مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف ستقفون امام كرسي القضاء؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • كيف ستقفون امام كرسي القضاء؟‏

      ‏«ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣١‏.‏

      ١-‏٣ ايّ سبب لدينا لنرجو العدل؟‏

      ‏‹مذنب ام بريء؟‏›‏ سؤال يطرحه كثيرون عندما يسمعون تقارير عن قضية قضائية.‏ وقد يحاول القضاة وأعضاء هيئة المحلَّفين ان يكونوا مستقيمين،‏ ولكن هل يسود العدل عادةً؟‏ ألم تسمعوا بإجراءات قضائية ظالمة وغير عادلة؟‏ ومثل هذا الظلم ليس امرا غير مألوف كما نرى في مثل يسوع الموجود في لوقا ١٨:‏١-‏٨‏.‏

      ٢ مهما كان اختباركم مع العدل البشري،‏ فلاحظوا استنتاج يسوع:‏ «أفلا ينصف اللّٰه مختاريه الصارخين اليه نهارا وليلا .‏ .‏ .‏ اقول لكم انه ينصفهم سريعا.‏ ولكن متى جاء ابن الانسان ألعله يجد الايمان على الارض.‏»‏

      ٣ نعم،‏ سيحرص يهوه على ان ينال خدَّامه العدل اخيرا.‏ ويسوع ايضا مشمول بذلك وخصوصا الآن لأننا نعيش في «الايام الاخيرة» للنظام الشرير الحاضر.‏ وسيستخدم يهوه عما قريب ابنه القوي لمحو الشر من الارض.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٧،‏ ٨؛‏ رؤيا ١٩:‏١١-‏١٦‏)‏ ويمكن ان ننال بصيرة في دور يسوع من احد الامثال الاخيرة التي اعطاها والذي غالبا ما يدعى مثل الخراف والجداء.‏

      ٤ كيف كنا نفهم توقيت مثل الخراف والجداء،‏ ولكن لماذا سنعير المثل انتباهنا الآن؟‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏

      ٤ لطالما فهمنا ان المثل يصف جلوس يسوع كملك سنة ١٩١٤ وإصداره الاحكام منذ ذلك الحين —‏ الحياة الابدية للذين يبرهنون انهم كالخراف،‏ والموت الدائم للجداء.‏ لكنَّ اعادة النظر في المثل تشير الى فهم معدَّل لتوقيته ومدلوله.‏ وهذا التحسين يعزِّز اهمية عملنا الكرازي ومغزى تجاوب الناس.‏ ولكي نرى اساس هذا الفهم الاعمق للمثل،‏ لنتأمل في ما يظهره الكتاب المقدس عن يهوه ويسوع كملكَين وقاضيَين على السواء.‏

      يهوه بصفته القاضي الاسمى

      ٥،‏ ٦ لماذا من الملائم ان نعتبر يهوه ملكا وقاضيا على السواء؟‏

      ٥ يحكم يهوه الكون بسلطة على الجميع.‏ وبما انه ليست له بداية ولا نهاية فهو «ملك الدهور.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏١٧؛‏ مزمور ٩٠:‏٢،‏ ٤؛‏ رؤيا ١٥:‏٣‏)‏ وله سلطة سنّ الشرائع،‏ او القوانين،‏ وتنفيذها.‏ لكنَّ سلطته تشمل كونه قاضيا.‏ تقول اشعياء ٣٣:‏٢٢‏:‏ «الرب قاضينا.‏ الرب شارعنا.‏ الرب ملكنا هو يخلِّصنا.‏»‏

      ٦ عرف خدَّام اللّٰه لزمن طويل يهوه بصفته القاضي في الدعاوى والقضايا.‏ مثلا،‏ بعدما وزن «ديَّان كل الارض» الدليل على شر سدوم وعمورة،‏ حكم بأن السكان يستحقون الهلاك ونفَّذ ايضا هذا الحكم البار.‏ (‏تكوين ١٨:‏٢٠-‏٣٣؛‏ ايوب ٣٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ وكم هو مطَمئِن دون شك ان نعرف ان يهوه قاضٍ بار يمكنه دائما ان ينفِّذ احكامه!‏

      ٧ كيف عمل يهوه كقاضٍ في التعامل مع اسرائيل؟‏

      ٧ في اسرائيل القديمة كان يهوه احيانا يصدر احكاما مباشرة.‏ أمَا كان يعزِّيكم آنذاك ان تعرفوا ان قاضيا كاملا يحكم في القضايا؟‏ (‏لاويين ٢٤:‏١٠-‏١٦؛‏ عدد ١٥:‏٣٢-‏٣٦؛‏ ٢٧:‏١-‏١١‏)‏ وقد زوَّد اللّٰه ايضا ‹احكاما› كانت جيدة بجملتها كمقاييس للقضاء.‏ (‏لاويين ٢٥:‏١٨،‏ ١٩؛‏ نحميا ٩:‏١٣؛‏ مزمور ١٩:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١١٩:‏٧،‏ ٧٥،‏ ١٦٤؛‏ ١٤٧:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ انه «ديَّان كل الارض،‏» ولذلك نتأثَّر جميعا بهذا الواقع.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢٣‏.‏

      ٨ اية رؤيا ذات علاقة رآها دانيال؟‏

      ٨ لدينا شهادة «شاهد عيان» تدعم هذه المسألة.‏ فقد مُنح النبي دانيال رؤيا عن حيوانات ضارية رمزت الى حكومات او امبراطوريات.‏ (‏دانيال ٧:‏١-‏٨،‏ ١٧‏)‏ وأضاف:‏ «وُضعت عروش وجلس القديم الايام.‏ لباسه ابيض كالثلج.‏» (‏دانيال ٧:‏٩‏)‏ لاحظوا ان دانيال رأى عروشا «وجلس القديم الايام [يهوه].‏» اسألوا نفسكم،‏ ‹هل كان دانيال هنا يشهد ان اللّٰه صار ملكا؟‏›‏

      ٩ ما هو المعنى الاول ‹للجلوس› على العرش؟‏ أَعطوا امثلة.‏

      ٩ عندما نقرأ ان شخصا «جلس» على العرش قد نفكِّر في صيرورته ملكا لأن الكتاب المقدس يستخدم احيانا لغة كهذه.‏ مثلا:‏ «عند تملُّك [زمري] وجلوسه على كرسيه .‏ .‏ .‏» (‏١ ملوك ١٦:‏١١؛‏ ٢ ملوك ١٠:‏٣٠؛‏ ١٥:‏١٢؛‏ ارميا ٣٣:‏١٧‏)‏ وقالت نبوة مسيَّانية:‏ ‏«يجلس ويتسلَّط على كرسيه.‏»‏ اذًا،‏ ان ‹يجلس على كرسي› يمكن ان يعني ان يصير ملكا.‏ (‏زكريا ٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ويوصَف يهوه بملك يجلس على عرش.‏ (‏١ ملوك ٢٢:‏١٩؛‏ اشعياء ٦:‏١؛‏ رؤيا ٤:‏١-‏٣‏)‏ انه «ملك الدهور.‏» ومع ذلك،‏ اذ يظهر وجها جديدا من السلطان،‏ يمكن ان يُقال انه صار ملكا،‏ كما لو انه يجلس على عرشه من جديد.‏ —‏ ١ أخبار الايام ١٦:‏١،‏ ٣١؛‏ اشعياء ٥٢:‏٧؛‏ رؤيا ١١:‏١٥-‏١٧؛‏ ١٥:‏٣؛‏ ١٩:‏١،‏ ٢،‏ ٦‏.‏

      ١٠ ماذا كان عمل الملوك الاسرائيليين الرئيسي؟‏ أَوضحوا.‏

      ١٠ ولكن اليكم نقطة رئيسية:‏ كان عمل الملوك القدماء الرئيسي سماع القضايا وإصدار الاحكام.‏ ‏(‏امثال ٢٩:‏١٤‏)‏ تذكَّروا الحكم الحكيم الذي اصدره سليمان عندما طالبت امرأتان بالولد نفسه.‏ (‏١ ملوك ٣:‏١٦-‏٢٨؛‏ ٢ أخبار الايام ٩:‏٨‏)‏ وأحد أبنية حكمه كان «رواق الكرسي حيث يقضي،‏» ويدعى ايضا «رواق القضاء.‏» (‏١ ملوك ٧:‏٧‏)‏ وقد وُصفت اورشليم بالمكان الذي فيه «استوت الكراسي للقضاء.‏» (‏مزمور ١٢٢:‏٥‏)‏ فمن الواضح ان ‹الجلوس على الكرسي› يمكن ان يعني ايضا ممارسة سلطة قضائية.‏ —‏ خروج ١٨:‏١٣؛‏ امثال ٢٠:‏٨‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ما هو مغزى جلوس يهوه المذكور في دانيال الاصحاح ٧‏؟‏ (‏ب)‏ كيف تؤكِّد آيات اخرى ان يهوه يجلس للقضاء؟‏

      ١١ لنعُد الآن الى المشهد الذي رأى فيه دانيال ‹القديم الايام يجلس‏.‏› تضيف دانيال ٧:‏١٠‏:‏ «فجلس الدِّين وفُتحت الاسفار.‏» نعم،‏ جلس القديم الايام ليصدر الحكم المتعلق بالسيادة العالمية وليقضي ان ابن الانسان يستحق ان يحكم.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ثم نقرأ انه ‹جاء القديم الايام وأُعطي الدِّين للقديسين،‏› الذين قُضي انهم اهل ليحكموا مع ابن الانسان.‏ (‏دانيال ٧:‏٢٢‏)‏ وأخيرا «يجلس الدِّين» ويُصدر حكما مضادا على الدولة العالمية الاخيرة.‏ —‏ دانيال ٧:‏٢٦‏.‏a

      ١٢ وهكذا فإن رؤية دانيال للّٰه ‹يجلس على الكرسي› عنت مجيئه لاصدار الحكم.‏ رنَّم داود في وقت ابكر:‏ «اقمتَ [يا يهوه] حقي ودعواي.‏ جلستَ على الكرسي قاضيا عادلا.‏» (‏مزمور ٩:‏٤،‏ ٧‏)‏ وكتب يوئيل:‏ «تنهض وتصعد الامم الى وادي يهوشافاط لأني هناك اجلس [انا يهوه] لاحاكم جميع الامم.‏» (‏يوئيل ٣:‏١٢‏؛‏ قارنوا اشعياء ١٦:‏٥‏.‏)‏ ويسوع وبولس كلاهما وُجدا في اوضاع قضائية جلس فيها انسان لسماع القضية وإصدار الحكم.‏b —‏ يوحنا ١٩:‏١٢-‏١٦؛‏ اعمال ٢٣:‏٣؛‏ ٢٥:‏٦‏.‏

      مركز يسوع

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ ايّ تأكيد كان لدى شعب اللّٰه بأن يسوع سيصير ملكا؟‏ (‏ب)‏ متى جلس يسوع على عرشه،‏ وبأيّ معنى حكم من السنة ٣٣ ب‌م فصاعدا؟‏

      ١٣ يهوه هو ملك وقاضٍ على السواء.‏ وماذا عن يسوع؟‏ قال الملاك الذي اعلن ولادته:‏ «يعطيه الرب الاله كرسي داود ابيه.‏ .‏ .‏ .‏ ولا يكون لملكه نهاية.‏» (‏لوقا ١:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ كان يسوع سيصير الوارث الدائم للمُلك الداودي.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏١٢-‏١٦‏)‏ وكان سيحكم من السماء،‏ لأن داود قال:‏ «قال (‏يهوه)‏ لربي [يسوع] اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.‏ يرسل (‏يهوه)‏ قضيب عزِّك من صهيون.‏ تسلَّط في وسط اعدائك.‏» —‏ مزمور ١١٠:‏١-‏٤‏.‏

      ١٤ ومتى يكون ذلك؟‏ لم يحكم يسوع كملك عندما كان بشرا.‏ (‏يوحنا ١٨:‏٣٣-‏٣٧‏)‏ وفي السنة ٣٣ ب‌م مات،‏ أُقيم،‏ وصعد الى السماء.‏ تقول عبرانيين ١٠:‏١٢‏:‏ «أما هذا فبعدما قدَّم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين اللّٰه.‏» فأية سلطة نالها يسوع؟‏ «اجلسه [اللّٰه] عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة .‏ .‏ .‏ وإياه جعل رأسا فوق كل شيء (‏للجماعة)‏.‏» (‏افسس ١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ ولأنه كانت ليسوع آنذاك سلطة ملكية على المسيحيين،‏ تمكَّن بولس من ان يكتب ان يهوه «انقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا الى ملكوت ابن محبته.‏» —‏ كولوسي ١:‏١٣؛‏ ٣:‏١‏.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لماذا نقول ان يسوع لم يصِر ملكا لملكوت اللّٰه سنة ٣٣ ب‌م؟‏ (‏ب)‏ متى ابتدأ يسوع يحكم في ملكوت اللّٰه؟‏

      ١٥ لكنَّ يسوع لم يعمل في ذلك الوقت كملك وقاضٍ على الامم.‏ فقد كان جالسا الى جانب اللّٰه،‏ منتظرا الوقت ليعمل كملك لملكوت اللّٰه.‏ كتب عنه بولس:‏ «لمَن من الملائكة قال قط اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.‏» —‏ عبرانيين ١:‏١٣‏.‏

      ١٦ نشر شهود يهوه ادلة كثيرة تظهر ان فترة انتظار يسوع انتهت سنة ١٩١٤ عندما صار حاكما لملكوت اللّٰه في السموات غير المنظورة.‏ تقول الرؤيا ١١:‏١٥،‏ ١٨‏:‏ «قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك الى ابد الآبدين.‏» «وغضبت الامم فأتى غضبك.‏» نعم،‏ عبَّرت الامم عن الغضب احداها نحو الاخرى خلال الحرب العالمية الاولى.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ والحروب،‏ الزلازل،‏ الاوبئة،‏ النقص في الاغذية،‏ وما الى ذلك من الامور التي نراها منذ السنة ١٩١٤ تؤكِّد ان يسوع يحكم الآن في ملكوت اللّٰه وأن نهاية العالم الاخيرة قريبة.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٤‏.‏

      ١٧ اية نقاط رئيسية اسَّسناها حتى الآن؟‏

      ١٧ وما يلي مراجعة وجيزة:‏ يمكن ان يُقال ان اللّٰه يجلس على العرش كملك،‏ ولكن بمعنى آخر يمكن ان يجلس على عرشه ليقضي.‏ وفي السنة ٣٣ ب‌م جلس يسوع عن يمين اللّٰه،‏ وهو الآن ملك الملكوت.‏ ولكن هل يخدم يسوع،‏ الذي يحكم الآن ملكا،‏ كقاضٍ ايضا؟‏ ولماذا ينبغي ان يهمَّنا ذلك،‏ وخصوصا في هذا الوقت؟‏

      ١٨ ايّ دليل هنالك على ان يسوع سيكون قاضيا ايضا؟‏

      ١٨ اختار يهوه،‏ الذي له الحق في تعيين القضاة،‏ يسوع قاضيا يبلغ مقاييسه.‏ وقد اظهر يسوع ذلك عندما تحدث عن الاشخاص الذين يصيرون احياء روحيا:‏ «الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن.‏» (‏يوحنا ٥:‏٢٢‏)‏ ولكنَّ دور يسوع القضائي يتجاوز هذا النوع من الدينونة لأنه ديَّان الاحياء والاموات.‏ (‏اعمال ١٠:‏٤٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١‏)‏ اعلن بولس ذات مرة:‏ «اقام [اللّٰه] يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل [يسوع] قد عيَّنه مقدِّما للجميع ايمانا اذ اقامه.‏» —‏ اعمال ١٧:‏٣١؛‏ مزمور ٧٢:‏٢-‏٧‏.‏

      ١٩ لماذا يصحّ ان نتكلم عن يسوع بصفته جالسا كقاضٍ؟‏

      ١٩ فهل يبرِّر ذلك استنتاجنا ان يسوع يجلس على عرش مجيد في دور محدَّد كقاضٍ؟‏ نعم.‏ قال يسوع للرسل:‏ «في التجديد متى جلس ابن الانسان على كرسي مجده تجلسون انتم ايضا على اثني عشر كرسيا تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.‏» (‏متى ١٩:‏٢٨‏)‏ ومع ان يسوع هو الآن ملك الملكوت،‏ فإن نشاطه الاضافي المذكور في متى ١٩:‏٢٨ سيشمل جلوسه على العرش ليدين خلال الحكم الالفي.‏ وفي ذلك الوقت سيدين كل الجنس البشري،‏ الابرار والاثمة.‏ (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ ومن المساعد ان نتذكَّر ذلك اذ نحوِّل انتباهنا الى احد امثال يسوع التي تتعلق بزمننا وبحياتنا.‏

      ماذا يقول المثل؟‏

      ٢٠،‏ ٢١ ماذا سأل رسل يسوع في ما يتعلق بزمننا،‏ مما يؤدي الى ايّ سؤال؟‏

      ٢٠ قُبيل موت يسوع سأله رسله:‏ «متى يكون هذا وما هي علامة (‏حضورك)‏ وانقضاء الدهر.‏» (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ فأنبأ يسوع بتطورات مهمة على الارض قبل ان «يأتي المنتهى.‏» وقُبيل هذا المنتهى ‹ستبصر الامم ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏› —‏ متى ٢٤:‏١٤،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ٢١ ولكن كيف ستكون حال الناس في تلك الامم عندما يجيء ابن الانسان في مجده؟‏ فلنكتشف ذلك من مثل الخراف والجداء،‏ الذي يبدأ بالكلمات:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده.‏ ويجتمع امامه جميع الشعوب.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ٢٢،‏ ٢٣ اية نقاط تدل ان اتمام مثل الخراف والجداء لم يبدأ سنة ١٩١٤؟‏

      ٢٢ هل ينطبق هذا المثل على الوقت الذي فيه جلس يسوع في سلطته الملكية سنة ١٩١٤،‏ كما كنا نفهم لزمن طويل؟‏ تتحدث متى ٢٥:‏٣٤ عنه كملك،‏ لذلك من المنطقي ان يكون انطباق المثل من بعد ان صار يسوع ملكا في السنة ١٩١٤.‏ ولكن اية دينونة قام بها بُعيد ذلك؟‏ لم تكن دينونة «جميع الشعوب.‏» وبالاحرى،‏ حوَّل انتباهه الى اولئك الذين يدَّعون انهم يؤلِّفون ‏«بيت اللّٰه.‏»‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وانسجاما مع ملاخي ٣:‏١-‏٣ فإن يسوع،‏ بصفته رسول يهوه،‏ افتقد قضائيا المسيحيين الممسوحين الباقين على الارض.‏ وكان الوقت قد حان ايضا لإصدار الحكم على العالم المسيحي،‏ الذي ادَّعى باطلا انه «بيت اللّٰه.‏»‏c (‏رؤيا ١٧:‏١،‏ ٢؛‏ ١٨:‏٤-‏٨‏)‏ ولكن لا شيء يدل ان يسوع في السنة ١٩١٤،‏ او منذ ذلك الحين،‏ جلس ليدين الناس من جميع الشعوب بشكل نهائي كخراف او جداء.‏

      ٢٣ وإذا حلَّلنا نشاط يسوع في المثل،‏ نراه يدين جميع الشعوب بشكل نهائي.‏ ولا يظهر المثل ان دينونة كهذه ستمتد سنين كثيرة،‏ كما لو ان كل شخص مات خلال هذه العقود الماضية حُكم بأنه يستحق الموت الابدي او الحياة الابدية.‏ ويبدو ان غالبية الذين ماتوا في العقود الاخيرة ذهبوا الى المدفن العام للجنس البشري.‏ (‏رؤيا ٦:‏٨؛‏ ٢٠:‏١٣‏)‏ لكنَّ المثل يصف الوقت الذي فيه يدين يسوع «جميع الشعوب» الاحياء آنذاك والذين يواجهون تنفيذ حكمه القضائي.‏

      ٢٤ متى سيتمّ مثل الخراف والجداء؟‏

      ٢٤ بكلمات اخرى،‏ يشير المثل الى المستقبل حين يأتي ابن الانسان في مجده.‏ فسيجلس ليدين الناس العائشين آنذاك.‏ ودينونته ستكون مؤسسة على ما اظهروا انهم عليه.‏ وفي ذلك الوقت سيكون ‹التمييز بين الصدّيق والشرير› قد ثبت بوضوح.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٨‏)‏ وإصدار الحكم وتنفيذه الفعليّان سيُنجَزان في وقت محدود.‏ وسيصدر يسوع احكاما بارة مؤسسة على ما اتَّضح عن الافراد.‏ —‏ انظروا ايضا ٢ كورنثوس ٥:‏١٠‏.‏

      ٢٥ ماذا تصف متى ٢٥:‏٣١ في التحدث عن ابن الانسان جالسا على عرش مجيد؟‏

      ٢٥ اذًا،‏ يعني ذلك ان ‹جلوس يسوع على كرسي مجده› من اجل الدينونة،‏ المذكور في متى ٢٥:‏٣١‏،‏ ينطبق على وقت مستقبلي حين يجلس هذا الملك القوي لإصدار الحكم وتنفيذه في الامم.‏ نعم،‏ يمكن مقارنة مشهد الدينونة الذي يشمل يسوع في متى ٢٥:‏٣١-‏٣٣،‏ ٤٦ بالمشهد في دانيال الاصحاح ٧ حيث يجلس الملك الحاكم،‏ القديم الايام،‏ لانجاز دوره كقاضٍ.‏

      ٢٦ ايّ شرح جديد للمثل يصير واضحا؟‏

      ٢٦ يدل فهم مثل الخراف والجداء بهذه الطريقة على ان اصدار الحكم في الخراف والجداء هو في المستقبل.‏ وسيحدث بعد ابتداء ‹الضيق› المذكور في متى ٢٤:‏٢٩،‏ ٣٠ و ‹مجيء› ابن الانسان ‹في مجده.‏› (‏قارنوا مرقس ١٣:‏٢٤-‏٢٦‏.‏)‏ وحينئذ،‏ باقتراب كامل النظام الشرير من نهايته،‏ سيعقد يسوع جلسة يُصدر فيها الحكم وينفِّذه.‏ —‏ يوحنا ٥:‏٣٠؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٧-‏١٠‏.‏

      ٢٧ ايّ امر ينبغي ان نهتم بمعرفته عن مثل يسوع الاخير؟‏

      ٢٧ يوضح ذلك فهمنا لتوقيت مثل يسوع،‏ الذي يُظهر متى سيُدان الخراف والجداء.‏ ولكن كيف يؤثر ذلك فينا نحن الذين نكرز بغيرة ببشارة الملكوت؟‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ هل يقلِّل ذلك من اهمية عملنا،‏ ام يضع علينا مسؤولية اكبر؟‏ فلنرَ في المقالة التالية كيف نتأثر بذلك.‏

  • اي مستقبل هنالك للخراف والجداء؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • اي مستقبل هنالك للخراف والجداء؟‏

      ‏«يميِّز بعضهم من بعض كما يميِّز الراعي الخراف من الجداء.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣٢‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا ينبغي ان يسترعي مثل الخراف والجداء اهتمامنا؟‏

      كان يسوع المسيح دون شك اعظم معلِّم على الارض.‏ (‏يوحنا ٧:‏٤٦‏)‏ وأحد اساليبه التعليمية كان استخدام الامثال او الايضاحات.‏ (‏متى ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وكانت هذه بسيطة انما فعَّالة في نقل الحقائق الروحية والنبوية العميقة.‏

      ٢ وفي مثل الخراف والجداء اشار يسوع الى وقت سيعمل فيه بصفة خصوصية:‏ «ومتى جاء ابن الانسان في مجده و .‏ .‏ .‏» (‏متى ٢٥:‏٣١‏)‏ ينبغي ان يسترعي هذا المثل اهتمامنا،‏ لأنه به يختتم يسوع جوابه عن السؤال:‏ «ما هي علامة (‏حضورك)‏ وانقضاء الدهر.‏» (‏متى ٢٤:‏٣‏)‏ ولكن ماذا يعني ذلك لنا؟‏

      ٣ في وقت ابكر من محاضرته،‏ ماذا قال يسوع انه سيتطور مباشرة بعد ابتداء الضيق العظيم؟‏

      ٣ انبأ يسوع بحدوث تطورات مدهشة «للوقت بعد» ابتداء الضيق العظيم،‏ تطورات ننتظرها.‏ وقال انه حينئذ تظهر «علامة ابن الانسان.‏» وهذا سيؤثِّر بعمق في «جميع قبائل الارض» الذين «يبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير.‏» وسيرافق ابنَ الانسان «ملائكتُه.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٩-‏٣١‏)‏a وماذا عن مثل الخراف والجداء؟‏ تضعه الكتب المقدسة العصرية في الاصحاح ٢٥‏،‏ ولكنه جزء من جواب يسوع يمنح تفاصيل اضافية عن مجيئه بمجد ويركِّز على دينونته «جميع الشعوب.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣٢‏.‏

      الشخصيات في المثل

      ٤ اية ملاحظة افتتاحية يقدِّمها مثل الخراف والجداء عن يسوع،‏ ومَن يُذكَر ايضا؟‏

      ٤ يبتدئ يسوع المثل بقوله:‏ «ومتى جاء ابن الانسان.‏» من المرجح انكم تعرفون مَن هو «ابن الانسان.‏» فكثيرا ما طبَّق كتبة الاناجيل هذا التعبير على يسوع.‏ وحتى يسوع نفسه فعل ذلك،‏ مفكِّرا دون شك في رؤيا دانيال عن شخص «مثل ابن انسان» يقترب الى القديم الايام ليأخذ «سلطانا ومجدا وملكوتا.‏» (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٢٦:‏٦٣،‏ ٦٤؛‏ مرقس ١٤:‏٦١،‏ ٦٢‏)‏ وفي حين ان يسوع هو الشخص الرئيسي في هذا المثل،‏ إلا انه ليس وحده.‏ ففي وقت ابكر من هذه المحاضرة،‏ كما هو مقتبَس في متى ٢٤:‏٣٠،‏ ٣١‏،‏ قال انه عندما ‹يأتي› ابن الانسان «بقوة ومجد كثير،‏» سيقوم ملائكته بدور حيوي.‏ وبشكل مماثل،‏ يُظهر مثل الخراف والجداء الملائكة مع يسوع حين «يجلس على كرسي مجده» ليدين.‏ (‏قارنوا متى ١٦:‏٢٧‏.‏)‏ ولكنَّ القاضي وملائكته هم في السماء،‏ لذلك هل يجري التحدث عن البشر في المثل؟‏

      ٥ كيف يمكن ان نحدِّد هوية «اخوة» يسوع؟‏

      ٥ تكشف نظرة الى المثل عن ثلاث فرق يلزم ان نحدِّد هويتها.‏ فبالاضافة الى الخراف والجداء،‏ يضيف ابن الانسان الفريق الثالث الذي هويته مهمة جدا لتحديد هوية الخراف والجداء.‏ ويدعو يسوع هذا الفريق الثالث اخوته الروحيين.‏ (‏متى ٢٥:‏٤٠،‏ ٤٥‏)‏ ويجب ان يكونوا عبَّادا حقيقيين،‏ لأن يسوع قال:‏ «مَن يصنع مشيئة ابي .‏ .‏ .‏ هو اخي وأختي وأمي.‏» (‏متى ١٢:‏٥٠؛‏ يوحنا ٢٠:‏١٧‏)‏ وبشكل وثيق الصلة بالموضوع اكثر،‏ كتب بولس عن مسيحيين هم جزء من «نسل ابراهيم» وأبناء للّٰه.‏ ودعى هؤلاء «اخوة» يسوع و«شركاء الدعوة السماوية.‏» —‏ عبرانيين ٢:‏٩–‏٣:‏١؛‏ غلاطية ٣:‏٢٦،‏ ٢٩‏.‏

      ٦ مَن هم «اصاغر» اخوة يسوع؟‏

      ٦ لماذا ذكر يسوع ‏«اصاغر»‏ اخوته؟‏ تردِّد هذه الكلمات ما سمعه الرسل يقول في وقت ابكر.‏ فعند مقارنة يوحنا المعمدان،‏ الذي مات قبل يسوع ولذلك كان رجاؤه ارضيا،‏ بأولئك الذين يبلغون الحياة السماوية،‏ قال يسوع:‏ «لم يقُم .‏ .‏ .‏ اعظم من يوحنا المعمدان.‏ ولكنَّ الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه.‏» (‏متى ١١:‏١١‏)‏ قد يكون بعض الذاهبين الى السماء بارزين في الجماعة،‏ كالرسل،‏ والآخرون اقل بروزا،‏ ولكنهم جميعا اخوة يسوع الروحيون.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٠؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٩؛‏ افسس ٣:‏٨؛‏ عبرانيين ٨:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ حتى اذا بدا البعض قليلي الاهمية على الارض،‏ فهم اخوته وينبغي ان يُعاملوا وفقا لذلك.‏

      مَن هم الخراف والجداء؟‏

      ٧،‏ ٨ ماذا قال يسوع عن الخراف،‏ ولذلك ماذا يمكن ان نستنتج عنهم؟‏

      ٧ نقرأ في ما يتعلق بإدانة الخراف:‏ «يقول [يسوع] للذين عن يمينه تعالوا يا مبارَكي ابي رِثوا الملكوت المعَدّ لكم منذ تأسيس العالم.‏ لأني جعت فأطعمتموني.‏ عطشت فسقيتموني.‏ كنت غريبا فآ‌ويتموني.‏ عريانا فكسوتموني.‏ مريضا فزرتموني.‏ محبوسا فأتيتم اليَّ.‏ فيجيبه الابرار حينئذ قائلين.‏ يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك.‏ او عطشانا فسقيناك.‏ ومتى رأيناك غريبا فآ‌ويناك.‏ او عريانا فكسوناك.‏ ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك.‏ فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣٤-‏٤٠‏.‏

      ٨ من الواضح ان الخراف الذين يُحكم بأنهم يستحقون ان يكونوا عن يمين اكرام يسوع ورضاه يمثِّلون صفًّا من البشر.‏ (‏افسس ١:‏٢٠؛‏ عبرانيين ١:‏٣‏)‏ فماذا فعلوا ومتى؟‏ يقول يسوع انهم بلطف،‏ باحترام،‏ وبسخاء اطعموه،‏ سقوه،‏ وكسوه،‏ مساعدين اياه عندما كان مريضا او محبوسا.‏ وعندما يقول الخراف انهم لم يفعلوا ذلك بيسوع شخصيا،‏ يوضح انهم دعموا اخوته الروحيين،‏ بقية المسيحيين الممسوحين،‏ وبهذا المعنى فعلوا ذلك به.‏

      ٩ لماذا لا ينطبق المثل خلال الحكم الالفي؟‏

      ٩ لا ينطبق المثل خلال الحكم الالفي،‏ لأن الممسوحين لن يكونوا آنذاك بشرا يعانون الجوع،‏ العطش،‏ المرض،‏ او السجن.‏ ولكنَّ كثيرين منهم اختبروا احوالا كهذه خلال اختتام نظام الاشياء هذا.‏ فمنذ طُرح الشيطان الى الارض جعل البقية هدفا خصوصيا لغضبه،‏ جالبا عليهم السخرية،‏ العذاب،‏ والموت.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏١٧‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا غير منطقي ان نفكِّر ان الخراف يشملون كل الذين يُحسنون الى اخوة يسوع؟‏ (‏ب)‏ مَن يمثِّلهم الخراف بشكل ملائم؟‏

      ١٠ هل يقصد يسوع ان كل مَن يعمل احسانا بسيطا لأحد اخوته،‏ كتقديم قطعة خبز او كأس ماء،‏ يصير اهلا لأن يكون واحدا من هؤلاء الخراف؟‏ من المسلَّم به ان مثل هذه الاحسانات قد تعكس الانسانية،‏ ولكن يبدو في الواقع ان الامر يشمل اكثر من ذلك بكثير بالنسبة الى الخراف في هذا المثل.‏ على سبيل المثال،‏ لم يكن يسوع يشير الى الملحدين او رجال الدين الذين يُحسنون مصادفةً الى احد اخوته.‏ على العكس،‏ فقد دعا يسوع الخراف مرتين «الابرار.‏» (‏متى ٢٥:‏٣٧،‏ ٤٦‏)‏ ولذلك يجب ان يكون الخراف اشخاصا ساعدوا لمدة من الوقت —‏ دعموا بفعَّالية —‏ اخوة المسيح ومارسوا الايمان الى حد نيلهم موقفا بارا امام اللّٰه.‏

      ١١ على مر القرون،‏ تمتع كثيرون كإبراهيم بموقف بار.‏ (‏يعقوب ٢:‏٢١-‏٢٣‏)‏ ونوح،‏ ابراهيم،‏ وأمناء آخرون هم بين ‹الخراف الاخر› الذين سيرثون الحياة في الفردوس في ظل ملكوت اللّٰه.‏ وفي الازمنة الاخيرة اعتنق ملايين آخرون العبادة الحقة كخراف اخر وصاروا «رعية واحدة» مع الممسوحين.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏٩‏)‏ ويعترف هؤلاء الاشخاص ذوو الرجاء الارضي بإخوة يسوع كسفراء للملكوت ولذلك يساعدونهم —‏ حرفيا وروحيا.‏ ويعتبر يسوع ما يفعله الخراف الاخر بإخوته على الارض كأنه فُعل به.‏ وأمثال هؤلاء الذين يكونون احياء عند مجيئه ليدين الامم سيُحكم بأنهم خراف.‏

      ١٢ لماذا قد يسأل الخراف كيف احسنوا الى يسوع؟‏

      ١٢ اذا كان الخراف الاخر يكرزون الآن بالبشارة مع الممسوحين ويساعدونهم،‏ فلماذا يسألون:‏ «يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك.‏ او عطشانا فسقيناك»؟‏ (‏متى ٢٥:‏٣٧‏)‏ قد تكون هنالك اسباب مختلفة.‏ فهذا مثل.‏ وبواسطته يُظهر يسوع اهتمامه العميق بإخوته الروحيين؛‏ فهو يشعر معهم،‏ يتألم معهم.‏ وكان يسوع قد قال في وقت ابكر:‏ «مَن يقبلكم يقبلني ومَن يقبلني يقبل الذي ارسلني.‏» (‏متى ١٠:‏٤٠‏)‏ وفي هذا المثل يعزِّز يسوع المبدأ،‏ مظهرا ان ما يُفعل بإخوته (‏جيدا كان او رديئا)‏ يصل حتى الى السماء؛‏ كما لو ان ذلك يُفعل به في السماء.‏ وهنا يشدِّد يسوع ايضا على مقياس يهوه للحكم،‏ موضحا ان دينونة اللّٰه،‏ سواء كانت مؤاتية او غير مؤاتية،‏ هي صحيحة وعادلة.‏ والجداء لا يمكنهم ان يقدِّموا عذرا بقولهم،‏ ‹ليتنا رأيناك شخصيا.‏›‏

      ١٣ لماذا قد يخاطب المشبهون بالجداء يسوع داعينه ‹ربا›؟‏

      ١٣ حالما نفهم متى يجري القيام بالدينونة التي تظهر في هذا المثل،‏ نرى بشكل اوضح مَن هم الجداء.‏ فالاتمام هو عندما «تظهر علامة ابن الانسان في السماء.‏ وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان آتيا .‏ .‏ .‏ بقوة ومجد كثير.‏» (‏متى ٢٤:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ والناجون من الضيق على بابل العظيمة الذين عاملوا اخوة الملك بازدراء قد يخاطبون القاضي الآن بيأس داعينه ‹ربا،‏› راجين ان ينقذ حياتهم.‏ —‏ متى ٧:‏٢٢،‏ ٢٣‏؛‏ قارنوا رؤيا ٦:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٤ على ايّ اساس سيدين يسوع الخراف والجداء؟‏

      ١٤ لكنَّ دينونة يسوع لن تكون مؤسسة على ادِّعاءات يائسة من روَّاد الكنائس السابقين،‏ الملحدين،‏ او غيرهم.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٨‏)‏ وبدلا من ذلك،‏ سيستعرض القاضي حالة الناس القلبية وأعمالهم الماضية حتى نحو «احد [اخوته] هؤلاء الاصاغر.‏» ومن المعترف به ان عدد المسيحيين الممسوحين الباقين على الارض يتناقص.‏ ولكن ما دام الممسوحون،‏ الذين يؤلفون «العبد الامين الحكيم،‏» يستمرون في تزويد الطعام الروحي والتوجيه،‏ لدى الخراف المحتمَلين فرصة فعل الخير لصف العبد،‏ كما يفعل ‹الجمع الكثير من كل الامم والقبائل والشعوب.‏› —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ كيف اظهر كثيرون انهم كالجداء؟‏ (‏ب)‏ لماذا ينبغي ان نتجنَّب ذكر ما اذا كان شخص ما خروفا او جديا؟‏

      ١٥ وكيف عومل اخوة المسيح والملايين من الخراف الاخر المتَّحدين بهم كرعية واحدة؟‏ كثيرون من الناس ربما لم يهاجموا شخصيا ممثلي المسيح،‏ ولكنهم لم يعاملوا شعبه بطريقة حبية ايضا.‏ والمشبهون بالجداء يرفضون رسالة الملكوت،‏ سواء سمعوها بشكل مباشر او غير مباشر،‏ مفضِّلين العالم الشرير.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وطبعا،‏ في النهاية،‏ يسوع هو الشخص المعيَّن لاصدار الحكم.‏ وليس لنا ان نقرِّر مَن هم الخراف ومَن هم الجداء.‏ —‏ مرقس ٢:‏٨؛‏ لوقا ٥:‏٢٢؛‏ يوحنا ٢:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ رومية ١٤:‏١٠-‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٥‏.‏

      اي مستقبل هنالك لكل فريق؟‏

      ١٦،‏ ١٧ ايّ مستقبل سيكون للخراف؟‏

      ١٦ اصدر يسوع حكمه للخراف:‏ «تعالوا يا مبارَكي ابي رِثوا الملكوت المعَدّ لكم منذ تأسيس العالم.‏» يا لها من دعوة حارة —‏ «تعالوا»!‏ الى ماذا؟‏ الى الحياة الابدية،‏ كما عبَّر عن ذلك مضيفا:‏ «الابرار [سيدخلون] الى حياة ابدية.‏» —‏ متى ٢٥:‏٣٤،‏ ٤٦‏.‏

      ١٧ في مثل الوزنات،‏ اظهر يسوع ما هو مطلوب من الذين سيحكمون معه في السماء،‏ ولكنه في هذا المثل يظهر ما هو متوقَّع من رعايا الملكوت.‏ (‏متى ٢٥:‏١٤-‏٢٣‏)‏ وبشكل ملائم،‏ لأن الخراف دعموا اخوة يسوع من كل القلب،‏ سيرثون مكانا في الحيِّز الارضي لملكوته.‏ وسيتمتعون بالحياة على ارض فردوسية —‏ توقُّع اعدّه اللّٰه لهم ‹منذ تأسيس عالم› البشر الذين يمكن فداؤهم.‏ —‏ لوقا ١١:‏٥٠،‏ ٥١‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ايّ حكم سيصدره يسوع على الجداء؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نكون على يقين من ان الجداء لن يواجهوا عذابا ابديا؟‏

      ١٨ يا لتباين ذلك مع الدينونة المنفَّذة في الجداء!‏ «ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعَدّة لابليس وملائكته.‏ لأني جعت فلم تطعموني.‏ عطشت فلم تسقوني.‏ كنت غريبا فلم تأووني.‏ عريانا فلم تكسوني.‏ مريضا ومحبوسا فلم تزوروني.‏ حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك.‏ فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا.‏» —‏ متى ٢٥:‏٤١-‏٤٥‏.‏

      ١٩ يعرف تلاميذ الكتاب المقدس ان هذا لا يمكن ان يعني ان انفسا خالدة للمشبهين بالجداء ستتعذَّب في نار ابدية.‏ كلا،‏ لأن البشر هم انفس؛‏ ولا يملكون انفسا خالدة.‏ (‏تكوين ٢:‏٧؛‏ جامعة ٩:‏٥،‏ ١٠؛‏ حزقيال ١٨:‏٤‏)‏ وبالحكم على الجداء ‹بالنار الابدية،‏› يعني القاضي الهلاك دون رجاء للمستقبل،‏ الامر الذي سيكون ايضا النهاية الاخيرة لابليس وأبالسته.‏ (‏رؤيا ٢٠:‏١٠،‏ ١٤‏)‏ لذلك يعلن قاضي يهوه حكمَين متضادَّين.‏ فيقول للخراف،‏ «تعالوا»؛‏ وللجداء،‏ «اذهبوا عني.‏» والخراف سيرثون «حياة ابدية.‏» أما الجداء فسينالون ‹قطعا ابديا.‏› —‏ متى ٢٥:‏٤٦‏،‏ ع‌ج‏.‏b

      ماذا يعني ذلك لنا؟‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ ايّ عمل مهم يجب ان يقوم به المسيحيون؟‏ (‏ب)‏ ايّ تقسيم يجري الآن؟‏ (‏ج)‏ ماذا ستكون حالة الناس عندما يبدأ اتمام مثل الخراف والجداء؟‏

      ٢٠ ان الرسل الاربعة الذين سمعوا جواب يسوع عن علامة حضوره واختتام النظام كان لديهم الكثير للتأمل فيه.‏ فكان يلزم ان يبقوا متيقظين وساهرين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٢‏)‏ وكان يلزم ايضا ان يقوموا بعمل الشهادة المذكور في مرقس ١٣:‏١٠‏.‏ وشهود يهوه منهمكون اليوم بنشاط في هذا العمل.‏

      ٢١ ولكن ماذا يعني لنا هذا الفهم الجديد لمثل الخراف والجداء؟‏ يتَّخذ الناس الآن موقفهم.‏ فالبعض هم في ‹الطريق الواسع الذي يؤدي الى الهلاك،‏› فيما يحاول الآخرون البقاء في ‹الطريق الكرب الذي يؤدي الى الحياة.‏› (‏متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ لكنَّ الوقت الذي فيه سيصدر يسوع الدينونة النهائية المتعلقة بالخراف والجداء الموصوفة في المثل لا يزال امامنا.‏ وعندما يأتي ابن الانسان في دور القاضي،‏ سيقرِّر ان مسيحيين حقيقيين كثيرين —‏ وفي الواقع ‹جمعا كثيرا› من الخراف المنتذرين —‏ هم اهل لعبور الجزء الاخير من «الضيقة العظيمة» الى العالم الجديد.‏ وهذا التوقُّع ينبغي ان يكون الآن مصدر فرح.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ ومن جهة اخرى،‏ ستكون هنالك اعداد كبيرة من «جميع الشعوب» ممَّن برهنوا انهم كالجداء العُنُد.‏ و ‹سيمضون الى (‏قطع ابدي)‏.‏› فيا لها من راحة للارض!‏

      ٢٢،‏ ٢٣ بما ان اتمام المثل لا يزال في المستقبل،‏ لماذا عملنا الكرازي حيوي اليوم؟‏

      ٢٢ في حين ان الدينونة الموصوفة في المثل هي في المستقبل القريب،‏ يحدث الآن ايضا امر حيوي.‏ فنحن المسيحيين ننهمك في عمل منقذ للحياة،‏ عمل المناداة برسالة تسبِّب تقسيما بين الناس.‏ (‏متى ١٠:‏٣٢-‏٣٩‏)‏ كتب بولس:‏ «لأن كل مَن يدعو باسم (‏يهوه)‏ يخلص.‏ فكيف يدعون بمَن لم يؤمنوا به.‏ وكيف يؤمنون بمَن لم يسمعوا به.‏ وكيف يسمعون بلا كارز.‏» (‏رومية ١٠:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ان خدمتنا العلنية تحمل اسم اللّٰه ورسالة خلاصه الى الناس في اكثر من ٢٣٠ بلدا.‏ ولا يزال اخوة المسيح الممسوحون في طليعة هذا العمل.‏ وقد انضمّ اليهم الآن نحو خمسة ملايين من الخراف الاخر.‏ ويتجاوب اناس حول الكرة الارضية مع الرسالة التي ينادي بها اخوة يسوع.‏

      ٢٣ يسمع كثيرون رسالتنا ونحن نكرز من بيت الى بيت او بطريقة غير رسمية.‏ وقد يعرف آخرون عن شهود يهوه وما نمثِّله بطرائق لا نعرفها.‏ وعندما يحين وقت الدينونة،‏ الى ايّ حد سيأخذ يسوع في الاعتبار المسؤولية الجماعية والاستحقاق العائلي؟‏ لا نعرف ذلك،‏ ولا فائدة من التخمين.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ٧:‏١٤‏.‏)‏ يتجاهل كثيرون الآن عمدا شعب اللّٰه،‏ يسخرون منهم،‏ او يشتركون في اضطهادهم بشكل مباشر.‏ لذلك هذا هو وقت حاسم؛‏ ومثل هؤلاء قد يصيرون اولئك الذين سيدينهم يسوع بصفتهم جداء.‏ —‏ متى ١٠:‏٢٢؛‏ يوحنا ١٥:‏٢٠؛‏ ١٦:‏٢،‏ ٣؛‏ رومية ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ لماذا من المهم ان يتجاوب الافراد بشكل مؤاتٍ مع كرازتنا؟‏ (‏ب)‏ ايّ موقف من خدمتكم ساعدكم هذا الدرس شخصيا على امتلاكه؟‏

      ٢٤ ولكن من المفرح انَّ كثيرين يتجاوبون بشكل مؤاتٍ،‏ يدرسون كلمة اللّٰه،‏ ويصيرون شهودا ليهوه.‏ وبعض الذين يبدون في الوقت الحاضر كجداء قد يتغيَّرون ويصيرون كخراف.‏ والنقطة هي ان الذين يتجاوبون مع بقية اخوة المسيح ويدعمونهم بشكل فعَّال يعطون بذلك الآن دليلا سيزوِّد اساسا لجعلهم عن يمين يسوع عندما يجلس،‏ في المستقبل القريب،‏ على عرشه ليصدر الحكم.‏ وهؤلاء يُبارَكون وسيبقون مبارَكين.‏ وهكذا،‏ ينبغي ان يدفعنا هذا المثل الى المزيد من النشاط الغيور في الخدمة المسيحية.‏ وقبل فوات الاوان،‏ نريد ان نفعل كل ما في وسعنا للمناداة ببشارة الملكوت ومنح الآخرين بهذه الطريقة فرصة التجاوب.‏ وبعدئذ يعود ليسوع امر اصدار الحكم،‏ سواء كان مؤاتيا او غير مؤاتٍ.‏ —‏ متى ٢٥:‏٤٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة