا من هؤلاء الخراف؟ من المسلَّم به ان مثل هذه الاحسانات قد تعكس الانسانية، ولكن يبدو في الواقع ان الامر يشمل اكثر من ذلك بكثير بالنسبة الى الخراف في هذا المثل. على سبيل المثال، لم يكن يسوع يشير الى الملحدين او رجال الدين الذين يُحسنون مصادفةً الى احد اخوته. على العكس، فقد دعا يسوع الخراف مرتين «الابرار.» (متى ٢٥:٣٧، ٤٦) ولذلك يجب ان يكون الخراف اشخاصا ساعدوا لمدة من الوقت — دعموا بفعَّالية — اخوة المسيح ومارسوا الايمان الى حد نيلهم موقفا بارا امام اللّٰه.
١١ على مر القرون، تمتع كثيرون كإبراهيم بموقف بار. (يعقوب ٢:٢١-٢٣) ونوح، ابراهيم، وأمناء آخرون هم بين ‹الخراف الاخر› الذين سيرثون الحياة في الفردوس في ظل ملكوت اللّٰه. وفي الازمنة الاخيرة اعتنق ملايين آخرون العبادة الحقة كخراف اخر وصاروا «رعية واحدة» مع الممسوحين. (يوحنا ١٠:١٦؛ رؤيا ٧:٩) ويعترف هؤلاء الاشخاص ذوو الرجاء الارضي بإخوة يسوع كسفراء للملكوت ولذلك يساعدونهم — حرفيا وروحيا. ويعتبر يسوع ما يفعله الخراف الاخر بإخوته على الارض كأنه فُعل به. وأمثال هؤلاء الذين يكونون احياء عند مجيئه ليدين الامم سيُحكم بأنهم خراف.
١٢ لماذا قد يسأل الخراف كيف احسنوا الى يسوع؟
١٢ اذا كان الخراف الاخر يكرزون الآن بالبشارة مع الممسوحين ويساعدونهم، فلماذا يسألون: «يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك. او عطشانا فسقيناك»؟ (متى ٢٥:٣٧) قد تكون هنالك اسباب مختلفة. فهذا مثل. وبواسطته يُظهر يسوع اهتمامه العميق بإخوته الروحيين؛ فهو يشعر معهم، يتألم معهم. وكان يسوع قد قال في وقت ابكر: «مَن يقبلكم يقبلني ومَن يقبلني يقبل الذي ارسلني.» (متى ١٠:٤٠) وفي هذا المثل يعزِّز يسوع المبدأ، مظهرا ان ما يُفعل بإخوته (جيدا كان او رديئا) يصل حتى الى السماء؛ كما لو ان ذلك يُفعل به في السماء. وهنا يشدِّد يسوع ايضا على مقياس يهوه للحكم، موضحا ان دينونة اللّٰه، سواء كانت مؤاتية او غير مؤاتية، هي صحيحة وعادلة. والجداء لا يمكنهم ان يقدِّموا عذرا بقولهم، ‹ليتنا رأيناك شخصيا.›
١٣ لماذا قد يخاطب المشبهون بالجداء يسوع داعينه ‹ربا›؟
١٣ حالما نفهم متى يجري القيام بالدينونة التي تظهر في هذا المثل، نرى بشكل اوضح مَن هم الجداء. فالاتمام هو عندما «تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا . . . بقوة ومجد كثير.» (متى ٢٤:٢٩، ٣٠) والناجون من الضيق على بابل العظيمة الذين عاملوا اخوة الملك بازدراء قد يخاطبون القاضي الآن بيأس داعينه ‹ربا،› راجين ان ينقذ حياتهم. — متى ٧:٢٢، ٢٣؛ قارنوا رؤيا ٦:١٥-١٧.
١٤ على ايّ اساس سيدين يسوع الخراف والجداء؟
١٤ لكنَّ دينونة يسوع لن تكون مؤسسة على ادِّعاءات يائسة من روَّاد الكنائس السابقين، الملحدين، او غيرهم. (٢ تسالونيكي ١:٨) وبدلا من ذلك، سيستعرض القاضي حالة الناس القلبية وأعمالهم الماضية حتى نحو «احد [اخوته] هؤلاء الاصاغر.» ومن المعترف به ان عدد المسيحيين الممسوحين الباقين على الارض يتناقص. ولكن ما دام الممسوحون، الذين يؤلفون «العبد الامين الحكيم،» يستمرون في تزويد الطعام الروحي والتوجيه، لدى الخراف المحتمَلين فرصة فعل الخير لصف العبد، كما يفعل ‹الجمع الكثير من كل الامم والقبائل والشعوب.› — رؤيا ٧:٩، ١٤.
١٥ (أ) كيف اظهر كثيرون انهم كالجداء؟ (ب) لماذا ينبغي ان نتجنَّب ذكر ما اذا كان شخص ما خروفا او جديا؟
١٥ وكيف عومل اخوة المسيح والملايين من الخراف الاخر المتَّحدين بهم كرعية واحدة؟ كثيرون من الناس ربما لم يهاجموا شخصيا ممثلي المسيح، ولكنهم لم يعاملوا شعبه بطريقة حبية ايضا. والمشبهون بالجداء يرفضون رسالة الملكوت، سواء سمعوها بشكل مباشر او غير مباشر، مفضِّلين العالم الشرير. (١ يوحنا ٢:١٥-١٧) وطبعا، في النهاية، يسوع هو الشخص المعيَّن لاصدار الحكم. وليس لنا ان نقرِّر مَن هم الخراف ومَن هم الجداء. — مرقس ٢:٨؛ لوقا ٥:٢٢؛ يوحنا ٢:٢٤، ٢٥؛ رومية ١٤:١٠-١٢؛ ١ كورنثوس ٤:٥.
اي مستقبل هنالك لكل فريق؟
١٦، ١٧ ايّ مستقبل سيكون للخراف؟
١٦ اصدر يسوع حكمه للخراف: «تعالوا يا مبارَكي ابي رِثوا الملكوت المعَدّ لكم منذ تأسيس العالم.» يا لها من دعوة حارة — «تعالوا»! الى ماذا؟ الى الحياة الابدية، كما عبَّر عن ذلك مضيفا: «الابرار [سيدخلون] الى حياة ابدية.» — متى ٢٥:٣٤، ٤٦.
١٧ في مثل الوزنات، اظهر يسوع ما هو مطلوب من الذين سيحكمون معه في السماء، ولكنه في هذا المثل يظهر ما هو متوقَّع من رعايا الملكوت. (متى ٢٥:١٤-٢٣) وبشكل ملائم، لأن الخراف دعموا اخوة يسوع من كل القلب، سيرثون مكانا في الحيِّز الارضي لملكوته. وسيتمتعون بالحياة على ارض فردوسية — توقُّع اعدّه اللّٰه لهم ‹منذ تأسيس عالم› البشر الذين يمكن فداؤهم. — لوقا ١١:٥٠، ٥١.
١٨، ١٩ (أ) ايّ حكم سيصدره يسوع على الجداء؟ (ب) كيف يمكن ان نكون على يقين من ان الجداء لن يواجهوا عذابا ابديا؟
١٨ يا لتباين ذلك مع الدينونة المنفَّذة في الجداء! «ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعَدّة لابليس وملائكته. لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني. كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك. فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.» — متى ٢٥:٤١-٤٥.
١٩ يعرف تلاميذ الكتاب المقدس ان هذا لا يمكن ان يعني ان انفسا خالدة للمشبهين بالجداء ستتعذَّب في نار ابدية. كلا، لأن البشر هم انفس؛ ولا يملكون انفسا خالدة. (تكوين ٢:٧؛ جامعة ٩:٥، ١٠؛ حزقيال ١٨:٤) وبالحكم على الجداء ‹بالنار الابدية،› يعني القاضي الهلاك دون رجاء للمستقبل، الامر الذي سيكون ايضا النهاية الاخيرة لابليس وأبالسته. (رؤيا ٢٠:١٠، ١٤) لذلك يعلن قاضي يهوه حكمَين متضادَّين. فيقول للخراف، «تعالوا»؛ وللجداء، «اذهبوا عني.» والخراف سيرثون «حياة ابدية.» أما الجداء فسينالون ‹قطعا ابديا.› — متى ٢٥:٤٦، عج.b
ماذا يعني ذلك لنا؟
٢٠، ٢١ (أ) ايّ عمل مهم يجب ان يقوم به المسيحيون؟ (ب) ايّ تقسيم يجري الآن؟ (ج) ماذا ستكون حالة الناس عندما يبدأ اتمام مثل الخراف والجداء؟
٢٠ ان الرسل الاربعة الذين سمعوا جواب يسوع عن علامة حضوره واختتام النظام كان لديهم الكثير للتأمل فيه. فكان يلزم ان يبقوا متيقظين وساهرين. (متى ٢٤:٤٢) وكان يلزم ايضا ان يقوموا بعمل الشهادة المذكور في مرقس ١٣:١٠. وشهود يهوه منهمكون اليوم بنشاط في هذا العمل.
٢١ ولكن ماذا يعني لنا هذا الفهم الجديد لمثل الخراف والجداء؟ يتَّخذ الناس الآن موقفهم. فالبعض هم في ‹الطريق الواسع الذي يؤدي الى الهلاك،› فيما يحاول الآخرون البقاء في ‹الطريق الكرب الذي يؤدي الى الحياة.› (متى ٧:١٣، ١٤) لكنَّ الوقت الذي فيه سيصدر يسوع الدينونة النهائية المتعلقة بالخراف والجداء الموصوفة في المثل لا يزال امامنا. وعندما يأتي ابن الانسان في دور القاضي، سيقرِّر ان مسيحيين حقيقيين كثيرين — وفي الواقع ‹جمعا كثيرا› من الخراف المنتذرين — هم اهل لعبور الجزء الاخير من «الضيقة العظيمة» الى العالم الجديد. وهذا التوقُّع ينبغي ان يكون الآن مصدر فرح. (رؤيا ٧:٩، ١٤) ومن جهة اخرى، ستكون هنالك اعداد كبيرة من «جميع الشعوب» ممَّن برهنوا انهم كالجداء العُنُد. و ‹سيمضون الى (قطع ابدي).› فيا لها من راحة للارض!
٢٢، ٢٣ بما ان اتمام المثل لا يزال في المستقبل، لماذا عملنا الكرازي حيوي اليوم؟
٢٢ في حين ان الدينونة الموصوفة في المثل هي في المستقبل القريب، يحدث الآن ايضا امر حيوي. فنحن المسيحيين ننهمك في عمل منقذ للحياة، عمل المناداة برسالة تسبِّب تقسيما بين الناس. (متى ١٠:٣٢-٣٩) كتب بولس: «لأن كل مَن يدعو باسم (يهوه) يخلص. فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به. وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به. وكيف يسمعون بلا كارز.» (رومية ١٠:١٣، ١٤) ان خدمتنا العلنية تحمل اسم اللّٰه ورسالة خلاصه الى الناس في اكثر من ٢٣٠ بلدا. ولا يزال اخوة المسيح الممسوحون في طليعة هذا العمل. وقد انضمّ اليهم الآن نحو خمسة ملايين من الخراف الاخر. ويتجاوب اناس حول الكرة الارضية مع الرسالة التي ينادي بها اخوة يسوع.
٢٣ يسمع كثيرون رسالتنا ونحن نكرز من بيت الى بيت او بطريقة غير رسمية. وقد يعرف آخرون عن شهود يهوه وما نمثِّله بطرائق لا نعرفها. وعندما يحين وقت الدينونة، الى ايّ حد سيأخذ يسوع في الاعتبار المسؤولية الجماعية والاستحقاق العائلي؟ لا نعرف ذلك، ولا فائدة من التخمين. (قارنوا ١ كورنثوس ٧:١٤.) يتجاهل كثيرون الآن عمدا شعب اللّٰه، يسخرون منهم، او يشتركون في اضطهادهم بشكل مباشر. لذلك هذا هو وقت حاسم؛ ومثل هؤلاء قد يصيرون اولئك الذين سيدينهم يسوع بصفتهم جداء. — متى ١٠:٢٢؛ يوحنا ١٥:٢٠؛ ١٦:٢، ٣؛ رومية ٢:٥، ٦.
٢٤ (أ) لماذا من المهم ان يتجاوب الافراد بشكل مؤاتٍ مع كرازتنا؟ (ب) ايّ موقف من خدمتكم ساعدكم هذا الدرس شخصيا على امتلاكه؟
٢٤ ولكن من المفرح انَّ كثيرين يتجاوبون بشكل مؤاتٍ، يدرسون كلمة اللّٰه، ويصيرون شهودا ليهوه. وبعض الذين يبدون في الوقت الحاضر كجداء قد يتغيَّرون ويصيرون كخراف. والنقطة هي ان الذين يتجاوبون مع بقية اخوة المسيح ويدعمونهم بشكل فعَّال يعطون بذلك الآن دليلا سيزوِّد اساسا لجعلهم عن يمين يسوع عندما يجلس، في المستقبل القريب، على عرشه ليصدر الحكم. وهؤلاء يُبارَكون وسيبقون مبارَكين. وهكذا، ينبغي ان يدفعنا هذا المثل الى المزيد من النشاط الغيور في الخدمة المسيحية. وقبل فوات الاوان، نريد ان نفعل كل ما في وسعنا للمناداة ببشارة الملكوت ومنح الآخرين بهذه الطريقة فرصة التجاوب. وبعدئذ يعود ليسوع امر اصدار الحكم، سواء كان مؤاتيا او غير مؤاتٍ. — متى ٢٥:٤٦.
-